المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل إلى عالم يسكن بيت العنكبوت(2)...



سعيد نويضي
02/05/2008, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

رسائل إلى عالم يسكن بيت العنكبوت(2)...

هل يعتبر النقد جلدا للذات من قبل الأنا أو من قبل الآخر...؟ أم هو تعرية لعيوبنا و لقضايانا و رؤيتنا الواضحة أمام مرآة نفوسنا و فكرنا و وضعنا الذي يسخر منه العدو و يستهزأ فيه بأحب الناس لقلوبنا و لربنا.فكلما اطلعت على كلمة تشرح الوضعية القائمة إلا و وجدت فيها ما يدمي القلب و تشرّح و تشخّص المرض و الداء و الخلل إلا و أصبت بالذهول خاصة إذا كان التشخيص معزز بأرقام و إحصائيات تنطلق من واقع لتعبر عن مأساة لا يكاد يرى من خلالها إلا بصيص من الأمل...و مع الأمل يصبح الألم آمالا تشرق من خلالها بوادر الرغبة في الازدهار و الرقي...لكن هذه الرغبة تظل محاطة بتأنيب الضمير و بالجلد و كأن الأمثلة الشعبية تشكل المحرك الأساسي لكل شرائح المجتمع المثقف منها و غير المثقف كل بطريقته مع اختلاف الأسلوب و الدرجة...و من تلك الأمثلة "العصا لا تترك مجالا لمن يعصى"...كعصارة لفكرة قد تكون إرثا لقول ينسب للرسول عليه الصلاة و السلام. و ما هو بقول لرسول الله بحسب العديد من المحققين و المختصين في مجال تصحيح الحديث...فلم أجده لدى الشيخ الألباني رحمه الله و وجدت نسبته إلى الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه"إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"...

السؤال 120: هل هذا حديث{إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن}؟ وحديث{الجار قبل الدار}هل هو صحيح؟الجواب: ليس هذا بحديث، لكن معناه صحيح ووجدته مسنداً عند ابن شبة في "تاريخ المدينة" من قول عثمان رضي الله عنه، فليس هو من قول الرسول صلى الله عليه وسلم .الشيخ مشهور حسن آل سلمان[موقع شبكة المنهاج الإسلامية]...

لكن نظل و مع ذلك في نفس الخندق نجلد الذات جلدا...و هذا قد يفيد إلى حد الوجع الذي نعاني منه من دواتنا و من ذوات بني جلدتنا و من غيرنا على حد سواء...فالنقد غالبا ما ينصب على إبراز المساوئ و التقليل أو التهميش فيما يخص المحاسن...أو على إبراز الأخطاء و تشريحها و تحليلها دون تقديم البديل لإصلاحها في واقعنا الحالي...بل الكل على المستوى النظري لديه بديل يقترب أو يبتعد من المنظومة الكلية و الشمولية لنظرية الإسلام. كل بحسب نظرته و رؤيته للأمور. و ذلك راجع في نظري إلى حجم الإحساس بالإحباط الذي يعاني منه الشعور العام و الإحساس المتواصل بما يشبه الهزيمة النهائية...و تكريس هذا الإحساس من طرف المثقفين و الكتاب و كل من يشتغلون بالكلمة على أساس أن هذا الوضع هو وضع غير قابل للتغيير...و بالتالي تلزمنا مئات أو آلاف من السنوات الضوئية حتى نستطيع أن نقف على قدم المساواة مع الشعوب الأخرى...و هذا رأي بائس يائس لا يعتد به في غالب الأحيان...و إن كان فيه من الأثر ما هو بادي للعيان...

و هذا قول فيه كذلك من التعجيز بقدر ما يحمل شيئا من الصدق و الحقيقة إن بقينا ننتظر من غيرنا كيف نستطيع أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله عز و جل ما بنا و ما بحالنا و أحوالنا على جميع المستويات...فالزمن في تغير مستمر و كل يوم يأتي بجديد...يقول الحق جل و علا: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }الرحمن29
يسأله مَن في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن : يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع...[التفسير الميسر]...

فالتغيير هو مفتاح التقدم و الرقي...ٍو التاريخ شاهد على ذلك و الواقع ينطق به...فكم من سؤال تمت الإجابة عنه....و كم من معضلة وجدت لها حلول متعددة... و كم من إشكالية لم تعد إلا ذكرى...و مع ذلك لا زال العديد من المشاكل يستعصى حلهاٍٍ و قد تبرز مشاكل أخرى و إشكاليات أعمق و أعقد من الموجودة حاليا...و هذه سنة الله عز و جل في كونه و خلقه و مخلوقاته...و لكن كل تغيير يستوجب تحقيق شروط لكي يتم ذلك....و الشرط الأساسي ينبع منا من دواتنا من العوامل الأساسية المكونة لنا في تركيبتنا الذهنية و النفسية و المعرفية و ما ينتج عنها من تغيرات اجتماعية و اقتصادية وسياسية و ثقافيةٍ... {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11
لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه, يحفظونه بأمر الله ويحصون ما يصدر عنه من خير أو شر. إن الله سبحانه وتعالى لا يغيِّر نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غيَّروا ما أمرهم به فعصوه. وإذا أراد الله بجماعةٍ بلاءً فلا مفرَّ منه, وليس لهم مِن دون الله مِن وال يتولى أمورهم, فيجلب لهم المحبوب, ويدفع عنهم المكروه[التفسير الميسر]...

و لا تغيير بدون علم و معرفة... فأمة العرب هي أمة "اقرأ" أمة العلم بكل فروعه و أنواعه... لذلك كان أمر الله في أول سورة نزلت على الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام... {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1
اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربك المتفرد بالخلق،..[التفسير الميسر]...فكان أول جواب شاف كاف لأكبر معضلة لا زال البشر يتخبط فيها ألا و هي معضلة الخلق...و من أمة "اقرأ" كان خلق الأمة الإسلامية التي يبلغ تعدادها المليار و نصف من سكان الأرض...ابتدأت مع رجل واحد اصطفاه الله عز و جل من خلقه ليكون رحمة للعالمين...و لتبلغ دعوته و التي هي دعوة الأنبياء و الرسل عليهم أفضل صلوات الله و سلامه جميعا على فترة من فترات تاريخ هذه البشرية على هذه الكوكب المسمى الأرض... و هي دعوة الإسلام... دعوة العلم و المعرفة...

و لا علم و لا معرفة بدون عدل و حرية...لكن العلم و المعرفة لا يمكن أن يكونا على الشكل الذي يرضاه رب العالمين إن لم يتفقا مع سنن الله عز و جل في خلقه...فالنظام الكوني القائم حاليا من توالي الليل و النهار...و طلوع الشمس و غروبها...و النبات الذي يخرج من الأرض يعد نزول المطر و العديد العديد من الآيات ما كانت لتتم لولا عدل الله عز و جل في الكون...يقول الحق جل و علا: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
إن الله سبحانه وتعالى يأمر عباده في هذا القرآن بالعدل والإنصاف في حقه بتوحيده وعدم الإشراك به, وفي حق عباده بإعطاء كل ذي حق حقه, ويأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع, وإلى الخلق في الأقوال والأفعال, ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم, وينهى عن كل ما قَبُحَ قولا أو عملا وعما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصي, وعن ظلم الناس والتعدي عليهم, والله -بهذا الأمر وهذا النهي- يَعِظكم ويذكِّركم العواقب; لكي تتذكروا أوامر الله وتنتفعوا بها....[التفسير الميسر]...

فالله جل في علاه العادل في خلقه و حكمه و تدبير شؤون مخلوقاته لا يظلم مثقال ذرة يقول الحق جل و علا: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }يونس44
إن الله لا يظلم الناس شيئًا بزيادة في سيئاتهم أو نقص من حسناتهم, ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والمعصية ومخالفة أمر الله ونهيه....[التفسير الميسر]...

فعلى العدل يقوم الكون و من العدل أن يكون خالق الكون عادلا...فسبحانه رب العالمين...و لذلك أمر الخلق بأن يقيموا العدل...و من عدله عز و جل أنه جل في علاه لم يجبر الإنسان على ذلك و لم يقم بإكراهه على ذلك... فوهب للإنسان قيمة كبرى تتأسس عليها مسئوليته في الحياة بشقيها الدنيوي و الأخروي...هي قيمة الحرية...فالحرية و هي القدرة على الاختيار بين شيئين على أقل تقدير هي مناط التكليف الذي تقوم على أساسه المسئولية و من تم الجزاء إما ثوابا ينعم به الإنسان و إما عقابا يندم فيه الإنسان على ما قدمت يداه...و من حكمته عز و جل أنه بين في الرخصة التي قدمها للإنسان في قضية الحرية...كقضية شائكة و معقدة إلى أبعد الحدود...أنه جل و علا بيّن و وضح الأفضل و الأصح في الاختيار فقال و هو الأعز من قائل: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256
لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه لمن تُقبل منهم الجزية, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك....[التفسير الميسر]...
فالإنسان يختار ما يشاء "الإيمان أو الكفر" ولكن بيّن لمن استشكل عليه الاختيار فيما هو الأفضل و الأرجح و الأصوب و الأرشد...لأن الله عز و جل لا يريد إلا الخير للعباد...

و لا عدل و لا حرية بدون الاستناد إلى مرجعية... و المرجعية إما تستمد أسسها من الوحي و الوعي به و بعقلانيته...و إما من الوعي و بعقلانية العقل دون الاستناد إلى الوحي...و الوحي هو كتاب الله عز و جل و سنة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم...و الوعي به أي اتخاذ المنهج العلمي كرن من أركان العقل في التعامل مع الوحي...على أساس أن الوحي من علم العليم الحكيم الكامل بكل صفات الكمال و العلم و القدرة. أما الإنسان و علمه الغير مكتمل. بحجة بحثه المتواصل على المعرفة و العلم... و بحكم امتيازه عن باقي المخلوقات هو المسئول عن أفعاله أمام ربه قبل كل شيء و أمام نفسه و مجتمعه و أمام التاريخ بتوفره على قيمة العقل كقيمة تفرقه عن الحيوان و تميزه عن الملائكة و تجعل من الشيطان عدوه الأول و المبين...هذه القيمة التي تختزن في جزء منها ما يسمى بالذاكرة... تلك الذاكرة التي منها انبثق التاريخ الذي هو جزء من الماضي الذي نستمد منه العديد من الخبرات عبر التراكم المعرفي الذي أسسه الإنسان من تفاعله مع محيطه الداخلي و الخارجي على السواء...

و من تم كانت القراءة هي المفتاح الأساسي لتحقيق العدل الذي يقوم على الحرية إن قامت هي الأخرى على حسن الاختيار...يقول الحق جل و علا: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}... و هنا قمة الإشكالية التي يعاني منها المثقف العربي – الإسلامي و المثقف بصفة عامة في كل أرض و في كل زمان...فالماضي جزء من الحاضر و من الحاضر نصل إلى المستقبل إما بتكريس الحاضر و إما بتجاوز سلبيات الحاضر...فهلا استوعبنا كيفية التعامل مع المرجعية...؟

فالتاريخ البشري القديم منه و الجديد يعتبر مرجعية لبني آدم...لكل البشرية...و ما تطور الإنسان و ارتقى إلا بفهمه للخبرات السابقة و تنقيتها و الإضافة إليها بما استجد من تفاعلات للعقل كأداة تحليل و تركيب و ابتكار و إبداع...ٍو عليه لا يمكن بتاتا أن تجد فكرا لا يستند إلى مرجعية تشكل الإطار العام الذي يتحرك فيه و يستمد منه أجوبته و منهاجه للتعامل مع المواقف المتعددة التي تفرضها الحياة بكل مكوناتها...

فلو استوعبنا الآيات الثلاثة على التوالي لأدركنا حقيقة من حقائق كتاب رب العالمين:

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54
ولقد وضَّحنا ونوَّعنا في هذا القرآن للناس أنواعًا كثيرة من الأمثال؛ ليتعظوا بها ويؤمنوا. وكان الإنسان أكثر المخلوقات خصومة وجدلا...[التفسير الميسر]...

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ }الروم58
ولقد بينَّا للناس في هذا القرآن مِن كل مثل من أجل إقامة الحجة عليهم وإثبات وحدانية الله جل وعلا ، ولئن جئتهم -أيها الرسول- بأي حجة تدل على صدقك ليقولَنَّ الذين كفروا بك: ما أنتم -أيها الرسول وأتباعك- إلا مبطلون فيما تجيئوننا به من الأمور...

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الزمر27
ولقد ضربنا لهؤلاء المشركين بالله في هذا القرآن من كل مثل من أمثال القرون الخالية تخويفًا وتحذيرًا; ليتذكروا فينزجروا عما هم عليه مقيمون من الكفر بالله...

فالحقيقة الواضحة للعيان أن الإنسان يستوعب الفكرة انطلاقا من المثل الذي يجعل من الفكرة واقعا ملموسا و محسوسا يمكن مشاهدته و استخلاص العبرة منه...و لكن بحكم أن الإنسان هو أكثر الكائنات جدلا أي أخذا و ردا و تفسيرا و تحليلا و تركيبا و مناقشة و حوارا...لا يقتنع و لا يستوعب بسهولة...و هذا ليس عيبا إلا إذا كنا ننقاش بديهية من البديهيات من مثل هل يحتاج النهار إلى دليل؟و انطلاقا من جدل الإنسان لا يؤمن حتى بأكبر الحقائق يقينا و هي وجود الله خالقا و رازقا و عليما و حكيما و سميعا و بصيرا....فكيف سيؤمن بما سيقوله من أرسله و اصطفاه من بين خلقه ليبلغ ما أمره ربه بتبليغه من تصحيح في فهم الأمور على وجهها الحق و من وضع منهاج لذلك حتى لا يضل و لا يضل و يكون أقرب ما استطاع لتطبيق أمر الله عز و جل و الابتعاد عن ما نهى رغبة في رضاه و خشية من عقابه...و أكثر الدلائل على صحة هذا القول ما ورد كقصص في هذا الكتاب الكريم من أجل أن يتذكروا و يأخذوا العبرة من التاريخ الذي كان شاهدا على القوم الذين سبقوهم...

فالقرآن الذي قدم للإنسان الأمثلة على صحته و على بطلان ما سواه...يدعوكم إليه ليكون حجة لكم لا عليكم...و لتكونوا حجة على باقي البشر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا...

أقول قولي و أستغفر الله لي و لكم...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...دمتم في رعاية الله و حفظه...

:fl::emo_m1::fl::emo_m1:

سعيد نويضي
02/05/2008, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

رسائل إلى عالم يسكن بيت العنكبوت(2)...

هل يعتبر النقد جلدا للذات من قبل الأنا أو من قبل الآخر...؟ أم هو تعرية لعيوبنا و لقضايانا و رؤيتنا الواضحة أمام مرآة نفوسنا و فكرنا و وضعنا الذي يسخر منه العدو و يستهزأ فيه بأحب الناس لقلوبنا و لربنا.فكلما اطلعت على كلمة تشرح الوضعية القائمة إلا و وجدت فيها ما يدمي القلب و تشرّح و تشخّص المرض و الداء و الخلل إلا و أصبت بالذهول خاصة إذا كان التشخيص معزز بأرقام و إحصائيات تنطلق من واقع لتعبر عن مأساة لا يكاد يرى من خلالها إلا بصيص من الأمل...و مع الأمل يصبح الألم آمالا تشرق من خلالها بوادر الرغبة في الازدهار و الرقي...لكن هذه الرغبة تظل محاطة بتأنيب الضمير و بالجلد و كأن الأمثلة الشعبية تشكل المحرك الأساسي لكل شرائح المجتمع المثقف منها و غير المثقف كل بطريقته مع اختلاف الأسلوب و الدرجة...و من تلك الأمثلة "العصا لا تترك مجالا لمن يعصى"...كعصارة لفكرة قد تكون إرثا لقول ينسب للرسول عليه الصلاة و السلام. و ما هو بقول لرسول الله بحسب العديد من المحققين و المختصين في مجال تصحيح الحديث...فلم أجده لدى الشيخ الألباني رحمه الله و وجدت نسبته إلى الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه"إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"...

السؤال 120: هل هذا حديث{إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن}؟ وحديث{الجار قبل الدار}هل هو صحيح؟الجواب: ليس هذا بحديث، لكن معناه صحيح ووجدته مسنداً عند ابن شبة في "تاريخ المدينة" من قول عثمان رضي الله عنه، فليس هو من قول الرسول صلى الله عليه وسلم .الشيخ مشهور حسن آل سلمان[موقع شبكة المنهاج الإسلامية]...

لكن نظل و مع ذلك في نفس الخندق نجلد الذات جلدا...و هذا قد يفيد إلى حد الوجع الذي نعاني منه من دواتنا و من ذوات بني جلدتنا و من غيرنا على حد سواء...فالنقد غالبا ما ينصب على إبراز المساوئ و التقليل أو التهميش فيما يخص المحاسن...أو على إبراز الأخطاء و تشريحها و تحليلها دون تقديم البديل لإصلاحها في واقعنا الحالي...بل الكل على المستوى النظري لديه بديل يقترب أو يبتعد من المنظومة الكلية و الشمولية لنظرية الإسلام. كل بحسب نظرته و رؤيته للأمور. و ذلك راجع في نظري إلى حجم الإحساس بالإحباط الذي يعاني منه الشعور العام و الإحساس المتواصل بما يشبه الهزيمة النهائية...و تكريس هذا الإحساس من طرف المثقفين و الكتاب و كل من يشتغلون بالكلمة على أساس أن هذا الوضع هو وضع غير قابل للتغيير...و بالتالي تلزمنا مئات أو آلاف من السنوات الضوئية حتى نستطيع أن نقف على قدم المساواة مع الشعوب الأخرى...و هذا رأي بائس يائس لا يعتد به في غالب الأحيان...و إن كان فيه من الأثر ما هو بادي للعيان...

و هذا قول فيه كذلك من التعجيز بقدر ما يحمل شيئا من الصدق و الحقيقة إن بقينا ننتظر من غيرنا كيف نستطيع أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله عز و جل ما بنا و ما بحالنا و أحوالنا على جميع المستويات...فالزمن في تغير مستمر و كل يوم يأتي بجديد...يقول الحق جل و علا: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }الرحمن29
يسأله مَن في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غنى لأحد منهم عنه سبحانه. كل يوم هو في شأن : يُعِزُّ ويُذِلُّ, ويعطي ويَمْنع...[التفسير الميسر]...

فالتغيير هو مفتاح التقدم و الرقي...ٍو التاريخ شاهد على ذلك و الواقع ينطق به...فكم من سؤال تمت الإجابة عنه....و كم من معضلة وجدت لها حلول متعددة... و كم من إشكالية لم تعد إلا ذكرى...و مع ذلك لا زال العديد من المشاكل يستعصى حلهاٍٍ و قد تبرز مشاكل أخرى و إشكاليات أعمق و أعقد من الموجودة حاليا...و هذه سنة الله عز و جل في كونه و خلقه و مخلوقاته...و لكن كل تغيير يستوجب تحقيق شروط لكي يتم ذلك....و الشرط الأساسي ينبع منا من دواتنا من العوامل الأساسية المكونة لنا في تركيبتنا الذهنية و النفسية و المعرفية و ما ينتج عنها من تغيرات اجتماعية و اقتصادية وسياسية و ثقافيةٍ... {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11
لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه, يحفظونه بأمر الله ويحصون ما يصدر عنه من خير أو شر. إن الله سبحانه وتعالى لا يغيِّر نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غيَّروا ما أمرهم به فعصوه. وإذا أراد الله بجماعةٍ بلاءً فلا مفرَّ منه, وليس لهم مِن دون الله مِن وال يتولى أمورهم, فيجلب لهم المحبوب, ويدفع عنهم المكروه[التفسير الميسر]...

و لا تغيير بدون علم و معرفة... فأمة العرب هي أمة "اقرأ" أمة العلم بكل فروعه و أنواعه... لذلك كان أمر الله في أول سورة نزلت على الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام... {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1
اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربك المتفرد بالخلق،..[التفسير الميسر]...فكان أول جواب شاف كاف لأكبر معضلة لا زال البشر يتخبط فيها ألا و هي معضلة الخلق...و من أمة "اقرأ" كان خلق الأمة الإسلامية التي يبلغ تعدادها المليار و نصف من سكان الأرض...ابتدأت مع رجل واحد اصطفاه الله عز و جل من خلقه ليكون رحمة للعالمين...و لتبلغ دعوته و التي هي دعوة الأنبياء و الرسل عليهم أفضل صلوات الله و سلامه جميعا على فترة من فترات تاريخ هذه البشرية على هذه الكوكب المسمى الأرض... و هي دعوة الإسلام... دعوة العلم و المعرفة...

و لا علم و لا معرفة بدون عدل و حرية...لكن العلم و المعرفة لا يمكن أن يكونا على الشكل الذي يرضاه رب العالمين إن لم يتفقا مع سنن الله عز و جل في خلقه...فالنظام الكوني القائم حاليا من توالي الليل و النهار...و طلوع الشمس و غروبها...و النبات الذي يخرج من الأرض يعد نزول المطر و العديد العديد من الآيات ما كانت لتتم لولا عدل الله عز و جل في الكون...يقول الحق جل و علا: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
إن الله سبحانه وتعالى يأمر عباده في هذا القرآن بالعدل والإنصاف في حقه بتوحيده وعدم الإشراك به, وفي حق عباده بإعطاء كل ذي حق حقه, ويأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع, وإلى الخلق في الأقوال والأفعال, ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم, وينهى عن كل ما قَبُحَ قولا أو عملا وعما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصي, وعن ظلم الناس والتعدي عليهم, والله -بهذا الأمر وهذا النهي- يَعِظكم ويذكِّركم العواقب; لكي تتذكروا أوامر الله وتنتفعوا بها....[التفسير الميسر]...

فالله جل في علاه العادل في خلقه و حكمه و تدبير شؤون مخلوقاته لا يظلم مثقال ذرة يقول الحق جل و علا: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }يونس44
إن الله لا يظلم الناس شيئًا بزيادة في سيئاتهم أو نقص من حسناتهم, ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والمعصية ومخالفة أمر الله ونهيه....[التفسير الميسر]...

فعلى العدل يقوم الكون و من العدل أن يكون خالق الكون عادلا...فسبحانه رب العالمين...و لذلك أمر الخلق بأن يقيموا العدل...و من عدله عز و جل أنه جل في علاه لم يجبر الإنسان على ذلك و لم يقم بإكراهه على ذلك... فوهب للإنسان قيمة كبرى تتأسس عليها مسئوليته في الحياة بشقيها الدنيوي و الأخروي...هي قيمة الحرية...فالحرية و هي القدرة على الاختيار بين شيئين على أقل تقدير هي مناط التكليف الذي تقوم على أساسه المسئولية و من تم الجزاء إما ثوابا ينعم به الإنسان و إما عقابا يندم فيه الإنسان على ما قدمت يداه...و من حكمته عز و جل أنه بين في الرخصة التي قدمها للإنسان في قضية الحرية...كقضية شائكة و معقدة إلى أبعد الحدود...أنه جل و علا بيّن و وضح الأفضل و الأصح في الاختيار فقال و هو الأعز من قائل: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256
لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه لمن تُقبل منهم الجزية, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك....[التفسير الميسر]...
فالإنسان يختار ما يشاء "الإيمان أو الكفر" ولكن بيّن لمن استشكل عليه الاختيار فيما هو الأفضل و الأرجح و الأصوب و الأرشد...لأن الله عز و جل لا يريد إلا الخير للعباد...

و لا عدل و لا حرية بدون الاستناد إلى مرجعية... و المرجعية إما تستمد أسسها من الوحي و الوعي به و بعقلانيته...و إما من الوعي و بعقلانية العقل دون الاستناد إلى الوحي...و الوحي هو كتاب الله عز و جل و سنة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم...و الوعي به أي اتخاذ المنهج العلمي كرن من أركان العقل في التعامل مع الوحي...على أساس أن الوحي من علم العليم الحكيم الكامل بكل صفات الكمال و العلم و القدرة. أما الإنسان و علمه الغير مكتمل. بحجة بحثه المتواصل على المعرفة و العلم... و بحكم امتيازه عن باقي المخلوقات هو المسئول عن أفعاله أمام ربه قبل كل شيء و أمام نفسه و مجتمعه و أمام التاريخ بتوفره على قيمة العقل كقيمة تفرقه عن الحيوان و تميزه عن الملائكة و تجعل من الشيطان عدوه الأول و المبين...هذه القيمة التي تختزن في جزء منها ما يسمى بالذاكرة... تلك الذاكرة التي منها انبثق التاريخ الذي هو جزء من الماضي الذي نستمد منه العديد من الخبرات عبر التراكم المعرفي الذي أسسه الإنسان من تفاعله مع محيطه الداخلي و الخارجي على السواء...

و من تم كانت القراءة هي المفتاح الأساسي لتحقيق العدل الذي يقوم على الحرية إن قامت هي الأخرى على حسن الاختيار...يقول الحق جل و علا: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}... و هنا قمة الإشكالية التي يعاني منها المثقف العربي – الإسلامي و المثقف بصفة عامة في كل أرض و في كل زمان...فالماضي جزء من الحاضر و من الحاضر نصل إلى المستقبل إما بتكريس الحاضر و إما بتجاوز سلبيات الحاضر...فهلا استوعبنا كيفية التعامل مع المرجعية...؟

فالتاريخ البشري القديم منه و الجديد يعتبر مرجعية لبني آدم...لكل البشرية...و ما تطور الإنسان و ارتقى إلا بفهمه للخبرات السابقة و تنقيتها و الإضافة إليها بما استجد من تفاعلات للعقل كأداة تحليل و تركيب و ابتكار و إبداع...ٍو عليه لا يمكن بتاتا أن تجد فكرا لا يستند إلى مرجعية تشكل الإطار العام الذي يتحرك فيه و يستمد منه أجوبته و منهاجه للتعامل مع المواقف المتعددة التي تفرضها الحياة بكل مكوناتها...

فلو استوعبنا الآيات الثلاثة على التوالي لأدركنا حقيقة من حقائق كتاب رب العالمين:

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54
ولقد وضَّحنا ونوَّعنا في هذا القرآن للناس أنواعًا كثيرة من الأمثال؛ ليتعظوا بها ويؤمنوا. وكان الإنسان أكثر المخلوقات خصومة وجدلا...[التفسير الميسر]...

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ }الروم58
ولقد بينَّا للناس في هذا القرآن مِن كل مثل من أجل إقامة الحجة عليهم وإثبات وحدانية الله جل وعلا ، ولئن جئتهم -أيها الرسول- بأي حجة تدل على صدقك ليقولَنَّ الذين كفروا بك: ما أنتم -أيها الرسول وأتباعك- إلا مبطلون فيما تجيئوننا به من الأمور...

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الزمر27
ولقد ضربنا لهؤلاء المشركين بالله في هذا القرآن من كل مثل من أمثال القرون الخالية تخويفًا وتحذيرًا; ليتذكروا فينزجروا عما هم عليه مقيمون من الكفر بالله...

فالحقيقة الواضحة للعيان أن الإنسان يستوعب الفكرة انطلاقا من المثل الذي يجعل من الفكرة واقعا ملموسا و محسوسا يمكن مشاهدته و استخلاص العبرة منه...و لكن بحكم أن الإنسان هو أكثر الكائنات جدلا أي أخذا و ردا و تفسيرا و تحليلا و تركيبا و مناقشة و حوارا...لا يقتنع و لا يستوعب بسهولة...و هذا ليس عيبا إلا إذا كنا ننقاش بديهية من البديهيات من مثل هل يحتاج النهار إلى دليل؟و انطلاقا من جدل الإنسان لا يؤمن حتى بأكبر الحقائق يقينا و هي وجود الله خالقا و رازقا و عليما و حكيما و سميعا و بصيرا....فكيف سيؤمن بما سيقوله من أرسله و اصطفاه من بين خلقه ليبلغ ما أمره ربه بتبليغه من تصحيح في فهم الأمور على وجهها الحق و من وضع منهاج لذلك حتى لا يضل و لا يضل و يكون أقرب ما استطاع لتطبيق أمر الله عز و جل و الابتعاد عن ما نهى رغبة في رضاه و خشية من عقابه...و أكثر الدلائل على صحة هذا القول ما ورد كقصص في هذا الكتاب الكريم من أجل أن يتذكروا و يأخذوا العبرة من التاريخ الذي كان شاهدا على القوم الذين سبقوهم...

فالقرآن الذي قدم للإنسان الأمثلة على صحته و على بطلان ما سواه...يدعوكم إليه ليكون حجة لكم لا عليكم...و لتكونوا حجة على باقي البشر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا...

أقول قولي و أستغفر الله لي و لكم...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...دمتم في رعاية الله و حفظه...

:fl::emo_m1::fl::emo_m1: