المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراكز الأبحاث والمؤسسات العاملة في خدمة التطبيع والاستراتيجية الصهيونية



ناصر عبد المجيد الحريري
03/05/2008, 03:12 PM
مراكز الأبحاث والمؤسسات
العاملة في خدمة التطبيع
والإستراتيجية " الصهيونية "
( الأهداف- البرامج – الإشراف )
(1-2)
يمثل التطبيع الثقافي الدعامة الرئيسية للتغلغل "الإسرائيلي" في المنطقة العربية لأنه أعمق وأكثر استقراراً من أي ترتيبات أمنية كالمناطق المنزوعة السلاح، ووضع قوات دولية وغيرها من الترتيبات الأمنية.
فالتطبيع الثقافي يبقى هو العامل الحاسم على المدى البعيد لأن الصراع يترسخ في وعي الشعوب وثقافتها وذاكرتها الجمعية ووجدانها القومي، فتصعب عملية هز القناعات وتدمير مقومات الذاكرة الوطنية واختراق الثوابت التاريخية والدينية والحضارية دون إقامة جسور للتواصل والتطبيع الثقافي ومن هذا المنطلق فقد قامت الإستراتيجية " الصهيونية " وتجلياتها المعاصرة على محاولة نزع العداء من الوجدان والعقل والذاكرة العربية، استكمالاً لنزع الأسلحة المقاومة، وهي المهمة التي تضمنها الاتفاقات السياسية والأمنية، وضرورة إستراتيجية انعقد حولها الإجماع الفكري في "إسرائيل"ويلتف خلفها المخططون والمنفذون، فقامت بتأصيلها والتنظير لها مراكز بحوث علمية وجامعات ومعاهد وهيئات أكاديمية "إسرائيلية" بحيث تتميز مراكز الدراسات " الصهيونية " ارتباطاتها وتأثيرها على عملية صنع القرار في الدولة " الصهيونية " إضافة إلى أنها تجد الكثير من الدعم والمساندة من أطراف متعددة مثل المؤسسات العامة ومنشآت القطاع الخاص، مما جعل هذه المراكز مستقرة في أوضاعها المالية.
ويبلغ عدد المراكز الأكثر نشاطاً داخل الكيان" الصهيوني " أكثر من 19مركزاً يأتي في مقدمتها المراكز التالية:
- مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية.
- معهد هاري ترومان لبحوث تطوير السلام.
- مركز البحوث والمعلومات الإسرائيلي- الفلسطيني.
- مركز جافي للدراسات الإستراتيجية.
- معهد ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية.
- مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا.
- مركز تامي شتابنمبنر لبحوث السلام.
- معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب.
- المركز العربي اليهودي في جامعة حيفا.
- معهد العلاقات الإنسانية في جامعة حيفا
- معهد الدراسات العربية في جفعات حفيفا
- قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطي في الجامعة العبرية
- مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب ( باسم جافي أويا فيه )
- المركز الدولي للسلام في الشرق الأوسط
- والمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة .

وغيرها من المراكز والمؤسسات البحثية المعروفة، فالتطبيع يعني الانتقال في العلاقات بين الطرفين من مرحلة العداء إلى مرحلة طبيعية تقوم على أساس المصالح المتبادلة وحسن الجوار والتعاون في الميادين والمجالات كافة.
إن إصرار العدو" الصهيوني " على التطبيع خصوصاً في الميدان الثقافي إنما ينبع من إدراكه أن هذا الميدان هو المؤهل والقادر على تلويث الفكر العربي والثقافة الشعبية- الوطنية، وضخ المفاهيم والتصورات المشوهة لقيمه ومبادئه و " الشخصية القومية " فالتطبيع في المجال الثقافي كما تنطوي عليه المخططات " الصهيونية " ، يستهدف في التطبيق العملي:
1- إعادة كتابة التاريخ الحضاري للمنطقة العربية، من خلال تزييف العديد من الحقائق والبديهيات التاريخية المتعلقة بالطريقة الاستعمارية الاستيطانية التي أقحمت الكيان" الصهيوني " في الوطن العربي حيث أقامت دولته "إسرائيل"على الأرض العربية في فلسطين، مع تشريد أغلبية شعبها.
2- التوقف عن تدريس الأدبيات والوثائق والنصوص المعادية لليهود و" الصهيونية " ودولة "إسرائيل"بما في ذلك الوارد منها في بعض الكتب المقدسة كالقرآن الكريم تطبيقاً للمادة الخامسة من مواد اتفاقيات كامب ديفيد ( البند الثالث ) حيث كثفت "إسرائيل"جهودها العلمية لرصد وتسجيل وتحليل المفاهيم الإسلامية المؤثرة في الصراع مع " الصهيونية " كأحد أبرز وجوه العناصر البنائية للذهنية العربية ففي أثناء زيارة بيغن لمصر في 25 آب / أغسطس 1981 أعرب عن استيائه البالغ من استمرار الطلبة في مصر بدراسة كتب التاريخ التي تتحدث عن اغتصاب "إسرائيل"لفلسطين و كتب التربية الإسلامية التي تحتوي على آيات من القرآن الكريم تندد ب" اليهود " وتلعنهم كالآية:
" لعن الذين كفروا من بني "إسرائيل"على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " ( المائدة: 78 ) والآية التي تقول: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا " اليهود " والذين أشركوا.. " ( المائدة 82 ). وقد أشارت الصحف المصرية و" الإسرائيلية " " في ذلك الوقت أن السادات استجاب على الفور لطلب صديقه بيغن فأصدر على الفور أوامره للمختصين في وزارة التربية لإعادة النظر في المناهج الدراسية بما يتلاءم مع طلبات بيغن واتفاقيات كامب ديفيد.
ويندرج تحت هذا الضغط عدد من الندوات واللقاءات التي نظمت في تل أبيب والقاهرة تحت شعار " دعم علاقة السلام بين مصر و"إسرائيل"" وكان الصهاينة يعربون عن خيبة أملهم لعدم انتشار الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن تاريخ " اليهود " وحضارتهم وثقافتهم ( وكأن لهم حضارة وثقافة !!! ) .
3- أن تصبح جامعات العدو ومراكز أبحاثه ودراساته مرجعية علمية للمنطقة بأسرها، بحيث تؤسس للمشروع" الصهيوني " الموجه لتدمير الثقافة والهوية الحضارية للمنطقة العربية بأكملها، بل إحداث التفكيك والفوضى في داخل كل قطر عربي عبر إذكاء روح التناحر بين المنتمين للأديان والطوائف والمذاهب والجماعات المختلفة من جهة، وعبر محاولة تحقيق السيطرة الثقافية والعلمية والتقنية من جهة أخرى.

وما عبر عنه بيريز في كتابه " الشرق الأوسط الجديد " بأن " القوة في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات " يعد تلخيصاً مكثفاً للإستراتيجية " الصهيونية " في هذا المجال وتقوم هذه الإستراتيجية على تجريد الأمة من ثقافتها لكي تصبح شبيهة بثقافة الكيان القائم في قلبها أي من دون ثقافة موحدة ".
والتطبيع الثقافي يستهدف تدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية، ولهذا فهو في نظر خبراء العدو وباحثيه وقادته العنصر الأهم والأكثر إلحاحاً في فرض الهيمنة " الصهيونية " على العرب، وجعلهم يستسلمون نهائياً تعبيراً عن الهزيمة الحضارية والانهيار القومي والانتحار الجماعي.
وبالتالي فإن المفهوم" الصهيوني " للتطبيع هو المظلة التي يرتكب تحتها كل ما يضمن لها تحقيق أهدافها التوسعية وأهدافها الاستراتيجية في نهب موارد الوطن العربي والسيطرة على مقدراته وتفكيكه وإلغاء الهوية العربية، وتدمير تراثنا وتاريخنا ومستقبلنا.
أما الأساليب والوسائل والبرامج " الصهيونية " المتبعة لتحقيق هذه الأهداف الخطيرة فهي شديدة الإشعاع والتنوع والتداخل والتجدد.
وما يهمنا هو ما تقوم به مراكز الأبحاث والمؤسسات والهيئات " الإسرائيلية " " والأمريكية في منطقتنا العربية تحت ستار البحث العلمي والتعاون الأكاديمي والتواصل الثقافي وغير ذلك من الأقنعة والتمويهات.
من المعروف أن التطبيع يأتي ضمن مخطط دولي تشارك فيه " الصهيونية " العالمية و"إسرائيل"والولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسات وهيئات غربية كثيرة عبر التركيز الشديد على تقويض حقائق ظلت لعقود متتالية قاعدة للثقافة القومية العربية، ولا يمكن دراسة الظاهرة الطائفية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة في الوطن العربي بمعزل عن تأثيرات تلك الجهات والدوائر المشبوهة التي نشرت ما يمكن أن نسميه " ثقافة الفتنة " لدرجة أنها ساهمت في التمهيد لعدد من عناصر الانهيار والتردي التي تخترق أوصال الأمة.
وتقوم ثقافة الفتنة على نبش الأحقاد والضغائن وعناصر التوتر في المجتمع، ثقافة تعميق التضاد والتناحر والاختلاف والتقاتل بين الجماعات المختلفة داخل الأمة.
فالعقل" الصهيوني " بات يدرك أنه إذا كانت الثقافة العربية صعبة الاختراق لعراقة جذورها ومتانة مقاومتها لذلك لجأ إلى وسيلة أسهل وأيسر، تتمثل في اختراق بعض المثقفين العرب الذين يمكن استخدامهم كأدوات لتفكيك حصن الثقافة العربية ودك أساسها من الداخل، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون أول عمل يقوم به السفير "الإسرائيلي"في مصر عقب تسلم مهام عمله في 17 شباط / فبراير 1980 أن قدم شيكاً لتوفيق الحكيم على أنه قيمة حقوقه المادية من ترجمة كتبه وطبعها في الكيان الصهيوني.
فقد وضعت جامعة تل أبيب مشروعاً للسلام جهز لاتفاقيات كامب ديفيد مع مصر، أداره في البداية البروفسور أفيفي أفين ثم تولاه البروفسور ديفي هورن وقد نشط معدو المشروع في إجراء الاتصالات الشخصية بين أساتذة جامعة تل أبيب والمثقفين المصريين كما أنشئ كرسي أستاذية لتاريخ مصر في جامعة تل أبيب من وجهة نظر صهيونية.
في هذا الإطار أقيمت في مصر ست وثلاثون مؤسسة علمية أمريكية وستة مراكز أكاديمية وثقافية إسرائيلية مثلت وتمثل مظلة رسمية لاختراق الشخصية العربية والتجسس على قطاعات المجتمع كافة ومن ذلك مثلاً النشاط الذي يقوم به "مركز البحوث السياسية " في كلية الاقتصاد – جامعة القاهرة الذي يجري كثيراً من الأبحاث بتمويل من مؤسسة فورد وكذلك نشاط " مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام " و " معهد التخطيط القومي " وغيرها من المؤسسات والمراكز العلمية.
وبغية اختراق العقل العربي وعناصر المجتمع العربي أنشئ في مصر عام 1982 "المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " الذي لعب ويلعب دوراً خطيراً في مجال التمهيد للتطبيع وزرع بذور " الصهيونية " التدميرية من خلال شبكة أبحاثه ورجالات المخابرات " الإسرائيلية " الذين يحتلون مواقع قيادية فيه منذ بداياته الأولى ويجمع الكتاب والباحثون الوطنيون المصريون على أنه يلعب دوراً رئيسياً في جمع المعلومات واصطياد العملاء والتجسس السياسي والثقافي على مصر والعرب.
ونظراً لكون" المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " الأخطر في ميدان إستراتيجية العدو على الأصعدة الأمنية والثقافية والعلمية فقد توالى على إدارته عدد من أبرز المتخصصين في الدراسات الشرقية والعربية الذين يرتبطون بعلاقات عضوية مع أجهزة المخابرات " الإسرائيلية " ومع مراكز التخطيط الإستراتيجية في" الكيان الصهيوني " .
وللتمويه أعلنت مهامه ضمن النقاط التالية:
- رعاية البحث والدراسة في التربية والعلوم والثقافة والتكنولوجيا والآثار والفنون والتاريخ.
- استضافة ومساعدة الباحثين الإسرائيليين، الذين يحصلون على منح دراسية والعلماء الزائرين الذين يقيمون في مصر لأغراض الدراسة والبحث.
- اتخاذ الترتيبات اللازمة مع السلطات المصرية ذات الشأن لتمكن العلماء والباحثين الإسرائيليين من متابعة بحوثهم في المؤسسات الأكاديمية ودور الوثائق والمكتبات والمتاحف.
- عقد دورات للعلماء والباحثين الزائرين، وإتاحة الفرصة لهم لمقابلة علماء وباحثين مصريين والتعاون معهم.

والحقيقة فإن أهداف هذا المركز الحقيقة ونوعية نشاطاته وممارساته في السنوات السابقة تجعله من أخطر المواقع الهجومية المتقدمة في إستراتيجية الغزو الفكري – الثقافي "الإسرائيلي"ضد العقل العربي، وشبكة متطورة لمؤسسة الاستخبارات الخارجية " الإسرائيلية "( الموساد )... للتغلغل في مجالات البحث العلمي كافة وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المصرية بوجه عام.
يقع هذا المركز الذي يطلق عليه المصريون " المستوطنة " الإسرائيلية " في البناية رقم 92 شارع النيل ( شقة رقم 33 ) بالقرب من شيراتون القاهرة.
ويضم المركز مكتبة عامة وقاعة محاضرات صغيرة تكاد تستوعب خمسين شخصاً ويعمل المركز بتنسيق كامل مع المستشار الثقافي والمستشار الإعلامي بالسفارة " الإسرائيلية " في القاهرة.
وتشرف عليه علمياً "الأكاديمية " الإسرائيلية " " للعلوم والآداب " بالاشتراك مع " الجمعية الشرقية " الإسرائيلية " وفيما يلي عرض مختصر لأنشطة المركز المعلنة والمعروفة.
أولاً:
- إصدار النشرات الدورية في مصر، ومنها نشرة دورية بالإنكليزية تحت عنوان " نشرة المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " والتي أصبحت تصدر باللغة العربية يغلب عليها الجانب الدعائي حول ما يسمى بالتقدم العلمي والتكنولوجي والأنشطة الجامعية في إسرائيل.
- إبراز الميادين العلمية التي يمكن أن تشكل ساحة للتعاون المشترك بين الباحثين المصريين والإسرائيليين وتقديم دراسات تاريخية متنوعة عن التأثيرات الثقافية بين ما يزعم من "ثقافة يهودية " والثقافة العربية. ويتكون مجلس الإدارة الاستشاري من مناحيم بن ساسون، أفينوم دانين، يهودا فريد لاندر، شيمون شامير وجبرائيل واربورغ.
- إصدار مجلة ضخمة بعنوان "لقاء الثقافتين العربية واليهودية " وتصدر باللغتين العربية والعبرية، ويتركز اهتمامها حول الدراسات المتصلة بما يسمى العناصر المشتركة بين الفكر العربي والفكر اليهودي كما تنشر ترجمة للأدب العبري وأعمال أدبية لكتاب مجهولين في الوطن العربي.
- يقوم المركز بتوزيع مجلة بعنوان "التربية من أجل السلام ".
ثانياً:
- خدمات مكتبية وتعليمية ورحلات، إذ تمثل مكتبة المركز مصدر جذب واسع لطلاب وباحثي أقسام اللغة العبرية وآدابها في الجامعات المصرية، فهي حافلة بالمراجع اليهودية في شتى المجالات، ومكتبة فيديو لأفلام دعائية لإسرائيل، ويساعد المركز الباحثين المتعاملين معه في تأمين المراجع العلمية المطلوبة لأبحاثهم من " إسرائيل " !!
- ومنذ آذار 1978 بدأ المركز بتقديم خدمة جديدة لجذب الطلبة، عبر توزيع استمارات على الراغبين في الحصول على منح للدراسة والبحث في الجامعات " الإسرائيلية " وتنظيم بعض الرحلات إلى المعابد اليهودية في مصر والمتحف ومراكز التوثيق.
ثالثاً:
تيسير مهمة الباحثين الإسرائيليين في مصر حيث يقوم المركز بتقديم العون والمساعدة للباحثين الإسرائيليين وإرشادهم إلى الأساتذة المصريين الذين يقبلون التعاون في تقديم المعلومات وبحوث مشتركة في إطار مخطط " مسح شامل " للمجتمع المصري ورسم خارطة للاتجاهات السياسية والدينية والفكرية ووضع دقيق للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
رابعاً:
ترتيب الندوات والمحاضرات وهي إحدى وسائل الحرب الفكرية " الصهيونية " حيث يقوم المركز بتنظيم المحاضرات للأكاديميين الإسرائيليين وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك بنظرائهم المصريين ويواظب على حضورها بعض أساتذة الجامعات وبعض العاملين في حقل الإعلام ومجموعة من الطلاب والطالبات.
- ومن أبرز مديري " المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " شيمون شامير أول مدير للمركز، ولد في روما في 15 كانون الأول /ديسمبر 1933 هاجر مع أسرته إلى فلسطين عام 1940 درس الاستشراق في الجامعة العبرية بالقدس وحاز على الدكتوراه من جامعة برنيستون الأمريكية.
- في أوائل عام 1967 ترأس شامير " معهد شيلواح للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية " الذي يتبع جامعة تل أبيب وهو معهد يهتم بإجراء الدراسات حول ما يسمى أوضاع الشرق الأوسط وحول التطورات التي يشهدها الوطن العربي بشكل أساسي ويستعين لهذه الغاية بجمع الأعداد اليومية لأكثر من مائتي صحيفة تصدر في الأقطار العربية وبعض الدول المجاورة لها.
- ويذكر أن معهد شيلواح حصل على كثير من الوثائق المهمة وصور غالبية المواد البحثية العائدة لمركز الأبحاث الفلسطيني "مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية " بعد أن اقتحمته القوات " الإسرائيلية " إبان غزو لبنان 1982 ونقلت موجوداته إلى فلسطين المحتلة.
- كان شيمون شامير يشرف على دائرة مصر في معهد شيلواح قبل انتدابه لرئاسة " المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " حيث يعد من أبرز الخبراء الإسرائيليين بشئون مصر وهو مؤسس قسم تاريخ مصر المعاصر بجامعة تل أبيب إضافة إلى ارتباطه المعروف بدوائر الموساد.
- استمرت فترة إدارته للمركز ثلاث سنوات انتهت في تشرين الأول / أكتوبر 1984 وعاونته في أداء مهمته قرينته " دانييلا شامير "
- بعد اغتيال السادات قام بإعداد مجموعة دراسات حول احتمالات تطور الأوضاع في مصر ( " أبحاث مركز شيلواح لدراسات الشرق الأوسط وأفريقية في جامعة تل أبيب " – " أوراق السلام "1982 )، تركزت على حقيقة أن مصر تشكل عاملاً حاسماً في استمرار الصراع وتطوره كما أوصت بضرورة الحد من فاعلية دور مصر المؤثر في موازين القوى وعزلها عن دائرة الصراع.
- في عام 1986 قام أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامع حيفا البروفسور جبرائيل واربورغ بالمساهمة في تأسيس " مركز دراسات الشرق الأوسط " بالجامعة بناء على توصية الجنرال أهارون ياريف " رئيس الاستخبارات العسكرية السابق والرئيس الحالي للمعهد "الإسرائيلي"للدراسات الإستراتيجية ورئيس وفد "إسرائيل"إلى ما يسمى بمؤتمرات " الطب النفسي في خدمة السلام " الثلاثية ( التي تضم متخصصين من الولايات المتحدة ومصر و"إسرائيل").
ويعمل مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة حيفا بتنسيق كامل مع معهد شيلواح للدراسات الشرق أوسطية وأفريقيا وكلاهما أنشئ بتوصية ودعم من الاستخبارات " الإسرائيلية " .
قام البروفسور واربورغ بإعداد سلسلة دراسات عن مصر تناول فيها الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد حرب حزيران /يونيو 1967 وحرب الاستنزاف ودراسة عن الرئيس الراحل عبد الناصر والسياسة الخارجية لمصر إبان حكمه.
وواربورغ ذو تاريخ معروف في مجال جمع المعلومات لأجهزة الاستخبارات " الإسرائيلية" فقام فور توليه منصبه باستقدام عدد كبير من الباحثين الإسرائيليين إلى القاهرة لإعداد البحوث والدراسات، وهي إحدى الوسائل التي تلجأ إليها الاستخبارات " الإسرائيلية " " للحصول على المعلومات غير العسكرية، وهؤلاء الباحثون يتبعون أقسام الأبحاث وجمع المعلومات في الموساد ووزارة الخارجية " الإسرائيلية " " .
وقد شهد المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " تطوراً كبيراً ونشاطاً واسعاً في أثناء إدارة أوفاديا ( بروفيسور أشير أوفاديا تولى مهام منصبه في نيسان / أبريل 1987 وهو أساسا من مواليد 1937 يوناني الأصل أمضى طفولته في مقاطعة سالونيكا باليونان وهاجر إلى تل أبيب عام1949 ودرس بالجامعة العبرية في القدس ثم عمل أستاذ للعمارة الكلاسيكية وتاريخ الفن المسيحي القديم بجامعة تل أبيب )، وتجلى هذا النشاط بعقد ندوة أسبوعية في مجال الترويج للتطبيع مساء كل أربعاء، وكان من أبرز الوجوه " الصهيونية " المشاركة دائماً في هذه الندوات التطبيعية:
- يورام ميتال من جامعة حيفا وهو صاحب الدراسة المشهورة بعنوان: " العلاقات الاقتصادية بين مصر و"إسرائيل"في مجال الزراعة والسياحة وتجارة النفط "
- بورام همزراحي وهو مراسل صحيفة " هاآريتس " " الصهيونية " في القاهرة، وكان قائداً عسكرياً لمنطقة جنوب لبنان في عهد رئيس الأركان رفائيل إيتان، وقاد العديد من المذابح ضد الأخوة العرب في لبنان وفلسطين .
وكان " للمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " باع طويل في سرقة آثار المصرية القديمة على اختلاف مراحلها التاريخية ( فرعونية، قبطية، مملوكية، إسلامية ) وتعد سرقة وثائق " الجينيزاه نموذجاً حياً ودليلاً قاطعاً لهذا الاتجاه" الصهيوني "(وثائق الجينيزا اكتشفها المستشرق سالمون شختر عام 1896 ونقل منها ثلاثمائة مخطوطة مكتوبة على جلد الغزال إلى جامعة كامبردج وهي ثلاثة أقسام ": الأول باللغة السريانية والثاني بالغة العربية مكتوب بالعبري والثالث بالعبرية ، وكلمة جينيزاه تعني الجنازة حيث تجري عملية دفن الأوراق التي كتبت بأحرف عبرية عملا بتقاليد اليهود التي تقضي بتخزينها في حجرة خاصة بأعلى المعبد اليهودي تسمى حجرة الجينيزاه فإذا امتلأت بمرور الزمن تنقل محتوياتها لتدفن بمراسم جنائزية في المقابر اليهودية .)
وقد لعب أوفاديا دوراً رئيساً في سرقة وثائق الجينيزاه بالإضافة إلى تهريب مئات القطع الأثرية المصرية إلى فلسطين المحتلة ويؤكد خبراء الآثار المصريون أن لمصر 572 قطعة أثرية في متاحف تل أبيب وأن "إسرائيل"قد سرقت ما لا يقل عن 50 قطعة أثرية من سيناء بعد اتفاقيات كامب ديفيد، بل واستخدمت طائرة الهليوكوبتر في نقل أعمدة بعض المعابد والتماثيل إلى متاحف تل أبيب.
ووسط تظاهرة صاخبة من الرقص والغناء من جانب حاخامات " اليهود " افتتح محافظ القاهرة والسفير "الإسرائيلي"شيمون شامير الذي كان أول مدير للمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة ورئيس المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"أوشير عوفاديا في كانون الثاني / يناير 1989 مكتبة التراث اليهودي والتي أقيمت داخل المعهد اليهودي في شارع عدلي بوسط القاهرة.
وقبل أيام من افتتاح مكتبة التراث اليهودي تم افتتاح فرع المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بحي الظاهر في محاولة واضحة للوصول إلى عمق الأحياء المصرية في القاهرة.
وقد أثبتت تقارير أجهزة الأمن المصرية التي تذيع الصحف والمجلات بعض نتائجها وتحقيقاتها بين الفينة والأخرى وجود صلة بين الموساد والمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة الذي يقوم بإعداد نوعين من التقارير والبحوث والدراسات أولهما يقدم بصفة دورية إلى الموساد في حين أن العلني والعادي يذاع وينشر على الملأ بغرض التمويه والتغطية.

ناصر عبد المجيد الحريري
03/05/2008, 03:12 PM
مراكز الأبحاث والمؤسسات
العاملة في خدمة التطبيع
والإستراتيجية " الصهيونية "
( الأهداف- البرامج – الإشراف )
(1-2)
يمثل التطبيع الثقافي الدعامة الرئيسية للتغلغل "الإسرائيلي" في المنطقة العربية لأنه أعمق وأكثر استقراراً من أي ترتيبات أمنية كالمناطق المنزوعة السلاح، ووضع قوات دولية وغيرها من الترتيبات الأمنية.
فالتطبيع الثقافي يبقى هو العامل الحاسم على المدى البعيد لأن الصراع يترسخ في وعي الشعوب وثقافتها وذاكرتها الجمعية ووجدانها القومي، فتصعب عملية هز القناعات وتدمير مقومات الذاكرة الوطنية واختراق الثوابت التاريخية والدينية والحضارية دون إقامة جسور للتواصل والتطبيع الثقافي ومن هذا المنطلق فقد قامت الإستراتيجية " الصهيونية " وتجلياتها المعاصرة على محاولة نزع العداء من الوجدان والعقل والذاكرة العربية، استكمالاً لنزع الأسلحة المقاومة، وهي المهمة التي تضمنها الاتفاقات السياسية والأمنية، وضرورة إستراتيجية انعقد حولها الإجماع الفكري في "إسرائيل"ويلتف خلفها المخططون والمنفذون، فقامت بتأصيلها والتنظير لها مراكز بحوث علمية وجامعات ومعاهد وهيئات أكاديمية "إسرائيلية" بحيث تتميز مراكز الدراسات " الصهيونية " ارتباطاتها وتأثيرها على عملية صنع القرار في الدولة " الصهيونية " إضافة إلى أنها تجد الكثير من الدعم والمساندة من أطراف متعددة مثل المؤسسات العامة ومنشآت القطاع الخاص، مما جعل هذه المراكز مستقرة في أوضاعها المالية.
ويبلغ عدد المراكز الأكثر نشاطاً داخل الكيان" الصهيوني " أكثر من 19مركزاً يأتي في مقدمتها المراكز التالية:
- مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية.
- معهد هاري ترومان لبحوث تطوير السلام.
- مركز البحوث والمعلومات الإسرائيلي- الفلسطيني.
- مركز جافي للدراسات الإستراتيجية.
- معهد ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية.
- مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا.
- مركز تامي شتابنمبنر لبحوث السلام.
- معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب.
- المركز العربي اليهودي في جامعة حيفا.
- معهد العلاقات الإنسانية في جامعة حيفا
- معهد الدراسات العربية في جفعات حفيفا
- قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطي في الجامعة العبرية
- مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب ( باسم جافي أويا فيه )
- المركز الدولي للسلام في الشرق الأوسط
- والمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة .

وغيرها من المراكز والمؤسسات البحثية المعروفة، فالتطبيع يعني الانتقال في العلاقات بين الطرفين من مرحلة العداء إلى مرحلة طبيعية تقوم على أساس المصالح المتبادلة وحسن الجوار والتعاون في الميادين والمجالات كافة.
إن إصرار العدو" الصهيوني " على التطبيع خصوصاً في الميدان الثقافي إنما ينبع من إدراكه أن هذا الميدان هو المؤهل والقادر على تلويث الفكر العربي والثقافة الشعبية- الوطنية، وضخ المفاهيم والتصورات المشوهة لقيمه ومبادئه و " الشخصية القومية " فالتطبيع في المجال الثقافي كما تنطوي عليه المخططات " الصهيونية " ، يستهدف في التطبيق العملي:
1- إعادة كتابة التاريخ الحضاري للمنطقة العربية، من خلال تزييف العديد من الحقائق والبديهيات التاريخية المتعلقة بالطريقة الاستعمارية الاستيطانية التي أقحمت الكيان" الصهيوني " في الوطن العربي حيث أقامت دولته "إسرائيل"على الأرض العربية في فلسطين، مع تشريد أغلبية شعبها.
2- التوقف عن تدريس الأدبيات والوثائق والنصوص المعادية لليهود و" الصهيونية " ودولة "إسرائيل"بما في ذلك الوارد منها في بعض الكتب المقدسة كالقرآن الكريم تطبيقاً للمادة الخامسة من مواد اتفاقيات كامب ديفيد ( البند الثالث ) حيث كثفت "إسرائيل"جهودها العلمية لرصد وتسجيل وتحليل المفاهيم الإسلامية المؤثرة في الصراع مع " الصهيونية " كأحد أبرز وجوه العناصر البنائية للذهنية العربية ففي أثناء زيارة بيغن لمصر في 25 آب / أغسطس 1981 أعرب عن استيائه البالغ من استمرار الطلبة في مصر بدراسة كتب التاريخ التي تتحدث عن اغتصاب "إسرائيل"لفلسطين و كتب التربية الإسلامية التي تحتوي على آيات من القرآن الكريم تندد ب" اليهود " وتلعنهم كالآية:
" لعن الذين كفروا من بني "إسرائيل"على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " ( المائدة: 78 ) والآية التي تقول: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا " اليهود " والذين أشركوا.. " ( المائدة 82 ). وقد أشارت الصحف المصرية و" الإسرائيلية " " في ذلك الوقت أن السادات استجاب على الفور لطلب صديقه بيغن فأصدر على الفور أوامره للمختصين في وزارة التربية لإعادة النظر في المناهج الدراسية بما يتلاءم مع طلبات بيغن واتفاقيات كامب ديفيد.
ويندرج تحت هذا الضغط عدد من الندوات واللقاءات التي نظمت في تل أبيب والقاهرة تحت شعار " دعم علاقة السلام بين مصر و"إسرائيل"" وكان الصهاينة يعربون عن خيبة أملهم لعدم انتشار الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن تاريخ " اليهود " وحضارتهم وثقافتهم ( وكأن لهم حضارة وثقافة !!! ) .
3- أن تصبح جامعات العدو ومراكز أبحاثه ودراساته مرجعية علمية للمنطقة بأسرها، بحيث تؤسس للمشروع" الصهيوني " الموجه لتدمير الثقافة والهوية الحضارية للمنطقة العربية بأكملها، بل إحداث التفكيك والفوضى في داخل كل قطر عربي عبر إذكاء روح التناحر بين المنتمين للأديان والطوائف والمذاهب والجماعات المختلفة من جهة، وعبر محاولة تحقيق السيطرة الثقافية والعلمية والتقنية من جهة أخرى.

وما عبر عنه بيريز في كتابه " الشرق الأوسط الجديد " بأن " القوة في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات " يعد تلخيصاً مكثفاً للإستراتيجية " الصهيونية " في هذا المجال وتقوم هذه الإستراتيجية على تجريد الأمة من ثقافتها لكي تصبح شبيهة بثقافة الكيان القائم في قلبها أي من دون ثقافة موحدة ".
والتطبيع الثقافي يستهدف تدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية، ولهذا فهو في نظر خبراء العدو وباحثيه وقادته العنصر الأهم والأكثر إلحاحاً في فرض الهيمنة " الصهيونية " على العرب، وجعلهم يستسلمون نهائياً تعبيراً عن الهزيمة الحضارية والانهيار القومي والانتحار الجماعي.
وبالتالي فإن المفهوم" الصهيوني " للتطبيع هو المظلة التي يرتكب تحتها كل ما يضمن لها تحقيق أهدافها التوسعية وأهدافها الاستراتيجية في نهب موارد الوطن العربي والسيطرة على مقدراته وتفكيكه وإلغاء الهوية العربية، وتدمير تراثنا وتاريخنا ومستقبلنا.
أما الأساليب والوسائل والبرامج " الصهيونية " المتبعة لتحقيق هذه الأهداف الخطيرة فهي شديدة الإشعاع والتنوع والتداخل والتجدد.
وما يهمنا هو ما تقوم به مراكز الأبحاث والمؤسسات والهيئات " الإسرائيلية " " والأمريكية في منطقتنا العربية تحت ستار البحث العلمي والتعاون الأكاديمي والتواصل الثقافي وغير ذلك من الأقنعة والتمويهات.
من المعروف أن التطبيع يأتي ضمن مخطط دولي تشارك فيه " الصهيونية " العالمية و"إسرائيل"والولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسات وهيئات غربية كثيرة عبر التركيز الشديد على تقويض حقائق ظلت لعقود متتالية قاعدة للثقافة القومية العربية، ولا يمكن دراسة الظاهرة الطائفية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة في الوطن العربي بمعزل عن تأثيرات تلك الجهات والدوائر المشبوهة التي نشرت ما يمكن أن نسميه " ثقافة الفتنة " لدرجة أنها ساهمت في التمهيد لعدد من عناصر الانهيار والتردي التي تخترق أوصال الأمة.
وتقوم ثقافة الفتنة على نبش الأحقاد والضغائن وعناصر التوتر في المجتمع، ثقافة تعميق التضاد والتناحر والاختلاف والتقاتل بين الجماعات المختلفة داخل الأمة.
فالعقل" الصهيوني " بات يدرك أنه إذا كانت الثقافة العربية صعبة الاختراق لعراقة جذورها ومتانة مقاومتها لذلك لجأ إلى وسيلة أسهل وأيسر، تتمثل في اختراق بعض المثقفين العرب الذين يمكن استخدامهم كأدوات لتفكيك حصن الثقافة العربية ودك أساسها من الداخل، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون أول عمل يقوم به السفير "الإسرائيلي"في مصر عقب تسلم مهام عمله في 17 شباط / فبراير 1980 أن قدم شيكاً لتوفيق الحكيم على أنه قيمة حقوقه المادية من ترجمة كتبه وطبعها في الكيان الصهيوني.
فقد وضعت جامعة تل أبيب مشروعاً للسلام جهز لاتفاقيات كامب ديفيد مع مصر، أداره في البداية البروفسور أفيفي أفين ثم تولاه البروفسور ديفي هورن وقد نشط معدو المشروع في إجراء الاتصالات الشخصية بين أساتذة جامعة تل أبيب والمثقفين المصريين كما أنشئ كرسي أستاذية لتاريخ مصر في جامعة تل أبيب من وجهة نظر صهيونية.
في هذا الإطار أقيمت في مصر ست وثلاثون مؤسسة علمية أمريكية وستة مراكز أكاديمية وثقافية إسرائيلية مثلت وتمثل مظلة رسمية لاختراق الشخصية العربية والتجسس على قطاعات المجتمع كافة ومن ذلك مثلاً النشاط الذي يقوم به "مركز البحوث السياسية " في كلية الاقتصاد – جامعة القاهرة الذي يجري كثيراً من الأبحاث بتمويل من مؤسسة فورد وكذلك نشاط " مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام " و " معهد التخطيط القومي " وغيرها من المؤسسات والمراكز العلمية.
وبغية اختراق العقل العربي وعناصر المجتمع العربي أنشئ في مصر عام 1982 "المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " الذي لعب ويلعب دوراً خطيراً في مجال التمهيد للتطبيع وزرع بذور " الصهيونية " التدميرية من خلال شبكة أبحاثه ورجالات المخابرات " الإسرائيلية " الذين يحتلون مواقع قيادية فيه منذ بداياته الأولى ويجمع الكتاب والباحثون الوطنيون المصريون على أنه يلعب دوراً رئيسياً في جمع المعلومات واصطياد العملاء والتجسس السياسي والثقافي على مصر والعرب.
ونظراً لكون" المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " الأخطر في ميدان إستراتيجية العدو على الأصعدة الأمنية والثقافية والعلمية فقد توالى على إدارته عدد من أبرز المتخصصين في الدراسات الشرقية والعربية الذين يرتبطون بعلاقات عضوية مع أجهزة المخابرات " الإسرائيلية " ومع مراكز التخطيط الإستراتيجية في" الكيان الصهيوني " .
وللتمويه أعلنت مهامه ضمن النقاط التالية:
- رعاية البحث والدراسة في التربية والعلوم والثقافة والتكنولوجيا والآثار والفنون والتاريخ.
- استضافة ومساعدة الباحثين الإسرائيليين، الذين يحصلون على منح دراسية والعلماء الزائرين الذين يقيمون في مصر لأغراض الدراسة والبحث.
- اتخاذ الترتيبات اللازمة مع السلطات المصرية ذات الشأن لتمكن العلماء والباحثين الإسرائيليين من متابعة بحوثهم في المؤسسات الأكاديمية ودور الوثائق والمكتبات والمتاحف.
- عقد دورات للعلماء والباحثين الزائرين، وإتاحة الفرصة لهم لمقابلة علماء وباحثين مصريين والتعاون معهم.

والحقيقة فإن أهداف هذا المركز الحقيقة ونوعية نشاطاته وممارساته في السنوات السابقة تجعله من أخطر المواقع الهجومية المتقدمة في إستراتيجية الغزو الفكري – الثقافي "الإسرائيلي"ضد العقل العربي، وشبكة متطورة لمؤسسة الاستخبارات الخارجية " الإسرائيلية "( الموساد )... للتغلغل في مجالات البحث العلمي كافة وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المصرية بوجه عام.
يقع هذا المركز الذي يطلق عليه المصريون " المستوطنة " الإسرائيلية " في البناية رقم 92 شارع النيل ( شقة رقم 33 ) بالقرب من شيراتون القاهرة.
ويضم المركز مكتبة عامة وقاعة محاضرات صغيرة تكاد تستوعب خمسين شخصاً ويعمل المركز بتنسيق كامل مع المستشار الثقافي والمستشار الإعلامي بالسفارة " الإسرائيلية " في القاهرة.
وتشرف عليه علمياً "الأكاديمية " الإسرائيلية " " للعلوم والآداب " بالاشتراك مع " الجمعية الشرقية " الإسرائيلية " وفيما يلي عرض مختصر لأنشطة المركز المعلنة والمعروفة.
أولاً:
- إصدار النشرات الدورية في مصر، ومنها نشرة دورية بالإنكليزية تحت عنوان " نشرة المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " والتي أصبحت تصدر باللغة العربية يغلب عليها الجانب الدعائي حول ما يسمى بالتقدم العلمي والتكنولوجي والأنشطة الجامعية في إسرائيل.
- إبراز الميادين العلمية التي يمكن أن تشكل ساحة للتعاون المشترك بين الباحثين المصريين والإسرائيليين وتقديم دراسات تاريخية متنوعة عن التأثيرات الثقافية بين ما يزعم من "ثقافة يهودية " والثقافة العربية. ويتكون مجلس الإدارة الاستشاري من مناحيم بن ساسون، أفينوم دانين، يهودا فريد لاندر، شيمون شامير وجبرائيل واربورغ.
- إصدار مجلة ضخمة بعنوان "لقاء الثقافتين العربية واليهودية " وتصدر باللغتين العربية والعبرية، ويتركز اهتمامها حول الدراسات المتصلة بما يسمى العناصر المشتركة بين الفكر العربي والفكر اليهودي كما تنشر ترجمة للأدب العبري وأعمال أدبية لكتاب مجهولين في الوطن العربي.
- يقوم المركز بتوزيع مجلة بعنوان "التربية من أجل السلام ".
ثانياً:
- خدمات مكتبية وتعليمية ورحلات، إذ تمثل مكتبة المركز مصدر جذب واسع لطلاب وباحثي أقسام اللغة العبرية وآدابها في الجامعات المصرية، فهي حافلة بالمراجع اليهودية في شتى المجالات، ومكتبة فيديو لأفلام دعائية لإسرائيل، ويساعد المركز الباحثين المتعاملين معه في تأمين المراجع العلمية المطلوبة لأبحاثهم من " إسرائيل " !!
- ومنذ آذار 1978 بدأ المركز بتقديم خدمة جديدة لجذب الطلبة، عبر توزيع استمارات على الراغبين في الحصول على منح للدراسة والبحث في الجامعات " الإسرائيلية " وتنظيم بعض الرحلات إلى المعابد اليهودية في مصر والمتحف ومراكز التوثيق.
ثالثاً:
تيسير مهمة الباحثين الإسرائيليين في مصر حيث يقوم المركز بتقديم العون والمساعدة للباحثين الإسرائيليين وإرشادهم إلى الأساتذة المصريين الذين يقبلون التعاون في تقديم المعلومات وبحوث مشتركة في إطار مخطط " مسح شامل " للمجتمع المصري ورسم خارطة للاتجاهات السياسية والدينية والفكرية ووضع دقيق للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
رابعاً:
ترتيب الندوات والمحاضرات وهي إحدى وسائل الحرب الفكرية " الصهيونية " حيث يقوم المركز بتنظيم المحاضرات للأكاديميين الإسرائيليين وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك بنظرائهم المصريين ويواظب على حضورها بعض أساتذة الجامعات وبعض العاملين في حقل الإعلام ومجموعة من الطلاب والطالبات.
- ومن أبرز مديري " المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " شيمون شامير أول مدير للمركز، ولد في روما في 15 كانون الأول /ديسمبر 1933 هاجر مع أسرته إلى فلسطين عام 1940 درس الاستشراق في الجامعة العبرية بالقدس وحاز على الدكتوراه من جامعة برنيستون الأمريكية.
- في أوائل عام 1967 ترأس شامير " معهد شيلواح للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية " الذي يتبع جامعة تل أبيب وهو معهد يهتم بإجراء الدراسات حول ما يسمى أوضاع الشرق الأوسط وحول التطورات التي يشهدها الوطن العربي بشكل أساسي ويستعين لهذه الغاية بجمع الأعداد اليومية لأكثر من مائتي صحيفة تصدر في الأقطار العربية وبعض الدول المجاورة لها.
- ويذكر أن معهد شيلواح حصل على كثير من الوثائق المهمة وصور غالبية المواد البحثية العائدة لمركز الأبحاث الفلسطيني "مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية " بعد أن اقتحمته القوات " الإسرائيلية " إبان غزو لبنان 1982 ونقلت موجوداته إلى فلسطين المحتلة.
- كان شيمون شامير يشرف على دائرة مصر في معهد شيلواح قبل انتدابه لرئاسة " المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " حيث يعد من أبرز الخبراء الإسرائيليين بشئون مصر وهو مؤسس قسم تاريخ مصر المعاصر بجامعة تل أبيب إضافة إلى ارتباطه المعروف بدوائر الموساد.
- استمرت فترة إدارته للمركز ثلاث سنوات انتهت في تشرين الأول / أكتوبر 1984 وعاونته في أداء مهمته قرينته " دانييلا شامير "
- بعد اغتيال السادات قام بإعداد مجموعة دراسات حول احتمالات تطور الأوضاع في مصر ( " أبحاث مركز شيلواح لدراسات الشرق الأوسط وأفريقية في جامعة تل أبيب " – " أوراق السلام "1982 )، تركزت على حقيقة أن مصر تشكل عاملاً حاسماً في استمرار الصراع وتطوره كما أوصت بضرورة الحد من فاعلية دور مصر المؤثر في موازين القوى وعزلها عن دائرة الصراع.
- في عام 1986 قام أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامع حيفا البروفسور جبرائيل واربورغ بالمساهمة في تأسيس " مركز دراسات الشرق الأوسط " بالجامعة بناء على توصية الجنرال أهارون ياريف " رئيس الاستخبارات العسكرية السابق والرئيس الحالي للمعهد "الإسرائيلي"للدراسات الإستراتيجية ورئيس وفد "إسرائيل"إلى ما يسمى بمؤتمرات " الطب النفسي في خدمة السلام " الثلاثية ( التي تضم متخصصين من الولايات المتحدة ومصر و"إسرائيل").
ويعمل مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة حيفا بتنسيق كامل مع معهد شيلواح للدراسات الشرق أوسطية وأفريقيا وكلاهما أنشئ بتوصية ودعم من الاستخبارات " الإسرائيلية " .
قام البروفسور واربورغ بإعداد سلسلة دراسات عن مصر تناول فيها الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد حرب حزيران /يونيو 1967 وحرب الاستنزاف ودراسة عن الرئيس الراحل عبد الناصر والسياسة الخارجية لمصر إبان حكمه.
وواربورغ ذو تاريخ معروف في مجال جمع المعلومات لأجهزة الاستخبارات " الإسرائيلية" فقام فور توليه منصبه باستقدام عدد كبير من الباحثين الإسرائيليين إلى القاهرة لإعداد البحوث والدراسات، وهي إحدى الوسائل التي تلجأ إليها الاستخبارات " الإسرائيلية " " للحصول على المعلومات غير العسكرية، وهؤلاء الباحثون يتبعون أقسام الأبحاث وجمع المعلومات في الموساد ووزارة الخارجية " الإسرائيلية " " .
وقد شهد المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " تطوراً كبيراً ونشاطاً واسعاً في أثناء إدارة أوفاديا ( بروفيسور أشير أوفاديا تولى مهام منصبه في نيسان / أبريل 1987 وهو أساسا من مواليد 1937 يوناني الأصل أمضى طفولته في مقاطعة سالونيكا باليونان وهاجر إلى تل أبيب عام1949 ودرس بالجامعة العبرية في القدس ثم عمل أستاذ للعمارة الكلاسيكية وتاريخ الفن المسيحي القديم بجامعة تل أبيب )، وتجلى هذا النشاط بعقد ندوة أسبوعية في مجال الترويج للتطبيع مساء كل أربعاء، وكان من أبرز الوجوه " الصهيونية " المشاركة دائماً في هذه الندوات التطبيعية:
- يورام ميتال من جامعة حيفا وهو صاحب الدراسة المشهورة بعنوان: " العلاقات الاقتصادية بين مصر و"إسرائيل"في مجال الزراعة والسياحة وتجارة النفط "
- بورام همزراحي وهو مراسل صحيفة " هاآريتس " " الصهيونية " في القاهرة، وكان قائداً عسكرياً لمنطقة جنوب لبنان في عهد رئيس الأركان رفائيل إيتان، وقاد العديد من المذابح ضد الأخوة العرب في لبنان وفلسطين .
وكان " للمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " باع طويل في سرقة آثار المصرية القديمة على اختلاف مراحلها التاريخية ( فرعونية، قبطية، مملوكية، إسلامية ) وتعد سرقة وثائق " الجينيزاه نموذجاً حياً ودليلاً قاطعاً لهذا الاتجاه" الصهيوني "(وثائق الجينيزا اكتشفها المستشرق سالمون شختر عام 1896 ونقل منها ثلاثمائة مخطوطة مكتوبة على جلد الغزال إلى جامعة كامبردج وهي ثلاثة أقسام ": الأول باللغة السريانية والثاني بالغة العربية مكتوب بالعبري والثالث بالعبرية ، وكلمة جينيزاه تعني الجنازة حيث تجري عملية دفن الأوراق التي كتبت بأحرف عبرية عملا بتقاليد اليهود التي تقضي بتخزينها في حجرة خاصة بأعلى المعبد اليهودي تسمى حجرة الجينيزاه فإذا امتلأت بمرور الزمن تنقل محتوياتها لتدفن بمراسم جنائزية في المقابر اليهودية .)
وقد لعب أوفاديا دوراً رئيساً في سرقة وثائق الجينيزاه بالإضافة إلى تهريب مئات القطع الأثرية المصرية إلى فلسطين المحتلة ويؤكد خبراء الآثار المصريون أن لمصر 572 قطعة أثرية في متاحف تل أبيب وأن "إسرائيل"قد سرقت ما لا يقل عن 50 قطعة أثرية من سيناء بعد اتفاقيات كامب ديفيد، بل واستخدمت طائرة الهليوكوبتر في نقل أعمدة بعض المعابد والتماثيل إلى متاحف تل أبيب.
ووسط تظاهرة صاخبة من الرقص والغناء من جانب حاخامات " اليهود " افتتح محافظ القاهرة والسفير "الإسرائيلي"شيمون شامير الذي كان أول مدير للمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة ورئيس المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"أوشير عوفاديا في كانون الثاني / يناير 1989 مكتبة التراث اليهودي والتي أقيمت داخل المعهد اليهودي في شارع عدلي بوسط القاهرة.
وقبل أيام من افتتاح مكتبة التراث اليهودي تم افتتاح فرع المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بحي الظاهر في محاولة واضحة للوصول إلى عمق الأحياء المصرية في القاهرة.
وقد أثبتت تقارير أجهزة الأمن المصرية التي تذيع الصحف والمجلات بعض نتائجها وتحقيقاتها بين الفينة والأخرى وجود صلة بين الموساد والمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة الذي يقوم بإعداد نوعين من التقارير والبحوث والدراسات أولهما يقدم بصفة دورية إلى الموساد في حين أن العلني والعادي يذاع وينشر على الملأ بغرض التمويه والتغطية.

ناصر عبد المجيد الحريري
15/08/2009, 06:24 PM
وكأني به يطابق ما تفضل به الدكتور محمد اسحق الريفي ، من قبول التطبيع من عدمه مع الكيان الصهيوني .
والأهم من كل ذلك هو ، هل نقبل وجود كيان صهيوني بيننا ، عندها نتحدث عن التطبيع ، ولكن وبما أن البعض يعمل عهلى ذلك فلا بد لنا من منقشة الأمر بجدية ومسؤولية أكبر .