المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة في خطر ...!!



محسن الإفرنجي
05/05/2008, 02:06 PM
غزة في خطر ...!

موتى بلا سيارات لدفنهم ومرضى ينقلون على عربات (كارو)


غزة – تقرير / محسن الإفرنجي:

موتى في المناطق النائية من قطاع غزة لا يجد أهليهم سيارات لنقلهم إلى مثواهم الأخير ومرضى يتألمون حتى يصابون بالإغماء لحين وصول سيارة إسعاف تقلهم للمستشفى ونساء حوامل لا يجدون غير عربات الكارو لتنقلهم إلى أقرب مستشفى و آبار مياه محرومة من وصول مادة الكلور إليها لتعقيمها و نفايات تتصاعد منها "أبخرة سرطانية" تنتشر في الشوارع ومضاعفات صحية ناجمة عن استخدام زيوت ضارة وأسراب من البعوض و الجرذان لا تجد من يكافحها....
صورة قاسية بل مرعبة لما يحدث في غزة جراء تفاقم أزمة الوقود التي طالت مناحي الحياة كافة وألقت بظلالها الكئيبة على مجمل مظاهر الحياة.
فالمواطنون الغزيون الذين ابتدعوا استخدام الغاز لوسائل نقلهم بدلا من الوقود و من بعدها استخدموا " السيرج" تضاعفت معاناتهم و طال أمد الأزمة في ظل غلاء فاحش للأسعار و للمواصلات تحديدا و حصار مشدد متواصل و اجتياحات إسرائيلية لا تتوقف.
كارثة إنسانية بألوان مختلفة
المحامي باسم بشناق مدير الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن في غزة عبر عن قلقه البالغ إزاء تردي الأوضاع الإنسانية و الخدماتية في غزة وقال:" قطاع غزة يعيش على مشارف كارثة إنسانية أصبحت تتعمق وتزداد يوما بعد يوم بسبب أزمة الوقود, بحيث لا يوجد أي مجال من مجالات حياتنا إلا وتضرر بشكل كبير خصوصا التعليم والصحة والزراعة والصناعة والنقل والمخابز".
وأوضح أن حياة المواطن الغزي أصبحت مهددة بنقص الخدمات الأساسية خصوصا ما يتعلق بخدمات الصرف الصحي والنظافة وخدمات الدفاع المدني معربا عن أمله بتفعيل الجهود كافة و في جميع المستويات من اجل الضغط علي المجتمع الدولي الإلزام الاحتلال باحترام التزاماته بموجب القانون الدولي الإنساني.
يشاركه الرأي المحامي صلاح عبد العاطي مسئول التدريب والتوعية في الهيئة الفلسطينية الذي وصف غزة بأنها "شبه مدينة أشباح جراء توقف أكثر من 90 % من وسائط النقل والمواصلات".
واعتبر أن منع الوقود يعد شكلا من أشكال العقوبات الجماعية المحظورة بموجب القانون الدولي الإنساني حاثا على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تسليط الضوء على واقع الأزمة الإنسانية.
وقف السوق السوداء..!
د. محمود الخزندار نائب رئيس جمعية أصحاب شركات البترول قال :"إن الجمعية أضربت عن استلام كميات الوقود المقننة التي تلبي أقل من 6% من الحاجة الفعلية للمواطنين ومجمل الحياة في القطاع لعدم التسبب في تراكم المعاناة وعلى طريق الوصول إلى حل جذري للأزمة".
واستعرض الخزندار تداعيات الأزمة على المخابز وشركة الكهرباء والأسعار المرتفعة للمواد الغذائية والخضروات والزراعة وتخزين الغذاء وضياع موسم الصيد, مناشدا الفصائل الفلسطينية في الوقت نفسه بتجنب تنفيذ عمليات من مناطق حيوية مثل المعابر الاقتصادية "لسحب الذرائع من الاحتلال".
وذكر انه تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمات تضم مجمل الاتحادات والمؤسسات المعنية لأخذ قرار صائب وموحد في مخاطبة الجهات ذات العلاقة مطالبا بضرورة التصدي لتجار السوق السوداء , و تجريم كل من يتورط في التعاطي معهم.
وأضاف:" الأضرار التي لحقت بأصحاب المحطات كبيرة بسبب عدم توافر الأمن في محطات الوقود عند إدخال الكميات المحدودة وعدم قيام الحكومة في غزة بحماية المحطات من المواطنين الغاضبين من نفاذ الوقود بعد وقوفهم لأيام وليال من اجل الحصول على بعض اللترات من الوقود"
وناشد نائب رئيس الجمعية الحكومة المصرية سرعة التدخل وإتاحة الفرصة لهم لشراء الوقود من مصر لافتا إلى أن اتفاقية باريس تسمح بذلك .
أمراض "الوقود"..!
وللخدمات الصحية نصيبها الوافر من المعاناة الناجمة عن أزمة الوقود تناولها د. معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ فقال:" اختصار وقود غزة إلى10% من الاحتياجات الأساسية للمواطنين يدفع القطاع إلى شفا الكارثة الإنسانية".
وأكد أن معظم سيارات الإسعاف توقفت بعد نفاذ الوقود وعدم القدرة على تشغيل السيارات بشكل طبيعي لافتا إلى ان الوزارة تشهدا ضغطا كبير نتيجة العجز في تأمين سيارات الإسعاف للمرضي وللمصابين جراء الاجتياحات الإسرائيلية المستمرة على القطاع وسقوط شهداء وجرحى بشكل يومي.
وأوضح أن ثمة حاجة ماسة لتشغيل المزيد من سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى الطبيعيين من حوادث السير, والإصابات ومرض الكلى والحوامل وأصحاب الإمراض المزمنة وعدم القدرة حتى على نقل الموتى عند حدوث الوفاة.
وتابع د. حسنين "إن المؤشرات تبين تزايد حالات المرض بالربو وأمراض الجهاز التنفسي بفعل استنشاق الهواء الملوث من عوادم السيارات التي تعمل بسولار مخلوط بزيوت مما يعرض المواطنين للمضاعفات الصحية الخطيرة".
حتى الأشجار تموت بدونه..!
"لقد تعطلت قدرة البلديات عموما وبلدية غزة عن القيام بمهامها الكبيرة تجاه المواطنين ومنها جمع النفايات بصورة صحيحة,وتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب ومتابعة الخدمات البيئة والصحية المختلفة"...صورة تظهر ما آلت إليه أوضاع البلديات في غزة يستعرضها م.عبد الرحمن أبو القمبز مدير إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة.
و أكد أبو القمبز أن البلدية باتت عاجزة عن التعامل مع سبعة آلاف طن من القمامة المتكدسة بجوار ملعب اليرموك في قلب غزة بسبب عدم القدرة على تحريك سيارات البلدية الخاوية من الوقود محذرا من خطورة ما تسببه هذه النفايات من مكرهة صحية للمؤسسات والبيوت ومرافق الأطفال في مناطق نفوذ البلدية.
وأضاف:" إن الأبخرة السرطانية الناجمة عن عملية إحراق هذه النفايات في المنطقة تتصاعد لتصل إلى البيوت و الأطفال و غيرهم من المرضى" موضحاً أن البلدية تستعين حاليا بعربات تجرها الحيوانات لإيصال مادة الكلور لبعض الآبار.
وأشار إلى صعوبة إيصال مادة الكلور لنحو أربعين بئرا تغذي مدينة غزة حيث يتم ذلك بواسطة عربات الكارو، لافتا إلى أن عشرات الأشجار في الأماكن العامة بدأت تموت نتيجة عدم ريها عبر سيارات الري التابعة للبلدية محذرا من خطورة طفح مياه المجاري في بعض المناطق بسبب عدم توفر السولار اللازم لتشغيل محطات الصرف الصحي.
وعن المخاطر التي تتهدد مياه البحر قال أبو القميز:"نحذر من خطورة تلويث مياه البحر بسبب ضح مياه المجاري غير المعالجة والتي تصب في البحر من محطات تجميع مياه الصرف الصحي" مشيرا إلى تنامي أسراب البعوض والجرذان بسبب عدم قدرة طواقم المكافحة على التحرك بمركباتهم نتيجة عدم توفر الوقود.
بلا خدمات إطفاء وإنقاذ...!
حتى الدفاع المدني أصابه الضرر و قد لا يتمكن في حال اندلاع حريق أو كارثة طبيعية من تقديم خدمات الطواريء للمواطنين. وحسب المقدم تيسير حماد مسير عام الدفاع المدني فإنه بات على وشك التوقف حيث قلص خدماته لتصل إلى 30% من طاقته الطبيعية بسبب نقص الوقود و نقص الزيوت والمعدات.
وقال المقدم حماد: يوجد عجز في 48 مركبة يملكها الدفاع المدني بحيث لن تتمكم من تقديم خدمات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف بالإضافة إلى خدمات الإنقاذ البحري".
وأكد عدم قدرة الدفاع المدني على التعاطي مع حالات الطوارئ الكبرى فيما لو حدثت انفجارات أو حرائق في المصانع أو محطات الغاز أو الكهرباء "إذ يفتقر الجهاز لما يكفيه من الوقود إلا لنحو ساعات معدودة".
الصحة و البيئة و الخدمات و المرافق العامة و المؤسسات المختلفة ...جميعها في دائرة الخطر الذي ينعكس بتفاصيله الدقيقة على حياة الإنسان الفلسطيني...فهل تجد صيحات الخطر من يستجيب لها؟


********************************[/align][/size][/RIGHT][/color][/COLOR]

رامي
06/05/2008, 11:22 PM
الاستاذ الفاضل محسن الافرنجي

يعد التحية والتقدير:

اشكرك اخي محسن علي طرحك لهذا الموضوع والمدعم بالشرح وانتمنى من الجميع مساندة ومساعدة شعبنا الفلسطيني الذي يعاني الويلات من هذا الحصار الغاشم .
أخي العزيز محسن أحب أن أضيف هنا أن غزة تعيش اليوم وضعاً مأساوياً بكل معاني الكلمة. فالأوضاع الاقتصادية والطبية والبيئية والإنسانية في غزة بسبب الحصار الاقتصادي والعسكري من إسرائيل، إضافةً إلى استمرار الاعتداءات الوحشية البربرية الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإغلاق المعابر مع العالم الخارجي أسوأ مما يتخيله أحد، إذ ربما أعطت الأوضاع في قطاع غزة اليوم تفسيراً واقعياً لمعنى «الحالة الكارثية». فغزة تموت اليوم جوعاً ومرضاً ودماراً بيئياً، حيث يعيش جل مواطنيها تحت خط الفقر، وتنعدم الوظائف، وحتى الذين يعملون لا يجدون رواتب بسبب الحصار المالي، وبسبب الحال ذاتها يحرم كثير من الطلاب من حقهم التعليمي. إلا إن أقسى شيء يلاحظه المرء، هو أن عداد موتى الجوع في غزة – والذين جاوزوا العشرات إلى المئات- ما يزال في ازدياد يومي في عالم يكاد يموت من التخمة!
اخي العزيز محسن اؤكد لك هنا أن صمود شعبنا الفلسطيني سيكسر شوكة هذا الحصار.