المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاناة امرأة وصبر ها!..........



بنت الشهباء
01/10/2006, 10:16 PM
معاناة امرأة وصبر ها!...........
مصيبة استقرت في قلبها...
بلاء سكن روحها ...
لا تدري ما تفعله غدا لطفليها !!!...
انقلب خوفها إلى حزن ...
ظهر على مسحة وجهها الهمّ , والنَصب ...
قسوة الزمن رمى بها إلى العذاب, ليغلب عليها إحساس الضياع,
ورجز المجتمع !!..
الشأن كله يرجع إلى الغياب الطويل لزوجها!!...

أين هو !!؟؟..

ترى ما يفعله!! ؟؟..

انقطعت عنه سنين عدة....

صورة إرادتها كان ..
ومحبة رضاها وتوقد إحساسها , وشعلة بصرها هو !!..

رجل مهذّب لا يملك في داخله إلاّ الهمة والعلم, والإيمان والخلق!!..

يتعامل مع القلب بالحبّ , وسمو الفضيلة, ونور القرآن!!..

لا يجد أمامه إلاّ أن يضع معاني الرجولة في طفليه , ليرتقيا إلى سلالم العلم والأدب بعد أن ألبسهم لباس الحقّ والخير!!..

كان في تعبيره موهوبا ً, وفي عمله مخلصا ً, وفي تربيته صادقاً , وجديراً بحبّه لزوجه , وطفليه!!..

لكن قانون الظلم والطغيان قضى أن يبعده عن حبّه, ليلاقي آلام الحرمان والضياع !!..

يا ويلها من طول ألم الفراق!!..
تطلّ على الليل لتحيا مع أحزانها ,
وتتعاقب في مخيلتها أجمل ذكريات حملتها في قلبها !!..

كأنّ الزمن أراد أن يقيد تلك القدرة عامداً متعمّداً , لتنقطع عنها أسباب العيش , وزمام القوّة , ويرمي بها وسط هذا البركان الهائج , فيزيد من ألم فراق زوجها , وألم الخيبة الذي وضع أمام طريق عملها, وسبل العيش لطفليها !!...

عرفت أنّها لا يمكن لها أن تهاجم عظمة قدرها , وتخالط نور ضوئها , وتنزع حقها المغتصب من ظالمها !!..
عقبة كبيرة تقف وسط طريقها ...
هذان الطفلان اللذان تجد فيهما الحبّ الروحي الذي يسكن له فؤادها!!..

ما تفعله تجاههما !!؟؟؟..

إلى من تلتمس لتحافظ على براءة الطفولة , وحقيقة الحبّ!! ؟؟..

لن تجد أحدا!! ؟؟؟..

أتستوفي حق الطفولة من الحدود الفاصلة بينها وبين زوجها !!؟؟؟..

والله إن آلام الفراق أشدّ عليها من آلام النزع , بعد أن أفسد عليها ظلم المجتمع كلّ أماني عمرها!!..

لابد من أن تنطلق حتى تقطع لطفليها سبل العيش, وهندسة الحياة , فلم تترك سبيلا إلا ّوهرولت إليه ..

لكن ورقة العيش تعتلج بين بعد زوجها, وقسوة ظرفها , لتخوض في لجج الهم , وترتطم بصخرة الموت!!..

ما عساها تفعل!! ؟؟؟..

من يردّ البلاء عنها!! ؟؟؟..

هل هناك من يد حانية تعطف على شقاء قلبها !!؟؟..

روحها معذبّة....
لكن لا زال أمام أمّ عينيها ضوء الحبّ الذي يسكن فؤادها!!..

لا تفكر إلاّ فيما ينبغي , ويجب أن تصنع لهما !!؟؟؟...

لكن من أين تبتدئ, وإلى أين ستنتهي!! ؟؟..

ربما يكون قد ابتلاها الله ليعلم هل لها أن تصبر على الواقع الأليم الذي أصاب شعلة فؤادها, وهي لازالت ترتقب عودة زوجها !!؟؟؟...

وجدتها والدموع تتناثر من عينيها !!...

تُرى هل الدموع ستخفّف من يأس أملها , وتبعد شماتة الأعداء عنها !!؟؟؟..

واهاً لك أيتها المرأة الصابرة !!..

مصيبة أرادها الله ليكشف عن قوة تحمّلك, وجلد صبرك!!...

كيف وقد حطّ الأعداء الطغاة من قدرتها!! ؟؟؟..

كيف وقد كُتب عليها أن تبقى مظلومة ليس لها في أفئدة من حولها إلاّ الشفقة والرحمة !!؟؟؟...

مسكينة هي !!..
صابرة تتلوى من ضربات الزمن, ولحظة الأمل لعودة زوجها!!..

أتسافر من وجود إلى وجود!! ؟؟؟..

كيف !!؟؟؟؟؟؟؟؟....

الحياة تجردّت من معانيها , وتجمدّت أمام لحظة قدرها , بعد أن غاب عنها زوجها لتجري بهم الأهوال , وتستعر في أنفسهم النيران, فتترك آثار لهيب حريقها في عروق الدم, لتنتشر مع كل أنحاء الجسد!!..

لم يكن هذا إلا ّعذابا ًروحيا , وما هو إلا تقديم البرهان على فعل الظرف الذي فرض عليها!!...

والأمر ازداد سوءاً عندما حجبت عنها أسباب الرزق والعيش , لتحتسي من الحياة مرارة الألم والحرمان !!...

حتى إن القلب ليرتعش , والكلمات تئنّ حين تلحظ انبجاس الدمع في عينيَ طفليها!!..


امرأة ليس لها من ماض تتعقبه , ولا حاضر تحياه , ولا غد ترتقبه !!..

الحياة لها فقط هي يقظة طفليها, بعد أن غلبت على أمرها!!..

طالعت وجهها لأرى في جملته قطعة مجهولة وسط هذه النقطة الأرضية , قد أقيم نظامها على أسس الظلم والبغي والطغيان لمن أراد أن يستقيم على طريق الحقّ والإيمان !!..
ومع ذلك فإنّ من رآها يجد أنّ الجمال الحزين قد تورّد في وجهها , ولا يمكن له أن يُحسن وصف إيمانه , وطهر يقينه!!..

تحاول أن تردّ أطراف نفسها إلى روح عقدتها , لكن تجد ألماً عميقاً , وحزناً دفيناً قد سحق حقيقة وجودها!!..

تحت هذه الضغطة تعتصر , لتتحول إلى حبّة صغيرة تنحدر إلى قلب روحها ليتحرك فيها اللسان بسؤال واحد :
لمَ هذا ؟؟؟..

أصبحت في زمن لا تقوى فيه على الإجابة , لأنّ ظالمها أحال الخرس إلى لسانها ,و قطع عليها كلّ أماني عمرها!!..

والله إن الإنسانية لعاجزة عن انتزاع أحزانها وهمومها!! ؟؟؟...

الإنسانية غير قادرة على إصلاح روح معانيها!!؟؟؟....

الإنسانية لاهية وغافلة عما يجري حولها !!؟؟؟..

لست أدري ما أقوله لها !!؟؟؟..

إنها مجهول بشري لم يلق أُنسا ًلحرقة زفراته, ولا ضوءا ًلوحشة دربه !!..

الألم ألمها , والعذاب عذابها, ولا أحد سواها يحسّ بما تعانيه في سويداء قلبها!!..

بمقدار ما فيها من الإحساس بالألم, نجد ثورة السخط على هذا المجتمع تترامى على مصيبة عمرها!!..
تمشي ذليلة ضائعة , يساورها الخوف والقلق , فترتعد ألفاظها , وتتوسل بعين قلبها من يعينها على كسب الحياة لطفليها!!..

والله كأن إشارتها ضعيفة , لا تستطيع أن تقابل بها النفوس المريضة , والقلوب القاسية !!؟؟؟...


الذهن كدّ من تصور هذا البؤس الذي يحيط بها ..

أتساوم على عود شبابها!! ؟؟..

أم تقيم قبراً في البيت لها!! ؟؟..

إذاً من يرعى الحبّ الذي أودعه الله أمانة في رقبتها, بعد أن بعد عنها زوجها !!؟؟؟..

هكذا يريد مجتمعنا أن يفسد تلك المرأة وهو يدري, أو لا يدري !!؟؟؟..

يبتغيها متاعا , ويريدها مسحوقة , لكن طبيعتها لا يمكن أن تُباع وترتمي بين أحضان الظلم والضلال!!..

لازالت والله متماسكة بِطهر إيمانها , وجمال أدبها , وعقيدة إيمانها حتى ولو ضلّت عن درهم حاجتها!!..

ويحكم !!!!!!!!!....................
أين الضمائر الحية !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........

أما رأيتم تلك المرأة المعذبة!! ؟؟؟..

لم ترتكب والله إثما ًمبيناً, ولا جرما ًواضحا ً!!؟؟..

أتودون أن تمضي مع وجع الحاجة, ليقذف بها في متاهات الظلام والطغيان!! ؟؟؟..

متى ينصدع الفجر عن تلك المرأة الشقيّة !!؟؟؟..

من يستطيع أن يردّ عضة البؤس واليتم عن طفليها!! ؟؟؟..
وفجأة يرتفع صوتها وهي تتلّوى من الألم ....
هاأنا طرقت كلّ أبواب العيش والرزق, ولم أجد بابا واحدا يٌفتح !!؟؟....
تُرى أيسمعني الصوت الإنساني!! ؟؟؟..
يُلجم اللسان ويصبح عاجزا عن الكلام!!...
ما تقوله واقع جهاد امرأة وسط حمأة الظلم والحرمان , وهي تود أن تدفع عن طفليها براثن الضعف, والألم!!.

أليس هذا من حقها!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..................
كيف يستقيم وجودها !!؟؟...
والله لن يستقيم وجودها إلا من خلال المشاركة الوجدانية لأحزانها , فهي ضرورة من ضرورات القيم والمبادئ التي يجب الإنسان أن يحملها!! ...

وجدت صغيرها ينام على صدرها , وهو مطمئن لهذا الوجود الإنساني , مادام قد خرج إلى الدنيا فلا محالة أمامه إلاّ أن يتوجّه لصدر أمّه, بعد أن طال غياب والده !!..


كأنّ الأمومة الصارخة قد أعدّت لها لتزيد من وجودها, ويزيد هذا الوجود من أحزانها !!..


لو تأملّت المنظر لوجدت تمثالا للإنسانية الحرّة , إذ إنّ هناك إحساساً بالدم ينقل الحياة إلى ما وراء الطبيعة والنفس!!..

فرخ من فراخ الطير قد علّق بشباك الصياد , ليغير الحقائق , ويطمس معاني الطفولة!!..

وقفت أتأمل الطفلين , وعلى ثقة من أنّ حولهما ملكاً من ملائكة الرحمة يرف بجناحيه ليملأ قلبهما نورا متلألئا في حلكة الليل البهيم !!..


شعلة مضيئة بقيت ملازمة في داخلها , وعليها أن تحافظ عليها
ولا تقتلعها من قلبها , لئلا تفسد معاني براءة الطفولة لولديها!!..

ولا سبيل أمامها إلا ّ أن توجههما إلى الأخلاق الكريمة , والتمسّك بالفضائل الإنسانية !!..

ثمار معاني القوّة في النفس الأبية لن تُهزم , ولا يمكن إلا أن تؤتي أُكلها ...
طريق واحد أمام الطفلين الآن :
هو الانطلاق إلى الأمام, والجدّ في الدراسة , وتنمية المواهب الفنية والعلمية , والفكرية حتى ولو أدّى ذلك للتخلي عن مقومات وبراءة الطفولة!!..

فلم ترَ من بدّ إلا أن تضم طفليها لصدرها , وتأمل من الله أن تعيد لهما فرح الطفولة , وبراءة الحب!!..

كل ما يطلب منها الآن أن تهب الحنان, وكل الحبّ لطفليها , رغما ًمن الغيظ والقهر الذي يفجّر صدرها, ويدّق ضلوعها!!..

إلى أين تمضي قدما !!؟؟؟..

إلى العزم والصبر!! ؟؟؟..

أجل ستمضي للعزم والجهاد مع الصبر !!...

مادامت مؤمنة بقدر الله وقضائه , فلن يكون العمر إلا جهادا ًمع الصبر , وهو الضوء الروحي الذي سيكتسح بنوره ظلمات النفس , وما علينا إلاّ أن نشدّها للخروج من هذا الألم الذي يعتصر كبد فؤادها , لتصل إلى العزم الثابت, وتنطلق إلى نجاح المؤمن في تكوين شخصية الطفولة الحرة!!..
كلّ شريف عظيم , وكلّ مؤمن لا يمكن إلاّ أن يشعر بالمأساة التي تعانيها , ورفضت أن تستسلم لها , ذلك لأنّ من خصائصها علوّ الخلق , وعزّة النفس , وهذه المادة الكريمة , والجوهرة النفيسة حافظت عليها لتتمكّن من جهادها الحرّ الأبي في رفع منزلة وشأن طفليها!!..

خلقت لأنها بطن يلد , وهو أكبر حقيقتها , وغاية حكمتها....
ففي قلبها حبّ يكسبها الجرأة على الصبر والسلوان لهذا العزاء الذي سكن داخلها!!..

ستهب كلّ حياتها, وزينة شبابها لحقيقة الحبّ ,ومعنى براءة الطفولة , لأنّ القدر هكذا أراده الله لها !!...



وتمرّ الأيام والسنون ليتفوق ولداها في الدراسة والعلم والأدب!!..



أحدهما الآن طبيب ناجح , والآخر مهندس بارع!!!!!!!..........






بقلم : ابنة الشهباء