المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الحكمة من تغيير حرف الجر ثم الرجوع إليه في هذه الآية؟



غالب ياسين
07/05/2008, 08:14 PM
يقول ربنا جل وعلا:
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس : 35]

وفي هذه الآية تعدى الفعل \هدى\ مرة بـ\إلى\ ثم بـ\لِـ\ ثم عاد لـ\إلى\؟

فهل يفيدنا الأساتذة في المسألة؟
__________________


:fl:

غالب ياسين
07/05/2008, 08:14 PM
يقول ربنا جل وعلا:
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس : 35]

وفي هذه الآية تعدى الفعل \هدى\ مرة بـ\إلى\ ثم بـ\لِـ\ ثم عاد لـ\إلى\؟

فهل يفيدنا الأساتذة في المسألة؟
__________________


:fl:

عبدالرحمن محمد بودرع
13/05/2008, 06:49 PM
هناك سرّ في مُخالَفَةِ حروف الجرّ بعضِـها بعضاً، و كثيرٌ من النّاسِ يَجهلونَ ذلكَ ويضعونَ الحرفَ في غيرِ موضعِه، ويرى العُلَماءُ رحمهُم الله أنّ هناكَ سرّا وراءَ صورةِ المُخالَفَةِ بين الحرفيْنِ والفعلُ واحد :
لقد عُدِّيَ الفعلُ "هَدى" بإلى مرّتيْن وعُدِّيَ باللاّم مرّةً واحدةً :
فالهِدايَةُ لَمّا أسنِدَتْ إلى البشرِ عُدّيَتْ بإلى التي تُفيدُ البُعدَ، كأنّ الهدايةَ - ضِمنيّاً - بَعيدةٌ عنهم ، ولكنّها لمّا أسندَتْ إلى الله عزّ وجلّ عُدّيتْ باللاّمِ التي تُفيدُ القربَ، كأنّها من خصائصِ الله وحدَه، ومِلْكُ يمينِه، والمنفرِدُ بِها على وجه الدّيمومَةِ والكَمالِ

والله أعلَم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
انظر كتب حروف المَعاني مثل:
- مغني اللبيب والجَنى الدّاني في حروف المعاني ورصف المباني للمالقي
- وبعض كتب إعراب القرآن كإعراب القرآن للنّحّاس والزّجّاج ومكّي بن أبي طالب القيسي ومعاني القرآن للفراء وإعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين الدّرويش

غالب ياسين
13/05/2008, 08:10 PM
احييك استاذ بو درع على مشاركتكم الرائعه واشكرك

عبدالرحمن محمد بودرع
14/05/2008, 10:23 AM
بارك الله فيك أخي الأستاذ غالب ياسين

amr abdelnaby
14/05/2008, 12:44 PM
جزاك الله خيرا أخي !

أ.د. علي علي أحمد شعبان
14/05/2008, 08:14 PM
أخي الكريم عبد الرحمن حمد أبو درع
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، وإن كنت أود أن تراجعه وأن تتحقق من صدق ما قلت، ذلك أن "من" في قوله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع) تعود إلى الله عز وجل. ومع ذلك عدي الفعل فيها بـ "إلى" وليس باللام. وفقكم الله وحفظكم
مع خالص مودتي

حسان محمد السيد
14/05/2008, 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

استاذ عبد الرحمن

جزاك الله خيرا على التوضيح. أود ان اتشرف بالسؤال عن الاية الكريمة التالية,يقول الله عز وجل ,,,

(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعلمون).صدق الله العظيم

ما الحكمة في الاشارة الى الحجارة تارة ب (منه) واخرى ب (منها).

ولكم جزيل الشكر

jalalrai
15/05/2008, 02:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

استاذ عبد الرحمن

جزاك الله خيرا على التوضيح. أود ان اتشرف بالسؤال عن الاية الكريمة التالية,يقول الله عز وجل ,,,

(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعلمون).صدق الله العظيم

ما الحكمة في الاشارة الى الحجارة تارة ب (منه) واخرى ب (منها).

ولكم جزيل الشكر


السادة الكرام
السيد حسان محمد السيدن
أود ان اقول أن القضية في الاية (74: البقرة) هي قضية لغوية نحوية بحتة و لاغير. وهي تدخل في باب المطابقة.

"قست قلوبكم من بعد دلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة و ان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله، وما الله بغافل عما تعملون" صدق الله العظيم.

1. إن عبارة (منه) تعود على (من الحجارة) و ليست عائدة على ( الحجارة) . أي(منه) تعود على (نوع أو قسم ) من أنواع أو اقسام الحجارة . و القسم أو النوع مذكر مفرد.

2. عبارة ( منها) في الاستخدامين الآخرين في نفس الآية تعني ( من الحجارة) أي (من +ها) حيث نعود كرة أخرة إلى ( نوع) المساوية ل (من). و لذلك تعود الآية من جديد لأستخدام ( منه) لتدل كما في شرحنا في (1) على (قسم منها) أي (قسم من +ها) حيث (ها) تعود على الحجارة و يعود ( منه) على (قسم من الحجارة). و لذلك نجد الفعل (يشقق) أو (يهبط ) مفرد مذكر.

و لكم مني كل التحيات، و إن من التحيات أجمل من غيره. و منها لما يرسل ينعش النفس.
د. جلال راعي

حسان محمد السيد
15/05/2008, 03:15 AM
الدكتور الفاضل

اشكر لكم اهتمامكم وردكم الثمين.لله دركم اهل العلم,اين ما حليتم نفعتم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(ملاحظة).اشكر واتا والقيمين عليها لوصفهم لي بالمفكر,لكنني احب ان يعرف عني بمواطن عربي بدل مفكر عربي,فأنا اتمنى ان اكون شعرة في صدر رجل مفكر.

عبدالرحمن محمد بودرع
19/05/2008, 09:37 PM
أخي الكريم عبد الرحمن محمد بودرع
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، وإن كنت أود أن تراجعه وأن تتحقق من صدق ما قلت، ذلك أن "من" في قوله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع) تعود إلى الله عز وجل. ومع ذلك عدي الفعل فيها بـ "إلى" وليس باللام. وفقكم الله وحفظكم
مع خالص مودتي

أخي العزيز الأستاذ الدّكتور علي علي أحمد شعبان
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ملاحظتك سديدة وفي محلّها
وإن كان لي من جواب على ما تفضّلتَ به، فهو أنّ الفعل "يهدي" في الجملة الاستفهاميّة "أفَمن يهدي إلى الحق..." لم يُسنَد إسنادا لفظيا صريحا إلى الله عزّ وجلّ، وأزعم - وقد أكون مخطئا في زعمي - أنّه لو أسنِدَ إلى لفظ الجلالة صراحةً لتعدّى باللام، ولكنّه أسنِدَ إسنادا عامّا ، وقُصدَ به التّعميم كما قال الألوسي.
قال ابنُ كثير رحمه الله في تفسيره: « { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى } أي: أَفَيُتَّبَع العبدُ الذي يهدي إلى الحق ويُبَصّر بعد العَمَى، أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن يُهدى، لعماه وبكمه؟ »
وكأنّ المعنى والله أعلَم أن العبدَ الذي يهدي إلى الحقّ و يحقّ أن يُتَّبَعَ هو محمّد صلى الله عليه وسلّم .
فالنّاس صنفان: صنف يهدي إلى الحقّ ويحقّ أن يُتّبَعَ وهم الأنبياء والرّسُل، وصنفٌ لا يهدي إلى الحقّ بلْ يُهدى، وهم سائر البشر .
ويحتملُ أن يكونَ مسندا إلى لفظ الجلالة احتمالا قويا لا شكّ فيه و لا لَبْسَ كَما ذكَرتَ ، ولكنّ الذي مَنَعَ من ذلك عَدمُ الذّكر الصّريح باللّفظ، وهذه نكتة بلاغيّة.
ألا تَرى معي أخي الكَريم أنّ الله عزّ وجلّ أسندَ إلى نفسِه صراحةً الإنعامَ في قولِه تعالى: "صراطَ الذينَ أنعمْتَ عليهم" ، وأسندَ الغضَبَ والضّلالَ لغير معروف، في قولِه تعالى: "غير المغضوب عليهم و لا الضّالّين" فلم يقل : غير الذين غضبتَ عليهم أو أضللتَ، فللفظ الصّريح وقعُه البلاغيّ ودلالته العميقة .

فلو جاء الإسناد صريحا لعُدّيَ باللاّم
والله أعلَم وأحكَم
وأشكرك جزيلَ الشّكر على الملحوظة

عبدالرحمن محمد بودرع
19/05/2008, 09:37 PM
أخي الكريم عبد الرحمن محمد بودرع
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، وإن كنت أود أن تراجعه وأن تتحقق من صدق ما قلت، ذلك أن "من" في قوله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع) تعود إلى الله عز وجل. ومع ذلك عدي الفعل فيها بـ "إلى" وليس باللام. وفقكم الله وحفظكم
مع خالص مودتي

أخي العزيز الأستاذ الدّكتور علي علي أحمد شعبان
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ملاحظتك سديدة وفي محلّها
وإن كان لي من جواب على ما تفضّلتَ به، فهو أنّ الفعل "يهدي" في الجملة الاستفهاميّة "أفَمن يهدي إلى الحق..." لم يُسنَد إسنادا لفظيا صريحا إلى الله عزّ وجلّ، وأزعم - وقد أكون مخطئا في زعمي - أنّه لو أسنِدَ إلى لفظ الجلالة صراحةً لتعدّى باللام، ولكنّه أسنِدَ إسنادا عامّا ، وقُصدَ به التّعميم كما قال الألوسي.
قال ابنُ كثير رحمه الله في تفسيره: « { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى } أي: أَفَيُتَّبَع العبدُ الذي يهدي إلى الحق ويُبَصّر بعد العَمَى، أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن يُهدى، لعماه وبكمه؟ »
وكأنّ المعنى والله أعلَم أن العبدَ الذي يهدي إلى الحقّ و يحقّ أن يُتَّبَعَ هو محمّد صلى الله عليه وسلّم .
فالنّاس صنفان: صنف يهدي إلى الحقّ ويحقّ أن يُتّبَعَ وهم الأنبياء والرّسُل، وصنفٌ لا يهدي إلى الحقّ بلْ يُهدى، وهم سائر البشر .
ويحتملُ أن يكونَ مسندا إلى لفظ الجلالة احتمالا قويا لا شكّ فيه و لا لَبْسَ كَما ذكَرتَ ، ولكنّ الذي مَنَعَ من ذلك عَدمُ الذّكر الصّريح باللّفظ، وهذه نكتة بلاغيّة.
ألا تَرى معي أخي الكَريم أنّ الله عزّ وجلّ أسندَ إلى نفسِه صراحةً الإنعامَ في قولِه تعالى: "صراطَ الذينَ أنعمْتَ عليهم" ، وأسندَ الغضَبَ والضّلالَ لغير معروف، في قولِه تعالى: "غير المغضوب عليهم و لا الضّالّين" فلم يقل : غير الذين غضبتَ عليهم أو أضللتَ، فللفظ الصّريح وقعُه البلاغيّ ودلالته العميقة .

فلو جاء الإسناد صريحا لعُدّيَ باللاّم
والله أعلَم وأحكَم
وأشكرك جزيلَ الشّكر على الملحوظة

عبدالرحمن محمد بودرع
19/05/2008, 10:01 PM
أخي حسّان محمّد السّيّد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبني سؤالُك لِما فيه من دقّة ملاحظة
ويبدو لي والله أعلَم وأحكَم أنّ قولَه "منه" يدلّ على أنّ :
- من الحجارَةِ ضرباً أو صنفا يتفجّرٌ منه الأنهار، والضّميرُ المذكّر في "منه" يعودُ على اسم الموصول "ما" الذي هو اسم مبهَم لا مذكّر و لا مؤنّث، فالإحالَة ههنا على اسم الموصول وليس على الحجارَة، فعُبّر عنه بـ "منه"، فالسبب سياقيّ يعود إلى عَوْدِ الضّمير.
- وأما قولُه "وإنّ منها" فهو إحالَة صريحةٌ على لفظ الحجارَة وليس على لفظ اسم الموصول، فجاء لفظ الضّميرِ مؤنّثا لأنّ فيه إحالَةً على مؤنّث
والله أعلَم وأحكم

عبدالرحمن محمد بودرع
19/05/2008, 10:01 PM
أخي حسّان محمّد السّيّد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبني سؤالُك لِما فيه من دقّة ملاحظة
ويبدو لي والله أعلَم وأحكَم أنّ قولَه "منه" يدلّ على أنّ :
- من الحجارَةِ ضرباً أو صنفا يتفجّرٌ منه الأنهار، والضّميرُ المذكّر في "منه" يعودُ على اسم الموصول "ما" الذي هو اسم مبهَم لا مذكّر و لا مؤنّث، فالإحالَة ههنا على اسم الموصول وليس على الحجارَة، فعُبّر عنه بـ "منه"، فالسبب سياقيّ يعود إلى عَوْدِ الضّمير.
- وأما قولُه "وإنّ منها" فهو إحالَة صريحةٌ على لفظ الحجارَة وليس على لفظ اسم الموصول، فجاء لفظ الضّميرِ مؤنّثا لأنّ فيه إحالَةً على مؤنّث
والله أعلَم وأحكم