المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قُربان...(نثر شعري)-د.شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
08/05/2008, 02:07 PM
قُربانٌ في " عيدِ الحُبِّ "
نثر ٌ شعريٌّ: د. شاكر مطلق

الوردةُ العَمياءُ تمشي عاريةً
على أشواكِ شهَواتها الزّرقاءِ
ليلةَ اشتعالِ غابةِ الرِّغَباتِ الحمراءِ
في عيد الخِصابِ المُضاءِ
تتَـقرّى ضَوْءَ القمر الماسِيِّ
في كهف الجسد الأسودِ
المُـحـنّطِ في أهـرمـات الرّغبةِ
وفي كوابيس شَهَواتها الخضراءِ
المُقمَّطةِِ بلُفافات ألأحلامِ
الذّابلةِ الصّفراءِ
ولا تجِدُ في خلاياها
إلاّ المحَارَ مُتفحّماً
على وسادة الرّوحِ المُفرَدِ الحزينْ ...
أجراسُ المعبدِ الجَبليِّ الذّهبيـّةُ
تَقْرعُ ، ليلةَ " عيد الحبِّ "
معلنةً انفلاتَ الرِّغابِ
من قُمقُم الشَهَواتِ الماسيِّ
وكسْرَ الخَاتَمِ السّحريِّ
في زنّار ِ العَذراواتِ
ليلةَ فضِّ بكَارةِ الحِنّاءِ
في عرسِ الجِّنيّاتِ المارقاتْ ...

عُواءُ الذّئبِ الوحيدِ
المتَوحِّدِ والمتَجسِّدِ
في شبَح الليلِ
يعلو بعيداً
في صمت الغابةِ السّوداءِ ( 1 )
كنِداء " الثوْرِ البَريِّ " ( 2 ) السّاقِـطِ
في شَـرَكِ الشّهوةِ
في حِضن الرّبةِ
" عَشتارَ " الخائـنـةِ
ولا يدري في التَّجوالِ
بـأنّ القمرَ الغَـجريَّ
الموغلَ في النّشوةِ
لم يُكملْ، بَعْدُ ، نشيدَ الفرحِ
كي يكتملَ الفِضّيُّ
على أجنحة فراشاتِ الليلِ
تحوم وتَهوي في قِنديلِ الكَـلماتِ
فيَهوي في الظُّـلُماتِ
وحيداً
يَهوي في جبِّ الأحزانِ
ويوغلُ في النِّسْيانْ ...

في الجدولِ البرّيِّ تغسلُ السّاحرةُ
– حمراءَ الشّعر ، زرقاءَ العينينِ -
مخالبَها الدّاميةَ
في قدحِ نبيذٍ مكسورٍ فارغْ .
وهناكَ على العشبِ الأسودِ
فوق البطن الأبيضِ
يُرنو قمرُ المَرجانِ الشّاحبُ
في عين غزالِ الشّهَواتِ
يئِنُّ وينزفُ في " صَلَواتِ الطاعونِ " ( 3 )
ويبكي
زمنَ القافلةِ الجَذْلى
في رِحلةِ تِيـه النِّـدمان ِالكبرى...

هناكَ ...
على الجدران القاتمةِ
بـكهف الذّاكرةِ الأولى
مَشهدُ صَّيادِ النّشوة ِ
يَصطاد اللؤلؤةَ َ الجَذْلى
يَزني بالمَرجانِ البِكرِ
ويَغرقُ في مدِّ الموجِ
القادمِ من " زمنِ الحلُمِ الأولِ " ( 4 )
هناكَ على رمل النِّسيانْ ...

مَنْ - يا تَرى – كانَ الضّحيةَ
في الليلةِ القَمراءِ
فوقَ " الغابةِ السّوداءِ "
في عرسِ السّاحراتِ والحِـنّاءِ
فـكانَ الـقُربانََ الأسمى
في " عيدِ الحُبِّ " الدّامي ؟!...
====================
( 1) الغابة السوداء : موقع شهير وجميل في ألمانيا ، زرته كثيراً إبان وبعد دراستي وإقامتي الطويلة هناك .
(2)-" تَجلّيات الثور البريّ " عنوان إحدى مجموعاتي الشعرية .
( 3 ) " صلَوات الطاعون " : نصٌ من ترجماتي للأدب الحثّيّ .

E.-MAIL: mutlak@scs-net.org

الدكتور شاكر مطلق
08/05/2008, 02:07 PM
قُربانٌ في " عيدِ الحُبِّ "
نثر ٌ شعريٌّ: د. شاكر مطلق

الوردةُ العَمياءُ تمشي عاريةً
على أشواكِ شهَواتها الزّرقاءِ
ليلةَ اشتعالِ غابةِ الرِّغَباتِ الحمراءِ
في عيد الخِصابِ المُضاءِ
تتَـقرّى ضَوْءَ القمر الماسِيِّ
في كهف الجسد الأسودِ
المُـحـنّطِ في أهـرمـات الرّغبةِ
وفي كوابيس شَهَواتها الخضراءِ
المُقمَّطةِِ بلُفافات ألأحلامِ
الذّابلةِ الصّفراءِ
ولا تجِدُ في خلاياها
إلاّ المحَارَ مُتفحّماً
على وسادة الرّوحِ المُفرَدِ الحزينْ ...
أجراسُ المعبدِ الجَبليِّ الذّهبيـّةُ
تَقْرعُ ، ليلةَ " عيد الحبِّ "
معلنةً انفلاتَ الرِّغابِ
من قُمقُم الشَهَواتِ الماسيِّ
وكسْرَ الخَاتَمِ السّحريِّ
في زنّار ِ العَذراواتِ
ليلةَ فضِّ بكَارةِ الحِنّاءِ
في عرسِ الجِّنيّاتِ المارقاتْ ...

عُواءُ الذّئبِ الوحيدِ
المتَوحِّدِ والمتَجسِّدِ
في شبَح الليلِ
يعلو بعيداً
في صمت الغابةِ السّوداءِ ( 1 )
كنِداء " الثوْرِ البَريِّ " ( 2 ) السّاقِـطِ
في شَـرَكِ الشّهوةِ
في حِضن الرّبةِ
" عَشتارَ " الخائـنـةِ
ولا يدري في التَّجوالِ
بـأنّ القمرَ الغَـجريَّ
الموغلَ في النّشوةِ
لم يُكملْ، بَعْدُ ، نشيدَ الفرحِ
كي يكتملَ الفِضّيُّ
على أجنحة فراشاتِ الليلِ
تحوم وتَهوي في قِنديلِ الكَـلماتِ
فيَهوي في الظُّـلُماتِ
وحيداً
يَهوي في جبِّ الأحزانِ
ويوغلُ في النِّسْيانْ ...

في الجدولِ البرّيِّ تغسلُ السّاحرةُ
– حمراءَ الشّعر ، زرقاءَ العينينِ -
مخالبَها الدّاميةَ
في قدحِ نبيذٍ مكسورٍ فارغْ .
وهناكَ على العشبِ الأسودِ
فوق البطن الأبيضِ
يُرنو قمرُ المَرجانِ الشّاحبُ
في عين غزالِ الشّهَواتِ
يئِنُّ وينزفُ في " صَلَواتِ الطاعونِ " ( 3 )
ويبكي
زمنَ القافلةِ الجَذْلى
في رِحلةِ تِيـه النِّـدمان ِالكبرى...

هناكَ ...
على الجدران القاتمةِ
بـكهف الذّاكرةِ الأولى
مَشهدُ صَّيادِ النّشوة ِ
يَصطاد اللؤلؤةَ َ الجَذْلى
يَزني بالمَرجانِ البِكرِ
ويَغرقُ في مدِّ الموجِ
القادمِ من " زمنِ الحلُمِ الأولِ " ( 4 )
هناكَ على رمل النِّسيانْ ...

مَنْ - يا تَرى – كانَ الضّحيةَ
في الليلةِ القَمراءِ
فوقَ " الغابةِ السّوداءِ "
في عرسِ السّاحراتِ والحِـنّاءِ
فـكانَ الـقُربانََ الأسمى
في " عيدِ الحُبِّ " الدّامي ؟!...
====================
( 1) الغابة السوداء : موقع شهير وجميل في ألمانيا ، زرته كثيراً إبان وبعد دراستي وإقامتي الطويلة هناك .
(2)-" تَجلّيات الثور البريّ " عنوان إحدى مجموعاتي الشعرية .
( 3 ) " صلَوات الطاعون " : نصٌ من ترجماتي للأدب الحثّيّ .

E.-MAIL: mutlak@scs-net.org

نادين عبد الله
22/05/2008, 04:27 PM
سيدي الفاضل: الدكتور شاكر مطلق

أحييك على هذا النص الأكثر من رائع

الذي أخذني في رحلة بحث مرهقة ، عما يجول وراء هذه الرمزية التي يزخر بها

هنا متعة الحركة الشعرية النثرية...

في استعمالها للكلمات التي استهلكت من فرط الاستعمال...بمفهوم جديد ومعان جديدة...

تفرض علينا ايجاد الصلة مابين الدال والمدلول

أشكرك

لك التحية والتقدير

الدكتور شاكر مطلق
24/05/2008, 10:46 AM
أشكرك على استقبالك اللطيف للنص. إنها مجرد أفكار تائهة في دهاليز الكينونة والعبثية ، وخربشات على جدار الروح .
مع أطيب تحياتي . د.شاكر مطلق

الدكتور شاكر مطلق
24/05/2008, 10:46 AM
أشكرك على استقبالك اللطيف للنص. إنها مجرد أفكار تائهة في دهاليز الكينونة والعبثية ، وخربشات على جدار الروح .
مع أطيب تحياتي . د.شاكر مطلق

نادين عبد الله
24/05/2008, 11:00 AM
وما هو الشعر سيدي غير هذه الأفكار العابثة فينا في أروقة الروح..

لك تحياتي

نادين عبد الله
24/05/2008, 11:00 AM
وما هو الشعر سيدي غير هذه الأفكار العابثة فينا في أروقة الروح..

لك تحياتي