المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفى اغتصابا لأوطاننا !!



نبيل عودة
09/05/2008, 07:55 AM
كفى اغتصابا لأوطاننا !!

بقلم : نبيل عودة

قلبنا على لبنان . لم يغرنا المنتصر الألهي . ولن يغرنا المبشر المخبول بالمهدي في طهران . كم تبدو هذه الساعات مصيرية .. ليس للبنان فقط ، انما للمصير العربي الوطني . لمصير النهضة العربية التنويرية .
ما اراه هودفع لبنان الى كارثة ... ولكن الكارثيين يقربون نهايتهم أيضا . تماما مثلما كان انتصار حماس ( الدمقراطي ) كارثة للشعب الفلسطيني ، فأن انقلاب حماس ( الأصولي )هو كارثة لحماس نفسها.
هل حقا تختلف المفاهيم بين الأصوليات ، باختلاف مساحات عقائدها ومساحات نشاطاتها الجغرافية ؟
هل من أصولية دينية تملك عقلا يسمح لها برؤية الواقع بدون أوهام الانتصارات التي لم تحقق غير الدمار للوطن والشعب ، لا فرق بين لبناني أو فلسطيني أو سعودي أو عراقي أو ما شئتم ؟
كم أرثي لأولئك الواهمين ، الأشبه بالمتسولين السياسيين ، أحزابا وأفرادا ، القابعين على هامش انتصارات الاهية وهمية ، يبنون على حساباتها مستقبلا مبنيا على شعوذات مدمرة.
وكم يبدو واقعنا قريبا من الانتحار الذاتي لبعض فئاته ، التي من المفترض ان تكون على رأس المواجهين للخزعبلات الانتصارية ، التي لم تجر على لبنان وغير لبنان ، الا الدماء والدموع ولن تحقق مستقبلا الا كوارث قد تجعل الصحوة مهزلة حين تفقد مبرراتها وضرورتها. وعودة الوعي هلوسة حين لا يعود للوعي مساحة للفعل .
لا لست انهزاميا كما اتهمني بعض قليلي العقل . ولست مبايعا للقوة الغاشمة لاسرائيل ، ضد ابناء قومي في غزة أولبنان.ولكني عندما أرى مليار عربي ومسلم عاجزين عن انقاذ شعبي الفلسطيني ، وحماية حقوقه المشروعة الأولية ، باقامة وطنه القومي على أقل من نصف أرضه التاريخية ، فلا تتوقعوا مني أن احلق مع منتصرين كارثيين واهمين بان العتمة أضحت على قدر يد الحرامي.
أعطوا للشعب اللبناني أن يبني مستقبله ، هذا أفضل مليون مرة من أنتصار الاهي سيجر الدمار على وطن الدمقراطية العربية ومنارة المستقبل العربي – لبنان ، اذا كنا نحلم حقا بمستقبل لهذه الشعوب المنكوبة بقيادات وهمية الاهية ، من راس سدة الحكم حتى الحضيض .
لست انهزاميا يا واهمين بنصر الاهي يعقبه فتح روما واسبانيا . لست انهزاميا يا أبطال الكوارث ، في زمن لم يعد لنا فيه بفضلكم ، وفضل انتصاراتكم ، غير الاستجداء لوطن ، لأقل من نصف وطن . واكاد أكون على يقين ان نصركم القادم سيجعل لبنان أيضا يبكي وطنا فلسطينيا !!
اناشد كل ضمير حي ان انقذوا لبنان من مصير فلسطين .. انقذوا مهد الحضارة العربية ، اذا كنتم تطمحون الى مستقبل حضاري . انقذوا مهد المستقبل العربي ، اذا بقي في قلوبكم حس لمعنى الوطن ، انقذوا مهد التنوير العربي السابق والقادم ، اذا كنتم غيورين على مستقبل هذه الشعوب التي أخرجها حكامها ومنتصريها الألهيين من التاريخ.
ما يخيفني هذا القدر من الوهم .. هذا القدر من الضياع ، هذا الفقدان للقيم والمبادئ ، واختلاط العقل "العلمي" بالعقل الغيبي. وفقدان البوصلة الفكرية ...
ما اتمناه ان أسمع صرخة عربية مدوية : كفى ... قف !!
مسؤولية انقاذ لبنان ستصبح مسؤولية دولية اذا لم يتحرك العرب ، وتلك قد تجر علينا ما لا نرضاه . ولكن لا بد مما ليس منه بد !!
حقا يثلج صدري القرار الشجاع والمسؤول للحكومة اللبنانية . قرار منع مصادرة شرعية لبنان ومصير شعبه .
هذا القرار يجب دعمه بكل الوسائل ، التي تروق بأعين الوطنيين ، أو لا تروق بأعينهم لحساسيات لم يعد لها قيمة ، لأن ما يطرح هو شرعية ومستقبل لبنان ، بكل ما يحمله لبنان من قيم حضارية ودمقراطية وعقلانية تبشر بمستقبل يعيد الشعوب العربية الى الركب الانساني من منفاها الطويل.
المهمة الحاسمة الآن : انقاذ لبنان !!
انقاذ لبنان هو بداية لانقاذ حق الشعب الفلسطيني في وطن قومي دمقراطي ، وانقاذ للعراق .. وانقاذ للشعوب العربية في جميع أوطاننا المغتصبة اغتصابا أبشع من اغتصاب فلسطين!!
كفى لتخريب لبنان ، كفى لتخريب العراق . كفى لتخريب فلسطين . كفى لتخريب الأوطان العربية . أبقوا شيئا لأيام بيضاء قد تجيء أبكر مما نحلم .

نبيل عودة – كاتب واعلامي فلسطيني – الناصرة
nabiloudeh@gmail.com

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
09/05/2008, 09:38 AM
الفاضل نبيل عودة

تقول
كفى لتخريب لبنان ، كفى لتخريب العراق . كفى لتخريب فلسطين . كفى لتخريب الأوطان العربية . أبقوا شيئا لأيام بيضاء قد تجيء أبكر مما نحلم .

وهذا اختصار للمشكلة ،،ان عدونا واحد وهدفه واحد ووسيلته واحدة وروايته واحدة
المشكلة اننا نتعامل مع هذه القضية بقلوب شتى فكيف لنا انم ننتصر
تحية لقلبك النابض
تحية لقلمك وفكرك واعتقد انه لم يبق لنل سوى سلاح الفكر والثقافة لنبقى على قيد الحياة

د. فائد اليوسفي
11/05/2008, 12:07 AM
أى نظام عربى تتحدث عنه وتريده أن يبقى. هل تعيش لتاكل أم تأكل لتعيش. مالى ارى المفكرين قد اتخموا لانهم يعيشون لياكلوا. اى قرار احمق من حكومة غير شرعية لا تزال تتمسك بالسلطة وتعيش على جلم اكثرية وهمية. لو كان رئيس الحكومة السنيورة عنده ذرة كرامة لقد استقالته كما فعل سابقه عندما اتهم بشكل غير مباشر بالمسؤلية عن موت رفيق الحريرى. فؤاد السنيورة متهم من معظم اللبنانيين بقتل لبنان وبيع لبنان وهو مايزال يتشبث بالسلطة. اى رئيس حكومة ياتمر بامر الف رئيس له. إنه الف العبودية حتى سمح لاقذر الناس امثال جنبلاط وجعجع أن يكونوا اسيادا له. بئس الرجل هذا وبئست حكومته اللاشرعية وسحقا لنظام عربى يتشبث بالحياة على حساب شعوبه. نحن لا نعيش لنأكل وانما ناكل لنعيش وليس أى أكل نأكله بل نذكرك ونذكر المتخمين باننا نبيت على الطوى ونظله حتى ننال به كريم المأكل. أى قيادة للبنان فى الوطن العربى هل تقصد قيادة المقاومة العربية الاسلامية كما حدث فى صيف 2006 عندما توحد العالم الاسلامى كله خلف السيد حسن نصر الله ووقف العملاء معظمهم (النظام العربى) خلف اسرائيل المجرمة. أم تقصد قيادة العالم فى برامج استار اكاديمى والغناء الفاحش والفاضح. اعتقد انك تقصد الخيار الثانى، لانك تؤيد تيار المستقبل والنظام العربى الخائن. مع احتنرالمى لكل الاراء والحريات الشخصية والقيادية.

طه خضر
11/05/2008, 01:30 AM
ثم ماذا ؟؟!!

هل باتت مصيبة لبنان فيمن يرفع راية الدين أو يحمل المصحف أو غيره من الكتب السماوية على أسنـّة الرماح؟؟!!

وهل لبنان أو ما سميتموه بلبنان الحضاريّ وباريس العرب قديما هو الحلّ أو الصورة المشرقة التي نريد؟!

لا يا سيّدي، لا هذا ولا ذاك!! فلبنان العهر والفجور الذي كان والذي كانت تـُرخـّص فيه الدعارة وتمنح حق الممارسة القانونيّة من قبل الدولة رأينا ماذا فعل الله به، ورأينا كيف دمّره الله وشرّد أهله وعلى يد أهله قبل غيرهم، فليس هذا لبنان الذي يقدم الصورة المشرقة والتي لا يفخر بها إلا من لا يعرف من الحريّة إلا الخمر والأمر والنساء!! وحتما ليس هو لبنان الذي تحكمه بكركي وبطاركتها باسم الأب والإبن والروح القدس وتستبيح بأسمائهم الأعراض وتسفك الدماء وتحرق المخيمات على رؤوس اهلها وقد خبرناهم واكتوينا بنارهم ونجانا الله من حِرابهم لنعيش بعد ذلك ذكريات مرعبة لا تعرف من الليل إلا اسوداده وصرخات راعبة لرؤوس ٍ تـُحزّ لا تغادر الذاكرة حتى تعاود الانقضاض عليها كتهمة تسقط على رأس لص، وبالقطع ليس هو لبنان الذي تحكمه العمائم السود باسم الفقيه الذي لم ولن يرتوي هو وأشياعه وأتباعه حتى ببحر ٍ هادر ٍ من الدماء ثأرا لجريمة ارتكبت قبل 1400 سنة، وقد خبرناهم أيضا قديما في حروب المخيمات ناهيك عن حروبهم فيما بينهم وحديثا في العراق وما أدراك ما العراق، ولن نكون من العقل والإنصاف في شيء إن لم نتعظ بكل ذلك!!

ليس هذا ولا ذاك ولا الآخر هو لبنان الذي نتكلم عنه!! ابحثوا لكم عن شيء ٍ آخر، ومن يدري فربما تجدوه، أوليس هذا بزمن العجائب ؟؟!!

د. محمد اسحق الريفي
24/06/2008, 05:47 AM
ولكن الكارثيين يقربون نهايتهم أيضا . تماما مثلما كان انتصار حماس ( الدمقراطي ) كارثة للشعب الفلسطيني ، فأن انقلاب حماس ( الأصولي )هو كارثة لحماس نفسها.



بل كان انتصار حركة المقاومة الإسلامية حماس نصرا للفلسطينيين والعرب والمسلمين، أما الكارثة فهي أن لا يدرك البعض هذا الانتصار أو يتجاهله، وأن لا يرى هؤلاء الأمور إلا من وجهة نظر أصحاب النهج الاستسلامي التي لم تحقق لشعبنا إلا مزيدا من المعتقلين والأسرى لدى سجون العدو الصهيوني، ومزيدا من المستوطنات اليهودية/الصهيونية، ومزيدا من تهويد القدس المحتلة وقضم أراضي الضفة المحلة، ومزيدا من الفساد والتعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني، ومزيدا من القيود الاقتصادية والسياسية والأمنية والتجارية... قل لي بربك ماذا حققت لنا اتفاقيات أوسلو غير تكريس الاحتلال وزيادة التهويد والاستيطان وخداع العالم بأن الفلسطينيين قد أصبحت لهم دولة وأن مشكلتهم قد حلت؟!!

أما ما تزعم بأنه انقلاب، فهو زعم باطل ومناقض للحقيقة والوقائع، فالتيار المتصهين المدعوم أمريكيا هو الذي انقلب على الحكومة الشرعية العاشرة التي شكلتها حركة حماس بحق وجدارة وأهلية، ولا أظنك تجهل تقرير فانتي فير الذي أكد ما يدركه كل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة المحتلة، بأن الجنرال الأمريكي كيث ديتون كان يقود التيار الانقلابي ويدفعه إلى الانفلات الأمني والفوضى والتخريب والهمجية، وكان يدرب عصابات الفلتان الأمني ويمدها بالمال والعتاد العسكري والسلاح، لإشعال نار حرب أهلية استطاعت حركة حماس أن تقضي عليها في مراحلها الأولى، وانتصرت حركة حماس على التيار الانقلابي واستأصلت شأفته وقطعت دابر المنفلتين وعصابات الإجرام وفرق الموت.

لا شك أن حقدك على الحركات الإسلامية جعلك تفقد قدرتك على التعاطي بموضوعية ومنطقية وعقلانية مع الأحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية، ولذلك يأتي حكمك دائما على الأحداث والوقائع منسجما مع حقدك وعدم موضوعيتك، فهل يا ترى يصدقك أحد فيما تزعم؟!!

ستظر حركة حماس منتصرة، ولن يهمها ما يقول عنها مبغضوها، ولن تأبه بمواقف أنصار النهج الاستسلامي تجاهها، فحماس شعبيتها في تعاظم، ليس فقط في فلسطين، وإنما كذلك في العالم العربي والإسلامي، فحركة حماس جزء من الطائفة المنصورة، التي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها، والتي ستبقى شوكة مؤلمة في حلق كل من كرهها.