المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالأمس كانت هنا واليوم .....



بنت الشهباء
01/10/2006, 10:19 PM
بالأمس كانت هنا واليوم .....

طالعت في وجهها أيام الصبا الجميلة , وهيئة البدر المضيء , وبهية الطلعة الفاتنة وهي تدعوني لحضور حفلة زفاف يوم عمرها ..
نور البسمة لم يفارق ثغرها ..
جمالها الأنثوي يملأ قلب روحها ...
أشعة الجمال النضرة , وابتسامة الروح الندية العبقة تسكن فتنة لباس حُسن معانيها ..
مركبة عاطفتها كأنّها غُصْن بانٍ يتهادى فرحاً ونشوةً وطرباً في روض واحة أملها ..
باقة من الزهور الطيبة , وسحر الآمال العطرة , وأًنس الليالي النديّة تسكن قلبها...
عذراء هي!!..
في داخلها نسيج متماسك , وحبّ شغوفا , وعاطفة مشبوبة أينعت ثمارها مع كلّ خفقة من خفقات صدرها , فكان تاريخ قلبٍ سيغيّر دنيا زمانها ...

لم أكنْ أريد أنْ أقول لها إلاّ:

ألف مبروك لكِ هذا اليوم البهيج يا صديقتي ..
إنّه يوم التهنئة والزينة لجمال كلّ ما في روحك ..
ويكفي أنكِ حملت هذا الحبّ الصادق الوفيّ بين جنبات صدرك ...

ما أجملَ هذا الوجه البريء الذي جعل من هيئة روحها تمثالاً
لظرف الحسان , وخلق منها لحناً لموسيقى الزمان !!..

عقد قرانها لتهفو إلى حبيب العمر, وستقطع معه كلّ مسالك البرّ والبحر
وهي تأمل أن تنعم بالدفء والحنان بين ذراعيَّ الحبّ ...
موكب زفافها مهيب تكلّّل بباقات الزهور العطرة ,
منْ يراه يجد حبّا كبيراً , مخلصا أمينا انتظرته سنين عدّة ,
وهاهي الآن ترقص على ألحان شدو أمل عمر حبها ..

يوم الزفاف لا يمكن له أن يُمحى من الذهن ..
فيه يكمُن الخير والحبّ ..
إنه يوم الكلمة الحيّة النابضة التي أرادت أن تهبها لحبّ حبّها وهي
تناديه :
أنا يا عمري الآن ملك يديك .
ولَنْ أرحل ، ولن أكون بعد الآن بعيدةً عنكَ ...
عروس ترتدي ثوب الزفاف , والنشوة تملأ روح جسدها ..
ورقةُ خضراء ناعمة لنْ تسمح إلاّ لحبّها أن يمدّ يدهُ عليها ..
ظهرت وكأنّها ضوء كوكبٍ يلمع في سماء الكون ,
وجوهرةُ صافية متلألئة قد صقلها الوفاء والحبّ ...
عروسُ تحمل داخلها أنفاس الربيع ,
ولا يمكن لأحد أن يلومها ؛ لأنّ ريح الجمال تفوح منْ صبا حلم أملها ...
عروسُ نبيلة اقتربت من زوجها لتكون أقربَ منه
إلى سرائر الحبّ , وقلب الصدق ...

موكب ربيع الزفاف يهزّ مشاعر الحضور ليخترق زينة جمال العروس ,
ولَوْ أدرت النظر إلى هذا المشهد العظيم لرأيت عصفورة تدعوك
أنْ تسمع حديث القلب الذي بدأ يغرّد بأنغامه الشجية ليلمس كلّ من حولها نشوة جمال رشفة كأس الحب ..

لَنْ أعرف عنها إلاّ طهارة وبراءة القلب ..
وما أعذب مناجاتها وهي تسمع كلّ كلمة ولا تردها خائبة
مَنْ كانت تَحْسَبه أنّه حبيبها ...

ترتفع إلى أعلى درجات القلب لتدنو من روحه , فتتموج بحُسنها
وتتنوع من رياض خضرها لتُحّول حلمها الخمري
إلى حقيقة أقامت عليها أماني عمرها ..

لم تكن تعرف أنّه اقتحم قلبها لمنافع مادية ومصالح شخصية!!!...
لم تكن تعرف أنّه لم يحمل لها قلبا ًرؤوماً , وحباً وفيّاً صادقاً !!!..
لم تكن تعرف أنه يريد فقط البيت, والسيارة , والمركز الاجتماعي من عائلتها !!!...
عجائب القدر قضت أن تسير مع قاتلها بعد أقل
من سنة لفترة زواجها ,إلى حيث يريد ..
فرض عليها أن ترافقه في سفره إلى حيث الموت والهلاك ..
لم تكن تعلم هذا !!!..
الحبّ في قلبها دفعها أنْ تُطيعه وتخضع لكلّ أوامره ...
كيف لا وقد أينعت ثمرة حبها في أعماق فؤادها !!؟؟
إنّه الطفل المنتظر الذي تحمله بين أحشائها !!..
ستهلّل لهذا الأمل المضيء لتُنير به قلب زوجها ..
ثلاثة شهور ونيف حملت الجنين في بطنها قبل أنْ تعدو
إلى ما يريده ..

إحساسٌ مخيف هاجمها , هواجسٌ رهيبة اقتحمت مخيّلتها ,
ومع ذلك ستثابر الطريق مع زوجها رغماً من
ابتسامة شاحبة رأيتها قد ظهرت على حُمرة خدّيها ..

انطلقت معه ليقتلها برصاصة طيشه , وعنفوان كبريائه , وماديّة روحه!!...
صورة بشعة لا يمكن والله وصفها !!!..
أوقفه حاجز مكافحة المخدرات , فلم يقف ...
واستمر في طريقه ,
ومن ثم أوقفه حاجز آخر فلم يقف وآخر وآخر ولم يقف!!...
صَدَر الأمر أن تُضرب مركبته بالرصاص الحي ..
رصاصة واحدة قدّر لها أن تخترق جسد العروس, وبراءة الطفولة ..

أينَ العدل الإنساني !!؟؟؟..

من الممكن أن تكذب على من حولك , لكن هل من الممكن أن تكذب
يوم تقف أمام الله ربّك!! ؟؟؟..
لم تمتْ !!...
مازالت تحيا مع الحبّ العنيد الذي سيطر على كلّ ما في روحها!! ..
نقلت إلى المستشفى وفي داخلها أمل بالشفاء العاجل من ربّها..
بقيت تبتسم أمام زوجها وذويها ابتسامة الجمال والحبّ , وهي
ترقب الأيام لتعود إلى قفص روحها...
رغما من أنّه كان يتنقّل من ممرضة إلى ممرضة , ويعيث فساداً , وفسقاً, وفجوراً ..

لكن لا تريد أن تفارقه , وتبعد عنه !!..

تنظر إليه بقلب عين وفاء الحبّ والخير , لا بقلب المادة والحقد والأنانية !!..
تلك هي حالها على فراش المرض !!!..

عجز الأطباء عن معالجتها بعد أن أُجريت لها العملية تلو العملية
- بالإضافة إلى عملية الإجهاض لطفل حبها- ومع ذلك ورغما
من شحوب وجهها , وابتسامة ألمها تودّ أنْ تدنو من القمر, وتقف معه وسط السماء لتسامره طوال الليل وهي ساكنة وديعة , وعلامة المرض لم تستطع أنْ تمحو آثار حسنها وجمالها ..
اتفق الأطباء بأنّ لا علاج لها في بلدها , وما عليها إلاّ أن تسافر إلى أحد مستشفيات لندن حيث الطبّ والمدنية الحديثة لتكمل علاجها ..
أملها بالحياة تنثره على خواطر الذهن لتتناول رشفة الحب
بيديها وتعود إلى بلدها فتسقي كأسَ الوفاءِ والإخلاص لزوجها ...
دقائق عديدة والعملية الجراحية تبدأ !!....
أرادت أن تلقي نظرة أخيرة إلى أخيها , فطلبت منه كأساً من الماء تروي به عطش حياتها , وكأنّها في هذه اللحظة أرادت أن تودّع
دنياها بكلمة حبٍّ , ودمعة حزنٍ بعد أن أملقَ القدر حياة روحها ..

أوصيك يا أخي بزوجي!!!..

عرفت أنها قد تدخل العملية بجسدها وروحها ,
لتخرج وقد رحلت الروح عن الجسد إلى ملكوت ربّها ...
ثلاثة شهور وهي على فراش المرض ,
لتقضي حياتها بعيدة عن ذويها وحبّها بين مجموعة
من الأطباء أثناء إجراء العملية لها ..

الله الواحد القهار قضى أن يُرسِل ملك الموت في هذه اللحظة ..
انتهى كلّ شيء قبل انتهاء العملية الجراحية ببضع دقائق !!!..
من ذا الذي وقفَ في طريق حياة الزهرة اليافعة التي لا زالت في أوج نضارتها .
ربّ ملكوت السماوات والأرض الواحد القهّار , مالك كل شيء ..

حُمِلت إلى وطنها بعد ساعات من موتها لتودّع أحبّاء العمر
قبل أن يوارى الثرى على جسدها ..

الأمُّ الحنون لم تحتمل فلذة كبدها وهي جثة هامدة بين يديها ..
أرادت أن تسكن بجانب حبها , ولا تصحو أبدا من غفوتها ..

وجهها كوجه ملائكة السماء وهي مستلقية جثة هامدة على فراشها ..
أراد الله أن يضفي عليها علامة الحُسن والجمال ليزيدها رونقاً وضياءً ,
فتشتبك كلّ الدموع لفراق جسدها !!..

ظهرت وكأنّها طفلٌ بريءٌ قدْ أغمض عينيه ليستريح من دُنْيا زمانه ,
ويسبح في نور السماء ليستضيء بشعلة الرضا والمحبة
حين يلقى وجه ربّه ..
قدّر لكِ أنْ ترحلي في عمر الشباب والزهور ..
نبكي عليك لا لفراقكِ , بل لبقائنا بدونكِ..
الحقائق العالية انقسمت ما بين الروح والجسد أمام لحظة الوداع الأخيرة ...
وفرغت كلّ الأشياء من معانيها , ولم تترك سوى ميراث مودتها ,
وطِيب نفسها, وسمو حبها....

تمسح الأم جبهة ابنتها وتناجيها بصوت حزين :

ارحمي أمّك من ألم الفراق , ولا ترحلي عنها يا حبيبتي,
لست بقادرة والله على تحمّل بعدك يا فلذة الكبد !!!..
لو نظرت إلى الأمّ لوجدت قلبها لهيب من الجمر
يتقد ويشتعل ليزيد من حرقةِ الفراق وألم البعد ...
يبدو الانكسار على وجهها وهي تنادي :
رفقاً بي !!..
لا أيتها الأمُّ الصابرة !!!..
لا !!!..

وديعة من ودائع الدهر أودعها الله لك , وقد حانَ الأوان ليستردّها منك ,
ولعلّ الله أراد لكِ الخيرَ في مصيبتك ..
عبرةٌ توقِظ الإنسان منْ رقدة غفوته, وبُعده عن ربه خالق الخلق...
اطلبي أيتها الأم الصبر والسلوان والعزاء
من الله العلي القدير , والرحمن الرحيم ..
سكنت الأم صابرة محتسبة إلى وجه السماء
ولم ينطق لسانها إلاّ قولاً واحداً :
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ...

حُملت على الأكتاف , وثوب الزفاف يغطي جنازتها ..
موكبٌ والله لست بقادرة على وصفه!!..
موكبُ زفافك بهيج , وموكبُ جنازتك مُهيب !!..
مَنْ يشهده لا يمكن إلاّ أنْ يعتريه كآبة عمرٍ كاملٍ
حين يعلم أنها بالأمس كانت هنا , واليوم إلى القبر تسير!!...

الحياة تختلط بالموت ,
نحاول أن نمسك الظل الممتد إلينا لنمنعه من الرحيل ولكن كيف !!؟؟؟؟..
لسنا في الدنيا سوى عابري سبيل...
بضع دقائق وتُزف العروس إلى قبرها ..
إشارة وداعٍ لذويها..
يالها من حكمةٍ سماوية , وليتنا نأخذ منها العبرة والموعظة قبل أن يفوت العمر!!...
الحاضر لا يمكن إلاّ أن يكونَ ماضياً ,
والدنيا تبدأ من الأدنى لتنتهي عند الأعلى ...
لم أر إلاّ الدموع أرثي بها الفقيدة الغالية الصديقة الوفية ..
أُُنزلت العروس إلى القبر ليوارى الثرى على جسدها ..
يا الله هاهي ذي أسرارُ الموتِ , ورهبة القدر
قد حولّت الزمن بسرعة ليقف أمام الجسد وتعود إليه
الروح من جديد ليبدأ معهُ حساب العمر ...

آه لو عرف الإنسان هذه الحقيقة والله حينها لن يعمل
إلا بالحبّ والخير, والصدق والوفاء !!..
آه لو عرف الإنسان تلك الحقيقة لما ارتكبَ الآثام والمعاصي والذنوب !!!..
أه لو عرف الإنسان تلك الحقيقة لما طغى وتكبّر وتجبّر !!!...

لم أجد في السماء إلا عنواناً واحداً لا غيره :

( لِمَن الملكُ اليوم لله الواحدِ القهّار)

ولم أر في الأرض إلا عنواناً واحداً لا سواه:

( أَلْهاَكَم التكاثر حتّى زُرْتم المقابر)

خرجنا من المقبرة لنلاقي الدنيا , وروابي الخلق ..
هل يأملُ الإنسان أنْ يَشهد تلك الحقيقة لإصلاح ما تعتري نفسه
من شوائب ونزاعات شتى , وما يتلّون فيها من متاع زائف !!؟؟؟..
نهفُو إلى الحياة ونعدُو إليها بسرعةٍ دون أن نفكر بتلك اللحظة الرهيبة !!؟؟؟..
هل من الممكن أن نخدع أنفسنا دائما
وننكر أنّ ساعة الموت آتية لا ريب فيها !!؟؟؟؟..
الحياة والله لحظة من اللحظات لا يمكن أن ننقص من حلوها ومرّها..
إنها مرآة صافية تغطيها قطع سحاب قاتمة ....
حياةٌ عجيبة كلّ مَنْ عليها فان, ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام ...
فيا أيّها الإنسان ما غرّك بهذه الحياة الدنيا !!؟؟؟..
ستترك كل شيء وتذهب بعملك للقاء ربك !!...
هَلْ لنا أن نعملَ بالحب والصدق والوفاء !!؟؟؟...
هَلْ لنا أن نعملَ بالخير والحقّ والعدل !!؟؟؟...
هَلْ لنا أن نعدَّ لأنفسنا زاد الآخرة بالعمل الصالح , والكلمة الطيبة !!؟؟؟..
اللهم ارزقنا قَبْلَ الموتِ توبة , وعند الموت شهادة ,
وارزقنا بعد الموت جنّة ونعيماً , وملكاً كبيراً ..
يا رب استجب........


بقلم : ابنة الشهباء

محمد فؤاد منصور
19/01/2008, 10:52 PM
الأخت العزيزة بنت الشهباء
قصة مليئة بالشجن تبدو وكأنها تسجيل لأحداث حية قد وقعت فعلاً وانفعلت بها الكاتبة فى لغة شاعرية تنبض بعاطفة قوية حتى اختلط فيها ماهو من فن القصة وماهو من الخواطر وأدب البوح حتى خرج إلينا العمل حاملاً بصمة بنت الشهباء المميزة والتى تفيض رقة وشجناً ومثالية أضفتها على كل كلمة فى النص حتى تبقى المرارة فى الحلق والقارئ يرى الجانى الحقيقى وقد نجا بفعلته بينما دفعت الثمن كاملاً ابنة الأصول المحافظة على العهد رغم كل شئ ، هكذا هى الحياة على كل حال ..تقبلى تحياتى أيتها المبدعة الراقية.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية:fl:

غفران طحّان
20/01/2008, 02:14 AM
أختي الغالية
أظنّك نقلت لنا بمشاعرك ما عجزت عنه اللغة
فهي تطفو بين السطور
ولكنني أظن أنّ القصّة ستغدو أجمل لو كانت بلسان الأم الثكلى
سيكون الإيحاء الشعوري أعمق
هناك هنّة صغيرة
سقطت لتسارع اللغة حتّى تلحق بالاحاسيس
حب شغوفاً
والصحيح
حبٌّ شغوفٌ
لك منّي كلّ الود غاليتي
ودمت بألف خير
أختك
غفران

الحاج بونيف
20/01/2008, 04:45 PM
أختي الغالية العزيزة/ بنت الشهباء
تحية طيبة
قصة واقعية أو قريبة من الواقع لما فيها من الخطاب المباشر في الكثير من الأحيان.
قصة باسلوب مؤثر تنم عن مدى استهتار وتلاعب بعض الأزواج بالروابط والمواثيق الزوجية، فهم لا يعيرونها بالا، لما في نفوسهم من أنانية..
سرد محكم، غير أنني أرى أنك أقحمت الأسلوب الوعظي في نهاية القصة مما أثر على العمل الإبداعي من الناحية الفنية..
خالص ودي واحترامي.:fl:

ابراهيم عبد المعطى داود
20/01/2008, 09:15 PM
الأخت العزيزة / بنت الشهباء
تحية عاطرة
فى لغة شاعرية كجدول الماء الصافى حين ينساب فى عذوبة ورفق ,
فيجوب فى الأنهار والخلجان محملا بالدرر النفيسة والجواهر المكنونة ,
ومعبقا بشذا الإيمان الخالص ,
قرأت هذا النص وإستمتعت بجمال اللغة وطريقة السرد
خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

بنت الشهباء
20/01/2008, 10:56 PM
بداية وقبل أن أرد على تعقيبكم الطيب
اسمحوا لي بأن أضع القصة من بعد التعديل
بالأمس كانت هنا .....


طالعت في وجهها أيام الصبا الجميلة وهي تدعوني لحضور حفلة زفاف يوم عمرها ..
نور البسمة لم يكن يفارق ثغرها ..
جمالها الأنثوي يملأ قلب روحها ...
أشعة الجمال النضرة , وابتسامة الروح الندية تسكن فتنة حُسن معانيها ..
مركبة عاطفتها كأنّها غصن بانٍ يتهادى فرحاً ونشوةً وطرباً في روض واحة أملها ..
باقة من الزهور الطيبة , وسحر الآمال العطرة , وأًنس الليالي النديّة تسكن قلبها...
عذراء هي!!..
في داخلها عاطفة مشبوبة أينعت ثمارها مع كلّ خفقة من خفقات صدرها...

لم أكنْ أريد أنْ أقول لها إلاّ:

ألف مبروك لكِ هذا اليوم البهيج يا صديقتي ..
إنّه يوم التهنئة والزينة لجمال كلّ ما في روحك ..
ويكفي أنكِ حملت هذا الحبّ الصادق الوفيّ بين جنبات صدرك ...

ما أجمل هذا الوجه البريء الذي جعل من هيئة روحها تمثالًاً
لظرف الحسان , وخلق منها لحنًا لموسيقى الزمان !!..

عقد قرانها لتهفو إلى حبيب العمر, وستقطع معه كلّ مسالك البرّ والبحر
وهي تأمل أن تنعم بالدفء والحنان بين ذراعيَّ الحبّ ...
موكب زفافها مهيب تكلّّل بباقات الزهور العطرة ...
يوم الزفاف لا يمكن له أن يُمحى من الذهن ..
إنه يوم الكلمة الحيّة النابضة التي أرادت أن تهبها لحبّ حبّها وهي
تناديه :
أنا يا عمري الآن ملك يديك .
ولَنْ أرحل ، ولن أكون بعد الآن بعيدةً عنكَ ...
عروس ترتدي ثوب الزفاف , والنشوة تملأ روح جسدها ..
ورقةُ خضراء ناعمة لنْ تسمح إلاّ لحبّها أن يمدّ يده عليها ..
ظهرت وكأنّها ضوء كوكبٍ يلمع في سماء الكون ,
وجوهرةُ صافية متلألئة قد صقلها الوفاء والحبّ ...
عروسُ تحمل داخلها أنفاس الربيع ,
ولا يمكن لأحد أن يلومها ؛ لأنّ ريح الجمال تفوح منْ صبا حلم أملها ...
لو أدرت النظر إلى هذا المشهد العظيم لرأيت عصفورة تدعوك
أنْ تسمع حديث القلب وهو يغرّد بأنغامه الشجية ليتلمس كلّ من حولها نشوة كأس الحب ..

لم أعرف عنها إلاّ طهارة وبراءة القلب ..
وما أعذب مناجاتها وهي تسمع كلّ كلمة ولا تردها خائبة
مَنْ كانت تحسبه حبيبها ...

ترتفع إلى أعلى درجات القلب لتدنو من روحه , فتتموج بحُسنها
وتتنوع من رياض خضرها لتُحّول حلمها الخمري
إلى حقيقة أقامت عليها أماني عمرها ..

لم تكن تعرف أنّه اقتحم قلبها لمنافع مادية , ومصالح شخصية!!!...
لم تكن تعرف أنّه لم يحمل لها قلبًا رؤومًا , وحباً وفيًّا صادقًا !!!..
لم تكن تعرف أنه يريد فقط البيت, والسيارة , والمركز الاجتماعي من عائلتها !!!...
عجائب القدر قضت أن تسير مع قاتلها بعد أقل
من سنة لفترة زواجها , إلى حيث يريد ..
فرض عليها أن ترافقه في سفره إلى حيث الموت والهلاك ..
لم تكن تعلم هذا !!!..
الحبّ في قلبها دفعها أن تُطيعه وتخضع لكلّ أوامره ...
كيف لا وقد أينعت ثمرة حبها في أعماق فؤادها !!؟؟
إنّه الطفل المنتظر الذي تحمله بين أحشائها !!..
ستهلّل لهذا الأمل المضيء لتُنير به قلب زوجها ..
ثلاثة شهور ونيف حملت الجنين في بطنها قبل أن تعدو
إلى ما يريده حبيب عمرها ..

إحساسٌ مخيف هاجمها , هواجسٌ رهيبة اقتحمت مخيّلتها ,
ومع ذلك ستثابر الطريق مع زوجها رغمًا من
ابتسامة شاحبة رأيتها قد ظهرت على حُمرة خدّيها ..

انطلقت معه ليقتلها برصاصة طيشه , وعنفوان كبريائه , وماديّة روحه!!...
صورة بشعة لا يمكن والله وصفها !!!..
أوقفه حاجز مكافحة المخدرات , فلم يقف ...
واستمر في طريقه ,
ومن ثم أوقفه حاجز آخر فلم يقف وآخر وآخر ولم يقف!!...
صَدَر الأمر أن تُضرب مركبته بالرصاص الحي ..
رصاصة واحدة قدّر لها أن تخترق جسد العروس, وبراءة الطفولة ..

أين العدل الإنساني !!؟؟؟..

من الممكن أن تكذب على من حولك , لكن هل من الممكن أن تكذب
يوم تقف أمام الله ربّك!! ؟؟؟..
لم تمتْ !!...
مازالت تحيا مع الحبّ العنيد الذي سيطر على كلّ ما في روحها!! ..
نقلت إلى المستشفى وفي داخلها أمل بالشفاء العاجل من ربّها..
بقيت تبتسم أمام زوجها وذويها ابتسامة الجمال والحبّ , وهي
ترقب الأيام لتعود إلى قفص روحها...
رغما من أنّه كان يتنقّل من ممرضة إلى ممرضة , ويعيث فسادًاً , وفسقًاً, وفجورًا ..

لكن لا تريد أن تفارقه , وتبعد عنه !!..

تنظر إليه بقلب عين وفاء الحبّ والخير , لا بقلب المادة والحقد والأنانية !!..
تلك هي حالها على فراش المرض !!!..

عجز الأطباء عن معالجتها بعد أن أُجريت لها العملية تلو العملية
- بالإضافة إلى عملية الإجهاض لطفل حبها- ومع ذلك ورغما
من شحوب وجهها , وابتسامة ألمها تودّ أنْ تدنو من القمر, وتقف معه وسط السماء لتسامره طوال الليل وهي ساكنة وديعة , وعلامة المرض لم تستطع أنْ تمحو آثار حسنها وجمالها ..
اتفق الأطباء بأنّ لا علاج لها في بلدها , وما عليها إلاّ أن تسافر إلى أحد مستشفيات لندن حيث الطبّ والمدنية الحديثة لتكمل علاجها ..
أملها بالحياة تنثره على خواطر الذهن لتتناول رشفة الحب
بيديها وتعود إلى بلدها فتسقي كأسَ الوفاء والإخلاص لزوجها ...
دقائق عديدة والعملية الجراحية تبدأ !!....
أرادت أن تلقي نظرة أخيرة إلى أخيها , فطلبت منه كأسًا من الماء تروي به عطش حياتها , وكأنّها في هذه اللحظة أرادت أن تودّع
دنياها بكلمة حبّ , ودمعة حزنٍ بعد أن أملق القدر حياة روحها ..

أوصيك يا أخي بزوجي!!!..

عرفت أنها قد تدخل العملية بجسدها وروحها ,
لتخرج وقد رحلت الروح عن الجسد إلى ملكوت ربّها ...
ثلاثة شهور وهي على فراش المرض ,
لتقضي حياتها بعيدة عن ذويها وحبّها بين مجموعة
من الأطباء أثناء إجراء العملية الجراحية لها ..

الله الواحد القهار قضى أن يرسل ملك الموت في هذه اللحظة ..
انتهى كلّ شيء قبل انتهاء العملية الجراحية ببضع دقائق !!!..
من ذا الذي وقفَ في طريق حياة الزهرة اليافعة التي مازالت في أوج نضارتها .
ربّ ملكوت السماوات والأرض الواحد القهّار , مالك كل شيء ..

حُمِلت إلى وطنها بعد ساعات من موتها لتودّع أحبّاء العمر
قبل أن يوارى الثرى على جسدها ..

الأمُّ الحنون لم تحتمل فلذة كبدها وهي جثة هامدة بين يديها ..
أرادت أن تسكن بجانب حبها , ولا تصحو أبدا من غفوتها ..

وجهها كوجه ملائكة السماء وهي مستلقية جثة هامدة على فراشها ..
أراد الله أن يضفي عليها علامة الحُسن والجمال ليزيدها رونقًاً وضياءً ,
فتشتبك كلّ الدموع لفراق جسدها !!..

ظهرت وكأنّها طفلٌ بريءٌ قدْ أغمض عينيه ليستريح من دنيا زمانه ,
ويسبح في نور السماء ليستضيء بشعلة الرضا والمحبة
حين يلقى وجه ربّه ..
قدّر لكِ أن ترحلي في عمر الشباب والزهور ..
نبكي عليك لا لفراقكِ , بل لبقائنا بدونكِ..
الحقائق العالية انقسمت ما بين الروح والجسد أمام لحظة الوداع الأخيرة ...
وفرغت كلّ الأشياء من معانيها , ولم تترك سوى ميراث مودتها ,
وطِيب نفسها, وسمو حبها....

تمسح الأم جبهة ابنتها وتناجيها بصوت حزين :

ارحمي أمّك من ألم الفراق , ولا ترحلي عنها يا حبيبتي,
لست بقادرة والله على تحمّل بعدك يا فلذة الكبد !!!..
لو نظرت إلى الأمّ لوجدت قلبها لهيب من الجمر
يتقد ويشتعل ليزيد من حرقة الفراق وألم البعد ...
يبدو الانكسار على وجهها وهي تنادي :
رفقاً بي !!..
لا أيتها الأمُّ الصابرة !!!..
لا !!!..

وديعة من ودائع الدهر أودعها الله لكِ , وقد حان الأوان ليستردّها منك ,
ولعلّ الله أراد لكِ الخير في مصيبتك ..
عبرةٌ توقِظ الإنسان من رقدة غفوته...
اطلبي أيتها الأم الصبر والسلوان والعزاء
من الله العلي القدير , والرحمن الرحيم ..
سكنت الأم صابرة محتسبة إلى وجه السماء
ولم ينطق لسانها إلاّ قولًا واحدًا :
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ...

حُملت على الأكتاف , وثوب الزفاف يغطي جنازتها ..
موكبٌ والله لست بقادرة على وصفه!!..
موكبُ زفافك بهيج , وموكبُ جنازتك مُهيب !!..
من يشهده لا يمكن إلاّ أن يعتريه كآبة عمرٍ كاملٍ
حين يعلم أنها بالأمس كانت هنا , واليوم إلى القبر تسير!!...

الحياة تختلط بالموت ,
نحاول أن نمسك الظل الممتد إلينا لنمنعه من الرحيل ولكن كيف !!؟؟؟؟..
لسنا في الدنيا سوى عابري سبيل...
بضع دقائق وتُزف العروس إلى قبرها ..
إشارة وداعٍ لذويها..
يالها من حكمةٍ سماوية , وليتنا نأخذ منها العبرة والموعظة قبل أن يفوت قطار العمر!!...
الحاضر لا يمكن إلاّ أن يكون ماضياً ,
والدنيا تبدأ من الأدنى لتنتهي عند الأعلى ...
لم أر إلاّ الدموع أرثي بها الفقيدة الغالية..
أُُنزلت العروس إلى القبر ليوارى الثرى على جسدها ..
يا الله هاهي ذي أسرار الموت , ورهبة القدر
قد حولّت الزمن بسرعة ليقف أمام الجسد وتعود إليه
الروح من جديد ليبدأ معه حساب العمر ...

آه لو عرف الإنسان هذه الحقيقة والله حينها لن يعمل
إلا بالحبّ والخير, والصدق والوفاء !!..
آه لو عرف الإنسان تلك الحقيقة لما ارتكب المعاصي والذنوب والآثام!!!..
أه لو عرف الإنسان تلك الحقيقة لما طغى وتكبّر وتجبّر !!!...

لم أجد في السماء إلا عنواناً واحداً لا غيره :

( لِمَن الملكُ اليوم لله الواحدِ القهّار)

ولم أر في الأرض إلا عنواناً واحداً لا سواه:


( أَلْهاَكَم التكاثر حتّى زُرْتم المقابر)

خرجنا من المقبرة لنلاقي الدنيا , وروابي الخلق ..
هل يأمل الإنسان أن يشهد تلك الحقيقة لإصلاح ما تعتري نفسه
من شوائب ونزاعات شتى , وما يتلّون فيها من متاع زائف !!؟؟؟..
نهفُو إلى الحياة ونعدو إليها بسرعة دون أن نفكر بتلك اللحظة الرهيبة !!؟؟؟..
هل من الممكن أن نخدع أنفسنا دائما
وننكر أنّ ساعة الموت آتية لا ريب فيها !!؟؟؟؟..
الحياة والله لحظة من اللحظات لا يمكن أن ننقص من حلوها ومرّها..
إنها مرآة صافية تغطيها قطع سحاب قاتمة ....
حياةٌ عجيبة كلّ من عليها فان, ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام ...
فيا أيّها الإنسان ما غرّك بهذه الحياة الدنيا !!؟؟؟..
ستترك كل شيء وتذهب بعملك للقاء ربك !!...
هل لنا أن نعمل بالحب والصدق والوفاء !!؟؟؟...
هل لنا أن نعمل بالخير والحقّ والعدل !!؟؟؟...
هل لنا أن نعدَّ لأنفسنا زاد الآخرة بالعمل الصالح , والكلمة الطيبة !!؟؟؟..
اللهم ارزقنا قبل الموت توبة , وعند الموت شهادة ,
وارزقنا بعد الموت جنّة ونعيمًا, وملكًا كبيرًا ..
يا رب استجب........


بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
20/01/2008, 11:00 PM
الأخت العزيزة بنت الشهباء
قصة مليئة بالشجن تبدو وكأنها تسجيل لأحداث حية قد وقعت فعلاً وانفعلت بها الكاتبة فى لغة شاعرية تنبض بعاطفة قوية حتى اختلط فيها ماهو من فن القصة وماهو من الخواطر وأدب البوح حتى خرج إلينا العمل حاملاً بصمة بنت الشهباء المميزة والتى تفيض رقة وشجناً ومثالية أضفتها على كل كلمة فى النص حتى تبقى المرارة فى الحلق والقارئ يرى الجانى الحقيقى وقد نجا بفعلته بينما دفعت الثمن كاملاً ابنة الأصول المحافظة على العهد رغم كل شئ ، هكذا هى الحياة على كل حال ..تقبلى تحياتى أيتها المبدعة الراقية.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية:fl:


أستاذنا الفاضل
الدكتور : محمد فؤاد منصور
توقيعك هنا فخر لي عند هذا العمل المتواضع الذي كان من بدايتي مع الكتابة , بالرغم من أنني لا أجيد فن القصة ولم أتعلمها لكن هذه الحادثة كان لها أثرا كبيرا على نفسي .. لأن بطلة القصة – رحمها الله – كانت من أعز أصدقائي التي تلازمني كل يوم ..
وشاء الله أن تزوجت به بعدما خدعها بحبه .. لكنني من البداية لم أكن أريده لها لأنه لم يعرف معنى الحب والوفاء , وكل ما لديه هو البحث عن الشهرة والمال ..
فحاربت كل من حولها بهدف أن تتزوجه لأن الحب الذي كان يسكن داخلها لا يمكن إلا أن يبقى ملازما لها , فهي لم تعرف سوى الصفاء والوفاء والصدق والنقاء ....
فوالله لو طلب منها أن تذهب إلى آخر الدنيا لما قالت له إلا لبيك
يا زوجي الحبيب !!!...
ودائما كنا أنا وأمها نسدي لها بالنصائح , لكن لم تر أحدا في الدنيا أمامها غير زوجها ...
وحين أراد الله لها المنية , ورأيتها أمامي ملقاة بلا حراك وكأنها ملاك من السماء , ومن ثم ذهابنا للمقبرة ووووو.......عدت إلى البيت لأذكر أيامي معها , وكيف دخلت عليّ لتخبرني بموعد زفافها .. ومررت بحالة شعورية مأساوية فلم أجد نفسي إلا وأحمل قلمي لأرسم حال هذه العروس الوفية المحبة...
لذلك فقد ابتعدت عن فن القصة والخاطرة وأدب البوح وأنا أتجول مع الحدث بأحاسيسي ومشاعري دون أن أدري ما أكتب ...
ولك مني خالص التقدير والاحترام لهذا المرور التي طالما أفخر وأعتز به

بنت الشهباء
22/01/2008, 05:05 PM
أختي الغالية
أظنّك نقلت لنا بمشاعرك ما عجزت عنه اللغة
فهي تطفو بين السطور
ولكنني أظن أنّ القصّة ستغدو أجمل لو كانت بلسان الأم الثكلى
سيكون الإيحاء الشعوري أعمق
هناك هنّة صغيرة
سقطت لتسارع اللغة حتّى تلحق بالاحاسيس
حب شغوفاً
والصحيح
حبٌّ شغوفٌ
لك منّي كلّ الود غاليتي
ودمت بألف خير
أختك
غفران

غاليتي وابنة حلب الشهباء
غفران طحان
ما نقلته هنا يا غفران هو محاولة بسيطة لم تكن سوى حالة شعورية مأساوية مررت بسبب وفاة صديقتي - رحمها - لتي كنت أنا وهي كأننا واحد ...
مما دفعني لأن أحمل رأس سنام قلمي وأعبر عن صدق ما في داخلي دون قيد ولا شرط
وهذا السبب الذي جعلني إلا أن أصف الحالة الشعورية الحزينة بلسان قلبي
ولك مني خالص الشكر على كشف الهنات التي كانت بين سطور قصتي , وكشف الأخطاء اللغوية التي كان سببها عدم مراجعة وتنقيح القصة
أختك المحبة :
أمينة

بنت الشهباء
22/01/2008, 08:02 PM
أختي الغالية العزيزة/ بنت الشهباء
تحية طيبة
قصة واقعية أو قريبة من الواقع لما فيها من الخطاب المباشر في الكثير من الأحيان.
قصة باسلوب مؤثر تنم عن مدى استهتار وتلاعب بعض الأزواج بالروابط والمواثيق الزوجية، فهم لا يعيرونها بالا، لما في نفوسهم من أنانية..
سرد محكم، غير أنني أرى أنك أقحمت الأسلوب الوعظي في نهاية القصة مما أثر على العمل الإبداعي من الناحية الفنية..
خالص ودي واحترامي.:fl:


أستاذنا الفاضل
الحاج بونيف
السبب الأساسي الذي جعلني أقتحم الأسلوب الوعظي أنني حينما خرجنا من المقبرة ورأيت الناس يجولون ويصولون ولا يكترثون لهذا اللحظة القاتمة التي يترك فيها الإنسان كل متاع الدنيا ومباهجها ويذهب إلى قبره ولا يحمل معه سوى زاده وعمله ...
وأعترف بأن هذا الأسلوب يؤثر على العمل الإبداعي من الناحية الفنية
ولك الشكر يا أستاذنا على هذه النصيحة الغالية التي آمل أن أكون أهلا لها بهدف أن تكون كتاباتي تسير باتجاه الطريق الصحيح

بنت الشهباء
24/01/2008, 12:10 AM
الأخت العزيزة / بنت الشهباء
تحية عاطرة
فى لغة شاعرية كجدول الماء الصافى حين ينساب فى عذوبة ورفق ,
فيجوب فى الأنهار والخلجان محملا بالدرر النفيسة والجواهر المكنونة ,
ومعبقا بشذا الإيمان الخالص ,
قرأت هذا النص وإستمتعت بجمال اللغة وطريقة السرد
خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود



أستاذنا الفاضل
إبراهيم عبد المعطي داود
حقا والله لقد أثلجت صدري بهذا الرد الطيب العبق الذي تألق بسمو حرفه البهي ليقترب من عملي المتواضع بأنسامه الحانية ليزهو بتألقه , ويزدان بجمال حسنه , ويستمد نور الكلم من باهر سناه , ويستعير المسك من عاطر شذاه ليخصني بهذا التعليق التي طالما أفخر وأعتز به, وأتمنى من الله أن أكون أهلا له ...
واللغة الشاعرية لا أكتم عليك بأنها كانت وما زالت تلازمني منذ نعومة أظفاري مما يدفعني أن أبحر في أغلب الأحيان مع عالم الأماني والأحلام وأنا أتوق إلى عالم يخلو من الحقد والضغائن ..