المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدبابات الإسرائيلية تحول المواطنين إلى دروع بشرية لها



محسن الإفرنجي
11/05/2008, 01:06 PM
المواطنون الغزيون...قتل و حصار خانق و"دروع بشرية" لقوات الاحتلال!

غزة – محسن الإفرنجي:
فجأة وجدوا أنفسهم بجوار الدبابات الإسرائيلية وطلبت منهم الصعود على مقدمتها و لكن لا لتقلهم إلى مكان سكناهم بسبب أزمة المواصلات في غزة الناجمة عن أزمة الوقود المتفاقمة بل لتجعل منهم دروعا بشرية خلال عملية توغل نفذتها قوات الاحتلال الأسبوع الماضي في بلدة عبسان الكبيرة جنوب قطاع غزة.
فخلال عمليات التجريف و القصف الإسرائيلي العشوائي في المنطقة احتجزت قوات الاحتلال عددا من المواطنين بما فيهم ذكور ونساء وأطفال، بعضهم تم اقتياده إلى العراء في منطقة تعتبر مسرح عمليات وعرضة لإطلاق نار وبعدها لجأ الجنود إلى جمع الذكور كل مجموعة مع بعضها وإجبارهم على ركوب الدبابات الإسرائيلية أثناء تمركزها في المنطقة.
وحسب التحقيقات التي أجراها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال هو عملية استخدام للمدنيين كدروع بشرية وهو ما تكرر في مرات عديدة أسفرت في حالات عدة عن تعرض المواطنين إلى إطلاق النار المباشر عليهم.
وكانت قوات الاحتلال توغلت مسافة 800 متر داخل حي الفراحين شرق خانيونس حيث دهمت عدداً من المنازل السكنية، وحولتها إلى ثكنات عسكرية بعد تفتيشها واحتجاز سكانها في غرفة من كل منزل وسط قصف عشوائي تجاه الأراضي الزراعية ومنازل المواطنين.
وذكر المركز الحقوقي أن قوات الاحتلال أجبرت أكثر من عشرين مواطنا اعتقلتهم و اقتادتهم إلى موقع كرم أبو سالم للتحقيق معهم على خلع ملابسهم وارتداء "أفرهولات" رقيقة زرقاء اللون قبل أن تفرج عنهم ، بعد أن تعرضوا للتنكيل وبعضهم للضرب والشبح في الشمس.
الدروع الواقية..
من جانبها أكدت منظمة "بتسيلم " الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن الجنود الإسرائيليين عمدوا إلى استخدام المواطنين الفلسطينيين كدروع بشرية منذ بداية انتفاضة الأقصى، خصوصاً خلال اقتحام المجمعات السكنية الفلسطينية مستدلة بما ارتكبته تلك القوات خلال عملية "الجدار الواقي" في أنحاء الضفة الغربية.
وذكرت في بيان لها أن جنود الاحتلال يلجأون في مثل هذه الحالات إلى اختيار أحد المواطنين بشكل عشوائي والقبض عليه لكي يحمي الجنود بجسده، و ليستخدموه في مهمات عسكرية خطرة من بينها الدخول إلى المباني للتأكد من أنها غير مفخخة، أو من أجل إخلاء السكان منها أو بهدف إزالة الأجسام المشبوهة من الشوارع والطرقات.
وحسب "بتسيلم" فإن الجنود الإسرائيليين يستخدمون للوقوف داخل المنازل التي حولوها إلى ثكنات عسكرية لمنع الفلسطينيين من إطلاق النار عليهم كما يجبرونهم على المشي أمامهم لحمايتهم من أية عملية لإطلاق النار قد يتعرضون لها.
وأوضح أنه في بعض الأحيان يطلق الجنود النار على أهدافهم من خلف أكتاف هؤلاء المواطنين "الدروع البشرية".
وأكد المركز الحقوقي الإسرائيلي أن استخدام الدروع البشرية ليس "مبادرة شخصية من بعض الجنود الموجودين في المواقع فحسب، بل يأتي في إطار تعليمات وأوامر أقرت على مستوى الضباط ذوي الرتب العسكرية العالية في الجيش الإسرائيلي.
كل شيء مستباح..
وخلال عملية التوغل في عبسان أدى إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، التي تتحصن فوق منازل عدد من المواطنين في منطقة التوغل لاستشهاد المواطن محمد مسلم سليم أبو دقة، 58 عاماً، بعد إصابته بعيار ناري اخترق خاصرته بعد قليل من خروجه من منزله ومناداته على أحد أشقائه في أحد الشوارع الفرعية بالمنطقة.
المواطن شادي أحمد أبو دقة، 26 عاماً، ذكر لباحث المركز الفلسطيني أنه كان ينظر من نافذة منزله عندما شاهد جاره وقريبه المواطن محمد مسلم سليم أبو دقة وسمعه ينادي على شقيقه أحمد الذي يقطن قبالتهم قبل أن يسمع صوت عيار ناري أعقبه سماع صوت المواطن محمد يصرخ "يما يا حبيبتي" ويقع على الأرض، ثم سمع صوت إحدى الجارات وهي تقول محمد أصيب.
أما جريمة قتل المربية وفاء الدغمة في منزلها فكانت أشد بشاعة إذ قتلتها الجنود بعد وضع قنبلة في منزلها و تركها تنزف حتى الموت أمام أطفالها الصغار.
جرائم الاحتلال لم تتوقف عند حد استخدام المواطنين دروعا بشرية بل طالت تدمير كافة المنشآت المدنية مع الاستمرار في حصار القطاع وعزله عن العالم الخارجي بشكل غير مسبوق منذ العام 1967، الأمر الذي بات معه القطاع على شفا كارثة إنسانية في ظل صمت دولي مطبق.
كل شيء في عرف الاحتلال مستباحا ما دام أمن الإسرائيلي هو الهدف أما أمن الفلسطيني فلا "بواكي له".

**************************************