المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مسلسل التأريخ الى احداث اليوم ... رؤية شخصية



محمدمحمد رشيد
11/05/2008, 04:33 PM
من مسلسل التأريخ الى احداث اليوم ... رؤية شخصية
سيداتي سادتي
ساتحدث في مواضيعكم التأريخية بلغة العصر الحالي وعن فهم تكون لدي من حواراتكم الثرية في اكثر من موضوع ومن قرءآتي السابقة وليجد لي العذر في ذلك قراء وكتاب التاريخ لاستخدامي مفردات الوقت الحاضر وتعابيره, وما ساقوله نابع من نوايا طيبة ... وقد يقال ان النوايا الطيبة تفرش الطريق بالورود الى جهنم ... وجهنم هنا ليست جهنم الآخرة( ابعدنا الله جميعا عنها ) وانما جهنم الآخرين. وانا لا اعرف الرسم بالكلمات لان الصور قد تخرج سريالية ليفسرها كل باهوائه ونسقط في شرك العموميات التي تجنبنا الوصول الى المرامي, ولا اعرف استخدام الجمل القصيرة لاني لا اريد ان البس ثياب المصلحين فقد لاتكون على مقاسي صغيرة كانت ام كبيرة وثم اتحول لمصادرة آراء الآخرين حتى دون اعتذار... وتكون النتيجة وكفى المؤمنين شر القتال, في حين ان القتال يغلف الجميع والدم ما عادت هناك ترع وانهار تستوعبه.
هناك عدوى اصابت بعضنا, ويظهر ان الاصابة لم تكن في الافكار بل في العقائد ومن يسمون انفسهم بالمنظرين وبعض المقاومين والاصابة هي منهج التقليد حيث بات البعض يضع امامه وخلفه وفوقه مثالا او فكرة او موقفا وينقاد لها غير قادر ان يزن افعالها او يحاكم مواقفها بأي صيغة نقدية لانها مرجع, والمقلد يخضع لكل احكام مرجعه حتى في ابسط التفاصيل والا يكون خارجا عن الملة. والملة سادتي مجموعة مختارة منهم من تسمى (شعب الله المختار) ومنهم من تسمى (الخاصة والمؤمنون) وهم فوق العامة من البشر ومن يسمون المسلمون, والذين يسمونهم احيانا الخارجين عن الملة, والمؤمنون والخاصة سادتي لهم ابطال ومراجع ولا يوجد غيرهم في قياسات البطولة او الفداء او الفكر او الدعوة, ومحدد بقياساتهم حتى في من نصر رسول الله وكانوا من اول المسلمين, ولنأخذ مثلا مقولة (لا فتى الا علي ولاسيف الا ذو الفقار) وكأن الباقين من الصحابة والتابعين كانوا جنودا في جيش النبي ولم يكن فيهم من قائد وبعد وفاة النبي قامت هذه القاعدة من المسلمين ( الجنود ) بانقلاب ابيض على قيادتها المنصبة بامر الهي في غدير خم فحق عليهم القول انهم خرجوا من الملة وخالفوا امر الله فهم ليسوا بمؤمنين حتى لو قالوا انهم مسلمون , ثم تصاعد المسلسل وقام الحسين بالخروج على الخلافة الاموية طالبا الخلافة ولم يكن اول من خرج ولا آخر من خرج, فالتأريخ اعلمنا بأن الكثير قد ثاروا على ولات الامر فيهم, وفي التأريخ الاسلامي هناك من خرجوا على الخلافة من اقرباء النبي ثم سلخوا وعلقوا ولم نرى دمعة يسكبها عليهم مسلسل التاريخ المكتوب والمقروء والمعاد ولم نر من يعيد ذكراهم باللطم والزناجيل وضرب الرؤس بالسيوف وتسال في ذكراهم دماء اتباعهم وتسال في كل الاوقات ما امكن دماء من يعتقد انهم يتبعون من قتلوهم, ثم ان أي مطالب بالخلافة او قائد لثورة يواجه احتمالات النصر او القتل والشهادة او الاستسلام وحيث ان الحسين لم ينتصر ورفضت البدائل التي تقدم بها لاستسلامه لمحاصيريه وهي بان يخلوا بينه وبين العودة الى المدينة او ان يذهب لثغور المسلمين او ياخذوه الى الخليفة يزيد ( ويزيد ابن عم الحسين يلتقون في الجد الخامس او السادس) فلم يبقى الا الشهادة وهو ما حصل, وما يحصل لكل ثائر صاحب موقف او خارج عن السلطان ان كان قبل الحسين او بعده. التأريخ قرائته بسيطة دولة متكونة وسمها مشروع امبراطورية, فيها صراعات وهناك طلاب حكم وهناك امتداد لها وفتوحات, وبين صراع الداخل والفتوحات موازنة لايتم ضبطها الا بانتصار احد الخطوط, اما ان تتفرغ الدولة لصراعات داخلية وهي دولة فتية بمقياس زمن نشوئها او تحسم هذا الصراع لغرض ان تتفرغ لفتوحاتها وتعمل لتوفير مصادر رزق لآف آلاف خرجوا من جزيرة العرب يسعون في الارض ومعظمهم مقاتلين او تجار او باحثين عن وسائل معيشة مستقرين في الامصار الجديدة مع وجود بشر في هذه الامصار منهم من دخل الاسلام قناعة ومنهم من دخله تقية, وكل هؤلاء لن ينتظروا ويقفوا متفرجين في اي اتجاه سيحسم هذا الصراع الداخلي بل سيكونون حتما جزءا منه, لذا فان الصراع مطلوب حسمه وكما قرأنا ووصلنا فانه حسم بصيغته المأساوية واستشهد الحسين ومن معه, الا ان سؤالا يثار هل كان من الممكن تجنب ما حدث ؟. لايمكن اعطاء اجابة قاطعة الا انه يمكن تصور الاحتمالات, فلاضمانات ان يقبل الحسين باية تسوية ممكنة وحتى لو قبلها فهناك الكثير من المحرضين يدفعوه للانقلاب عليها, كما ام من هم حول يزيد يريدون بناء دولة وتوسعها فلن يقبلون بحلول وسط تجعلهم موزعين بين فتوحات تنتظرهم وبين مشاكل داخلية تقلق اركان حكمهم. وكذلك علينا ان لا ننسى ان اي صراع لغته السلاح لابد ان يحسم بصيغة مأساوية, فهم لا يتقاتلون بالمناضرة والمراجع المكتوبة (وكما ارى ما يحصل بينكم ولو اني اخاف ان تواجهتم وكنت مسلحين ستحسمون الصراع بالادوات التي بين ايديكم ونحمد الله ان ما بين ايديكم الآن لوحات مفاتيح الحروف).
ان أي دولة لها قوانين عمل تحكمها تنبع من طبيعة القوى السائدة وتطورها, فهي نتاج لطبيعة القوى التي تحكمها وتتحكم بها في زمنها, وتطور الدولة واتساعها يفرض تقسيم عمل للقوى المتحكمة بها وهذا ما لاحظناه في انشطار قيادة الدولة السلطة المادية (سلطة الحكم) عن القيادة الدينية (السلطة الروحية) بعد الخلفاء الراشدين. والذي بقى يجمع بين هاتين السلطتين في الرؤية والهدف هو الحرص على امتداد دولة المسلمين ونشر الرسالة متفقين على استخدام نفس الادوات ولهم نفس الغايات, غير ان هناك قوى أخرى كانت تريد ان تعيد جمع السلطتين بقيادة واحدة او في الاقل ان تأتي بسلطة تكون هي مرجعها, ولذا فقد رأينا ان التاريخ كتب وفق رؤيتين او اكثر وكل رؤية تدافع عن موقفها ولكن الهدف لدى الجميع, لدى من وصل الى السلطة ولدى من منع منها هو كرسي الخلافة, مع وجود محدد رئيسي وحاكم وجده ممن لديه شهوة السلطة من العرب في ان الامامة لاتكون الا من قريش, ومن هم من غير العرب فالموضوع اصبح ضربا من المستحيل فلايمكن حتى ان يحلم بها او بعودتها اليه, وهنا بدأت التحالفات والمؤامرات على السلطة باستخدام رموز قريش ليحققوا ما يريدون عن طريقهم, ومن هم الذين يراهنون عليهم لتحقيق ذلك, اليس الاقرب الى الرسول هم اكثر من يراهن عليهم للوصول الى السلطة اصالة او نيابة او لشق عصا المسلمين, ومن هم الاقرب اليسوا من بيت النبي واقربائه من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة ...الخ, وليكونوا لهم حلفاء ومن ثم يؤثرون على مجرى الصراع وبعدها ليكتبوا التاريخ وفق ما تشتهي اهوائهم ولو رجعنا الى ان قرآتنا لرأينا ان من حمل دعوة بني العباس هو ابو مسلم الخراساني ولا استطيع ان اهضم ان حمله لواء الدعوة هو حبه للعباسيين الاكثر قرابة للنبي من الامويين وانما هي شهوة السلطة وتغليب من تصور انهم سيحققون له اهدافه واهداف القوى التي يمثلها ومن ثم دفع حياته ثمنا لهذه الشهوة او لامور اخرى اشبعها الباحثون, وهكذا يمكن القياس على باقي المتحالفين مع اقرباء النبي والساعين للخلافة والتي اتجنب الخوض فيها خوفا من وقوعي في مناطق محظورة لا استطيع الدفاع فيها عن رؤيتي فهناك من هم خير مني لذلك ولديهم المام بتفاصيل التأريخ المنقول والذي وصل لنا.
يا سادتي هناك عوامل قد لاتظهر انها مفصلية لبساطتها ووضوحها ومن هذه البساطة ومن هذا الوضوح استمدت قوتها لتؤثر في التأريخ في بعض مفاصله ولنا منها رموز كعبد الله بن سبأ وغيره من رجال فارس وغيرهم, والذين حاولوا تشكيل التأريخ ان لم يكن في احداثه ففي رواياته المنقولة بحيث وصل لنا تأريخ مكتوب يؤرخ لصراعات عديدة ومتلاحقة (وهو ناتج طبيعي ضد أي سلطة), فالامام علي واجه انواعا من الصراع اثناء خلافته حتى تعب منها واتعبته وقبله الشيخين والخليفة عثمان وكذلك الدولة الاموية وبعدها العباسية,, غير ان ما وصل لنا قي بعض الروايات والكتب صادر معظم التأريخ واختزله وارخ للصراع فقط, فقد شوه كل ما انتج في الدولة العربية الاسلامية من فتوحات وتقدم علمي وانساني وثقافي والتي صارت جزءا من تراث الانسانية وثرائها, وتم تجاوز كل ذلك وارخت لنا عناوين شتى من الحق المسلوب الى الشهيد الوحيد في التأريخ الى الاسلام المحمدي وكأن الاسلام اثنان او ثلاث, واحد كان يدعو له النبي محمد واسلام آخر لم يدعو له النبي محمد ولا نعرف من دعى له اطلقوا عليه مرة اسلام السقيفة ومرة اسلام الطلقاء ومرة ومرة ... وتتصاعد نغمة الطريق الواحد والفهم الواحد والصورة الواحدة للتاريخ, فهم فريدون في كل شئ وانقياء حد النخاع والوحيدون في المواجهة والمجلودون والمصابون والمضطهدون ويحملون كل ما في التأريخ من عناوين المظلومية والقهر والتغييب ...الخ وليأرخوا فقط للفتنة وجذورها التي حصلت بعد وفاة الرسول ولولا عدم اتساق الاحداث التي يريدون الاعتماد عليها لقالوا ان كل هذا الظلم حدث حتى في حياة الرسول , ولا تتصوروا ان هذا لم يحصل فقد اتهم بعضهم جبريل بخيانة الامانة وبدل ان يبلغ الرسالة الى الامام علي تصرف وبلغها للنبي محمد ومن هنا جاءت مفردة ( خان الامانة), وآخرون ذهبوا ابعد من ذلك فهم لم يكتفوا بذلك بل راحوا لابعده فهم يقولون ان الله تجسد في علي وكنت اريد ان اعرف التخريج الفلسفي لذلك وهذا موضوع تعرفت به وعن طريق الصدفة اثناء لقائي بشخص استمعت له لم اناقشه في قناعاته ولكني اردت ان استفهم منه بدافع الفضول الذي يؤدي الى المعرفة بالشئ لتكوين فكرة وانا لا اتدخل في عقائد الآخرين ما امكن لي ذلك فهي جزء من تكوينه, فطر عليه, قد اناقش مفردات صياغتها وسردها للتاريخ اذا اختلف عن قناعاتي وتحيلاتي واذا اتخذ طابعا احاديا في تناوله لحوادث التاريخ, وذلك نقاش يكون على مستوى شخصي وليس لاغراض تبشرية كما يحاول البعض ان يثقفوا به, اعود واقول ان عقائد الآخرين علي احترامها ما استمرت ان تكون مسائل عقائدية ذاتية وليست برنامجا سياسيا يحاول ان يفرضه علي ليغير عقائدي التي فطرت عليها وما اكتسبته من مفاهيم وآراء خلال رحلة حياتي او ما يؤثر على اسلوب هذه الحياة فلذلك موقف آخر يجب ان اتخذه لانه بالتأكيد يكون ساعيا لمصادرة وجودي, اعود للقاء وساسرده قبل ان ياخذني الحديث الى محطات اخرى, مع ملاحظة ان ( ناقل الكفر ليس بكافر ):
التقيت قبل سنوات برجل في العقد الخامس من عمره وقدم لي انه المهندس فلان ( لا اذكر اسمه ) وبعد التعارف والحديث عرفت انه من اهالي منطقة على الحدود العراقية الايرانية من جهة محافظة ديالى ( بعقوبة) ومن الحديث عرفت انه من طائفة العلاهية ( من يعبدون علي ) وان والده كان شيخ طائفتهم كنت احب ان اعرف اساس فلسفتهم في عبادتهم لعلي بن ابي طالب فوضحها لي بصيغة بسيطة جدا فقال الم ياتي في الاية القرآنية انه بعد ان خلق الله بني آدم نفخ فيه من روحه فكل انسان فيه من روح الله وتختلف الكمية والدرجة من شخص الى آخر فهناك من فيه قليل جدا من روح الله وهناك من فيه اكثر وهكذا, ونحن ( وذلك نقلا عنه ) نرى ان الله قد نفخ روحه كلها في علي وبذلك فهو الله وانتقلت بعده الى اولاده واحفاده المذكورين ومن هنا اتت كلمة المعصوم لان الله لايمكن ان يخطأ وكذلك الائمة, قلت له هل هناك من يؤمن بنظريتكم او فلسفتكم هذه عدا ابناء طائفتكم, فقال لي ان هناك رسائل بين والدي وبين الخميني حول ذلك وقد ارسل الخميني الى والدي رسالة بصيغة قصيدة موجودة لدينا يوكد فيها اقترابه وبالاحرى قناعته بالقاعدة الفلسفية لذلك وكنا نتوقع ان يعلنها الا انه توفى ( أي الخميني) قبل اعلان ذلك.
انتهى سردي للقاء وليس لي تعليق وانما نقلت ما سمعته بامانة واذا كان ما قاله صحيحا بخصوص الخميني فنحمد الله ان قبض الله روح ( اية الله روح الله الخميني) قبل ان يعلن ذلك وهذه ملاحظة شخصية.
وارجع هنا لحل اشكالية الجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية وحيث ان الامامة في قريش ليقننها البعض لتكون في آل البيت وحددوا آل البيت وفقا لاهدافهم السياسية باولاد علي وعقب العقب عدا استدارة بسيطة فيما يخص الحسن والحسين لتتسق المسألة ولتستكمل النظرية بابعادها المطلوبة في ابن واحفاد الحسين اعطاها البعض بعدا الهيا في ان اسمائهم موجودة منذ وجدت الحياة وخلق البشر وظهرت نظرية الامامة والمعصومين والله العلي العظيم واستكملت بناءها الفلسفي بنظرية المنتظر والتي هي ليست نظرية جديدة في البناء الفكري والديني الانساني فلها جذورها, مع ان البعض ممن كانوا يؤمنون بها بدأوا بمعارضتها بل والتشكيك فيها ومنهم على ما اذكر الكاتب الاسلامي الشيعي ( احمد الكاتب ), وهذا ليس الموضوع, انما ساحاول ان اطرح فهمي لحل اشكالية اعادة الجمع بين السلطة المادية والسلطة الروحية والتي بدأت تغزو حياتنا الراهنة والتي تم مغادرتها تقريبا منذ اكثر من 14 قرنا الا ان هناك الكثير من الساعين لارجاعنا اليها والغاء تراكمات ما يزيد عن 14 قرنا وتصحيحه حسب وجهة نظر البعض منهم, وانتم تعرفون ان بدايته كانت دماء فتصحيحه يجب ان يكون بنفس الثمن مع تطور الوسائل المستخدمة فمن السيف الى المدافع الرشاشة والهاونات وراجمات الصواريخ والمثاقب الكهربائية وغيرها, ولحل ازمة ان الامامة التي حددت في قريش ولتصغر مساحة الاختيار تم تحديدها في بعض آل البيت المسمون من عقب العقب لتصل الى المهدي المنتظر والذي لايعرف موعد خروجه. وجد الحل من رحم نظرية الامامة والمنتظر التي مهدت لـ وانتجت نظرية النيابة ومنها نظرية الولي الفقيه لينهوا اشكالية الحكم المحددة في ان لاتكون قيادة الامة الا بيد قريش وان تكون تحديدا بيد آل البيت والذي يمثلهم المهدي المنتظر والذي لايعلم موعد خروجه وليكون هناك وكيلا ونائبا عنه ثم وليا فقهيا يدير امور المؤمنين وحيث ان الولي الفقيه لايشترط ان يكون من آل البيت او يكون قرشيا او حتى عربيا, وانما تشترط الاعلمية اضافة لمواصفات تختص بشؤون قيادة وادارة الحياة وشروط اخرى اعرف بها اهل الاختصاص, فقد وضعت المواصفات لتنطبق باغلبها ان لم نقل جميعها على الماسكين بزمام امور دين المؤمنين من الايرانيين في طهران, ليرجع التزاوج بين السلطة المادية والسلطة الروحية مع تصحيح مسارها في لا يكون حامل لوائها قريشيا اوعربيا بل ان المواصفة تنطبق على من يكون ايرانيا بالتحديد وهذا منصوص عليه في الدستور الايراني, وتلك اشكالية اخرى فيها من التنافس اكثر مما فيها من القناعات لان الولي الفقيه يمتلك سلطات واسعة (سلطات دينية وسلطات دولة) لاتشمل الرقعة الجغرافية التي يحكمها وانما تمتد ما كان له اتباع في اية بقعة من العالم, ورجعت السلطة التي سلبت في القادسية وعادت قومية فارس لتحكم بنفس الرداء الذي صدروه لهم العرب والذي فصلوه الآن على مقاسهم وانتهت احزان خمسة عشر قرنا .
وهنا رجعنا لشهوة السلطة التي لاتحددها جغرافيا المكان فقط ولكن تحددها جغرافيا السكان والبشر الذين يتبعون الولي الفقيه, وتبدا اشكالية التفريق بين مصالح الدولة التي يحكمها الولي الفقيه ومصالح مناطق البشر التابعين والمقلدين له وفق توزيعهم الجغرافي خارج الدولة التي يحكمها, وتم حل هذه الاشكالية بما سمي تصدير الثورة عن طريق خلق بؤر سياسية ذات طابع ديني طائفي مسلح في المناطق التي يتواجد فيها اتباعه هدفها اما تحقيق السلطة السياسية للولي الفقيه في مناطقهم او ان يكونوا اصحاب قرار فاعل في التاثير على مجريات الحياة السياسية في دولهم ان لم يكن بالانتخابات فعن طريق القوة المسلحة او الاثنين معا, وغير مهمة الوسيلة لتنفيذ ذلك حتى لو كان الشيطان هو الحليف, وبدأ اشكال آخر فمصالح من سيحقق الولي الفقيه في اشكالية أي تناقض قد يحصل بين مصالح دولته ومصالح دول التابعين له خارج جغرافية المكان الذي يحكمه وبتصوري البسيط فان الانحياز سيكون لمصالح الدولة التي يحكمها والتي لاتشكل فقط قاعدة انطلاقه بل هي العامل الحاسم في منحه كل السلطات والامكانيات المادية والبشرية والطائفية التي يحقق من خلالها برنامجه اضافة الى انها تشكل جزءا اساسيا من انتمائه القومي والوطني, ولهذا كله فانه بارادته او رغما عنها اذا افترضنا (وبحسن نية مرة اخرى) امكانية ترفعه وابوته لجميع اتباعه بغض النظر عن انتمائاتهم الجغرافية والوطنية, فانه سيغلب مصالح دولته على مصالح الدول التي يسكنها اتباعه ليحركهم وفق ما يحقق الامن القومي لدولته ومصالحها بغض النظر عن التكاليف التي تتحملها دول اتباعه اذا تضاربت مصالح دولته مع مصالح دول اتباعه حتى لو كان هذا التحرك يضر بمصالح اتباعه الوطنية وضد ارادتهم وانتمائهم الوطني وهو يعتمد في تمرير ذلك على ان مصلحة الطائفة فوق مصلحة الوطن وان الانتماء للطائفة هو البديل عن المواطنة والذي لايشمل دولته لان الانتماء للطائفة والوطن فيها هو عنوان واحد, وهنا خرجت المسالة حتما من خيمة الايديولوجيا الدينية لتسكن خيمة المصالح الوطنية لايران دولة الولي الفقيه وهو ما نلاحظه يحصل في كل مناطق الازمات التي يتواجد فيها اتباع الولي الفقيه من العراق الى لبنان واحتمالا فلسطين واليمن ودول الخليج العربي ومناطق اخرى سنراها.
وحتى يستكمل هدف تحقيق المصالح القومية لايران مع طموحاتها التوسعية بدأت دعوات التبشير تأخذ مداها على طول الساحة العربية والاسلامية بهدف تطويق واختراق الامة العربية بحزام طائفي في مناطق متعددة ان كان من خارجها او من داخلها, مستخدمين لذلك خطابا تحريضيا يصادر كل الشعارات الوطنية التي تمس حياة المواطن العربي ويتعايش معها, فنلاحظ الدعوات التبشيرية التي تمارس يوميا لغسل ذهن المواطن العربي وقيادته اتجاه هدف واحد ووحيد هو تلميع صورة ايران في المنطقة ويأخذ هذا الخطاب صورا شتى منها الربط بين دولة ايران على اساس كونها دولة الاسلام ودعمها لحزب الله كونه حزب الاسلام ثم التعريج على التمويل الذي تدفعه لحماس والجهاد الاسلامي (كما يدعون ولا اعرف حجم الصدق في ذلك فهناك من هو اعرف مني يمكن ان ينفي ذلك او يثبته) وعند المواجهة بين ما يمس عقائدهم وآرائهم حول الكثير من قضايا الاسلام او رؤيتهم القاصرة للتاريخ العربي او الموقف من الاسلام السياسي الشيعي في العراق وتحالفه مع الولايات المتحدة وبامر من ايران في تسهيل ومساندة احتلال العراق ومسائل اخرى عديدة, يضعوا امامنا خريطة فلسطين وكاننا لم نفتح عيوننا منذ ان وعينا عليها ليعيدوا هم استكشافها لنا او يتحدثوا عن حرب تموز في لبنان عام 2006 وكأن الفلسطينيين والعرب لم يطلقوا طوال حياتهم رصاصة على اسرائيل ولم يخوضوا معها حروبا متعددة ولم تكن هناك مقاومة فلسطينية فيها الكثير من العرب خاضت غمار الحروب مع الصهاينة قبل ان تتاسس دولة اسرائيل ولم يدكوها عام 1991 بصواريخ من العراق ولم تكن هناك انهار دم سالت دفاعا عن عروبة فلسطين وتحررها, الى ان اتى حزب الله فخاض مع ايران اول حرب ضد اسرائيل نيابة عن الجميع, كما صادروا الذاكرة العربية واختزلوها كلها باحداث عام 2000 وبقتال 2006 الذي دفع ثمنه كل اللبنانيين من الدماء والتدمير ولم يدفع فاتورته حزب الله لوحده ولم تدفع ايران فيه عدا البتروتومان,, ولا اريد ان اتحدث عما يحصل الآن في لبنان فقد تحذف مداخلتي هذه كما حذف راي كتبته حول ذلك وهي كلمات كتبتها جاءت من الم بيروت الذي بدأ يلحق بألم بغداد وتفضل احد الكرام بحذفها دون اعتذار خوفا على الوحدة والاخوة الايرانية ال ... والتي ثمنها دماء غزيرة في بغداد ودماء عزيزة في لبنان اتمنى ان لاتكون غزيرة كما حصلت في بغداد.

محمدمحمد رشيد
11/05/2008, 04:33 PM
من مسلسل التأريخ الى احداث اليوم ... رؤية شخصية
سيداتي سادتي
ساتحدث في مواضيعكم التأريخية بلغة العصر الحالي وعن فهم تكون لدي من حواراتكم الثرية في اكثر من موضوع ومن قرءآتي السابقة وليجد لي العذر في ذلك قراء وكتاب التاريخ لاستخدامي مفردات الوقت الحاضر وتعابيره, وما ساقوله نابع من نوايا طيبة ... وقد يقال ان النوايا الطيبة تفرش الطريق بالورود الى جهنم ... وجهنم هنا ليست جهنم الآخرة( ابعدنا الله جميعا عنها ) وانما جهنم الآخرين. وانا لا اعرف الرسم بالكلمات لان الصور قد تخرج سريالية ليفسرها كل باهوائه ونسقط في شرك العموميات التي تجنبنا الوصول الى المرامي, ولا اعرف استخدام الجمل القصيرة لاني لا اريد ان البس ثياب المصلحين فقد لاتكون على مقاسي صغيرة كانت ام كبيرة وثم اتحول لمصادرة آراء الآخرين حتى دون اعتذار... وتكون النتيجة وكفى المؤمنين شر القتال, في حين ان القتال يغلف الجميع والدم ما عادت هناك ترع وانهار تستوعبه.
هناك عدوى اصابت بعضنا, ويظهر ان الاصابة لم تكن في الافكار بل في العقائد ومن يسمون انفسهم بالمنظرين وبعض المقاومين والاصابة هي منهج التقليد حيث بات البعض يضع امامه وخلفه وفوقه مثالا او فكرة او موقفا وينقاد لها غير قادر ان يزن افعالها او يحاكم مواقفها بأي صيغة نقدية لانها مرجع, والمقلد يخضع لكل احكام مرجعه حتى في ابسط التفاصيل والا يكون خارجا عن الملة. والملة سادتي مجموعة مختارة منهم من تسمى (شعب الله المختار) ومنهم من تسمى (الخاصة والمؤمنون) وهم فوق العامة من البشر ومن يسمون المسلمون, والذين يسمونهم احيانا الخارجين عن الملة, والمؤمنون والخاصة سادتي لهم ابطال ومراجع ولا يوجد غيرهم في قياسات البطولة او الفداء او الفكر او الدعوة, ومحدد بقياساتهم حتى في من نصر رسول الله وكانوا من اول المسلمين, ولنأخذ مثلا مقولة (لا فتى الا علي ولاسيف الا ذو الفقار) وكأن الباقين من الصحابة والتابعين كانوا جنودا في جيش النبي ولم يكن فيهم من قائد وبعد وفاة النبي قامت هذه القاعدة من المسلمين ( الجنود ) بانقلاب ابيض على قيادتها المنصبة بامر الهي في غدير خم فحق عليهم القول انهم خرجوا من الملة وخالفوا امر الله فهم ليسوا بمؤمنين حتى لو قالوا انهم مسلمون , ثم تصاعد المسلسل وقام الحسين بالخروج على الخلافة الاموية طالبا الخلافة ولم يكن اول من خرج ولا آخر من خرج, فالتأريخ اعلمنا بأن الكثير قد ثاروا على ولات الامر فيهم, وفي التأريخ الاسلامي هناك من خرجوا على الخلافة من اقرباء النبي ثم سلخوا وعلقوا ولم نرى دمعة يسكبها عليهم مسلسل التاريخ المكتوب والمقروء والمعاد ولم نر من يعيد ذكراهم باللطم والزناجيل وضرب الرؤس بالسيوف وتسال في ذكراهم دماء اتباعهم وتسال في كل الاوقات ما امكن دماء من يعتقد انهم يتبعون من قتلوهم, ثم ان أي مطالب بالخلافة او قائد لثورة يواجه احتمالات النصر او القتل والشهادة او الاستسلام وحيث ان الحسين لم ينتصر ورفضت البدائل التي تقدم بها لاستسلامه لمحاصيريه وهي بان يخلوا بينه وبين العودة الى المدينة او ان يذهب لثغور المسلمين او ياخذوه الى الخليفة يزيد ( ويزيد ابن عم الحسين يلتقون في الجد الخامس او السادس) فلم يبقى الا الشهادة وهو ما حصل, وما يحصل لكل ثائر صاحب موقف او خارج عن السلطان ان كان قبل الحسين او بعده. التأريخ قرائته بسيطة دولة متكونة وسمها مشروع امبراطورية, فيها صراعات وهناك طلاب حكم وهناك امتداد لها وفتوحات, وبين صراع الداخل والفتوحات موازنة لايتم ضبطها الا بانتصار احد الخطوط, اما ان تتفرغ الدولة لصراعات داخلية وهي دولة فتية بمقياس زمن نشوئها او تحسم هذا الصراع لغرض ان تتفرغ لفتوحاتها وتعمل لتوفير مصادر رزق لآف آلاف خرجوا من جزيرة العرب يسعون في الارض ومعظمهم مقاتلين او تجار او باحثين عن وسائل معيشة مستقرين في الامصار الجديدة مع وجود بشر في هذه الامصار منهم من دخل الاسلام قناعة ومنهم من دخله تقية, وكل هؤلاء لن ينتظروا ويقفوا متفرجين في اي اتجاه سيحسم هذا الصراع الداخلي بل سيكونون حتما جزءا منه, لذا فان الصراع مطلوب حسمه وكما قرأنا ووصلنا فانه حسم بصيغته المأساوية واستشهد الحسين ومن معه, الا ان سؤالا يثار هل كان من الممكن تجنب ما حدث ؟. لايمكن اعطاء اجابة قاطعة الا انه يمكن تصور الاحتمالات, فلاضمانات ان يقبل الحسين باية تسوية ممكنة وحتى لو قبلها فهناك الكثير من المحرضين يدفعوه للانقلاب عليها, كما ام من هم حول يزيد يريدون بناء دولة وتوسعها فلن يقبلون بحلول وسط تجعلهم موزعين بين فتوحات تنتظرهم وبين مشاكل داخلية تقلق اركان حكمهم. وكذلك علينا ان لا ننسى ان اي صراع لغته السلاح لابد ان يحسم بصيغة مأساوية, فهم لا يتقاتلون بالمناضرة والمراجع المكتوبة (وكما ارى ما يحصل بينكم ولو اني اخاف ان تواجهتم وكنت مسلحين ستحسمون الصراع بالادوات التي بين ايديكم ونحمد الله ان ما بين ايديكم الآن لوحات مفاتيح الحروف).
ان أي دولة لها قوانين عمل تحكمها تنبع من طبيعة القوى السائدة وتطورها, فهي نتاج لطبيعة القوى التي تحكمها وتتحكم بها في زمنها, وتطور الدولة واتساعها يفرض تقسيم عمل للقوى المتحكمة بها وهذا ما لاحظناه في انشطار قيادة الدولة السلطة المادية (سلطة الحكم) عن القيادة الدينية (السلطة الروحية) بعد الخلفاء الراشدين. والذي بقى يجمع بين هاتين السلطتين في الرؤية والهدف هو الحرص على امتداد دولة المسلمين ونشر الرسالة متفقين على استخدام نفس الادوات ولهم نفس الغايات, غير ان هناك قوى أخرى كانت تريد ان تعيد جمع السلطتين بقيادة واحدة او في الاقل ان تأتي بسلطة تكون هي مرجعها, ولذا فقد رأينا ان التاريخ كتب وفق رؤيتين او اكثر وكل رؤية تدافع عن موقفها ولكن الهدف لدى الجميع, لدى من وصل الى السلطة ولدى من منع منها هو كرسي الخلافة, مع وجود محدد رئيسي وحاكم وجده ممن لديه شهوة السلطة من العرب في ان الامامة لاتكون الا من قريش, ومن هم من غير العرب فالموضوع اصبح ضربا من المستحيل فلايمكن حتى ان يحلم بها او بعودتها اليه, وهنا بدأت التحالفات والمؤامرات على السلطة باستخدام رموز قريش ليحققوا ما يريدون عن طريقهم, ومن هم الذين يراهنون عليهم لتحقيق ذلك, اليس الاقرب الى الرسول هم اكثر من يراهن عليهم للوصول الى السلطة اصالة او نيابة او لشق عصا المسلمين, ومن هم الاقرب اليسوا من بيت النبي واقربائه من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة ...الخ, وليكونوا لهم حلفاء ومن ثم يؤثرون على مجرى الصراع وبعدها ليكتبوا التاريخ وفق ما تشتهي اهوائهم ولو رجعنا الى ان قرآتنا لرأينا ان من حمل دعوة بني العباس هو ابو مسلم الخراساني ولا استطيع ان اهضم ان حمله لواء الدعوة هو حبه للعباسيين الاكثر قرابة للنبي من الامويين وانما هي شهوة السلطة وتغليب من تصور انهم سيحققون له اهدافه واهداف القوى التي يمثلها ومن ثم دفع حياته ثمنا لهذه الشهوة او لامور اخرى اشبعها الباحثون, وهكذا يمكن القياس على باقي المتحالفين مع اقرباء النبي والساعين للخلافة والتي اتجنب الخوض فيها خوفا من وقوعي في مناطق محظورة لا استطيع الدفاع فيها عن رؤيتي فهناك من هم خير مني لذلك ولديهم المام بتفاصيل التأريخ المنقول والذي وصل لنا.
يا سادتي هناك عوامل قد لاتظهر انها مفصلية لبساطتها ووضوحها ومن هذه البساطة ومن هذا الوضوح استمدت قوتها لتؤثر في التأريخ في بعض مفاصله ولنا منها رموز كعبد الله بن سبأ وغيره من رجال فارس وغيرهم, والذين حاولوا تشكيل التأريخ ان لم يكن في احداثه ففي رواياته المنقولة بحيث وصل لنا تأريخ مكتوب يؤرخ لصراعات عديدة ومتلاحقة (وهو ناتج طبيعي ضد أي سلطة), فالامام علي واجه انواعا من الصراع اثناء خلافته حتى تعب منها واتعبته وقبله الشيخين والخليفة عثمان وكذلك الدولة الاموية وبعدها العباسية,, غير ان ما وصل لنا قي بعض الروايات والكتب صادر معظم التأريخ واختزله وارخ للصراع فقط, فقد شوه كل ما انتج في الدولة العربية الاسلامية من فتوحات وتقدم علمي وانساني وثقافي والتي صارت جزءا من تراث الانسانية وثرائها, وتم تجاوز كل ذلك وارخت لنا عناوين شتى من الحق المسلوب الى الشهيد الوحيد في التأريخ الى الاسلام المحمدي وكأن الاسلام اثنان او ثلاث, واحد كان يدعو له النبي محمد واسلام آخر لم يدعو له النبي محمد ولا نعرف من دعى له اطلقوا عليه مرة اسلام السقيفة ومرة اسلام الطلقاء ومرة ومرة ... وتتصاعد نغمة الطريق الواحد والفهم الواحد والصورة الواحدة للتاريخ, فهم فريدون في كل شئ وانقياء حد النخاع والوحيدون في المواجهة والمجلودون والمصابون والمضطهدون ويحملون كل ما في التأريخ من عناوين المظلومية والقهر والتغييب ...الخ وليأرخوا فقط للفتنة وجذورها التي حصلت بعد وفاة الرسول ولولا عدم اتساق الاحداث التي يريدون الاعتماد عليها لقالوا ان كل هذا الظلم حدث حتى في حياة الرسول , ولا تتصوروا ان هذا لم يحصل فقد اتهم بعضهم جبريل بخيانة الامانة وبدل ان يبلغ الرسالة الى الامام علي تصرف وبلغها للنبي محمد ومن هنا جاءت مفردة ( خان الامانة), وآخرون ذهبوا ابعد من ذلك فهم لم يكتفوا بذلك بل راحوا لابعده فهم يقولون ان الله تجسد في علي وكنت اريد ان اعرف التخريج الفلسفي لذلك وهذا موضوع تعرفت به وعن طريق الصدفة اثناء لقائي بشخص استمعت له لم اناقشه في قناعاته ولكني اردت ان استفهم منه بدافع الفضول الذي يؤدي الى المعرفة بالشئ لتكوين فكرة وانا لا اتدخل في عقائد الآخرين ما امكن لي ذلك فهي جزء من تكوينه, فطر عليه, قد اناقش مفردات صياغتها وسردها للتاريخ اذا اختلف عن قناعاتي وتحيلاتي واذا اتخذ طابعا احاديا في تناوله لحوادث التاريخ, وذلك نقاش يكون على مستوى شخصي وليس لاغراض تبشرية كما يحاول البعض ان يثقفوا به, اعود واقول ان عقائد الآخرين علي احترامها ما استمرت ان تكون مسائل عقائدية ذاتية وليست برنامجا سياسيا يحاول ان يفرضه علي ليغير عقائدي التي فطرت عليها وما اكتسبته من مفاهيم وآراء خلال رحلة حياتي او ما يؤثر على اسلوب هذه الحياة فلذلك موقف آخر يجب ان اتخذه لانه بالتأكيد يكون ساعيا لمصادرة وجودي, اعود للقاء وساسرده قبل ان ياخذني الحديث الى محطات اخرى, مع ملاحظة ان ( ناقل الكفر ليس بكافر ):
التقيت قبل سنوات برجل في العقد الخامس من عمره وقدم لي انه المهندس فلان ( لا اذكر اسمه ) وبعد التعارف والحديث عرفت انه من اهالي منطقة على الحدود العراقية الايرانية من جهة محافظة ديالى ( بعقوبة) ومن الحديث عرفت انه من طائفة العلاهية ( من يعبدون علي ) وان والده كان شيخ طائفتهم كنت احب ان اعرف اساس فلسفتهم في عبادتهم لعلي بن ابي طالب فوضحها لي بصيغة بسيطة جدا فقال الم ياتي في الاية القرآنية انه بعد ان خلق الله بني آدم نفخ فيه من روحه فكل انسان فيه من روح الله وتختلف الكمية والدرجة من شخص الى آخر فهناك من فيه قليل جدا من روح الله وهناك من فيه اكثر وهكذا, ونحن ( وذلك نقلا عنه ) نرى ان الله قد نفخ روحه كلها في علي وبذلك فهو الله وانتقلت بعده الى اولاده واحفاده المذكورين ومن هنا اتت كلمة المعصوم لان الله لايمكن ان يخطأ وكذلك الائمة, قلت له هل هناك من يؤمن بنظريتكم او فلسفتكم هذه عدا ابناء طائفتكم, فقال لي ان هناك رسائل بين والدي وبين الخميني حول ذلك وقد ارسل الخميني الى والدي رسالة بصيغة قصيدة موجودة لدينا يوكد فيها اقترابه وبالاحرى قناعته بالقاعدة الفلسفية لذلك وكنا نتوقع ان يعلنها الا انه توفى ( أي الخميني) قبل اعلان ذلك.
انتهى سردي للقاء وليس لي تعليق وانما نقلت ما سمعته بامانة واذا كان ما قاله صحيحا بخصوص الخميني فنحمد الله ان قبض الله روح ( اية الله روح الله الخميني) قبل ان يعلن ذلك وهذه ملاحظة شخصية.
وارجع هنا لحل اشكالية الجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية وحيث ان الامامة في قريش ليقننها البعض لتكون في آل البيت وحددوا آل البيت وفقا لاهدافهم السياسية باولاد علي وعقب العقب عدا استدارة بسيطة فيما يخص الحسن والحسين لتتسق المسألة ولتستكمل النظرية بابعادها المطلوبة في ابن واحفاد الحسين اعطاها البعض بعدا الهيا في ان اسمائهم موجودة منذ وجدت الحياة وخلق البشر وظهرت نظرية الامامة والمعصومين والله العلي العظيم واستكملت بناءها الفلسفي بنظرية المنتظر والتي هي ليست نظرية جديدة في البناء الفكري والديني الانساني فلها جذورها, مع ان البعض ممن كانوا يؤمنون بها بدأوا بمعارضتها بل والتشكيك فيها ومنهم على ما اذكر الكاتب الاسلامي الشيعي ( احمد الكاتب ), وهذا ليس الموضوع, انما ساحاول ان اطرح فهمي لحل اشكالية اعادة الجمع بين السلطة المادية والسلطة الروحية والتي بدأت تغزو حياتنا الراهنة والتي تم مغادرتها تقريبا منذ اكثر من 14 قرنا الا ان هناك الكثير من الساعين لارجاعنا اليها والغاء تراكمات ما يزيد عن 14 قرنا وتصحيحه حسب وجهة نظر البعض منهم, وانتم تعرفون ان بدايته كانت دماء فتصحيحه يجب ان يكون بنفس الثمن مع تطور الوسائل المستخدمة فمن السيف الى المدافع الرشاشة والهاونات وراجمات الصواريخ والمثاقب الكهربائية وغيرها, ولحل ازمة ان الامامة التي حددت في قريش ولتصغر مساحة الاختيار تم تحديدها في بعض آل البيت المسمون من عقب العقب لتصل الى المهدي المنتظر والذي لايعرف موعد خروجه. وجد الحل من رحم نظرية الامامة والمنتظر التي مهدت لـ وانتجت نظرية النيابة ومنها نظرية الولي الفقيه لينهوا اشكالية الحكم المحددة في ان لاتكون قيادة الامة الا بيد قريش وان تكون تحديدا بيد آل البيت والذي يمثلهم المهدي المنتظر والذي لايعلم موعد خروجه وليكون هناك وكيلا ونائبا عنه ثم وليا فقهيا يدير امور المؤمنين وحيث ان الولي الفقيه لايشترط ان يكون من آل البيت او يكون قرشيا او حتى عربيا, وانما تشترط الاعلمية اضافة لمواصفات تختص بشؤون قيادة وادارة الحياة وشروط اخرى اعرف بها اهل الاختصاص, فقد وضعت المواصفات لتنطبق باغلبها ان لم نقل جميعها على الماسكين بزمام امور دين المؤمنين من الايرانيين في طهران, ليرجع التزاوج بين السلطة المادية والسلطة الروحية مع تصحيح مسارها في لا يكون حامل لوائها قريشيا اوعربيا بل ان المواصفة تنطبق على من يكون ايرانيا بالتحديد وهذا منصوص عليه في الدستور الايراني, وتلك اشكالية اخرى فيها من التنافس اكثر مما فيها من القناعات لان الولي الفقيه يمتلك سلطات واسعة (سلطات دينية وسلطات دولة) لاتشمل الرقعة الجغرافية التي يحكمها وانما تمتد ما كان له اتباع في اية بقعة من العالم, ورجعت السلطة التي سلبت في القادسية وعادت قومية فارس لتحكم بنفس الرداء الذي صدروه لهم العرب والذي فصلوه الآن على مقاسهم وانتهت احزان خمسة عشر قرنا .
وهنا رجعنا لشهوة السلطة التي لاتحددها جغرافيا المكان فقط ولكن تحددها جغرافيا السكان والبشر الذين يتبعون الولي الفقيه, وتبدا اشكالية التفريق بين مصالح الدولة التي يحكمها الولي الفقيه ومصالح مناطق البشر التابعين والمقلدين له وفق توزيعهم الجغرافي خارج الدولة التي يحكمها, وتم حل هذه الاشكالية بما سمي تصدير الثورة عن طريق خلق بؤر سياسية ذات طابع ديني طائفي مسلح في المناطق التي يتواجد فيها اتباعه هدفها اما تحقيق السلطة السياسية للولي الفقيه في مناطقهم او ان يكونوا اصحاب قرار فاعل في التاثير على مجريات الحياة السياسية في دولهم ان لم يكن بالانتخابات فعن طريق القوة المسلحة او الاثنين معا, وغير مهمة الوسيلة لتنفيذ ذلك حتى لو كان الشيطان هو الحليف, وبدأ اشكال آخر فمصالح من سيحقق الولي الفقيه في اشكالية أي تناقض قد يحصل بين مصالح دولته ومصالح دول التابعين له خارج جغرافية المكان الذي يحكمه وبتصوري البسيط فان الانحياز سيكون لمصالح الدولة التي يحكمها والتي لاتشكل فقط قاعدة انطلاقه بل هي العامل الحاسم في منحه كل السلطات والامكانيات المادية والبشرية والطائفية التي يحقق من خلالها برنامجه اضافة الى انها تشكل جزءا اساسيا من انتمائه القومي والوطني, ولهذا كله فانه بارادته او رغما عنها اذا افترضنا (وبحسن نية مرة اخرى) امكانية ترفعه وابوته لجميع اتباعه بغض النظر عن انتمائاتهم الجغرافية والوطنية, فانه سيغلب مصالح دولته على مصالح الدول التي يسكنها اتباعه ليحركهم وفق ما يحقق الامن القومي لدولته ومصالحها بغض النظر عن التكاليف التي تتحملها دول اتباعه اذا تضاربت مصالح دولته مع مصالح دول اتباعه حتى لو كان هذا التحرك يضر بمصالح اتباعه الوطنية وضد ارادتهم وانتمائهم الوطني وهو يعتمد في تمرير ذلك على ان مصلحة الطائفة فوق مصلحة الوطن وان الانتماء للطائفة هو البديل عن المواطنة والذي لايشمل دولته لان الانتماء للطائفة والوطن فيها هو عنوان واحد, وهنا خرجت المسالة حتما من خيمة الايديولوجيا الدينية لتسكن خيمة المصالح الوطنية لايران دولة الولي الفقيه وهو ما نلاحظه يحصل في كل مناطق الازمات التي يتواجد فيها اتباع الولي الفقيه من العراق الى لبنان واحتمالا فلسطين واليمن ودول الخليج العربي ومناطق اخرى سنراها.
وحتى يستكمل هدف تحقيق المصالح القومية لايران مع طموحاتها التوسعية بدأت دعوات التبشير تأخذ مداها على طول الساحة العربية والاسلامية بهدف تطويق واختراق الامة العربية بحزام طائفي في مناطق متعددة ان كان من خارجها او من داخلها, مستخدمين لذلك خطابا تحريضيا يصادر كل الشعارات الوطنية التي تمس حياة المواطن العربي ويتعايش معها, فنلاحظ الدعوات التبشيرية التي تمارس يوميا لغسل ذهن المواطن العربي وقيادته اتجاه هدف واحد ووحيد هو تلميع صورة ايران في المنطقة ويأخذ هذا الخطاب صورا شتى منها الربط بين دولة ايران على اساس كونها دولة الاسلام ودعمها لحزب الله كونه حزب الاسلام ثم التعريج على التمويل الذي تدفعه لحماس والجهاد الاسلامي (كما يدعون ولا اعرف حجم الصدق في ذلك فهناك من هو اعرف مني يمكن ان ينفي ذلك او يثبته) وعند المواجهة بين ما يمس عقائدهم وآرائهم حول الكثير من قضايا الاسلام او رؤيتهم القاصرة للتاريخ العربي او الموقف من الاسلام السياسي الشيعي في العراق وتحالفه مع الولايات المتحدة وبامر من ايران في تسهيل ومساندة احتلال العراق ومسائل اخرى عديدة, يضعوا امامنا خريطة فلسطين وكاننا لم نفتح عيوننا منذ ان وعينا عليها ليعيدوا هم استكشافها لنا او يتحدثوا عن حرب تموز في لبنان عام 2006 وكأن الفلسطينيين والعرب لم يطلقوا طوال حياتهم رصاصة على اسرائيل ولم يخوضوا معها حروبا متعددة ولم تكن هناك مقاومة فلسطينية فيها الكثير من العرب خاضت غمار الحروب مع الصهاينة قبل ان تتاسس دولة اسرائيل ولم يدكوها عام 1991 بصواريخ من العراق ولم تكن هناك انهار دم سالت دفاعا عن عروبة فلسطين وتحررها, الى ان اتى حزب الله فخاض مع ايران اول حرب ضد اسرائيل نيابة عن الجميع, كما صادروا الذاكرة العربية واختزلوها كلها باحداث عام 2000 وبقتال 2006 الذي دفع ثمنه كل اللبنانيين من الدماء والتدمير ولم يدفع فاتورته حزب الله لوحده ولم تدفع ايران فيه عدا البتروتومان,, ولا اريد ان اتحدث عما يحصل الآن في لبنان فقد تحذف مداخلتي هذه كما حذف راي كتبته حول ذلك وهي كلمات كتبتها جاءت من الم بيروت الذي بدأ يلحق بألم بغداد وتفضل احد الكرام بحذفها دون اعتذار خوفا على الوحدة والاخوة الايرانية ال ... والتي ثمنها دماء غزيرة في بغداد ودماء عزيزة في لبنان اتمنى ان لاتكون غزيرة كما حصلت في بغداد.