المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمرّدٌ في البُســـتان - شعر: د. شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
12/05/2008, 12:52 PM
تمرّدٌ في البُســـتان
شعر: د. شاكر مطلق
في الجنّةِ
أعنِي في الطّرف الآخرِ ِ
من ذاكرة البستانْ
ثمّةَ حورٌ عينٌ
يَـتمرّدنَ على المألوفِ
ويُعلنّ العِصيانْ …

يُلقينَ بأحزمة العِفّةِ
_ وافاها الطّوفانُ
ففاضتْ بالشهَواتِ –
إلى بئر الرّغَبات المَقموعهْ
يغرزنَ دبابيسَ الماس ِ
بأجساد فراشاتٍ عطشى
شربتْ من كفّ العجل الذهبيِّ
بليل النّزَوات - أمام الطّور ِ
فأدركها ناموس النّار ِ
وصارت أشباحاً شمعيّهْ
ويُخضّبنَ الريشَ الأبيضَ
في ذيل الديك العاري
باللون البكر القاني
ينثرنَ الآسَ الأصفر
في نعش الذّكَر الخاوي
يحجبن _ عن الناجين_
اللذاتِ السمعيةِ والبصريهْ …

الحورُ العينُ
نبذنَ الطاعةَ للنّاموس ِ
وصرنَ ذئاباً وحشيهْ
لا ترضى دورَ الشاةِ
ولا ترضى باللذات الوَهميّهْ
وبأنْ تُشوى كلّ صباح ٍ
كلّ مساءٍ
كلّ زمانْ
كي تُشبع نَهْماً رعَـوياً
عاف التفاحَ فلا يرضى
إلاّ أفخاذاً طازجةً
واللؤلؤَ في بطن المرجانْ
لتُثار ذكورته الأولى
وتُثار ذيولٌ وشهيه
أتراهنََّ
طيورُ الجنّهْ
قطراتُ النّور الصّافي
أدركنَ الخِدعةَ منذ أوانْ ؟
فمللنَ اللذةَ
دون الرِّعشة في السُّرهْ
وتسلّقنَ _ الآن _ عرايا
فوق الآغصانِ الملعونهْ
تتساقط منها أحلامُ الأفعى
والتفاحُ المسمومُ الأزرقْ
ليريْنَ
_ على الطّرَف المحظور وراء السور ِ _
غزالاتٍ منبوذاتٍ
عن أفراح الملكوتْ
يرعَيْنَ _ بشوق ٍ _ أعشابَ الرّغَـباتِ
على أجساد الغِلمانْ ؟
يعبثنَ بحبّاتِ التّوت البريَّ
وبأثمار التّين المنسيِّّ
على أطراف البستانْ
ليقطّرنَ _ من الأثداءِ _
حليبَ السلوى
في الأفواه الجائعةِ
فيصيرَ شراباً ناريّاً
أو أمشاجاً واعدةً
في أتّون الشهَواتِ
ويصيرَ نبيذاً قدسيّاً
يُسقى منه النّاسكُ والشّيطانْ …

وهنـاكَ
_ وراءَ السّور ِ _
الجَمْعُ الصّـاخبُ ما زالَ
يغنّي _ في _ فرح ٍ _ ويدورْ
يرقص _ في _ شـَبق ٍ _
حوْل النّار العظمى
ويرتّلُ
_ للسيّدة الكبرى من زمن الحلم ِ _
أناشيد الخِصبِ
يضحّي بالعجل الذّهبيّ
ليوقِظَ ربّـته الأولى
من مملكة الدّيْـجور ِ
ويبعد عنها أشباحَ الحور ِ
ليبقى صفصاف النّشوةِ
_ في ريح الرّغَـباتِ _
طليقاً فوق النّهدِ
ويبقى حجَرُ اللازَوْرَدِ
في السّرةِ نبعاً نارياً
يَـهَـبُ العذراواتِ الشّـهـواتِ
ويسقي العشّاقَ كؤوس النّورْ
الجَمعُ الصّـاخبُ
أمسى , الآن , خفيفاً مخموراً
يخلق أشعاراً أقماراً
وطقوساً للجسد العاري
لا يعرفها ملكوت النور ِ
ولا تعرفها الحورْ
وغزالاتُ الرّكن المهجورْ
_أبعِدن عن الفردوس الأبيضْ _
يَـغزلن من الآياتِ
الرّاياتِ لمجد الإنسانْ
يَنزِعنَ عن الغِلمانِ
قناعَ الأنثى
والإستبرَقَ والسُّندسَ والأصباغَ
لِيعِدنَ
إلى الجسد المَوشوم المستَـلَبِ
ذكورتَه الأولى
يُلقينَ
أسـاورَه الفضّيةَ للريح ِ
ويسرقنَ الأقراطَ من الآذانْ
والجنس الثالث _مبتهجاً بالبشرى _
يكتشفُ الذّاتَ
يَصبُّ الخمرَ الكافورَ على الرَّمل ِ
يُبعثر لؤلؤَه المكنونَ
ويحكي للجنّياتِ
حكاياتٍ مُرعبةً عن قهْر الأبدانْ
علَّ الزمنَ الآتي
يطوي ما كانَ
فيلبَس من ريش الأنثى
ما يستر عُري ذكورتهِ
من أيام الفِردوس المَحموم ِ
وذاكرة الأوثانْ …

والجنّةُ، جنّاتٌ _ لو تدري _
خاليةٌ من كلّ فروض الطّاعةِ
من كلّ صلاةٍ وأذانْ
الرَّكعة فيها
_ إنْ شئتَ ركوعاً _
للجسدِ العاري
يتدلّى كالبِلّور الصّافي
من فوق الأغصانْ
يَـهَبُ اللذةَ_ من دون حدود ٍ _
للعقل الرّعَـويّ الظّامـي :
فاكهةٌ تغري بقَطافٍ
لحم ٌغَـضٌّ للمائدة الكبرى
وغُلالاتٌ من إستَبرَق أو سُندُسْ
عسَـلٌ يجري في كلّ مكانْ
لبنُ النُّوق العـَذراوات ِ
وخمرُ الكافور يفورُ
بأقداح ٍ مُتقَنةٍ من صُنع الجانْ …

والحورُ العينُ
إناثُ ظباءٍ أيضاً
يَـبغين خلاصاً للضّلع الدّامي
من وجْـبَةِ طبخ ٍ يومي ٍّ
لا يؤكل فيها إلاّ اللّحمُ الغَضُّ
وتَذوي فاكـهةُ البستان على الأفنانْ
فـيَرِدنَ النّبعَ الطَّازَجَ
_ في ليل القمر الباردْ _
لغسيل الجسد الشّبَـقيِّ العاري
من لزَج العسل الجاري
أو رائحة اللّبن الرّاكدِ
يَعلَق في الأبدانْ
ويُردْنَ _ على الأجسادِ _
العَرقَ البشريَّ
بديلاً للعطر الرّسميِّ
الخالي من رائحة الثّور البريِّ
ومن اللّون الزّهريّ الآثِمْ
إبّان يلامسُ
_ فوق أريكة بانٍ _
جسدٌ ذكريٌّ مُنقَذْ
جسدَ البلّور ِ
يشِفُّعن الرّغَبات الممنوعةِ
تجري كنبيذٍ مغشوش ٍ
بعروقٍ صفراءَ
لتعطي نشوتَها الكاذبةَ
_ مِراراً في اليوم ِ _
لروحِ الذّكر الصالح ِ
لا تعطي الحوريةَ حتى الحقََّ
بأنْ تغمضَ _ من قرفٍ _
ورْدَ الأجفان ِ
وتَنسى ما كانْ …

والسِّربُ المارقُ _ من حوريّات الجنة ِ _
ما زال على الأغصان يَمورْ
ويطلُّ على الـدَّهَـش الممنوع الأزرق ِ
خلفَ الأسوارْ
ليشاهدَ _ في عَجبٍ _
كيف حواري الماء العذب المنبوذاتِ
يقطّرنَ الشّــهَواتِ
ويَعصرنَ نباتَ العسل الشّافي
في أفواه العشّاقْ
يَنظرنَ _ بعين حياة الماءِ _
إلى أشباح الظـلِّ
يُرتّلنَ أناشيدَ الحبّ الطينيِّ
يُعِـدْن إلى معبد " عشَتارَ " ا لأبيضَ
_ في " الوَرْكاءِ " _ براءَته الأولى
يُوقِظن النّاقوسَ ليعلنَ
عن مجْد " عُنَـيْزةَ" و " صَــدوفْ " (*)
وبأنّ النّاقةَ سـالمةٌ
تَرعى بأمانٍ في الأحضانْ
فيُسائلُ سِربُ الحوريّاتِ
_ بلا خوفٍ أو حرَج ٍ _
عن ذَنْب الأفعى
وعلامَ اللّعنةُ _ حتّى الآنَ _
تطارد كالظلّ الأشباحَ الحَيْرى
في بستان الرّغباتِ
وتقضُم وردَ الشّهَواتِ
عن الضّلع ، المتقَوّس مَللاً
في قفص الرّوح الخاوي
من طير النّشوهْ
ووراء الأضلاع فضاءٌ
يدعو الإنسانَ إلى الإنسانْ
لا يعرف أسرارَ الجنّـةِ
ودهاليزَ البستانْ
لا يعرف وجهَ السّجانْ
وعلامَ الأنثى
في صمتٍ _حتى الآن _َ
تنوسُ ، وتذوي وتَجوعْ
في شرقٍ مَهووس ٍ مَـقموعْ
ولمــاذا
الطّرَف الآخرُ من بستان الرّغَباتِ
رجيمٌ ممنوعْ
ولماذا ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟
==============
(*) الوَرْكاءُ: هي " أوروك " القديمة ، عاصمة " كِلكامِش " ، وفيها معبد الربة ،، عشتار ،، الأبيض .
- عُنَيْزة : هي عُنََيزة بنت غنم ( أم غنم ) .
صَدوف : هي بنت المُحيّــا ، وكلاهما من ثمودٍ ،حرّضتا على ذبح ناقة ،، صالح ،، .
===============================
حمص - سورية تشرين الثاني / 1998 E-Mail:mutlak@scs-net.org
ألقيت في مهرجان السويداء الشعري وفي جمعية الشعر في اتحاد الكتاب في دمشق وفي الاتحاد النسائي السوري في حمص ، وفي أماكن أخرى . كتبت حوله دراسات نقدية كما نشر عنه في الصحافة اللبنانية , لكن النص لم ينشر على الورق .
د. شاكر مطلق
Dr. Shaker MUTLAK Homs - Syrien 5- 2008

الدكتور شاكر مطلق
12/05/2008, 12:52 PM
تمرّدٌ في البُســـتان
شعر: د. شاكر مطلق
في الجنّةِ
أعنِي في الطّرف الآخرِ ِ
من ذاكرة البستانْ
ثمّةَ حورٌ عينٌ
يَـتمرّدنَ على المألوفِ
ويُعلنّ العِصيانْ …

يُلقينَ بأحزمة العِفّةِ
_ وافاها الطّوفانُ
ففاضتْ بالشهَواتِ –
إلى بئر الرّغَبات المَقموعهْ
يغرزنَ دبابيسَ الماس ِ
بأجساد فراشاتٍ عطشى
شربتْ من كفّ العجل الذهبيِّ
بليل النّزَوات - أمام الطّور ِ
فأدركها ناموس النّار ِ
وصارت أشباحاً شمعيّهْ
ويُخضّبنَ الريشَ الأبيضَ
في ذيل الديك العاري
باللون البكر القاني
ينثرنَ الآسَ الأصفر
في نعش الذّكَر الخاوي
يحجبن _ عن الناجين_
اللذاتِ السمعيةِ والبصريهْ …

الحورُ العينُ
نبذنَ الطاعةَ للنّاموس ِ
وصرنَ ذئاباً وحشيهْ
لا ترضى دورَ الشاةِ
ولا ترضى باللذات الوَهميّهْ
وبأنْ تُشوى كلّ صباح ٍ
كلّ مساءٍ
كلّ زمانْ
كي تُشبع نَهْماً رعَـوياً
عاف التفاحَ فلا يرضى
إلاّ أفخاذاً طازجةً
واللؤلؤَ في بطن المرجانْ
لتُثار ذكورته الأولى
وتُثار ذيولٌ وشهيه
أتراهنََّ
طيورُ الجنّهْ
قطراتُ النّور الصّافي
أدركنَ الخِدعةَ منذ أوانْ ؟
فمللنَ اللذةَ
دون الرِّعشة في السُّرهْ
وتسلّقنَ _ الآن _ عرايا
فوق الآغصانِ الملعونهْ
تتساقط منها أحلامُ الأفعى
والتفاحُ المسمومُ الأزرقْ
ليريْنَ
_ على الطّرَف المحظور وراء السور ِ _
غزالاتٍ منبوذاتٍ
عن أفراح الملكوتْ
يرعَيْنَ _ بشوق ٍ _ أعشابَ الرّغَـباتِ
على أجساد الغِلمانْ ؟
يعبثنَ بحبّاتِ التّوت البريَّ
وبأثمار التّين المنسيِّّ
على أطراف البستانْ
ليقطّرنَ _ من الأثداءِ _
حليبَ السلوى
في الأفواه الجائعةِ
فيصيرَ شراباً ناريّاً
أو أمشاجاً واعدةً
في أتّون الشهَواتِ
ويصيرَ نبيذاً قدسيّاً
يُسقى منه النّاسكُ والشّيطانْ …

وهنـاكَ
_ وراءَ السّور ِ _
الجَمْعُ الصّـاخبُ ما زالَ
يغنّي _ في _ فرح ٍ _ ويدورْ
يرقص _ في _ شـَبق ٍ _
حوْل النّار العظمى
ويرتّلُ
_ للسيّدة الكبرى من زمن الحلم ِ _
أناشيد الخِصبِ
يضحّي بالعجل الذّهبيّ
ليوقِظَ ربّـته الأولى
من مملكة الدّيْـجور ِ
ويبعد عنها أشباحَ الحور ِ
ليبقى صفصاف النّشوةِ
_ في ريح الرّغَـباتِ _
طليقاً فوق النّهدِ
ويبقى حجَرُ اللازَوْرَدِ
في السّرةِ نبعاً نارياً
يَـهَـبُ العذراواتِ الشّـهـواتِ
ويسقي العشّاقَ كؤوس النّورْ
الجَمعُ الصّـاخبُ
أمسى , الآن , خفيفاً مخموراً
يخلق أشعاراً أقماراً
وطقوساً للجسد العاري
لا يعرفها ملكوت النور ِ
ولا تعرفها الحورْ
وغزالاتُ الرّكن المهجورْ
_أبعِدن عن الفردوس الأبيضْ _
يَـغزلن من الآياتِ
الرّاياتِ لمجد الإنسانْ
يَنزِعنَ عن الغِلمانِ
قناعَ الأنثى
والإستبرَقَ والسُّندسَ والأصباغَ
لِيعِدنَ
إلى الجسد المَوشوم المستَـلَبِ
ذكورتَه الأولى
يُلقينَ
أسـاورَه الفضّيةَ للريح ِ
ويسرقنَ الأقراطَ من الآذانْ
والجنس الثالث _مبتهجاً بالبشرى _
يكتشفُ الذّاتَ
يَصبُّ الخمرَ الكافورَ على الرَّمل ِ
يُبعثر لؤلؤَه المكنونَ
ويحكي للجنّياتِ
حكاياتٍ مُرعبةً عن قهْر الأبدانْ
علَّ الزمنَ الآتي
يطوي ما كانَ
فيلبَس من ريش الأنثى
ما يستر عُري ذكورتهِ
من أيام الفِردوس المَحموم ِ
وذاكرة الأوثانْ …

والجنّةُ، جنّاتٌ _ لو تدري _
خاليةٌ من كلّ فروض الطّاعةِ
من كلّ صلاةٍ وأذانْ
الرَّكعة فيها
_ إنْ شئتَ ركوعاً _
للجسدِ العاري
يتدلّى كالبِلّور الصّافي
من فوق الأغصانْ
يَـهَبُ اللذةَ_ من دون حدود ٍ _
للعقل الرّعَـويّ الظّامـي :
فاكهةٌ تغري بقَطافٍ
لحم ٌغَـضٌّ للمائدة الكبرى
وغُلالاتٌ من إستَبرَق أو سُندُسْ
عسَـلٌ يجري في كلّ مكانْ
لبنُ النُّوق العـَذراوات ِ
وخمرُ الكافور يفورُ
بأقداح ٍ مُتقَنةٍ من صُنع الجانْ …

والحورُ العينُ
إناثُ ظباءٍ أيضاً
يَـبغين خلاصاً للضّلع الدّامي
من وجْـبَةِ طبخ ٍ يومي ٍّ
لا يؤكل فيها إلاّ اللّحمُ الغَضُّ
وتَذوي فاكـهةُ البستان على الأفنانْ
فـيَرِدنَ النّبعَ الطَّازَجَ
_ في ليل القمر الباردْ _
لغسيل الجسد الشّبَـقيِّ العاري
من لزَج العسل الجاري
أو رائحة اللّبن الرّاكدِ
يَعلَق في الأبدانْ
ويُردْنَ _ على الأجسادِ _
العَرقَ البشريَّ
بديلاً للعطر الرّسميِّ
الخالي من رائحة الثّور البريِّ
ومن اللّون الزّهريّ الآثِمْ
إبّان يلامسُ
_ فوق أريكة بانٍ _
جسدٌ ذكريٌّ مُنقَذْ
جسدَ البلّور ِ
يشِفُّعن الرّغَبات الممنوعةِ
تجري كنبيذٍ مغشوش ٍ
بعروقٍ صفراءَ
لتعطي نشوتَها الكاذبةَ
_ مِراراً في اليوم ِ _
لروحِ الذّكر الصالح ِ
لا تعطي الحوريةَ حتى الحقََّ
بأنْ تغمضَ _ من قرفٍ _
ورْدَ الأجفان ِ
وتَنسى ما كانْ …

والسِّربُ المارقُ _ من حوريّات الجنة ِ _
ما زال على الأغصان يَمورْ
ويطلُّ على الـدَّهَـش الممنوع الأزرق ِ
خلفَ الأسوارْ
ليشاهدَ _ في عَجبٍ _
كيف حواري الماء العذب المنبوذاتِ
يقطّرنَ الشّــهَواتِ
ويَعصرنَ نباتَ العسل الشّافي
في أفواه العشّاقْ
يَنظرنَ _ بعين حياة الماءِ _
إلى أشباح الظـلِّ
يُرتّلنَ أناشيدَ الحبّ الطينيِّ
يُعِـدْن إلى معبد " عشَتارَ " ا لأبيضَ
_ في " الوَرْكاءِ " _ براءَته الأولى
يُوقِظن النّاقوسَ ليعلنَ
عن مجْد " عُنَـيْزةَ" و " صَــدوفْ " (*)
وبأنّ النّاقةَ سـالمةٌ
تَرعى بأمانٍ في الأحضانْ
فيُسائلُ سِربُ الحوريّاتِ
_ بلا خوفٍ أو حرَج ٍ _
عن ذَنْب الأفعى
وعلامَ اللّعنةُ _ حتّى الآنَ _
تطارد كالظلّ الأشباحَ الحَيْرى
في بستان الرّغباتِ
وتقضُم وردَ الشّهَواتِ
عن الضّلع ، المتقَوّس مَللاً
في قفص الرّوح الخاوي
من طير النّشوهْ
ووراء الأضلاع فضاءٌ
يدعو الإنسانَ إلى الإنسانْ
لا يعرف أسرارَ الجنّـةِ
ودهاليزَ البستانْ
لا يعرف وجهَ السّجانْ
وعلامَ الأنثى
في صمتٍ _حتى الآن _َ
تنوسُ ، وتذوي وتَجوعْ
في شرقٍ مَهووس ٍ مَـقموعْ
ولمــاذا
الطّرَف الآخرُ من بستان الرّغَباتِ
رجيمٌ ممنوعْ
ولماذا ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟
==============
(*) الوَرْكاءُ: هي " أوروك " القديمة ، عاصمة " كِلكامِش " ، وفيها معبد الربة ،، عشتار ،، الأبيض .
- عُنَيْزة : هي عُنََيزة بنت غنم ( أم غنم ) .
صَدوف : هي بنت المُحيّــا ، وكلاهما من ثمودٍ ،حرّضتا على ذبح ناقة ،، صالح ،، .
===============================
حمص - سورية تشرين الثاني / 1998 E-Mail:mutlak@scs-net.org
ألقيت في مهرجان السويداء الشعري وفي جمعية الشعر في اتحاد الكتاب في دمشق وفي الاتحاد النسائي السوري في حمص ، وفي أماكن أخرى . كتبت حوله دراسات نقدية كما نشر عنه في الصحافة اللبنانية , لكن النص لم ينشر على الورق .
د. شاكر مطلق
Dr. Shaker MUTLAK Homs - Syrien 5- 2008