نزار نمر نزال
12/05/2008, 11:58 PM
مناقب أبطال القادسية
(1)
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
أمير جيش القادسية
وصفه عبدالرحمن بن عوف : الأسد في براثنه
نسبه :
هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن وهيب وقيل: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وقيل: حمنة بنت أبي سفيان بن أمية.
اسلامه :
أسلم وعمره سبع عشرة سنة.روي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين أخبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفي وهو عنهم راض.
شهد بدراً وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبلى يوم أحدٍِ بلاءًَ عظيماً، واستعمله عمر رضي الله عنه، على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس، وهو كان أميراً للجند الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق، وهو الذي بنى الكوفة، وولي العراق، ثم عزله، فلما حضرت عمر الوفاة جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولي سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، فولاه عثمان الكوفة .
أول من رمى بسهم في الاسلام
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بن معد، قال: أخبرنا أبو عليقراءة عليه، وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو محمدعبد الله بن جعفر الجابري، أخبرنا محمد بن أحمد بن المثنى، أخبرنا جعفر بن عوف،أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد -
عن قيس قال: سمعت سعد يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، والله إن كنا لنغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة (1) وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ماله خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعززني على الدين، لقد خبت إذاً وضل عملي، وكان ناس من أهل الكوفة شكوه إلى عمر بن الخطاب، فعزله عن الكوفة، وكان أكثرهم شكوى منه رجل من بني أسد.
وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بنبكير-
عن ابن إسحاق قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلّوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعدٌ رجلاً من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام.
الرسول صلى الله عليه وسلم يفاخر بسعد
ويفديه بأبويه ويدعو له ، وفيه نزلت آية ...
وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران وغير واحد، بإسنادهمإلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو كريب، وأبو سعيد الأشج قالا: أخبرناأبو أمامة، عن مجالد، عن عامر -
عن جابر، قال: أقبل سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : "هذا خالي فليرني امرؤ خاله"،.
قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا الحسن بن الصباح البزار أخبرناسفيان بن عيينة عن علي بن زيد ويحيى بن سعيد، سمعا ابن المسيب يقول: وفي رواية البخاري حدثنا ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن شداد عن علي رضي الله عنه :
قال علي بن أبي طالب عليه السلام ، : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد :
" يا سعد ، ارم فداك أبي وأمي، ارم أيها الغلام الحزور".
وفي رواية أخرى للبخاري عن ابن هاشم السعدي :
عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن ابي وقاص يقول : نثل لي النبي كنانته يوم أحدٍِ فقال :
" إرم فداك ابي وأمي ."
قال الزهري: رمى سعد يوم أحدٍِ ألف سهم.
أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورةقال: حدثنا رجاء بن محمد العدوي، أخبرنا جعفر بن عوف، عن إسماعيل بن أبي خالد-
عن قيس بن أبي حازم، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال:
" اللهم استجب لسعد إذا دعاك ".
وكان لا يدعو إلا استجيب له، وكان الناس يعلمون ذلك منهويخافون دعاءه.
وروى داود ابن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي
قال سعد بن أبي وقاص: نزلت هذه الآية في:
" {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِعِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَامَعْرُوفًا}."
قال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمتُ قالت: يا سعد، ما هذاالدين الذي أحدثت ؟ ، لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي .فقال: لا تفعلي يا أمّه، فإني لا أدع ديني، قال: فمكثت يوماً وليلة لا تأكل،فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفساً نفساً، ما تركتديني هذا الشيء. فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال أبو المنهال: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب عن خبر سعدبن أبي وقاص فقال: متواضع في خبائه، عربي في نمرته، أسد في تاموره (2) يعدل فيالقضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إليناحقنا نقل الذرة
وروى سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أحاديث كثيرة، وروى عنه ابنعمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة، وبنو عامر، ومصعب، ومحمد،وإبراهيم، وعائشة أولاد سعد، وابن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.
وتوفي سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين، وقيل : ثمان وخمسين ، توفي بالعقيق على سبعة أميال من المدينة، فحمل على أعناق الرجالإلى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم .
(1) الحبلة: ثمر السمر، وقيل:ثمر العضاه، يشبه اللوبياء.
(2) التامور: عرين الأسد. وهو بيته الذي يأوي إليه.
المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
أميرالجند في العراق قبل القادسية
نسبه
المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بنثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي الشيباني.
اسلامه :
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ، سنة تسع، مع وفد قومه. وسيرهأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، في صدر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد. وكان شهماًشجاعاً ميمون النقيبة حسن الرأي، أبلى في قتال الفرس بلاءً لم يبلغه أحد. ولماولى عمر بن الخطاب الخلافة، سير أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلىالمثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس بقس الناطف، واقتتلوا فاستشهد أبوعبيد، وجرح المثنى فمات من جراحته قبيل القادسية.
وكان كثير الإغارة على الفرس، فكانت الأخبار تأتي أبا بكر، فقال:من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ? فقال قيس بن عاصم: أما إنه غير خاملالذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنى بن حارثةالشيباني. ثم قدم بعد ذلك على أبي بكر فقال: ابعثني على قومي أقاتل بهم أهلفارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو. ففعل أبو بكر، وأقام المثنى يغير علىالسواد. ثم أرسل أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد، فأمده بخالد بنالوليد.
زهرة بن الحوية رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
قائد مقدمة الجيش في القادسية
زهرة بن حوية بن عبد الله بن قتادة بن مرثد بن معاوية بن قطن بن مالك بن أنزم بنجشم بن الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفده ملك هجر، فأسلم.
وكان على مقدمة جيش سعد في قتال الفرس. وقتل الجالينوس الفارسيبالقادسية وأخذ سبله، فبلغ ثمنه عشرة آلاف درهم، .وقتل زهرة بالقادسية، أخرجه أبو عمر هكذا.قال ابن الأثير : لم يقتل بالقادسية، وإنما بقي وعاش حتى كبر، وقتله شبيب بنيزيد الخارجي بسوق حكمة أيام الحجاج، قاله سيف والطبري والكلبي وابن حبيبوالدارقطني وغيرهم.
عبدالله بن المعتم رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
قائد ميمنة الجيش في القادسية
قال أبو أحمد العسكري: هو عبد الله بن المعتمر -يعني بالراء- لهصحبة، وقيل: المعتم: بغير راء، والله أعلم.
كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية، وسيًَّرهُ سعد بن أبي وقاص منالعراق إلى "تكريت"، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، وفيها جمع من الروموالعرب، ففتح "تكريت" وأرسل عبد الله بن المعتم ربعي بن الأفكل إلى "نينوى"و "الموصل"، ففتحهما. وجعل عبد الله على الموصل ربعي بن الأفكل، وعلى الخراجعرفجة بن هرثمة.
هذا قول ابن إسحاق. وقيل: إن الذي فتحها عتبة بن فرقد، أرسلهعمر بن الخطاب إلى "الموصل" ففتحها سنة عشرين. وقيل غير ذلك.
وكان عبد الله على مقدمة جيش سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن،هو وزهرة ابن الحوية.
النعمان بن مقرّن رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
أمير وفد المسلمين إلى كسرى قبل القادسية ،
وقائد معركة نهاوند (بعد القادسية)
نسبه :
هو النعمان بن مقرن. وقيل: النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ ... المزني. يكنى أباعمرو، وقيل: أبو حكيم، وكان معه لواء مزينة يوم فتح مكة.
اسلامه :
قال مصعب: هاجر النعمان بن مقرن ومعه سبعة إخوة له، وروي عنه أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأربعمائة راكب من مزينة.
وللنعمان ذكر كثير في فتوح العراق ، وأبلى بلاءًَ حسناًَ في معركة القادسية وكان على رأس الوفد المفاوض لكسرى قبل الحرب ، وهو الذي قدمبشيرا على عمر بفتح القادسية وهو الذي فتح أصبهان واستشهد بنهاوند وقصته في ذلك فيالبخاري مختصرة وعند الإسماعيلي مطولة ...
ولما ورد على عمر رضي الله عنه، اجتماع الفرس بنهاوند، كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ليسير ثلثاهم، وقال: لأستعملن عليهم رجلاً يكون لها. فخرج إلى المسجد، فرأى النعمان بن مقرن يصلي، فأمره بالمسير الى نهاوند والتقدم على الجيش في قتال الفرس،
عن معقل بن يسار ، قال النعمان بن مقرن : يا معشر المسلمين، شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم. فأمّن القوم، وقال: إذا هززت اللواء ثلاثاً، فاحملوا مع الثالثة، وإن قتلت فلا يلوي أحد على أحد. فلما هز اللواء الثالثة، حمل الناس معه، فقتل. وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم. ..
وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين،وكان قتل النعمان يوم جمعة. ولما جاء نعيه إلى عمر، خرج إلى الناس فنعاه إليهمعلى المنبر، ووضع يده على رأسه وبكى.
(ملاحظة : سوف ننشر تفاصيل معركة نهاوند قريبا إن شاء الله تعالى ..)
قال ابن مسعود ، رضي الله عنه : " إن للإيمان بيوتاً وللنفاق بيوتاً، وإن من بيوتالإيمان بيت ابن مقرن."
روى عن النعمان: معقل بن يسار، ومحمد بن سيرين، وأبو خالدالوالبي.
الأشعث بن قيس رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
شهد القادسية في ألفي يماني
كان من ضمن وفد المسلمين الى كسرى ..
نسبه :
الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعةبن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي. وكنيته: أبو محمد.
اسلامه :
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، سنة عشر من الهجرة في وفد كندة،وكانوا ستين راكباً فأسلموا، وقال الأشعث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنت منا،فقال: "نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا "، فكانالأشعث يقول: "لا أوتي بأحد ينفي قريشاً من النضر بن كنانة إلا جلدته".
قال ابن إسحاق : حدثني الزهري بن شهاب أن الأشعث بن قيس ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ثمانين راكباً من كندة ، فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسجده ، وقدرجلوا جممهم وتكحلوا ، وعليهم جبب الحبرة ، وقد كففوها بالحرير ، فلما دخلوا علىرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : ألم تسلموا ؟ قالوا : بلى ، قال : فمابال هذا الحرير في أعناقكم ؟ قال : فشقوه منها ، فألقوه .
عن عبد الرحمن بن علي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : "أشكر الناس لله أشكرهم للناس".
أمره عمر بن الخطاب بالسير الى القادسية لمساندة جيش سعد ، فجاءه على رأس جيش من الفي يماني ، وانتخبه سعد ليكون مع وفد الدعاة الى كسرى .. وقال بن حجر في كتاب الإصابة : شهد الأشعث اليرموك بالشام، ففقئت عينه، ثم سار إلى العراق فشهدالقادسية والمدائن، وجلولاء، ونهاوند، وسكن الكوفة وابتنى بها داراً، وشهد صفين مععلي، ...
وتوفي سنة اثنتين وأربعين، وقيل سنة أربعين ، وصلىعليه الحسن بن علي عليه السلام ، ...
رسل سعد ابن أبي وقاص إلىرستم:
1- ربعي بن عامر رضي الله عنه
هو ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو، صحابي جليل، قال الطبري كان عمر أمد به المثنى بن حارثة وكان من أشراف العربوللنجاشي الشاعر فيه مديح ، وهو أول رسول أرسله سعد الى رستم
وله ذكر أيضًا في غزوة نهاوند وكان ممن بنى فسطاطا لأمير تلك الغزوةالنعمان بن مقرن وولاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان وقد تقدم غير مرة أنهمكانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
2- حذيفة بن محصن رضي الله عنه
حذيفة بن محصن القلعاني ، صحابي جليل ، استعمله أبو بكر الصديق على عمان بعد عزل عكرمة بن أبي جهل ، فلميزل والياً عليها إلى أن توفي أبو بكر.
أخرجه أبو عمر، وضبطه فيما رأينا من النسخ، وهي في غاية الصحةبالقاف واللام والعين، وذكره الطبري فقال: حذيفة بن محصن الغلفاني،بالغين المعجمة واللام والفاء. وله في قتال الفرس آثار كثيرة، واستعمله عمر علىاليمامة
3- المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود .... بن قيس الثقفي أبوعيسى أو أبو محمد وقال الطبري : المغيرة بن شعبة، صحابي جليل يكنى أبا عبد الله ،... وكان من دهاة العرب ، وقد قيل : ( القضاةأربعـة : عمر وعليّ وابـن مسعود وأبو موسى الأشعري ، والدُّهاة أربعـة : معاويةوعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد بن ابيه ).
أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدهاوبيعة الرضوان وله فيها ذكر قال الطبري: بعثه أبو بكر الصديق إلى أهل النجير وأصيبت عينه باليرموك ثم كان رسول سعد إلىرستم وفي صحيح البخاري في قصة النعمان بن مقرن في قتال الفرس أنه كان رسول النعمانإلى أمير الفرس وشهد تلك الفتوح ...
وقال البغوي حدثني حمزة بن مالك الأسلمي حدثني عمي شيبان بن حمزة عن دويد عن المطلببن حنطب قال قال المغيرة: أنا أول من رشا في الإسلام جئت إلى يرفأ حاجب عمر وكنتأجالسه فقلت له خذ هذه العمامة فالبسها فإن عندي أختها ، فكان يأنس بي ويأذن لي أنأجلس من داخل الباب فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمر المار فيقول إن للمغيرة عند عمرمنزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد ...وأخرج البغوي من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال استعمل عمر المغيرةعلى البحرين فكرهوه وشكوا منه فعزله فخافوا أن يعيده عليهم فجمعوا مائة ألف فأحضرهاالدهقان إلى عمر فقال إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي فدعاه فسأله فقال كذب إنماكانت مائتي ألف فقال وما حملك على ذلك قال كثرة العيال فسقط في يد الدهقان فحلفوأكد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا ولا كثيرًا فقال عمر للمغيرة ما حمل على هذاقال إنه افترى علي فأردت أن أخزيه ...
وولاه عمر البصرة ففتحميسان وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله ... قال البغوي كانأول من وضع ديوان البصرة وقال بن حبان كان أول من سلم عليه بالإمرة ثم ولاه عمرالكوفة وأقره عثمان ثم عزله فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين ثمبايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمر على إمرتها حتىمات سنة خمسين عند الأكثر ...
خالد بن عُرْفُطة رضي الله عنه
أمير معركة القادسية ( نيابة عن سعد )
هو خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي، ويقال: البكري، منبني ليث بن بكر بن عبد مناة،
ولاه سعد القتال يوم القادسية ، أخرج حديثه الترمذي بإسناد صحيح ... وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق وكتب إليه عمر يأمره أن يؤمّره ، واستخلفه سعد على الكوفة ونزلها ، وهو معدود في أهلها ...
روى عنه أبو عثمان النهدي، وعبد الله بن يسار، ومولاه مسلم. :
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده عن أبي يعلى الموصلي، حدثنا ابن نمير، أخبرنا محمد بن بشر، أخبرنا زكرياء بن أبي زائدة، أخبرنا خالد بن سلمة: أن مسلماً مولى خالد بن عرفطة حدثه
، عن خالد بن عرفطة: أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول:
"من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده منالنار".
وروى عفان عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي
، عنخالد بن عرفطة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
"يا خالد، إنها ستكون أحداث وفرقة واختلاف فإذا كان ذلك، فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل ".
توفي بالكوفة سنة ستين، وقيل: سنة إحدى وستين، عام قتل الحسين بنعلي رضي الله عنه . .
يتبع /
مناقب أبطال القادسية - 2
المصادر
-------
عدة مصادر تاريخية أهمها :
- أسد الغابة في معرفة الصحابة ، لابن الاثير
- الاصابة في تمييز الصحابة ، لآبن حجر
- صفة الصفوة ، لابن الجوزي
</B>
(1)
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
أمير جيش القادسية
وصفه عبدالرحمن بن عوف : الأسد في براثنه
نسبه :
هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن وهيب وقيل: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وقيل: حمنة بنت أبي سفيان بن أمية.
اسلامه :
أسلم وعمره سبع عشرة سنة.روي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين أخبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفي وهو عنهم راض.
شهد بدراً وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبلى يوم أحدٍِ بلاءًَ عظيماً، واستعمله عمر رضي الله عنه، على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس، وهو كان أميراً للجند الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق، وهو الذي بنى الكوفة، وولي العراق، ثم عزله، فلما حضرت عمر الوفاة جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولي سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، فولاه عثمان الكوفة .
أول من رمى بسهم في الاسلام
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بن معد، قال: أخبرنا أبو عليقراءة عليه، وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو محمدعبد الله بن جعفر الجابري، أخبرنا محمد بن أحمد بن المثنى، أخبرنا جعفر بن عوف،أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد -
عن قيس قال: سمعت سعد يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، والله إن كنا لنغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة (1) وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ماله خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعززني على الدين، لقد خبت إذاً وضل عملي، وكان ناس من أهل الكوفة شكوه إلى عمر بن الخطاب، فعزله عن الكوفة، وكان أكثرهم شكوى منه رجل من بني أسد.
وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بنبكير-
عن ابن إسحاق قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلّوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعدٌ رجلاً من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام.
الرسول صلى الله عليه وسلم يفاخر بسعد
ويفديه بأبويه ويدعو له ، وفيه نزلت آية ...
وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران وغير واحد، بإسنادهمإلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو كريب، وأبو سعيد الأشج قالا: أخبرناأبو أمامة، عن مجالد، عن عامر -
عن جابر، قال: أقبل سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : "هذا خالي فليرني امرؤ خاله"،.
قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا الحسن بن الصباح البزار أخبرناسفيان بن عيينة عن علي بن زيد ويحيى بن سعيد، سمعا ابن المسيب يقول: وفي رواية البخاري حدثنا ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن شداد عن علي رضي الله عنه :
قال علي بن أبي طالب عليه السلام ، : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد :
" يا سعد ، ارم فداك أبي وأمي، ارم أيها الغلام الحزور".
وفي رواية أخرى للبخاري عن ابن هاشم السعدي :
عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن ابي وقاص يقول : نثل لي النبي كنانته يوم أحدٍِ فقال :
" إرم فداك ابي وأمي ."
قال الزهري: رمى سعد يوم أحدٍِ ألف سهم.
أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورةقال: حدثنا رجاء بن محمد العدوي، أخبرنا جعفر بن عوف، عن إسماعيل بن أبي خالد-
عن قيس بن أبي حازم، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال:
" اللهم استجب لسعد إذا دعاك ".
وكان لا يدعو إلا استجيب له، وكان الناس يعلمون ذلك منهويخافون دعاءه.
وروى داود ابن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي
قال سعد بن أبي وقاص: نزلت هذه الآية في:
" {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِعِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَامَعْرُوفًا}."
قال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمتُ قالت: يا سعد، ما هذاالدين الذي أحدثت ؟ ، لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي .فقال: لا تفعلي يا أمّه، فإني لا أدع ديني، قال: فمكثت يوماً وليلة لا تأكل،فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفساً نفساً، ما تركتديني هذا الشيء. فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال أبو المنهال: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب عن خبر سعدبن أبي وقاص فقال: متواضع في خبائه، عربي في نمرته، أسد في تاموره (2) يعدل فيالقضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إليناحقنا نقل الذرة
وروى سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أحاديث كثيرة، وروى عنه ابنعمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة، وبنو عامر، ومصعب، ومحمد،وإبراهيم، وعائشة أولاد سعد، وابن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.
وتوفي سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين، وقيل : ثمان وخمسين ، توفي بالعقيق على سبعة أميال من المدينة، فحمل على أعناق الرجالإلى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم .
(1) الحبلة: ثمر السمر، وقيل:ثمر العضاه، يشبه اللوبياء.
(2) التامور: عرين الأسد. وهو بيته الذي يأوي إليه.
المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
أميرالجند في العراق قبل القادسية
نسبه
المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بنثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي الشيباني.
اسلامه :
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ، سنة تسع، مع وفد قومه. وسيرهأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، في صدر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد. وكان شهماًشجاعاً ميمون النقيبة حسن الرأي، أبلى في قتال الفرس بلاءً لم يبلغه أحد. ولماولى عمر بن الخطاب الخلافة، سير أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلىالمثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس بقس الناطف، واقتتلوا فاستشهد أبوعبيد، وجرح المثنى فمات من جراحته قبيل القادسية.
وكان كثير الإغارة على الفرس، فكانت الأخبار تأتي أبا بكر، فقال:من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ? فقال قيس بن عاصم: أما إنه غير خاملالذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنى بن حارثةالشيباني. ثم قدم بعد ذلك على أبي بكر فقال: ابعثني على قومي أقاتل بهم أهلفارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو. ففعل أبو بكر، وأقام المثنى يغير علىالسواد. ثم أرسل أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد، فأمده بخالد بنالوليد.
زهرة بن الحوية رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
قائد مقدمة الجيش في القادسية
زهرة بن حوية بن عبد الله بن قتادة بن مرثد بن معاوية بن قطن بن مالك بن أنزم بنجشم بن الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفده ملك هجر، فأسلم.
وكان على مقدمة جيش سعد في قتال الفرس. وقتل الجالينوس الفارسيبالقادسية وأخذ سبله، فبلغ ثمنه عشرة آلاف درهم، .وقتل زهرة بالقادسية، أخرجه أبو عمر هكذا.قال ابن الأثير : لم يقتل بالقادسية، وإنما بقي وعاش حتى كبر، وقتله شبيب بنيزيد الخارجي بسوق حكمة أيام الحجاج، قاله سيف والطبري والكلبي وابن حبيبوالدارقطني وغيرهم.
عبدالله بن المعتم رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
قائد ميمنة الجيش في القادسية
قال أبو أحمد العسكري: هو عبد الله بن المعتمر -يعني بالراء- لهصحبة، وقيل: المعتم: بغير راء، والله أعلم.
كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية، وسيًَّرهُ سعد بن أبي وقاص منالعراق إلى "تكريت"، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، وفيها جمع من الروموالعرب، ففتح "تكريت" وأرسل عبد الله بن المعتم ربعي بن الأفكل إلى "نينوى"و "الموصل"، ففتحهما. وجعل عبد الله على الموصل ربعي بن الأفكل، وعلى الخراجعرفجة بن هرثمة.
هذا قول ابن إسحاق. وقيل: إن الذي فتحها عتبة بن فرقد، أرسلهعمر بن الخطاب إلى "الموصل" ففتحها سنة عشرين. وقيل غير ذلك.
وكان عبد الله على مقدمة جيش سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن،هو وزهرة ابن الحوية.
النعمان بن مقرّن رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
أمير وفد المسلمين إلى كسرى قبل القادسية ،
وقائد معركة نهاوند (بعد القادسية)
نسبه :
هو النعمان بن مقرن. وقيل: النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ ... المزني. يكنى أباعمرو، وقيل: أبو حكيم، وكان معه لواء مزينة يوم فتح مكة.
اسلامه :
قال مصعب: هاجر النعمان بن مقرن ومعه سبعة إخوة له، وروي عنه أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأربعمائة راكب من مزينة.
وللنعمان ذكر كثير في فتوح العراق ، وأبلى بلاءًَ حسناًَ في معركة القادسية وكان على رأس الوفد المفاوض لكسرى قبل الحرب ، وهو الذي قدمبشيرا على عمر بفتح القادسية وهو الذي فتح أصبهان واستشهد بنهاوند وقصته في ذلك فيالبخاري مختصرة وعند الإسماعيلي مطولة ...
ولما ورد على عمر رضي الله عنه، اجتماع الفرس بنهاوند، كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ليسير ثلثاهم، وقال: لأستعملن عليهم رجلاً يكون لها. فخرج إلى المسجد، فرأى النعمان بن مقرن يصلي، فأمره بالمسير الى نهاوند والتقدم على الجيش في قتال الفرس،
عن معقل بن يسار ، قال النعمان بن مقرن : يا معشر المسلمين، شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم. فأمّن القوم، وقال: إذا هززت اللواء ثلاثاً، فاحملوا مع الثالثة، وإن قتلت فلا يلوي أحد على أحد. فلما هز اللواء الثالثة، حمل الناس معه، فقتل. وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم. ..
وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين،وكان قتل النعمان يوم جمعة. ولما جاء نعيه إلى عمر، خرج إلى الناس فنعاه إليهمعلى المنبر، ووضع يده على رأسه وبكى.
(ملاحظة : سوف ننشر تفاصيل معركة نهاوند قريبا إن شاء الله تعالى ..)
قال ابن مسعود ، رضي الله عنه : " إن للإيمان بيوتاً وللنفاق بيوتاً، وإن من بيوتالإيمان بيت ابن مقرن."
روى عن النعمان: معقل بن يسار، ومحمد بن سيرين، وأبو خالدالوالبي.
الأشعث بن قيس رضي الله عنه
سيد من سادات العرب
شهد القادسية في ألفي يماني
كان من ضمن وفد المسلمين الى كسرى ..
نسبه :
الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعةبن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي. وكنيته: أبو محمد.
اسلامه :
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، سنة عشر من الهجرة في وفد كندة،وكانوا ستين راكباً فأسلموا، وقال الأشعث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنت منا،فقال: "نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا "، فكانالأشعث يقول: "لا أوتي بأحد ينفي قريشاً من النضر بن كنانة إلا جلدته".
قال ابن إسحاق : حدثني الزهري بن شهاب أن الأشعث بن قيس ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ثمانين راكباً من كندة ، فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسجده ، وقدرجلوا جممهم وتكحلوا ، وعليهم جبب الحبرة ، وقد كففوها بالحرير ، فلما دخلوا علىرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : ألم تسلموا ؟ قالوا : بلى ، قال : فمابال هذا الحرير في أعناقكم ؟ قال : فشقوه منها ، فألقوه .
عن عبد الرحمن بن علي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : "أشكر الناس لله أشكرهم للناس".
أمره عمر بن الخطاب بالسير الى القادسية لمساندة جيش سعد ، فجاءه على رأس جيش من الفي يماني ، وانتخبه سعد ليكون مع وفد الدعاة الى كسرى .. وقال بن حجر في كتاب الإصابة : شهد الأشعث اليرموك بالشام، ففقئت عينه، ثم سار إلى العراق فشهدالقادسية والمدائن، وجلولاء، ونهاوند، وسكن الكوفة وابتنى بها داراً، وشهد صفين مععلي، ...
وتوفي سنة اثنتين وأربعين، وقيل سنة أربعين ، وصلىعليه الحسن بن علي عليه السلام ، ...
رسل سعد ابن أبي وقاص إلىرستم:
1- ربعي بن عامر رضي الله عنه
هو ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو، صحابي جليل، قال الطبري كان عمر أمد به المثنى بن حارثة وكان من أشراف العربوللنجاشي الشاعر فيه مديح ، وهو أول رسول أرسله سعد الى رستم
وله ذكر أيضًا في غزوة نهاوند وكان ممن بنى فسطاطا لأمير تلك الغزوةالنعمان بن مقرن وولاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان وقد تقدم غير مرة أنهمكانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
2- حذيفة بن محصن رضي الله عنه
حذيفة بن محصن القلعاني ، صحابي جليل ، استعمله أبو بكر الصديق على عمان بعد عزل عكرمة بن أبي جهل ، فلميزل والياً عليها إلى أن توفي أبو بكر.
أخرجه أبو عمر، وضبطه فيما رأينا من النسخ، وهي في غاية الصحةبالقاف واللام والعين، وذكره الطبري فقال: حذيفة بن محصن الغلفاني،بالغين المعجمة واللام والفاء. وله في قتال الفرس آثار كثيرة، واستعمله عمر علىاليمامة
3- المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود .... بن قيس الثقفي أبوعيسى أو أبو محمد وقال الطبري : المغيرة بن شعبة، صحابي جليل يكنى أبا عبد الله ،... وكان من دهاة العرب ، وقد قيل : ( القضاةأربعـة : عمر وعليّ وابـن مسعود وأبو موسى الأشعري ، والدُّهاة أربعـة : معاويةوعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد بن ابيه ).
أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدهاوبيعة الرضوان وله فيها ذكر قال الطبري: بعثه أبو بكر الصديق إلى أهل النجير وأصيبت عينه باليرموك ثم كان رسول سعد إلىرستم وفي صحيح البخاري في قصة النعمان بن مقرن في قتال الفرس أنه كان رسول النعمانإلى أمير الفرس وشهد تلك الفتوح ...
وقال البغوي حدثني حمزة بن مالك الأسلمي حدثني عمي شيبان بن حمزة عن دويد عن المطلببن حنطب قال قال المغيرة: أنا أول من رشا في الإسلام جئت إلى يرفأ حاجب عمر وكنتأجالسه فقلت له خذ هذه العمامة فالبسها فإن عندي أختها ، فكان يأنس بي ويأذن لي أنأجلس من داخل الباب فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمر المار فيقول إن للمغيرة عند عمرمنزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد ...وأخرج البغوي من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال استعمل عمر المغيرةعلى البحرين فكرهوه وشكوا منه فعزله فخافوا أن يعيده عليهم فجمعوا مائة ألف فأحضرهاالدهقان إلى عمر فقال إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي فدعاه فسأله فقال كذب إنماكانت مائتي ألف فقال وما حملك على ذلك قال كثرة العيال فسقط في يد الدهقان فحلفوأكد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا ولا كثيرًا فقال عمر للمغيرة ما حمل على هذاقال إنه افترى علي فأردت أن أخزيه ...
وولاه عمر البصرة ففتحميسان وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله ... قال البغوي كانأول من وضع ديوان البصرة وقال بن حبان كان أول من سلم عليه بالإمرة ثم ولاه عمرالكوفة وأقره عثمان ثم عزله فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين ثمبايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمر على إمرتها حتىمات سنة خمسين عند الأكثر ...
خالد بن عُرْفُطة رضي الله عنه
أمير معركة القادسية ( نيابة عن سعد )
هو خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي، ويقال: البكري، منبني ليث بن بكر بن عبد مناة،
ولاه سعد القتال يوم القادسية ، أخرج حديثه الترمذي بإسناد صحيح ... وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق وكتب إليه عمر يأمره أن يؤمّره ، واستخلفه سعد على الكوفة ونزلها ، وهو معدود في أهلها ...
روى عنه أبو عثمان النهدي، وعبد الله بن يسار، ومولاه مسلم. :
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده عن أبي يعلى الموصلي، حدثنا ابن نمير، أخبرنا محمد بن بشر، أخبرنا زكرياء بن أبي زائدة، أخبرنا خالد بن سلمة: أن مسلماً مولى خالد بن عرفطة حدثه
، عن خالد بن عرفطة: أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول:
"من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده منالنار".
وروى عفان عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي
، عنخالد بن عرفطة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
"يا خالد، إنها ستكون أحداث وفرقة واختلاف فإذا كان ذلك، فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل ".
توفي بالكوفة سنة ستين، وقيل: سنة إحدى وستين، عام قتل الحسين بنعلي رضي الله عنه . .
يتبع /
مناقب أبطال القادسية - 2
المصادر
-------
عدة مصادر تاريخية أهمها :
- أسد الغابة في معرفة الصحابة ، لابن الاثير
- الاصابة في تمييز الصحابة ، لآبن حجر
- صفة الصفوة ، لابن الجوزي
</B>