المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نكبة فلسطين قسطرة قلوبنا !!



د. حسين المناصرة
15/05/2008, 12:25 AM
نكبة فلسطين قسطرة قلوبنا !!


بقلم : د. حسين المناصرة



في نكبة فلسطين ... تكمن قسطرة قلوبنا ؛ حيث لا يكون للحياة أيّ معنى ما لم تكن هذه النكبة الفاجعة قسطرة شرايين قلوب أهلها الفلسطينيين أبناء كنعان العربي ... وما لم تكن نكبة فلسطين جلطات متتابعة في شرايين بل مجاري الكيان الصهيوني الغاصب منبع الأوبئة والإجرام !!

كل خراب لا بدّ من أن يصدر عن هذا الكيان الصهيوني الغاصب!!فخرابه منتج قتامة صدر عنصري مجرم . كان إجرام هذا الكيان في المؤامرات والمجازر التي مارستها عصاباته الصهيونية الإرهابية العنصرية النازية سبيلهم الوحيد إلى احتلال فلسطين وقتل كثير من أهلها ، لا تشريدهم فحسب . وسيعمل هذه الكيان الغاصب يومياً بكلّ جهوده التآمرية المجرمة من أجل جيتوية دويلته البقيّة (من البق ) تحت شعار يهودية دويلة صهيوأمريكية عنصرية!!

تأكدوا جيداً ، أنتم أيها الغزاة المغتصبون ... أنَّ غرابيل صهيونيتكم المتهتكة لن تحجب الشمس الفلسطينية ، ولن توقفوا قافلة الوطن الفلسطيني بنباح طائراتكم ومدرعاتكم التي تجتاح طفولتنا ، ولن يضيع حقنا مهما طال زمنكم المزور والغادر ، ولن تعشق فلسطين غير أبنائها الشرعيين؛ أي نحن وحدنا، وستتقيأ فلسطين غزواتِكم ومستوطناتِكم وجدرانَكم كما تقيّأت قبلكم جحافل الرومان ، والتتار، والصليبيين ...!!

عن أي استقلال واهم هش ومبتذل تتحدثون ، وأيضاً تحتفلون ، وتستقبلون تبريكات أذنابكم وخطابات غربانهم ...!! هل بإمكان "بوش" الذي انتهت صلاحية فساده وإفساده ، أن يغيّر الحقائق المطلقة ؛ وأولاها حقيقة أن هؤلاء الصهاينة أسياده ، مجرد غزاة وقراصنة وقطاع طرق وقلوب ممتلئة بالضغائن والأحقاد والسواد والانعزال ؟!!

فلسطين هي ماضينا ومستقبلنا ، وليس هذا الحاضر ؛ حيث أنتم رمز للهيمنة والإجرام الصهيونيين إلا غثاء سيل منتن لن يطول ؛ وإن طال فالسبب بكل تأكيد ناتج عن ضعفنا الذي لن يدوم، لا عن قوة هذا الكيان الغاصب الذي يتصارخ بالزوال كنعيق الغربان فوق جيف مستوطناته، تحوّطتها ضباع ؛ فالجيف هي أفكاركم السوداء ، والضباع هي بروتوكولاتكم التخريفية، وأرضنا... ستبقى وطننا العربي.. وحاضرنا الإنساني.. ولن يضيرها أن تقبع فوقها جيف الفطائس ( أي أنتم) إلى حين !!

يا يأيها الأقصى الذي تباركتَ وما حولك ، ها أنت ترتوي من دماء الشهداء ، ودموع اليتامى،وعرق الأسرى ... قل لهم :عن أي زمن لهيكل خرافي مبتذل يتحدث أولئك الغزاة؟! وبأي تاريخ وهمي هؤلاء يحتفلون ؟! وهل يافا ، وحيفا ، والجليل ، والكرمل ستقبل يوماً أن تعشش بها العناكب إلى الأبد ...؟! ألا إن بيوتهم لأوهى من بيوت العنكبوت ...!! وألا إنهم لأحرص الناس على أية حياة ...!! فبشرهم يا سيد الأماكن المقدسة أن الستين عاماً التي مرّت عليهم دهوراً قاسية جرداء مدججين بكل سلاح الخوف عندما يعتري اللصوص... أنها لا تعدّ عندنا أكثر من عدة أيام إن لم تكن ساعات... بل إنّ نكبتنا كأنها حدثت بالأمس... فهللوا لموتكم ... وزغردوا لنعوشكم الغريبة تتصارخ فوقها هامات أساطيركم...!!

فبأي وطن هباء تحتفلون...؟!ارقصوا الآن رقصات الديكة في حلبات الموت ... وابنوا جدرانكم المتعالية في الرعب والمهانة ، وغضّوا الطرف عن حكمة "ديفد وايس"، وهو يدعوكم إلى أن ترحلوا باختياركم!! كيف لأمثالكم أن يصدقوا أن لا دولة لكم في ثنايا ترابنا النابض بحياتنا ، حيث يعيش فيه وطننا ـ وتنبض فيه روح فلسطين نبض حمرة شقائق النعمان!!

في كل لحظة تأتي ستعلن فلسطين في وجوهكم: أنها مقبرة للغزاة والمجرمين أمثالكم...فتمتعوا بضلالكم إلى حين !!!

هذا جدي كنعان، يولد في كل قطرة من زيت الزيتون ، وهذه أمي دليلة الفلسطينية تولد في كل حبة تين نعيمي ، و هذا أبي لخمي عربي من بني قحطان يتعالى شامخاً كدالية أرخت قطوفها تعانق تضاريس وطن مبارك... أسري إليه نبيّنا محمد – صلى الله عليه وسلم - فكان معراجه آية كبرى؛ تحتضن أرضي ووطني في شرايين قلبي الضاجّ بعودة نبيّنا المسيح عليه السلام!!

يا أيها التتار الجدد ، يا أحفاد هتلر وموسليني، يا أيها النَّوَر والغجر والغرباء ، احملوا تواريخكم المزيفة المطرزة بالعار والخزي، ودباباتكم المجنزرة قاتلة الأطفال، وغادروا عبر المتاهات وأنفاق الموت إلى حيث ألقت نفاياتها ... فلا أرض لكم هنا...ولا وطن يأويكم في حشاشة صدرنا فلسطين !! فبأي شيء تتمسكون ؟! وبأي تاريخ للعار تحتفلون ...؟! وبأي الخزعبلات تتماضغون أو تتعالكون وتتآمرون؟!!

يا أيها الوطن الساكن في قلوبنا ... قسْطِر شراييننا بعبير ريحانك، ورمّم مفاتيح بيوتنا العتيقة بمياه عينيك ، وبلسم قصائدنا بلون التراب ، وارو شرفات أحلامنا بوهج أنّ الوطن لن يهجع تحت حوافر الغزاة !!

وَهِاهِ.. ثم هَاهِ.. لقوافل لغتنا عندما تكون أغنية تلتحم برصاصة الحياة ؛ فلا شيء أعظم من أن نعيش حضناً يحوي أرضاً تحرق مغتصبيها وسدنة الموت فيها ... حينئذ سيصرخ الشجر ... ويصرخ الحجر: يا أيها الفلسطيني ، يا سيد الفضيلة والحكمة المديدة ، يا ابن هذا التراب الطاهر ، ها هو عدوّك ...سارق بسمة أطفالك وخبز جياعك ... وسيّد الحصارات كلّها... وكاهن الإجرام حيث وجد وأنتن...ها هو جرذ مهزوز ، أنهكته مخالب قط يلعب في عبه... ينحشر خلفي ...صدقوني .. إن شجر الغرقد أسطورتكم الباهتة، لن يحميكم من خوفكم وعاركم وإجرامكم بعد انفجار فسادكم واحتراق خرافاتكم في وطن هو لنا وحدنا ، ولن تكونوا فيه أكثر من غزاة مغتصبين وهمجيين ومجرمي حرب...وقردة وخنازير!!!