المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى لا تبقى بيروت حبيسة الطائفية والمذهبية!!



الدكتور أسعد الدندشلي
15/05/2008, 07:59 AM
حتى لا تبقى بيروت والمناطق اللبنانية حبيسة الطائفية والمذهبية !!

مرة أخرى أعاد الفرقاء السياسيون لبنان ومواطنيهم إلى حلبة التجاذبات، وكأنما المطلوب أن نشهد فصلا آخرا من فصول المسرحية الماراتونية الطويلة والطويلة جدا بين الموالاة والمعارضة، على الرغم من كون الفصل الذي خرجنا منه للتو لا يزال يقبض على أنفاسنا، من شدة المشاهد التي تتالت من اشتباكات مسلحة سقط خلالها قتلى وجرحى، اشتباكات لم تصل في حدتها لأتون الحرب الأهلية، لكنها استعارت بعض ألهبتها وجمراتها التي كادت أن تفتح باب الجحيم لما رافقها من عمليات خطف وإعدام وتصفيات جسدية، وحصار وتسعير مذهبي طائفي خرج من الصدور هذه المرة ليصطف في الشوارع وليتمترس في الأزقة وأحياء المدن وحارات القرى والطرقات، وليجتاز بيروت إلى الجبل إلى الجنوب إلى البقاع وليتخندق في الساحة الشمالية، لاعتبارات شديدة الحساسية ...
مفردات كثيرة استعملها الفريقان، وتوزعت حدة نبراتها حسب الوقائع الميدانية العسكرية تارة، وحسب جرعات الدعم الخارجية تارة أخرى، لكنها جميعها لم تثمر عن نهاية حاسمة أو قاطعة لهذا الفريق أو ذاك، فالموالاة استمرت بين المد والجذر تخف نبرتها وتعلو، في حين المعارضة أرادت أن يكون ما بعد قراري حكومة السنيورة غير ما كان قبله، لكن السراي بقيت هي السراي بطاقمها والحل ما يزال حبيس المبادرات العربية وأيا تكن النتيجة سواء في بيروت أو في الدوحة، مع الإشارة إلى أن قبول الحكومة بالتراجع عن قراريها المشؤومين إن حصل بين يدي الوفد الوزاري العربي أو لم يحصل فإنه لم يوصل الفريقين إلى طموحاتهما، بل إنه سيكون مجرد قبول منهما بالممكن المتاح مادام الجيش اللبناني يقدر أن يفصل بينهما برضاهما إلى حين موعد الإنتخابات النيابية القادمة وهذه الفترة ليست أكثر من هدنة مؤقتة ، ستكون حافلة بالنشاط للفريقين على صعيد تجهيز قدراتهما، لا يغيب بالطبع خلالها مراجعة كشوفاتها للوقوف على محصلة خبايا عمل سنتين وأكثر من نوايا هذه القوى السياسية المتحالفة والمتخاصمة، ومن ثم الكشف عن تداعيات بواطن الأمور وما ظهر منها من قبل كل فريق بل وحالة كل طرف من أطراف الفريقين، فمستجدات الأسبوع الثاني من شهر أيار ستدفع بالسياسيين إلى صحوة قسرية، لكنها مع الأسف لن تكون صحوة وطنية بقدر ماهي صحوة مذهبية سنية شيعية درزية علوية ترافقها صحوة مسيحية قسرية طائفية تقتضي إجراء عملية حسابية دقيقة، ستنهك فريق الموالاة، وربما ستؤثر على إعادة فرز جديدة في تحالفات قوى الرابع عشر من آذار، كما وأنها في المقابل ستفرض على قوى المعارضة حالة تكتيكية وربما استراتيجية صعبة تجعلها عاجزة عن استيعاب تداعيات المرحلة الراهنة أو حتى الفترة القليلة المقبلة، فإذا كانت قوى المعارضة تنفذ برأي الموالاة مشروعا يوصل إيران إلى البحر الأبيض المتوسط ويضعها على حدود إسرائيل ويعيد سورية إلى لبنان ... فإن الموالاة برأي المعارضة صاروا طرفا سعوديا ملتزما أشد الإلتزام بالمصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة...
وعليه فإن عودة الصراع العربي العربي بأفرقاء لبنانيين بات قاب قوسين أو أدنى على الساحة اللبنانية، فلم تعد سورية وحدها المتهمة بالتدخل في ما يجري على الساحة اللبنانية بل أن السعودية هي الأخرى دخلت حلبة الصراع اللبناني ، كما وأن إيران وإسرائيل معنيتان بالصراع كونه صراعا استراتيجيا اقليميا في نهاية الأمر وستقوم الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي حكما بتدويل هذا الصراع كونه مسألة أمنية حيوية لا يمكن السكوت عنها! ولا ندري إن كانت روسيا أو الصين أو دولة جنوب أفريقيا أو دولة أنتيغوا سينخرطون في الصراع أيضا لأن التهافت الدولي على لبنان بات مثيرا للجدل الكوني حقا، ويثير حفيظة العالم قاطبة أكثر مما هو عليه حال العراق السابح في دم بنيه، أوحال المأساة الفلسطينية المستمرة منذ ستين عاما، أوحال الفقر وموت الآلاف من الجوع والأوبئة في أفريقيا!
لقد كثرت فرضيات السياسيين اللبنانيين، وولّدت مخيلاتهم الكثير من المشاريع والتصورات والأوهام، وتقاطروا في أحلاف، واشتبكوا في جولات عسكرية وخاضوا حروبا طويلة فيما بينهم، فلم يكرس التاريخ واحدا منهم منتصرا أو بطلا وطنيا، بل أكثر ما نالوه أنهم ما يزالون في ذاكرة التاريخ حفنة من القبضايات الطائفيين والمذهبيين القتلة الذين أدخلوا لبنان في أتون حرب طائفية مذهبية وأنهم أوغلوا في صناعة المذهبية والطائفية وما يزالون يحقنون مناصريهم وأطياف الشعب اللبناني حتى صار الكيان اللبناني كيانا طائفيا أكثر مما هو وطنيا، وحتى صارت بيروت سنية أكثر مما هي عاصمة الوطن الواحد، وحتى صار الجنوب شيعيا أكثر مما هو مقاومة، وحتى صار الجبل درزيا أكثر مما هو ثوريا، وحتى صار المقلب الثاني من جبل لبنان تزمتيا مارونيا أكثر مما هو تعايشيا وحتى صارالشمال وعكار أكثر انعزاليا مما كان خزانا بشريا ورافدا وطنيا...
وإن أشد ما نخشاه أن تدفع المكابرة والمعاندة التي تعودنا فيها خلال السنوات الثلاث المنصرمة إقدام القادة المعنيين على مزيد من المواقف والقرارات والتصرفات التي من شأنها أن تزيد الساحة اللبنانية أكثر تعقيدا تحت شعار الإندفاع لتحسين شروطها وموقعها أمام الفريق الآخر في حال حوار يجمعهما إلى بعضهما البعض، لأنه لا بد من ذلك في نهاية الأمر وفي نهاية الحرب مهما كانت ومهما طالت ومهما التهمت....
إن الأزمة الحقيقة التي يعيشها اللبنانيون وسبق أن عاشوها وسيبقون إلى ما شاء الله تكمن في المأزق الذي حشرتهم فيه قياداتهم التي تتخلى عند أقرب فرصة سانحة عن الضوابط والمبادىء الوطنية ومصلحة الوطن العليا ليصيروا بقدرة قادر وسحر ساحر رجال دين أتقياء لإفراغ غرائزهم الطائفية والمذهبية الحاقدة دفاعا عن مصالحهم لا مصالح الوطن، واستماتة عن مكاسبهم وليس استشهادا في سبيل الوطن...
لقد آن الآوان لأن يدرك اللبنانيون أنه لا يمكن أن ينهض لبنان وطنا بمقولات هؤلاء السماسرة من السياسيين، وأن الإحتقان المذهبي والطائفي المبرمج لا يمكن أن يصنع لهم وطنا بين شعوب العالم، بل أنه يصنع منهم أشلاء في مجزرة ووقودا لمحرقة!

حازم طلبة
15/05/2008, 10:40 AM
اتضح للجميع الآن : أن حزب الله ينفذ أجندة مدروسة ومخطط لها تخطيطا جيدا بتحالف إيرانى سورى إسرائيلى ،، لعمل المسرحية السابقة لحشد الناس حول حزب الله المقاوم البطل الذى سوف يزيل إسرائيل من على الخريطة . ونشر التشيع بين المسلمين .
أنا شخصيا أعتمد على هذا الوقع الإخبارى ، وأعتقد فى مصداقيته
http://www.islammemo.cc/2008/05/15/63903.html
http://www.islammemo.cc/2008/05/15/63904.html

لا أعز الله الحكومات المتخاذلة عن نصرة الحق