المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي.



ميلود حميدات
18/05/2008, 12:25 PM
تحليل النفس في التراث العربي الإسلامي. الغزالي نموذجا.
لقد اهتم الفلاسفة المسلمون بالنفس وأمراضها، وبرزوا في تشخيص أحوالها، ووصف علاجها، واشتهر منهم الكثير في ذلك. ومن الذين تميزوا بالأصالة في الموضوع والمنهج، الشيخ أبو حامد الغزالي. الذي تميزت نظرته إلى النفس عن فلاسفة اليونان، ومن تبعهم من فلاسفة الإسلام.
وقد ظهر ذلك التميز في أنه يستمد أسس فلسفته النفسية من الإسلام، ومن تجربته الذاتية في التصوف.
يتكلم الغزالي عن النفس في ثلاث صور مختلفة تشبه إلى حد كبير التقسيم الثلاثي للأنا الذي قال به (سيغموند فرويد ) الذي يحدد الجهاز النفسي كالأتي: الأنا: ويمثل الشخصية الواقعية المهذبة اجتماعيا، والتي تسعى إلى التوافق والتكيف.
الهو: الرغبات والغرائز الداخلية اللاشعورية التي تسعى إلى اللذة والإشباع.
الأنا الأعلى: ويمثل أوامر ونواهي المجتمع الأخلاقية، أو جانب الضمير في الشخصية.
أما(الغزالي) فقد قسّم النفس إلى ثلاثة أقسام قبل( فرويد) بقرون، وإن كان التشابه موجود بين طبيعة كل قسم عندهما.
إذ يجعل (الغزالي) من النفس: « إذا سكنت تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت النفس المطمئنة...وإذا لم يتم سكونها، ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية، ومعترضة عليها سميت النفس اللّوامة، لأنها تلوم صاحبها عند تقصيره.. وإن تركت الاعتراض وأذعنت، وأطاعت لمقتضى الشهوات، ودواعي الشيطان سميت النفس الأمارة بالسوء. »
وعليه نكون أمام ثلاثة أحوال للنفس:
1. النفس الشهوانية: سيطرة الأهواء، والغرائز والشهوات على العقل.
2. النفس اللّوامة: النفس المتوسطة بين صراع الأضداد، الشهوة والعقل.
3. النفس العاقلة: النفس المطمئنة بحكم العقل، وقمع الشهوات والتحكم فيها.
يتبع...

آداب عبد الهادي
05/06/2008, 03:03 PM
الأخ ميلود حميدات المحترم
شكراً لك ،إن ما تفضلت في تقديمه في غاية الاهمية ويرجى منك متابعة العرض شاكرين لك جهودك المبذولة سلفاً.

تحدث القدماء من العلماء والمفكرين عن الشخصية وعن طبيعة النفس وماهيتها ،لكن عندما جاء الإسلام كثر الحديث عن النفس وتم فصل النفس عن الروح وعن الجسد ليعتبر الفكر الإسلامي أن الشخصية مكونة من ثلاثة أقانيم هي النفس والروح والجسد ومن هنا بدا الباحثون في بداية الإسلام بالتحدث عن النفس وسبر أغوارها وقد ساعدهم القرآن بذلك إذا كشف في آياته الكريمة الكثير من خبايا النفس البشرية وأشكالها وانواعها ومن ثم بدا مفكرو العصر الإسلامي بوضع نظرياتهم الخاصة بالنفس والشخصية قبل الغرب بعشرات القرون.
كما أن كتب تحليل الشخصية وتحديداً تفسير الأحلام ومن خلال مقارنتي لها سواء الصادرة عن الفرنسيين أو الروس وحتى الإنكليز وجدت انها ذاتها التي قام ابن سيرين بوضعها طبعاً بعد التلاعب والتحوير وبإمكاني أن أضع هنا مختصراً عن المقارنة التي أجريتها.
لك التحية والاحترام

آداب عبد الهادي
05/06/2008, 03:03 PM
الأخ ميلود حميدات المحترم
شكراً لك ،إن ما تفضلت في تقديمه في غاية الاهمية ويرجى منك متابعة العرض شاكرين لك جهودك المبذولة سلفاً.

تحدث القدماء من العلماء والمفكرين عن الشخصية وعن طبيعة النفس وماهيتها ،لكن عندما جاء الإسلام كثر الحديث عن النفس وتم فصل النفس عن الروح وعن الجسد ليعتبر الفكر الإسلامي أن الشخصية مكونة من ثلاثة أقانيم هي النفس والروح والجسد ومن هنا بدا الباحثون في بداية الإسلام بالتحدث عن النفس وسبر أغوارها وقد ساعدهم القرآن بذلك إذا كشف في آياته الكريمة الكثير من خبايا النفس البشرية وأشكالها وانواعها ومن ثم بدا مفكرو العصر الإسلامي بوضع نظرياتهم الخاصة بالنفس والشخصية قبل الغرب بعشرات القرون.
كما أن كتب تحليل الشخصية وتحديداً تفسير الأحلام ومن خلال مقارنتي لها سواء الصادرة عن الفرنسيين أو الروس وحتى الإنكليز وجدت انها ذاتها التي قام ابن سيرين بوضعها طبعاً بعد التلاعب والتحوير وبإمكاني أن أضع هنا مختصراً عن المقارنة التي أجريتها.
لك التحية والاحترام

أشرف دسوقي علي
05/06/2008, 05:28 PM
يقول سقراط_الذي اتخذ شعارا وجده مكتوبا علي معبد دلفي "اعرف نفسك بنفسك"_و"ذلك أن معرفة الانسان لنفسه ليس معناها معرفته لجسمه, بل لذلك العنصر الالهي الذي يوجد في أعماق وجوده..ان حقيقة الانسان هي نفسه, وهذه الاخيرة تحتوي علي العقل الذي يطلق عليه سقراط أحيانا ظل الله " د.أحمد محمد عبد الخالق_أسس علم النفس _نجد أن سقراط لم يفصل بين الماهية الالهية والماهية الانسانية , فاذا عرفت نفسك , عرفت الاخر وعرفت الكون وعرفت ربك, لقد كانت هذه اشارة الي نوع من التكامل المعرفي الذي يتناول النفس الانسانية بشكل عام , ولم يكن الفلاسفة المسلمون بمعزل عن ذلك , بل كان تناولهم للنفس الانسانية أكثر وعيا من سالفيهم حيث أضافت لهم البلاغة العربية والبيئة الصحراوية الممتدة بصيرة مزدوجة , ثم جاء القران ثم الفتوح الاسلامية التي جعلت تجربتهم الانسانية عالمية , علاوة علي الاصول المتباينة التي انحدروا منها , فكان منهم علي سبيل المثال لا الحصر الفارابي , وابن سينا والغزالي , وابن رشد وابن خلدون , ونجد انهم استفادوا من العلم القراني خاصة في توصيف النفس وصفاتها وأحوالها , والامراض النفسية والعقلية والقلبية , ولاشك أن علم النفس اليوناني كان يمثل _علي الاقل _ المرجعية والمنهج الذي انطلقوا من خلاله , ثم شرحوه , وتجاوزوه في بعض الاحيان ! ..لقد قسم الفارابي قوي النفس الي قسمين: "أحدهما موكل بالعمل والاخر موكل بالادراك, وقوي العمل ثلاثة:_نباتية وحيوانية وانسانية , اما قوي الادراك قسمان الاول حيواني وظيفته الاحساس والثاني انساني وظيفته تحصيل المعرفة , " أحمد عبد الخالق _ السابق , كما كتب ابن سينا في القوي النفسانية , وأخري في معرفة النفس الناطقة وأحوالها, اما أقرب هؤلاء الفلاسفة المسلمين الي علم النفس برؤاه ومنهجه الحالي فهو الامام الغزالي , فلقد التفت الي الفطري والمكتسب في االدوافع الانسانية , كما تحدث عن الافعال المنعكسةالبسيطة, وتوصل الي المبدأ السيكولوجي الهام والحديث "وراء كل سلوك دافع ", ولا شك أن الغوص في هذا البحر العميق يحتاج الي المزيد من البحث والغوص حتي نتمكن من الوصول الي ما أسهم فيه الاجداد المجتهدون الذين كانوا فلاسفة وشعراء ومترجمين وأطباء بل وعلماء دين , مما انعكس علي انتاجهم المتكامل, فلم تصبهم افة التخصص الذي هو في ذاته مبدأ شديد الروعة الا انه أسئ استخدامه وأصبح ذريعة لتبرير عدم المعرفة .

أشرف دسوقي علي
05/06/2008, 05:28 PM
يقول سقراط_الذي اتخذ شعارا وجده مكتوبا علي معبد دلفي "اعرف نفسك بنفسك"_و"ذلك أن معرفة الانسان لنفسه ليس معناها معرفته لجسمه, بل لذلك العنصر الالهي الذي يوجد في أعماق وجوده..ان حقيقة الانسان هي نفسه, وهذه الاخيرة تحتوي علي العقل الذي يطلق عليه سقراط أحيانا ظل الله " د.أحمد محمد عبد الخالق_أسس علم النفس _نجد أن سقراط لم يفصل بين الماهية الالهية والماهية الانسانية , فاذا عرفت نفسك , عرفت الاخر وعرفت الكون وعرفت ربك, لقد كانت هذه اشارة الي نوع من التكامل المعرفي الذي يتناول النفس الانسانية بشكل عام , ولم يكن الفلاسفة المسلمون بمعزل عن ذلك , بل كان تناولهم للنفس الانسانية أكثر وعيا من سالفيهم حيث أضافت لهم البلاغة العربية والبيئة الصحراوية الممتدة بصيرة مزدوجة , ثم جاء القران ثم الفتوح الاسلامية التي جعلت تجربتهم الانسانية عالمية , علاوة علي الاصول المتباينة التي انحدروا منها , فكان منهم علي سبيل المثال لا الحصر الفارابي , وابن سينا والغزالي , وابن رشد وابن خلدون , ونجد انهم استفادوا من العلم القراني خاصة في توصيف النفس وصفاتها وأحوالها , والامراض النفسية والعقلية والقلبية , ولاشك أن علم النفس اليوناني كان يمثل _علي الاقل _ المرجعية والمنهج الذي انطلقوا من خلاله , ثم شرحوه , وتجاوزوه في بعض الاحيان ! ..لقد قسم الفارابي قوي النفس الي قسمين: "أحدهما موكل بالعمل والاخر موكل بالادراك, وقوي العمل ثلاثة:_نباتية وحيوانية وانسانية , اما قوي الادراك قسمان الاول حيواني وظيفته الاحساس والثاني انساني وظيفته تحصيل المعرفة , " أحمد عبد الخالق _ السابق , كما كتب ابن سينا في القوي النفسانية , وأخري في معرفة النفس الناطقة وأحوالها, اما أقرب هؤلاء الفلاسفة المسلمين الي علم النفس برؤاه ومنهجه الحالي فهو الامام الغزالي , فلقد التفت الي الفطري والمكتسب في االدوافع الانسانية , كما تحدث عن الافعال المنعكسةالبسيطة, وتوصل الي المبدأ السيكولوجي الهام والحديث "وراء كل سلوك دافع ", ولا شك أن الغوص في هذا البحر العميق يحتاج الي المزيد من البحث والغوص حتي نتمكن من الوصول الي ما أسهم فيه الاجداد المجتهدون الذين كانوا فلاسفة وشعراء ومترجمين وأطباء بل وعلماء دين , مما انعكس علي انتاجهم المتكامل, فلم تصبهم افة التخصص الذي هو في ذاته مبدأ شديد الروعة الا انه أسئ استخدامه وأصبح ذريعة لتبرير عدم المعرفة .

ميلود حميدات
06/06/2008, 08:32 PM
نشكر للأخوة الأعزاء تفاعلهم مع الموضوع، ونواصل تحليلنا للموضوع الذي بدأناه، راجين الإفادة والإستفادة.
الغريزة والنشاط النفسي عند الغزالي:
إذا كان (سيغموند فرويد) يرجع أساس النشاط النفسي إلى اللاشعور وغريزة الجنس، فإن (الغزالي) يرجع النشاط النفسي إلى أربعة دوافع أساسية وهي: الرغبة أو الشهوة إلى الطعام، والجنس، والمال، والجاه. ومحرك كل هذه الدوافع، غريزة البطن التي يجعلها الأصل في بروز الغرائز الأخرى، إذ يقول « والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات، ومنبت الأدواء والآفات، إذ يتبعها شهوة المرأة، وشدة الشبق، ثم تتبع شهوة الطعام والمرأة شدة الرغبة في الجاه والمال، اللذين هما وسيلة إلى التوسع في الشهوة الجنسية والمطعومات. »
وتترتب عن التوسع في طلب اللذات، والسعي في إرضاء الغرائز، بجمع المال والجاه، « أنواع الرعونات، وضروب المنافسات، والمحاسدات، ثم يتولد بينهما آفة الرياء، وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء، ثم يتداعى ذلك إلى الحقد والحسد، والعداوة والبغضاء، ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء. وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة، وما يتولد عنها من بطر الشبع، والامتلاء. ولو ذلّ العبد نفسه بالجوع، وضيّق به مجاري الشيطان، لأذعنت لطاعة الله عز وجلّ. »
إن التحكم في الغرائز، والاعتدال في تلبيتها هو وسيلة الصحة النفسية، والتحكم في النفس بالعقل والوعي، أما إذا حدث العكس فهو فقدان للإرادة، وسيطرة الأهواء على النفس و «من استولت عليه النفس صار أسيرا في حب شهواتها، محصورا في سجن هواها، مقهورا مغلولا زمامه في يدها، تجره حيث شاءت، فتمنع قلبه من الفوائد. »
وهنا إشارة لا تقل أهمية عما سبق ذكره في التحليل النفسي، إذ يشير الغزالي إلا غياب الوعي والإرادة لدى مريض النفس، وكأنه يتصرف من غير شعور، وهي طبعا الفكرة التي بنا عليه التحليل النفسي أساس المرض النفسي، وهي عدم شعور المريض بأسباب حالته، ومعرفته بالأسباب، والوعي بها يؤدي إلى العلاج، وسنجد ذلك في العلاج بالعلم والعمل الذي يتكلم عنه الغزالي فيما بعد.

أشرف دسوقي علي
09/06/2008, 12:42 PM
بالطبع , كانت هذه العصور السالفة , عصور القوة العربية لان هؤلاء اخذوا بأسباب النجاح واعملوا فكرهم , ولقد ذكرت في مداخلتي أهمية علم النفس الاسلامي , بمعني علم النفس الذي كتبه مسلمون , ولاشك أن العرب افادوا من التراث اليوناني وغيره , فهضموه وشرحوه , ثم بدأوا الاضافة اليه , ورغم ادعاءنا الجدة والحداثة , الا اننا لم نفعل شيئا يذكر في هذا المجال , ربما وقفنا عند مرحلة الشروح دون تخطيها , ولذلك أسباب كثيرة يطول شرحها , وان كنت اعتقد اننا نحتاج الي التوسع في علم النفس الاكلينيكي وفحص الحالات واستقصاء ها, ومن هنا يمكن لعلم نفس واقعي جديد ان ينشأ علي الارض , كبديل لعلوم النفس الغربية والتراثية في ان واحد , ولا اقول أن ذلك يحتاج الي فريق عمل , بل الجهود الفردية مطلوبة , ولقد صنع فرويد _ وهو فرد _ هذه المدرسة الكبيرة , اتفقنا معه أو اختلفنا , ولاشك اننانستطيع ببعض الجهد عمل ذلك ...مع خالص تحياتي والرجاء استمرار البحث ...........ميلود

أشرف دسوقي علي
09/06/2008, 12:42 PM
بالطبع , كانت هذه العصور السالفة , عصور القوة العربية لان هؤلاء اخذوا بأسباب النجاح واعملوا فكرهم , ولقد ذكرت في مداخلتي أهمية علم النفس الاسلامي , بمعني علم النفس الذي كتبه مسلمون , ولاشك أن العرب افادوا من التراث اليوناني وغيره , فهضموه وشرحوه , ثم بدأوا الاضافة اليه , ورغم ادعاءنا الجدة والحداثة , الا اننا لم نفعل شيئا يذكر في هذا المجال , ربما وقفنا عند مرحلة الشروح دون تخطيها , ولذلك أسباب كثيرة يطول شرحها , وان كنت اعتقد اننا نحتاج الي التوسع في علم النفس الاكلينيكي وفحص الحالات واستقصاء ها, ومن هنا يمكن لعلم نفس واقعي جديد ان ينشأ علي الارض , كبديل لعلوم النفس الغربية والتراثية في ان واحد , ولا اقول أن ذلك يحتاج الي فريق عمل , بل الجهود الفردية مطلوبة , ولقد صنع فرويد _ وهو فرد _ هذه المدرسة الكبيرة , اتفقنا معه أو اختلفنا , ولاشك اننانستطيع ببعض الجهد عمل ذلك ...مع خالص تحياتي والرجاء استمرار البحث ...........ميلود

أشرف دسوقي علي
09/06/2008, 12:42 PM
بالطبع , كانت هذه العصور السالفة , عصور القوة العربية لان هؤلاء اخذوا بأسباب النجاح واعملوا فكرهم , ولقد ذكرت في مداخلتي أهمية علم النفس الاسلامي , بمعني علم النفس الذي كتبه مسلمون , ولاشك أن العرب افادوا من التراث اليوناني وغيره , فهضموه وشرحوه , ثم بدأوا الاضافة اليه , ورغم ادعاءنا الجدة والحداثة , الا اننا لم نفعل شيئا يذكر في هذا المجال , ربما وقفنا عند مرحلة الشروح دون تخطيها , ولذلك أسباب كثيرة يطول شرحها , وان كنت اعتقد اننا نحتاج الي التوسع في علم النفس الاكلينيكي وفحص الحالات واستقصاء ها, ومن هنا يمكن لعلم نفس واقعي جديد ان ينشأ علي الارض , كبديل لعلوم النفس الغربية والتراثية في ان واحد , ولا اقول أن ذلك يحتاج الي فريق عمل , بل الجهود الفردية مطلوبة , ولقد صنع فرويد _ وهو فرد _ هذه المدرسة الكبيرة , اتفقنا معه أو اختلفنا , ولاشك اننانستطيع ببعض الجهد عمل ذلك ...مع خالص تحياتي والرجاء استمرار البحث ...........ميلود

سعيد نويضي
09/06/2008, 05:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الأستاذ ميلود حميدات...سلام الله عليك و رحمته و بركاته

بداية أهلا و سهلا بك أستاذا عزيزا في منارة من منارات الفكر و الإبداع...صرح العلم و المعرفة و بناء الإنسان السليم في عصر الاختلالات و اختلاف الموازين من تيار لآخر...

قبل السير في النقاش الجاد الذي تفضلتم بطرحه في صفحتكم هاته حول موضوع تحليل النفس في الثراث العربي الإسلامي و الذي شارككم فيه كل من الأخت الأستاذة آداب عبد الهادي و الأخ الأستاذ أشرف دسوقي علي و اطلع على الموضوع العديد من الأعضاء و الزائرين...أتمنى أن تلقي بنظرة على الرابط فأعتقد أن له علاقة بالموضوع...

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=18125

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

دمتم في رعاية الله جل و علا...

سعيد نويضي
09/06/2008, 05:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الأستاذ ميلود حميدات...سلام الله عليك و رحمته و بركاته

بداية أهلا و سهلا بك أستاذا عزيزا في منارة من منارات الفكر و الإبداع...صرح العلم و المعرفة و بناء الإنسان السليم في عصر الاختلالات و اختلاف الموازين من تيار لآخر...

قبل السير في النقاش الجاد الذي تفضلتم بطرحه في صفحتكم هاته حول موضوع تحليل النفس في الثراث العربي الإسلامي و الذي شارككم فيه كل من الأخت الأستاذة آداب عبد الهادي و الأخ الأستاذ أشرف دسوقي علي و اطلع على الموضوع العديد من الأعضاء و الزائرين...أتمنى أن تلقي بنظرة على الرابط فأعتقد أن له علاقة بالموضوع...

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=18125

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

دمتم في رعاية الله جل و علا...

سعيد نويضي
09/06/2008, 05:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الأستاذ ميلود حميدات...سلام الله عليك و رحمته و بركاته

بداية أهلا و سهلا بك أستاذا عزيزا في منارة من منارات الفكر و الإبداع...صرح العلم و المعرفة و بناء الإنسان السليم في عصر الاختلالات و اختلاف الموازين من تيار لآخر...

قبل السير في النقاش الجاد الذي تفضلتم بطرحه في صفحتكم هاته حول موضوع تحليل النفس في الثراث العربي الإسلامي و الذي شارككم فيه كل من الأخت الأستاذة آداب عبد الهادي و الأخ الأستاذ أشرف دسوقي علي و اطلع على الموضوع العديد من الأعضاء و الزائرين...أتمنى أن تلقي بنظرة على الرابط فأعتقد أن له علاقة بالموضوع...

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=18125

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

دمتم في رعاية الله جل و علا...

سعيد نويضي
12/06/2008, 06:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الإخوة الأعزاء سلام الله عليكم و رحمته...

هل حقيقة كان الكندي رحمه الله هو أول من فتح باب الفلسفة في الفكر الإسلامي كأحد الرموز في ثراتنا العربي من خلال قراءته للفكر اليوناني و تطرقه للنفس و الروح كمفاهيم سبقنا إليها الفكر اليوناني و حاول التوفيق بين الدين كرسالة للتبليغ و الفلسفة كطريقة للتفكير في شرح ما أمر به الدين و ما نهى عنه؟ أم أنه كان ناقلا لفكر بعيد كل البعد عن الفضاء الإسلامي و تعاليمه الربانية؟

"فلقد لقبه البعض "بفيلسوف العرب" نظرا لدائرة معارفه في زمنه، فقد اشتملت مؤلفاته عل الفلسفة،و الطب و النفس ، و الدين ،و الفلك، و الموسيق،و السياسة،و الهندسة ، و التنجيم،فكان موسوعة عصره (185 هـ/801م ـ 252 هـ /866م). ...فكان همه توطين الفلسفة في المجتمع الإسلامي الجديد...الذي عرف ازدهارا لا مثيل له في العديد من المجالات الثقافية و العلمية و الفلسفية و الفلكية...

فظهر أبو عبد الله البتاني (235هـ/ 847م ـ 317 هـ /229م)، في مجال علم الفلك، وظهر الخوارزمي في علم الجبر، وابن البيطار في النبات، والإدريسي الجغرافي الذي اكتشف منابع النيل، وابن خرداذبه المتوفى (271 هـ/885م)، الذي أكد كروية الأرض، وأيده ابن رسته المتوفى (291 هـ /903م)، كما ظهر ابن الهيثم المتوفي (430 هـ/ 1038م)، في البصريات والطبيعة، وسيقوم الفارابي إضافة للفلسفة بتطوير الموسيقى،..."[من كتاب شرائع النفس و العقل و الروح- محمد عرب]

و بالطبع كل جديد يرفضه القديم بشدة و من هنا كانت محنة الفلسفة في العالم العربي-الإسلامي على مر التاريخ...في الوقت الذي اعتبرها البعض أنها منحة من الله عز وجل وهبها لمن يمتلك التدبر و التأمل بعقلانية لا تحيد عن الأسس و المقومات و لا تحتكم لغير المنطق الذي يشكل نواة العقلانية التي ستنتشر في العالم الغربي و تأخذ مدلولات غير تلك التي كانت عليها في الأصل...بحكم تحريف كل ما له صلة بالفكر الإسلامي الأصيل...و الرفض يأتي دائما من الذات قبل أن يأتي من الغير...و هذه طبيعة في الإنسان جبل عليها الاولون و تبعهم في ذلك اللاحقون...و لكن مع اختلاف بين الأولين قبل الرسالة الخاتمة للرسالات و ما قبلها و من جاؤوا بعدها على اختلاف اقترابهم من المنبع الصافي القرآن الكريم و السنة النبيوية...فلاقى الكندي ما لاقى من رفض و غير ذلك...و كان رفضا مشروعا لوجود بعض الفلسفات الضالة و المضلة و كان غيرها غير مشروع لاقترابه من الحقيقة باعتبار أن الحقيقة واحدة يصل إليها الإنسان عن طريق النقل أو العقل...لأن النقل بغير عقل هو ما سقط فيه أقوام آخرين من الديانات الاخرى فضلوا و أضلوا سواء بعلم أو بغير علم...لذلك كان الرفض للفلسفة مبررا في بعض الأحيان و ظلما و جهلا في أحيان أخرى...[بتصرف]

فهل كان محقا الكندي في نقل الفلسفة اليونانية كفلسفة ارسطو و أفلاطون بعد تصحيحها و تقويمها للفكر الإسلامي...؟ و بالتالي النظر للنفس و الروح و العقل من خلال رؤية أرسطو و أفلاطون بالرغم من وجود الكتاب الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و السنة النبوية التي تعتبر التطبيق الفعلي و الشرح الوافي و الكافي لكتاب الله عز و جل؟ أم ان الفكر البشري و بالتالي الفكر الإنساني هو فكر يشترك فيه الجميع و يأخذ منه الجميع ليحقق الجميع "معرفة علمية قائمة على الحقيقة"؟

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية؟

ميلود حميدات
21/06/2008, 02:36 PM
شكرا الأخوة الأعزاء على تفاعلكم.
لا شك أن الكندي فيلسوف العرب من أهم الفلاسفة الذين قدموا الفلسفة اليونانية وأستفادوا منها واضافوا اليها ويرجع ذلك الى عوامل نجملها باختصار في:
ـ معاصرته لعصر الترجمة والإنفتاح على الفلسفات الوافدة في العصر العباسي الأول
ـ تمكنه من اللغات السريانية واليونانية واشتغاله بالترجمة
ـ مصاحبته للمأمون وتواجده ببيت الحكمة مع سيادة العقلانية والإعتزال في هذا العصر
ـ تمكنه من الرياضيات والموسيقى والفلسفة واللغات الأجنببية في عصره مما مكنه من لعب دور مهم في ترجمة وتقديم الفلسفة اليونانية مع ابداعه في مجالات أخرى، وقدرته على التوفيق بين علوم الدين والفلسفة.
نعود الى مواصلة موضوعنا عن الغزالي.
حيث يقدم الغزالي منهجه في علاج الغضب متمثلا في جانبين عملي ونظري وهما:
أما العلم فهو ستة أمور:
ـ أن يتفكر في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم، والاحتمال فيرغب في ثوابه.
ـ تخويف نفسه من عقاب الله إذا ظلم غيره، فإن كان أقوى من خصمه فالله أقوى منه.
ـ الحذر وتخويف النفس من عواقب الغضب عليه في الدنيا.
ـ أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب، بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب، وتشبيه الغاضب بالحيوان الضاري.
ـ أن يتفكر في السبب الذي يحمله على الغضب والانتقام.
ـ يعلم أن غضب الله عليه أعظم من غضبه، فيغلّب مراد الله لا مراده.
وأما العمل فهو:
ـ التعوذ من الشيطان، والاستغفار من الله، والدعاء.
ـ الجلوس إن كان الشخص واقفا، والاضطجاع إن كان جالسا.
ـ التوضؤ بالماء، أو الاغتسال لإطفاء نار الغضب.
نستنتج من هذا أن الغزالي يبني العلاج النفسي على أمرين، الأول نظري(العلم كما يسميه)، والثاني تطبيقي(عملي)، وهذا الكلام لا يختلف كثيرا عن ما يُطرح حديثا، من استخدام للعلاج المعرفي المبني على الاقتناع، والوعي والمعرفة بالمرض، ثم الإرادة والتصميم على التخلص منه. وبعدها يأتي العلاج العملي أو السلوكي مكملا لذلك، متمثلا في الجهد الإرادي للعمل على التخلص من المرض، بالممارسة، والجهد الذاتي المبذول.
وهو سبق معرفي ومنهجي يحسب للغزالي دون شك. ويمكن تطبيق هذا العلاج عن طريق جهد ذاتي داخلي. يقوم به الشخص نفسه. ويمكن الاستعانة بجهد خارجي، يقوم به معالج أو مرشد، خبير بداء القلوب، أو النفوس كما يقول الغزالي.

ميلود حميدات
21/06/2008, 02:36 PM
شكرا الأخوة الأعزاء على تفاعلكم.
لا شك أن الكندي فيلسوف العرب من أهم الفلاسفة الذين قدموا الفلسفة اليونانية وأستفادوا منها واضافوا اليها ويرجع ذلك الى عوامل نجملها باختصار في:
ـ معاصرته لعصر الترجمة والإنفتاح على الفلسفات الوافدة في العصر العباسي الأول
ـ تمكنه من اللغات السريانية واليونانية واشتغاله بالترجمة
ـ مصاحبته للمأمون وتواجده ببيت الحكمة مع سيادة العقلانية والإعتزال في هذا العصر
ـ تمكنه من الرياضيات والموسيقى والفلسفة واللغات الأجنببية في عصره مما مكنه من لعب دور مهم في ترجمة وتقديم الفلسفة اليونانية مع ابداعه في مجالات أخرى، وقدرته على التوفيق بين علوم الدين والفلسفة.
نعود الى مواصلة موضوعنا عن الغزالي.
حيث يقدم الغزالي منهجه في علاج الغضب متمثلا في جانبين عملي ونظري وهما:
أما العلم فهو ستة أمور:
ـ أن يتفكر في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم، والاحتمال فيرغب في ثوابه.
ـ تخويف نفسه من عقاب الله إذا ظلم غيره، فإن كان أقوى من خصمه فالله أقوى منه.
ـ الحذر وتخويف النفس من عواقب الغضب عليه في الدنيا.
ـ أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب، بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب، وتشبيه الغاضب بالحيوان الضاري.
ـ أن يتفكر في السبب الذي يحمله على الغضب والانتقام.
ـ يعلم أن غضب الله عليه أعظم من غضبه، فيغلّب مراد الله لا مراده.
وأما العمل فهو:
ـ التعوذ من الشيطان، والاستغفار من الله، والدعاء.
ـ الجلوس إن كان الشخص واقفا، والاضطجاع إن كان جالسا.
ـ التوضؤ بالماء، أو الاغتسال لإطفاء نار الغضب.
نستنتج من هذا أن الغزالي يبني العلاج النفسي على أمرين، الأول نظري(العلم كما يسميه)، والثاني تطبيقي(عملي)، وهذا الكلام لا يختلف كثيرا عن ما يُطرح حديثا، من استخدام للعلاج المعرفي المبني على الاقتناع، والوعي والمعرفة بالمرض، ثم الإرادة والتصميم على التخلص منه. وبعدها يأتي العلاج العملي أو السلوكي مكملا لذلك، متمثلا في الجهد الإرادي للعمل على التخلص من المرض، بالممارسة، والجهد الذاتي المبذول.
وهو سبق معرفي ومنهجي يحسب للغزالي دون شك. ويمكن تطبيق هذا العلاج عن طريق جهد ذاتي داخلي. يقوم به الشخص نفسه. ويمكن الاستعانة بجهد خارجي، يقوم به معالج أو مرشد، خبير بداء القلوب، أو النفوس كما يقول الغزالي.

آداب عبد الهادي
25/06/2008, 03:14 PM
الأخ ميلود حميدات المحترم
حقيقة تشكر على هذا الطرح.
لا شك أن الكثيرين يعلمون أيضاً أن الغزالي أو ابن سينا كان لهما السبق قبل فرويد وديكارت بالحديث والتساؤل حول المستقبل العام للمجتمعات وهم أيضاً أول من استبدل كلمة الحقيقة عوضاً عن الأبدية .
نعم أولت النصوص القرآنية النفس الإهتمام الكبير وحملتها المسؤولية عن كل شيء بدءاً من طاعة الله
إلى آخر القائمة ،إذ فصلها القرآن عن الروح وحملها موضوع الثواب والعقاب ،كما إنه خصص مساحة كبيرة للحديث عن النفس ووجوب سعي الانسان إلى معرفة نفسه.
كما إن المسلمين كان لهم اهتمام مبكر بالامراض النفسية التي تصيب النفس وتعطلها عن القيام بمهامها ،وكان لهم الفضل الأول بإنشاء أول مصحة عقلية عام992 م في بغداد وهذا سبق عظيم يحسب للعرب.
لك تحياتي ميلود حميدات وشكراً لك

ريمه الخاني
25/06/2008, 05:40 PM
مع احترامي لكل من كتب هنا اجد لااضافة بعد اختي واستاذتنا اداب
العرب مع االجذر الاقوى وهو القران لم يكونوا بحاجه للعلاج النفسي اصلا هل سمعنا ان احد الصحابه اصيب بمرض نفسي؟
واذن؟
نحن من دخلنا عالمها بانحرافنا عن الخط المستقيم حتى كلمة مراهقه هي نتاج حضارة اسانا استخدامها.
ويبقى هذا راي خاص
تحيتي لكم جميعا

ميلود حميدات
29/06/2008, 12:55 PM
الأخوات والأخوة الكرام شكرا على تعليقاتكم ومروركم.
الأخت ريم لاشك في كلامك على الإطلاق، لأن الصحابة تربوا في مدرسة النبوة، وكان الوحي ينزل على النبي وهو يربيهم ويعلمهم مباشرة من المصدر الإلهي، فلا مجال للمقارنة إطلاقا بين عصرهم وعصرنا، فنحن اليوم بحاجة ماسة إلى فهم ديننا وتصفيته من الشوائب والإسرائليات التي حاول الأعداء دسها للمسلمين، ولعل أبسط هذه الأمور هو إيجاد الوقيعة بين العلم الحقيقي والدين الصحيح. والحق أن الإسلام هو دين العلم فقد أثبت علمائنا وحتى علماء الغرب أنه لا يوجد في أي نص شرعي صريح تناقض مع حقيقة علمية يقينية، ولعل هذا من دلائل الإعجاز في الإسلام وكتابه العزيز.
ولذلك يصبح الأخذ بأسباب العلم أمرا دينيا قبل أن يكون امرا عقليا منطقيا، وعليه فالقول بأن كل شيء في القرأن، وننغلق على أنفسنا دون جهد أو إستثمار لما فيه من دلائل، أمر فيه تعسف، وإنما علينا أن نعمل على النظر في ملكوت السموات وفي النفس ونكتشف القوانين التي تسيرها لنستفيد منها ونسخرها لخيرنا وخير الإنسانية.
أكتفي بهذه الإشارات فالموضوع أوسع وليس هذا المقام للإفاضة فيه.

ميلود حميدات
29/06/2008, 12:55 PM
الأخوات والأخوة الكرام شكرا على تعليقاتكم ومروركم.
الأخت ريم لاشك في كلامك على الإطلاق، لأن الصحابة تربوا في مدرسة النبوة، وكان الوحي ينزل على النبي وهو يربيهم ويعلمهم مباشرة من المصدر الإلهي، فلا مجال للمقارنة إطلاقا بين عصرهم وعصرنا، فنحن اليوم بحاجة ماسة إلى فهم ديننا وتصفيته من الشوائب والإسرائليات التي حاول الأعداء دسها للمسلمين، ولعل أبسط هذه الأمور هو إيجاد الوقيعة بين العلم الحقيقي والدين الصحيح. والحق أن الإسلام هو دين العلم فقد أثبت علمائنا وحتى علماء الغرب أنه لا يوجد في أي نص شرعي صريح تناقض مع حقيقة علمية يقينية، ولعل هذا من دلائل الإعجاز في الإسلام وكتابه العزيز.
ولذلك يصبح الأخذ بأسباب العلم أمرا دينيا قبل أن يكون امرا عقليا منطقيا، وعليه فالقول بأن كل شيء في القرأن، وننغلق على أنفسنا دون جهد أو إستثمار لما فيه من دلائل، أمر فيه تعسف، وإنما علينا أن نعمل على النظر في ملكوت السموات وفي النفس ونكتشف القوانين التي تسيرها لنستفيد منها ونسخرها لخيرنا وخير الإنسانية.
أكتفي بهذه الإشارات فالموضوع أوسع وليس هذا المقام للإفاضة فيه.

سعيد نويضي
29/06/2008, 06:26 PM
بسم الله الرحمن لرحيم...

الأخ الأستاذ ميلود الإخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

بكل تأكيد يعتبر القرآن الكريم المرجع الأول برفقة السنة النبوية في كل العلوم الإنسانية...نظرا لأنه كلام الله عز و جل و حجته على خلقه...و من ثم يكون هو المعيار الذي نقيس به صحة "الحقائق" التي يصل إليها العقل البشري في بحثه المتواصل عن الحق و الحقيقة...

فكما أشار الأستاذ ميلود بحق: "والحق أن الإسلام هو دين العلم فقد أثبت علمائنا وحتى علماء الغرب أنه لا يوجد في أي نص شرعي صريح تناقض مع حقيقة علمية يقينية، ولعل هذا من دلائل الإعجاز في الإسلام وكتابه العزيز."

فالعلم و قوامه المنهج التجريبي لا يختلف من حيث الجوهر عن الدين الإسلامي الذي هو دين "عمل"...فالعمل هو تجربة حية يقوم بها الإنسان في مجال معين من مجالات الحياة...و بالتالي فذاك العمل هو سلوك يتأسس ضمن شروط معينة و ينتج أفعاله ضمن شروط معينة...و من هنا كان التكامل بين الدين و العلم في تقويم سلوك الإنسان...فإذا كان الجانب الأخلاقي في الدين يحث على السلوك السوي...نجد في المقابل أن العلم يحاول تحديد الشروط الأفضل و الأجود لإنتاج السلوك السوي...

و المثال الذي تفضل به الأستاذ ميلود عن حالة" الغضب" و هي حالة ليست سوية قد تعترض الإنسان في حياته...لأن الحالة السوية للنفس الإنسانية هي حالة" الطمأنينة"...و هنا لا أتحدث عن حالة الغضب التي يجب أن تغضب الإنسان لما يغضب الله عز و جل...لأن غضب الله جل في علاه أصعب بكثير من غضب الإنسان و لله المثل الأعلى...و لكن الغضب الذي هو مثال عن الحالة التي قد تصيب الإنسان لأتفه الأسباب هو المقصود بالحالة "المرضية" و "غير السوية" التي يعالجها الدين كما يعالجها العلم...كل بحسب طريقته و كل بحسب أدواته المتاحة و الممكنة...و الكل بحسب درجات "انفعال " حالة الغضب التي تعكر صفو الحياة الهادئة...حياة الطمأنينة التي ينشدها الإنسان...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

سعيد نويضي
29/06/2008, 06:26 PM
بسم الله الرحمن لرحيم...

الأخ الأستاذ ميلود الإخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

بكل تأكيد يعتبر القرآن الكريم المرجع الأول برفقة السنة النبوية في كل العلوم الإنسانية...نظرا لأنه كلام الله عز و جل و حجته على خلقه...و من ثم يكون هو المعيار الذي نقيس به صحة "الحقائق" التي يصل إليها العقل البشري في بحثه المتواصل عن الحق و الحقيقة...

فكما أشار الأستاذ ميلود بحق: "والحق أن الإسلام هو دين العلم فقد أثبت علمائنا وحتى علماء الغرب أنه لا يوجد في أي نص شرعي صريح تناقض مع حقيقة علمية يقينية، ولعل هذا من دلائل الإعجاز في الإسلام وكتابه العزيز."

فالعلم و قوامه المنهج التجريبي لا يختلف من حيث الجوهر عن الدين الإسلامي الذي هو دين "عمل"...فالعمل هو تجربة حية يقوم بها الإنسان في مجال معين من مجالات الحياة...و بالتالي فذاك العمل هو سلوك يتأسس ضمن شروط معينة و ينتج أفعاله ضمن شروط معينة...و من هنا كان التكامل بين الدين و العلم في تقويم سلوك الإنسان...فإذا كان الجانب الأخلاقي في الدين يحث على السلوك السوي...نجد في المقابل أن العلم يحاول تحديد الشروط الأفضل و الأجود لإنتاج السلوك السوي...

و المثال الذي تفضل به الأستاذ ميلود عن حالة" الغضب" و هي حالة ليست سوية قد تعترض الإنسان في حياته...لأن الحالة السوية للنفس الإنسانية هي حالة" الطمأنينة"...و هنا لا أتحدث عن حالة الغضب التي يجب أن تغضب الإنسان لما يغضب الله عز و جل...لأن غضب الله جل في علاه أصعب بكثير من غضب الإنسان و لله المثل الأعلى...و لكن الغضب الذي هو مثال عن الحالة التي قد تصيب الإنسان لأتفه الأسباب هو المقصود بالحالة "المرضية" و "غير السوية" التي يعالجها الدين كما يعالجها العلم...كل بحسب طريقته و كل بحسب أدواته المتاحة و الممكنة...و الكل بحسب درجات "انفعال " حالة الغضب التي تعكر صفو الحياة الهادئة...حياة الطمأنينة التي ينشدها الإنسان...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

ميلود حميدات
07/07/2008, 09:02 PM
السلام عليكم جميعا، وتحية أخوية إليكم، وخاصة الأخ سعيد الذي نستفيد من مداخلاته الجيدة، نواصل تحايا موضوعنا عند الغزالي ونتكلم عن الغرائز وكيفية التحكم فيها:
غريزة الأكل وكيفية التحكم فيها:
يعتبر(الغزالي) هذه الغريزة أساسا لكل الغرائز الأخرى، << فإن المعدة منبع القوى، فكأنه الباب والمفتاح، إلى الخير والشر جميعا، ولذا عظم في الشرع أمر الصوم.>>
فإن معالجتها تؤدي إلى معالجة الغرائز الأخرى، وردها إلى حد الاعتدال.
وعليه يعتبر العلاج في معاكستها، فيُبرز لنا فوائد الجوع( وقلة الطعام) متمثلة في: << صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب..بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.>> كما << يستفيد من قلة الأكل صحة البدن، ودفع الأمراض، فإن سببها كثرة الأكل.. ويحوج إلى الفصد والحجامة، والدواء والطبيب، وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان منها. >>
وبعد هذه الحجج التي يسوقها الغزالي للتدليل على أفضلية قلة الأكل، للجسم والعقل والمال، يتكلم الغزالي بأسلوب نفسي اجتماعي عن تأثير الشبع على الإنسان، إذ يدفعه الشبع إلى البحث عن أشياء أخرى، فيعمل على إشباع غرائز أخرى.
ومنه تنشأ الغرائز كتوابع لغريزة البطن، فيتحرر اللسان بعد الشبع، فيتكلم في الناس، ويتطلع الفرد إلى تحقيق رغباته المختلفة. إذ يقول الغزالي في أسلوب مبني على الملاحظة والخبرة بالنفس البشرية وتطلعاتها :<< وإذا شبع افتقر إلى فاكهة فيتفكه لا محالة بأعراض الناس... وإذا شبع الرجل لم يملك فرجه، وإن منعته التقوى فلا يملك عينه، فالعين تزني، كما أن الفرج يزني، فإن ملك عينه بغض الطرف، فلا يملك فكره، فيخطر له من الأفكار الرديئة وحديث النفس، بأسباب الشهوة، وما يتشوش به مناجاته، وربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة، وإنما ذكرنا آفة اللّسان، والفرج مثالا، وإلا فجميع معاصي الأعضاء السبعة٭، سببها القوة الحاصلة بالشبع.>>

ميلود حميدات
07/07/2008, 09:02 PM
السلام عليكم جميعا، وتحية أخوية إليكم، وخاصة الأخ سعيد الذي نستفيد من مداخلاته الجيدة، نواصل تحايا موضوعنا عند الغزالي ونتكلم عن الغرائز وكيفية التحكم فيها:
غريزة الأكل وكيفية التحكم فيها:
يعتبر(الغزالي) هذه الغريزة أساسا لكل الغرائز الأخرى، << فإن المعدة منبع القوى، فكأنه الباب والمفتاح، إلى الخير والشر جميعا، ولذا عظم في الشرع أمر الصوم.>>
فإن معالجتها تؤدي إلى معالجة الغرائز الأخرى، وردها إلى حد الاعتدال.
وعليه يعتبر العلاج في معاكستها، فيُبرز لنا فوائد الجوع( وقلة الطعام) متمثلة في: << صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب..بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.>> كما << يستفيد من قلة الأكل صحة البدن، ودفع الأمراض، فإن سببها كثرة الأكل.. ويحوج إلى الفصد والحجامة، والدواء والطبيب، وكل ذلك يحتاج إلى مؤن ونفقات لا يخلو الإنسان منها. >>
وبعد هذه الحجج التي يسوقها الغزالي للتدليل على أفضلية قلة الأكل، للجسم والعقل والمال، يتكلم الغزالي بأسلوب نفسي اجتماعي عن تأثير الشبع على الإنسان، إذ يدفعه الشبع إلى البحث عن أشياء أخرى، فيعمل على إشباع غرائز أخرى.
ومنه تنشأ الغرائز كتوابع لغريزة البطن، فيتحرر اللسان بعد الشبع، فيتكلم في الناس، ويتطلع الفرد إلى تحقيق رغباته المختلفة. إذ يقول الغزالي في أسلوب مبني على الملاحظة والخبرة بالنفس البشرية وتطلعاتها :<< وإذا شبع افتقر إلى فاكهة فيتفكه لا محالة بأعراض الناس... وإذا شبع الرجل لم يملك فرجه، وإن منعته التقوى فلا يملك عينه، فالعين تزني، كما أن الفرج يزني، فإن ملك عينه بغض الطرف، فلا يملك فكره، فيخطر له من الأفكار الرديئة وحديث النفس، بأسباب الشهوة، وما يتشوش به مناجاته، وربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة، وإنما ذكرنا آفة اللّسان، والفرج مثالا، وإلا فجميع معاصي الأعضاء السبعة٭، سببها القوة الحاصلة بالشبع.>>

سعيد نويضي
20/07/2008, 12:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الدكتور ميلود حميدات الإخوة الأعضاء سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

الحقيقة يعتبر الشيخ الغزالي من المفكرين الذين استطاعوا أن يتعاملوا مع أعماق النفس البشرية بشكل يبسط الحقائق التي يمكن اعتبارها من الحقائق العلمية في زمننا الحاضر.كيف لا ، و قد كان منهاجه كتاب الله و سنة رسوله الكريم عليه الصلاة السلام.

لكن لست أدري هل في الحقيقة اعتمد على قول تمت نسبته إلى الرسول الكريم كما صحح ذلك الشيخ الألباني رحمه الله فقد ورد في السلسلة الضعيفة أن حديث " البطنة أصل الداء والحمية أصل الدواء وعودوا كل جسم ما اعتاد . ( لا أصل له ) _ وأما الحديث الدائر على ألسنة الناس الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد . فهو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( انظر في الكتاب تجربة الألباني الأزم أي الجوع وأنه صام أربعين يوما على الماء ونتائجه ) .

و إدراجي لتوضيح هذا القول من باب أنه كلام طبيب له من الخبرة التجربة ما يضيف على ما قاله الشيخ الغزالي رحمه الله...لكن أعتقد أن غريزة الأكل منها تتفرغ جل الغرائز الأخرى يتنافى مع استقلالية الغرائز و الشاهد في القول ما ورد في كتاب الله الكريم أن كلمة الغريزة لا وجود لها إطلاقا ككلمة في كتاب الله الكريم.لكن ما يفيد ذلك هو كلمة "شهوة" و " شهوات" التي تحمل دلالة الغرائز بمصطلحات علم النفس القديم و الحديث على السواء. فشهوة البطن هي غريزة الأكل و شهوة الفرج هي غريزة الجنس وشهوة القناطر المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و هي غريزة التملك أو الملكية و قس على ذلك باقي الشهوات التي ينسبها علماء النفس و الفلاسفة من قبلهم إلى الغرائز...

لذلك لا أعتقد أن الغزالي رحمه الله لم يجانب الصواب في قوله أن من غريزة الأكل بل من شهوة البطن تنبع الشهوات و الغرائز كلها لأن ذلك يجعل استقلالية وظائف الغرائز منعدمة الشيء الذي يتنافى مع الواقع المسطر في كتاب الله الكريم و الواقع العلمي الذي يثبت ذلك...يقول الحق جل و علا:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران.

أما الحقيقة العلمية لاختلاف غرائز الإنسان فهي تنبع من طبيعة وظيفة كل غريزة على حدة و من مكونات و خصائص كل غريزة...

و أعتقد و الله أعلم باليقين أن الشيخ الغزالي لما جمع الغرائز و ردها إلى غريزة واحد ربما كان المقصود بذلك هو وحدة النفس ككل. بحيث تتشكل منها مجموعة الغرائز أو الشهوات على حد التعبير القرآني و تعدد مظاهرها و احتياجاتها...

و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل

سعيد نويضي
20/07/2008, 12:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الدكتور ميلود حميدات الإخوة الأعضاء سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

الحقيقة يعتبر الشيخ الغزالي من المفكرين الذين استطاعوا أن يتعاملوا مع أعماق النفس البشرية بشكل يبسط الحقائق التي يمكن اعتبارها من الحقائق العلمية في زمننا الحاضر.كيف لا ، و قد كان منهاجه كتاب الله و سنة رسوله الكريم عليه الصلاة السلام.

لكن لست أدري هل في الحقيقة اعتمد على قول تمت نسبته إلى الرسول الكريم كما صحح ذلك الشيخ الألباني رحمه الله فقد ورد في السلسلة الضعيفة أن حديث " البطنة أصل الداء والحمية أصل الدواء وعودوا كل جسم ما اعتاد . ( لا أصل له ) _ وأما الحديث الدائر على ألسنة الناس الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد . فهو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( انظر في الكتاب تجربة الألباني الأزم أي الجوع وأنه صام أربعين يوما على الماء ونتائجه ) .

و إدراجي لتوضيح هذا القول من باب أنه كلام طبيب له من الخبرة التجربة ما يضيف على ما قاله الشيخ الغزالي رحمه الله...لكن أعتقد أن غريزة الأكل منها تتفرغ جل الغرائز الأخرى يتنافى مع استقلالية الغرائز و الشاهد في القول ما ورد في كتاب الله الكريم أن كلمة الغريزة لا وجود لها إطلاقا ككلمة في كتاب الله الكريم.لكن ما يفيد ذلك هو كلمة "شهوة" و " شهوات" التي تحمل دلالة الغرائز بمصطلحات علم النفس القديم و الحديث على السواء. فشهوة البطن هي غريزة الأكل و شهوة الفرج هي غريزة الجنس وشهوة القناطر المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و هي غريزة التملك أو الملكية و قس على ذلك باقي الشهوات التي ينسبها علماء النفس و الفلاسفة من قبلهم إلى الغرائز...

لذلك لا أعتقد أن الغزالي رحمه الله لم يجانب الصواب في قوله أن من غريزة الأكل بل من شهوة البطن تنبع الشهوات و الغرائز كلها لأن ذلك يجعل استقلالية وظائف الغرائز منعدمة الشيء الذي يتنافى مع الواقع المسطر في كتاب الله الكريم و الواقع العلمي الذي يثبت ذلك...يقول الحق جل و علا:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران.

أما الحقيقة العلمية لاختلاف غرائز الإنسان فهي تنبع من طبيعة وظيفة كل غريزة على حدة و من مكونات و خصائص كل غريزة...

و أعتقد و الله أعلم باليقين أن الشيخ الغزالي لما جمع الغرائز و ردها إلى غريزة واحد ربما كان المقصود بذلك هو وحدة النفس ككل. بحيث تتشكل منها مجموعة الغرائز أو الشهوات على حد التعبير القرآني و تعدد مظاهرها و احتياجاتها...

و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل

ميلود حميدات
23/07/2008, 12:25 PM
الأخ الكريم سعيد السلام عليك ورحمة الله، نشكر لك تفاعلك مع موضوعنا، وملاحظاتك القيمة، لا نختلف معك في كل ما طرحته، ونود توضيح بعض النقاط، كلمة الغريزة لم يستخدمها الغزالي، وهي مصطلح استخدمناه للتعبير عن المطالب البيولوجية، في مقابل مصطلح العقل، وقد استخدم الغزالي مصطلح الشهوة، كما هو واضح في كلام الغزالي المكتوب بين ظفرين.
لقد نسب الغزالي فعلا مثل غيره قول البطنة أصل الداء ...إلى النبي ص، رغم أن هذا ليس حديثا، لكن معنى الحديث موجود في أحاديث أخرى تدعو إلى التربية الصحية وتجنب الإسراف في الأكل، وإتباع الشهوات، وتؤكد على الاعتدال والوسطية.
ورغم أنه لم يُعرف الإمام الغزالي بتخصصه في علم من العلوم أو فن من الفنون، بل كان اسمه يتردد على رأس كل قائمة تضم علماء الفقه، أو الأصول أو الكلام أو التربية، أو التصوف أو الفلسفة أو علم النفس ، فهو مدرسة جامعة، ومرجع كبير.
غير أنه لم ينل في علم الحديث والرواية، كما نال في بقية العلوم، إذ استخدم في كتبه من الأحاديث دون توثيق أو تخريج، وهذا ما دفعه آخر أيامه إلى الاهتمام بعلم الحديث، إلا أن الموت عاجله قبل أن يكمل ما بدأ.
ومع ذلك فقد تأثر الغزالي بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وآثار السلف، وفهمه للدين، واجتهاداته، ويظهر ذلك جليا في استشهاده بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وقد عِيب عليه استشهاده بالأحاديث الضعيفة، وقد يعود ذلك إلى عدم اشتغاله بعلم الحديث الذي رجع إليه في أواخر حياته، كما يؤرخ المؤرخون.
وقد دافع الغزالي عن الإسلام، وهاجم الفرق المنحرفة عن أهل السنة والجماعة، وانتصر للتصوف السني. ومع ذلك فالغزالي عالم اجتهد، وقد يخطئ كما قد يصيب، كما أننا نعتقد انه ترك تراثا ضخما، خاصة مؤلفه الضخم الإحياء، الذي استحق عليه بحق حجة الإسلام. وللكلام بقية انشاء الله والسلام عليكم.