المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسرائيل ومواسم الاحتفال بجراحنا العربية



محمد بن سعيد الفطيسي
19/05/2008, 01:40 PM
وجهان للعالم الحر كما يحلو للكثيرين أن يطلقوا عليه , نعم 000 هو ذلك العالم الذي صنعه الرجل الأبيض من عجينة الديمقراطية الغربية ومفاهيم حقوق الإنسان , بحيث يتضح احد تلك الوجوه للحرية وبكل جلاء – بحسب رؤية تلك الدول - , من خلال مواسم جراح هذه الأمة بمرور السنوات والأعوام على نكساتها ونكباتها في كل بقعة من بقاعها , في فلسطين والعراق ولبنان والسودان وغيرها من أجزاء هذه الأمة العظيمة والوطن العربي الغالي , أما الوجه الآخر فيتضح من خلال احتفال أعداءها ومغتصبي حقوقها بانتهاك تلك الحقوق والحريات , فما أعجب لعالم يدعي الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية , ويتخذ من دموع الثكلى واليتامى والمغتصب حقوقهم مواسم ومناسبات للفرح والاحتفال 0
وهذا على وجه التحديد ما نشاهده اليوم وكل يوم , وفي كل مناسبة للنزف العربي , حيث تمر علينا هذه الأيام ذكرى مرور 60 عاما على نكبة الأمة الإسلامية , بسلب واحد من أهم أبناءها – ونقصد – الوطن المسلم العربي الفلسطيني – ارض الطهر والرسالات والأنبياء , في وقت يحتفل فيه الصهاينة ومن ناصرهم وهاودهم في كل أرجاء المعمورة , وفي نفس الوقت واللحظة , بما يطلقون عليه مناسبة حرب الاستقلال او تأسيس دولة صهيون , على الأرض الفلسطينية العربية المغتصبة , لتكون مواسم أحزاننا وجراحنا , مواسم أخرى تحتفل فيها إسرائيل طربا بتلك الجراح والأحزان والماسي الإسلامية والعربية , ولكن بطريقتها الخاصة 0
وهنا تتضح لنا معالم الحقيقة المرة التي اشرنا إليها سابقا , آلا وهي صورة العدالة والمساواة والديمقراطية الغربية المزعومة , ذات المعايير المزدوجة والمركبة في هذا العالم الأعمى , وخصوصا الاميركية منها , والتي تتشارك والجلاد على عزف أهازيج الفرح والسرور بمناسبة اغتصاب وانتزاع الأرض العربية في فلسطين من أبناءها , وهو ما يتكرر كل موسم من خلال خطابات الداعمين والموالين للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى وجرائمها وإرهابها , والتي كان آخرها ما سمعناه على لسان الرئيس الاميركي جورج 0 دبليو 0 بوش , يوم الخميس الموافق 15/ 5 / 2008 م , من خلال خطابه بالكنيست الإسرائيلي , وذلك بمناسبة احتفال هذه الأخيرة بيوم اغتصاب الأرض الفلسطينية العربية , وتأسيس مستعمرة الإجرام و الإرهاب " إسرائيل " على ترابها الطاهر0
وهكذا تتجلى أمامنا حقيقتين تاريخيتين لابد من استذكارهما دائما , وأولهما نقطة لابد أن يدرك معالمها جميع أبناء هذه الأمة بدون استثناء , وعلى وجه التحديد قادتها وزعاماتها ومن جعل الله في أيديهم تسيير أمورها وتسيس شعوبها , وهي أن عودة الحقوق المغتصبة الى أصحابها في كل أرجاء امتنا الإسلامية ووطننا العربي , لا يمكن أن تكون بالمداهنة والخنوع والانكسار , والسير وراء الجلاد والمعتدي في محاولة مكشوفة ورخيصة للحصول فيها على بعض فتات الحرية والديمقراطية والحقوق المغتصبة , بل يتأتى ذلك بامتلاك جميع وسائل القوة الإيمانية والمادية والإرادة السياسية , وتخطي عقبة العجز والتبعية للمعتدي بجميع أشكالها , وبذلك فقط سنتمكن من العودة من جديد الى الخطوط المتقدمة بين الأمم 0
ولكن - وللأسف – فقد أدرك ذلك الواقع وتلك الحقيقة التي لا مفر منها , أعداءنا قبلنا بأشواط طويلة , فعملوا على أساسها ووفق قواعدها وقوانينها ومبادئها , - ونقصد – أنهم فقهوا لمسالة أن الرضوخ والتنازلات ومبادلة الأرض بالسلام , لن تسمن او تغني من جوع , وخصوصا على المدى الطويل , وان لم يمانعوا من ممارستها كتكتيك مؤقت يهدف لذر الرماد في العيون العربية , وفرصة لالتقاط الأنفاس , حيث أنهم يدركون من انه لم يوجد مثال واحد في التاريخ على شعب يقول نحن موافقون على التخلي عن أرضنا , وليات آخر ليقم عليه , ويؤكد ذلك الفهم لتلك الحقيقة , الصهيوني الإسرائيلي جوزيف وايتز في رؤيته للسلام مع العرب فيقول : يجب أن يكون واضحا في ما بيننا , أنه لا مكان في البلد لشعبين معا , فمع العرب لن نحقق هدفنا بان نكون شعبا مستقلا في هذا البلد الصغير , ويشاركه في نفس الطرح الصهيوني الآخر موشيه ديان في قوله :- أننا – أي – نحن الإسرائيليون محكوم علينا أن نعيش في حالة حرب دائمة مع العرب , وليس من مفر من التضحية واهراق الدماء , قد يكون هذا وضعا لا نتمناه , ولكنه أمر واقع , إذا أردنا أن نستمر في عملنا ضد رغبة العرب 0
ليتضح لنا بجلاء طبيعة تلك العلاقة التي يمكن أن تتحقق بين المعتدي والضحية , من خلال نظرة تلك القيادات الصهيونية المؤسسة لهذا الكيان السرطاني على ارض امتنا الإسلامية ووطننا العربي , فما لحظات الهدوء التاريخية بينهما أن وجدت أصلا , سوى لحظات تسبق عصف الرياح العاتية , والتي لابد أن يتلوها بالطبع عودة الى النزف والصراع واهراق الدماء 0
أما النقطة الثانية والتي لابد من إدراكها وفهمها في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي , وهي حقيقة مسالة استحالة وقوف الغرب معنا في قضيتنا ضد المستعمرة الإسرائيلية الكبرى , وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا , فقيام ووجود هذا السرطان أصلا كان بتبني ورعاية منهما , وبالتالي فان المستحيل نفسه هو أن تتخلى تلك الدول عن وليدها بعد كل هذه السنوات من الصراع , وبالتالي فان الاعتماد على الغرب ككل , والولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص لإعادة حقوقنا المسلوبة في كل مكان , ما هو سوى ضرب من ضروب الخيال والهرطقة 0
فقبل بضعة أشهر من إعلان بلفور , كتب حاييم وايتزمان هذه الكلمات حول الآمال المتعلقة بالتأسيس التدريجي للوطن اليهودي في فلسطين , وكيفية وجوب أن تتبنى إحدى الدول الكبرى هذه القضية بالرعاية والحماية والدفاع , فهو يدرك تمام الإدراك بان هذه المستعمرة لا يمكن لها أن تنشا وتتوسع بدون وقوف وتحالف القوى الكبرى معها , فوقع الاختيار في ذلك الوقت على بريطانيا , حيث يقول وايتزمان :- ينبغي أن تبنى الدول ببطء , وتدريجيا ونظاميا وبصبر , وعليه نقول بان خلق دولة يهودية في فلسطين , لابد أن يمر بسلسلة من المراحل الوسطية , وإحدى هذه المراحل الوسطية والتي آمل أن تتحقق بنتيجة الحرب , هي أن توضع فلسطين تحت حماية قوة كبيرة مثل بريطانيا العظمى , وتحت كنف هذه القوة سيتمكن اليهود من أن يطوروا ويعدو الآلية الإدارية التي ستمكننا من تنفيذ المخطط الصهيوني 0
وبالفعل فقد وقفت بريطانيا بكل عدتها وعتادها مع مستعمرة الظلم والإجرام الصهيوني في فلسطين , حتى تمكنت هذه الأخيرة من توطيد أركانها وقوتها وبسط نفوذها وسيطرتها على اغلب الخارطة الفلسطينية وبعض من حولها من الأراضي العربية , ولتستمر المأساة بمشاركة الإمبراطورية الاميركية في تنفيذ ذلك المخطط الصهيوني في الشرق الأوسط , لدرجة أن يتطور ذلك التبني ليكون جزء لا يمكن تقسيمه او تجزئته من العقيدة الصهيواميركية السياسية منها وحتى الدينية , والدليل على ذلك اعتبار إسرائيل جزء من الولايات المتحدة الاميركية , واليهود الصهاينة في إسرائيل من أهم أولويات ومسؤوليات القيادات الاميركية المتوالية - " انظر كتاب سياستان إزاء العالم العربي لـ بونداريفسكي والفكرة الصهيونية لـ ابرهام ارتسبورغ 0
لدرجة أن الرئيس الامريكى الثالث توماس جفرسون اقترح أن يكون رمز الولايات المتحدة الاميريكية شعارا بمثابة " أبناء إسرائيل " تقودهم غيمة في النهار وعمود بالليل , متأثرا في ذلك بثقافة أميركية تستمد جذورها من التوراة العبرية – سفر الخروج - : كان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم سواء السبيل , وليلا في عمود نار ليضيء لهم , كما وانه وفي هذا السياق يقول قسيس كلينتون , موجه خطابه الى الرئيس الاميريكي السابق بيل كلينتون " انك إذا أهملت إسرائيل , فلن يغفر لك الله ذلك أبدا ... فان الله يشاء أن تبقى إسرائيل لشعب الله , الى ابد الأبد". , هذا الى جانب الكثير الكثير من الدلائل المادية والمعنوية على ذلك الانحياز والمولاة للكيان الصهيوني والمستعمرة الإسرائيلية الكبرى في فلسطين0
وها نحن اليوم وفي سياق تلك المولاة , نسمع تكرار تلك الأصوات من مرشحي الرئاسة القادمين , فقد شدد باراك اوباما الطامح لنيل ترشيح الديمقراطيين في السباق الى البيت الأبيض بتاريخ 27 / فبراير / 2008 م على دعمه الثابت لإسرائيل والعلاقات مع المجموعة اليهودية , أما هيلاري كلينتون , وفي مقال نشر مؤخرا بمجلة " نيويورك ريفيو أوف بوكس الأميركية للكاتب مايكل ماسنج فقد أشار هذا الأخير الى أن " الديمقراطيين هم المستلمون الأوائل لتبرعات المؤيدين لإسرائيل , ويواصل قوله إن "اكبر مؤيدي إيباك في إسرائيل هم الليبراليون المعروفون مثل نانسي بيلوسي و هينري واكسمن و جيرولد نادلر وهاورد بيرمان وهيلاري كلينتون , - انظر مقالنا : قضايانا العربية في ضوء الانتخابات الأميركية 0
وأخيرا ها هو الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش , وفي مناسبة مشاركته الصهاينة الإسرائيليين ليوم حرب الاستقلال او تأسيس دولة صهيون , على الأرض الفلسطينية العربية المغتصبة , وفي خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي بتاريخ 15/ 5 / 2008 م , يؤكد دعمه اللامحدود للكيان الصهيوني ومستعمرته الإجرامية فيقول بان شعب إسرائيل قد يزيد عن سبعة ملايين نسمة بقليل ، لكن عندما تواجهون الإرهاب والشر سيكون عددكم 307 ملايين لان أميركا الى جانبكم , ويصف بوش إسرائيل حليفة الولايات المتحدة في الذكرى الستين لقيامها بأنها " وطن الشعب المختار " مع إشارة عابرة الى آمال الفلسطينيين في إقامة دولة , وقال بوش : يرى البعض انه إذا قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع إسرائيل فان كل مشاكلنا في الشرق الأوسط ستتبدد , ومن وجهة نظري بان هذا جدل مبتذل ينتمي الى دعايات أعداء السلام وأمريكا ترفضه بصورة مطلقة 0


باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – سلطنة عمان
azzammohd@hotmail.com

محمد بن سعيد الفطيسي
19/05/2008, 01:40 PM
وجهان للعالم الحر كما يحلو للكثيرين أن يطلقوا عليه , نعم 000 هو ذلك العالم الذي صنعه الرجل الأبيض من عجينة الديمقراطية الغربية ومفاهيم حقوق الإنسان , بحيث يتضح احد تلك الوجوه للحرية وبكل جلاء – بحسب رؤية تلك الدول - , من خلال مواسم جراح هذه الأمة بمرور السنوات والأعوام على نكساتها ونكباتها في كل بقعة من بقاعها , في فلسطين والعراق ولبنان والسودان وغيرها من أجزاء هذه الأمة العظيمة والوطن العربي الغالي , أما الوجه الآخر فيتضح من خلال احتفال أعداءها ومغتصبي حقوقها بانتهاك تلك الحقوق والحريات , فما أعجب لعالم يدعي الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية , ويتخذ من دموع الثكلى واليتامى والمغتصب حقوقهم مواسم ومناسبات للفرح والاحتفال 0
وهذا على وجه التحديد ما نشاهده اليوم وكل يوم , وفي كل مناسبة للنزف العربي , حيث تمر علينا هذه الأيام ذكرى مرور 60 عاما على نكبة الأمة الإسلامية , بسلب واحد من أهم أبناءها – ونقصد – الوطن المسلم العربي الفلسطيني – ارض الطهر والرسالات والأنبياء , في وقت يحتفل فيه الصهاينة ومن ناصرهم وهاودهم في كل أرجاء المعمورة , وفي نفس الوقت واللحظة , بما يطلقون عليه مناسبة حرب الاستقلال او تأسيس دولة صهيون , على الأرض الفلسطينية العربية المغتصبة , لتكون مواسم أحزاننا وجراحنا , مواسم أخرى تحتفل فيها إسرائيل طربا بتلك الجراح والأحزان والماسي الإسلامية والعربية , ولكن بطريقتها الخاصة 0
وهنا تتضح لنا معالم الحقيقة المرة التي اشرنا إليها سابقا , آلا وهي صورة العدالة والمساواة والديمقراطية الغربية المزعومة , ذات المعايير المزدوجة والمركبة في هذا العالم الأعمى , وخصوصا الاميركية منها , والتي تتشارك والجلاد على عزف أهازيج الفرح والسرور بمناسبة اغتصاب وانتزاع الأرض العربية في فلسطين من أبناءها , وهو ما يتكرر كل موسم من خلال خطابات الداعمين والموالين للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى وجرائمها وإرهابها , والتي كان آخرها ما سمعناه على لسان الرئيس الاميركي جورج 0 دبليو 0 بوش , يوم الخميس الموافق 15/ 5 / 2008 م , من خلال خطابه بالكنيست الإسرائيلي , وذلك بمناسبة احتفال هذه الأخيرة بيوم اغتصاب الأرض الفلسطينية العربية , وتأسيس مستعمرة الإجرام و الإرهاب " إسرائيل " على ترابها الطاهر0
وهكذا تتجلى أمامنا حقيقتين تاريخيتين لابد من استذكارهما دائما , وأولهما نقطة لابد أن يدرك معالمها جميع أبناء هذه الأمة بدون استثناء , وعلى وجه التحديد قادتها وزعاماتها ومن جعل الله في أيديهم تسيير أمورها وتسيس شعوبها , وهي أن عودة الحقوق المغتصبة الى أصحابها في كل أرجاء امتنا الإسلامية ووطننا العربي , لا يمكن أن تكون بالمداهنة والخنوع والانكسار , والسير وراء الجلاد والمعتدي في محاولة مكشوفة ورخيصة للحصول فيها على بعض فتات الحرية والديمقراطية والحقوق المغتصبة , بل يتأتى ذلك بامتلاك جميع وسائل القوة الإيمانية والمادية والإرادة السياسية , وتخطي عقبة العجز والتبعية للمعتدي بجميع أشكالها , وبذلك فقط سنتمكن من العودة من جديد الى الخطوط المتقدمة بين الأمم 0
ولكن - وللأسف – فقد أدرك ذلك الواقع وتلك الحقيقة التي لا مفر منها , أعداءنا قبلنا بأشواط طويلة , فعملوا على أساسها ووفق قواعدها وقوانينها ومبادئها , - ونقصد – أنهم فقهوا لمسالة أن الرضوخ والتنازلات ومبادلة الأرض بالسلام , لن تسمن او تغني من جوع , وخصوصا على المدى الطويل , وان لم يمانعوا من ممارستها كتكتيك مؤقت يهدف لذر الرماد في العيون العربية , وفرصة لالتقاط الأنفاس , حيث أنهم يدركون من انه لم يوجد مثال واحد في التاريخ على شعب يقول نحن موافقون على التخلي عن أرضنا , وليات آخر ليقم عليه , ويؤكد ذلك الفهم لتلك الحقيقة , الصهيوني الإسرائيلي جوزيف وايتز في رؤيته للسلام مع العرب فيقول : يجب أن يكون واضحا في ما بيننا , أنه لا مكان في البلد لشعبين معا , فمع العرب لن نحقق هدفنا بان نكون شعبا مستقلا في هذا البلد الصغير , ويشاركه في نفس الطرح الصهيوني الآخر موشيه ديان في قوله :- أننا – أي – نحن الإسرائيليون محكوم علينا أن نعيش في حالة حرب دائمة مع العرب , وليس من مفر من التضحية واهراق الدماء , قد يكون هذا وضعا لا نتمناه , ولكنه أمر واقع , إذا أردنا أن نستمر في عملنا ضد رغبة العرب 0
ليتضح لنا بجلاء طبيعة تلك العلاقة التي يمكن أن تتحقق بين المعتدي والضحية , من خلال نظرة تلك القيادات الصهيونية المؤسسة لهذا الكيان السرطاني على ارض امتنا الإسلامية ووطننا العربي , فما لحظات الهدوء التاريخية بينهما أن وجدت أصلا , سوى لحظات تسبق عصف الرياح العاتية , والتي لابد أن يتلوها بالطبع عودة الى النزف والصراع واهراق الدماء 0
أما النقطة الثانية والتي لابد من إدراكها وفهمها في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي , وهي حقيقة مسالة استحالة وقوف الغرب معنا في قضيتنا ضد المستعمرة الإسرائيلية الكبرى , وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا , فقيام ووجود هذا السرطان أصلا كان بتبني ورعاية منهما , وبالتالي فان المستحيل نفسه هو أن تتخلى تلك الدول عن وليدها بعد كل هذه السنوات من الصراع , وبالتالي فان الاعتماد على الغرب ككل , والولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص لإعادة حقوقنا المسلوبة في كل مكان , ما هو سوى ضرب من ضروب الخيال والهرطقة 0
فقبل بضعة أشهر من إعلان بلفور , كتب حاييم وايتزمان هذه الكلمات حول الآمال المتعلقة بالتأسيس التدريجي للوطن اليهودي في فلسطين , وكيفية وجوب أن تتبنى إحدى الدول الكبرى هذه القضية بالرعاية والحماية والدفاع , فهو يدرك تمام الإدراك بان هذه المستعمرة لا يمكن لها أن تنشا وتتوسع بدون وقوف وتحالف القوى الكبرى معها , فوقع الاختيار في ذلك الوقت على بريطانيا , حيث يقول وايتزمان :- ينبغي أن تبنى الدول ببطء , وتدريجيا ونظاميا وبصبر , وعليه نقول بان خلق دولة يهودية في فلسطين , لابد أن يمر بسلسلة من المراحل الوسطية , وإحدى هذه المراحل الوسطية والتي آمل أن تتحقق بنتيجة الحرب , هي أن توضع فلسطين تحت حماية قوة كبيرة مثل بريطانيا العظمى , وتحت كنف هذه القوة سيتمكن اليهود من أن يطوروا ويعدو الآلية الإدارية التي ستمكننا من تنفيذ المخطط الصهيوني 0
وبالفعل فقد وقفت بريطانيا بكل عدتها وعتادها مع مستعمرة الظلم والإجرام الصهيوني في فلسطين , حتى تمكنت هذه الأخيرة من توطيد أركانها وقوتها وبسط نفوذها وسيطرتها على اغلب الخارطة الفلسطينية وبعض من حولها من الأراضي العربية , ولتستمر المأساة بمشاركة الإمبراطورية الاميركية في تنفيذ ذلك المخطط الصهيوني في الشرق الأوسط , لدرجة أن يتطور ذلك التبني ليكون جزء لا يمكن تقسيمه او تجزئته من العقيدة الصهيواميركية السياسية منها وحتى الدينية , والدليل على ذلك اعتبار إسرائيل جزء من الولايات المتحدة الاميركية , واليهود الصهاينة في إسرائيل من أهم أولويات ومسؤوليات القيادات الاميركية المتوالية - " انظر كتاب سياستان إزاء العالم العربي لـ بونداريفسكي والفكرة الصهيونية لـ ابرهام ارتسبورغ 0
لدرجة أن الرئيس الامريكى الثالث توماس جفرسون اقترح أن يكون رمز الولايات المتحدة الاميريكية شعارا بمثابة " أبناء إسرائيل " تقودهم غيمة في النهار وعمود بالليل , متأثرا في ذلك بثقافة أميركية تستمد جذورها من التوراة العبرية – سفر الخروج - : كان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم سواء السبيل , وليلا في عمود نار ليضيء لهم , كما وانه وفي هذا السياق يقول قسيس كلينتون , موجه خطابه الى الرئيس الاميريكي السابق بيل كلينتون " انك إذا أهملت إسرائيل , فلن يغفر لك الله ذلك أبدا ... فان الله يشاء أن تبقى إسرائيل لشعب الله , الى ابد الأبد". , هذا الى جانب الكثير الكثير من الدلائل المادية والمعنوية على ذلك الانحياز والمولاة للكيان الصهيوني والمستعمرة الإسرائيلية الكبرى في فلسطين0
وها نحن اليوم وفي سياق تلك المولاة , نسمع تكرار تلك الأصوات من مرشحي الرئاسة القادمين , فقد شدد باراك اوباما الطامح لنيل ترشيح الديمقراطيين في السباق الى البيت الأبيض بتاريخ 27 / فبراير / 2008 م على دعمه الثابت لإسرائيل والعلاقات مع المجموعة اليهودية , أما هيلاري كلينتون , وفي مقال نشر مؤخرا بمجلة " نيويورك ريفيو أوف بوكس الأميركية للكاتب مايكل ماسنج فقد أشار هذا الأخير الى أن " الديمقراطيين هم المستلمون الأوائل لتبرعات المؤيدين لإسرائيل , ويواصل قوله إن "اكبر مؤيدي إيباك في إسرائيل هم الليبراليون المعروفون مثل نانسي بيلوسي و هينري واكسمن و جيرولد نادلر وهاورد بيرمان وهيلاري كلينتون , - انظر مقالنا : قضايانا العربية في ضوء الانتخابات الأميركية 0
وأخيرا ها هو الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش , وفي مناسبة مشاركته الصهاينة الإسرائيليين ليوم حرب الاستقلال او تأسيس دولة صهيون , على الأرض الفلسطينية العربية المغتصبة , وفي خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي بتاريخ 15/ 5 / 2008 م , يؤكد دعمه اللامحدود للكيان الصهيوني ومستعمرته الإجرامية فيقول بان شعب إسرائيل قد يزيد عن سبعة ملايين نسمة بقليل ، لكن عندما تواجهون الإرهاب والشر سيكون عددكم 307 ملايين لان أميركا الى جانبكم , ويصف بوش إسرائيل حليفة الولايات المتحدة في الذكرى الستين لقيامها بأنها " وطن الشعب المختار " مع إشارة عابرة الى آمال الفلسطينيين في إقامة دولة , وقال بوش : يرى البعض انه إذا قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع إسرائيل فان كل مشاكلنا في الشرق الأوسط ستتبدد , ومن وجهة نظري بان هذا جدل مبتذل ينتمي الى دعايات أعداء السلام وأمريكا ترفضه بصورة مطلقة 0


باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – سلطنة عمان
azzammohd@hotmail.com

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
23/05/2008, 12:11 PM
الضعيف والمفكك والتائه الذي لا يعرف هدفه . والخانع والمستذَِل والذليل والتافه والجاهل والعملاء والخونة أولى بهؤلاء جميعا مذبلة التاريخ . نحن نستجدي الآخر الذي يعرف هدفه منذ أن ضعفنا وتهرأنا وهجرنا التفكير العقلى إلى التفكير النقلى، وألغينا إرادتنا ومنذ خروجنا من الفعل إلى رد الفعل . ونحن على هذه الصورة والنخب الحاكمة ترتعد فرائصها أمام بوش الذي احتفل بمرور 60 سنة على قيام اسرائيل في الماخور الصهيوني . كان من المفروض أن يرفضوا استقبال هذا الرئيس الذي فقد شعبيته، وفقد من زمن بعيد احترام الجماهير العربية الوطنية الواعية، وأن يتجهوا إلى دعم المقاومة في العراق وأفغانستان، وجنوب لبنان، والمقاومة الفلسطينية بدلا من الموت البطئ إن عاجلا أو آجلا .
أحمد الشافعي

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
23/05/2008, 12:11 PM
الضعيف والمفكك والتائه الذي لا يعرف هدفه . والخانع والمستذَِل والذليل والتافه والجاهل والعملاء والخونة أولى بهؤلاء جميعا مذبلة التاريخ . نحن نستجدي الآخر الذي يعرف هدفه منذ أن ضعفنا وتهرأنا وهجرنا التفكير العقلى إلى التفكير النقلى، وألغينا إرادتنا ومنذ خروجنا من الفعل إلى رد الفعل . ونحن على هذه الصورة والنخب الحاكمة ترتعد فرائصها أمام بوش الذي احتفل بمرور 60 سنة على قيام اسرائيل في الماخور الصهيوني . كان من المفروض أن يرفضوا استقبال هذا الرئيس الذي فقد شعبيته، وفقد من زمن بعيد احترام الجماهير العربية الوطنية الواعية، وأن يتجهوا إلى دعم المقاومة في العراق وأفغانستان، وجنوب لبنان، والمقاومة الفلسطينية بدلا من الموت البطئ إن عاجلا أو آجلا .
أحمد الشافعي

طه خضر
23/05/2008, 12:26 PM
قد تفهم وتستوعب ويدخل خلايا دماغك الذي بات لهول ما يتلقى من لطمات وصدمات ووكزات وخبطات وهزات كمن يدور حول نفسه في دائرة أولها آخرها، أقول قد تفهم وتستوعب أن يقوم العدو بالاحتفال بذكرى قيام كيانه ويهنئه بذلك أربابه من الأمريكان وأتباعهم، لكن ما لن تستوعبه البتّة بل قد تطرق تلك الدماغ البائسة بألف حجر وأنت لا تصدق هو قيام بعض الدول العربيّة أو سمها الزعامات التي أكل الدهر عليها وشرب بتهنئة العدو بهذه المناسبة!! حاولت استيعاب ذلك ولم أفلح أبدا، .. هل هو الخوف؟! لا أظن ، .. إذا لعله الكره المركـّب لكل ما هو فلسطيني ، .. احتمال ، .. أم قد يكون فقدان للبوصلة وانحدار في الخيانة والاستخذاء والعمالة إلى الحد الذي بات مقترفها لا يتحرج من ارتكباب شيء، وبات ما يرتكبه في السرّ يفعله بالعلن دون أي تورّع ٍ أو خوف!! ومع كل ذلك تبقى القضيّة برمتها عصيّة على الفهم!!

طه خضر
23/05/2008, 12:26 PM
قد تفهم وتستوعب ويدخل خلايا دماغك الذي بات لهول ما يتلقى من لطمات وصدمات ووكزات وخبطات وهزات كمن يدور حول نفسه في دائرة أولها آخرها، أقول قد تفهم وتستوعب أن يقوم العدو بالاحتفال بذكرى قيام كيانه ويهنئه بذلك أربابه من الأمريكان وأتباعهم، لكن ما لن تستوعبه البتّة بل قد تطرق تلك الدماغ البائسة بألف حجر وأنت لا تصدق هو قيام بعض الدول العربيّة أو سمها الزعامات التي أكل الدهر عليها وشرب بتهنئة العدو بهذه المناسبة!! حاولت استيعاب ذلك ولم أفلح أبدا، .. هل هو الخوف؟! لا أظن ، .. إذا لعله الكره المركـّب لكل ما هو فلسطيني ، .. احتمال ، .. أم قد يكون فقدان للبوصلة وانحدار في الخيانة والاستخذاء والعمالة إلى الحد الذي بات مقترفها لا يتحرج من ارتكباب شيء، وبات ما يرتكبه في السرّ يفعله بالعلن دون أي تورّع ٍ أو خوف!! ومع كل ذلك تبقى القضيّة برمتها عصيّة على الفهم!!