المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بين الألم و الأمل...



سعيد نويضي
20/05/2008, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...



سلام الله عليكم أيها الأحبة...


ما بين الألم و الأمل...

ما بين الألم و الأمل أهو اختلاف في ترتيب الحروف...
أم اختلال في تركيب المعاني...؟
أم تكامل في سر من أسرار اللسان؟
أيهما يصاحبنا كظلنا...؟
ألم يفجر فينا معاناة العصور...؟
أم أمل يرافقنا كحلم فوق الدهور...؟
لماذا الخلاف بين الحق و الباطل؟
أليس الحق أملا؟
و الباطل ألما؟
و كلاهما في رأس الإنسان يتقاسمان مساحات الزمان...
أم هما في القلب يزرعان الصبر و الحلم أو الحقد و الكره...
فتنمو و تكبر الأحلام و يزهر الصخر و ينبت الأقحوان...
أم تعلو الأشواك و تدمي الروح فتتفجر الأجساد شظايا فوق رؤوس الصبايا؟
وهم يسكن ظل الإنسان؟
أم حقيقة تختفي تحت اللسان؟
كشوكة في ساق وردة يتراشقان...
تبكي الأيام بآلامها دموعا...
و تسقي دماء الشهداء جذور الزيتون...
فتكبر الأحلام شجرا كالرمان...
يحتضن فرحة الزمان و رقصة المكان...
على آمال الطفولة و آلام الشيخوخة...
تغني البراءة أنشودة النصر و العزة للإسلام...

بين الأمل و الألم...
وجود "خلل" ما في تركيبة شيء ما...؟

تركيبة انعكست معانيها على جسد الواقع...
فأنبتت فيه من الأشواك ما أدمت به أقدام الصخر ...
ولكننا من طينة هذه الأرض...و لذلك تدمي قلوبنا تلك الآلام
و هذا هو الإنسان..."...إنه كان ظلوما جهولا..."
فماذا حصل في تركيبته "الإنسانية"...؟
لم يعد يستريح إلا و قد أدمن العشرات من قنينات "الدم" على اختلاف أشكاله و ألوانه...
هل نبت في أرض غير هذه الأرض التي خرج منها الأقحوان ينشر عبيره ليقدمه هدية للفراشات و رحيقا يتغذى عليه النحل و النسل من بني الإنسان...؟
كيف اعتدنا تطبيع ما هو غير قابل للتطبيع؟
هل غيروا في جينات فطرتنا؟
هل استبدلوا لبن الأم بلبن الهم و الغم و الحزن المتواصل...؟
طفل لا زال لم يفرق بين الألف و الياء يبكي بدون انقطاع بسبب و بلا سبب...ألم في الأسرة ألم على الشاشة ألم في الحي بين الجيران في المدرسة في المؤسسة...لماذا كل هذا الكم الهائل من الألم؟
ينام الطفل باكيا و يستيقظ باكيا...
أينما و ليت وجهك و جدت القليل أو الكثير من الألم...
ألم يرافقنا في النوم في الحلم في اليقظة عند الظهيرة...لقد أخذ مكان القرين...فلم يعد يفارقنا و كأنه ظلنا؟
يا لتعاسة الإنسان في عالم لم يعد فيه الإنسان إلا قطعة من بركان...
يا لحماقة الإنسان و هو في غفلة عن ذكر الرحمان...
يا لغباوة الإنسان و هو يتبختر كالطاووس منتفخا كفرقعات من سراب الأيام...
يا لظلم الإنسان لنفسه و غيره بجهله لحقيقة أمره...
هو الابتلاء بالألم...
ليكبر فينا الأمل و الرجاء...
فيمن لا رجاء إلا في رحمته و رفعه عنا البلاء...الله جل في علاه...

سعيد نويضي... :fl: :emo_m1::fl:

مقبوله عبد الحليم
20/05/2008, 09:44 PM
نعم أستاذي سعيد

هي الحياة وفيها الكثير من علامات الإستفهام

أحيانا نجد لها الجواب شافيا وأحيانا مبتورا وأحيانا أخرى لا نجده أبدا

علام كل هذه الصعوبة وكل هذا التعقيد في حياة البشر !!!

علام والحياة مجرد درب نسلكه كي يوصلنا الى حياة الأخرة حياة البقاء

لماذا لا نفكر بيومنا فقط ونقول غدا لله تدبير

لماذا نريد أن نأخذ كل شيء ألا يكفينا أن نعيش ببعض الشيء

لماذا ولماذا لا تنتهي

نجلس مع أنفسنا بالساعات نسألها لماذا لكنها تزج بنا في دنيا الغربة والإستغراب

أستاذي سعيد لله درك قد جعلت النفس تفصح عن مكنونات حبيسة بالخاطر

دمت مبدعا

خديجة قرشي
21/05/2008, 04:24 PM
كاتب الموضوع : سعيد نويضي المنتدى : خاطرة
رد: ما بين الألم و الأمل...

تساؤلات مشروعة .. جعلت هواجسنا ومكنوناتنا تطفو على السطح للحظة، لترسم علامة استفهام كبرى...

شكرا أخي سعيد النويضي، فقد استمتعت حقا بقراءة خاطرتك.

سعيد نويضي
22/05/2008, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخت العزيزة مقبولة...

شكرا لمرورك و قراءتك و تعليقك الطيب...

هو وجع السؤال الذي يجعل من الوضوح صعب المنال كلما هوت مطارق الأسئلة لمعرفة طبيعة هذا الكائن المسمى"الإنسان"...فكل الدراسات الإنسانية التي حاولت الإحاطة بحقيقة و بلغز وجوده ..و لم تفلح إلا في توضيح بعض الجوانب الغامضة من تركيبته خاصة البيولوجية أما تركيبته النفسية و العقلية و المعرفية فمازال الغموض يلفها...

و مع كل هذا فقد أراحنا الحق جل و علا من أسئلة لا زال يتخبط فيها "العلم" بكل فروعه...كسؤال الخلق و الغاية من الوجود و إشكالية المصير و العديد من الأسئلة...فمشكلة الاختلاف حول الأجوبة هي من يؤرق الإنسان...فالسؤال واحد و الأجوبة متعددة...و يكبر القلق كلما تعقدت الأجوبة و تشابكت الطرق للوصول إلى معيار يوحد بين الحق في العقليات المختلفة و المتناقضة إلى أبعد الحدود و يبين أن الباطل لن يدوم و لن ينتصر مهما كانت الأسس التي تساند هذا الباطل...

لك التحية و التقدير يا أختاه...

سعيد نويضي
22/05/2008, 02:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخت العزيزة خديجة قرشي...

الشكر الجزيل لقراءتك و تعليقك الذي أضاف للأسئلة علامة استفهام كبرى طوقت النص بأسئلة جديدة قد تكون من فعل توليد الأسئلة من الأجوبة التي قد نتوصل إليها...لأن الحقيقة أنه كلما توصلنا لأجوبة كلما تحولت تلك الأجوبة إلى أسئلة بثوب جديد...و كأن الإنسان يشعر بظمأ لا ينقطع لمعرفة حقيقة الأشياء و حقيقته الكبرى على وجه التحديد...و لولا لطف من الله عز و جل لظل الإنسان كما قد يبدو في بعض المجتمعات في أسفل سافلين...لأنه ببساطة لم يستعمل ما أمده الخالق به ليعينه على معرفة ما هو أساسي ليرتقي من حيوانيته البهيمية و ينزل من ملائكيته الوهمية ليقف على حقيقة إنسانيته التي شرفه بها و كرمه بها الخالق و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا...

سعدت كثيرا بمرورك و بتعليقك يا أختاه...

دمتم في رعاية الله جل و علا...