خديجة قرشي
21/05/2008, 04:45 PM
خاطرة عمرها عشرون عاما...
أنظر .. إليك يا وطني
من فوهة بندقية يستنشق العالم نسيم الصباح، ومع إطلالة كل فجر يأتي إلى مسامعنا صراخ ثكلى وعويل طفل يركض خلف دخان..
قهقهة المدافع، زغاريد الرشاشات، تكاد تمحو البسمة على شفاه الأطفال.
أنظر إليك يا وطني المثقل بالجراح، أنظر إلى دموع النساء تجري على أرضك أنهارا، دماء الشهداء بركة هنا، وبحيرة هنالك غادرتها التماسيح.
من فوهة بندقية أصرخ " أنا عربية "، ألسنة اللهب تحرق لساني، لأصمت .. لكي لا أغني للحياة .. للشهادة.
قطرات الدم على التراب، هي الوجه الذي لم يخن، هي اللسان الذي نطق، هي القلب الذي صرخ، فدوت صرخاته في أرجاء السماء، لحنا دهش له الوتر.
كيف لا أحيا، وأنا التي لم أمت؟ كلماتي تقطر دما .. والدم رمز الحياة .. ثورة على الموت، ثورة على الطغيان .. في مواكب أعراس صامتة لم تزل.
سمعت بكاء اليتامى، رأيت سياط الطغاة تخترق أحلام السنين، فتكبر المأساة، وتعتصرني الآلام و الأحزان، فأحمل قدري ممتطية صهوة الجبل لأكسر الأغلال في دائرة الصمت والسكون.
كلاب سائبة تنبح في كل مكان، تمزق سكون الليل، فيتمزق قلبي وأعلن عن التحدي .. عن الثورة .. عن العصيان ..
أنين الطفولة المجروحة يخترق شوارع المدينة العتيقة، يسجل تواريخ النكسات، ينحت تماثيل لشهداء لا يزالون أحياء .. يبعث الحياة في أزهار ذابلة لم تفقد عطرها السماوي .. في رحلة الوطن بين الدم والموت.
لا للطغيان .. لا للعنصرية .. لا للصهيونية .. لا للعملاء. جهرنا بصراخنا، أعلنا عن التحدي، فتردد الصدى في أعماق التاريخ شاهدا..
في كل بيت شهيد .. في كل ساحة مقاتل .. فالوطن وطن الأحرار، والأرض أم الثوار .. على الإرهاب والعنف والموت البطيء بين أغلال العبودية وقيود المجرمين.
وطني .. أبحث فيك عن الحقيقة، عن العدالة، فأنت لن تنهزم، لن تتحطم، وأملنا في رجالاتك لن يخيب.
أنظر إليك يا وطني، أراك في عيون العصافير وفي قلب كل شهيد يشم رائحة الموت لتنبعث فيه الحياة من جديد.
دم يراق .. شهادة .. إيمانا .. حبا للوطن .. وصراخا في وجه الطغاة الذين أبوا إلا أن يضعوا الحرية وراء القضبان.
خديجة قرشي 26 يوليوز 1988
أنظر .. إليك يا وطني
من فوهة بندقية يستنشق العالم نسيم الصباح، ومع إطلالة كل فجر يأتي إلى مسامعنا صراخ ثكلى وعويل طفل يركض خلف دخان..
قهقهة المدافع، زغاريد الرشاشات، تكاد تمحو البسمة على شفاه الأطفال.
أنظر إليك يا وطني المثقل بالجراح، أنظر إلى دموع النساء تجري على أرضك أنهارا، دماء الشهداء بركة هنا، وبحيرة هنالك غادرتها التماسيح.
من فوهة بندقية أصرخ " أنا عربية "، ألسنة اللهب تحرق لساني، لأصمت .. لكي لا أغني للحياة .. للشهادة.
قطرات الدم على التراب، هي الوجه الذي لم يخن، هي اللسان الذي نطق، هي القلب الذي صرخ، فدوت صرخاته في أرجاء السماء، لحنا دهش له الوتر.
كيف لا أحيا، وأنا التي لم أمت؟ كلماتي تقطر دما .. والدم رمز الحياة .. ثورة على الموت، ثورة على الطغيان .. في مواكب أعراس صامتة لم تزل.
سمعت بكاء اليتامى، رأيت سياط الطغاة تخترق أحلام السنين، فتكبر المأساة، وتعتصرني الآلام و الأحزان، فأحمل قدري ممتطية صهوة الجبل لأكسر الأغلال في دائرة الصمت والسكون.
كلاب سائبة تنبح في كل مكان، تمزق سكون الليل، فيتمزق قلبي وأعلن عن التحدي .. عن الثورة .. عن العصيان ..
أنين الطفولة المجروحة يخترق شوارع المدينة العتيقة، يسجل تواريخ النكسات، ينحت تماثيل لشهداء لا يزالون أحياء .. يبعث الحياة في أزهار ذابلة لم تفقد عطرها السماوي .. في رحلة الوطن بين الدم والموت.
لا للطغيان .. لا للعنصرية .. لا للصهيونية .. لا للعملاء. جهرنا بصراخنا، أعلنا عن التحدي، فتردد الصدى في أعماق التاريخ شاهدا..
في كل بيت شهيد .. في كل ساحة مقاتل .. فالوطن وطن الأحرار، والأرض أم الثوار .. على الإرهاب والعنف والموت البطيء بين أغلال العبودية وقيود المجرمين.
وطني .. أبحث فيك عن الحقيقة، عن العدالة، فأنت لن تنهزم، لن تتحطم، وأملنا في رجالاتك لن يخيب.
أنظر إليك يا وطني، أراك في عيون العصافير وفي قلب كل شهيد يشم رائحة الموت لتنبعث فيه الحياة من جديد.
دم يراق .. شهادة .. إيمانا .. حبا للوطن .. وصراخا في وجه الطغاة الذين أبوا إلا أن يضعوا الحرية وراء القضبان.
خديجة قرشي 26 يوليوز 1988