م.سليمان أسد
22/05/2008, 05:28 PM
الصداقة تمثل الانسان ... في الصديق ، الذي يساعد الانسان ويعاونه و يكون موضع سره و أمانته و أنسه لأن الإنسان لا
يطيق الوحدة بل يحب أن يعيش مع الآخر لأنه إجتماعي بالطبع وربما كانت علاقة القرابة لا تملأ كل ذات الإنسان
, فقد يحتاج الى من يكون قريباً له في العقل و في الروح ممن يمكن أن تكون قرابته أكثر من قرابة النسب,
لأن قرابة النسب تمثل هذا التواصل في الآباء و الأجداد فقط ،
ولخطورة تأثير الصديق في الصديق, أراد الله من الإنسان أن يعرف كيف يختار صديقه فبين أن الصداقة بشكلها الإيجابي
هي الصداقة المبنية على التقوى , و هي أن تصادق الإنسان الذي يعيش
تقوى الفكر فلا يفكر إلا حقاً ,و تقوى القلب فلا ينبض قلبه إلا بالخير , و
تقوى الحياة فلا تتحرك حياته إلافي الخط المستقيم.
فإذا كان الإنسان تقياً فلابد أن يكون ناصحاً لصديقه لأن الدين النصيحة . و لابد أن يكون الوفي لصديقه لأن الوفاء يمثل
عنصراً من عناصر الإيمان , و إذا كان الإنسان تقياً فلابد أن يعين صديقه و أن يساعده و ينصره و أن يؤثره على نفسه
لأن ذلك من عناصر أخوة الإيمان.
كما يحدثنا الله سبحانه و تعالى عن أن هذه الصداقة سوف تستمر الى الآخرة . "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (الزخرف 67)"
فالمتقون هم الذين تبقى صداقتهم وخلتهم خالدة لأنها انطلقت من الموقع الثابت فلا زوال لها بالموت بل تمتد لتكون حياة المحبة في الدار الآخرة كما كانت حياة المحبة في دار الدنيا.
قيمة الصديق
يحدثنا الله سبحانه و تعالى عن قيمة الصديق من خلال نداء أهل النار عندما يدخلونها .. حيث يستغيثون ((فما لنا من شافعين,و لا صديق حميم))
إن الصديق الحميم هو الذي يفي لك ,و هو الذي يعينك حتى أن أهل النار يتلفتون يميناً و يساراً و يتطلعون الى من كانوا يصادقون من أمثالهم فلا يرون أحداً فيتسائلون : أين هو الصديق الحميم ؟
الاصدقاء في الجانب السلبي
الاصدقاء في الجانب السلبي هؤلاء الذي يعيش الانسان في الآخرة في حسرة صداقته لهم ((يا ويلتي )) فينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور ((ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً)) أي ليتني لم أتخذ فلاناً صديقاً وتسأله ماذا فعل بك فلان؟
فيجيبك ((لقد أضلني عن الذكر بعد اذ جاءني)) لقد كان هذا الرجل حاجزاً بين عقلي وذكر الله فانحرف بعقلي عن مساره الطبيعي ((وكان الشيطان)) شيطان الجن أو شيطان الانسان لا فرق ((للإنسان خذولا))
اختبار الصديق
هناك علامات يمكن أن يختبر بها الانسان صديقه ((من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك شراً فاتخذه لنفسك صديقاً))
فقد تحدث بين الاصدقاء مشاكل وخلافات تجعل أحدهما يغضب من الآخر لكنه يبقى على خط المودة فلا يحاول أن يتكلم عنك بالشر فإذا حصل ذلك لمرات ثلاث فاعتبره متوازنا وأنه يملك قاعدة أخلاقية فلا يدفعه غضبه على أن يقول ما ليس له بحق.
إحذر هؤلاء...
((احذر من إذ حدثته ملك)) أي لا يستمع الى حديثك حتى لو كان خيراً , بل يظهر لك الملل من بدياته ((وإذا حدثك غمك)) أي يجلب لك الغم في حديثه لا من خلال نصيحة, بل من خلال تعقيد حياتك ((وإن سررته أو ضررته سلك فيه معك سبيلك)) فإذا ضررته فإنه لا يصفح عنك و إنما يرد الضرر بالضرر((وإن وافقته ساءك مغيبه بذكر سوأتك)) فما دام معك يتحدث عنك بالخير, فإذا غاب عنك أو غبت عنه تحدث عنك بالسوء((وإن وافقته حسدك واعتدى)) فهو حسود لك حتى لو وافقته لأنه لا يطيق أن يرى مزاياك, فإذا رأى منك حسن الخلق فإنه يحسدك و لا يحمدك بل يعتدي عليك. ((وإن خالفته مقتك ومارى)) فإذا إختلفت معه فأنه يبغضك و لا يفسر المخالفة تفسيراً موضوعياً على أساس اختلاف وجهات النظر.
ويقول الإمام علي :((عدو عاقل خير من صديق أحمق)) لأن العدو العاقل معروف بعداوته الصريحة ولديه أصول في عداوته فتستطيع الاحتراس منه أما الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك لأنه لا توازن لديه.
النهي عن سوء الظن
((ضع أمر أخيك على أحسنه))... ((و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجدلها في الخير محملاً)) أي إياك أن يغلب الظن السييء على الظن الحسن ,لأن ذلك يجعلك لا تثق بالآخرين, وإلا فقدت الثقة بهم. وإذا سمعت أو رأيت من صديقك شيئاً فتريث ولا تسرع بالحكم عليه حتى تتبين مقصده وترى عذره .
أيها الأخوه ...إن بعض الناس يعيشون العقدة في علاقاتهم الاجتماعية فإذا صدرت منك كلمة حسنة فإنه يقلبها الى كلمة سيئة لأنه لايطيق أن يرى الشيء الحسن في الآخرين فعلينا أن نكون واعين لكل كلمة نتكلم بها ولكل عمل نقدم عليه وأن نحرر أنفسنا من الأنانية وحب الذات
ولتكن علاقاتنا مع بعضنا البعض علاقة العقل بالعقل وعلاقة القلب بالقلب وعلاقة الروح بالروح
وخصوصاً في هذه المرحلة حيث الاخطار محيطة بنا والمؤامرات تحاك حولنا.
يطيق الوحدة بل يحب أن يعيش مع الآخر لأنه إجتماعي بالطبع وربما كانت علاقة القرابة لا تملأ كل ذات الإنسان
, فقد يحتاج الى من يكون قريباً له في العقل و في الروح ممن يمكن أن تكون قرابته أكثر من قرابة النسب,
لأن قرابة النسب تمثل هذا التواصل في الآباء و الأجداد فقط ،
ولخطورة تأثير الصديق في الصديق, أراد الله من الإنسان أن يعرف كيف يختار صديقه فبين أن الصداقة بشكلها الإيجابي
هي الصداقة المبنية على التقوى , و هي أن تصادق الإنسان الذي يعيش
تقوى الفكر فلا يفكر إلا حقاً ,و تقوى القلب فلا ينبض قلبه إلا بالخير , و
تقوى الحياة فلا تتحرك حياته إلافي الخط المستقيم.
فإذا كان الإنسان تقياً فلابد أن يكون ناصحاً لصديقه لأن الدين النصيحة . و لابد أن يكون الوفي لصديقه لأن الوفاء يمثل
عنصراً من عناصر الإيمان , و إذا كان الإنسان تقياً فلابد أن يعين صديقه و أن يساعده و ينصره و أن يؤثره على نفسه
لأن ذلك من عناصر أخوة الإيمان.
كما يحدثنا الله سبحانه و تعالى عن أن هذه الصداقة سوف تستمر الى الآخرة . "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (الزخرف 67)"
فالمتقون هم الذين تبقى صداقتهم وخلتهم خالدة لأنها انطلقت من الموقع الثابت فلا زوال لها بالموت بل تمتد لتكون حياة المحبة في الدار الآخرة كما كانت حياة المحبة في دار الدنيا.
قيمة الصديق
يحدثنا الله سبحانه و تعالى عن قيمة الصديق من خلال نداء أهل النار عندما يدخلونها .. حيث يستغيثون ((فما لنا من شافعين,و لا صديق حميم))
إن الصديق الحميم هو الذي يفي لك ,و هو الذي يعينك حتى أن أهل النار يتلفتون يميناً و يساراً و يتطلعون الى من كانوا يصادقون من أمثالهم فلا يرون أحداً فيتسائلون : أين هو الصديق الحميم ؟
الاصدقاء في الجانب السلبي
الاصدقاء في الجانب السلبي هؤلاء الذي يعيش الانسان في الآخرة في حسرة صداقته لهم ((يا ويلتي )) فينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور ((ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً)) أي ليتني لم أتخذ فلاناً صديقاً وتسأله ماذا فعل بك فلان؟
فيجيبك ((لقد أضلني عن الذكر بعد اذ جاءني)) لقد كان هذا الرجل حاجزاً بين عقلي وذكر الله فانحرف بعقلي عن مساره الطبيعي ((وكان الشيطان)) شيطان الجن أو شيطان الانسان لا فرق ((للإنسان خذولا))
اختبار الصديق
هناك علامات يمكن أن يختبر بها الانسان صديقه ((من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك شراً فاتخذه لنفسك صديقاً))
فقد تحدث بين الاصدقاء مشاكل وخلافات تجعل أحدهما يغضب من الآخر لكنه يبقى على خط المودة فلا يحاول أن يتكلم عنك بالشر فإذا حصل ذلك لمرات ثلاث فاعتبره متوازنا وأنه يملك قاعدة أخلاقية فلا يدفعه غضبه على أن يقول ما ليس له بحق.
إحذر هؤلاء...
((احذر من إذ حدثته ملك)) أي لا يستمع الى حديثك حتى لو كان خيراً , بل يظهر لك الملل من بدياته ((وإذا حدثك غمك)) أي يجلب لك الغم في حديثه لا من خلال نصيحة, بل من خلال تعقيد حياتك ((وإن سررته أو ضررته سلك فيه معك سبيلك)) فإذا ضررته فإنه لا يصفح عنك و إنما يرد الضرر بالضرر((وإن وافقته ساءك مغيبه بذكر سوأتك)) فما دام معك يتحدث عنك بالخير, فإذا غاب عنك أو غبت عنه تحدث عنك بالسوء((وإن وافقته حسدك واعتدى)) فهو حسود لك حتى لو وافقته لأنه لا يطيق أن يرى مزاياك, فإذا رأى منك حسن الخلق فإنه يحسدك و لا يحمدك بل يعتدي عليك. ((وإن خالفته مقتك ومارى)) فإذا إختلفت معه فأنه يبغضك و لا يفسر المخالفة تفسيراً موضوعياً على أساس اختلاف وجهات النظر.
ويقول الإمام علي :((عدو عاقل خير من صديق أحمق)) لأن العدو العاقل معروف بعداوته الصريحة ولديه أصول في عداوته فتستطيع الاحتراس منه أما الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك لأنه لا توازن لديه.
النهي عن سوء الظن
((ضع أمر أخيك على أحسنه))... ((و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجدلها في الخير محملاً)) أي إياك أن يغلب الظن السييء على الظن الحسن ,لأن ذلك يجعلك لا تثق بالآخرين, وإلا فقدت الثقة بهم. وإذا سمعت أو رأيت من صديقك شيئاً فتريث ولا تسرع بالحكم عليه حتى تتبين مقصده وترى عذره .
أيها الأخوه ...إن بعض الناس يعيشون العقدة في علاقاتهم الاجتماعية فإذا صدرت منك كلمة حسنة فإنه يقلبها الى كلمة سيئة لأنه لايطيق أن يرى الشيء الحسن في الآخرين فعلينا أن نكون واعين لكل كلمة نتكلم بها ولكل عمل نقدم عليه وأن نحرر أنفسنا من الأنانية وحب الذات
ولتكن علاقاتنا مع بعضنا البعض علاقة العقل بالعقل وعلاقة القلب بالقلب وعلاقة الروح بالروح
وخصوصاً في هذه المرحلة حيث الاخطار محيطة بنا والمؤامرات تحاك حولنا.