المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اوريللي أشهَر اعلامي في العالم بالتضليل والخداع



رامي
22/05/2008, 08:17 PM
اوريللي أشهَر اعلامي في العالم بالتضليل والخداع


يعتبر بيل أورايللي احد اشهر مقدمي البرامج والإعلاميين الأمريكيين، ممن يُسهمون فى تشكيل توجهات الرأي العام الأمريكي من خلال حضوره الإعلامي البارز في شبكة فوكس نيوز الإخبارية، فأوريلي لا يقوم فحسب بتقديم برنامجا حواريا، وإنما يبث رسالة مفادها أن الحفاظ على القيم الراسخة للمجتمع الأمريكي والأخلاقيات ذات الخلفية الدينية من شأنه أن يدعم تماسكه ضد "دعاة التقدمية والعلمانيين".

هذا هو ما أكد عليه أورايللي في ثنايا كتابه "مناضل من أجل الثقافة" Culture Warior ، إلا أن شهرة بيل أورايللي قد نبعت بالأساس من تميز برنامجه الإخباري يمكن ترجمته إلى "رؤية أورايللي" O'reilly Factor والذي يحقق نسبة مشاهدة مرتفعة لتركيزه على القضايا الآنية المثيرة للجدل داخل المجتمع الأمريكي علي الصعيدين الداخلي و الخارجي واستضافته للمشاهير الأمريكيين.

النشأة وبواكير الاهتمامات الصحفية

ولد وليام جيمس أورايللي فى عام 1949 لوالد يعمل كمحاسب في شركة كالتكس للبترول ـ مقرها نيويورك ـ. وقد تشكل اهتمامه بالصحافة من خلال مساهمته خلال دراسته في كلية ماريست Marist College. في صحيفتها المسماة الدائرة The Circle . ولكن أورايللي تخصص في دراسة التاريخ في جامعة الملكة ماري Queen Mary College بجامعة لندن و التي حصل منها على شهادته الجامعية فى عام 1971. بحسب تقرير واشنطن.

ولم يثن ذلك أورايللي عن إكمال دراسته العليا فى مجال الصحافة التليفزيونية من جامعة بوسطن بالتوازي مع العمل فى بعض الصحف المحلية مثل صحيفة بوسطن فونيكس Boston Phoenix وميامي هيرالد MIAMI HERALD كمحرر للتقارير الإخبارية وناقد سينمائي.

وكانت بداية عمل أورايللي الإعلامي التليفزيوني كمراسل لقنوات تليفزيونية محلية مثل قناة WFAA في دالاس بولاية تكساس وقناة KMGH-TV بولاية كلورادو وحصل خلال عمله بها علي جائزة إيمي Emmy Award المحلية لتميز تغطيته الإخبارية عام 1980 .

ولقد أثر التعليم الديني الكاثوليكي الذي تلقاه أورايللي في مدرسة شاميناد الكاثوليكية الخاصة Chaminade High School علي توجهات أورايللي وإدراكاته لواقع المجتمع الأمريكي بحيث مثل الاتجاه المحافظ الرافض للتخلي عن القيم والأخلاقيات الدينية جوهر عمل أورايللي الإعلامي والركن الثابت قي رؤيته لواقع مجتمعه.

سي بي إس والصعود نحو الشهرة العالمية

مثلت قناة سي بي إس الأمريكية البداية الفعلية لعمل أورايللي كمقدم للبرامج الجماهيرية من خلال عمله كمقدم لبرنامج Inside Edition الذي حقق من خلاله نجاحات إعلامية متميزة مثل تغطيته لسقوط حائط برلين و أحداث الشغب في لوس أنجلوس عام 1992 إلي أن تم استبداله من جانب إدارة القناة بالإعلامي الأمريكي الشهير ديبورا نورفيل Deborah Norville حينها فضل أورايللي أن يمضي فترة ابتعاده عن العمل الإعلامي في الحصول علي درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد بعدها عمل أورايللي في تقديم برنامج "تقرير أورايلي" O'reilly Report والذي تحول اسمه بعد ذلك إلي"رؤية أورايللي" O'reilly Factor.

أورايللي والوصول للقمة الأمريكية

حقق بيل أورايللي من خلال تقديمه لبرنامج رؤية أورايللي بشبكة فوكس نيوز نجاحا مدويا تؤكده إحصاءات مشاهدي البرنامج الذين يتجاوز عددهم 3.25 مليون مشاهد يوميا، والتصنيفات الصحفية التي تضع البرنامج ضمن أكثر البرامج مشاهدة داخل الولايات المتحدة.

وارتبطت شهرة البرنامج بقضايا شهيرة تصدي لها أورايللي مثل الحملة التي تبناها البرنامج ضد المخالفات المالية في بعض المؤسسات الخيرية الأمريكية وخاصة مؤسستي الصليب الأحمر الأمريكي والطريق المتحد التي أعاقت قيامها بإيصال الدعم المالي لضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهو الأمر الذي أسفر عن استقالة برنادت هيلي Bernadette Healey مدير مؤسسة الصليب الأحمر الأمريكية عام 2002.

وعلى الصعيد الداخلي تناول أورايللي سباق الانتخابات الأولية للحزبين الديموقراطي والجمهوري لتسمية مرشحيهما للانتخابات من خلال استضافة بعض المرشحين مثل رود جولياني RUDY GIULIANI مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأولية في 29 يناير قبيل بداية الجولة الثالثة للانتخابات في فلوريدا للاستفسار عن أسباب تدني نتائجه مقارنة بمنافسيه رومني وماكين.

ويركز برنامج أورايلي علي الصعيد الخارجي علي الموضوعات المطروحة مثل الحرب علي الإرهاب وأوضاع القوات الأمريكية في العراق والعقوبات الدولية على طهران وفي هذا الإطار أثار أورايللي في مطلع عام 2008 قضية الاتهامات الموجهة لحوالي 35 شركة أمريكية بالقيام بمشروعات في إيران وسوريا وخاصة شركتي جنرال إليكتريك General Electric و فورد Ford وانتقد أورايللي هذا النهج واصفا أرباح تلك الشركات بالأموال الملوثة بالدماء Blood Money التي تتكون من التعامل مع دول "راعية للإرهاب" علي حد تعبيره.

ضريبة النجاح وغياب حيادية الخطاب

علي الرغم من النجاح الذي حققه أورايللي في عمله الإعلامي إلا انه قد تعرض لانتقادات تناولت نهجه في التغطية الإعلامية وتناوله للموضوعات ذات الصلة بالشأن الأمريكي العام، ففي مايو 2007 قام بعض الباحثين بقسم الإعلام بجامعة إنديانا بنشر دراسة تناولت آراء أورايللي خلال تقديمه لبرنامجه وتوصلت لاستنتاج بأنه يقوم ببث صورة سلبية لغير الأمريكيين بحيث لم يقدم أي منهم في دور الضحية أو البطل وإنما في الغالب كتهديد للأمريكيين.

وجاءت منظمة شئون إعلامية من أجل أمريكا Media Matters For America لتشكك في مصداقية برنامج أورايللي انطلاقا من توجهها التقدميProgressive المضاد لتوجه أورايللي المحافظ فاتهمته بخداع الشعب الأمريكي في غمرة تأييده للحرب الأمريكية علي العراق بادعائه وجود صلة وهمية بين نظام صدام حسين وجماعة أنصار الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة فضلا عن تلاعبه بالإحصاءات والحقائق لإثبات وجهة نظره في بعض حلقات برنامجه التي تناولت الفقر في الولايات المتحدة، وادعاؤه وجود "حرب على احتفالات عيد الميلاد الأمريكية من جانب من أسماهم العلمانيين بهدف تهديد الهوية الأمريكية بقوة من خلال الضغط لإلغائها وهو ما أتضح خطأه لاحقا.

ويتمادى بعض منتقدي أورايللي لوصفه بمعاداة السامية مستدلين بتعليقه علي بعض الانتقادات الصحفية التي وجهت لفيلم آلام المسيح بقوله إنها تنبع من سيطرة بعض رجال الأعمال اليهوديين على هذه الصحف ودعوته لليهود في الولايات المتحدة للهجرة إلى إسرائيل إذا لم يستطيعوا التكيف مع المجتمع الأمريكي الذي لن يتوانى في إظهار كونه مجتمع متدين.

أما عن الكتب التي اتجهت لانتقاد أورايللي فكان من أشهرها كتاب بشأن السيرة الذاتية لأورايللي كتبه الناقد الأمريكي مارفين كيتمان Marvin Kitman بعنوان "الرجل الذي لن يصمت أبدا: صعود بيل أورايللي" "The Man Who Would Not Shut Up: The Rise of Bill O'Reilly" وهو الكتاب الذي أصدرته دار نشر مارتين برس Martin's Press في يناير 2007 وساهم أورايللي شخصيا في الترويج له قبيل صدوره ثم اتجه لانتقاده لاحقا بعد صدوره لتناوله للاتهامات التي وجهت إليه في عام 2004 بالتحرش الجنسي بمنتجة برنامجه أندريا ماكريس Andrea Mackris ، وهو ما دفع كيتمان لإتهام أورايللي بالنفاق وحجب الحقائق عن الجمهور الأمريكي.

كتب بيل عن الثقافة والحياة الأسرية الأمريكية

وقام بيل أورايللي بتأليف عدد من الكتب التي تركزت حول الثقافة والتربية المحافظة في المجتمع الأمريكي إضافة إلي نشره لمقالات أسبوعية ببعض الصحف مثل نيويورك بوست وشيكاغو صن تايمز، ومن أبرز كتاباته كتاب "محارب من أجل الثقافة" الذي صنف باعتباره أكثر الكتب الجادة مبيعا لعام 2006 في تصنيف صحيفة نيويورك تايمز ، وكتابه "تحليل أورايلي للأطفال: المرشد لبقاء الأسر الأمريكية"The O'Reilly Factor For Kids: A Survival Guide for America's Families. والذي صنف أيضا باعتباره أكثر الكتب الجادة مبيعا لعام 2005 أما أحدث كتابات بيل أورايللي فهو بعنوان "الأطفال الأمريكيين أيضا "Kids Are Americans Too الذي أصدرته دار نشر وليام مورو في أكتوبر 2007.

ويقدم أورايللي من خلال هذه الكتابات نموذج لمجتمع أمريكي يقوم علي التماسك الأسري والتربية الأخلاقية للأطفال وهو ما جعل صحيفة الدايلي تليجراف البريطانية The Daily Telegraph لتصنيفه ضمن أكثر مئة شخصية من المحافظين تأثيرا علي الرأي العام الأمريكي في عام2007 .

أورايللي بين الدفاع عن القيم وقضية اندريا كريس

ظلت حياة أورايلي الشخصية هادئة و بعيدة عن الأضواء الإعلامية لفترة طويلة فهو متزوج من مورين ماكفيلي Maureen E. McPhilmy مديرة للعلاقات العامة بإحدى الشركات الأمريكية وأب لولد وبنت ، ولكن هذا الهدوء قد تلاشي عام 2004 وأصبحت حياة أورايللي الشخصية موضع اهتمام إعلامي كبير عقب قيام منتجة برنامجه اندريا ماكريس في أكتوبر 2004 بمقاضاة أورايللي واتهامه بالتحرش بها جنسيا أثناء العمل وهو ما نفاه بشكل قاطع، ولكن بعض الصحف أكدت أن أورايللي قد دفع لماكريس حوالي 60مليون دولار مقابل تنازلها عن القضية لإنقاذ سمعته.

وتكمن أهمية هذه القضية في تعارضها مع توجه مثله أورايللي في المجتمع الأمريكي المتمثل في الحفاظ علي القيم والتماسك الأسري والتأكيد علي الفضيلة والقدوة الأخلاقية التي يمثلها قادة الرأي العام والمشاهير في المجتمع، وهو ما دفعه لانتقاد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إبان اتهامه بالتحرش الجنسي عام 1998 بقوله: لنكن واقعيين، إن نجاح السياسيين والمشاهير بشكل عام يعتمد علي ثقة الجمهور في مصداقيتهم، ولذلك فإن اتهام أي منهم بممارسات لا أخلاقية يشوه صورتهم العامة ويجعلهم موضع سخرية في المجتمع.

ولذلك قام المحلل الإعلامي بيتر هارت Peter Hart باتهام أورايللي في مقال له علي موقع مؤسسة: الإنصاف والدقة في التقارير الإخبارية عام 2004 بخداع مشاهديه حول توجهاته الشخصية وإضفاء هالة من الالتزام الأخلاقي علي حياته قد لا تكون دقيقة تماما في حالة ثبوت الاتهامات الموجهة ضده وهو ما لم يتحقق لتسوية القضية وتنازل ماكريس عن ادعائها.
شبكة النبأ