المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحفي فلسطيني يفوز بجائزة الصحافة العالمية مارثا جيلهورن



رامي
25/05/2008, 01:01 PM
صحفي فلسطيني يفوز بجائزة الصحافة العالمية مارثا جيلهورن

http://www6.0zz0.com/2008/05/25/09/837894299.jpg


*المغير/ توجهت في كلمتي الصحافية الى القارئ الغربي لاطلعه على ما يجري هنا من ناحية انسانية.

*اللجنة المنظمة للجائزة /المغير صحفي استثنائي يسحق الجائزة لشجاعته وجرأته ووعيه في نقل الحقيقة من وجهة نظر مستقلة.

'لست سعيداً بالفوز بالجائزة بقدر ما أنا سعيد أن يضع صحفي فلسطيني اسمه بجانب عمالقة الصحافة العالمية من أمثال روبرت فيسك في إحدى أهم الجوائز العالمية،' هكذا عبر الصحفي الفلسطيني محمد عمر المغيَّر (23 عاماً)، الذي فاز بجائزة لأفضل مجموعة قصص صحفية مكتوبة على مستوى العالم هذا العام.

محمد المغير الذي يقطن مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة فاز بجائزة 'Martha Gelhorn Journalism Prize 2008'، وهي إحدى أهم الجوائز العالمية، عن مجموعة قصص إخبارية نشرها في مجلة 'تقرير واشنطن لشؤون الشرق الأوسط' الأمريكية (باللغة الانجليزية) تناولت الوضع الإنساني القاسي الذي يعيشه سكان قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي.

وبهذا الفوز ينجح أول صحفي فلسطيني في انتزاع مكان له بجانب عمالقة الصحافة المكتوبة في العالم، فقد فاز من قبله فيها الكاتب الشهير روبرت فيسك (الاندبندنت) عام 2002 وكريس مكريال (الغارديان) 2003 وجيرمي هاردينغ (لندن ريفيو أوف بوكس) 2000.

وتُنّظم هذه المسابقة كل عام في انجلترا حيث يشارك المتسابقون بثلاث قصص صحفية على الأقل ويشترك فيها أهم كُتاب القصص الصحفية على مستوى العالم ويُعتبر المغيّر أول فلسطيني يفوز بها بعد منافسة قاسية مع عدد كبير من المنافسين حيث قاسمه في المركز الأول الصحفي الأمريكي داهر جامل.

المفكر الأمريكي وعالم اللغة الشهير نوام تشومسكي اطّلع على القصص المنافسة ووضع توصياته للجنة التحكيم عن محمد المغير فقال: 'إن قصص محمد عمر (المغير) من غزة مدهشة جداً في طريقة تناولها للحدث وعمقها، حتى في وجودها مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي عمل بها. انها حقاً انجاز يُشار له بالبنان لشخص متميز جداً وذي مهارة عالية ملتزم بأعلى القيم. أنا أتمنى أن يٌعطى الفرصة ليستمر في عمله إلى الأمام.'

أما جون بلجر، عضو لجنة التحكيم وأحد الكتاب المشهورين فقال في تصريح صحفي المغير بالقول: 'صدقاً لقد أصبح صوت من لا صوت لهم، ونتاجاته من نفس السجن المفتوح الذي يعيش هو فيه بمثابة تسجيل إنساني لواقع اللا عدالة التي فُرضت على مجتمع نسيه معظم العالم'.

كما أوصى الكاتب الأمريكي الشهير غريغ غوردون للجنة فقال: 'أكتب لكم كي تعيروا اهتماماً خاصاً لعمل محمد عمر (المغير) في جائزتكم... ما أحببته في عمل محمد هو تركيزه على صراع الناس العاديين مع الحياة كل يوم... لو أن هناك صحافيين أكثر مثل محمد فلا شك أن أموراً كثيرة ستتغير'.

وفي بيان أصدرته اللجنة المنظمة للجائزة وصفت محمد المغير وداهر جامل بـ'الصحفيين الاستثنائيين' الذين يسحقان الجائزة لشجاعتهم وجرأتهم ووعيهم في نقل الحقيقة من وجهة نظر مستقلة.

في لقاء خاص قال المغير إن ما السبب الذي ميز قصصه هو اعتماده على ملامسة الواقع بمصداقية، دون تهويل أو اختزال.

ويضيف المغير: 'أحاول نقل الواقع كما هو، التركيز على البعد الإنساني بتعمق، أن يعيش القارئ الأجواء التي يعيشها المواطن، فإذا أردت أن أكتب عن زيت الطهي يجب على القارئ أن يشتم رائحته من خلال قراءته للكلمات.'

'أركز على ما يقوله الإنسان العادي، الطفلة والمرأة والرجل والفتاة، المزارع وأم الأسير كما هي، أحاول أن أنقلها إلى المتلقي الغربي وأتسلل بها إلى عقله وهو يرتشف قدحاً من القهوة في الصباح'.

وأشار إلى أن الكتابة للمتلقي والقارئ الغربي ليست باليسيرة، فجلهم لا يعرفون ماذا يجري هنا، فيجب على الصحفي أن يشد انتباه القارئ ويضعه في الواقع دون الحاجة إلى الحديث عن الدم، فقصص الدم والموت هي جزء من الواقع بيد أن هناك تفاصيل أخرى لا تقل أهمية في نقل المعاناة اليومية بعيداً عن أجواء العنف التي ربما ينفر القارئ منها.

ولم يغفل المغير إلى أهمية، بل وفضل المحررين، فيعتقد أن المحررين في مجلة 'تقرير واشنطن لشؤون الشرق الأوسط' لم يتدخلوا بالشكل الذي يغير حبكة وهدف القصة مثل بعض المحررين في مؤسسات أخرى يحذف ويشوه معنى القصة ويحرفها عن مسارها ويختزل قوتها بعمد تحت شعار التحرير، معبراً عن شكره لهم لا سيما وأنهم هم الذين رشحوا القصص للفوز.

وشجع المغير الصحفيين الفلسطينيين لبذل مزيد من الجهد لكشف حقيقة ما يجري على الأرض في غزة الأراضي المحتلة بشكل عام وقال إن هناك فرصة ثمينة لهم وهي أنهم يعيشون الحدث بأنفسهم.

'إن الصحفي الأجنبي الذي يأتي إلى غزة ويمكث يومين أو ثلاثة لا يستطيع أن يعيش الحياة اليومية ولن يستطيع أن يتلمس تفاصيل في كشف الحقيقة مثل الصحفي الفلسطيني الذي هو نفسه يعانيها كل يوم، لذا فأنا أعتقد أن لديهم فرصة لمزيد من الإبداع على الصعيد المهني الصحفي.'

أولمرت.. أريد أبي
من القصص التي دخل بها الصحافي محمد المغير المنافسة.. قصة بعنوان "أريد ان اعيش" تناول من خلالها وفاة الشاب الفلسطيني محمود أبو طه 20 سنة.. الذي توفي بعد أن منعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من السفر للعلاج من مرض السرطان الذي نخر جسده. فبعد طول انتظار تسمح قوات الاحتلال له بالسفر مع والده، بيد أنهم اعتقلوا الوالد وأمروا المريض بالعودة. بدأ المرض يتفاقم رويداً رويداً ومحمد ينتظر السماح له مرة أخرى وهو يقول 'أريد أن أعيش'، وبعد عدة أيام سمحت سلطات الاحتلال له بالسفر، وما أن اجتاز معبر بيت حانون 'ايرز' الفاصل بين غزة وإسرائيل توفي محمد. والقصة الثانية بعنوان "أولمرت اريد ابي" تناول من خلالها الفتاة جمانة 7 سنوات.. توفيت والدتها وهدمت قوات الاحتلال منزلها في مدينة رفح واُعتقل أبيها، تعيش الطفلة الوحيدة لأبيها مع جدتها تأمل أن تلقى أباها الذي طال انتظاره. أما القصة الثالثة فتتناول حياة الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة بعنوان 'خرج للصيد' التي ينقل فيها الصحافي المغير تفاصيل حياة الصيادين مع الخطر المزدوج؛ خطر البحر وخطر الاحتلال، فالصياد لا يعرف هل سيعود بعد أن يركب البحر أم لا؟ فربما يُقتل أو يُعتقل أو ربما يعود. والقصة الرابعة هي 'كارثة معبر رفح' ويعرض فيها المغير معاناة المسافرين الفلسطينيين المُحتجزين على معبر رفح بعد الإغلاق الإسرائيلي المُحكم أواسط يونيو الماضي. يتناول وفاة أكثر من 35 شخصا (وقت النشر في أكتوبر 2007) والعدد في ازدياد، منهم المرضى والأطفال والطلاب ورجال الأعمال وغيرهم الذي يتعلق مستقبلهم بفتح المعبر.

فبعد طول انتظار تسمح قوات الاحتلال له بالسفر مع والده، بيد أنهم اعتقلوا الوالد وأمروا المرض بالعودة. بدأ المرض يتفاقم رويداً رويداً ومحمد ينتظر السماح له مرة أخرى وهو يقول 'أريد أن أعيش'، وبعد عدة أيام سمحت سلطات الاحتلال له بالسفر، وما أن اجتاز معبر بيت حانون 'ايرز' الفاصل بين غزة وإسرائيل توفي محمد.

القصة الثانية بعنوان 'أولمرت: أريد أبي' تتناول الفتاة جمانة أبو جزر (7 أعوام) توفيت أمها وهدمت قوات الاحتلال منزلها في مدينة رفح واُعتقل أبيها، تعيش الطفلة الوحيدة لأبيها مع جدتها تأمل أن تلقى أباها الذي طال انتظاره.

أما القصة الثالثة فتتناول حياة الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة بعنوان 'خرج للصيد' التي ينقل فيها الصحفي المغير تفاصيل حياة الصيادين مع الخطر المزدوج؛ خطر البحر وخطر الاحتلال، فالصياد لا يعرف ما هل سيعود بعد أن يركب البحر أم لا، فربما يُقتل أو يُعتقل أو ربما يعود.

والقصة الرابعة هي 'كارثة معبر رفح' ويعرض فيها المغير معاناة المسافرين الفلسطينيين المُحتجزين على معبر رفح بعد الإغلاق الإسرائيلي المُحكم أواسط يونيو الماضي. يتناول وفاة أكثر من 35 شخص (وقت النشر في أكتوبر 2007) والعدد في ازدياد، منهم المرضى والأطفال والطلاب ورجال الأعمال وغيرهم الذي يتعلق مستقبلهم بفتح المعبر.

وتُترجم قصص المغير إلى ما يزيد عن عشر لغات أجنبية أخرى كالاسبانية والفرنسية والايطالية والسويدية وغيرها. ومن المفترض أن يتوجه إلى المملكة المتحدة أواسط يونيو القادم لاستلام الجائزة في حفل رسمي.

وكان المغير قد فاز العام الماضي بجائزة Ethnic Media Award في الولايات المتحدة لأفضل قصة صحفية على مستوى العالم عن قصته 'شارون...لماذا هدمت منزلي'.