المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستون عاما على احتلال فلسطين,فماذا انت فاعل؟



حسان محمد السيد
25/05/2008, 06:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد الخلق وأمير الأنبياء والمرسلين




ستون عاما والعرض يهتك والدماء تسيل,والعبير مشرد بين مخيم ومخيم,والورود منثورة محترقة لا عبق فيها ولا ألوان,فلا البلابل بعد ذلك صدحت ولا صوت الأثير,ولا طفولة سلمت ولا شباب,ولا شيوخ رحمت ولا نساء,ولا شمس أشرقت ولا فجر جميل,ولا ليل مقمر ولا نجوم تتلألأ ولا نسيم,ولا أرض انبتت حبا ولا حصيد,ولا زرع ولا نخل ولا طلع نضيد,انها حال كل أرض يغتصبها (كفار عنيد,مناع للخير معتد مريب).ستون عاما وفي بيت كل منا غرفة محتلة وأخ أسير,أم تنتحب وأخت تستجير,بح النداء فلا مجيب ولا مغيث,الا الله الذي يمهل ولا يهمل ولا يرد نداء المستضعفين,ستون عاما والجرح ينزف دما زاهرا يروي الأرض التي تبث همومها الى السماء تترقب نصرة الأخ والشقيق,تنتظره انتظارها للغيث بعد قحل طويل.ستون عاما والعالم يجند نفسه حاميا وكافلا وداعما وشاهد زور لقوم الشتات واللقيط والمغتصبين,خطفوا البصر من العيون والنطق من الكلام,صلبوا الروح وقطعوا الجسد وما زالوا يفترون,فالقيود تشتد ضراوة على الأيادي,والحبال تزيد حنقا على الرقاب,ووعود خاوية مخادعة تسقى الينا كل يوم بطعم العلقم والزعاف.قالوا ان فلسطين ضاعت بتامر رسمي عالمي وجهل شعبي مريع,وهذا جزء من الحقيقة,لأنني واثق باذن الله ان فلسطين لن تضيع,وقالوا ان شمسنا قد افلت,وانا على يقين انها في كسوف,وان الغد آت بفجر ساحر واشراق مجيد,وان فلسطين سترجع بعد سفر قسري وسجن لئيم,لأنه ليس فينا من نسي انها ارض الاباء والأجداد وارض الحشر وانها حق,والحق ان جاء فلا بد للباطل ان يكون زهوقا,و استرداد أرضنا وحقوقنا ليس واجبا حصريا على حكومات ولا جيوش,ليست الحرب بالنار والمدفع دون غيرها من السلاح,ففلسطين وأي ارض عربية لا تستعاد بالمؤتمرات ولا عذب الكلام,ولا بالنويح والندب ولا بجلد الذات, ولا بالتوكل على الله عز وجل ونحن قاعدون ,(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون),صدق الله العظيم.

أيها السادة...

ليس خفيا على أحد أننا نقتل بأموالنا,وأننا نجوع بثرواتنا,ونظمأ بمائنا,وأننا نرمى في العراء بأيدينا,والمغذي الوحيد لهذا الصلف هو المال,أوله المال العربي الذي يتخم به الأعداء ولا تعرف لونه ولا فائدته الشعوب,فالمال الذي سطت عليه الحكومات لا طاقة لنا على ضبطه ولا توجيهه,صبر جميل والله المستعان,أما مالنا الشخصي المتواضع,فنحن لا غيرنا من يقرر كيف يصرف والى من يسير,وهذا المال القليل على مستوى الفرد,الوفير الهائل على مستوى المجتمع,هو قصدي وغاية كلماتي,فلست هنا لكي أسجل مقالا لا هدف منه ولا نداء,ولست من الذين أنعم الله عليهم بالعلم الواسع والثقافة الكبرى,حتى أضع نفسي في رتبة الواعظين,ولا لأنظر وأتكلم لمجرد الكلام,ولست من الذين لا هم لهم سوى احباط الناس والازدراء بالأصل والجذور العريقة التي هي من عمر الوجود,ولست من عصابة أقلام النذالة والخيانة, المروجة لنبذ الهوية وهدم التاريخ والتراث بالكذب والتحريف والافك والخرافات,(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد),انما أنا واحد من أمة عظيمة كريمة لا غبار على تاريخها, ولا أعظم وأجل من ماضيها,لا أكبر من مستقبلها اذا ما اتحدت,لا أعدل من شرعها, ولا أشرف من أهلها,رغم كل المصائب والنوائب التي حلت بها وما تزال,فهذا أكبر دليل على انها ما زالت أمة تنعم بالحياة, وقلبها لا يزال ينبض فتوة وعطاء ,ولو كانت ميتة كما يريدها الكتّاب المرتزقة,كتبة العصر الصهيوني والمستعمرين,لما كان الرصاص يطلق على رأسها كل يوم بلا انقطاع,فهل رأيتم احدا يقتل ميتا بعد دفنه؟.

ان مالي ومالك وماله هو وجه من أوجه المقاومة والجهاد,ويسير من هذا المال يذهب لشراء الرصاصة التي تقتل طفلة في عمر الورود,وفتى في عز الشباب,واجيالا من العزل والأبرياء ,ويسير منه يوظف في هدم البيوت وقطع الرؤوس والأرزاق, واغتصاب الأعراض وتدنيس المقدسات,من فلسطين الى العراق الى لبنان الى كل بقعة محتلة ومضطهدة,ولكم يعتصرني الألم ويلفني الحزن وانا أرى قسما لا يستهان به من شعبنا, يقف أمام التلفاز مشاهدا المحرقة الكبرى في العراق,والقتل الجماعي في فلسطين,وفي جيبه علبة سجائر,او يرتدي قطعة ملابس وغيرها من المنتجات الصهيونية او الداعمة لها,وكم يعتريني الغضب والعتب وانا انظر الى شريحة منا,تفتح عبوة مشروبات غازية, وهي تعرف ان مع كل عبوة هنا,هناك أخرى ناسفة تلقى على أهله واخوانه وأرضه,بهذا المال القليل والبسيط كما نحسبه,نشتري على سبيل المثال سجائرنا من شركة فيليب موريس التي تفتخر بدعمها للكيان الصهيوني وصحبه وأعوانه,وتقدم 12% من أرباحها لما يسمى باسرائيل,وقد صادفت دراسة بهذا الصدد على الشبكة العنكبوتية,قدرت رقما افتراضيا من المدخنين العرب والمسلمين بنحو 400 مليون نسمة,يدخنون ما يزيد عن 800 مليون دولار في اليوم من سلع الشركة,ليكون ربح الشركة منهم حوالي 80 مليون دولار يوميا طالما ان ربحها الصافي وفق تقاريرها هو 10%,فيتم تحويل ما يقارب العشرة ملايين كل صباح,الى السفاحين الذين لم يرقبوا بالبشر الا ولا ذمة,ليشتروا شهريا من مالنا عشرة طائرات حربية فرضا, أو ما يزيد عن مئة دبابة مثلا لا حصرا.

أما الشركات الأخرى التي يتداول سلعها شعبنا بكثافة و بساطة لا تقل عن التدخين, هي المشروبات الغازية أو المرطبات,كشركة الكوكا كولا والبيبسي,وقد قيل ان البيبسي هي اختصار للشعار او الجملة باللغة الانجليزية (ادفع باوند لانقاذ اسرائيل),كان ذلك حقيقة أم لا فليس مهما,غير ان الثابت ان الشركة المذكورة هي من اكبر المساهمين في صندوق النقد القومي اليهودي,كذلك الحال بل أسوأ مع الكوكا كولا التي كرمتها (الحكومة الاسرائيلية) عبر مجلس التجارة (الاسرائيلي) سنة 1997,تقديرا لدعمها المتواصل والوفير منذ اكثر من ثلاثة عقود,كما أنها أعلنت سنة 2002 عن تبنيها التمويل الكامل لمستعمرة (كريات جيت) في فلسطين المحتلة والسبية,واحتفلت بسقوط العراق قائلة عبر رئيسها سنة 2003, ان سقوط العراق سيفتح الأبواب امامها في العالم الاسلامي,( ليتعرف على مشروب المنتصرين وطبيعة حياتهم وقيمهم وسلوكياتهم المثالية),وان نسيت فلا أنسى شركة الماكدونالدز الشهيرة,التي وجه اليها صندوق النقد القومي اليهودي شكره لاعتبارها ثالث اكبر مساهم,مما دفع الشركة الى نفي الخبر بعد تراجع ملحوظ في مبيعاتها في العالم العربي اثر انتشاره,لكن سرعان ما وقع الخبر والتكريم والاحتفاء في النسيان, وعادت الجماهير تستهلك وتساهم بدورها في اغتصاب الأرض والناس وهدم بيوت الله.

انني اذ اذكر أسماء دون غيرها,لأن القائمة طويلة بطول عنائنا وعذابنا وجراحنا وتهجيرنا,وعلى كل مقتف لأثر الحق ان يبحث عن هذه الشركات بغض النظر عن منبتها ومصدرها,فأنا أقدم لكم بعض أبرز المساهمين في قتلنا وترويعنا, وسوف تجدون فرقا رياضية ملوثة بدماء العربي خاصة, والمسلم عامة, كفريق أرسنال,والقائمة لا تنتهي,وعلى سبيل المثال...


Arsenal FC
AOL Time Warner
ARIEL
Coca-Cola
Danone
Delta Galil
Disney
IBM
Johnson & Johnson
L'Oreal
LEVIS
Nestle
Nokia
NIKE
PAMPERS
Intel
Starbucks
McDonald's


أيها الاخوة الكرام


ابحثوا عبر الانترنت وغيرها عن المقاطعة والشركات الداعمة للكيان السرطاني,هناك من المواقع والمصادر والدراسات ما لا ينضب,فأنا لا أجد مناسبا طرح اسم أي موقع في هذا الصدد ,لكي لا يأخذ طابع الدعاية لموقع على الاخر,ولا لأحسب طرفا سياسيا مع هذا او ذاك,سوف تجدون من الشركات أضعاف ما ذكرته ويزيد,كما أود ان تفيدوني اذا ذكرت اسم شركة خطأ,قاطعوا ولا تكونوا شركاء في الاثم بأموالكم وانتم تعلمون ,(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) صدق الله العظيم,ولا يتبادر لذهن احد (المتفلسفين) والانهزاميين ان يقول لي, لماذا لا تقاطع الانترنت وتعزف عن ركب الطائرات وغيرها من الوسائل والسلع,فيكون الكلام اذا حصل, جدالا لا بحثا ,هراءا لا جدا,سخافة لا واقعا,وغباءا لا عقلا,فالقصد معروف لكل من في رأسه لب,فأنت وأنا لم نولد مدخنين ولا شاربين للكولا وغيرها, ولا عاشقين للماكدونالدز,انما اطلب ان تقاطع ما استطعت,وان تكلف نفسك وسعها,فكلنا يعرف ان الذي يعيش في أمريكا مثلا,لا يستطيع ان يقاطع منتوجاتها الضرورية لمعيشته,لكنه حتما يقدر ان (يفطم) بطنه ونفسه عن الكماليات,وبعقله الذي وهبه الله تعالى وميزه به عن البهائم وسائر خلقه,يتفكر ويعي ويميز الخبيث من الطيب, والضار من النافع, والخير من الشر,ويزن قوته وقدراته ليتبين ما يستطيعه وما لا يطيقه,ويتجه لاستهلاك السلع المحلية.

ستون عام ايها الكرام والفلسطيني ما زال يحمل بطاقة لاجئ ومشرد,والعراقي يقاسمه اليوم الموت والتنكيل والابادة,ونحن قادرون الى حد كبير على تخفيف معاناتهم ونصرتهم التي هي فرض وواجب والتزام اخلاقي بغض النظر عن الدين والمعتقد,ستون عاما ونحن نلطم ونتظاهر ونشجب في النهار,وحين يحل المساء يذهب كل منا لبيته ينام نوم المغمي عليه,ستون عاما ونحن ندعوا الله تعالى ان يقطع حرثهم ونسلهم, وننسى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم,ستون عاما والحلم ظل حلما ينتظر همة الرجال ونخوة الشرفاء ليتحقق,وما نحن بالغرباء عن الحلم والشرف والأرض, ولا تنقصنا رجولة ولا اقدام,فماذا ننتظر؟ أننتظر السلاطين,و نحن نعلم انهم سراب بقيعه يحسبه الظمان ماءا,ام ننتظر من الذئب ان يكون أمينا على الغنم,ولسنا بغنم,أم ننتظر مددا,والمدد لا يأتي الا بعد عمل وجهد ومشقة ومثابرة وكفاح,أم ننتظر تحقيق النبؤات, والنبؤات مشروطة بالعمل والأخذ بالأسباب والصراط المستقيم؟.

اسمحوا لي ان أطرح سؤالا نسأله لأنفسنا على ان نكون صادقين في الاجابة,أيعقل ان يغتصب احدنا أمه أو أخته أو عمته أوخالته؟ أيقدر أحدنا ان يطلق رصاصة على جنين في رحم أمه, ليشج رأسه الهش او جسمه الرقيق؟ أيدفع أحدنا مالا لكي يجرف المسجد الأقصى ويهدم مسجد قبة الصخرة؟ أينسف احدنا بيتا من بيوت الله او يتخذ من المصاحف هدفا للرماية؟.أسئلة قليلة ازاء هول الكارثة وتفاقم الظلم و الافتراء على الله وعلى هذه الأمة,لكنها حقيقة واضحة حاصلة وضوح الشمس لا يجهلها كبير ولا صغير,ومالنا الذي في جيوبنا يساهم في كل هذه الكوارث والمجازر,فحري بنا في ذكرى النكبة المرة أن ننهض لاصلاح ما نقدر عليه ,فلندع البكاء ولنبدأ بالوثوب ثابتين في الحق لا نخاف الا الله جل وعلا.

فيا اخي الكريم,ان كنت تحترم نفسك فقاطع,وان كان يعز عليك معراج المصطفى عليه واله الصلاة والسلام فقاطع,وان كنت تجل عيسى بن مريم ومهده,عليه وأمه السلام فقاطع,ان كنت تخشى يوما تقف فيه بين يدي الرحمن ليسألك عن مالك في ما انفقته فقاطع,ان كنت تخاف مشهد يوم عظيم, يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فقاطع,ولتسأل نفسك بعد ستين جرحا نازفا,ماذا أنت فاعل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسان محمد السيد