المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة العزوف عن القراءة



د. محمد اسحق الريفي
25/05/2008, 09:13 PM
ظاهرة العزوف عن القراءة،

رغم أن الإنسان بات أحوج ما يكون في هذا الوقت إلى المعرفة نظراً للتداخل الحضاري بين شعوب العالم في ظل العولمة التي نعيشها، نرى بأن هناك عزوفاً واضحاً لدى الجميع وخصوصاً فئة الشباب عن القراءة، وأصبحت وسائل المعرفة مقتصرة على ما يتعرض له الشخص من مؤثرات خارجية لا تخضع لإرادته، وأصبح العقل وعاء لاستقبال ما تبثه القنوات الفضائية من معلومات دون النظر إلى ماهيتها أو مصدرها أو أثرها..

فهل الخطأ يكمن في العزوف عن القراءة كمصدر رئيس من مصادر تلقي المعلومة؟ أم أن الخطأ هو في حصر فكرة الثقافة في القراءة فقط وإغفال مسألة أن تطور الحياة يعني بالضرورة تطور وسائل التلقي ليشمل ما هو أبعد من القراءة؟

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة يدور حول ضمور الوعي الثقافي، وتدني مستوى الاتجاه إلى القراءة والانجذاب إلى الكتاب. من المسؤول عن هذا التراجع الذي تشهده الساحة الثقافية؟ هل هو الوضع الاقتصادي أم سطوة الانشغال بمتطلبات الحياة عن متطلبات الوعي الثقافي؟! وما تأثير الإنترنت ومنتدياتها ومدوناتها على ظاهرة العزوف عن قراءة الكتب المطبوعة؟!

تحية كلاسيكية!

الحاج بونيف
25/05/2008, 09:47 PM
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي
تحية طيبة
موضوع جدير بأن يناقش على أوسع نطاق لما له من أثر على المجتمع.
والعزوف عن القراءة لا نراه سوى عند أمة " اقرأ".. ولو قرأنا لكان حالنا اليوم أفضل وأحسن. فوصول الحضارة إلى ما وصلت إليه، إنما هو نتيجة إقبال أهلها على القراءة، فالقراءة هي مفتاح الثقافة والحضارة والتقدم.
إننا أمة تعادي القراءة وما ينتج عنها..
ليتنا قرأنا حتى يمكننا ان نطرح الشق الثاني من تساؤلك في حصر فكرة الثقافة في القراءة.. فثقافتنا للأسف الشديد هي معاداة الثقافة وكل ما يؤدي إليها.
إننا اكتفينا بالاستهلاك؛ فلقد ألفنا الاعتماد على الآخرين في كل شئ..
حتى التفكير تركناهم يفكرون بدلنا ويأتوننا بما يرونه يناسبنا، فلا غرابة أن يروضوا أفكارنا شيئا فشيئا لنجد أنفسنا ذات يوم لا نقوى على الابتعاد عنهم وقد برمجونا على ما يريدون.
لقد تثاءبت أفكارنا ونامت منذ مدة، فهل لنائم أن يفكر في الكتابة أوالقراءة؟؟
لا بد من أن نصحي الضمائر الميتة، ونطمئن الضمائر القلقة، ونبعث الثقة والأمل في أن التغيير لن يكون سوى بالثقافة.. وأن اللحاق بالركب ممكن إذا سرنا على الدرب الصحيح..

شوشاني محمد
25/05/2008, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

'والله إن القراءة سلاح يوازي الصاروخ والدبابة ' ، أستاذ لنا قاله ونحن لا زلنا في الابتدائي ومنذ ذلك الحين والقول آخذ في الوضوح سنة بعد سنة . وما أردته من هذا المرور فقط هو أن أشير إلى أن القراءة أمل وعمل ، كلما زرعناها في قلوب أبنائنا وغرسنا أهميتها في أفكارهم لما هجروها . من بين الذين تميزوا في شتى مظاهر العلم عبر التاريخ ، نجد ان معظمهم غرفوا وهم صغار من معين القراءة وتربوا على ذلك.

أين نحن من الشافعي ومالك وغيرهم من الذين كتبوا أسماءهم على جدار التاريخ بحروف من ذهب

د. محمد اسحق الريفي
25/05/2008, 11:31 PM
أخي الحبيب الحاج بونيف،

إنه من المحزن حقا أن نرى أمة "إقرأ" لا تقرأ، فكيف تتواصل أجيال هذه الأمة إذا لم تقرأ؟ وكيف تحافظ أمتنا على وجودها إذا هي لم تقرأ؟ إن القراءة تعني ثقافيا الأصالة، والأمة التي تفقد ثقافتها تفقد هويتها، ومن ثم تفقد وجودها. لذلك علينا الاهتمام بظاهرة العزوف عن القراءة لدى النشء إذا أردنا حمايتهم من الثقافات الغريبة في عصر العولمة التي لا ترحم، من خلال تشخيص هذه الظاهرة وتحديد أسبابها والبحث في وسائل علاجها.

إنني أؤمن أنه إذا أردت أن تقتل جيلا فاصرفه عن القراءة ودعه فريسة لوسائل الإعلام التي تمارس التجهيل والتفريغ الثقافي، فالعزوف عن القراءة سلاح بيد أعداء الحضارة وأيضا بيد أعداء أمتنا.

جزاك الله خيرا على مرورك الكريم ومشاركتك القيمة التي تنم عن اهتمام بالغ بأوضاع الأمة.

طواشي الكناني
25/05/2008, 11:40 PM
موضوع جدير بالطرح والنقاش

من وجهة نظري ارى أن الانفتاح الإعلامي وما صاحبه من تاثير القنوات الفضائيه على جميع الفئات بالمجتمع وخاصة فئة الأطفال الذين اغتيلت فيهم بذور حب القراءة والاطلاع فضلا عنا كطبقة مثقفة
بل أن جميع هذه القنوات لا تهدف الى تدريب وتعليم الطفل حب المطالعة
وحتى مدارسنا اصبحت عاجزه عن تحقيق أهدافها بسبب ضعف من يعمل بمهنة التعليم العاجز عن البحث عن المعلومة من مصدرها فكيف بالتلميذ!!!!!

د. محمد اسحق الريفي
25/05/2008, 11:40 PM
أخي الكريم شوشاني محمد،

بالفعل... القراءة سلاح يفوق كل أنواع السلاح المادي، وليس غريبا أن تكون المشاركتان الأولى والثانية في هذا الموضوع لإخوة أعزاء من الجزائر، فالجزائريون يعلمون تماما مدى أهمية القراءة لشعوبنا التي تطمح إلى بناء نهضة حضارية ومواجهة التحديات الجسام، فالكتاتيب كانت إحدى أهم وسائل حماية النشء في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي البغيض من التفرنس وتنشئتهم على مقاومة المحتل الفرنسي ودحره.

ولذلك فلا بد من المحافظة على هذا السلاح وتسليح أبناء الأمة به حتى يستطيعوا مواجهة التحديات الخطيرة التي تحول دون تخلصهم من القهر والاستبداد والاستدمار والاحتلال.

تحية جزائرية حرة!

د. محمد اسحق الريفي
25/05/2008, 11:50 PM
حملة ضد ظاهرة العزوف عن القراءة،

أرجو أن يسمح لي رئيس جمعية واتا الأخ العزيز الأستاذ عامر العظم بدعوته إلى إطلاق حملة واسعة النطاق للتصدي لظاهرة العزوف عن القراءة، وسأستشير المجلس الاستشاري الأعلى حول هذه الحملة بصفتي في اللجنة الثقافية، وأعتقد جازما بأن لدى "واتا" من العقول المفكرة والمبدعة ما يضمن نجاح هذه الحملة، إذ إن هذه الحملة تعد خطوة ضرورية لاستنهاض الأمة والمحافظة على قافتها ووجودها وحماية الأجيال القادمة من الذوبان الثقافي.

تحية نهضوية واتاوية!

د. محمد اسحق الريفي
26/05/2008, 12:20 AM
أخي الكريم طواشي الكناني،

صدقت... فالانفتاح الإعلامي أحد أهم وسائل عزوف الناس عن القراءة، إذ أصبحت عقول الناس كأوعية تستقبل ما تبثه وسائل الإعلام، وبعبارة أخرى فإن على مثل هذه العقول السلام، فالعقل الذي يدمن على جرعات وسائل الإعلام لا يستطيع أن يتحرر من التخدير والتضليل إلا بالعودة إلى القراءة.

بورك مرورك الطيب

أحمد الأقطش
26/05/2008, 02:26 AM
سيدي الكريم البروفيسور محمد الريفي ،،

السلام عليكم ورحمة الله،،

بالفعل هي والله آفة كبرى أكبر مما قد يتصور البعض!

فلولا القراءة لما عرف الواحد منا ربه أو قرآنه أو سنة نبيه! وهي برهان أن عظم الرابطة بين العبد وخالقه في كون أول رسالة حملها جبريل إلى النبي صلوات الله عليه هي (اقرأ)!

وفي تصوري أن هناك عاملين أساسيين في العزوف عن القراءة يتفرع عنهما كثير من الأسباب:
1- التنشئة الأسرية، فالشاعر الحكيم يقول:
وينشأ ناشئ الفتيان مِنـّا *** على ما كان عوّده أبـوهُ
فالقراءة تكون بالتعود منذ الصغر وبتشجيعٍ وتحبيذٍ من الأهل.
2- الدراسة المدرسية، فهي الحاضنة الرئيسية للعلم والتعلّم، وفيها تمتد أيدي التلاميذ أول ما تمتد إلى الكتب.

وللأسف فإنه في عصرنا هذا تخلّت هاتان المؤسستان الخطيرتان (البيت والمدرسة) عن دورهما في ترسيخ القراءة في أبنائهما. فهل يقدر العطار أن يصلح ما أفسده الدهر؟

هذا ما أرى .. وربما أكون مخطئاً !

مع خالص الود والتقدير

د. طالب شلب الشام
26/05/2008, 01:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذنا الفاضل

لقد فتحت جرحاً أليماً حقيقة تعاني منه سائر أبناء الأمة الإسلامية، وهو جدير بالنقاش الجدي من قبل منتداكم المحترم

في تقديم كتاب كيف تقرأ كتاباً لمؤلفيه مورتيمر أدلر وتشارلز فان دورن ذكرت ملاحظة هامة لفتت نظري أحببت أن أشارككم بها.
إن وسائل الإعلام وما يبث فيها يصور الأمر وكأنه لا حاجة للتفكير، فالأفكار تأتي جاهزة عبر الندوات والبرامج (حتى الجادة منها)، فيتلقاها المشاهد أو المستمع، ويخزنها، وعندما يحتاجها (يضع شريط الكاسيت في آلة التسجيل) يستدعيها كما هي، ويلقيها.
والنتيجة أنه يؤدي أداء جيداً في النقاش.
إذاً لا داعي لمزيد جهد

هذا من جهة، وهو يعبر عن واقعنا الآن بالنسبة للعلاقة بين المواطن العربي ووسائل الإعلام (حتى الهادفة والمحترمة منها).

أما من الجهة المقابلة فالقراءة -بما تمثله من جهد فكري يؤدي إلى إغناء العقل بالمعلومات اللازمة لاتخاذ رأي ربما يكون مغايراً لما يتلقاه الشخص من الخارج- تعاني من التردي الذي تعاني منه جميع نواحي الحياة في مجتمعاتنا.
فأنا أسأل هل الرياضة بخير؟
هل الزراعة بخير؟
هل الصناعة بخير؟

فالتردي في ممارسة القراءة هو في حقيقته جزء من ترد شاملٍ، وإن كنت أرى أنه سبب هام في التردي الشامل، سبق التردي في بقية النواحي.
أعتقد أن المهم في الأمر أن أحد أسباب التردي في ممارسة القراءة هو تصويرها كنشاط سلبي زائد عن الحاجة نقوم به عند الفراغ، ولتمضية الوقت (وإن كان الهدف هو الفائدة).

ابتداءً للخروج من النفق المظلم الذي تمر به الحالة الثقافية والفكرية وغيرها من مناحي حياتنا

أرى العمل بجد على تغيير النظرة إلى عمل القراءة والقيام بحملة كبيرة لهذا الهدف، أي النظر إلى القراءة على أنها

عبادة!

نعم عبادة
تسبق لدى بعض فقهائنا صلاة النوافل، ولهذا شواهد من تاريخنا.
(قال ابن وهب: كنت عند مالك بن أنس، فجاءت صلاة الظهر أو العصر، وأنا أقرأ عليه، وأنظر في العلم بين يديه، فجمعت كتبي، وقمت لأركع، فقال لي مالك: ماهذا؟ قلت: أقوم للصلاة، قال: إن هذا لعجب!. فما الذي قمت إليه بأفضل من الذين كنت فيه، إذا صحت النية فيه) (جامع بيان العلم وفضله)
الشافعي رحمه الله يقول: (من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم)
وغيرها من أقوال السلف الصالح

ويجب ألا ننسى الأحاديث النبوية التي تحض على العلم والمعرفة، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، فالقراءة من الواجبات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يسلك طريقاً يلتمس فيه علماً إلا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)
وقال صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم، وطالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه).
وهل هناك أفضل من الإنفاق على الكتب وإنفاق العمر والشباب في قراءتها، فهذا يضمن الأربعة

والأحاديث النبوية كثيرة بالنص والمعنى الذي يحض على العلم والتفكر والقراءة. وللتوسع في الأحاديث النبوية الشريفة وآثار السلف الصالح هناك كتاب جامع بيان العلم وفضله لمؤلفه ابن عبر البر النمري

إن النظرة إلى القراءة على أنها عبادة تدفع الكثيرين إلى العمل على ممارستها، تقرباً إلى الله عبر العمل ذاته، وعبر نتائجه التي تعود خيراً على الأمة بإذن الله تعالى.

ناحية أخرى

في سبعينات القرن الماضي استنفرت الحكومة الفرنسية عندما لمست نفوراً نسبياً من القراءة، فخصصواً يوماً نزل فيه الوزراء وأعضاء البرلمان إلى الشوارع والحدائق حاملين كتبهم لإظهار أثر القراءة.
أين حملاتنا المشجعة على القراءة؟
أين جهدنا في الحض عليها؟
كيف نربي أبناءنا بالنسبة لحب القراءة؟

أعتقد أن النهوض بوضع القراءة كفيل بوضع حجر أساس لكل من يحاول النهوض بأي ناحية من نواحي الحياة في الأمة. فمن يكتب في الإصلاح الاجتماعي ولا يجد من يقرأ له، تذهب جهوده أدراج الرياح. ومن كتب في الإصلاح الديني ولا يجد من يقرأ له، كذلك تضيع جهوده سدى.
ومثله من يطالب بالإصلاح السياسي والقانوني والتعليمي وغيره.

إن المواطن العربي يقرأ ست دقائق سنوياً!! نعم ست دقائق سنوياً.
لا يمكن أن يكون السبب في ذلك بحثه عن رغيف الخبر، ولا يمكن أن يكون لعدم توفر الوقت، ولا غيره من الأسباب التي تساق لتبرير الأمر، فالأمر معقد، أساسه الدافع لممارسة عمل ما.
هل يمنع البحث عن رغيف الخبر المواطن من ارتياد الملاعب، أو المقاهي، أو منتديات الإنترنت، أو دفع ثمن علبة السجاير.
ألا يقضي المواطنون العرب الساعات الطوال أمام الشاشات، فأين قيمة الوقت:
فقط 15% من المواطنين العرب يشاهدون التلفزيون لساعة واحدة فقط
والباقي 85% موزع بالتساوي تقريباً بين ساعتين وثلاث ساعات وأربع ساعات (نعم أربع ساعات).
ثم ندعي أن الوقت غير متوفر.
إذا فإيجاد الدافع لممارسة القراءة أساس لتغيير وضعها، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

وأنا أتحدث عن تجربة ماتزال قيد التأسيس حالياً وإن شاء الله سأطلعكم على التفاصيل خلال الأشهر القليلة القادمة.

أرى ألا نكتفي بتصوير الواقع
ونسود الصورة
إن كثيراً من الشباب لم يسمع بأهمية القراءة، بل يراها كأي شيء آخر في الحياة، وعندما يسمع مثل هذا الكلام تتغير الأمور.

فمن التجربة البسيطة: الخير كامن في الشباب وبحاجة لمن يخرجه، لكن ما الوسيلة؟

هنا لنا وقفات أخرى إن شاء الله تعالى.

أدعو الله تعالى أن يغير حال الأمة إلى أحسن حال

وأشكر أستاذنا د. محمد اسحق الريفي الذي سمح لنا الفرصة للبحث في هذا الموضوع

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير

د. محمد اسحق الريفي
26/05/2008, 11:48 PM
أخي العزيز الأستاذ الشاعر أحمد الأقطش،

إذا تخلت المؤسستان الخطيرتان، البيت والمدرسة، عن دورها في التربية والتوعية والتعليم فماذا نتوقع سوى التخلف والضياع في هذا العالم الذي لا يرحم ضعيفا؟! إننا بالفعل نعاني من تخلف وضياع لا يمكن تجاوهما إلا بالعودة للقراءة، فالقراءة هي أداة التوعية ووسيلة الحصول على المعرفة والطريق الوحيد لتحقيق التواصل الثقافي بين أجيال الأمة، ولا يمكن تصور ثقافة حقيقية أصيلة بدون قراءة، المهم أخي الكريم هو علاج هذه المشكلة، فأين العقول الكبيرة من مثل هذه المشكلة المقلقة والخطيرة؟!!

أشكرك أخي العزيز على مرورك الكريم ومشاركتك الراقية.

د. محمد اسحق الريفي
26/05/2008, 11:58 PM
أخي الكريم الدكتور طالب شلب الشام،

لقد نبهتنا أخي الفاضل إلى أمر غاية في الخطورة، وهو الأمر الذي أشار إليه مؤلفو كتاب "كيف تقرأ كتاباً"، والحقيقة أن عقول أبنائنا في خطر أكيد إذا استمر هذا السلوك، وأقصد بذلك التلقي من وسائل الإعلام دون تفكير أو تحكم، واعتماد ما تبثه وسائل الإعلام بديلا عن التفكير، وهذا بحد ذاته هلاك للعقل، ومن ثم هلاك لصاحبه.

ولا أضيف أي تعليق إلى ما تفضلت به حول أهمية القراءة، فقد أوضحت وأبدعت في التأكيد على أهمية القراءة، وما علينا إلا أن نستمر في حث الناس على القراءة، ولا أدري في الحقيقة ما دورنا هنا في واتا في التصدي لظاهرة العزوف عن القراءة.

مع أطيب التحايا وأجمل الأمنيات

د. محمد اسحق الريفي
27/05/2008, 12:05 AM
أسباب ظاهرة العزوف عن القراءة:
1- ضعف التربية الأسرية
2- الإفراط في التلقي من وسائل الإعلام
3- عدم الثقة في الكتَّاب بسبب انتشار كتّاب السلطة والكتّاب المرتزقة والكتّاب الذين يروجون ثقافات الغرب ونمط الحياة الأمريكية تحديدا
4- تراجع دور المعلمين والمدارس في تكريس ثقافة حب القراءة لدى التلاميذ
5- تراجع دور الجامعات في التوعية والتثقيف واقتصاره على منح الشهادات
6- ...

هل من مزيد!

يحي غوردو
27/05/2008, 03:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل محمد اسحاق الريفي موضوع قيم يحتاج إلى تفكير عميق وإلى تكاثف الجهود لحل معضلته...



أزمة القراءة في العالم العربي أزمة متفاقمة،
- الأمية المطلقة في الوطن العربي تتفاوت وفقاً لبعض الإحصائيات بين 47 بالمائة إلى 60 بالمائة، وهي نسبة تعكس تردي وضع القراءة في الوطن العربي...
- متوسط القراءة لكل فرد في العالم العربي يتراوح بين 6 دقائق و15 دقيقة في السنة...
- العالم العربي يصدر حوالي 1650 كتاباً سنوياً... أمريكا وحدها تصدر ما يقارب 85 ألف كتاب سنوياً...

التساؤل الذي يمكن أن يطرحه كل مثقف:

هل نحن أمة قارئة أم لا؟!

وما الأسباب الكامنة وراء عزوف أغلبية الناس عن القراءة؟



أزمة القراءة .... تخلف ثقافي وظاهرة عالمية
يقول محمد خضر:

تقصير البيت والمدرسة معاً في غرس عادة القراءة في نفوس الناشئة منذ الصغر، وبالتالي يشب المتعلمون وهم لا يدركون أهمية القراءة، ونراهم يتبرمون بالكتاب المدرسي المقرر، وسرعان ما يلقونه بعيداً عنهم بعد فترة الاختبارات، ويعتبرون أنفسهم في إجازة عقلية،...
وهو ما يعبر عنه بأنه (أزمة ثقافية عامة) وقد أشار الدكتور طه حسين مراراً إلى هبوط مستوى الجامعيين، وارتدادهم إلى التخلف الثقافي بعد تخرجهم، إن انعدام عادة القراءة يذكرنا بما قاله ديان بعد حرب 1967 عندما سئل عن أسباب هذه الحرب، وهل كانت مفاجأة للعرب أم لا؟
نفى ذلك وقال: كلا، لقد نشرنا كل ما يتعلق بحرب حزيران قبل وقوعها، لكن العرب أمة لا تقرأ . وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنه عندما اشتدت الحملة على رئيس عربي في الخمسينات من قبل الصحافة آنذاك، ساله أحد الصحفيين عن مردود هذه الحملات عليه في داخل بلده، فرد عليه بهدوء: (لا تخف فإنني الوحيد الذي يقرأ هذه الصحف) .
إن هذه الأزمة ليست وليدة سبب معين...

لماذا لا نقرأ؟

٭ د. فاطمة الصايغ .. جامعة الإمارات:
- سألت طلابي قبل فترة عن المصدر الذي يستقون منه المعلومات، وهم يعدون مشروع التخرج، فأجابوا بأن هذه المعلومات مصدرها الإنترنت الذي هو وسيلة سهلة وجاهزة، حيث لا يتعبون أنفسهم في القراءة، وبضغطة زر يحصلون على المعلومات، بمعنى أن الطلاب الذين من المفروض عليهم القراءة لا يقرأون، ويحضرون الأبحاث عن طريق الإنترنت .

وأضافت قائلة: في الواقع إنها أزمة على المستوى العالمي حيث أشارت إلى أن الأمريكان الذين يقرأون في محطات المترو ووسائل المواصلات والأمكنة العامة لا يقرأون في هذه الأيام سوى الأشياء الرومانسيات والمجلات الفنية والأشياء الخفيفة، أما القراءة الجادة، والكتب الثقافية والنظرية والفكرية فلا يطالعها سوى قلة قليلة،

ومن هنا فإن أهمية الكتاب تراجعت، وسوف يتراجع أكثر في المستقبل لأن القراء قلوا . ...

٭ زياد عبدالرحيم .. «كاتب»:
- عزوف الناس عن القراءة يعود إلى عدة اسباب منها انشغال الناس بمتطلبات الحياة اليومية حيث لا يجدون الوقت الكافي للقراءة ومن مختلف الأعمار، كما أن ثورة المعلومات ممثلة بالإنترنت، وأجهزة الاستقبال الفضائي التي جعلت العالم قرية صغيرة ساهمت مساهمة كبيرة في إبعاد الناس عن الكتاب،
وأضاف عبدالرحيم: ان التطور الهائل في صناعة السينما أدى إلى قتل الرغبة في القراءة، والاستعاضة عنها بالمشاهدة الحسية والبصرية والصوتية . وأوضح أن ما أسماه (الكسل الذهني) الذي أصاب القارىء العربي بشكل عام، والإحباطات السياسية، والمصاعب الاقتصادية التي يعاني منها هذا المواطن جعلت من الكتاب الذي ينبغي أن يبقى سيد المعرفة يتنازل عن سيادته، ويصبح من سقط المتاع .

٭ الشاعر خالد البدور:
- السبب يتعلق ببنية المجتمع الفكرية، حيث لا يمكن لأي إنسان ان يمارس أي شيء، إذا لم تكن تلك ممارسة إجتماعية أسرته، وأضاف: لا يمكن أن نكتسب عادة القراءة، أو اي عادة حسنة أخرى إذا لم نجد مثالاً بشخص قارىء أكان عضواً في الأسرة، أو مدرساً في المدرسة، أو مديراً في العمل، ونوه إلى أن المدرسين لا يقرأون ونحن نتحدث عن القراة، متسائلاً: كيف تريد من الطلاب أن يقرأوا في هذه الحالة؟

٭ الباحث والكاتب نجيب الشامسي يقول في العزوف عن القراءة:
- ان هذه الظاهرة لا تعني مجتمع الإمارات فحسب، وإنما المجتمع العربي ككل، ويعود ذلك بالأساس إلى أن الإنسان العربي أصبح منشغلاً بأسباب معيشته، أكثر من أن يكون منشغلاً بتثقيف ذاته، وبناء نفسه علمياً ومعرفياً، وكذلك ربما ما يحدث في المجتمع العربي أدى إلى أن تتولد قناعة لدى المواطنين العرب عامة، وشريحة الشباب خاصة بأن لا دور لهم، وبالتالي يتساءل الشاب العربي: لماذا أقرأ، وحينما لا أمارس ما تعلمته فما الجدوى إذن؟ وأوضح الشامسي أن الوعي والثقافة يشكلان ضغطاً نفسياً على الإنسان حينما لا يمارس دوره كمثقف ومتعلم وإنسان .

٭ القاصة أسماء الزرعوني تقول:
- الشباب العربي يمضي وقت الفراغ في الأسواق الحديثة، ومقاهي الإنترنت، لذا لا وقت لديه للقراءة سواء منها ما يتعلق بدروسه وواجباته الأكاديمية، أو المطالعات الخارجية، وأضافت: نحن نعيش في زمن التجهيل الحقيقي، والأمية الثقافية، طالما أن التسويق السلعي، وأماكن الترفيه سيطرت سيطرة تامة على دور المكتبات، ومنابر الثقافة والوعي والمعرفة، واضافت: لا بد من التغلب على هذه الأمور بإشاعة الحراك الثقافي الحقيقي بين أبناء المجتمع ككل، ووضع أسعار مناسبة للكتاب حتى يتم اقتناؤه والاستفادة منه على مدى زمني طويل، ذلك أن الكتاب يبقى سيد المعرفة...



إخواني الكرام بالنسبة لي شخصيا أرى أن سبب العزوف عن القراءة أمر منطقي والدعوة إلى العودة إلى المقروء سباحة ضد التيار...

العصر لم يعد عصر المكتوب بل أصبح عصر المرئي والمسموع...

عبثا نحاول أن نبقي على آلية (القراءة/الكتابة) يبدو أنها سوف تنقرض عما قريب...

إذا رجعنا قليلا إلى الوراء إلى عهد الكتاب التقليدي إلى عهد القصة المكتوبة، في ذلك العصر كان التلميذ مرغما على أن يدرس القصة والشعر والمسرح وكان الدرس يرتكز أساسا على الكتابة وحولها، وكان التلاميذ يعانون الأمرين للتلفظ بالكلمات الصعبة ثم محاولة نطقها نطقا صحيحا وبعد ذلك يأتي الفهم، أما في المستقبل بعد غروب شمس الكتابة، فسوف يدرس الصوت والصورة، سوف لن يقرأ القصة بل سيشاهدها فيلما أو مسرحية على الشاشة أو الخشبة مباشرة، سوف لن يقرأ الشعر بل سيسمع الشاعر/الأغنية ويراه كما كان في القديم في سوق عكاظ... سيكون الإمضاء هو المؤلف بشحمه ولحمه، وهو الذي سيروي لنا سيرة حياته كما عاشها وبصور متحركة ومعبرة عن أدق التفاصيل كما يفعل اليوم عندما يقدم لنا زعيم أو فنان أو عالم أو أديب...
قبل عدة سنوات كنا ندرس التاريخ، وكان الأستاذ يحدثنا عن هتلر وما قام به في أوربا. لم نكن نعرفه كان كل واحد منا يتخيله بشكل أو بآخر بعيدا عن الحقيقة، أما اليوم فبإمكان التلميذ أن يرى الشخصيات التاريخية بالصوت والصورة كما لو أنها لا تزال حية ترزق...
وبالنسبة للتجارب الشخصية: قبل زمن لم نكن نعرف إلا أسماء أجدادنا وبعض ما قاموا به، ولم نعرف صورهم ولا أصواتهم... أما في المستقبل فبإمكان أحفادنا وأحفاد أحفادنا أن يروننا بالصوت والصورة ويمكن أن نكلمهم ونترك لهم رسائل ووصايا يسمعونها في المستقبل...
وفي مجال التربية يتساءل المربون عن سبب عزوف شباب اليوم عن القراءة، لماذا لم يعد الشباب يحب القراءة؟ والجواب بسيط لأن شباب اليوم هو جيل تربى على الصوت والصورة فمنذ ولادة الطفل وهو أمام التلفاز... لذلك يجب علينا أن نساير العصر ونغير نظامنا التربوي من نظام كتابي إلى نظام شفهي/بصري...

للحديث بقية

يحي غوردو
13/06/2008, 08:31 PM
"السينما كتابة عصرية، مدادها الضوء" جان كوكتو



القصص الورقية تصبح رسوم متحركة يتعلم منها التلميذ منذ الطفولة كيف يقرأ الصورة
ويتعلم فن الاستماع والانصات...ويتعلم كيفية صنع رسوم متحركة بالفلاش أو غيره من البامج
وعبرها يتعلم مبادئ الأخلاق والدين والمواطنة....

الفيديو على الرابط قد يوضح أكثر ما أقصد
vidéothèque éducative

http://www.lesite.tv/index.cfm?nr=2&d=202&ne=1
ويدرس الطالب الفيلم من كل نواحيه:
كتابة السيناريو
اختيار الشخصيات
تقسيم الأدوار
أختيار الديكور
تقنيات الاخراج والمونتاج...
تقنيات الصوت والضوء...


هكذا أرى مستقبل التعليم بالصوت والصورة وألوان الطيف

د. محمد اسحق الريفي
13/06/2008, 11:04 PM
أخي الفاضل الأستاذ يحي غوردو،

أشكرك جزيلا على مشاركتيك القيمتين، فجزاك الله خيرا.

أعقتد أن ظاهرة العزوف عن القراءة تعود ببساطة إلى أننا لا ندرك أهمية القراءة في التواصل الثقافي بين الأجيال، وفي التعرف على الحضارات الإنسانية وتاريخها وثقافاتها، وفي التواصل مع الأمم الأخرى وتبليغ الرسالة الإسلامية لها، وفي التعرف على حضارتنا وتاريخنا، وفي الحفاظ على ثقافتنا ووجودنا....

تحية طيبة مع باقة من أجمل الورود العطرة