المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " مفارقاتٌ مأساويّةٌ " - د. شاكر مطلـق



الدكتور شاكر مطلق
26/05/2008, 10:49 AM
مفَارقاتٌ مأساويّةٌ
د. شاكر مطلق
1- ضَغطَ الزِّنادَ ،فانتهَتْ حياتُهُ في لحظاتٍ ، عندها ولِدَتْ أسطورتُهُ :
" هِمنـغواي " ، لا يزال يحيا – برُغم البندقـيّةِ - في شظايا مركب شيخ بحر أحلامه الهائجِ أبداً ...

2 – شَرِبَ كأسُ السُّمِّ ، طوْعاً، وماتَ .
في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ، لا يزالُ هناكَ " سقراطٌ " يُقتَلُ ، ولا تزال هناك كؤوسُ سمومٌ تَنتَـظرُ .

3 – احتوى " الحاوي " - إبّان اجتياح الوحش ،المتعفّن الآن ، " شارون " لبيروتَ - الزِّنادَ وضغطَ ، فماتَ .
أصبَح " الحاوي " برحيله سيّدَ الحُواةِ الشّعراء، اللذين يموتون من سُمّها كلّ يومٍ ، دون تِرياقٍ .
الأفعى لا تزال تحيا وتَنهَش ُ فينا ، وتحتفل بالعيد الستين لـموتنا البطيءِ، وبيننا مَن يُصفق لها بغباء ولا يَدري أن دورَه لم يَحِنْ بَعْدُ .

4 – ضرَبَ سيفُ " ديك الجنِّ " الحِمْصِيِّ عنُـقَ حبيبته
" وردٍ " بقوةٍ ، فارتحلتْ إلى أبدية العشقِ المقتولِ غدْراً.
ابن عمّـه ، الوسواسُ الخَنّاسُ " أبو الطّـيّبِ " ، لا يزالُ يشيعُ حولها الوِشاياتِ في سَلَمْيَةَ وحمصَ ، حتى اليومَ .

5- " عُطَـيْلٌ " ضغطَ بقوةٍ ، في عَماء الـغَيْرةٍ ، عنُـقَ زوجهِ
" ديزْدامونةَ " - دَيْدَمونةَ -، فارتحلتْ إلى أبدية العشقِ المَقتولِ غدْراً، مثل " وردٍ " الحِمصيّة قبلَها .
" ياغو " لا يزالُ يشيعُ حولها الوِشاياتِ ،في كلّ مكانٍ ، حتى اليومَ أيضاً، فهلْ يلتَقي " أبو الطّيّب " يوماً ولو في الجحيمِ ؟! .
6 – العبدُ " سْبارتاكوسْ " كسرَ القيودَ وحرَّرَ عبيدَ روما .
من أعلى الصّليبِ هناك ، حيث استقرّ ورفاقُه ، بعَثَ رسالةً إلى البشرية جَمْعاءَ ، وصلَتنا الآن بعد ألفي عام ، لكنها لمْ تحركْـنا بَعْدُ ، في عصر عبودية العَوْلمة الجديد ، فأينَ سنستقِرُّ - إذا ما ثُرْنا يوماً- يا تَرى ؟!.

7 -" خالدُ بن الوليد " مات في فراشه بحمصَ ، وجسمهُ مغطّى بالنّدوبِ والطّعناتِ .
هل نسِيَ أن يُعلِمَ حصانَه عن رحيله النهائيِّ ، ويُنزَلَ عنه أسلحتَه والسّرجَُ واللّجامَ ؟ .
الحصانُ ما زالَ يَصهَلُ بانتظارِ فارسه ...فهل يأتي ؟!
أعلموه الحقيقةَ ، فهو يصرُخ ويَعوي وينتظرُ .
فإلى متى سيَنتظرُ ، مثلنا، يا تَرى ؟...
==========
E.-Mail: mutlak@scs-net.org

محمد فؤاد منصور
26/05/2008, 02:25 PM
الأستاذ الدكتور شاكر مطلق
وماأكثر المفارقات التي تعج بها كتب التاريخ على مر العصور ..ومع ذلك فهو يكرر نفسه لأننا لانجيد قراءته..ونمر على أحداثه كأنها لاتعنينا ..نردد كالببغاوات أن العمر واحد ..والرب واحد ..ومع ذلك نحرص على أعمارنا حرص البخيل على دراهمه ..ولانثق في الرب ..ومازلنا نردد في بلاهة ..احرص على الموت ..توهب لك الحياة.
تحياتي لقلمك المبدع ..ولنصك الموجع.

د. محمد فؤاد منصور :fl: