المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 9 ترجمات مختلفة لقصيدة "البحيرة" للامارتين



ايناس حمدي
07/12/2006, 05:56 PM
ترجمات مختلفة لقصيدة "البحيرة" للامارتين:

أهكذا أبداً تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا؟

المستقبل - الخميس 16 تشرين الثاني 2006 - العدد 2447 - ثقافة و فنون - صفحة 20





"شعر لامارتين في ترجماته العربية كتاب جدير بالاهتمام يعكس وعلى امتداد أكثر من ثلاثة أرباع القرن الحساسيات المتصلة بترجمة الشعر، من خلال الاتجاهات التي عرفها الشعر العربي. وهنا نجد أن بعض قصائد لامارتين ترجمت أكثر من مرة بترجمات مختلفة أسلوباً وإيقاعاً وكتابة: بين الترجمة المنظومة والترجمة النثرية... الكتاب الذي صدر عن "مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري" من ضمن كتب صدرت بمناسبة "دورة شوقي ولامارتين" التي عقدت في باريس أخيراً.
نختار هنا 9 ترجمات مختلفة، ومن مراحل مختلفة، وحساسيات مرهفة، لقصيدة لامارتين المشهورة "البحيرة"، فلعل في ذلك ما يحملنا على دراسة هذه الترجمات وإجراء المقارنة بينها، توصلاً الى استنتاجات تتصل بتطوّر الذائقة الشعرية لدى المترجمين.


البحيرة

ترجمة: علي محمود طه


ليت شعري أهكذا نحن نمضي
في عباب الى شواطئ غُمض
ونخوض الزمان في جُنح ليل
أبديّ يُضني النفوس وينضي
وضفاف الحياة ترمقها العين
فبعض يمر في إثر بعض
دون أن نملك الرجوع الى ما
فات منه ولا الرسوّ بأرض
حدّثي القلب يا بحيرة مالي
لا أرى (أولفير) فوق ضفافك
أوشك العام أن يمرّ وهذا
موعد للقاء في مصطافك
صخرة العهد ويك ها أنا عُدت
فماذا لديك عن أضيافك
عدت وحدي أرعى الضفاف بعين
سفكت دمعها الليالي السوافك
كنت بالأمس تهدرين كما أنت
هديراً يهزّ قلب السكون
وضفاف أمواجها يتداعيْن
على هذه الصخور الجون
والنسيم العليل يدفع وهناً
زبدَ الموج للربى والحزون
ملقياً رغوها على قدميها
ليّن اللمس مستحب الأنين
أُترى تذكرين ليلة كُنّا
منك فوق الأمواج فوق الضفاف
وسرى زورق بنا يتهادى
تحت جنح الدجى وستر العفاف
في سكون فليس نسمع فوق الموج
إلاّ أغاني المجداف
تتلاقى على الربى والحوافي
بأناشيد موجك العزّاف
وعلى حين غرّة رنّ صوت
لم يُعَوّد سماعه أنسيّ
هبط الشاطئ الطروب فما يُسمع
فيه للهاتفات دويّ
وإذا الليل ساهم سكن النوء
إليه وأنصت اللجيّ
يتلقى عن نبأة الصوت نجوى
كلمات ألقى بهن نجيّ
يا زماناً يمرّ كالطير مهلاً
طائر أنت؟ ويك! قف طيرانك
أهناء الساعات تجري وتعدونا
عطاشاً فقف جريانك
ويك دعنا نمرح بأجمل أيام
ونلقى من بعد خوف أمانك
وإذا نحن لذة العيش ذُقناها
ومرّت بنا فدر دورانك


(مقاطع)

البحيرة

ترجمة: ابراهيم ناجي


من شاطئ لشواطئ جُدد
يرمي بنا ليلٌ من الأبدِ
ما مرّ منه مضى فلم يعد
هيهات مرسى يومه لغدِ!
سنة مضت! وختامها حانا
والدهر فرّق شملنا أبدا
ناج البحيرة وحدك الآنا
واجلس بهذا الصخر منفردا!
قل للبحيرة تذكرين وقد
سكن المساء ونحن باللجّ
لا صوت يُسمع في الدنى لأحد
إلا صدى المجداف والموج
فإذا بصوت غير معتاد
هزّ السكون هتافه العذب
أصغى العبابُ ورجع الوادي
أصداءه وتناجت السُحب
يا دهرُ رفق ولا تدر:
ساعاته في هينة وقفي
حتى تتاح هناءة العمر
وتطول لذتها لمُقتطف
هلا التفت لذلك الكون
وعلمت كم في الناس من باكي
يدعوك خذني والأسى المضني
خل المُمتع وامض بالشاكي
هذا النعيم وهاته المِحَن
يتنافسان الدهر إقلاعاً
فبأي عدل أيها الزمنُ
تتشابه الحالان إسراعاً
يا أيها الأبد السحيق أجب
وتكلمي يا هوة الماضي
ما تصنعان بأشهر وحقب
ونعيم عمر غير معتاض
ناج البحيرة والصخور وعُدْ
فاستحلف الأغوار والغابا
قل! صُن ذكر غرامنا فلقد
صين الشباب عليك أحقابا
وليبق يا هذي البحيرة في
حاليك ثائرة وهادئة
في باسق للماء منعطف
في رائعات الصخر نائتة
في عابر النسمات مرتجفاً
في النجم فضّض صفحة الماء
في الريح أن أنينه وهفا
في الغصن نفس حر أحشاء
في الجو معتبقاَ برياك
خطرت ملاعبة رفيق صبا
في كل هذا هاتف باكي
سيقول يا أسفاً لقد ذهبا!



البحيرة

ترجمة: نقولا فياض


أهكذا أبداً تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا
تجري بنا سفن الأعمار ماخرة
بحر الوجود ولا نلقي مراسينا؟
بحيرة الحب حياك الحيا فلكم
كانت مياهك بالنجوى تُحيينا!
قد كنت أرجو ختام العام يجمعنا
واليوم للدهر لا يرجى تلاقينا
فجئت أجلس وحدي حيثما أخذت
عني الحبيبة أي الحب تلقينا
هذا أنينك ما بدلت نغمته
وطال ما حُملت فيه أغانينا
وفوق شاطئك الأمواج ما برحتْ
تُلاطم الصخر حيناً والهوا حينا
وتحت أقدامها يا طال ما طرحتْ
من رغوة الماء كفّ الريح تأمينا
هل تذكرين مساء فوق مائك اذ
يجري ونحن سكوت في تصابينا
والبر والبحر والأفلاك مصغية
معنا فلا شيء يلهيها ويلهينا
إلا المجاذيف بالأمواج ضاربة
يخال ايقاعها العشاق تلحينا
اذا برنة أنغام سُحرت بها
فخلت ان الملا أعلى يُناجينا
والموج أصغى لمن أهوى وقد تركت
بهذه الكلمات الموج مفتونا
يا دهر قف فحرام ان تطير بنا
من قبل أن نتملى من أمانينا
ويا زمان الصبا دعنا على مهل
نلتذ بالحب في أحلى ليالينا
أجب دعاء بني البؤسى بأرضك ذي
وطربهم فهم في العيش يشقونا
خذ الشقي وخذ معه تعاسته
وخلنا فهناء الحب يكفينا
هيهات هيهات ان الدهر يسمع لي
فالوقت يفلت والساعات تُفنينا
أقول لليل والفجر يطرده
مُمزقاً منه ستراً بات يخفينا
فلنغنم الحب ما دام الزمان بنا
يجري ولا وقفة فيه تعزينا
ما دام في البؤس والنعمى تصرفه
إلى الزوال، فيبلى وهو يبلينا
تالله يا ظلمة الماضي، ويا عدما
في ليله الأبدي الدهر يرمينا
ما زال لجك للأيام مبتلعاً
فما الذي أنت بالأيام تجرينا
ناشدتك الله قولي وارحمي ولهي
أترجعين لنا أحلام ماضينا
فيا بحيرة ايام الصبا ابداً
تبقين بالدهر والأيام تزرينا
تذكار عهد التصابي فاحفظيه لنا
ففيك عهد التصابي بات مدفونا
على مياهك في صفو وفي كدر
فليبق ذا الذكر تحييه فيحيينا
وفي صخورك جرداء معلقة
عليك، والشوح مسود الأفانينا
وفي ضفافك والأصوات راجعة
منها إليها كترجيع الشجيينا
وليبق في القمر الساري، مبيضة
انواره سطحك الزاهي بها حينا
وكلما صافحتك الريح في سجر
أو حركت قصبات عطفها لينا
أو فاح في الروض عطر فليكن لك ذا
صوتاً يردد عنا ما جرى فينا
أحبها وأحبته، وما سلما
من الردى، رحم الله المحبينا




البحيرة


ما فتئنا على الدوام أرانا
في اندفاع يقتادنا للدمار
صوب شط الى انتقال جديد
حالك الليل سرمدي المزار
أفلا نستطيع مطلقاً ذات يوم
رمي مرساتنا الى الأغوار
في محيط تعد فيه المنايا
وتسوى نهاية الأعمار؟
ها هو العام يا بحيرة ولى
وأتت دورة ليوم لقانا
وعلى القرب من نوائب موج
كان ينبغي أن نجيء كلانا
انظري! حيث إنني جئت وحدي
وعلى صخرة جلست زمانا
كنت قبلاً ترينها بجواري
فتموجين في الشط آناً فآنا
فوق هذي الصخور ذات الثنايا
كم تكسرت فوق تلك الجوانب
والهواء العليل يقذف حينا
زبد الموج عبر تلك الملاعب
فوق ساقي معبودتي في صفاء
بدد الهم والعنا والمتاعب
أفلا تذكرين ذات مساء
حين غشي السكون وقت المغارب
حيث لا صوت يمتطي الموج إلا
ضربات رتيبة بالمضارب
كان صوت المجاديف تعبث بالموج
فيرغي وتشرئب المسارب



(مقاطع)

البحيرة

ترجمة: أحمد حسن الزيات


أهكذا قضى الله أن نمخر في عباب الحياة
مدفوعين في ظلام الأبد من شاطئ الى شاطئ،
دون أن نملك الرجوع الى ملجأ،
أو الرسو ذات يوم على مرفأ؟
انظري أيتها البحيرة!..
ها هو ذا العام قد كاد يشارف تمامه،
وأنا وحدي بجانب أمواجك الحبيبة
أرتقب عبثاً عودة جوليا اليها،
جالساً فوق الصخرة التي كنت ترينها جالسة عليها!
كذلك بالأمس كنت تهدرين فوق هذه الصخور المعلقة،
وتتكسر أمواجك على جوانبها الممزقة
ويقذف هواؤك الزبد على قدميها المعبودتين.
اتذكرين ليلة كنا فوق صفحتك بين الماء والسماء
نجدف في سكون وصمت،
وقد ضرب الله على آذان الطبيعة وختم على أفواه الخليقة،
فلا نحس حركة ولا نسمع ركزا (1)
غير إيقاع المجاديف على أنغام الموج؟.
وإذا بصوت لا عهد للآذان بمثله ينبعث من ضفتك الجميلة،
فشق حجاب السكون، وأطلق لسان الصدى.
وهناك أنصت الموج، وأصغى الهواء.
وأخذ هذا الصوت الحبيب الي يساقط هذه الكلمات:
أيتها الأرض قفي دورانك!..
وأنت أيتها الساعات قفي جريانك!..
ودعينا نتمتع بعاجل لذاتنا، وننعم بأجمل أيام شبابنا"
إن كثيراً من صرعى الحياة وفرائس البؤس
يتضرعون اليك أن تسرعي بهم،
لتخففي من كربهم،
فاستجيبي اليهم،
وكري مسرعة عليهم، وخذي مع عمرهم الذاهب "ألم عذابهم الواصب،
واتركي السعداء والناعمين غارقين في غفلات العيش وظلال الأمن!
"على أنني واويلتاه كلما لججت في الطلب،
لج الزمان في الهرب، فأنا أتمنى عليه المنى فلا تحقق،
وأستزيده البرهة اليسيرة فلا أوفق،
فسألت هذه الليلة أن تكون أطول وأمهل،
ولكن السؤال خاب
وبازي الصبح قد افترس غراب الليل!"
فلنتساق إذن كؤس الهوى دهاقا،
ولنقض مآربنا عجالا،
فليس لسفينة الإنسان مرفأ، ولا لخضم الزمان ساحل:
إن الزمان ليتدفق، وإنا مع تياره نمر ونمضي!




(مقاطع)

البحيرة

ترجمة: عبد العزيز صبري


كذلك لا نزال مدفوعين أبداً نحو شطآن جديدة، في الليل الأزلي، ومسافرين بلا
عودة
أفلا نستطيع أن نلقي المرساة يوماً واحداً في محيط العمر؟
أيتها البحيرة! يكاد العام يتم دورته، فانظري!
لقد جئت وحدي، قرب الأمواج العزيز
التي يجب أن تراها هي،
جئت أجلس على هذا الحجر الذي رأيتها تجلس عليه!
كنت تجأرين كذلك حيال هذه الصخور البعيدة
وكذلك كنت تتحطمين على جوانبها الممزقة،
وكذلك كانت الريح تلقي زبد أمواجك على قدميها المعبودتين.
هل تذكرين؟ في ذات مساء، كنا ندفع المجاديف في صمت وسكون لم يك
يسمع من بعيد على صفحة الموج،
تحت السماوات،
غير صوت المجاديف وهي تضرب ضرباتها المتزنة على أمواجك ا لرخيمة.
وفجأة تردد صدى أقوال مجهولة آتية من الأرض ـ على الشاطئ المفتون.
وكان الموج منتبهاً، وكان الصوت المحبوب يردد هذه الكلمات:
أيها الزمن: قف طيرانك وأنت أيتها الساعات الهنيئة! قفي جريانك:
دعينا نتذوق اللذات العجلى من خير أيامنا وأجملها.
كم من شقي هنا يتوسل اليك، فأسرعي بهم،
واتخذي من أيامهم يد العناية التي تطويهم، وانسي السعداء. غير أني أرجو
بعض الزمن عبثا.
إن الزمن يهرب مني فأقول لهذا الليل.
مهلاً، إن الفجر سيمحو الظلام.
فلنحب إذن، فلنحب إذن! ولنسرع لنسبق الساعة الهاربة!
فليس للإنسان مرسى، وليس للزمن شاطئ
إنه يجري ونحن نمضي في إثره.
أيها الزمن الحسود: هل يمكن أن تطير منا أويقات النشوة
التي يملأ لنا فيها الحب كأس الهناء مترعة بسرعة أيام الشقاء؟
كيف! ألا تستطيع على الأقل تعيين أثرها؟ كيف! هل تمضي الى الأبد؟
كيف! كل شيء هالك!
هذا الزمن الذي وهبها، هو الزمن الذي محاها، فلا يعيدها الينا أبدا!
أيها الخلود، أيها العدم، أيها الماضي، أيتها اللجج المظلمة:
ماذا تفعلين بالأيام التي تبتلعين؟
تكلمي: ألا ترجعين إلينا تلك المفاتن العظيمة التي سحرتنا بها؟
أيتها البحيرة! أيتها الصخور الصماء! أيتها الكهوف! أيتها الغابات
المظلمات!
أنت يا من يستبقيك الزمن، أو التي يستطيع تجديد شبابها!
احفظي لديك شيئاً من هذه الليلة. وأنت أيتها
الطبيعة الجميلة! احفظي لنا الذكرى على الأقل!
أيتها ا لبحيرة الجميلة! لتكن في سكونك، ولتكن في اضطرابك،
وفي منظر تلالك الضاحكة،
وفي الأدواح القائمة وفي تلك الصخور الصلدة، التي تنحني على أمواهك!
ولتكن في النسيم الذي يرتعش ويمضي وفي صدى شواطئك الأخرى.
وفي الكوكب ذي الجبين الفضي الذي يشرق على وجهك الناصع بأضوائه اللطيفة!
وليقل الهواء الذي ينتحب، واليراع الذي يتنهد،
وشذا ريحك العطر ليقل كل ما نسمع،
وكل ما نرى، وكل ما نتنفس: "إنهما أحبا!"




البحيرة

ترجمة: محمد مندور


أنظل هكذا منساقين أبداً الى شواطئ جديدة
محمولين دائماً وسط الليل الأبدي بغير رجعة؟
أو ما نستطيع أن نلقي بمرساتنا يوماً
على شاطئ الزمن اللجي؟
أيتها البحيرة! لم يكد العام يتم دورته، ومع ذلك أنظري
ها أنا وحدي جالساً فوق هذه الصخرة
التي رأيتها تجلس عليها
وإلى جوار أمواجك العزيزة التي كانت ستعود الى رؤيتها
هكذا كنت تهدرين تحت هذه الصخور العميقة
وهكذا كانت الرياح تلقي بزبد أمواجك
فوق قدميها المعبودتين
أو ما تذكرين كيف كنا نجدف صامتين ذات مساء
وكنا لا نسمع عن بعد فوق الموج وتحت السموات.
غير حفيف المجاديف وهي تضرب في صمت
أمواجك الناغمة
وفجأة ترددت في الشاطئ
أصداء نغمات تجهلها الأرض
فأنصت الموج وتساقطت من الصوت الحبيب
هذه الكلمات
أيها الزمن قف جريانك
وأنت أيتها الساعات السعيدة قفي انسيابك
واتركينا ننعم باللذات العابرة
التي تتيحها أجمل أيامنا
كثير من منكوبي الحياة يضرعون إليك
فأسرعي. أسرعي إليهم
واحملي مع أيامهم الآلام التي تنهشهم
وانسي السعداء
ولكنني أسألك عبثاً فضلاً من اللحظات




البحيرة

ترجمة: محمد غنيمي هلال


وهكذا نظل مندفعين نحو شطآن جديدة
نضرب في ليل الأبد
الى غير عودة
أفلا نستطيع أبداً
فوق محيط السنين
أن نرسي القلاع يوماً
كاد العام ينتهي
أيتها البحيرة.. فانظري!
.. هأنذا آتي إليك وحيداً
أجلس فوق هذه الصخرة
حيث رأيتها تجلس
قريباً من الأمواج الحبيبة
التي كانت ستراها من جديد
وهكذا كنت تهدرين
تحت هذه الصخور العميقة
وعلى جوانب هذه الصخور
كنت تتكسرين
وهكذا كانت الريح ترمي بزبد موجاتك
على أقدامها العزيزة
ذات مساء ـ ألا تذكرين
كنا نسبح في صمت
حيث لم يكن يسمع من بعيد
فوق الموج وتحت السموات
سوى خرير المجاديف
تضرب ـ في إيقاعها ـ
ألحان موجاتك
أيتها البحيرة
والصخور الصماء.. والكهوف.. والغابة المظلمة
أنتن في أمان من الزمن
بل إنه يعيد إليكن الشباب
فلا أقل من أن تحتفظن
وأن تحتفظي ـ أيتها الطبيعة الجميلة
بذكرى هذه الليلة!



البحيرة

ترجمة محمد منير العجلاني


أنظل هكذا.. مدفوعين دائماً نحو شطآن جديدة
يتقاذفنا الليل السرمدي الى غير عودة!
أو ما نستطيع ونحن على بحر الأزمان، أن نلقي مرساتنا.. يوماً واحداً؟
أيتها البحيرة! السنة لم تكد تنقضي..
وهنا، قريباً من الأمواج الحبيبة التي أرادت الرجوع إليها...
انظري! لقد أتيت، أنا وحدي،
أجلس على هذه الصخرة، التي كنت تنظرينها جالسة عليها!
كنت تهدرين تحت هذه الصخور العميقة،
.. وكنت تتحطمين تحت جوانبها الممزّقة!
.. وكان الريح يرمي بزبد أمواجك،
تحت قدميها الفاتنتين!
وذات مساء ـ أما تذكرين ـ أبحرنا في سكون،
وما كان يسمع لنا، في البعد، فوق العباب،
وتحت السحاب،
إلا ضجة المجاديف وهي تضرب في إيقاع موزون
أمواجك المتناغمة!
وفجأة، تداولت أصداء الشاطئ المسحور
كلمات لا عهد للدنيا بمثل نيرانها..
فأنصت الموج.. ومن شفتي حبيبتي
تساقطت هذه الكلمات:
أيها الزمان! قف مسيرتك!
وأنت أيتها الساعات الحلوة قفي دورتك!
ودعونا نستمتع، في أجمل أيامنا،
بهذه اللذات العابرة!
كثير من البؤساء في هذه الدنيا يضرعون إليك،
يا زمان..
أن نمضي.. فامض قدماً لأجلهم!
وخذ، مع أيامهم، الهموم التي تفترسهم
ودع السعداء!
ولكنني أنشد، عبثاً، هنيهات أخرى،
فالزمن يبتعد عني ويهرب..
فيا ليلتنا هذه، سألتك الله تمهلي!
.. ولكن الفجر سيطوي الليل عما قريب!
فلنحب! ولنحب!
ولنسرع الى الاستمتاع بالساعة الشاردة..
ليس للإنسان ميناء..



(مقاطع)

البحيرة

ترجمة: أحمد أمين و زكي نجيب محمود


هكذا نساق كل يوم نحو شط جديد،
نساق الى غير أوبة في ليل سرمديّ،
يا ليت شعري ـ والأيام نسبحها كبحر مديد ـ
أنُلقي المرساة يوماً واحداً في بحرها اللجي؟
أيتها البحيرة! هأنذا ـ ولم تكد تدور بنا دورة العام ـ
هأنذا بجانب الموج الحبيب الذي وَدّت لو تعود إليه،
انظري! هأنذا أجلس على هذه الصخرة وحيداً،
على الصخرة التي رأيتها جالسة عليها
هكذا غمغمت تحت عميق الصخور،
هكذا لاطمت جنبيها فانتثرت رذاذاً،
هكذا ألقت الريح من أمواجك بالزبد
على قدميها الحبيبتين
أتذكرين ذات مساء إذ سبحنا في الزورق صامتين
بين موجك والسماء، لا نسمع على بُعد صوتاً
إلا إيقاع المجاديف يغمسها أصحابها
في موجِك المتناغم الألحان؟
وإن هي إلا نبرات لم تعهد الأرض مثلها
ترفّ من الشاطئ المسحور فتُسكت سائر الأصداء
ويُصغي الموج الى صوتها الرخيم
إذ يجري بهذه الكلمات
قف أيها الزمان دورتَك، ويا أوقات السعادة
رويدك لا تسرعي الخطى!
لننشق منك العبير وإنه لسريع الزوال
فأنت من أيامنا أحلاها عبيراً
"كلا يا زمان، فما أكثر البؤساء الذين رفعوا أكف الدعاء
لنسرع الخطى، فَدُرْ يا زمان من أجل هؤلاء
وفي غضون أيامك أحمل ما يُشقيهم من عناء،
وعن السعداء غُضّ الطرف، إنهم سعداء"
"لكني عبثاً دعوت أن أمهل بضع دقائق،
إذ أفلت مني الزمان وأسرع
فخاطبت ليلتي: "إذن فرويدك أبطئي"
لكن أقبل الفجر وبدّد ليلي"
"هيا الى الحب، وإلى الحب هيا! لا نُبطئنْ
وبهذه اللحظة الهاربة فلنسعدنْ
ليس للإنسان مرفأ فيرسو، بحر الزمان بغير شطّ
إنه يجري، ونحن في جريه نمضي!"
يا لغيرة الزمن! أيجوز لهذه اللحظات النشوى بالنعيم
حيث الحب قد أترع كؤوسنا غبطة وسعادة
أن تزول عنا مسرعة خطاها
كأنها في ذلك وأوقات الشقاء سواء؟

ايمان حمد
28/04/2007, 04:03 PM
شكرا عزيزتى ايناس
ولكن اين الأصل؟
يرجى ادراجه

محبتى

محمد علي اليوسفي
28/04/2007, 05:48 PM
العزيزة إيمان الحسيني
فيما يلي النص الأصلي لقصيدة لامرتين

Le lac
Ainsi, toujours poussés vers de nouveaux rivages,
Dans la nuit éternelle emportés sans retour,
Ne pourrons-nous jamais sur l'océan des âges
Jeter l'ancre un seul jour ?

Ô lac ! l'année à peine a fini sa carrière,
Et près des flots chéris qu'elle devait revoir,
Regarde ! je viens seul m'asseoir sur cette pierre
Où tu la vis s'asseoir !

Tu mugissais ainsi sous ces roches profondes,
Ainsi tu te brisais sur leurs flancs déchirés,
Ainsi le vent jetait l'écume de tes ondes
Sur ses pieds adorés.

Un soir, t'en souvient-il ? nous voguions en silence ;
On n'entendait au loin, sur l'onde et sous les cieux,
Que le bruit des rameurs qui frappaient en cadence
Tes flots harmonieux.

Tout à coup des accents inconnus à la terre
Du rivage charmé frappèrent les échos ;
Le flot fut attentif, et la voix qui m'est chère
Laissa tomber ces mots :

" Ô temps ! suspends ton vol, et vous, heures propices !
Suspendez votre cours :
Laissez-nous savourer les rapides délices
Des plus beaux de nos jours !

" Assez de malheureux ici-bas vous implorent,
Coulez, coulez pour eux ;
Prenez avec leurs jours les soins qui les dévorent ;
Oubliez les heureux.

" Mais je demande en vain quelques moments encore,
Le temps m'échappe et fuit ;
Je dis à cette nuit : Sois plus lente ; et l'aurore
Va dissiper la nuit.

" Aimons donc, aimons donc ! de l'heure fugitive,
Hâtons-nous, jouissons !
L'homme n'a point de port, le temps n'a point de rive ;
Il coule, et nous passons ! "

Temps jaloux, se peut-il que ces moments d'ivresse,
Où l'amour à longs flots nous verse le bonheur,
S'envolent loin de nous de la même vitesse
Que les jours de malheur ?

Eh quoi ! n'en pourrons-nous fixer au moins la trace ?
Quoi ! passés pour jamais ! quoi ! tout entiers perdus !
Ce temps qui les donna, ce temps qui les efface,
Ne nous les rendra plus !

Éternité, néant, passé, sombres abîmes,
Que faites-vous des jours que vous engloutissez ?
Parlez : nous rendrez-vous ces extases sublimes
Que vous nous ravissez ?

Ô lac ! rochers muets ! grottes ! forêt obscure !
Vous, que le temps épargne ou qu'il peut rajeunir,
Gardez de cette nuit, gardez, belle nature,
Au moins le souvenir !

Qu'il soit dans ton repos, qu'il soit dans tes orages,
Beau lac, et dans l'aspect de tes riants coteaux,
Et dans ces noirs sapins, et dans ces rocs sauvages
Qui pendent sur tes eaux.

Qu'il soit dans le zéphyr qui frémit et qui passe,
Dans les bruits de tes bords par tes bords répétés,
Dans l'astre au front d'argent qui blanchit ta surface
De ses molles clartés.

Que le vent qui gémit, le roseau qui soupire,
Que les parfums légers de ton air embaumé,
Que tout ce qu'on entend, l'on voit ou l'on respire,
Tout dise : Ils ont aimé

ايمان حمد
28/04/2007, 05:54 PM
الشاعر القدير / محمد على اليوسفى

شكرا جزيلا لتلبية طلبى

هذا مهم ليتسنى للقارىء عقد المقارنة

وهذه الطريقة تنفعنا كثيرا فى أعمال الترجمة عامة ً

ليتك تتابع اعمال الترجمة الخاصة بفريق الواتا على نفس هذا المنتدى
( سمير الشناوى - سامى خمو - حسن ابو خليل - وايمان )


تحيتى وتقديرى :fl:

محمد علي اليوسفي
28/04/2007, 05:58 PM
ولمشاهدة القصيدة في الأصل بدون مشاكل الترقيم في نقل النص إلى هذه الصفحة
ولمزيد من التوسع
يمكن اتباع هذه الروابط
http://www.poetes.com/lamartine/lac.htm

http://romantis.free.fr/Lamartine/html/lelac.html

ايمان حمد
28/04/2007, 06:04 PM
مزيد من الشكر والامتنان

تحيتى

منير الرقي
04/06/2009, 09:50 PM
مرحبا أضع بين أيديكم اقتراحي
في انتظار ردودكم تقبلوا فائق احترامي
اليمّ : لامرتين
مجبولون على الشطآن الأخرى
في الليل السرمد مأخوذون بلا عود
أفلا يمكننا رمي المرساة
بيمّ العمر ليوم واحد؟
يا يمّ! ؟
ها أني حال مضيّ العام تماما
قريبا من فيضان النهر المعهود
فيضان كان عليها مشاهدته
آتي منفردا، أجلس فوق الصخرة حيث ارتاحت
كنتَ كدأبك تصخب تحت صخور نائية
كدأبك منتحرا تحت ثناياها المتشظية
وكدأب الريح تطوّح رغوة موجاتك
على قدميها الرائعتين
أفلا تذكر تلك الأمسية، ونحن نجدّف في صمت
لا نصغي، عن بعد، بين الموجة و الأجواء
إلاّ لضجيج أيادي الجدافين تخوض الموج
ورقصا كان عبابك
و إذا لهجات مجهولة ليست من أرض الساحل
طرقت كل الأصداء
سكن الموج،
وألقى الصوت المحبوب هذه الكلمات:
يازمن! أجّلْ جريانك. و أنت، أيتها الأوقات العذبة !
ألغي خطبتك
ودعينا نتذوق نعما مرت
فى أحلى ما كان لدينا من الأيام
التعساء الكثر هنا في الأسفل يرجونك
سِل! من أجل عيونهم
واستلّ مع الأيام هموما كانت تشغلهم
ولتنسَ اليومَ السعداءَ
وسأستبقيك لحيظات أخرى
فالوقت يصدّ و ينأى
و أراني أقول لهذه الليلة: كوني أبطأ
لكن الفجر الشامت يجلي الليلة.
فلنعشق! إذن فلنعشق!
ولنقبل على اللحظات الهاربة! ولنتذوق!
فليس لدى الإنسان موانئ، و الأزمان تسيل بلا شطآن
و نحن نمر
يا زمنا يمكر، أترى تمضي
تلك اللحظات السكرى ونحن يهدهدنا الموج
و يسكب حلما
أتراها تمضي بعيدا عنا كالمعراج
معراج الزمن الفاجع؟
مهلا! أفلا يمكننا حتى مسك الأثر؟
ويحي ! وَ تمضي أيضا دون العود،
يا ربي! ويضيع الكل!
الزمن وهبها ، وهذا الزمن ينهيها
ولن يرجعها إلينا أبدا طول العمر
يا أبد ! يا عدم! يا ماض! يا شرخا يظلم
ماذا ترجون من الأيام المطوية
قولوا! أتردون إلينا إثر الغصب
تلك النشوات السحرية؟
يا يمّ! يا صخرات بكماء! يا فجوات! و يا غابات!
أنتم يا من يحفظكم سر الدهر و يعيد صباكم
فلتبقوا من هذه الليلة،
يا أرض! لو تبقين شذاها ا
فلتشهد أيها اليم الجميل
بسكونك، بعواصفك، بالمنحدر الضاحك يبدو فيك
فليشهد ذاك السرو الأسود و الصخرات البرية تسقط هاوية في مائك
بالنسمة ترتعش بلين و تمر
بضجيج ضفافك يسري وترجّعه ضفافك
بالنجم الفضي يضيء سطح مياهك نورا أغنج
فلتشهد بالريح تئن و بالقصبات المتنهدة
بخفيف العطر يدثر نَفَسَك
وجميع المرئيات المسموعات و أثير قد نتنفسه:
ستقول جميعا: قد عشقا.

عيسى حديبي
14/04/2010, 12:45 PM
البحيرة هي فعلا من أروع ما كتب ألفونس دو لامرتين ..
الشكر الجزيل للإخوة الأفاضل على الترجمات المختلفة..
ملاحظة فقط : نيكولا فياض ترجمته رومانسيية بقوة قصيدة البحيرة كما أرادها الشاعر ربما هذا رأيي ..
إلا أن أحمد حسن الزيات أقرب منه لترجمة القصيدة كما وردت ..
محبتي وتقديري لجهود الجميع

منال بوزيد
19/06/2010, 05:59 PM
شكرا تساعد كثيرا

عبدالله بن بريك
30/07/2010, 07:31 AM
شكرا جزيلا على المجهود الكبير أخت إيناس حمدي.

و الشكر مرفوع أيضا إلى كل المتدخلين.

بكل مودة.

حياة عبد الستار
22/10/2010, 01:43 PM
وعظيم الشكر على هذا العمل البديع
من كل المشاركين