المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاد الشاورما



عبدالله بن سليم الرشيد
02/06/2008, 11:06 PM
نقاد الشاورما
كتبها: مهند الفالح
الجبيل
أنا أنقد...إذا أنا موجود.
يا لشبق النقد الذي غدا الدافع الرئيس لقراءة النص!!
شبق؟ نعم، وقد اخترت هذا النعت بعناية؛ إذ إنه يصف ذلك السعار الذي يُعمي ضحيته فيستزلُّها إلى دركات الكلام المُسِفّ والهَذر المستخف.
إن النظر إلى النص كشلو يجب أن يقلب "على السفود" قصور؛ فالإشارة إلى جماليات النص وكشف خبايا البيان شطر موضوعي مهم في النقد الأدبي..
أين الموضوعية التي يبني عليها الناقد كلامه؟ أم أن له – منكوراً غير مشكور- أن يكتفي بقوله:لم أهضم ، ولم أستسغ..
هذا الميل إلى ذكر (الهضم) و (الاستهضام) يعني أن هذا المستنقِد مسوقٌ بشهوات بطنه لا عقله وفكره ووجدانه.
إن الذي لا (يهضمه) ذوق هو كلام الناقد الذي (يُغِثّك)؛ إذ يقرطس لك تعليقه على النص فتصبح بعد أن قرأته وكأنك قد تناولت ثلاثة صواريخ من (الشاورما) غاصّة بـ(المايونيز) والمخلل.
إذا كما أن هناك (معلم شاورما)، فثمّ (معلم نقد)..
وتان (المعلِّمِيَّتان) وَصْمَتان وليستا مفخرتين..
فكلا التوأمين السياميين - معلم الشاورما ومعلم النقد- يُنتج على عجل، وفي وجل
أما وجَل معلم الشاورما فمن دوريات البلدية ومن عيون الأكَلَة اليقظين، وأما وجل معلم النقد فمن دوريات فاضحي التعالم والاستنقاد.
وكلاهما يصنع فجاجته في خفية عن الأعين؛ قبل أن يُظهرها خدّاعة للناظرين.
وكلاهما يمغصك ويطرحك مبطونًا.
وجمهور كليهما يدعو إلى الشفقة؛ فجمهور (الشاورما) عجِلون، غير مفكرين في الخطر الكامن في (الصواريخ)، وجمهور (معلّم النقد) مستَفَزّون، مهرولون...
نُخبة الأكَلَة لا يجتمعون عند (معلم الشاورما)، كما أن نخبة متذوقي النقد لا يعبؤون بمعلم النقد.
وإذا كانت أدواء التسمم الغذائي- ببركة معلم الشاورما- تُكشَف بالتحليل والتشخيص وتعالَـج والحمد لله ..
فإن التسمم الفكري والذوقي- ببركة معلم النقد- يخلّف قروحًا تُعيي المسبار.
وليت المصاب اكتفى بصبية يعبثون في المنتديات الإلكترونية، وتحت أسماء مستعارة، تقول لك واقعياً: (البعرة تدلّ على البعير)..
بل تجاوز- أعني المصاب- هذا الحد ليلغ في صحفنا الورقية وتحت أسماء صريحة مطعمة بالصور- هذه المرة- فما أبشع الجمل وما حمل!!
ناقدٌ (بتأشيرة معلم) يحيلك إلى أغنية لفيروز! أو همهمة لراغب علامة!
هذا زمانٌ يحار فاضله = وملء أذنيه يضحك السَّفَلَهْ
رجاله غِلمةٌ، وعِلْيَتُه = دونٌ، وأعلامُ علمِه جَهَلَهْ
هل أضحى النقد الأدبي كرسي حلاق يجلس عليه من شاء؟؟
استفهام إنكاري
ولا عجب في انتقالي من (الشاورما) إلى (الحلاق)؛ فالمسألة أصبحت مزيجاً عجيباً مثلما تقترن في شوارعنا محالّ السباكة بالمطاعم!
.............
وااانَقْدَ أدباااااااه
منقول عن موقع (بناء)

عبدالله بن سليم الرشيد
02/06/2008, 11:06 PM
نقاد الشاورما
كتبها: مهند الفالح
الجبيل
أنا أنقد...إذا أنا موجود.
يا لشبق النقد الذي غدا الدافع الرئيس لقراءة النص!!
شبق؟ نعم، وقد اخترت هذا النعت بعناية؛ إذ إنه يصف ذلك السعار الذي يُعمي ضحيته فيستزلُّها إلى دركات الكلام المُسِفّ والهَذر المستخف.
إن النظر إلى النص كشلو يجب أن يقلب "على السفود" قصور؛ فالإشارة إلى جماليات النص وكشف خبايا البيان شطر موضوعي مهم في النقد الأدبي..
أين الموضوعية التي يبني عليها الناقد كلامه؟ أم أن له – منكوراً غير مشكور- أن يكتفي بقوله:لم أهضم ، ولم أستسغ..
هذا الميل إلى ذكر (الهضم) و (الاستهضام) يعني أن هذا المستنقِد مسوقٌ بشهوات بطنه لا عقله وفكره ووجدانه.
إن الذي لا (يهضمه) ذوق هو كلام الناقد الذي (يُغِثّك)؛ إذ يقرطس لك تعليقه على النص فتصبح بعد أن قرأته وكأنك قد تناولت ثلاثة صواريخ من (الشاورما) غاصّة بـ(المايونيز) والمخلل.
إذا كما أن هناك (معلم شاورما)، فثمّ (معلم نقد)..
وتان (المعلِّمِيَّتان) وَصْمَتان وليستا مفخرتين..
فكلا التوأمين السياميين - معلم الشاورما ومعلم النقد- يُنتج على عجل، وفي وجل
أما وجَل معلم الشاورما فمن دوريات البلدية ومن عيون الأكَلَة اليقظين، وأما وجل معلم النقد فمن دوريات فاضحي التعالم والاستنقاد.
وكلاهما يصنع فجاجته في خفية عن الأعين؛ قبل أن يُظهرها خدّاعة للناظرين.
وكلاهما يمغصك ويطرحك مبطونًا.
وجمهور كليهما يدعو إلى الشفقة؛ فجمهور (الشاورما) عجِلون، غير مفكرين في الخطر الكامن في (الصواريخ)، وجمهور (معلّم النقد) مستَفَزّون، مهرولون...
نُخبة الأكَلَة لا يجتمعون عند (معلم الشاورما)، كما أن نخبة متذوقي النقد لا يعبؤون بمعلم النقد.
وإذا كانت أدواء التسمم الغذائي- ببركة معلم الشاورما- تُكشَف بالتحليل والتشخيص وتعالَـج والحمد لله ..
فإن التسمم الفكري والذوقي- ببركة معلم النقد- يخلّف قروحًا تُعيي المسبار.
وليت المصاب اكتفى بصبية يعبثون في المنتديات الإلكترونية، وتحت أسماء مستعارة، تقول لك واقعياً: (البعرة تدلّ على البعير)..
بل تجاوز- أعني المصاب- هذا الحد ليلغ في صحفنا الورقية وتحت أسماء صريحة مطعمة بالصور- هذه المرة- فما أبشع الجمل وما حمل!!
ناقدٌ (بتأشيرة معلم) يحيلك إلى أغنية لفيروز! أو همهمة لراغب علامة!
هذا زمانٌ يحار فاضله = وملء أذنيه يضحك السَّفَلَهْ
رجاله غِلمةٌ، وعِلْيَتُه = دونٌ، وأعلامُ علمِه جَهَلَهْ
هل أضحى النقد الأدبي كرسي حلاق يجلس عليه من شاء؟؟
استفهام إنكاري
ولا عجب في انتقالي من (الشاورما) إلى (الحلاق)؛ فالمسألة أصبحت مزيجاً عجيباً مثلما تقترن في شوارعنا محالّ السباكة بالمطاعم!
.............
وااانَقْدَ أدباااااااه
منقول عن موقع (بناء)