المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزيران .. ليل الوطن الطويل : د / لطفي زغلول



لطفي زغلول
03/06/2008, 08:46 AM
حزيران .. ليل الوطن الطويل

د / لطفي زغلول – نابلس


ها هو حزيران / يونيو الحادي والأربعون يحمل مرة أخرى حقائبه المثقلات بالشجون والأشجان . يرحل عن فضاء الوطن . يغادره ولا يغادره . يغادره رقما ، ويبقى ساكنا إياه هما مستداما . وها هو حزيران الثاني والأربعون يدخل أجندة القضية الفلسطينية بكل إفرازاته الإحتلالية الكارثية المأساوية ، مشكلا واحدا من أخطر مفترقاتها التاريخية والجغرافية .
هو في حكم الزمن ماض ، إلا أن هذا الماضي ما زال حاضرا حتى اللحظة الراهنة ، وعلى ما يبدو إلى ما بعدها . وإذا كان الخامس عشر من أيار / مايو 1948 ، قد خط في سفره مأساة شعب اقتلع من وطنه ظلما وعدوانا ، وبغير حق ، فقد جاء حزيران / يونيو 1967 بعد تسعة عشر عاما ، ليكمل فصول المأساة ، وليفرز آثاره السالبة على الشعب الفلسطيني بخاصة ، وعلى مجمل الحياة العربية بعامة .
لقد شهد العالم العربي نكسات وهزائم على مدار تاريخه . إلا أن هناك حقيقة واحدة ظلت قائمة ، وتتمثل في أن هذا العالم العربي لم يرض بهذه النكسات والهزائم . وظل يستجمع قواه الذاتية إلى أن تمكن في كل مرة من الرد على التحديات الخطيرة التي فرضت عليه ، وأعاد ما كان له من مكانة واقتدار .
إلا إن هذه الأعوام الواحدة والأربعين من عمر القضية هي الأخطر على الإطلاق . فكثيرة هي إفرازاتها على كافة صعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بخاصة ، ويصعب الوقوف عند كل واحدة منها في هذه العجالة . إلا أنه وبرغم هذا البحر المتلاطم من الأحداث في أكثر من اتجاه متعاكس ، فبالإمكان الوقوف عند محطات معينة بحد ذاتها ، تركت بصماتها التي لا تمحي على مسيرة القضية الفلسطينية ومسارها .
في اعتقادنا أن المحطة الأولى كانت هي احتلال بقية التراب الفلسطيني ، وما أحدثه ذلك من صدمة أيقظت الشعب الفلسطيني من إغماءة النكبة الأولى ، فأعادته إلى بؤرة الحدث الذي يخصه وجها لوجه مع المحتل لأرضه التاريخية بعدما هيء للكثيرين أن هذا الشعب قد خرج من خارطة وطنه ، أو أنه تم تغييبه عنها تحت ظروف جغرافيات ومسميات فرضت عليه غداة نكبته الأولى في عام 1948 . وفي حقيقة الأمر فقد كانت تسعة عشر عاما عجافا عاشها الشعب الفلسطيني على ما تبقى له من وطنه وفي منافي الشتات .
والمحطة الثانية تمثلت في قصر نفس مشاركة العمق العربي لسبب أو لآخر . وقد ترجم هذا التوجه عدم استعداد الأنظمة العربية وبخاصة ما سمي آنذاك بدول الطوق الإستمرار في لعب دور " هانوي القضية " في الوقوف مع النضال الفلسطيني ، ورفض البعض الآخر أصلا فتح حدوده أمام تبني أي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية .
إلا أن رفع الستار على مسلسل معاهدات السلام والتطبيع مع إسرائيل غداة حرب الخليج الثانية وحتى ما قبلها ، قد جرف القضية الفلسطينية بمجملها لتقف مذهولة عند المحطة الثالثة التي كانت أخطر المحطات ، حيث تساقطت الثوابت والمواقف واللاءات والآليات العربية الواحدة تلو الأخرى والتي دون أدنى شك كانت تشكل الظهير والسند القوميين لها .
لقد كانت هذه المحطة الثالثة ككرة الثلج المتدحرجة التي جرفت معها الأخضر واليابس ، فعرت القضية وجردتها من الكثير من سواترها القومية . وفي لحظات كثيرة وقف الشعب الفلسطيني وحيدا إلا من رحمة ربه مذهولا لا يكاد يصدق هذا الصمت العربي المريب مستقرئا من خلاله معاني عمقت جراحاته وزادت من مساحة مأساته .
لقد عاش الشعب الفلسطيني أياما حالكة وعصيبة . فكل ما حوله إقليميا ودوليا تآمر على نضالاته المشروعة ، ووصفها بأنها ضرب من العنف والإرهاب والتخريب . الصمت العربي المريب . الصمت الدولي الجائر . إن أقسى مشاهد ما يعانيه هذا الشعب المظلوم ، لم يحرك ساكنا في ضمائر متحجرة ، فقدت مساحة شاسعة من أحاسيسها ومشاعرها الإنسانية . ويومها أدرك الشعب الفلسطيني أنه قد ترك لرحمة ربه .
وبرغم الأجواء العربية والدولية المحبطة ، وتحديدا مواقف الولايات المتحدة الأميركية المنحازة قلبا وقالبا لإسرائيل ، وفي ظل التعنت الإسرائيلي على الإلتفاف على الحقوق الفلسطينية وإنكارها جملة وتفصيلا ، لم يكن بد للشعب الفلسطيني من أن يشد رحاله إلى المحطة الرابعة في رحلته الحزيرانية المأساوية . يومها فرض عليه خيار المقاومة الشرعية لانتزاع حقوقه ، والذي تمثل في انتفاضته الثانية التي نسبت إلى الأقصى .
لم يكن أمام الشعب الفلسطيني إلا الرد على التحديات التي استهدفت مجمل وجوده على أرضه التاريخية ، فخاض غمارها وحيدا في ظل مواقف عربية فقدت عنصر الوقوف القومي ، مضيئة النور الأخضر للحكومات الإسرائيلية أيا كان لون طيفها السياسي لتصعيد ممارساتها المتمثلة في قضم الأرض الفلسطينية والتوسعين الأفقي والرأسي في عمليات الإستيطان ، والإصرار على رفض تطبيق القرارات الشرعية الخاصة بالحقوق الفلسطينية ، وفرض سلام بمقاسات ومواصفات إسرائيلية على الفلسطينيين ، يكون لأمنها فيه مكانة الصدارة والأولوية .
في حزيران الحادي والأربعين ، وها هو الثاني والأربعون قد بدأت أولى أيامه ، تتأكد حقائق ثابتة على أرض الواقع . أولاها أن الشعب الفلسطيني لا يمكن قهره إلى الدرجة التي عندها ينسى ما له من حقوق ، كما لا يمكن كسر شوكته أوإذلاله أو إفقاده هذه المناعة المدهشة التي يواجه فيها أعتى التحديات وأشرسها .
عربيا ، إن سياسة التخلي عن كثير من الثوابت القومية وأبسط أشكال التضامن العربي ، والتشبث عن ضعف " بخيار السلام الإستراتيجي " ، إن كل ذلك قد أدخل العالم العربي في مرحلة انعدام الوزن على كافة الصعد . إن المحصلة هي ما نراه ونعيشه من حالات تشرذم وانقسام وتعاد في الصف العربي .
ويقينا إن سياسات التقوقع القطري التي تنتهجها أنظمة الأقطار العربية السياسية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن ما آل إليه مآل العالم العربي من ضعف وعجز . وكثيرة هي القضايا العربية العالقة إلى جانب القضية الفلسطينية التي فقدت مكانتها المتقدمة على الأجندات السياسية العربية . وكثيرة هي القضايا العربية العالقة إلى جانب القضية الفلسطينية التي فقدت مكانتها المتقدمة على الأجندات السياسية العربية .
ان حزيران يختزن في طياته ذكريات أليمة وتداعيات خطيرة أفرزت الكثير من الإنتكاسات العربية على صعد شتى وما زالت . كما أنه يؤكد على حقيقة لا يستطيع أن يتهرب أحد منها وهي أنه مسؤولية عربية مشتركة يتقاسمها العالم العربي أنظمة وشعوبا . وهو وإن تقادم الزمن عليه لم يصبح بعد " فعلا ماضيا " بل هو حاضر ويزحف على ما يبدو نحو المستقبل . علاوة على أنه لا يخص قطرا عربيا بحد ذاته ، بل هو غمامة سوداء تظلل العالم العربي شرقه وغربه شماله وجنوبه ، وتدمغ تاريخه بالهزيمة .
كلمة أخيرة . إن مسيرة الشعب الفلسطيني المريرة والشاقة عبر محطات أفرزها واحد وأربعون حزيرانا ، ومن قبلها تسعة عشر أيارا لم تنل من صموده ورباطة جأشه وإصراره على الهدف المتمثل في وضع حد نهائي لاحتلال وطنه وتحقيق منظومة أمانيه الأخرى . وقد ظل صاحب نفس لا تقوى على إخماده أعتى التحديات وأشرسها ، كونه تجذرت في جوارحه عقيدة متوارثة مفادها أنه صاحب حق مشروع .
وإذا كان حزيران بالنسبة للشعب الفلسطيني يثير ذكريات مؤلمة وحزينة ، فهو بالتالي ما زال يشعل نارا مقدسة في أجياله ، وإصرارا على استكمال المشوار مهما طال . وهو في نفس الوقت محطة يقف عندها كل عام يستخلص منها العبر المتمثلة بالتمسك بحقه مهما كان الثمن .

لطفي زغلول
03/06/2008, 08:46 AM
حزيران .. ليل الوطن الطويل

د / لطفي زغلول – نابلس


ها هو حزيران / يونيو الحادي والأربعون يحمل مرة أخرى حقائبه المثقلات بالشجون والأشجان . يرحل عن فضاء الوطن . يغادره ولا يغادره . يغادره رقما ، ويبقى ساكنا إياه هما مستداما . وها هو حزيران الثاني والأربعون يدخل أجندة القضية الفلسطينية بكل إفرازاته الإحتلالية الكارثية المأساوية ، مشكلا واحدا من أخطر مفترقاتها التاريخية والجغرافية .
هو في حكم الزمن ماض ، إلا أن هذا الماضي ما زال حاضرا حتى اللحظة الراهنة ، وعلى ما يبدو إلى ما بعدها . وإذا كان الخامس عشر من أيار / مايو 1948 ، قد خط في سفره مأساة شعب اقتلع من وطنه ظلما وعدوانا ، وبغير حق ، فقد جاء حزيران / يونيو 1967 بعد تسعة عشر عاما ، ليكمل فصول المأساة ، وليفرز آثاره السالبة على الشعب الفلسطيني بخاصة ، وعلى مجمل الحياة العربية بعامة .
لقد شهد العالم العربي نكسات وهزائم على مدار تاريخه . إلا أن هناك حقيقة واحدة ظلت قائمة ، وتتمثل في أن هذا العالم العربي لم يرض بهذه النكسات والهزائم . وظل يستجمع قواه الذاتية إلى أن تمكن في كل مرة من الرد على التحديات الخطيرة التي فرضت عليه ، وأعاد ما كان له من مكانة واقتدار .
إلا إن هذه الأعوام الواحدة والأربعين من عمر القضية هي الأخطر على الإطلاق . فكثيرة هي إفرازاتها على كافة صعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بخاصة ، ويصعب الوقوف عند كل واحدة منها في هذه العجالة . إلا أنه وبرغم هذا البحر المتلاطم من الأحداث في أكثر من اتجاه متعاكس ، فبالإمكان الوقوف عند محطات معينة بحد ذاتها ، تركت بصماتها التي لا تمحي على مسيرة القضية الفلسطينية ومسارها .
في اعتقادنا أن المحطة الأولى كانت هي احتلال بقية التراب الفلسطيني ، وما أحدثه ذلك من صدمة أيقظت الشعب الفلسطيني من إغماءة النكبة الأولى ، فأعادته إلى بؤرة الحدث الذي يخصه وجها لوجه مع المحتل لأرضه التاريخية بعدما هيء للكثيرين أن هذا الشعب قد خرج من خارطة وطنه ، أو أنه تم تغييبه عنها تحت ظروف جغرافيات ومسميات فرضت عليه غداة نكبته الأولى في عام 1948 . وفي حقيقة الأمر فقد كانت تسعة عشر عاما عجافا عاشها الشعب الفلسطيني على ما تبقى له من وطنه وفي منافي الشتات .
والمحطة الثانية تمثلت في قصر نفس مشاركة العمق العربي لسبب أو لآخر . وقد ترجم هذا التوجه عدم استعداد الأنظمة العربية وبخاصة ما سمي آنذاك بدول الطوق الإستمرار في لعب دور " هانوي القضية " في الوقوف مع النضال الفلسطيني ، ورفض البعض الآخر أصلا فتح حدوده أمام تبني أي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية .
إلا أن رفع الستار على مسلسل معاهدات السلام والتطبيع مع إسرائيل غداة حرب الخليج الثانية وحتى ما قبلها ، قد جرف القضية الفلسطينية بمجملها لتقف مذهولة عند المحطة الثالثة التي كانت أخطر المحطات ، حيث تساقطت الثوابت والمواقف واللاءات والآليات العربية الواحدة تلو الأخرى والتي دون أدنى شك كانت تشكل الظهير والسند القوميين لها .
لقد كانت هذه المحطة الثالثة ككرة الثلج المتدحرجة التي جرفت معها الأخضر واليابس ، فعرت القضية وجردتها من الكثير من سواترها القومية . وفي لحظات كثيرة وقف الشعب الفلسطيني وحيدا إلا من رحمة ربه مذهولا لا يكاد يصدق هذا الصمت العربي المريب مستقرئا من خلاله معاني عمقت جراحاته وزادت من مساحة مأساته .
لقد عاش الشعب الفلسطيني أياما حالكة وعصيبة . فكل ما حوله إقليميا ودوليا تآمر على نضالاته المشروعة ، ووصفها بأنها ضرب من العنف والإرهاب والتخريب . الصمت العربي المريب . الصمت الدولي الجائر . إن أقسى مشاهد ما يعانيه هذا الشعب المظلوم ، لم يحرك ساكنا في ضمائر متحجرة ، فقدت مساحة شاسعة من أحاسيسها ومشاعرها الإنسانية . ويومها أدرك الشعب الفلسطيني أنه قد ترك لرحمة ربه .
وبرغم الأجواء العربية والدولية المحبطة ، وتحديدا مواقف الولايات المتحدة الأميركية المنحازة قلبا وقالبا لإسرائيل ، وفي ظل التعنت الإسرائيلي على الإلتفاف على الحقوق الفلسطينية وإنكارها جملة وتفصيلا ، لم يكن بد للشعب الفلسطيني من أن يشد رحاله إلى المحطة الرابعة في رحلته الحزيرانية المأساوية . يومها فرض عليه خيار المقاومة الشرعية لانتزاع حقوقه ، والذي تمثل في انتفاضته الثانية التي نسبت إلى الأقصى .
لم يكن أمام الشعب الفلسطيني إلا الرد على التحديات التي استهدفت مجمل وجوده على أرضه التاريخية ، فخاض غمارها وحيدا في ظل مواقف عربية فقدت عنصر الوقوف القومي ، مضيئة النور الأخضر للحكومات الإسرائيلية أيا كان لون طيفها السياسي لتصعيد ممارساتها المتمثلة في قضم الأرض الفلسطينية والتوسعين الأفقي والرأسي في عمليات الإستيطان ، والإصرار على رفض تطبيق القرارات الشرعية الخاصة بالحقوق الفلسطينية ، وفرض سلام بمقاسات ومواصفات إسرائيلية على الفلسطينيين ، يكون لأمنها فيه مكانة الصدارة والأولوية .
في حزيران الحادي والأربعين ، وها هو الثاني والأربعون قد بدأت أولى أيامه ، تتأكد حقائق ثابتة على أرض الواقع . أولاها أن الشعب الفلسطيني لا يمكن قهره إلى الدرجة التي عندها ينسى ما له من حقوق ، كما لا يمكن كسر شوكته أوإذلاله أو إفقاده هذه المناعة المدهشة التي يواجه فيها أعتى التحديات وأشرسها .
عربيا ، إن سياسة التخلي عن كثير من الثوابت القومية وأبسط أشكال التضامن العربي ، والتشبث عن ضعف " بخيار السلام الإستراتيجي " ، إن كل ذلك قد أدخل العالم العربي في مرحلة انعدام الوزن على كافة الصعد . إن المحصلة هي ما نراه ونعيشه من حالات تشرذم وانقسام وتعاد في الصف العربي .
ويقينا إن سياسات التقوقع القطري التي تنتهجها أنظمة الأقطار العربية السياسية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن ما آل إليه مآل العالم العربي من ضعف وعجز . وكثيرة هي القضايا العربية العالقة إلى جانب القضية الفلسطينية التي فقدت مكانتها المتقدمة على الأجندات السياسية العربية . وكثيرة هي القضايا العربية العالقة إلى جانب القضية الفلسطينية التي فقدت مكانتها المتقدمة على الأجندات السياسية العربية .
ان حزيران يختزن في طياته ذكريات أليمة وتداعيات خطيرة أفرزت الكثير من الإنتكاسات العربية على صعد شتى وما زالت . كما أنه يؤكد على حقيقة لا يستطيع أن يتهرب أحد منها وهي أنه مسؤولية عربية مشتركة يتقاسمها العالم العربي أنظمة وشعوبا . وهو وإن تقادم الزمن عليه لم يصبح بعد " فعلا ماضيا " بل هو حاضر ويزحف على ما يبدو نحو المستقبل . علاوة على أنه لا يخص قطرا عربيا بحد ذاته ، بل هو غمامة سوداء تظلل العالم العربي شرقه وغربه شماله وجنوبه ، وتدمغ تاريخه بالهزيمة .
كلمة أخيرة . إن مسيرة الشعب الفلسطيني المريرة والشاقة عبر محطات أفرزها واحد وأربعون حزيرانا ، ومن قبلها تسعة عشر أيارا لم تنل من صموده ورباطة جأشه وإصراره على الهدف المتمثل في وضع حد نهائي لاحتلال وطنه وتحقيق منظومة أمانيه الأخرى . وقد ظل صاحب نفس لا تقوى على إخماده أعتى التحديات وأشرسها ، كونه تجذرت في جوارحه عقيدة متوارثة مفادها أنه صاحب حق مشروع .
وإذا كان حزيران بالنسبة للشعب الفلسطيني يثير ذكريات مؤلمة وحزينة ، فهو بالتالي ما زال يشعل نارا مقدسة في أجياله ، وإصرارا على استكمال المشوار مهما طال . وهو في نفس الوقت محطة يقف عندها كل عام يستخلص منها العبر المتمثلة بالتمسك بحقه مهما كان الثمن .