المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضية الشرف بين إفراط الأهل والدعوة إلى التفريط



د. محمد اسحق الريفي
11/06/2008, 06:54 PM
قضية الشرف بين إفراط الأهل والدعوة إلى التفريط
أ.د. محمد اسحق الريفي
تعاني المرأة من سطوة الاستبداد الذي دُمغت به مجتمعاتنا، وأصبحت فريسة للجهل والتخلف الثقافي، وبين الاستبداد والجهل تظهر أصوات تنادي بدعوات غريبة على مجتمعنا وثقافته الإسلامية الأصيلة، فشكلت هذه الدعوات بعدا إضافيا لمعاناة المرأة في مجتمعاتنا، متمثلا في استغلال مشاكل المرأة وقضياها من أجل إسقاطها في شراك الحيرة والتيه وفقدان الهوية الثقافية. وهناك من يبحث عن عيوب في المجتمع أنشأها الضياع الثقافي والحضاري الذي تعاني منه مجتمعاتنا، فيستغل هذه الثغرات ليس لإصلاح المجتمع أو ممارسة النقد الاجتماعي ووضع حلول للمشاكل وإجابات للتساؤلات، وإنما للقدح في الثقافة الإسلامية والتحريض ضد الالتزام بالإسلام.

وما تسمى بـ "قضية الشرف" تمثل مزيجا من الاستبداد والظلم من ناحية والاستغلال والهجوم على الثقافة الإسلامية من ناحية ثانية، وقد تناولت وسائل الإعلام العربية والغربية هذه القضية منذ سنوات عديدة، ليس بهدف حماية المرأة والدفاع عن حقوقها، وإنما بهدف تحريضها على الانسلاخ من الثقافة العربية، التي تستند في جوهرها إلى الثقافة الإسلامية. ويسعى كثير من المفتونين بالثقافة الغربية لإرجاع مساوئ قضية الشرف إلى الثقافة الإسلامية، زاعمين أن العقوبة الأهلية المترتبة على قضية الشرف مبنية على الدين.

ويحاول هؤلاء أن يجعلوا من هذه القضية مثالا لاستغلال الأهل للدين لتبرير العقوبة والجرائم، في محاولة لإلقاء اللوم على الإسلام، واتهامه بأنه مصدر للجهل والتفريط بالحقوق والحريات، وأنه سبيل لممارسة الظلم والاستبداد الذي تنال المرأة في مجتمعاتنا النصيب الأكبر منهما، فيبدوا للجهلاء أن علاج هذه المشكلة يكمن في التحرر من الدين، ومن ثم يضيع شرف المرأة باسم حمايتها من الأهل. والعجيب أن مروجي الثقافة الغربية في مجتمعاتنا هم أكثر من يهيئ الظروف التي تؤدي إلى وقوع الجريمة باسم الشرف، فقضية الشرف هي عَرَض لمشاكل كثيرة تعاني منها المرأة، ولا يمكن علاج الجرائم المتعلقة باسم الشرف إلا بحل هذه المشاكل، ولا يمكن حل هذه المشاكل في إطار من مفاهيم ومعايير غربية عجزت عن حماية المرأة الغربية وصون كرامتها.

ولقد بين الفقهاء حكم الإسلام في هذه المشكلة، التي هي إحدى مخلفات الابتعاد عن الدين الإسلامي الحنيف، وبينوا أن مواجهة الأهل لهذه المشكلة دون اللجوء إلى الشرع، بقتل المرأة أو إنزال أشد العقوبات بها، هو من صميم الجاهلية والابتعاد عن الدين الإسلامي. لذلك لا يحق لهؤلاء الذين يبحثون عن الفواحش والفضائح في مجتمعاتنا أن يلقوا باللوم على الثقافة الإسلامية أو أن يقدموا حلولا مبنية على معايير غربية بمعزل عن تعاليم الإسلام.

والدعوة إلى عدم اعتبار التفريط بالعرض تفريطا بالشرف تحمل في طياتها دعوة للإباحية والتمرد على الإسلام، فصون جسد المرأة هو شرف لها وحماية لها من الوقوع فريسة لكل لاهث وراء الفواحش والتلذذ بأجساد النساء دون ضوابط دينية. وصون جسد المرأة يقي المجتمع من ويلات اجتماعية وصحية مهلكة، ولا يمكن للمرأة أن تصون شرفها إذا لم تصن جسدها حتى ولو حازت على كل الشهادات، ونعمت بالمنصب والجاه والمال، ونالت احترام من حولها. فصحيح أن القضية تتعلق بالشرف، ولكن علاج الأهل لها بعيدا عن الشرع والقانون خاطئ، والدعوة إلى إلغاء مفهوم الشرف عند انتهاك عرض الفتاة خطأ.

لقد أعز الإسلام المرأة وكرمها وجعل شرفها عنوانا لكرامتها، أما الثقافة الغربية فقد اختزلت قيمة المرأة في أجزاء من جسدها وما تمتلكه من مفاتن، وحملت المرأة على إنفاق أموالها لشراء أدوات الزينة للتجمل للمارة وزملاء العمل والدراسة، وأجبرتها على قضاء أوقاتها وبذل جهودها في الاعتناء بجسدها جماليا لتساير الموضة وتنال إعجاب الآخرين. إنها الثقافة التي تُحرض المرأة على تناول الأدوية الضارة من أجل الحصول على جسم رشيق يَسرُ الناظرين، وتدفعها لإجراء العمليات الجراحية لتغيير ملامح وجهها وصدرها وأردافها، وتجعلها تتابع بإخلاص وأمانة ما يأتي به السوق من موضة اللباس وقص الشعر والزينة.

لقد أهانت الثقافة الغربية المرأة باسم حريتها ولم تستطع أن تضع حدا فاصلا بين ما تسميه "حرية المرأة" وبين امتهان كرامتها الإنسانية واستهلاكها جسديا ومعنويا، لهذا نرى أن المرأة في المجتمعات الغربية مستغلة بذريعة الإنتاج والتنمية والرقي والمساواة مع الرجل وغير ذلك من القيم المريضة، التي تم تفريغها من جوهرها فأصبحت لا تحمل أي معان إيجابية سوى التعبير.

وأهانت الثقافة الغربية المرأة عندما ساوتها بالرجل، فجعلتها تتسلق أعمدة الكهرباء، وتبيع في الأسواق، وتخدم في المطاعم والكباريهات، وتعمل في البناء. لقد أباحت القيم المادية الغربية للمرأة كشف جسدها على أنغام الموسيقى بالتدريج حتى العري الكامل في نوادي الستريبتيز striptease، وجعلت الثقافة الغربية من تعري المرأة مادة تجارية ووسيلة للإفساد، وذلك بعرضها في أوضاع مشينة مهينة على الإنترنت. وتسعى الحركات النسوية الغربية، التي تستند إلى الأفكار الصهيونية والماركسية والوثنية، لتحريض المرأة على توظيف جسدها في الحصول على المال.

ويشترك الجاهلون في مجتمعاتنا مع المجتمعات الغربية في الجريمة ضد المرأة، فالجاهلون قد ينهون وجود المرأة لوقوعها في جريمة الزنا بإعدامها دون اللجوء إلى حكم الشرع، بينما تقوم المجتمعات الغربية بإلغاء الغاية من وجود المرأة بإعدام كرامتها وإنسانيتها وجعلها جسدا يباع ويشترى. فالكل مشترك في جريمة انتقاص حقوق المرأة وسلبها حريتها الحقيقية وإبعادها عن الالتزام بالدين. ولو تمعنا قليلا لوجدنا أن القتل باسم الشرف له نظير في الثقافة الغربية، فالرجل يقتل صاحبته girlfriend بسبب وقوعها في شرك رجل غيره، والصديق يقتل صديقه بسبب تنازعهما على صحبة الفتاة نفسها.

إن من شدة افتتان بعض المثقفين بالثقافة الغربية أنهم يسقطون مشاكلها على مجتمعاتنا ويشوشون على ثقافتنا بطرحها بإلحاح في كل المناسبات، فـ "اغتصاب الزوج لزوجته" هي مشكلة غربية النشأة في بيئة اختزلت العلاقة بين الزوجين في الجنس، حتى أصبح عقد الزواج يمثل "اتفاق طرفين على أن يتلذذ كل منها بجسد الآخر" وتم إطلاق تعبير "الحب" على عملية الجماع. وما لجأت المجتمعات الغربية إلى إصدار قوانين تتعلق باغتصاب الزوج لزوجته إلا لشدة الجور الذي تتعرض له المرأة في البيت وخارجه من تحرش جنسي وتعليق ترقيتها في العمل بالمساومة على جسدها. لقد انتشرت ظاهرة الاغتصاب في المجتمعات الغربية حتى صار الزوج يغتصب زوجته وبنته وأبناءه وأخواته وأصحابه، فليس المرأة وحدها التي تغتصب في تلك المجتمعات، ولكن الرجل والولد والعجوز أيضا يتعرضون للاغتصاب. ولم تسلم من الاغتصاب في المجتمعات الغربية نساء يعانين من موت سريري ويرقدن في المستشفيات، ولم تمنع شدة الأهوال التي يتعرض لها الأمريكيون عند الأعاصير وفي الحروب من اغتصاب النساء والرجال دون رحمة.

هل يريد لنا المثقفون المفتونون بقبائح الثقافة الغربية أن نعيش في مجتمعات وثقافات مسخت الفطرة الإنسانية وجعلت الإنسان آلة إنتاج بلا غاية ولا هدف إنساني؟! ولو افترضنا أن مثيري مشكلة قضية الشرف في مجتمعاتنا مخلصون في سعيهم لرفع المعاناة عن المرأة، فلماذا يتم تناول الموضوع بمعزل عن الدين؟! ولماذا يتم القياس بالمعايير الغربية؟! ولماذا لا يتم تناول الاستبداد السياسي والاجتماعي في بلادنا الذي هو أصل كل مشكلة ومعاناة؟!

وبينما يشن الكثيرون من الناس الهجوم على ثقافتنا الإسلامية في تعاملها مع المرأة، تلجأ المرأة الغربية إلى الإسلام لإنقاذ نفسها وروحها وجسدها من بطش المجتمعات الغربية، ففي كل يوم تتحول نساء في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى إلى الإسلام، ولا تجد من دخلت في الإسلام حرجا من ارتداء الزي الإسلامي على عكس نساء مسلمات عشن بأجسادهن في المجتمعات العربية، وأرواحهن متعلقات بالغرب ودعوات الإباحية.

عامر العظم
12/06/2008, 09:16 AM
الدكتور محمد الريفي،
أشكرك وأحييك على إثارة هذا الموضوع البالغ الأهمية وكنت أفكر بطرح مثل هذا الموضوع قبل أيام.. صدقني، معظم مشاكل الوطن العربي تتلخص بما يلي:
1. الفكر والقوانين القبلية
2. العادات والتقاليد البالية
3. الجهل والأمية والتخلف
4. أمراض الحقد والكراهية والحسد والإفساد والكذب والغرور والتكبر والانتقام وغيرها من الأمراض التي يبدو أننا توارثناها أبا عن جد وورثناها إلى الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة!

لو تخلصنا منها ورسخنا قيم المحبة والتسامح والانفتاح والوسطية وتقبل الآخر وقوانين احترام الإنسان، لحلت الكثير من مشاكلنا الدامية!

في هذه الأثناء، الغرب لا يعاني من هذه الأمراض ولهذا هو متقدم علينا!

تحية آدمية!

د. محمد اسحق الريفي
12/06/2008, 06:26 PM
أخي الكريم الأستاذ عامر العظم،

صدقت... فالعرب والمسلمون لديهم أزمة قيم رغم أنهم مسلمون ويملكون ما لا تملكه الأمم والحضارات الأخرى، فلدينا الإسلام العظيم الذي يعصم الأمم من الزلل والفرد من الانحطاط، ولكن الناس عن الإسلام غافلون...

وقد انعكست أزمة القيم التي تعاني منها مجتمعاتنا على سلوك الأفراد والجماعات وأفكارهم إلى درجة مؤسفة جدا، ومن هنا انتشرت ظاهرة قتل المرأة دون الرجوع إلى الحكم الشرعي بذريعة المحافظة على الشرف، فأي شرف هذا الذي يتحدثون عنه ويقتلون من أجله المرأة بلا رحمة وبلا ضمير!!

إنها العادات البالية المهترئة التي لا تزال مجتمعاتنا تتمسك بها وتحتكم إليها دون اعتبار لحكم الإسلام.

والله المستعان على ما يفعل الجهلاء!

سناء الشاذلي
12/06/2008, 08:20 PM
الاستاذ الدكتور .. محمد الريفي ..

تحية طيبة .. وبعد ..

موضوعك مهم جدا .. وفيه نقاط يستطيع الإنسان أن يستعين بها ..

للتخلص من هذه المشكلة ..

لكني أخالفك الرأي في بعض النقاط ..


فبالنسبة للغرب .. فهو يعاني من هذه الظاهرهـ معاناة شديدهـ .. الفرق فقط .. بأنهم لا يلجأون الى قتل المرأة ..

بل إجهاضها .. كما أن نصف المواليد بلا أب .. وهذهـ إحصائية طرحت مؤخرا تحذر من خوفها بأن تصبح أوروبا بعد عدة أعوام بأبناء بلا آباء ..

أما قضية قتل المرأة .. فهو لا شك مخالف للدين ولكن ألا ترى أن الأهل ان لم يقتلوها .. سوف تقوم هي بقتل مولودها ..

إذا النتيجة واحدة .. والحل .. في التربية والتوعية على أسس سليمة لمواجهة هذا الانفتاح ..

الدكتور عامر العظم ..

أعتقد أن طرحك ممتاز لكن فيه مبالغة كبيرة في وصف حال المسلمين ..

وبأن عاداتهم وتقاليدهم سبب في تفشي الظاهرة أو في عدم تقدمهم ..

ألا ترى أن نفس هذهـ العادات والتقاليد لم تنتج سابقا مجتمعا يقتل المرأة .. أو مجتمعا يكثر فيه اللقطاء .. أعود وأكرر

بأن السبب عدم الموازنة بين الإنفتاح وأسس التربية ..

ودمتما ..

سعيد نويضي
13/06/2008, 10:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الدكتور محمد إسحق الريفي الأخ الأستاذ عامر الأخت الأستاذة سناء...سلام الله عليكم جميعا و رحمته و بركاته...

الواقع لو فقه المسلمون المعادلة الرائعة التي تفضل بها الدكتور الريفي و ذكرنا بها و هي قاعدة ذهبية للسلوك الإنساني بصفة عامة و لأخلاق المسلم بصفة خاصة على أساس أن الأمة الإسلامية هي أمة وسطية تزن الأمور بميزان المنطق الذي يجمع بين العقل و القلب دون الميل المجحف لجهة من الجهات التي تتحكم في سلوك الإنسان...

فمعاناة المرأة لا يمكن فهمها إلا في إطار فهم العقلية السائدة التي تشكل الخلفية الأساسية و الموجهة لسلوك الإنسانٍٍٍ[الذكر/الأنثى]...فالشرف كقيمة من القيم التي تتشكل منها المنظومة الأخلاقية في المجتمع الإسلامي لا تختلف عن باقي القيم الأخرى إلا من حيث كونها تنصب أساسا على المرأة دون الرجل...و كأن الرجل بمعزل عن هذه القيمة، في حين أنه طرف أساسي في المعادلة أو في العلاقة المفضية إلى الحفاظ على الشرف أو إلى انتهاكه...و من هنا لا أعتقد أنه يمك معالجة قيمة دون معالجة باقي القيم الأخرى التي تشكل سلوك الإنسان...

لذلك فالجهل و الظلم هاتين الخاصيتين اللصيقتين بالإنسان لا يمكن معالجتهما إلا بالعلم و العدل...

فما هي المعوقات التي تصد عن سبيل الرشد و تظل تنتج الغي كإطار تمارس فيه مجموعة العلاقات الاجتماعية؟

الحقيقة أن من جملة الأمراض التي أصابت هذه الأمة...هي انبهارهم بالآخر و بما وصل إليه من رفاهية و تقدم و من تم اتباعهم إلى أبع الحدود...فالعقلانية التي لا تستند إلى ضوابط لا يصح أن نسميها عقلانية بل الأصح أن نسميها "لاعقلانية" و هي ما روج لها الغرب بصفة عامة...الشيء الذي أدى إلى نسف العديد من القيم بتبريرات غير منطقية من وجهة نظر المنظومة الأخلاقية الإسلامية...و هذا تفريط أما ما حدث للمسلمين فهو إفراط لا في العقلانية بل في الجانب العاطفي...جانب الخوف المفرط من إعطاء تربية سليمة تقوم على الحد الأدنى من التوضيح و التوجيه للفتى و الفتاة في مرحلة معينة من النمو المعرفي و النضج الفكري...

و على هذا الأساس سقط الغرب في التفريط و سقط المسلمون في الإفراط...فلا الزنا حرام في الغرب ولا تنظيم العلاقات بطريقة شرعية قائمة على اعتبار ما هو حلال حلال و ما هو حرام حرام و تحكيم الشرع الإلهي...ففي غياب نظرية إسلامية في الواقع الفعلي إلا في بعض الجوانب، و الذين يحاولون جهد الإمكان استبدال أحكام بأحكام ما أنزل الله عز و جل بها من سلطان، و قد يعينهم على ذلك من لا يفقهون حديثا، بالتالي يزيدون الطين بلة، و بالرغم من كل ذلك فالله عز و جل متم نوره ولو كره الكافرون...فغي ظل هذه الظروف تبرز التقاليد و العادات كمرجع لإعادة نوع من الاعتبار حتى ولو كان في تلك العادات و التقاليد من الظلم و الجهل ما يعود بالإنسان إلى ما قبل الجاهلية الأولى...

و مع ذلك فاليوم أفضل من الأمس...و الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام...

دمتم بألف خير و السلام عليكم و رحمة الله...

د. محمد اسحق الريفي
13/06/2008, 10:38 PM
الأخت الفاضلة الأستاذة سناء الشاذلي،

أشكرك على مرورك الطيب ومشاركتك الكريمة.

لا يوجد في الغرب شيء اسمه شرف بالنسبة للمرأة، فالمرأة بحسب القانون حرة في تصرفاتها وعلاقاتها مع الرجال منذ سن 18، ولهذا فإن المرأة الغربية التي ترتكب الفاحشة (من وجهة نظر ثقافتنا الإسلامية) لا تتعرض للقتل، ولكن هذا لا يمنع تعرض المرأة الغربية للقتل بسبب تنافس الرجال عليها، وأيضا بسبب وجود قتلة ساديون يتلذذون بقتل النساء lady sereal killers.

أما بالنسبة للتعامل مع المرأة المسلمة التي ترتكب الفاحشة، فيجب أن يكون وفقا للشريعة الإسلامية، وليس وفقا لأمزجة الناس وعاداتهم وتقاليدهم البالية، وحكم الشريعة الإسلامية على المرأة الزانية يختلف من حالة لأخرى.

ودمتم بعز وخير

د. محمد اسحق الريفي
13/06/2008, 10:44 PM
أخي الأستاذ الأديب سعيد نويضي،

أحسنت، فجزاك الله خيرا على مداخلتك القيمة، وفتح الله عليك وزادك بسطة في العلم.

لا تعليق لي على ما تفضلت به إلا الإعراب عن الموافقة والتأييد، أشكرك جزيلا على مواضيعك القيمة وأفكارك المستنيرة التي تجمع بين العصرنة والأصالة.

تحية أصيلة

فدى المصري
03/08/2008, 11:40 AM
رغم هذا النقاش القيم ، حول قضية الشرف التي تحاكم بها المرأة في ظل عادات وتقاليد بالية وموروثة ضمن المجتمع العربي هو ما يسود ، حيث نجد إرتفاع ملحوظ في نسبة الجرائم المرتكبة بحق المرأة من قتل تحت شعار الشرف ، والذي يقدم على هذا الجرم ، يلقى عقاب مخفف ، كون القوانين الوضعية الممتدة من الشريعة هي من تبيح بمثل هذه الممارسات ، التي تقع بحق المرأة ، تبعا ً للرؤية الخاصة وفق منظورهم تجاه هذه القضية .
فإن الرؤية السوسيولوجية للموضوع ، من حيث مكانة المرأة ، واقع القوانين تجاه حقوق النساء، الخلفية الاجتماعي للمجتمع الذكوري المهيمن ، نظرة الدونية لمكانة المرأة الممتدة من كونها قاصر عن حماية نفسها وشرفها تجاه المفترسين بها ، تحويل القيم الدينية لمآرب خاصة تقيد سلوك المرأة ، تحت شعار الشرف والحفاظ على العرض، تشيئ جسد المرأة كسلعة ........... إلى منا هنالك من عوامل متداخلة في هذه الرؤية الفلسفية والسوسيولوجية لواقع المرأة المعاصرة بين التحرر والخضوع .

رغم ما أنصفه الإسلام من مساواة وحماية ودعم للمرأة ، نجد أن التقليد الأعمى الذي وقع به العرب في سلوكياتهم ، قد كبدت لهم الكثير من المشاكل ، ليس بحق المرأة وحسب ولكن بحق الرجل أيضا ً ،وبحق مفهيمه القيمية والسلوكية .

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
09/08/2008, 12:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع على درجة عالية من الاهمية والحساسية، فهو الموضوع اليومي على لسان ما يسمون انفسهم الباحثون عن حقوق المرأة وطبعا المجال الوحيد المطروح هو ذم الدين الاسلامي وفقط
والعجيب ان عدد من نساء العرب والمسلمين ينجرف حول هذه الدعوات متناسين ان الفرق كبير بين الاسلام وبين التطبيق الفعلى له
في احد الحواريات الاجنبية ظهرت على الشاشة احداهن تكاد تقع على الارضمن شدة الفرح لان صديقها الذي تعيش معه منذ سنين عرض عليها الزواج
وفي مشهد تمثيلي أخر نجد المرأة تقف امام زوجها وتقول له انها لن تستمر معه لانها تعاشر غيره

ثم يأتي من يدافع عن بعض المسلسلات المدبلجة التي تبين ببساطة ان امور الشرف هي امور نسبية
اعتقد ان الامر واسع وكبير وخطوطه متداخله ... وان العودة اليه واجبة
تحية لطرح هذا الموضوع

نظام الدين إبراهيم أوغلو
07/09/2008, 12:45 PM
الأستاذ الكريم د. محمد اسحق الريفي وعلماء واتا المشاركين
موضوع هام ومشاركات رائعة تهم المسلمين في عصرنا الحاضر وخاصة بعد سقوط الأمة الإسلامية وتمزيق دولتهم العظمى إلى دويلات صغيرة وتفريق شعوبهم إلى جماعات ومذاهب وقوميات صغيرة.
لأنه وإن وجدت مثل هذه المشاكل في عصر الخلفاء كانت قليلة بالنسبة إلى عصرنا الحاضر، لأن أكثرية المسلمين كانوا على أخلاق إسلامية وكانت عندهم خوف من الله تعالى ونوع من الإنصاف والوجدان، وبعد سقوط الدولة الإسلامية ومؤسساتها العلمية والتربوية، إبتعد أكثر المسلمين عن مبادئهم السامية، وأصبحوا عملاء للدول المتحضرة الحاكمة عليهم عسكرياً وعلمياً وتقافياً وتكنولوجياً وسياسياً ونحو فبدأت الأمم الإسلامية القزمة عموماً بتقليد هذه الحضارة تقليداً أعمى دون الرجوع إلى تعلم علوم حضارتهم...
وموضوع المرأة مثل بقية المواضيع بدأنا نقلد حضارة الدول الأوروبية أو الغربية من تعايش ثلاثي وكثرة الطلاق، وعدم الإهتمام بمؤسسة ومفهوم العائلة ونحو ذلك ...
وقتل النساء عادة جاهلية قديمة أراد الإسلام إمحائها وتحريمها، ولكن هذه العادة الجاهلية لا تزال مسيطرة على عقول بعض المسلمين، ويعتبرون أي خطأ من النساء كأن العائلة فقدت الشرف والعزة وحتى كل مقومات الحياة، وأما إذا أخطأ الرجال فيعتبرونه نوع من الشرف والعزة والقوة، كما نعلم أن الرجال والنساء سواسية أمام القوانين الإلهية (الزانية والزاني فإجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة) وآيات كثيرة على ذلك.
وهناك قانون الغاب المسيطرة على فطرة الإنسان الجاهل، القوي يأكل الضعيف. لذا نجد هذا عند الجهلاء والبعيدين عن الأخلاق الإسلامية، بظلم وقتل وسلب حقوق المرأة لكونها ضعيفة بالبدن وضعفها أمام العادات والتقاليد القساية المتعارفة عليها فقط في الدول الإسلامية عدا ضعف أكثرهن من الناحية المادية.
فأدعوا الله لهم الهداية والشرف الإسلامي الذي شرفه على على نبينا محمد (ص).

ملاحظة: لي مقالة حول حقوق وواجبات المرأة المنشورة في واتا الحضارية وفي موقعي يمكن الإستفادة منها
http://www.nizamettin.net/tr/arapca_makale-arastirma/kadin_haklari_ve_gorevleri.htm

عبدالمحسن بن عبدالرحمن
17/11/2008, 04:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه وتقدير لشخصك الكريم حول جهودك في نقل ماتعانيه الامه الاسلاميه من شتات في الفكر والعقيده
وممالاشك فيه اخي الدكتور محمد ياتي سبب بعد المسلمين عن عقيدتهم والبحث عن كل مايبعدهم
عن طاعة الله وتعلم اخي كما كلفت الصهيونيه من مليارات الدولارات لأجل حرب المسلمين اعلاميا
وفعلا نجحت في ذلك بمساعدة محور الشر (امريكا) ويؤسفنا كشعوب عربيه نبقى متفرجين حول
مايدور حولنا ولايمكن عمل شئ حتى تلتحم الامه العربيه والاسلاميه لعمل مايجب فعله تجاه
هولاء اعداء الله ورسوله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوحد صفوف المسلمين
وان يدلهم الى مافيه خير صلاحهم دنيا واخره
وتحياتي وتقديري لك على جهودك

أبو عبد الرحمن الطحاوي
23/03/2009, 03:37 AM
الأخ الكريم الفاضل محمد الريفي :

هناك نقطة مهمة جداً أخي يغفل عنها الكثير من المسلمين للأسف الشديد وأنت قد لخصتها في قولك :

( أما بالنسبة للتعامل مع المرأة المسلمة التي ترتكب الفاحشة، فيجب أن يكون وفقا للشريعة الإسلامية، وليس وفقا لأمزجة الناس وعاداتهم وتقاليدهم البالية، وحكم الشريعة الإسلامية على المرأة الزانية يختلف من حالة لأخرى. )

فمن المعلوم شرعاً أخي أن حد الزاني المُحصن هو نفسه حد الزانية المحصنة فإنه يُشرع قتل النساء المحصنات اللائي يزنين فكذلك يُشرع قتل الرجال المحصنين الذين يزنون .

فهل نحن نفعل نفس الشيء ؟؟؟


فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لايحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ) - البخاري ومسلم - .

فلم يُفرق النبي صلى الله عليه وسلم في العقوبة بين الرجل والمرأة فلماذا نحن نُفرق ؟؟؟

وكذلك أقول بالنسبة لغير المحصن ( المتزوج ) أو المحصنة ( المتزوجة ) فالحكم فيهما واحد فلماذا نقتل المرأة هنا ولا نقتل الرجل أو ليس الفعل واحد ؟؟؟ والجريمة واحدة ؟؟

على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قرر أن نجلد كل منهما مائة جلدة ولم يذكر القتل في غير المحصن


فقد قال الله تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِا للَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمْا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

المشكلة أخي في الجهل بدين الله سبحانه وتعالى وعدم إقامة الحدود الشرعية وإلا لاستراح المسلمين جميعاً .

بارك الله فيك


الطحاوي

ريمه الخاني
01/04/2009, 09:23 AM
أستاذي الكبير قبل ان نقول الاسلام وهو ديننا الحنيف الذي كرم المراة واستعمله للاسف المتعصبون كي يظلموها ويدفعوها للرذيله ربما....
كرس الادب كذلك امتهان وذل المراة في غزل اباحي او وصف جسدي او تكريس نصوص لاتمدح من المراة سوى جسدها وغنجها!!!
متى سيرقى بنا الادب الى الادب؟؟؟
مداخله بسيطه.
لك مني عاطر التحيات

ربى محمد
01/03/2010, 02:37 PM
تحياتي د.محمد
احترامي لمقالتك و حرصك على كرامة المرأه و كيانها بالمجتمع و انا معك بكثير و اختلف معك بالقليل،لكن اولا اريد ان انوه قبل البدء بحديثي بأني ضد الغرب بالحريات الزائده عن حدها و ان ديننا الحنيف اعتبر الزنا من الكبائر و حرم مقدماته و توابعه و لا جدال بهذا الموضوع ابدا.... و كأمراه مسلمه و متفتحه اخاطبك بما اختلف فيه معك من امور الا و هي:
كثير من وسائل الاعلام بالعالم العربي تناولت ما يسمى قضايا الشرف باسهاب بهدف الحد من هذه الظاهره الغريبه عن الدين الاسلامي المتسامح، فالقتل ليس هو الحل بالدين الاسلامي، و تناول الاعلام هذه القضايا بكثرة للحد ايضاً من التمييز المجحف ضد المراه مقابل الرجل بدليل من يقوم بهذه الجرائم لا يعاقب الرجل!!يعاقب فقط المرأه و تقتل بدم بارد!!!!
نقطه اخرى تفضلت حضرتك و قلت : "فصون جسد المرأة هو شرف لها وحماية لها من الوقوع فريسة لكل لاهث وراء الفواحش والتلذذ بأجساد النساء دون ضوابط دينية. وصون جسد المرأة يقي المجتمع من ويلات اجتماعية وصحية مهلكة، ولا يمكن للمرأة أن تصون شرفها إذا لم تصن جسدها حتى ولو حازت على كل الشهادات، ونعمت بالمنصب والجاه والمال، ونالت احترام من حولها."
ما الذي تقصده بصون جسد المرأه هنا ؟؟!! اهو اللباس يعني ام ماذا ام الجسد من لحم و دم ؟؟!! لان اللحم و الدم و الابتعاد عن الشهوات و صون الفرج خاطب به الله بكتابه الكريم الرجل و المرأه سواء، و اذا كنت تقصد اللباس فأنا اختلف معك اشد الاختلاف و الدليل اكثر الدول تشدداً باللباس اكثرها انحلالاً !!!
و هل اصبح اللباس و الظاهر فقط هو ما يقيم شرف المرأه الان؟؟!!! و لماذا يتم مخاطبة المرأه دوما بأنها ستكون فريسه و بأنها لقمه سهله ووو.....الخ كأنها مخلوق ضعيف لا حول و لا قوه !! انا معك بأن هنالك فئات من المجتمع تعامل المرأه كمخلوق ثاني و آثرت فيه المرأه الضعف و السكون على الوقوف و رفض الاذلال لكن ليس هذا معناه بأن المرأه بشكل عام هي مخلوق ضعيف و الاسلام أعز المرأه و اعطاها القوه و هي قادره على حماية نفسها و ليس صيانة الجسد و تغطيته تحت الاكوام المكدسه هو من سيحميها و يعطي لها كرامتها و انا لا اقصد هنا باللباس المحتشم العادي بل بما هو مبالغ فيه و دون قناعه او رضا، و شرف المرأه ليس هو فقط عنوان كرامتها هذا تحجيم ظالم للمرأه المسلمه!!!
الاهتمام المبالغ فيه و ربط الشرف بجسد المرأه بهذه الطريقه المبالغ فيها جعلت الكثير من النساء يكرهن كونهن نساء و يملكن جسد انثوي حتى باتت الكثير منهن تخفيه ليس لغرض الدين لكن بحكم العادات و التقاليد او بغرض كرهها لهذه النقمه التي ولدت معها !!!!
انا معك بأن المرأه الغربيه تعاني من ظلم شديد لكن المرأه المسلمه بمجتمعاتنا تعاني من ظلم اكبر !! لأن لا يوجد ولا اي مجتمع اسلامي يطبق الشريعة الاسلامية بشكلها الصحيح بالذات بالنسبه للمرأه و القضايا المتعلقه بها من جميع النواحي.
و صدقني من ناحية موضوع الاغتصاب فهو موجود بمجتمعاتنا و موجود ايضا بالمجتمعات العربيه الاكثر تعصبا ناحية الدين، و نسمع يوميا عن اغتصاب الاب لابنته او الاخ لاخته و الزوج لزوجته و غيرها من الامور البشعه فالموضوع ليس موضوع تقليد للغرب هنالك مشكله حقيقيه و يجب حلها من جذورها، بدلا من جعل الغرب شماعة لاخطائنا فلنعالج مشاكلنا بعقلانية و نعترف بوجود المشكله فينا ، التحرر الشديد له مساوئه الكبيره و الضغط الكبير و التعصب ايضا له مساوئه و نتائج مدمره على المجتمع (الزائد اخو الناقص)
الاسلام اعطى للمرأه حقوقها كامله لكن المجتمع العربي سلبها هذه الحقوق و جعل منها جسد فقط بلا روح ، جسد كأنه آله مدمره هي سبب دمار المجتمعات و انحلالها اخلاقيا و حتى اقتصاديا و ليس ببعيد ان تكون هي سبب الانهيار الاقتصادي و تدهور الحال السياسي و الحروب حتى!!!!!
كلمه اخيره ارتباط الشرف بالمرأه من اين جاء؟؟؟!!!! و كم من امرأه تمارس الفاحشه بالخفاء و من الخارج ملتزمه بكل ما يتطلبه المجتمع و عاداته و تقاليده !!! هل هذا شرف!!! و من سيقيم شرفها هنا؟؟!!! اليس اغتصاب ارضنا امام اعيننا اليس هذا هو ضياع الشرف و الكرامه؟؟!!! انا لا انادي بالانحلال و الفجور لكن انادي بتطبيق العداله و لا يوجد بالدين ما اسمه قضايا شرف
من ينظر للمرأه بعين بريئه و سليمه سيرى شخصيتها و سيرى تعليمها و سيرى ثقافتها و سيرى اخلاقها الدينيه...سيرى انسان له كيان و قيمه لكن من ينظر للمرأه بعين خبيثه سيرى فقط جسدها سواء كان مغطى او غير مغطى.
اسفه للاطاله و تحياتي

فهد العساف
25/06/2010, 10:29 AM
السلام عليكم

من الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في جرائم الشرف هو البعد عن تعاليم الدين..
فبعض المجتمعات المسلمة ابتعدت عن المنهج الإسلامي الصحيح بإقرارهم للإختلاط بين الجنسين في الدراسة والعمل.
فالإختلاط سبب رئيسي في وقوع ( التحرشات الجنسية ، الزنا والعلاقات المحرمة...الخ ) وحينما ينكشف حال من وقعت في ذلك ، تبرز قضايا الشرف...

العودة لمنهج القران والسنة هي الطريق الصحيح لمعالجة مثل هذه المشاكل...

أشكر الدكتور محمد الريفي عللى تطرقه لمثل هذه المواضيع الهامة..
وفقه الله لما يحب ويرضى