المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس محمود عباس ،،، تحول 180 درجة !



احمد دلول
13/06/2008, 09:24 AM
الرئيس محمود عباس ،،، تحول 180 درجة !
بعد التعنت الكبير الذي اتخذه الرئيس محمود عباس ، و بعدما كان يقول بأنه سيعود إلي قطاع غزة علي ظهر دبابة ، و بعد الخطابات الداعية إلي الفرقة في لصف الفلسطيني ، و بصورة مفاجئة لم يكن يتوقعها أبناء الشعب الفلسطيني ، خرج علينا الرئيس محمود عباس بخطابه الذي أكد فيه علي ضرورة التصالح الوطني بين كل من فتح و حماس ، و لكن ما الأسباب التي دفعت الرئيس إلي الإعلان ؟ في اعتقادي أن الرئيس عباس أمام سيناريو من الآتية :
1- ورقة ضغط قوية جدا من الممكن أن يلوّح بها الرئيس عباس أمام كل من فياض و حكومته ، و علي الكيان المسخ الذي يماطل في محاولات التهدئة و المفاوضات المكثفة ، فالرئيس عباس يحاول أن يحقق شيئا ما .
2- أدراك الرئيس عباس أن المفاوضات العبثية وصلت إلي طريق مسدودة ، و انه لا بد من العودة إلي الوحدة الوطنية ، والعودة إلي الشعب الذي عقد عليه الآمال في انتخابه رئيسا ، و لا بد من إخبار الشعب بما تمخض عن اللقاءات العبثية ، و هنا لا بد من الاعتراف أمام جمهور الشعب أن الصواريخ ليست عبثية .
3- السيطرة علي قطاع غزة بطريقة غير مباشرة ، و خاصة بعد اجتماع المجلس المركزي لحركة فتح و صدور عدة قراراته عنه للعودة الي قطاع غزة ، و هذه القرارات نشرتها وكالات إعلامية تتبلور في 14 بند ، و علي ما يبدو ان الخطاب هو بداية الطريق لإقصاء حركة حماس ، و إن كان الأمر مستحيلا .
4- أدرك محمود عباس أن إسرائيل ستقوم باجتياح كامل للضفة المحتلة ، و لقطاع غزة ، و اعتقد هنا انه يريد أن يستعد جيدا لاستلام زمام الأمور في قطاع غزة بعدما وعد بالعودة و لو علي ظهر دبابة .
5- أدرك الرئيس عباس مدي التمرد الكبير الذي يبدو من جنود و من وزراءه ، فهو يريد أن يتفادى الخطر الأمريكي المتمثل بفريق أوسلو بجلب حركة حماس إليه ، و العمل السياسي المشترك الذي .
6- أدرك الرئيس محمود عباس استحالة قيام دولة فلسطينية ، و خاصة بعدما أكد له جورج بوش في زيارته الأخيرة ، و حينما اعترف بوش بيهودية الكيان المسخ و أكد علي أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل ، و كذلك الصفعة التي تلقاها الرئيس عباس من أولمرت بإعلان الأخير عن إقامة حوالي 1400 مجمع استيطاني في القدس .
7- - ربما جاء هذا الخطاب كخطوة من الرئيس محمود عباس ليحسن صورته أمام وسائل الإعلام التي تدعوا إلي فك الحصار عن قطاع غزة ، فالرئيس يريد لفت أنظار الجميع نحو الخطاب الذي سيحسن صورته ، و انه من سيفك الحصار عن قطاع غزة .

و لكن لماذا أعلن الرئيس محمود عباس عن هذه الأمور في هذا الوقت ؟ و لماذا لاقي قبولا حمساويا بدون ادني تعليق عليه ؟ كما يبدو لي أن حركتي فتح و حماس كانتا متواصلتين و تتفاهمان علي كافة الأمور من تحت الطاولة و خلف الكواليس ، فهذا الأمر ليس بسهولة التي شاهدناها عبر الفضائيات ، و لا ننسي أن الرئيس عباس قدم التعازي باستشهاد ابن الدكتور محمود الزّهار ، و في المقال لا ننسي أن الزّهار قدم التهاني بسلامة الرئيس عباس بعدما قام بعملية قسطرة في الأردن ، و لو افترضنا ان هذا الإعلان لم يكن بالتنسيق مع الطرفين لما قبلت به حركة حماس ، و بل و اتخذته كورقة ضغط علي الرئيس عباس في إعادة كافة المزايا المسلوبة منها مثل إعادة فتح مكتب فضائية الأقصى و إعادة نشر الصحف التي منعت من النشر بعد سيطرة حماس علي غزة .
و في المقابل فلا احد منّ ينكر مدي مصداقية الرئيس محمود عباس ، فمثلا التغير في استخدام المصطلحات التي اعتاد عليها سابقا ، فمن الانقلاب إلي الحصار ، و من الظلاميين إلي الأشقاء و الإخوة و الأخوات ، و كذلك (وإنني من هنا أدعو الأسرة الدولية إلى التدخل لوقف الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة) و كذلك (إنجاح هذا الحوار الذي نأمل أن يعيد اللحمة والوحدة ورفع الحصار الظالم عن شعبنا وحماية وتعزيز نظامنا السياسي ألتعددي الديمقراطي ومشروعنا الوطني)

و رسالتي إلي حركة حماس هي التعامل مع خطاب عباس بحذر شديد ، و أخذها علي محمل الجد ، خاصة و أن هذه الخطاب جاء دونما سوابق إعلامية تمهد له الطريق


بقلم :
احمد فايق دلول