المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رثـــاء حمار __"أجلكم الله"



غالب ياسين
13/06/2008, 06:58 PM
وأنا أتصفح كتاب الساق على الساق في ما هو الفارباق
أشاهد قصيدة بعنوان رثاء حمار " أجلكم الله" هزلية وواقعية وجميلة
فها هنا الكاتب يقوم برواية القصة عن لسانه :
قد فجعت بالأمس بحمار لي وسألت عنه الجيران فلم يقل أحد منهم أنه سرقه.
فاكتريت منادياً بدرهم فجعل ينادي في الأسواق
ألا قد فرّ اليوم حمار الفارياق وخلى قيده في الوتد فهل منكم من رآه. فلم يجبه أحد إلاّ
بقوله ما أكثر الحمير الآبقة اليوم من بيوت مواليها. فلما عاد إليّ بهذه البشرى بلغ مني
الغيظ كل مبلغ. وآليت أن لا انظر بعدها في وجه حمار سواء كان حقيقيا أو مجازياً. فقد
قال بعض أئمة اللغة أن من خصائص لغتنا هذه الشريفة دون غيرها أن يقال للرجل الجاهل حمار.
ثم أخذت ارثيه بهذه الأبيات وهي:


راح حمار وخلى القيـود فـي الوتـد.....وما رأى أثره في النـاس مـن أحـد
فهل أنـا راكـب مـن بعـده وتـد.......اًأم مجزئي قيده لو كـان مـن مسـد
أم كيف أدخل داراً كـان لـي سكنـاً فيها.... وأنـزل عنـدي مُنْـزل الولـد
سرهدته بيدي كالطفـل مـن شفـق... كالطفل من شفـق سرهدتـه بيـدي
وجثـتـه بشعـيـر لا يخـالـطـه........ ماس ولا عسجد خوفـاً مـن الـدرد
وكـان يوقظنـي منـه النـهـاق إذااستثقلت... نوماً بصوت مطـرب غَـرد
كم حاد بي عن مضيق حين أبصر منحول الجمـال تبـلّ الأرض بالزبـد
وسار بي فـي طريـق بـلّ جانبهـاأهل الجمال بمـاء الـورد وهونـدي
وكم جرى فأرهـا إذ لاح عـن بعـد...زفـاف خـود إليهـا بالـغ الأمــد
وإذ تبيـن نعـشـا للجـنـازة لــم.... يمرر به مع اليم النخس فـي الكتـد
ما ضل يوما عـن استقـراء معلفـهأ كان فـي روضـة غنّـاء أم جَـرَد
وما شكا قط من وخز ولا ضعف رجلاه عن جوب وعَث طـال أو جـدد
شلت يدا مـن بـه ولـىّ وغادرنـي... امشي وانشب فـي أوحـال ذا البلـد
أعالـم أننـي مـن بعـده جــزع .........وإن فرقتـه نـار عـلـى كـبـدي
وأن صوت المنادي اليوم يزعـق أن... البس إكافك في جنـح الدجـى وعُـد
لا يغررنـك رغـد أنـت واجــده... عند الحرامي خصمي فيك من حسـد
قائمـا ذا لحـيـن أنــت تعلـمـهما دام شهرا على طـرف ولا عَتَـد
يفديك كـل حمـار نـدّ مـن بطـرأوضحّ ....من لغب أو خـار مـن جهـد
أو حار مـن شبـق قـلاّب جحفلـة..كـرّاف بـول قديـم جـفّ كالقـدد
مصنبع الرأس ممشـوق القوائـم لـم.. يحرن إذا سُمتـه خَسْفـا ولـم يجـد
أليـة إنـه بالطـرق أعْـرف مـن.. مولاه أن لـم يَعُقـه القيـد ذو العقـد
يا ليت لي خصلـة مـن ذيلـه أثـراً....أرنو إليها كما يرنـي إلـى الخـرد

.................................................. ..................................

قالت فقلت له قد ضاع شعرك في الحمار العادي، كما ضاع الدرهم في المنادي. قال أما
الدرهم فقد ضاع حقاً وأما الحمار فلا. قلت كيف ذلك والدار منه بلقع. قال من عادتي
إني إذا فقدت شيئا وذكرته في الشعر خيّل لي أني عُوّضت عنه. فإن لم اذكره بقيت
متحسراً على فقده. قلت أو يقوم النثر مقام النظم قال ربما يقوم عند بعض الناس. فقد
بلغني أن كثيرا من المؤلفين كانوا يحاولون إدراك أوطار حرمهم منها قلة ذات اليد فألفوا فيها
كتبا واستغنوا بها عنها. قلت من قال ذلك؟ قال هم قائلوه. قلت هذا محض كذب فإني
الفّت في النساء كذا وكذا رسالة وما خطر ببالي قط إني عُوّضت عن واحدة ممن
وصفت. قال ولم الفّتها إذاً.قلت لم يكن لي من شغل ولا حركة، ووجدت الزمان عليّ ولا
سيما الليالي من دون مباشرة شيء ما فلفقت ما كان يخطر ببالي. قال وهلاّ تفرح الآن
بتأليفك إذا قرأته أو إذا سمعت أن الناس يقرءونه. قلت بل اضحك من سخف عقلي وقتئذ.
فإني قد عرّضت عرضي لأسن القادحين فضلاً عن كوني أضعت أوقاتي عبثاً
فيما لم يجدني نفعاً.

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30083

غالب ياسين
13/06/2008, 07:00 PM
يقول صاحب الأغاني
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثنا أبو شبل عاصم بن وهب البرجمي قال حدثني محمد بن الحجاج قال: جاءنا بشار يوماً فقلنا له: مالك مغتماً؟ فقال: مات حماري فرأيته في النوم فقلت له: لم مت؟ ألم أكن أحسن إليك. فقال:



سيدي خذ بي أتانـاً....عند باب الأصبهاني
تيمتنـي ببـنـان.... وبدل قـد شجانـي
تيمتني يوم رحنـا....بثناياهـا الحسـان
وبـغـنـج ودلال ......سل جسمي وبراني
ولهـا خـد أسيـل ....مثل خد الشيفـران
فلذا مت ولو عشت.... إذا طـال هوانـي



فقلت له: مالشيفران؟ قال: ومايدريني. هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله

الحاج بونيف
14/10/2008, 06:58 PM
يقول صاحب الأغاني
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثنا أبو شبل عاصم بن وهب البرجمي قال حدثني محمد بن الحجاج قال: جاءنا بشار يوماً فقلنا له: مالك مغتماً؟ فقال: مات حماري فرأيته في النوم فقلت له: لم مت؟ ألم أكن أحسن إليك. فقال:



سيدي خذ بي أتانـاً....عند باب الأصبهاني
تيمتنـي ببـنـان.... وبدل قـد شجانـي
تيمتني يوم رحنـا....بثناياهـا الحسـان
وبـغـنـج ودلال ......سل جسمي وبراني
ولهـا خـد أسيـل ....مثل خد الشيفـران
فلذا مت ولو عشت.... إذا طـال هوانـي



فقلت له: مالشيفران؟ قال: ومايدريني. هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله


خفيفة لطيفة وجميلة ..
كل الشكر.