المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة بعد سنة من الحصار



د. محمد اسحق الريفي
15/06/2008, 02:51 PM
غزة بعد سنة من الحصار
أ.د. محمد اسحق الريفي
بينما يتفرج الأمريكيون والصهاينة على غزة وهي تئن تحت وطأة حصارهم الظالم ويرقبون نتائجه المدمرة، ليوظفوها في كسر إرادة شعبنا، وبينما يتابع المجتمع الدولي بصمت نتائج الحصار، يحمَّل أولئك الظلمة حركة حماس وزر حصارهم، ويربطون نتائجه بنتائج أحداث دفعوا شعبنا إليها، وفق معادلة سقيمة تعكس وحشيتهم وتآمرهم وتواطؤ المجتمع الدولي على شعبنا.

أي منطق سقيم هذا الذي يحاول أعداء شعبنا أن يمرروه علينا؟! يخنقون غزة ويحولونها إلى سجن كبير، ويدمرون اقتصادها وبنيتها التحتية، ويجتاحون أحياءها ومناطقها السكنية، ويقتلون المواطنين ويدمرون منازلهم ويقتلعون أشجارهم، ويحرضون المواطنين ضد حركة حماس والحكومة الشرعية التي تتولاها ويؤلبونهم عليها، ويدفعون عملاءهم إلى الإخلال بالأمن والنظام ثم يطلبون بعد كل ذلك من حركة حماس وحكومتها أن تحقق الرخاء والرفاهية للمواطنين، وأن تنافس المجتمعات الغربية في الأمن العام والحريات الإنسانية والديمقراطية...!!

لو أن هؤلاء الأعداء، ومن يروج أفكارهم وينشر شائعاتهم المغرضة، حريصون على أمن المواطنين الغزيين وحرياتهم، لما تآمروا على الحكومة الشرعية، ولما سعوا لإفشالها وإسقاطها قبل أن تتسلم صلاحياتها وتبدأ أعمالها، ولما منعوها من إنجاز برنامجها للإصلاح والتغيير، ولما دفعوا شعبنا إلى الاحتراب والاقتتال، ولما حاصروا غزة وجوعوا أهلها وألحقوا بهم أشد أنواع المعاناة. ولكن هؤلاء الأعداء، ومن وافقهم وشاركهم، لا يحرصون إلا على كسر إرادة شعبنا ودفعه إلى الاستسلام، وعلى تحريضه ضد المقاومة وإقناعه بأنها لا تجلب له سوى المعاناة والألم، ولهذا فهم يحاصرون غزة ويتوعدونها بالسحق والدمار.

إن هؤلاء الذين يتباكون على معاناة غزة ويترحمون على اقتصادها ويشفقون على عمالها ويقلقون على الحريات الإنسانية للمواطنين، هم سبب كل مصيبة حلت بشعبنا، وهم وراء ضياع أرضه وحقوقه، وهم سبب مآسيه وعذاباته ومعاناته. ولذلك يتحمل هؤلاء الأعداء والطواغيت المتوحشون مسؤولية جرائمهم المتواصلة ضد شعبنا المكلوم، ومنها حصار غزة الظالم، والعدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا في الضفة المحتلة وغزة، وحالة الانقسام الداخلي.

لقد اجتهدت الصحافة الغربية المعادية، والحصافة العربية المرجفة، سيما في الأيام القليلة الماضية التي صادفت ذكرى مرور عام على ما يصفونه بسيطرة حركة حماس على غزة، لإظهار أن عملية الحسم التي لجأت إليها حركة حماس للقضاء على المؤامرة الأمريكية في مهدها، هي التي دفعت العدو الصهيوني والأمريكي إلى محاصرة غزة وخنقها، علماً بأن حصار غزة مخطط وضعه شارون قبل انسحاب جيش الاحتلال ومستوطنيه من غزة، بل إن فكرة تحويل غزة إلى سجن كبير راودت كل قادة الاحتلال الصهيوني منذ نشأة كيانهم الغاصب.

أما بالنسبة للمعاناة التي يحاول المرجفون والأعداء إلقاء مسؤوليتها على حركة حماس، فهي معاناة دائمة منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، التي تفاقمت باغتصاب فلسطين وإقامة كيان صهيوني فيها، حيث أدى ذلك إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بالعنف والإرهاب الصهيوني المدعوم غربياً، وما صاحب ذلك وما تبعه من مجازر بشعة واعتداءات وحشية صهيونية ضد شعبنا، بتواطؤ عالمي مشين، وصمت عربي مهين.

إن ذاكرة شعبنا لا تزال حية، فالقضية الفلسطينية عمرها أكبر من سنة، ومعاناتنا ليست وليدة اليوم. ومعاناة شعبنا لا تقتصر على مواطني غزة، فالمعاناة تشمل أيضاً أهلنا في الضفة والأراضي المحتلة منذ العام 1948، وتشمل كذلك نحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون مشردين في الشتات. ولم تبدأ معاناة شعبنا بدخول حركة حماس إلى المعترك السياسي، فشعبنا يعاني منذ عشرات السنين، بسبب مخطط صهيوصليبي ينكر وجود شعبنا ويهدف إلى إقامة دولة يهودية على أنقاض فلسطين، وبسبب تخاذل النظام الرسمي العربي وتواطئه، وبسبب ظلم المجتمع الدولي الذي تهيمن على قراراته الولايات المتحدة، وتوظفها في خدمة ذلك المخطط الصهيوصليبي.

وصول حركة حماس إلى الحكم والسلطة منح شعبنا الأمل في إصلاح ما أفسدته عملية أوسلو، التي تهدف أساساً إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتبرر للعدو الصهيوني عدوانه علينا وجرائمه ضدنا، وهذا يفسر الدعم الصهيوصليبي لسلطة رام الله، ومحاصرته لغزة بعد فقدان محمود عباس سيطرته عليها. لقد جعلت اتفاقيات أوسلو الاقتصاد الفلسطيني في قبضة العدو الصهيوني، ومنحته سيطرة كاملة على الحدود والمعابر والموانئ والمطار، الأمر الذي يعد سبباً رئيساً لما نحن فيه من معاناة وبؤس وشقاء، ويفسر مشاركة سلطة رام الله في حصار غزة...!!

إن معاناة شعبنا هي نتيجة حتمية لوقوعه تحت الاحتلال الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً، في ظل حالة العجز العربي والإسلامي. وكلما حاول شعبنا إزاحة هذا الاحتلال الغاشم، كلما تفاقمت معاناته واشتدت. وهذا أمر عادي بالنسبة لشعب مجاهد يسعى لتحرير أرادته السياسية وأرضه، فشعبنا يواجه مخططاً شيطانياً تدعمه إمبراطورية الشر الأمريكية، وحلفاؤها الأوروبيون، والأنظمة السياسية العربية الخاضعة لها.

ولا شك أن معاناة شعبنا لن تدفعه إلا إلى مزيد من الثبات والإصرار على دحر الاحتلال، فشعبنا لا يمكن أن يكافئ من يحاصره وينكل به ويجوعه، ولا يمكن أن تنسيه المعاناة حقوقه الثابتة وثوابته الوطنية، مهما حاول أعداؤه إشغاله في تدبير أمور حياته اليومية. فلا تنازل عن الحقوق، ولا اعتراف بحق العدو فيما اغتصبه من فلسطين، والخزي والعار لمن يسعى لتوظيف معاناة شعبنا في خدمة الاحتلال وإجبار شعبنا على الاستسلام.

15/6/2008

Dr. Schaker S. Schubaer
15/06/2008, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): الفئة المنصورة

أود أن أسأل أخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي: هل تقصد "حالة العجز العربي والإسلامي"
أم "حالة التآمرالعربي والإسلامي" ومشاركة الرئيس مبارك؛ رئيس الشقيقة الكبرى بعد أن حولها إلى مجرد عسكري حراسة لدى المحتل الصهيوني! أقول هذا مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عندما قال: لا يقولها الجاهل لا يعرف، ووإن لم يقلها العالم لأنه خائف، فمن الذي يقولها؟ فلا بد من قولها، وبقولها نقول للشعب وللأمة:
أولئك أعداؤك يا وطني!
من باع فلسطين سوى أعدائك يا وطني؟
من باع فلسطين وأثرى، بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى؟

أقسمت بتاريخ الجوع
ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد
إن بقيت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الحسبة
أنتم أخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي، الفئة المنصورة بإذن الله، من أخبر عنكم رسوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم أو من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء- يعني ما أصابهم من أذى في الطريق ومحن وعقبات- حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم هذه الطائفة؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".

فالله الله معكم .. ندعو الله يا رب، اللهم أنصرنا، اللهم هاهو الشيطان بنفسه يواجهنا هاهم بنو أسرائيل وقد جمع أعوانه عرباً وعجماً، اللهم ما لنا سواك. اللهم انصرنا .. فلا ناصر لنا سواك .. اللهم وعدك للمؤمنين.

وبالله التوفيق،،،

أحمد محمد إمام
15/06/2008, 08:17 PM
غزه بعد سنه من الحصار الحصار

الأستاذ الفاضل / محمد اسحاق الريفي
نشكركم كل الشـــــــــكر على محاولاتك القيمه في توعيتنا بحقيقة ما يدور وإعلاء كلمة الحق في وجه طامسي الحريه والعداله ........ ولكن اسمح لي أن أكتفي بقراءة مقالتك على وعد مني بأن أبادلك الحوار عندما تشرع في كتابة مقاله بعنوان ((((((((( غزه بعد ثلاثين عاما من الحصار )))))))))

والسلام لا يعني إطلاقا الوداع !!!!!

عبدالقادربوميدونة
15/06/2008, 11:32 PM
غزة بعد سنة من الحصار " أومالوا .. وبعدين ؟؟
الله غالب يا إخوان غزة بعيدة جدا جدا عن " العالم " العربي والإسلامي هي في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية ولا يمكن مد يد العون والمساعدة لأهلها ..بيننا وبينها بحارومحيطات وأهوال وأغوال ..غزة بلد شاسع المساحة تفوق مساحته مساحة الصين بقليل.. فكيف يستطيع الإنسان العربي والحاكم العربي المسلم أن يوزع عليها مساعداته ويمد مدنها وقراها بالغاز والكهرباء والنفط.. تلك مهمة صعبةالمنال.. فلوكانت غزة بجوارالعرب والمسلمين ولها معهم حدود مشتركة لسهل الأمر ..لاسيما والمسلمون في العالم أجمع لا يتعدى تعدادهم مليونا ونصف المليون ..الله غالب لا تكلفونا فوق طاقتنا نحن نساعد ونؤازرونتعاطف مع من هو في حالة رعب وخوف دائمين..من تهديدات حزب الله.. نساعد جيراننا الأقربين اليهود المساكين الذين لا حول لهم ولا عون..نمدهم بالنفط والقبلات والاحتضان الدافيء في أرقى فنادق شواطئنا المحتلة ..ونتبادل معهم الرسائل والهدايا والوفود وحتى أولئك الذين ساندوهم نسلمهم سيف صدام وصلاح الدين ليرقصوا بهما على أنغام دبكة نصرنا....
أعذرونا فنحن العرب والمسلمين لا نستطيع فك الحصارعن عالم غزة الواسع والبعيد جدا ..لا نستطيع أن نقول لكم أيها الإخوةالأفاضل إلا الله غالب...دعونا ننتظرمعا سنة أخرى ..لعل ..وعسى ..والله مع الصابرين
الدكتورشاكرشوبيرالعظيم والدكتورالريفي المحترم المرابطين المجاهدين في كل الجبهات اللهم تقبل دعواتهما وفك الحصار الظالم عن أهلنا وأهليهم هناك واخذل من خذل الأعزاء في كل مكان.".

د. محمد اسحق الريفي
15/06/2008, 11:47 PM
أخي العزيز وأستاذ الفاضل الدكتور شاكر شبير،

أشكرك وأحييك على مرورك الطيب ولوحتك القيمة.

لا شك أن معظم الأنظمة الرسمية العربية تسعى لإفشال تجربة حركة حماس، ولذلك فهي تتآمر على الحكومة الفلسطينية الشرعية التي تتولاها حماس، وتشارك في عزلتها سياسيا، بل تشارك في إحكام الحصار على غزة، سيما الحكومة المصرية. ولذلك فإن تلك الأنظمة تتآمر على القضية الفلسطينية، لأنها تدعم نهج التسوية السلمية (الاستسلامية) رغم علمها بأنها مضيعة للحقوق والأرض والوقت، وفي المقابل تحول تلك الأنظمة دون نجاح حركة حماس.

لكنني بصراحة أخشى أن يغضب أشقاؤنا العرب والمسلمون لو وصفت حكوماتهم بأنها متآمرة على القضية الفلسطينية، خاصة الأشقاء المصريون، الذين أكن لهم كل الحب والاحترام. وأنا حريص شخصيا على تفعيل العمقين العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية، لأن الشعب الفلسطيني إنما يدافع عن الأمة العربية والإسلامية وليس فقط عن فلسطين، ولهذا أحرص دائما على عدم استفزاز أشقائنا العرب والمسلمين.

سننتصر إن شاء الله مهما طال الزمن، ومهما اغتر عدونا بقوته وجبروته، فشعبنا المجاهد المرابط جزء من الطائفة المنصورة التي أشرت إليها في لوحتك القيمة، والتي لا يضرها من خذلها أو خالفها، ونحن نشعر كل يوم بأننا ننتصر رغم ما نلاقيه من معاناة وألم.

ودمتم ذمرا للإسلام والمسلمين

د. محمد اسحق الريفي
15/06/2008, 11:54 PM
أخي الكريم الأستاذ أحمد محمد إمام،

لن تمر هذه السنة 2008 إلا وقد حطم شعبنا الحصار، ولولا الحرص على إعطاء فرصة للتهدئة، التي ستؤدي إلى فتح المعابر بطرق سلمية، لأكل الغزيون الجدار الفاصل بين الرفحين بأسنانهم الفولاذية. وما أظن أن يصمد الكيان الغاصب أكثر من عشر سنين، وإن غدا لناظره قريب.

تحية فولاذية!

د. محمد اسحق الريفي
16/06/2008, 12:01 AM
أخي المجاهد المقدام الأستاذ عبد القادر بوميدونة،

فعلا... الأمر يدعو إلى السخرية، فقد انقلبت المعايير رأسا على عقب، وكأن الناس تسير مكبة على وجوهها، وإلا فما عزاء العرب في عجزهم عن كسر حصار غزة، التي تقع في قلب العالم العربي، وتجاور أكبر دولة عربية؟!

هل فقدت شعوبنا النخوة!!

تحية غير ساخرة!