المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء صورة الذل للمالكي



غالب ياسين
16/06/2008, 08:34 PM
شبكة البصرة

د. عماد الدين الجبوري

كاتب وأكاديمي عراقي

في زيارته الأخيرة إلى طهران تناقلت معظم الوكالات والصحف العربية والدولية صورتين لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الرابعة نوري المالكي. الأولى يظهر فيها في وضع ذليل خانع تجاه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. حيث يقف الأخير ماداً ذراعه وباسطاً يده اليمنى بزهو مبتسماً وهو يشير إلى المالكي بالجلوس، كما يشير السيد المطاع لعبده الحقير. والثانية مع مرشد الجمهورية خامنئي الذي يحتل معظم مساحة الصورة بينما المالكي في وضع منزوٍ صغير. والسؤال هنا، لماذا نشرت وسائل الإعلام الإيرانية لقطات هاتين الصورتين بالذات؟ ولماذا في الصورتين يتم الاقتصار على إظهار العلم الإيراني فقط دون العلم العراقي؟ ولماذا لم يبدي المالكي اعتراضاً على نشرها التي تسيء إلى شخصه ومنصبه ودولته وشعبه؟

أن التفرد الإيراني بنشر هذه الصورة دون غيرها من جهة. وسكوت المالكي المطبق من جهة أخرى. فأن لها ما ورائها من أبعاد نفسية وسياسية وتاريخية. فهي على الأقل تعكس ما يلي:

أولاً: الحقد الصفوي الدفين تجاه العراق وشعبه وعروبته، وإن كان من يمثله الآن عميلاً تابعاً لهم.

ثانياً: لقد شخصت الصورة حقيقة "أشباه الرجال" الذين وصفهم الإمام علي بن أبي طالب (ع). حيث يحكمون بلداً عظيماً بحضارته وتليداً بتاريخه مثل العراق.

ثالثاً: أثبتت اللقطة الخزي والعار لصاحب الصورة ولكل من يسير خلف ركابه من قطعان المنطقة الخضراء.

رابعاً: الأوضاع في الصورة تنم عن حقيقة الوضع بين طرفين علوي وسفلي وصلة الأعلى بالأدنى.

أما الصورة الأخرى التي تعمدت وسائل الإعلام في إيران على نشرها والتي يظهر فيها المالكي بدون ربطة عنق مع مرشد الجمهورية خامنئي. فهي لا تقل شأناً في خفاياها وفق الحسابات الإيرانية اللعينة، ومنها:

أولاً: تبيان كيف أن الصبي يخضع لمعلمه وإن كبر حجمه وازداد وزنه منصباً وجسداً.

ثانياً: إظهار ولاء المريد للعمائم التي أوصلته إلى ما هو عليه من منصب وجاه ومال. فالولاء لهم لا لوطنه أو شعبه.

ثالثاً: التأكيد على أن المالكي أمام الإمام قائد دولة ولاية الفقيه، إن هو إلا إمعة وخادماً له. كما حدث سابقاً في الصورة التي يحضن ويقبل فيها حسن نصر الله يد خامنئي.

هذا غيض من فيض تبثه ماكينة الإعلام الصفوي الإيراني عبر "أشباه الرجال" الذين ارتضوا أن يكونوا إمعات لهم لا أسياداً في أوطانهم ولا قادةً لشعوبهم. وهذا أقل ما يمكن أن نطرحه حيال ما يكمن وراء تلك الصورتين اللتين نشرتها آلة إيران الصفراء الرسمية. ولا نريد أن نتطرق إلى التحليلات النفسانية، لأن المالكي نفسه لم يبدي امتعاضاً ولو ذوقياَ أو فنياً حيال ذلك. وهذا يعني الاعتراف الضمني من قبله في ركاكة وضعف موقفه الشخصي والنفسي تجاه أسياده الذين نقلوه من صاحب مطعم إلى صاحب دولة. والنقد هنا لا في المهنة بل في تولي السلطة التي لم يراعي حقوق واجباتها تجاه الله والوطن والشعب.

شبكة البصرة

الاحد 11 جماد الثاني 1429 / 15 حزيران 2008

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

مها دحام
16/06/2008, 08:49 PM
هؤلاء الذين يقبلون يد خامنئي ليسوا بعرب شرفاء وأنما عملاء وخدم لأيران عبارة عن أدوات تستخدمهم متى شاءت وتحركهم كالدمى

الحاج بونيف
18/06/2008, 07:19 PM
ما المالكي وزمرته الفاجرة إلا عبيد لإيران ثم للمحتل الذي جاء بهم، ونصّبهم ليحكموا العراق الأبيّ..
وسيرحلون مع المحتل الغاصب إن عاجلا أو آجلا..