المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللوبي الفلسطيني ( حلول مقترحة للشأن الفلسطيني )



سميح خلف
17/06/2008, 12:47 AM
اللوبي الفلسطيني ( حلول مقترحة للشأن الفلسطيني )

ربما الفكرة تراود كثير من الفلسطينيين منذ زمن وهي حلم في عقل كل فلسطيني وفي أحاسيسه وفي شعوره وربما أن تشابكات وتعقيدات القضية الفلسطينية دعت بأن يفكر العقل الباطن بهذا الحلم الذي تتكسر على اعتابه كل قوى التشرذ م والانحراف ومجموعات عدم التقدير الصحيح للظروف أو للمرحلية التي يواجهها الشعب الفلسطيني .
الفكرة عندما خرجت للاعلام الالكتروني عن طريق اخوة في جمعية المترجمين واتا الكتور محمد الريفي والاستاذ الاخ عامر العظم تجاوب معها كثير من الأكاديميين والمفركين وربما الاقتصاديين الفلسطينيين ورجال الاعلام ولأن هؤلاء تقودهم عملية الاستقراء للأحداث والحاسة السادسة لما ستؤول له أوضاع الشعب الفلسطيني إذا استمر الوضع كما هو عليه حيث تقع الكينونة الفلسطينية في نطاق المؤثرات وبشكل كامل وفي انصياع كامل وانصياع متردد تمليه الظروف لقيادات أخرى ولذلك عندما كانت الفكرة كان التجاوب معها سريع جدا ً ومني شخصيا ً.
ونصح الإخوة المبادرين بهذه الفكرة بان ندع مجالا ً للتفكير في كيفية اخراج هذه الفكرة لتكون على حيز الوجود وبلا شك أن مثل هذه الخطوة تريد دراسة علمية وموضوعية أخذة المتغير الإقليمي والدولي بما فيها الارتباك وأوجه الخلاف للقوى الفلسطينية المختلفة وبرغم هذه النصيحة التي أقدرها وأعرف أبعادها إلا أنني سأسترسل كتابة في هذا الموضوع ربما يكون حافزا ً للجميع بأن تكون تلك الفكرة على مائدة العمل الفلسطيني بجميع ألوانها وأطيافها .

وقبل أن أبدأ في وضع تصور للتناقض الفلسطيني الفلسطيني أو الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي أتى على خلفية برنامجين متناقضين أريد أن أوضح ما يلي مقدمة للعرض .

ربما كان تصريح كوندا ليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في زيارتها الأخيرة للمنطقة هو أخطر التصريحات التي جاءت من الخارجية الأمريكية ، ولنتابع مجمل التصريحات التي أتت على لسان وزيرة الخارجية في بداية رحلتها قالت الخارجية الأمريكية أن المستوطنات( كانت حجر عثرة في وجه عملية السلام) والتصريح الثاني ( قالت يمكن الوصول إلى اتفاق سلام في نهاية عام 2008 ) أما التصريح الثالث والذي يعتبر أخطر من خطاب بوش في ما يسمى " الكنست الصهيوني" وأخطر من كلمة المرشح الديمقراطي أوباما عندما قالت ( أن عملية الاستيطان لا تعيق عملية المفاوضات ) هذا التصريح الذي تناساه المحللين والمتابعين والمؤسسات الاعلامية برغم خطورته ومؤشراته .

يعتبر هذا التصريح هو برنامج عمل ومحورية العمل للوفدين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي أي هذا التصريح وضع حدود بالدرجة الأولى للمفاوض الفلسطيني على ماذا يفاوض وإلى أين يصل ، أما المفاوض الاسرائيلي فلديه كل أوراق ومكامن القوة ولذلك تعلن حكومة الكيان الصهيوني يوميا ً عن بناء وحدات جديدة في منطقة القدس وفي الغور الشمالي ومحاولة الاستيلاء كاملا ً على حي المغاربة ولذلك من هذا التصريح نستطيع أن نأخذ المؤشرات الأتية :-
1- اعتبار أن المستوطنات الكبرى شرعية وبموافقة الوفد الفلسطيني ولو كان هناك اعتراض من هذا الوفد لأوقف المفاوضات فورا ً وإلا إذا على ماذا يفاوض .
2- اعطاء مقترح تبادلية الأرض وجها ً جديا ً بين الوفدين بنسب مطروحة من الجانب الاسرائيلي 1:10م ويحاول الجانب الفلسطيني ويحاول الجانب الفلسطيني تخفيض هذه النسبة في التبادلية وأي أجزاء من أرض فلسطين يمكن أن يتم فيها عملية الاستبدال هل هي من النقب أم من أماكن أخرى ، المهم مقايضة الأرض الفلسطينية بأرض فلسطينية أخرى لصالح الاستيطان وتثبيت سيطرة إسرائيل على القدس .
3- يعني ذلك أن القدس ستبقى قضية معلقة ومؤجلة ما دامت هي تعيق الحل أي يعني قبول السلطة بــ72% من أراضي الضفة لاقامة ما يسمى " بالدولة الفلسطينية " التي تجزئها المستوطنات الكبرى والمراكز الأمنية الصهيونية .

من هنا نقول ماذا تبقى للجانب الفلسطيني أو ماذا تبقى للمفاوض الفلسطيني ، فقضية اللاجئين مؤجلة وقضية القدس مؤجلة في ظل بناء 60 الف وحدة سكنية في محيط القدس وضواحيها أي مؤثر ديمغرافي على القدس .

ولذلك نستطيع القول أن المشروع الوطني الفلسطيني ببرنامجه المطروح ( السلام خيار استراتيجي ) قد فشل وعلى النخبة السياسية التي تقود الشعب الفلسطيني في هذه المفاوضات أن تعلن عن فشل المفاوضات مع الكيان الصهيوني والاعلان المهم يجب أن يكون هو الاعلان الصريح على أن كل فلسطين محتلة بما يعطيه هذا الاعلان من مشروعية واسعة لممارسة الشعب الفلسطيني كل أنواع النضال والجهاد من أجل استرداد الحقوق أما أن ينتظر الشعب الفلسطيني الاعلان عن ورقة تفاهم في نهاية حقبة بوش فهذه هي الطامة الكبرى .

ولذلك أجد أن هناك علاقة بين طرح اللوبي الفلسطيني وما آلت إليه الاوضاع السياسية والنضالية الفلسطينية وطرحها السياسي فربما يكون فكرة اللوبي الفلسطيني وإن أخذت أي مسمى أخر هي مخرج وبداية من حيث فشل الآخرون .

الساحة الفلسطينية تعاني من عدة انقسامات فحركة فتح تعاني من ثلاث انقسامات تقودها مراكز قوى والقوة الرابعة هي القوة التي ترفض نهج الثلاث الآخرين وهي قوة نهج المقاومة بالإضافة إلى التشرذم الحادث والعزلة الفصائلية كل فصيل على حدى وإنهيار منظمة التحرير وربما كان الفشل الذي أصاب جميع المبادرات للوصل إلى حل توافقي بين القوى السياسية المختلفة في الساحة الفلسطينية ربما لأن تلك المبادرات لم تعالج عمق الأزمة وهي أزمة البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية ونهوض قوى أخرى وأيديولوجيات أخرى على الساحة الفلسطينية أضيفت للأيديولوجيات العلمانية التي خاضت النضال طوال 40 عام أو أكثر ووصلت إلى طريق مسدود ، إذا يجب أن تعالج تلك القضية فوثيقة الأسرى أو مبادرة الوفاق الوطني لم تحل المشكلة واتفاق مكة المكرمة أيضا لم يحل المشكلة وكذلك مستقبل المبادرة اليمنية ومبادرة عبد الله واد رئيس السنغال فكلها مبادرات مسكنة لا تعالج جذور المشكلة ولا تعالج نتائج فشل برنامج دفع مقابله الشعب الفلسطيني ألاف من الشهداء والجرحى والمعاقين ودفع ثمنه بظهور الدكاكين والمحاور ومظاهر الفساد الأخرى ومن أخطر اوجه هذا الواقع اللغة الاعلامية التي يتناولها كل برنامج من برامج التناقض ومؤثراتها على الشعب الفلسطيني ومؤثراتها على البعد الإقليمي والدولي ومواقفه بالنسبة للقضية الفلسطينية ولذلك أجد ان فكرة اللوبي الفلسطيني والتي يمكن أن تأتي تحت أي مسمى أخر هي الحل ولأن الالتقاء سيكون حول الخصوصية الفلسطينية بأبعادها المختلفة :-
1- البعد القومي .
2- البعد الاسلامي.
3- البعد الأممي .
والتقاء تلك المقومات الفكرية التي تحتويها بوتقة العمل العمل الفلسطيني قادرة على انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وتوحيد أهدافه ووضع استراتيجية وبرنامج عمل محوريته الميثاق الوطني الفلسطيني .

وبذلك ننتقل في تطور نضالي من حيث انتهى الفشل إلى التعامل مع التجربة ووضع علاجات لها من خلال المقومات الثلاث ، فمنظمة التحرير الفلسطينية وإن لم تفشل كعنوان عريض بل فشلت كأداء ولذلك فكرة اللوبي الفلسطيني بأعباده الثلاث قادرة على :-
1- انهاء ممارسة دكتاتورية القرار بغلافات ديمقراطية واهية.
2- انهاء انفراد ميكانيكية انفراد النخبة بالقرار الفلسطيني ومؤثراته على البعد النضالي والتاريخي للشعب الفلسطيني .
3- قدرة هذا الاطار على رسم سياسة ووضع برنامج نضالي متكامل يتلائم مع التعدد الأيديولوجي وتحت فكرة أن كل الشعب الفلسطيني ذو مصلحة حقيقية في التحرير .
4- يجب أن تبقى منظمة التحرير بكينونتها المعترف فيها عربيا ودولياً ولكن بصيغة أخرى على أن لا تقرر منظمة التحرير مصير الشعب الفلسطيني وعلى أن لا تعد الارتباطات التي تمت بينها وبين إسرائيل معترف فيها من الشعب الفلسطيني باعتبار أن كل الأرض الفلسطينية واقعة تحت الاحتلال .
5- القرار الحقيقي يبقى مع قيادة اللوبي الفلسطيني الذي يضم الفعاليات الآكاديمية والفكرية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم على أن تنفذ منظمة التحرير برنامج هذه الفعاليات التي يمكن أن تأخذ اسم اللجنة الوطنية القومية الاسلامية العليا .
من خلال هذه المحاور يجب وضع سياسة للمجموعات الاقتصادية ومؤثراتها في سوق العمل العربي والدولي وكذلك القوى العلمية والأكاديمية ومؤثراتها في الميدان العلمي.

علما ً بأن تفعيل مراكز القوى للشعب الفلسطيني لا ينفصل عن فكرة القومية العربية ولا ينفصل عن فكرة البعد الاسلامي للشعوب العربية والشعب الفلسطيني ولا يختلف عن التوجهات الحضارية للشعوب العربية بما فيها الشعب الفلسطيني مع العالم الآخر وبالتأكيد أن تلك القوى وبتحالف المصالح سواء على المستوى العلمي في الواقع العربي والإسلامي والأممي أيضا ً هو فكرة توحد لا فكرة انفصال وكذلك على محور الفكر والاقتصاد والعمل .

وبذلك وبهذه المقترحات المتواضعة التي يمكن أن تطورها لجان عمل مختصة في كافة الأفرع والاتجاهات يمكن أن تنجز في طريق استمرارية تطور مراحل النضال الفلسطيني .

وأخيرا ً أقول لابد من تطوير في البرنامج النضالي الفلسطيني بعدما وصل البرنامج الحالي بأطروحاته إلى حائط مسدود من الجدار والمستوطنات الكبرى والتوسعات الصهيونية فدولة الكنتونات لن تحل المشكلة الوطنية والانسانية والقومية والاسلامية للشعب الفلسطيني والعربي ولذلك الباب مفتوح لإثراء فكرة اللوبي الفلسطيني .

بقلم /م .سميح خلف