المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى خطيرة حول تضمين آيات القرآن في الشعر وغيره



د. محمد اسحق الريفي
18/06/2008, 01:08 AM
نقرأ في بعض ما يكتبه الشعراء تضمينهم بعض آيات الذكر الحكيم، فهل يجوز الاقتباس من القرآن في الشعر أم أن هذا الأمر لا يجوز؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فخلاصة ما قاله العلماء في الشريعة وفي الأدب الإسلامي هو اختلاف الرأي في القضية، فهناك من منع اقتباس القرآن في الشعر، وأن هذا لم يكن عمل الصحابة ولا التابعين، ومنهم من أجازه، ولكن بشروط أهمها: أن تكون هناك ضرورة للاقتباس، وألا يكون في الاقتباس امتهان لكتاب الله، وألا يكون الاقتباس في آية كاملة، فيمكن اقتباس كلمتين أو أكثر.

وإليك نص الفتاوى:
جاء في قرار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف:
إن الاقتباس من القرآن الكريم غير جائز في المجالات الآتية:
1- حديث الله عن نفسه، فلا يجوز لإنسان أن ينسبه إلى نفسه.
2- مواطن الاستخفاف والاستهزاء والسياق الهزلي.
3- استخدام النص القرآني لغاية مخالفة لهدايته ومقاصده.
أما إذا كان الاقتباس من القرآن الكريم لا يوهم إسناد الآيات القرآنية إلى غير الله، فهو جائز، أما إذا كان الاقتباس موهما يكون حراماً. انتهى

ويقول الأستاذ الدكتور أحمد طه ريان – أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:
إن القرآن لا يجوز اتخاذه في مثل هذه الأشكال كأن يكون مقدمة لبيت كامل في قصيدة شعر، وأن القرآن وضع الشعراء في قوله "... والشعراء يتبعهم الغاوون" ونفي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – صفة الشعر واستثني الذين آمنوا وكانوا يتقون الله فيما يقولون.
والاقتباس من الممكن ولكن بإشارة إلى آية أو إشارة إلى حكم أو واقعة، وإن اضطر فكلمة أو اثنتان في إطار من الاحترام لكتاب الله. انتهى

ويقول الأستاذ الدكتور مصطفى رجب – عميد كلية التربية جامعة سوهاج بمصر:
من الضروري أن توجد معايير فنيَّة أخلاقية لضبط عمليات الاقتباس من القرآن، مثل:
1- ألا يأتي الاقتباس في إطار يصادم العقيدة أو الشريعة التي هي جزء أساسي من ثقافة الملتقى، والجرأة في مثل هذا ليست من الفنِّ في شيء، ولا تعدو كونها وقاحة.
2- أن يكون الاقتباس ضرورة فنيَّة تضيف ولا تضعف العمل الفني.
3- ألا يكون الاقتباس بتضمين نص قرآني بصورة مباشرة.
4- يمكن أن يتفرع الاقتباس القرآني إلى نوعين:
أ‌. اقتباس دلالات قصصية.
ب‌. اقتباس تعابير أو تراكيب لغوية. انتهى

ويقول الأستاذ الدكتور مصطفى الشكعة – أستاذ الأدب الإسلامي:
إن القرآن الكريم له وضعه المتميز المتسامي حيث لا يعامل معاملة الأشياء الأخرى مثل بيت شعر أو معنى حديث شريف. والشعر مدان حكماً إلا في حالات الاستثناء، كما أن وضع قاعدة للاستثناء شيء مرفوض. فالقرآن كلام المولى عز وجل ويجب أن يكون في موضع التنزيه بعيداً عن النقائص ولا ينبغي الاقتباس من القرآن، والذين يضمّنون آيات كاملة يكونون قد حرَّفوا القرآن وأهانوه بما لا يتفق مع مقامه. انتهى

ويقول الأستاذ الدكتور خالد فهمي – الأستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة المنوفية:
يعتبر كتاب: "الاقتباس من القرآن الكريم" لأبي منصور الثعالبي المتوفي 421 هجرية وثيقة هامة في هذا الموضوع، ومنهج الرجل في كتابه هو تقسيم الاقتباسات في القرآن الكريم على مستوى العالم العربي القديم.. والثلاثة عشر قرنا الماضية لم يتجرأ أحد على النص القرآني وساو بينه وبين كلام البشر، وأصبحت المسألة عائمة إلا خلال الخمسين سنة الماضية بفعل بعض الحداثيين الذين تجرءوا على إلغاء الفاصل الذي كان موجوداً..

والشعر له قوانين في كتابته وأن ذلك يستلزم أمرين:
الأول: الفواصل القولية عند الاقتباس مثل "ومن الذكر الحكيم" أو " ومن كتاب الله" وإن لم يكن مثل هذا الفواصل القولية فلتكن فواصل خطية، وأن علماء الترقيم فرقوا بين كلام الله وباقي أنواع الكلام باستخدام الأقواس العزيزية واليوم باستخدام الحاسوب يمكن التمييز باستخدام الأبناط لتمييز كلام الله بل وأنواع مختلفة من الخطوط. وحتى نقبل الاقتباس لا بد من الفواصل.

الثاني: مراعاة الاحترام والتقدير والتبجيل لكلام الله أو استلهام التراث في الموافقة والتأييد وعدم أخذ الاقتباس الذي يوحي بالامتهان أو السخرية أو التمرد أو اقتباس يحتمل إخفاء أفكار أيديولوجية أو ازدراء من المحظورات الأساسية.

وتاريخ الشعر العربي لم يشهد على الإطلاق اقتباسا زاد على كلمتين كقول الشاعر:


فلو أن المفرط كان حياً = توفي الباقيات الصالحات

وقائل هذا البيت صالح عبد القدوس أكثر من اشتهر بالمجون بل واتُهم بالكفر والزندقة والإلحاد وقُتل في عهد أحد الخلفاء. انتهى

ويقول الأستاذ الدكتور الطاهر مكي – أستاذ الأدب الإسلامي والأندلسي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة:
لا مانع من التضمين والاقتباس إذا كانت القضية والمناخ الذي قيلت فيه تعالج مبدأ اتُفق على احترامه ولا تمس جلال القرآن وعظمته مع وضعها بين علامتي تنصيص.. كما أنه لا مانع أن يصل الاقتباس إلى آية كاملة. ويشترط أن يكون المقام الذي يسمح به العروض ولا بد من انسجام الآية مع الشعر. انتهى

ويقول الأستاذ الدكتور إبراهيم الخولي – أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر:
التضمين من الممكن أن يشير إلى الأحداث التاريخية أو تضمين آيات القرآن في النثر وهو أيسر ولكن لا تطوع المُضمن، لأنه ليس ملكاً للأديب، لكن تضمين القرآن مرفوض رفضاً باتاً. ويجب ألا يختلط النص بما ضمنه ولا يحدث أي نوع من التعديل أو التغيير وإلا عُدَّ تحريفاً، ويرى أن هذا بدايات التحريف في الكتب المقدسة.

واعتبر من جاء بأكثر من كلمتين – مثل شاعر جاء بآية كاملة من كتاب الله – وضاقت عليه معاجم اللغة وعجز عن الصياغة واضطر إلى تضمين بهذه الصورة ليس شاعراً وأشار إلى أن السلف لم يبدأوا شعرهم بكلام الله فتظن أنه سيتلون قرآناً ويفاجئك فيغير كلاماً من عنده وهذا مرفوض.

والله أعلم
رابطة علماء فلسطين

زاهية بنت البحر
18/06/2008, 01:26 AM
بارك الله بك أخي المكرم أ.د. محمد اسحق الريفي
فتوى جاءت في وقتها فقد تجرأ الكثيرون على كتاب الله
ومن الضروري وضع حد لهم
بارك الله بك ورعاك
أختك
بنت البحر

د. حسين المناصرة
18/06/2008, 02:14 AM
أخي د. الريفي
نعيب على الشعراء أن يقتبسوا من شعر غيرهم نصف بيت ، فكيف لا نعيب عليهم سرقة القرآن الكريم في شعرهم ... وبصراحة عندما يلجأ أحدهم إلى أن يقتبس من القرآن تحت مسمى الشعر هو في الحقيقة ليس بشاعر أو ناظم أو حتى أفاق متأنق !!!
مع خالص ودي

مقبوله عبد الحليم
18/06/2008, 05:23 AM
بسم الله

جزاك الله عنا أستاذنا الدكتور محمد الريفي خير الجزاء

ولأنه القرأن الكريم ولأنه كلاما منزلا من رب العالمين علينا أن نحفظه من كل سوء قد يطوله ومن كل استعمال في آياته قد يسيء له

دمت بكل الخير والسعادة والتُقى


أختك مقبولة

عامر العظم
18/06/2008, 05:33 AM
الشاعر الوطني والإنساني فقط!
شخصيا، وليسامحني الجميع، فأنا لا أؤمن بأي شاعر رومانسي!
ها أنت ترى المئات منهم هائمين تائهين، يلعبون ويلهون ويفمفمون في كل المواقع والمنتديات!
لا وزن ولا صوت ولا قيمة ولا قدر لهم!
هل هذا زمن الرومانسية أم زمن الجوع أيها الشعراء؟!
هل تبقى لنا أية مشاعر للحب والغرام والهيام؟!

تحية بدون أحاسيس من الشاعر النبطي شاعر بن شعرور آل شويعر!

مقبوله عبد الحليم
18/06/2008, 05:41 AM
بل هو زمن الجوع أستاذي عامر

زمن ينظر الينا ويسخر من ضعفنا من ركوعنا واستسلامنا

لا حول ولا قوة إلا بالله


تحية بحجم جوع أطفال فلسطين وسائر بلاد المسلمين

عبدالكريم يحيى الزيباري
18/06/2008, 10:19 AM
شكرا لكم على هذا الموضوع المهم والخطير

د. محمد اسحق الريفي
18/06/2008, 10:39 AM
الإخوة والأخوات الأساتذة الأكارم،

أشكركم وأحييكم على مرورك الطيب وكلماتكم الرقيقة الطاهرة، ونسأل الله أن يجنب أبناء أمتنا الوقوع في مصائد الشيطان.

تحية ملائكية

amr abdelnaby
18/06/2008, 02:02 PM
جزاك الله خيرا أخي في الله ولكن أنا أرى أن استعمال القرآن في الشعر لأي سبب كان هو انقاص من حقه ومن قيمته ونزع له من سياقه! ف "معجزة " القرآن هي في كونه نص , تأتي كلماته بشكل معين, تبلغ بهذا العرض قمة الفصاحة والتأثير , فإذا أنا نزعتها من سياقها ووضعتها في بيت شعر فقد أذهبت رونقها وأضعت بهائها وأنقصت قدرها!
وأنا أرى أن من يفعل هذا إنسان تنقصه الفصاحة والبلاغة فيبحث عن إيجادها في كتابته بإيراد كلمات الرحمن
غفر الله لنا ولكم

لينا اسماعيل مطاوع
18/06/2008, 02:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ القرآن الكريم لم يُدن الشعر كظاهرة فنية ، ولكنه تكلم عن طائفة من الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ، واستثنى منهم المؤمنين ، ثم إن صلاحية التحريم خالصة لله تعالى وحده وجزئياً لرسوله الكريم ، ولا يجوز إعطاء هذه الصلاحية لأحد غيرهما ، الشعر فن إنساني وليس قرآنا ولم يدعي أحدٌ ذلك ، فلماذا إثارة هذه المواضيع التي تشتت وتقهر وتنهر ، حياة المسلمين الحاضرة هي الظاهرة المُدانة ، فارحمونا رحمكم الله

مقبوله عبد الحليم
18/06/2008, 02:44 PM
ثم إن صلاحية التحريم خالصة لله تعالى وحده وجزئياً لرسوله الكريم ، ولا يجوز إعطاء هذه الصلاحية لأحد غيرهما ،



حبيبتي لينا

هنالك من الأمور التي قد يختلف عليها الناس بين الحرام والحلال فنكون عندها مجبرين لإستصدار فتوى من أهل العلم والمشوره وهذا ليس حراما ولربما كان هنا موضوعا بحاجة الى هذه الفتوى

سلمك الله لنا مبدعة رقيقة

د. محمد اسحق الريفي
18/06/2008, 03:19 PM
الأخت الكريمة لينا اسماعيل مطاوع،

كان هناك خلاف حول الرسائل التالية فلجأنا إلى علمائنا الأفاضل في "رابطة علماء فلسطين" لحل الخلاف:

رسائل


( 1)


هـــذى القصيـــــدة ماتبقـــــى

مــن يـــراع فصاحتـــــى

فأرق على ليل المفارق مهجتى



( 2)


يافارسى

هذه القصيدة طوقت

عمرى بحبل من مسد

ريح وريحان وجنات على

حبلى بنار من برد

لايلمسها ريح المخاضى

ولا ميلاد ولا ولد

الشمس ذابت فى شتاء الاسئلة

وتوضأت برحيقها نار عجوز

سيلت صبرى شموعا قاحلة

وربت ضياء من لظى جرحى

ورب دمى بصدرك فاقتله



( 3 )


يافارسى

الروح نامت فى المدى

والحب قد تبت حلاوته

فكبر واهتدى

والقلب هاقد فرقت دقاته

بين المحبة والردى

يافارسى كم الف عام والذى

بينى وبينك فى الهوى

ذكرى توشوش فى صدى



( 4 )


يافارسى

الشمس تغفو الآن

قهرا فى عيونك

فلتطفى الشعر المرقع

من نزيف البوح واستسطر جنونك

قلبى الموضى من شظايا الموت

يرفض ان يخونك

فحبرى المهدد بالدمار والانهيار

وبالبوار والانكسار على الملأ

مازال يطمع فى جنونك



( 5 )


يافارسى

القلب مات على المفارق وانكسر

وتمرغت دقاته مابين مبتدأ يئن

من الوجيعة وانكسار فى خبر

لملم خيول الشعر من وجد الندى

واغرس رياحك فى دم يحبر

وأيام اخر



( 6 )



يافارسى

هذى القصيدة لم تكن للوم

حين صنعتها

ماذا لنا ان زلزلت

ارض الهوى زلزالها

ماذا لنا ان اخرجت اثقالها



( 7 )


يافارسى

ان راودتك الروح

عن ليل جلى

فاسكب صراطك للملأ

واحذر على قلبى الذى يوم اصطفيت فراقه

ما نزل فى ارض الوداع وماابتعد ..


/
/
/

زاهية بنت البحر
18/06/2008, 04:28 PM
يحرفون الآيات القرآنية لينالوا قسطأ من النجاح، وهذا دأب كل من تجرأ على كلام الله، وذاع صيته فلو أنه أو أنها كانوا ناجحين لما لجأوا إلى كلام الله للتسلق به، ولكنهم انزلقوا إلى الهاوية وبئس المصير. ولاأدري متى كانت الرحمة بتحليل ما حرم الله!

أحمد الريماوي
18/06/2008, 06:37 PM
إذا كان التناص في خدمة التصوير التمثيلي الذي يثري النص الأدبي وبما لا يخدش أو يؤثر على النص القرآني الكريم فلا بأس، ورد في قصيدتي:"على سَورة الاعتراف" ما يلي:
لكِ اللهُ "أم الولدْ"
لكِ الحبُّ "أمّ الولدْ"
لكِ النّورُ "أم الولدْ"
وللعابرين على النّهْجِ حَبْلُ الأسى من مَسَدْ

هناء عباس
19/06/2008, 08:47 AM
السلام عليكم أري ان للقرأن الكريم له جلاله وعظمته فلا يستخدم الأ لغرض العباده ولكنك قد تشعر ان من نظم بعض الأبيات ليطلق عليه في النهايه شعرا قد يكون أنسان متدين او انسانه متدينه فالقرأن ملأ العقل والقلب والجوارح الي ان اصبح كل ما ينظمه الشاعر به روح القران او ان الكاتب يريد ان يصل بالقاريء الي انه يعرف الله جيدا ولذلك فقد يكون أستوحي بعض الكلمات المستخدمه في اللغه العربيه التي هي أساسها القرأن واعتقد ان نظم الأبيات التي تعبر عن أحساس أنسان ليس من المحرمات مادامت لم تصاحب بالموسيقي فقد غني في عهد رسول الله طلع البدر علينا وغناها المهاجرون وكانت مصحوبه بالدف وقد كتب المسلمون في مدح رسول الله العديد من الأدب فهذا هو تراث الأمه جيل بعد جيلا يتوارثونه .تحياتي

محمد العباسي
19/06/2008, 09:26 PM
(( أ.د. محمد اسحق الريفي ))
الله يعطيك العافية اخوي
و جعلة الله في ميزان حسناتك
......
...
الواجب علينا كمسلمين السمع و الطاعة لله و رسولة علية الصلاة و السلام
إن ضاقت الدنيا بما رحبت في أي شاعر و لم يجد سوى آيه من القرآن الكريم لكي يكمل قصيدة ما (إن شاء الله عمرها ما خلصت ).. هذا ما ارى
و لك كل الود