المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا المنافقين ... والمنافقات ...!



منذر أبو هواش
20/06/2008, 10:35 AM
احذروا المنافقين ... والمنافقات ...!

(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَاًمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ) ]التوبة: 67[

في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلُوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) رواه مسلم.

المنافقون أعداء دين الإسلام منذ بعثة محمد ـ عـلـيــه الصلاة والسلام ـ يكيدون ويدبرون ويخططون وينفذون، وقد ورد ذكرهم في سبعة وثلاثين موضعاً من القرآن الكريم، وسميت سورة كاملة باسمهم.

لقد بدأ النفاق بابن سلول واستمر النفاق واستمرت مظاهره وصوره المختلفة عبر التاريخ إلى يومنا هذا، ولا يخفى تعاضد المنافقين مع الكفار في حربهم الظاهرة والخفية ضد الإسلام والمسلمين. فالنفاق حقيقة قائمة ثابتة راسخة مرئية ومستمرة وإلا لما أفاض القرآن الكريم في الحديث عنهم وأسهب في التحذير منهم.

ولأن الصراع بين الحـــق والباطل قائم إلى قيام الساعة؛ فإننا لا نزال نرى الصفات نفسها تتوارثها الأجيال المنافـقـــة زمــنـاً بـعــد زمن حتى وقتنا الحاضر. يقول الله عن صفة من صفاتهم: ((وَإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ)) [المنافقون: 4].

لذلك ما زلنا نشاهد المنافقين في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، يتكلمون باسم العلم والدين، ويتكلمون في قضايا خطيرة، ويتحينون الفرص، ويقطعون الطرق، ويلبسون ويعيثون في الأرض الفساد همزاً ولمزاً وغمزاً وسخرية وخيانة وتآمرا وقتالا في صفوف الكفار وتحت راياتهم: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلارْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ - أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة:11، 12].

ترى منهم الأكاديميين والسياسيين والصحفيين والكتاب والشعراء والمؤلفين، لكن أفعالهم وتصرفاتهم تفضحهم، وظاهرهم يخالف باطنهم، وما ينخدع بهم إلا الجاهلون. يؤدون بعض الشعائر، ويتظاهرون بالحرص على صلاح الدين والشريعة والمجتمع، وهم يتكلمون فيقولون قال الله وقال رسول الله، لكنك حين تدقق في كلامهم تتمثل لك الآيات التي قيلت فيهم لتفضحهم وتكشف بواطن نفوسهم ومكنونات قلوبهم:

(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَاًمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ) [التوبة:67]
( ٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ) [التوبة:73]
(إذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) [المنافقون: 1]
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ) [التوبة: 79].
(قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ)) [التوبة: 65، 66].
(فَإذَا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشـِحَّةً عَلَى الخَيْرِ) [الأحزاب: 19] [الأحزاب: 19].
(يَاًمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ)[التوبة: 67].

قال ابن القيم رحمه الله: "فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه، وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من عَلم له قد طمسوه، وكم من لواءٍ له مرفوع قد وضعوه، وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها، وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون". وقال رحمه الله: أحذر من عدوين هلك بهما أكثر الخلق : صاد عن سبيل الله بشبهاته وزخرف قوله ، ومفتون بدنياه.

لذلك ينبغي التصدي لهم بكل الوسائل الرادعة لأنهم خطر دائم يتهدد معالم الإيمان والدين.

:emo_m17:

لطفي منصور
20/06/2008, 11:33 AM
أخي الفاضل د. منذر أبو هواش ................ تحيّة
النفاق آفة اجتماعية خطيرة ... وتزداد خطورة عندما يستمرئ المنافََق له النفاق ويشجعه ....
قرأت فيما قرأت عن أسباب وضع الحديث سببا عدّه العلماء من أخطر أسباب وضح الحديث وهو النفاق والتزلف تقربا للأمراء والملوك وذوي الشأن ، وذلك بالفتاوى الضالة نفاقا لهؤلاء ...
ومن ذلك ما رواه الخطيب البغدادي، أن غيّاث بن إبراهيم دخل على المهدي العباسي وكان يحب منظر الحمام التي تجيء من بعد متسابقة ويعجب بمنظرها ، فحدّثه حديثا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( لا سبق إلا في نصل أو خفّ أو حافر أو جناح ) فلما خرج قال المهدي : أشهد أن قفاك قفا كذّاب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ثمّ أمر بذبح الحمام لتسببهن في هذا الافتراء نفاقا ، فقد زاد غيّاث عبارة ( أو جناح ) نفاقا للمهدي .
وفي حادثة أخرى عن غياث هذا أن الرشيد طرده شرّ طردة عن بابه لحادثة مشابهة ...
المهم أن من وجّه لهم النفاق والرياء لم يسكتوا ولم يهللوا للمنافقين ولم يقربوهم من مجالسهم بل طردوهم وحجموهم ليرتدعوا ... فالخطورة تكمن فيمن يستمعون لهم ويدنونهم من مجالسهم ويفضلونهم على من سواهم من الناصحين ، إذا تطهرت نفوس المسؤولين من مرض استمراء النفاق وتقريب المنافقين سيحترق المنافق بنفاقه ويموت كمدا ببضاعته النتنة .

لك التحيّة د. منذر أيّها المتألق .

لطفي منصور

د. محمد اسحق الريفي
20/06/2008, 11:47 AM
أستاذنا الفاضل منذر أبو هواش،

لاحظت أن عددا قليلا من أعضاء واتا يسعون لإقناعنا بفصل الإسلام عن حياتنا، ويطلبون منَّا صراحة ألا نحتكم إلى المعايير الإسلامية في سلوكنا ومشاعرنا وتفكيرنا. وبعبارة أخرى، يريدون من المسلمين أن يتعاملوا مع الإسلام على أنه مجرد ثقافة محلية لا تتجاوز حدودها من يحملها ويؤمن بها، ليصبح المسلم مواطنا عالميا لا ينتمي إلى ثقافته ودينه وبلده وأمته ومبادئه وقيمه، وإنما ينتمي إلى عالم بلا هوية ولا ثقافة ولا قيم ولا معايير، ربما إلا تلك المعايير التي وضعها أعداء أمتنا، الذين يسعون ليلا ونهارا للقضاء على ديننا الحنيف بذريعة أنه يدعو إلى التطرف والكراهية وضيق الأفق وغير ذلك من الاتهامات الباطلة الفارغة المضمون.

يحاول بعض الناس إقناع كل من يلتزم بإسلامه أن يترك الإسلام جانبا عند نقاش أي قضية من القضايا، بذريعة أن الاحتكام إلى المعايير والضوابط الإسلامية يؤدي إلى تضييق الأفق وتقييد الفكر، وكأن الإسلام يتعارض مع الإنسانية والتسامح واحترام حقوق الآخرين والتعايش السلمي مع غير المعتدين وغير ذلك، هكذا ينظر إلى ديننا من قال الله عز وجل فيهم: ((وَإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ)) [المنافقون: 4].

إن المسلم الذي ينتمي بحق لإسلامه ويلتزم به لا يمكن أن يسمح لنفسه بالحكم على أي شيء إلا وفقا للمعايير والأحكام والضوابط الإسلامية. ومن يسمح لنفسه بتهميش الإسلام وعزله عن حياته فهو غير مسلم، ومن يرى بأن الإسلام لا يصلح للتعامل مع هذا العالم وقضاياه، يخرج من الإسلام. ومن لا يلتزم بالإسلام فكرا وسلوكا ومنهجا فهو غير مسلم.

سنظل ندافع عن ديننا الإسلام الحنيف في جميعة واتا، وسنتصدى بحزم للمارقين الذين يتطاولون على ديننا وعقيدتنا، وللذين يصدون الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وسنمنع الرويبضات من إصدار الفتاوي والتكلم في أمر العامة دون وعي وفقه وعلم، وسنتصدى للمجون وفحش القول، وسنلاحق مروجي ثقافة الهزيمة والاستسلام ودعاة التطبيع مع الأعداء الصهاينة والأمريكان ومن تحالف معهم. ومن يرى أن في دفاعنا عن الإسلام تقييدا لحريته، فليبحث له عن مكان آخر يناسبه.

ملاحظة: الرويبضات جمع رويبضة، والرويبضة الذي أشار إليه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه:
((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)).

قال اللغوي ابن منظور: "الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لُِربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة".

تحية تناسب معالي الأمور!

منذر أبو هواش
20/06/2008, 11:56 AM
أخي الأستاذ لطفي ...
أخي الأستاذ محمد اسحق ...

ما زالت واتا تزهو وتزدان بكم وبحضوركم ...
وما زال كلامنا لا يكتمل ولا يحلو إلا بكلامكم ...

أبقاكم الله ذخرا لواتا وإخوانا لنا ...
ونفع بكم الإسلام والمسلمين ...

والله أكبر ...

منذر

عامر العظم
20/06/2008, 01:12 PM
القبلات سبب دمار الأمة العربية!
نتربى على تقبيل كل شيء!
نحن أكثر شعوب الأرض تقبيلا!

الزملاء والزميلات الأكارم،
الدكتور منذر أبو هواش،

نحن أكثر شعوب الأرض تقبيلا...للأيدي واللحى والذقون والخدود والجباه والرؤوس والأنوف والأكتاف و…. وحتى عند الشكر نقبل الأرض! نتربى على تقبيل كل شيء! فماذا تتوقع منا؟!

مجتمعات، كمجتمعاتنا، قائمة على أو تعيش الجوع والقمع والتخويف والترويع أبا عن جد ستخرج لك ملايين المنافقين وهناك شعوب بأكملها تربت على الكذب والنفاق خوفا أو مصلحة، فلذلك يصل عدد المنافقين العرب إلى عشرات الملايين وهذه مشكلة اجتماعية خطيرة!

أنت تخشى إبداء الرأي وتحتاج إلى واسطة في إنهاء أو إتمام أي شيء ولا تجد من يحترم قدراتك وعقلك ووقتك ولا تستطيع أن تتقدم إلا إذا كذبت أو نافقت ، ولهذا تجد المنافقين في أعلى المناصب في كل مكان!

على الجانب الآخر، لا تجد المجتمعات الغربية تعاني مثل هذه الأمراض، فتجد الغربي مهنيا وصادقا بشكل عام والمجتمع قائم على احترام القدرات وخدمة الإنسان (لأن كل يؤدي مسؤولياته ويدفع الضرائب ويلتزم بالقوانين)، لا العكس كما هو الحال في الوطن العربي حيث الإنسان في خدمة المجتمع!

إن مرضت مرضا أو جرحت في الغرب، تجد كل المجتمع مبرمج وفعال لخدمتك لكن إن مرضت أو جرحت في الوطن العربي، فأنت تنشغل بالتفكير في حل مشكلة الكفن قبل حل مشكلة علاج نفسك أو قريبك!

الصدق سلاح ناجع واستراتيجي ويعاني الصادقون لكنهم ينتصرون في النهاية.

تحية صادقة

عبدالقادربوميدونة
20/06/2008, 02:48 PM
سؤال موجه للجميع دون استثناء

الأستاذ منذر أبي هواش المحترم تحية عربية إسلامية مباركة إن شاء الله
..لا أريد أن أعقب أوأعلق أوأمدح فأنتم في غنى عن هذا المديح والإطراء حول ما كتبتم ونبهتم إليه مشكورين إنما بودي لو يتفضل الإخوة وفي إطارتعليقاتهم على المنافقين والمدلسين وغيرذلك من الصفات المذمومة لدى كل البشرولا سيما لدى المسلمين ..
أود أن أعرف حدود وكيفية الخروج أو التخلص مما يسمى في المفاهيم الحديثة :
المتطرف اليميني والمتطرف اليساري..
فلكل قضية أو مسألة جبهة.. والجبهة هي انطلاقا من مؤخرة الصدغ الأيمن للإنسان مرورا بالناصية إلى مؤخرة الصدغ من الجهة اليسرى ..جابه يجابه جبهة ..فالجبهة تضم يمينا ووسطا ويسارا ..فزادوا على ذلك وقالوا: أقصى اليمين وأقصى الييسار ..ثم أضافوا الوسط ..أي أن كل حركة شعبية مطلبية أوسياسية أو دينية لا يمكن أن تخرج عن هذا الإطارالمحدد.. فنقول هذا التيارالفكري أوالديني أوالسياسي تياريميني أوتياريساري أووسطي معتدل ..ثم توسعوا وقالوا يمين اليمين ويساراليمين ووسط اليمين ..ويساراليسارووسط اليسارويمين اليسار ..
وعليه أريد أن أعرف من الإخوة المنتمين والمنتسبين والمؤيدين والمعارضين لتوجهات مجمع "واتا " الحضاري في أية خانة ندرج هذه الجامعة ..يمينية يسارية ..وسطية..
فإذا كانت يمينية ضيعنا اليساريين بالضرورة لأن فكرة االحوار والنقاش العلمي الموضوعي الخالي من كل تهجم على الأشخاص لم نصل إليها بعد والدليل هذا التناطح الذي نلاحظ معاركه حامية الوطيس - وكل يخون ويهدد ويتوعد من خالفه الرأي مفحما أياه في كل مرة بالاستنجاد بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ..فكيف يعرف الإنسان من هو مدلس ومنافق أومن يستعمل الدين كعصى لضرب الآخرين وتهميشهم ؟؟-
و من يريد تهديم الصرح من أساسه وحول من يريد احتكار المنتديات الواتاوية لتكون تمشي وتسيروفق وحسب أهوائه ونظرته دون الآخرين.. وإذا كانت يسارية التوجه ضيعنا اليمينيين بالضرورة.. لأن هؤلاء يريدون فرض وجهات نظرهم بالقوة واستهداف القيم والمبايء الدينية بطريقة أو بأخرى..
فكيف يمكن الحفاظ على وسطيتها دون المس بأفكاروتوجهات من يدخل إليها ويناقش بموضوعية وحياد وتجرد من الذاتية القاتلة .فكما هو معروف الشباب العربي من محيطه إلى خليجه هو إما يساري منحرف وإما يميني متطرف في نظري وإما وسطي متزلف وإما بين هذا وذاك مخرف..
أما الوسطية المزعومة فهي نفاق وتزلف وهف وتضليل بالنقرعلى الدف ..وها أنا حر لن أدخل إلى أي صف ..وسأقول كلمتي حرة أصيلة ..وعن قول الحق إن شاء الله لن أحيد أو أنحرف ..ولوهد علي رأسي السقف..
أقول لهؤلاء المتطرفين جميعا ..أين الجواب وأين تعقيب المعقبين وشكرا لكم ...

طه خضر
20/06/2008, 03:15 PM
أما الوسطية المزعومة فهي نفاق وتزلف وهف وتضليل بالنقرعلى الدف ..وها أنا حر لن أدخل إلى أي صف .


الأستاذ الفاضل والمعلم بوميدونة لا فض الله فاك..

لا يوجد في ديننا يمين أو يسار أو وسط أو ليبراليّة أو ما شابه ذلك من مسميات نحن منها بالبراءة التامّة، والقول بأن الضرب على يد كل من يتجاوز الخطوط الحمر والتي لا يوجد فيها نسبيّة بين هذا وذاك ( وهنا أتكلم عن أفراد سليمي الفطرة) هو ضرب من التطرّف أو الذهاب إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، أقول إن هذا القول هو هرطقة مركـّبة واعوجاج مستفحل في مجموعة المفاهيم والقيم التي تتولد مع الفطرة السليمة البعيدة عن التأثـّر بكل التيارات الوضعيّة التي رسمها البشر لغايات في أنفسهم، وهذا القول يعني بالضرورة أن الوسطيّة كذلك وبالصورة التي يقدمها البعض هي ضرب من ضروب الدعوة إلى قولبة الدين وجملة العادات والأخلاق الحميدة التي توارثناها وأخذناها عرفا من ديننا وقدواتنا وتشكيله عبر هذه القولبة ليوافق أهواء كل من هب ودب وطار وزحف وسار على الدرب.

لقد نسي الكثير من المثقفين أو تناسى إن ديننا ومسلماته وثوابته وخطوطه الحمر غير قابلة للتغيير والتشكل ككل الأفكار والمذاهب الوضعيّة التي يضعها ويدلسها البشر محدودي الفكر والتي تستنفذ أهدافها بانقضاء الوقت والزمن الذي وجدت فيه لانتفاء الحاجة وتغيّر الزمن وحدوث مستجدات تستلزم تطوير وتحديث تلك الجملة من الأفكار والمذاهب الوضعيّة، وهذا ما لا نحتاجه كون شريعتنا "والتي لا تنفصم عـُراها ولا يجوز تجزئتها "من رب العالمين الذي يعلم ما كان وسوف يكون، وهنا تسقط الدعوة إلى الوسطيّة بصورتها الشوهاء التي حادت عن مفهوم قوله تعالى بأنه جعلنا أمة وسطا، وتظهر بصورتها ووجهها القبيح الذي يدعو بطريقة أو بأخرى لإيجاد صيغ ترضي الجميع بشاذهم وومنحرفهم وسقيمهم وسليمهم وهذا هو النفاق المستتر الذي نحذر منه ويقع فيه السواد الأعظم ممن حفظوا كثير من المصطلحات كقوالب جاهزة التشكيل ولم يعرفوا أو يفقهوا مضامينها!!

عائشة صالح
20/06/2008, 03:31 PM
الفاضل الأديب منذر أبو هواش المحترم
نشكرك على هذا الموضوع القيم

ونذكر الحديث: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان .



الصدق سلاح ناجع واستراتيجي ويعاني الصادقون لكنهم ينتصرون في النهاية

تحية صادقة للجميع

د. محمد اسحق الريفي
20/06/2008, 03:42 PM
أخي العزيز الإعلامي البارع الأستاذ عبد القادر بوميدونة،

واتا تفتح أبوابها لكل الناس على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم وثقافاتهم ومللهم ونحلهم، ولسنا - بحسب وجهة نظري - بصدد تصنيف الناس وتحديد مدى تطرفهم إلى اليمين وإلى اليسار، وكل ما يعنينا هنا أن ندافع عن ثقافتنا وديننا، فثقافتنا هي مصدر هويتنا، وهويتنا هي مناط وجودنا، أما الدفاع عن ديننا فهو ضرورة دينية وإنسانية، وإلا فما معنى أننا مسلمون؟!

لا نهدد غير من يهددنا في ديننا، والحرب بين أعداء ديننا وأمتنا وبيننا سجال، وما نقدمه هنا في واتا من خدمة لأمتنا وديننا وشعوبنا يأتي في سياق مواجهة مفتوحة فرضها أعداؤنا علينا وعلى أعداء أمتنا، الذين لم يكتفوا باحتلال أوطاننا وتخريب بلادنا ونهب ثرواتنا، وإنما يصرون على إذابة ثقافتنا وإجبارنا على ترك ديننا، خاصة ذروة سنامه.

نحن لا نبخس الناس حقوقهم ولا شأن لنا في آرائهم ومواقفهم، غير أننا لن نسمح في واتا وفي غير واتا لأنفسنا أن نقف مكتوفي اللسان ومشلولي القلم أمام مروجي ثقافة أعدائنا والمرجفين والمثبطين. ألا نعتبر في واتا أن دعاة التطبيع مع العدو الصهيوني مرتزقة يجب علينا التصدي لهم؟ ألا يحق لنا أن نقف في وجه من يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجا؟ ألا يحق لنا أن نحول دون نشر المجون والخلاعة والدياثة والقول الفاحش في واتا؟ إن كان ليس لنا حق في ذلك ونحن قادرون على ذلك فما هي قيمة وجودنا في واتا؟ وما معنى قولنا بأننا مسلمون ندافع عن أمتنا ونسعى لاستنهاضها.

تحية عربية إسلامية

عامر العظم
20/06/2008, 03:57 PM
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل.
نحن جمعية حضارية ولسنا دينية
الحوار يتطلب الوسطية والاعتدال!
نحن متطرفون هنا في المسائل المهنية والمبدئية فقط!
أرجو من جميع الزملاء والزميلات الذين ينظرون إلى واتا كجمعية دينية أو إسلامية ولا يزالون يحدثون هذا الخلط غير الواقعي أن يدركوا ما يلي:
1. أن الجمعية هي عمل جماعي تراكمي بفكر جمعي بناه كثيرون من كافة الخلفيات والجنسيات والتوجهات.
2. أننا جمعية مهنية ترجمية ولغوية وأدبية وفكرية وحضارية تدعو إلى حوار الحضارات والثقافات والبشر والشجر والحجر.
3. أننا جمعية تضم آلاف المترجمين واللغويين والمفكرين والأكاديميين والباحثين والكتاب والأدباء والشعراء من كل الجنسيات والأديان والمذاهب.
4. أننا جمعية تهتم بتعزيز القيم المهنية والفكرية بالدرجة الأولى.
5. أننا جمعية تدافع عن الإنسان العربي وقضايا أمتنا.

شاكرا للجميع قراءة القانون الأساسي المنشور على الصفحة الرئيسة والالتزام به.
تحية حضارية.

عامر العظم
رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب

د. محمد اسحق الريفي
20/06/2008, 05:56 PM
أخي الأستاذ عامر العظم،

أنا لا أنظر إلى جمعية واتا على أنها مؤسسة إسلامية أو دينية، ولا أتعامل معها أو مع أعضائها وإدارتها على أساس أنها جمعية دينية، وأعرف أنها جمعية مهنية تضم لغويين ومترجمين وأساتذة ومثقفين من كل الاتجاهات، ولا اعتراض لي على ذلك أبدا. وطالما أن هناك أنشطة ثقافية وسياسية تتعلق بالإسلام والأمة وقضاياها المصيرية، فعندما أجد من يتهجم على الإسلام أو الأمة فإنني لا أصمت، وإنما أدافع عن الإسلام وعن الأمة، ليس بالسيف أو باليد، وإنما بالقلم واللسان، وليس بالسب والشتم والتطرف في الحوار، وإنما بالتي هي أحسن وباللين والرفق، وبالحجة والبرهان والدليل، وسلوكي في واتا يشهد لي على ذلك.

دفاعي عن الإسلام والأمة لا علاقة له بنوع جمعية واتا، ومنهجي في هذه الحياة أن أستمر في الدفاع عن ديني وأمتي وثقافتي وهويتي وقضيتي في كل زمان ومكان أحل فيه وأنشط فيه.

تحية منهجية!

طه خضر
20/06/2008, 05:56 PM
ألا يحق لنا أن نقف في وجه من يصد عن سبيل الله ويبغيها عوجا؟ ألا يحق لنا أن نحول دون نشر المجون والخلاعة والدياثة والقول الفاحش في واتا؟ إن كان ليس لنا حق في ذلك ونحن قادرون على ذلك فما هي قيمة وجودنا في واتا؟

الأستاذ الدكتور محمد الريفي ..

في هذه النقطة بالذات يحصل ودائما الخلط المضحك المبكي؛ فكل من يقرأ سيتخيّل بأن بعض أعضاء واتا من المتدينين! يعيشون كما صورهم المهرّج عادل إمام في فلمه سيئ الذكر الإرهابي، ولا يراهم إلا قوما عابسي الوجوه ومزبئرّي الظهور وقد كشـّر سوادهم عن أنيابه ولبس جلد النمر وتحفز للانقضاض على من يسمون أنفسهم بدعاة التنوير والتحرير الذي لا يتجسد برأيهم إلا بتجاوز الخطوط الحمر واتباع أسلوب الهالك نزار قباني الذي لم تمنع قصائده التي هاجم فيها رب العزة وساواه بالبشر من أن يعتبره السواد الأعظم من الناس شامة في وجه هذا الزمان الأسود! واتا ليست بجمعية دينية وإسلاميّة ولن تكون بسبب تركيبتها وتنويعها، لكن هذا لا يعني أن يُنشر فيها وبحجة هذا الكلام ما لا يعتبر السكوت عليه إلا ضربا من الخنزرة والدياثة، وقد خبرنا هذ من جلّ ما تداخل به الأعضاء من غير المسلمين، ولم نر لأحدهم أي كلام يؤخذ عليه ويتجاوز به المسلّمات ويهتك الأعراض ويجدف على الله، أو يتكلم ويكتب بطريقة نسميها بــ " الواقفة" وما إلى ذلك من كلام ملغـّم يحتمل كل تأويل مما لو قرأته إحدى بناتنا أو بنات الأعضاء هنا ممن يتابعون واتا لسقطت على الأرض وأغشي عليها، .. وهنا تكمن المشكلة إذ إن الكثير يعتبر إن كلمة جمعيّة غير دينيّة أو غير إسلاميّة وكأنها إشارة خفيّة يطلق فيها لجنونه وأفكاره الشاذة بدعوى التحضر والتنوير العنان، وكأنه هو فقط من يمتلك قلبا يكاد يتفطر من الرقة ونحن عابسو الوجوه بل ونمتلك قلبا قد من الصخر قدا، وألحق بكل ذلك وبحجة الحوار الدعوات المبطنـّة لتقبل عدونا الأبديّ العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال بمن فيهم أولئك الكتاب الفلسطينين ممن عـُرف عنهم الأخذ والعطاء من الصهاينة !!

استدراك ..

أذكر في هذا المقام عدة ردود قرأتها للأستاذ الريفي امتدح بها قصائد رومانسيّة وغزلية وعذريّة رقيقة:)

د. محمد اسحق الريفي
20/06/2008, 07:09 PM
أخي الأستاذ الأديب طه خضر،

جزاك الله خيرا على هذا التوضيح الرائع، وأحب التأكيد على أن معظم أعضاء واتا طيبون، يغارون على دينهم ويدافعون عن أمتهم، ولا يخل بهذه القاعدة إلا عدد قليل جدا من أعضاء واتا، وهذا في الحقيقة ما شجعني على التواجد معكم في واتا والمساهمة في أنشطتها.

تحية عذرية :)

فواز الجبر
20/06/2008, 08:43 PM
[align=center][font=Simplified Arabic


مجتمعات، كمجتمعاتنا، قائمة على أو تعيش الجوع والقمع والتخويف والترويع أبا عن جد ستخرج لك ملايين المنافقين وهناك شعوب بأكملها تربت على الكذب والنفاق خوفا أو مصلحة، فلذلك يصل عدد المنافقين العرب إلى عشرات الملايين وهذه مشكلة اجتماعية خطيرة!

أنت تخشى إبداء الرأي وتحتاج إلى واسطة في إنهاء أو إتمام أي شيء ولا تجد من يحترم قدراتك وعقلك ووقتك ولا تستطيع أن تتقدم إلا إذا كذبت أو نافقت ، ولهذا تجد المنافقين في أعلى المناصب في كل مكان!

السلام عليكم
لو تجنبنا النفاق قليلا وجنحنا نحو الواقعية قليلا ايضا لوجدنا أن كل إنسان على وجه الأرض
فيه خصلة أو خصال من النفاق ولايكاد أمرؤ يخلو من ذلك إلا من عصم الله.
حتى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخشى أن يكون كذلك لذلك مرة كان يرجو حذيفة
بن اليمان ( كاتم سر رسول الله) أن يذكر له اسماء المنافقين وعندما أبى حذيفة رضي الله عنه
قال له : قل لي هل أنا منهم، أيضا لم يجبه صراحة بل أومأ له برأسه أن لا، حتى اطمأن سيدنا
عمر رضي الله عنه. فهل نحن كعمر.
يخاف الإنسان من أشياء كثيرة في هذه الحياة حتى ممن يظن أنهم مقربين إليه لذا يضطر
أن يراوغ ويلف ويدور. يكون للمرء حاجة عند أخيه لذا تراه يقبل ويتزلف له حتى ينال حقه.
تراه يريد الوصول إلى حقه المسلوب فيمدح أحقر الناس ليحصل على ذلك.
من أوصلنا إلى هذه الهاوية. هل المأمور أم ولي الأمر؟ أم كلاهما؟
( سيدي، مولاي، سعادتكم، طال عمرك ، سيادتك، حضرتك، ....) والقائمة تطول من الألقاب التي
نتقرب بها إلى من يستحق ومن لايستحق.
ثم من ناحية أخرى يمكن لنا أن نسأل ، هل المجاملة من النفاق أم من حسن الخلق؟
أم هناك خلط بين الأمرين؟

لماذا يخشى الإنسان إبداء رأيه؟ ربما لأن العصا بانتظاره والجلاد بانتظاره،
وزوجته بانتظاره، ومديره بانتظاره، وحتى أدنى مشرف في أي منتدى بانتظاره
حتى يصب غضبه عليه ويكون مصيره الطرد والحظر.

لكم تحيتي

منذر أبو هواش
20/06/2008, 08:47 PM
و من يريد تهديم الصرح من أساسه وحول من يريد احتكار المنتديات الواتاوية لتكون تمشي وتسير وفق وحسب أهوائه ونظرته دون الآخرين.....

أخي عبد القادر،

نحن من قدماء هذا الصرح الحضاري، ومن رواده، ومن حماته، ومن المدافعين عنه، ومن المساهمين في بنائه وفي استمراره ... لذلك لا مجال أبدا للمزايدة على علاقتنا بهذه الجمعية ... ولا مجال للتشكيك في نياتنا نحوها ... ولا في انتمائنا لها ...

ومن جهة أخرى فإن جمعيتنا جمعية مولودة من رحم الأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي ... ولا مجال لسلخها أو سلخنا عن هذه الأمة أو هذا المجتمع ... وبغض النظر عن طبيعتها المهنية فلا يربطنا بجمعيتنا هذه إلا ما عرفناه عن احترامها الأكيد لثوابت هذه الأمة ... ونحن هنا طالما احترمت هذه الثوابت ...

الجمعية لا يهدمها أهلها وأصحابها وبناتها ... والجمعية تسير على نفس المنوال الذي نهواه والذي يجعلنا نهواها منذ بضع سنين ...

ما زلنا نقول ونردد: الجمعية مفتوحة للجميع بشرط احترام ثوابت الأمة ... لكن بعض الدخلاء يفهمون هذا الأمر ... وبعضهم لا يريد أن يفهم ...

الجمعية لا تغير أحدا ... ولا تريد أن تغير أحدا ... ونحن هنا كما كنا دائما ... وكما كنا في كل مكان وكل زمان ... سوف نبقى على مبدئنا ... وسوف نواصل مسيرتنا ... وسوف نظل نقاتل وندافع ... وسوف نبقى شوكة في حلوق المتربصين ... وإلى أن يندحر الكائدون لهذا الدين وهذه الأمة ...

هذا الأمر كان دائما هكذا وما يزال ولن يتغير ... مهما كانت طبيعة هذه الجمعية ... ومهما تسلل إليها أو إلى إدارتها من مشبوهين كارهين ... مصيرهم إلى زوال ...

قالوا أن ديار الإسلام استبيحت،
وأنها لم تعد ديار الإسلام،
وقالوا احجروا على المسلمين
فقد غابت دولة الإسلام،
وقالوا هذا زمن الرويبضة
وليس زمن الإسلام،

فلتمنعوا المسلمين إذن من التحدث في أمور الدين،
ولتسكتوهم فالقوانين تحرم الكلام في الدين،
ولتوقفوهم فالدساتير تحرم الدعوة للدين،
ولتمنعوهم من ممارسة الدين
لأن الدنيا قد حرمت الدين،
ولتقطعوا الطريق عليهم
فهم يلتفون على القوانين،
قالوا ... وقالوا ...
وما زالوا يقولون ...

لكن الإسلام يبقى عزيزا منيعا محصنا،
رغم كل الأعداء،
ورغم كل الحروب،
ورغم كل المحن،
ورغم كل الدول،
ورغم كل الحكومات،
ورغم كل الدساتير،
ورغم كل القوانين،

هذا هو الأمر الذي لا يفهمه خصوم الإسلام،
فهم في بحث دائم عن السبل من أجل إقصاء المسلمين،
وهم في محاولات لا تكل ولا تمل من أجل تحييد المسلمين،
وهم في حراك مستمر من أجل تجميد مؤسسات المسلمين،

وما أدركوا أن كل مسلم منا أمة في حد ذاته،
وما عرفوا أن دولة الإسلام محمولة على أكتافنا وفي قلوبنا،
وأنها ستبقى قائمة رغم كل الطواغيت ما بقينا،
وأنها ستبقى قائمة رغم كل شيء ما دام فينا عرق ينبض،
حتى آخر حرف،
وحتى آخر نفس،

فهيهات أن نركع،
وهيهات أن نخضع،
وهيهات أن نتنازل،
وهيهات أن نتراجع،

والله متم نوره ولو كره الكافرون
والعزة لله والعزة للرسول،
والله أكبر ...

منذر أبو هواش

:emo_m1:

غالب ياسين
20/06/2008, 09:40 PM
لو تداعى المصلحون المخلصون من الدعاة وطلبة العلم إلى عقد مؤتمر يتدارسون فيه أخطر ظاهرة مُني بها المسلمون في تاريخهم لما وجدوا ظاهرة أشد خبثاً وأسوأ أثراً من النفاق والمنافقين.

لا فارق بين نفاق الأمس ونفاق اليوم من حيث الجوهر، أما الظروف فقد اختلفت، فالنفاق بالأمس البعيد أيام تمكين الدين كان ذُلاً يستخفي، وضعفاً يتوارى، وخضوعاً مقموعاً يمثله عمالقة أقزام ورؤوس أزلام، حيات وعقارب موطوءة تكاد ألاّ تنفث السم إلاّ وهي تلفظ الحياة.

كان تمكين الدين وقتها يمكّن المؤمنين من جهاد أولئك الأسافل باليد واللسان والقلب وبإقامة الحدود، فلا يُرى أحدهم إلاّ وهو محاصر مكدود، أو محدود مجلود.

أما اليوم، فالنفاق صرح ممرد، وقواعد تتحرك، وقلاع تُشيّد، إنه اليوم دولة بل دول ذات هيئات وأركان، إنه أحلاف وتكتلات وكيانات، بل معسكرات ذات قوة وسلطان، سلطان سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي، يمارس الضرار في كل مضمار.

إن النفاق اليوم له قيادة، وهذه القيادة تخطط وتنظم حركتهم، ويغذونهم بالباطل والكفر، والقرآن يسمي هذه القيادة بالشياطين وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ [البقرة:14]، وقادة المنافقين قد يكونون ممن يتسمون بالإسلام وقد يكونون من الكفرة أو من اليهود أو من النصارى أو غيرهم وهم يتصلون بالمنافقين في ديار المسلمين شرقيها وغربيها عبر قنوات خفية مستورة، وبذلك يكون المنافقون أخطر على المسلمين من الكفرة المستعلنين، فقد أثبت التاريخ يوماً بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات وأن نكايتهم فيها وجنايتهم عليها تزيد على كل النكايات والجنايات، فالكفر الظاهر على خطره وضرره يعجز ـ في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام ـ أن ينفرد بإحراز انتصار شامل عليها ما لم يكن مسنوداً بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين ويتسمى بأسماء المسلمين، يمد الأعداء بالعون، ويخلص لهم في النصيحة، ويزيل من أمامهم العقبات، ويفتح الأبواب.

أيها المسلمون، لقد عادت حركة النفاق اليوم متمثلة في التيار العلماني، وسبب العودة هو فيئة المسلمين إلى دينهم وظهور هذه الصحوة المباركة ورجوع الشباب المؤمن بالله ورسوله إلى منهج سلفه الصالح، وصار يفضح مخططات أعداء الله، إضافة إلى ظهور حركات إسلامية مختلفة ومتنوعة في بقاع شتى من العالم، بعضها حركات دعوية وبعضها جهادية وبعضها فكرية.

فقرر قادة الكفر أن يربُّوا أشخاصاً على النفاق ليعمل هؤلاء في صفوف المسلمين في كل المجالات، فئة تظهر الإسلام وتصلي في المناسبات وتؤدي بعض الشعائر ثم تظهر بمظهر الحريص على هذا الدين، فيثق بهم الغافلون والبسطاء، ويعمل هؤلاء المنافقون معلمين ومربين وموجهين وسياسيين وصحفيين وكتاب ومؤلفين ورجال فكر ورجال علم.

ثم تصنع لهم الأمجاد الزائفة عن طريق الإعلام، ويُلمّع هؤلاء ليتخذهم العامة منارات يستقى منها التوجيه والتحليل ٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَ مَا يَشْعُرُونَ [البقرة:9].

قال ابن القيم رحمه الله: "فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه، وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من عَلم له قد طمسوه، وكم من لواءٍ له مرفوع قد وضعوه، وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها، وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون".

أيها المسلمون، لقد افتتح ابن سلول طريق النفاق ثم سارت فيه من بعده أفواج المنافقين عبر التاريخ، وفي عصرنا الراهن لا تخطئ العين ملامح العلمنة والنفاق الظاهر المتظاهر مع الكفار في القضايا الكبرى من قضايا المسلمين، شوهد ذلك في تركيا قبل سقوطها وبعد سقوطها خلال أكثر من ثمانين عاماً، ثم شوهد ذلك في فلسطين بعد احتلالها منذ ما يزيد على خمسين عاماً، ويزال المسلمون يرون صوراً من النفاق في أماكن شتى سلخها المنافقون لصالح الكافرين عن هويتها الإسلامية وبنيتها الاعتقادية، فيخطئ من يظن أن النفاق الذي أفاض القرآن في الحديث عنه وأسهب في التحذير منه كان يمثل مرحلة تاريخية انقضت بدخول الناس في دين الله أفواجاً.

إن القرآن الذي أُمر النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بجهاد المنافقين سيظل يُتلى إلى يوم الدين بقول الله تعالى: ٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ [التوبة:73]، والآية تدل على أن النفاق سيظل موجوداً وسيظل محسوساً ملموساً من أشخاص وهيئات ودول تُرى فيهم آيات النفاق.

والنفاق المقصود في الآية ليس قاصراً على النفاق ذي المرامي السياسية والأهداف التسلطية فقط، بل هو النفاق بكافة أشكاله وصوره عندما يكون موجهاً إلى ضرر الدين وأصحاب الدين، سواء كان صادراً من أهل السياسة أو من أهل الثقافة أو أهل الفن والقلم أو حتى من بعض المنسوبين للعلم والفتوى في بعض البلدان، فالأمة تعاني اليوم من شرذمة ظهرت على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، تتكلم باسم العلم والفتوى، تمرر قضايا خطيرة جداً فيها من التلبيس على عقول الناس ما الله به عليم، تصب في تحقيق أهداف أشخاص يخدمونهم باسم الدين والله المستعان. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلارْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة:11، 12].

أيها المسلمون، إن جهاد المنافقين من أجلّ فرائض الدين، لا يقلُّ شأناً عن فريضة الجهاد ضد الكافرين، وقد ذكر بعض العلماء بأن جهاد المنافقين فريضة دائمة، بينما جهاد الكافرين قد لا يكون على الدوام، وذلك من خمسة أوجه:

الوجه الأول: أن جهاد الكفار يجيء ويذهب باختلاف الأزمنة والأمكنة وبحسب وجود دواعيه ومسبباته من مداهمة الكفار لبلدان المسلمين أو فتح المسلمين لمعاقل الكفار، أما المنافقون فجهادهم قائم ودائم في السلم والحرب لأن أذاهم للدين موصول في السلم والحرب.

الوجه الثاني: أن عداء المنافقين في الغالب مستتر خفي، وعداء الكفار معلن جليّ، ولا شك أن المستعلن بالعداء يعطي من يعاديهم فرصة للتحفز والاستعداد وأخذ الحذر بخلاف من يتآمر في الخفاء.

الوجه الثالث: أن خطر المنافقين ينطلق من الداخل بين صفوف المسلمين بينما يجيء خطر الكفار الظاهرين في أكثر الأحيان من الخارج، وخطر الخارج لا يستفحل دائماً إلا بمساندةٍ من الداخل.

الوجه الرابع: أن عداوة المنافقين شاملة لا تقتصر على جانب دون جانب، فهي تبدأ من الكلمة همزاً ولمزاً وسخرية وغمزاً وتنتهي إلى الخيانة العظمى بالقتال في صف الكفار وتحت راياتهم والتآمر معهم على المسلمين وكشف أسرارهم.

الوجه الخامس: أن جهاد الكفار قد يكون عينياً أو يكون كفائياً وقد يسقط بالأعذار أو الإعذار، أما جهاد المنافقين فهو غير قابل للسقوط إذا وجدت مسوغاته، فهو واجب على كل مكلف بحسبه، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلُوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) رواه مسلم.

أيها المسلمون، ويأخذ جهاد المنافقين أحكام جهاد الكافرين إذا ظهر من نفاقهم الكفر الجلي بقول أو فعل، قال ابن كثير رحمه الله: "روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف: سيف للمشركين فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلاشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ [التوبة:5]، وسيف لكفار أهل الكتاب قَـٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ وَلاَ يُحَرِمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَـٰغِرُونَ [التوبة:29]، وسيف للمنافقين يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ، وسيف للبغاة فَقَـٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىء إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ [الحجرات:9]، ثم قال ابن كثير: "وهذا يقتضي أن يُجَاهَدوا بالسيوف إذا أظهروا النفاق وهو اختيار ابن جرير".

فإذا كان واقع المسلمين اليوم في أكثر الأحوال لا يسمح بجهاد المنافقين بإقامة الحدود أو الإغلاظ عليهم لكف شرهم، فلا أقل من تعويض ذلك بجهادهم باللسان وما يقوم مقامه من كل وسيلة ترُدُّ ما يستطاع من كيدهم للدين، وإلا فإن ذلك النفاق سيظل يتوحش ويطغى حتى يهدد بهدم معالم الإيمان والدين في كل بلاد المسلمين.

إن علماء الإسلام عندما تحدثوا عن أحكام جهاد المنافقين لم يفترضوا واقعاً خيالياً، بل تحدثوا عن واقع عاشته الأمة الإسلامية معهم، منذ وُضعت لبنات مجتمعها الأول في المدينة وصفحات السيرة والتاريخ تقطر بمواقف مخزية لحزب المنافقين الذي ظهر أول ما ظهر في مجتمع الطهارة الأول في عهد الرسالة، ولم يستح ذلك الصنف من الناس أن يكون له حزبه وجنده في أطهر مكان وأفضل زمان في تاريخ الإنسان، لتعلن هذه الفئة أن خطرها لن يستثني زماناً دون زمان، ولا مكاناً دون مكان، ولا إنساناً دون إنسان، ولو كان هذا الإنسان هو خير البشر وسيد الرسل صلى الله عليه وسلم.

ففي أخطر لحظات الدعوة الإسلامية وأدق المراحل التي واجهت فيها أعداءها الخارجيين كان حزب النفاق بالمرصاد لهذه الدعوة في صف أعدائها، ففي غزوة أحد عندما حشدت قريش ثلاثة آلاف مقاتل بكامل الإعداد والعتاد وكان جيش المسلمين لا يزيد على ألف مقاتل وفي موقف دفاع، وبينما كان الفريقان يستعدان للنـزال في معركة فاصلة إذا بزعيم النفاق ينخذل عن جيش المسلمين بثلاثمائة من قومه ليعود للقعود في المدينة، يصور القرآن هذا المشهد ويحكي هذا التصرف في معرض حديثه عن هذه الغزوة وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقّ ظَنَّ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلاْمْرِ مِن شَىْء قُلْ إِنَّ ٱلاْمْرَ كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فِى أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلاْمْرِ شَىْء مَّا قُتِلْنَا هَـٰهُنَا [آل عمران:154].

وقد عدّ القرآن هذه المواقف الانتهازية من المنافقين خيانة لأهل الإسلام بإسلامهم إلى الأعداء ومسارعة إلى الكفر ونصرة له قال الله تعالى لنبيه بعد أن سجل على المنافقين جرمهم وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِى ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإيمَـٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران:176، 177].

وأما عن مناصرة المنافقين لليهود فلهم في ذلك صولات وجولات، فقد سطرت كتب التاريخ مواقف غدر وخيانة لهم مع بني قينقاع وبني النضير، سجل القرآن أحداثها أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَـٰفَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ [الحشر:11].

إن من يريد أن يقتفي أثر إفساد المنافقين خلال عهد الرسالة عليه أن يبحث عن ذلك في مظانّ الحديث عن اليهود، فأينما وُجد اليهود وجد المنافقون.

أيها المسلمون، التاريخُ وعاءٌ لما يقضى من القدر خيره وشره، فأقدار الخير يهيئ الله لها رجالاً عظماء شرفاء، فبعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كم من رجال تألقوا في التاريخ بل تألق التاريخ بهم، من علماء ودعاة ومجاهدين وقادة، وغيرهم وغيرهم ممن نفع الله بهم الدين والدنيا.

وأما أقدار الشر فقد خُلق لها الأشرار ممن لوثوا صفحات التاريخ بأسمائهم وقبيح أفعالهم من باطنيين ومنافقين وعلمانيين ومجرمين، فكانوا ولا يزالون كالورم الخبيث الكامن في الجسد بانتظار لحظة من الوهن والإنهاك حتى يفرض نفسه منتشراً بالداء والبلاء.

فنسأل الله جل وتعالى أن يكفينا شر المنافقين والعلمانيين.








الخطبة الثانية



أما بعد: وأما عن علاقة المنافقين بالنصارى فهي علاقة حميمة وقديمة ولنستعرض مثالين يدلان على ذلك:

المثال الأول: قصةُ غزوةِ تبوك: في ظرف من أدق وأشق الظروف التي مرت على الدعوة الإسلامية في عهد الرسالة نما إلى مسامع المسلمين في المدينة في أواخر عمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أكبر قوة في الأرض آنذاك تعد لسحق المسلمين في دارهم وطي صفحة الإسلام من التاريخ بتخريب مدنه واجتياح أرضه وتقتيل أهله وتشريدهم.

لقد تواردت الأنباء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نصارى الروم على وشك القدوم فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يباغت القوم بالحرب قبل أن يكملوا الاستعداد، وفي وقت نضج فيه الثمر وطاب فيه المقام مع شدة الحر، ندب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس للنفير دفاعاً عن الإسلام المستهدف من أعتى عدو في العالم آنذاك، فاستجاب الصادقون المخلصون خفافاً وثقالاً رغم المكاره، وأطاعوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في تقدير شجاع لخطورة الموقف. فتحرك النفاق الذي كان يتوق إلى يوم تتهاوى فيه قلعة الإسلام وتسقط راياته.

فجاءت سورة التوبة التي تسمى أيضاً بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت وبعثرت أسرار المنافقين، جاءت السورة حافلة بأخبار النفاق وسلوك المنافقين لترسخ في أفهام المسلمين أهمية أن يتفقدوا صفوفهم ويختبروا بطانتهم، حاملين قبس القرآن ليكشف لهم بإيضاح وجلاء ماهية ونوعية وسجية المنافقين حتى يكونوا منهم على حذر، ويكونوا لجهادهم والتصدي لهم على أهبة واستعداد.

المثال الثاني: دور المنافقين في استقدام النصارى الصليبيين إلى بلاد الشام:

ما واستمرت دولة العبيديين في المغرب من عام 297هـ حتى عام 363هـ حيث انتقلت بعد ذلك إلى مصر في عهد الخليفة العبيدي المعز لدين الله، فأقام لدولة النفاق الشيعي كياناً في مصر. وقد كان هؤلاء العبيديون الخبثاء يقربون الكفار وبخاصة النصارى ويتخذون منهم البطانة ويولونهم المناصب ويكثرون من الزواج منهم، وكانت هذه البطانة سبباً أساسياً من أسباب استفحال أمر النصارى في الشام بعد سيطرة العبيديين عليها، حتى آل أمر الشام إلى أن سقطت في أيدي الصليبيين بعد أن فرّ أمراء العبيديين منها، وتركوها لقمة سائغة لهم، حتى احتلوا القدس وسيطروا على المسجد الأقصى ورفعوا الصلبان على مآذنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما عن علاقة المنافقين بنصارى اليوم فعجب وأي عجب، فبعد أن أعلن الغرب حربه على الإسلام في أنحاء العالم والتي أسماها الإعلام الغربي وبوقه العربي الحرب على الإرهاب، بدأ المنافقون يسخرون أقلامهم في كتابات عفنة في طول العالم العربي والإسلامي وعرضها يؤيدون الغرب، وتبرعوا بأكثر مما طلب منهم.

إن الحرب بين المسلمين والغرب حرب مستمرة منذ عقود طويلة، واليوم ناب عنهم فيها منافقون علمانيون أصبحوا يحاربون الدين وأهله تارة باسم الحرب على الرجعية، وتارة على أعداء التقدمية، وتارة ضد المتطرفين والظلاميين والأصوليين، وأخيراً استقر اصطلاح المجرمين على تسمية الحرب ضد الإسلام بالحرب على الإرهاب موافقة لأسيادهم، وإلا فأين الغرب وحلفاؤهم من التحدث عن الإرهاب اليهودي في فلسطين، والإرهاب الهندوسي في كشمير، والإرهاب الروسي في الشيشان، بل الإرهاب النصراني الغربي في الفلبين وأندنوسيا وأفغانستان وغيرها من بلدان المسلمين.

هل كان بإمكان الغرب أن يقوم بهذه الحرب لوحده لولا وجود مخلصين له في الداخل؟ هل يستطيع الغرب وأمريكا أن تعلن وتنفذ بهذه الجرأة والشراسة والشمول لولا استنادها إلى مواقف أكثر جراءة وشراسة وشمولاً من المنافقين. وإلا فمن للغرب بالتدخل المباشر في الأحوال الداخلية لكثير من الدول في صوغ مناهجها والتحكم في إعلامها وتوجيه الرأي العام بها ومحاصرة الدعوة والإصلاح فيها؟ ومن للغرب أن يجعل البلدان الإسلامية أرضاً مستباحة للأغراض العسكرية والاقتصادية والثقافية والمخابراتية وغيرها. إنهم المنافقون..

ولا نستطيع أن نفسر هذا الإخلاص العجيب من المنافقين لأسيادهم من الغرب إلا بأنه كراهية ما أنزل الله. هذا السبب الذي يتفرع عنه بقية الأسباب وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الزمر:45]، يكفيك أن تطالع الأعمدة اليومية والأسبوعية لكثير من أعمدة النفاق لترى مصداق ذلك في أقوام جُلّ همهم فيما يتقيئون على أوراق الصحف والمجلات أن يَحزُنوا الذين آمنوا.

لقد انقسم الناس إلى معسكرين متميزين لا ثالث لهما: معسكر إيمان وصبر وجهاد ينضم إليهم من يحبهم وإن لم يعمل مثل أعمالهم، ومعسكر كفر ينضم إليهم من يحبهم من المنافقون والعلمانيون والخائنون، وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود في سننه بسند صحيح عندما حدّث أصحابه عن تتابع الفتن التي ذكر منها فتنة الأحلاس ثم فتنة السراء ثم ذكر فتنة الدهيماء التي وصفها بقوله: ((لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه)).

فنسأل الله جل وتعالى أن نكون من أهل الإيمان الذين هم أهله وخاصته...


http://www.islamdoor.com/k/119.htm

غالب ياسين
20/06/2008, 09:47 PM
المسلمـون تَفَـرَّقـوا شِيَعـاً فَحَــ
ــقّ عَليهـمُ هذا العذابُ الأصْعَــبُ
مـتَسَـلِّلٌ ومُـنـافِــقٌ يَتـسَــرَّبُ

كَـمْ ثغْـرَةٍ فُتِـحَـتْ فأقْبَـلَ ظـالـمٌ

كانَتْ تَصُـدُّ عن الدّيـار و تُـرْعِــبُ

حتى إِذا اْنهارَتْ عـزائِـم عُصْبَــةٍ

لِيَصُـولَ ذئـبٌ في الرّبوعِ و ثَعْلَــبُ

هَـوَت الحُصـونُ وفُتِّحتْ ثغـراتُهـا

سَـرَبـاً و تَنْفُـثُ سُمَّهـا وتُشَعِّــبُ

ويحي ! وتَنَسـلُّ الأَفَـاعـي دُونَهـا
مِنْهـا ولا فَسَــدَ الهَـوى والمـأرَبُ

لـولا النِّفَـاقُ لمَا أَصَـابُـوا مَقْتـلاً

رُ هَــوىً يُـذِلُّ و لا رُؤىً تَتَـحَـزَّبُ

لـولاَ النِّفـاقُ لمـا تمـزَّقَـتِ الدّيـا

فِيْهَـا مُـزَخْرَفَـةٌ و بَـرْقٌ خُـلَّــبُ

عَصَبيّـةٌ جَهْـلاءُ ! تُـؤْثَـرُ فِـتْنَـةٌ

ــدُّنيا عَلى الأُخْـرى ومَاهُـوَ أَقْـربُ

أو يَسْتحِبُّـونَ الحَيـاةَ وبَهجـةَ الــ

حِينـاً يُمـزِّقُهـا الهَـوَى المُتَقَلِّــبُ

هـذي هي الـدنيـا تُـفَـرِّقُ أمَّــةً

حِـينـاً و آمـالُ الـنِّهـاب تُـقَـرِّبُ

وعِصَابَـةُ الإجْرام يَجْمعُهـا الهَـوى

كُـلاً يُنـاجِـزُ خَـصْمَـهُ ويُـؤَلِّــبُ

حتَّى إذا اصْطـدَمَتْ مَطَـامِعُهمْ تَـرَى

يَـومـاً يَمِيْـلُ بِـه هَـواهُ ويَقْـلِـبُ

كـلٌّ يَـكيــدُ لغَيْـرِه مُتَـرَبِّـصـاً

مَـنْ ذا يُـسَـابِـقُ للغَنيـمِ و يَنْهَـبُ

حَـرْباً على حَرْبِ تميـدُ بِهـا الـذُّرا

فِتَنـاً ! وأهْـوالُ الفَـواجِـعِ تَعقُــبُ

المُجْـرِمُونَ و قَـدْ تَعَاظـمَ شَـرُّهُـمْ

سَيَـرُدُّ كَيْـدَ المجْـرمين وَ يحْجبُ ؟ !

المُجْرِمون اسْتَكْبَـروا وطغَـوا فَمَـنْ

ـطِّـرُه الجِهـادُ وعـزْمـةً تَتَـوثَّـبُ

المؤمِنونَ ! إِذا مَضَـوا صَفَّـاً يُعَــ

عَـبَـقٌ يَـمُـوجُ و آيَـةٌ لا تـكْـذِبُ

أَمَـلُ الحَـيـاةِ وطيبُهـا وجَمالُـهـا

للنّـاسِ يَحْمِـلُهـا الـوفـاءُ الأَطَيَـبُ

المـؤمنِـون المتَّقـونَ رسَــالــةٌ

ــنَ ! و كلُّ قَلْـبٍ خافـقٌ يَتَـرقّـبُ

أَمَـلٌ يُـطِـلُّ ولَـهْفَـةُ المُسْتَضْعَفِيـ

شَـوْقُ النّفُوس و فَـرْحَـةٌ لا تَغْـرُبُ

إِشـراقـةُ الإِيمـانِ في أحْـنـائِهِـمْ

عـزّاً وتنـطَلِـقُ القُـلـوبُ وتُعْـربُ

فَتُحطِّـم الأَغْـلال عَـنْ أَعـْنـاقِهـمْ

سُحِقَـتْ و تُوقِظُ عَـزمَـه وتُـرَغِّـبُ

وتَـعُيـدُ لـلإِنسـانِ عِـزَّتَـهُ التـي

*
*
*

غَلبَتْـهُ دُنيـاه فَـهَـانَ الـمَطْـلـبُ

كَمْ مِنْ شَقـيٍّ غـابَ في شَهَـواتِـهِ

أو مُصْغِيـاً لِهُـدىً يُـعِـزُّ ويُـوهِـبُ

رَضِيَ الهَوَانَ فلمْ يَـعُـدْ مُسْتَبصِـراً

أهْـواؤُهُ نــاراً تشـبُّ وتُـلْـهِــبُ

يا ويلَ مـن تَبِـعَ الهـوَى فَتَفَجَّـرت

جُـوراً يَفُورُ بِـهِ الفُجُـورُ ويُسْكَــبُ

يتمـرَّدُ الـشيطـانُ في أحْـنـائِـه

من فِطْـرَةٍ خُـلِقَـتْ تَبَـرُّ وتُنْجِــبُ

واستُؤْصِلَـتْ كُلُّ الفضائِـلِ وانْطَـوَتْ

داً طـاغـيـاً أو فِـتْنَـةً تَتَشَعَّـــبُ

أنّـى تَـوجّـه لا تَـرى إِلاَّ فـسَــا

رُ وكـلُّ ما هـو مذْهِـلٌ أو مُـرْعِـبُ

ظُُلْمـاً تَمُوجُ بِـهِ المجـازِر والدِّيـا

وأخي عَـزائـمَ بالـهُـدى يَتَـوَثَّـبُ

شتَّـانَ بَيْنَ أخي هـوىً مـسْتَصْغَـرٍ

وأَخـي إبـاءٍ لا يَــذلُّ ويَـغْـضَـبُ

شَتّـانَ بَيْـنَ مُـنـافِـقٍ مُـتَـذَلـلٍ

غَضَبُ الشقِـيَّ هوى يُضِـلُّ ويُذْهِـبُ

غَـضَـبُ الأَبِـيِّ لـربِّـه ولـديِنـهِ

يَـهْـوي بِنَـارٍ جَـهَـنَّـمٍ ويُـغَيَّـبُ

شتّـانَ بَيـن مُعـانِـدٍ مُسْتكْـبِــرٍ

أو مُشْفِقــاً مِنْ خَشْيَــةٍ يَتَـرَقّـبُ

و مُكَـبِّــرٍ للهِ يَـخْـشَـعُ ذَاكِــراً

*
*
*

فَيَتيـهُ في دُنْيـا النِّفـاقِ ويُـغْــرِبُ

عَجبـاً ! أَيُفْتَنُ مِنْ ظَنَنْـتَ به هُـدىً

أخْـفَيْتُـمُ ؟ ! وَرَعٌ يَبيْـنُ فيـكْــذِبُ

أيـن التـلاوةُ والصـلاةُ وأيـن مـا

تنـزاح ثمَّ يَبِينُ مـاهـو أَعـجَــبُ

حُجُـبُ النّفاقِ رقيقَـةٌ سَرعـانَ مـا

الله خـادِعُـكُـمْ يُـحِـقُّ ويُوجِــبُ

أَتخـادِعُون الله ؟ ! ويْحَكَـمُ ! فَـإِنَّ

ـكَمُ في القضاء وفي النَّفـاذِ و أَغْلَـبُ

أوَ تَمْكُـرون ؟ ! فإنّ مَكْـرَ الله أحْـ

لِيَعـودَ عن غَـيٍّ يَجـورُ ويَحْجُــبُ

يُمْلِـي لـكِـلِّ مُنـافِـقٍ أو ظَـالِـمٍ

حــقّ يَمُـدُّ مِنَ العَـذابِ ويُـرْهِـبُ

حـتى إِذا نَـزَلَ الـقَضَـاءُ فَـإنّــه

*
*
*

عبدالقادربوميدونة
20/06/2008, 10:08 PM
أستاذي أبي هواش المحترم ..لا مزايدة ولا مناقصة ..أخذ ورد..
أستاذي الكريم منذرأبي الهواش حفظه الله وأبقاه مرجع الجميع خبرة وثقافة وموقفا وفضائل..المسألة.. فيما طرحته في مداخلتي المتواضعة لا تقبل التجزئة ولا التقسيم هي ألفاظ تحمل مضمونا واحدا لا غير فإذا تعرضت للتجزئة أضحت كمن يقول : " ويل للمصلين ....طرحت سؤالا محددا توزع على عدة جمل هو مطالبة الإخوة بالإجابة عن سؤالي:
كيف يمكن التفريق بين تلك المفاهيم الحديثة يميني ويساري ...الخ فقط ...أما ما يثارحول المسألة التي يختلف فيها الإخوان لا تعدوأن تكون حوارا وتبادل وجهات نظرفي مسائل متعددة كقضية الدفاع عن الدين الإسلامي في منتديات كهذه هي كمن يرمي رداءه على بقعة معينة من الأرض ليصطاد يربوعا مخبأ تحت الأرض فيقف منتظرامتى يخرج ذلك اليربوع من جحره ..فلا يلبث أن يقفز له من ثقب ثانية لم يكن في حسبان الصائد .ثم يعيد الكرة فيسد عليه ثقبا معينا يقفزله منثالثة وهكذا حال المنتديات .. لا تستطيع أن تمنع الناس من الحديث والنقاش في المسائل التي يرونها جديرة بالطرح والحوار,, فقضية وضع خطوط حمرمن غيرحمر..تلك مسألة كبيرة وتتجاوزني فلا أتحدث فيها.. أنتم مسؤولون وقدامى في هذا الصرح الثقافي ولا يجوز لي الكلام حولها ...
تتذكرون سيدي معارك " واتا "مع السيد ساحلية وكيف أنه حاول ترجمة القرآن الكريم وبلغ النقاش في ذلك الأمر ذروته ..ومع ذلك لم يحدث شيء ..لماذا لأن المسلم متيقن تمام اليقين بعقيدة شاملة جامعة مانعة ..لا باب فيها للذرائع.. الدين الإسلامي في نظري لا ندافع عليه أوعنه بل نحاول أن نفهمه وهوالذي يدافع علينا وبه نهتدي وهذا رأيي الخاص وأنا حر فيه .. أن القرآن أو الإسلام بصفة عامة هو الرسالة الخاتمة ومآل البشرية جمعاء إليه شاءت أم أبت هذا إيمان راسخ لن يتزحزح أو يتزلزل ..إذن لماذا أخاف على عقيدتي وأنا المتعلم أوالمدعي الثقافة .فحتى أمي أو جدتي لم يستطع الاستعمارالفرنسي في الجزائر مدة قرن وربع القرن أن ينال من إيمانها ومن عقيدة الشعب الجزائري مقدار ذرة..وهو الذي استعمل كل أساليب الخبث والدهاء العلمي من تجنيد مستشرقين وعلماء نفس وعلماء اجتماع بمختلف فروعه .ترهيبا وترغيبا ...
ها أنا في منتدى أسميتموه منتدى حضاريا يهدف إلى تثقيف وتنويرالناس والنهوض بمن لا يعرفون معنى للجدال والمناقشة وضرب الرأي بالرأي تقوم بما أوتيت هذه النخبة النيرة من أمثالكم بتحليل أوضاع الناس وتشريح مأسيهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ..
كيف لي ألا أتحمل من لا يعرف ومن لا يفقه شيئا ولا يعلم حتى كم لتر دم يجري في عروقه ثم جاءني ليسألني سواء في منتدى أوفي غيره أو حتى تجرأ وطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهارالبررة.. أأتهمه وأعاديه..أأضربه باليد أو بوسيلة أخرى أأسبه كما سب رسول الله وهوالذي نهانا عن ذلك؟؟
أنتم سيدي أدرى في هذا الشأن ..أنا تربيت وأنصح نفسي ألا أخاصم أحدا ولا أعادي أحدا ولا أكن كراهية لأحد وبالتالي ..لا أرفض نقاش أحد .وسألجأ دوما وأبدا إلى وسيلة التجاوزوالعفوومحاولة إصلاح أخطاء الخصم بكل ما أوتيت من تسامح واحتواء وتقيل للآخر ..مهما كان.. شيعيا أباضيا جعفريا زيديا ...شيوعيا ماركسيا ..قل لكم دينكم ولي دين..ها نحن العرب المسلمين لم نستطع محاورة بعضنا البعض ونحن في بداية الطريق فما بالكم أن أحاورالأجنبي وأدعوه إلى ديني وقد تفتح
" واتا و" في يوم ما منتدى خاصا لمحاورة الأجانب ودعوتهم لزيارة "واتا " وترجمة ذلك الحوار من قبل الأعضاء وهذه فكرة أطلب من السيد عامر العظم العظيم تجسيدها يوما ما ...؟؟
قلت ذاك الشخص الذي يمكن بل من المؤكد أن يتجرأ ويتطاول ويقول لي : من ربك وأين يوجد.. وكيف تبرهن لي أنه موجود..وما أدلتك.. وما أظنك إلا من الجاهلين المتخلفين..أمحمد رسول الله " صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ كيف ذلك ؟؟في هذه الحالة ..أأهجره أم أحاول أن أكسبه وأجعله يسلم بحكم تسامحي وأخلاقي فأدخل بفضل من الله به الجنة..
سيدي لا مزايدة ولا هم يحزنون ..أحدهم يقول هناك هجوم والآخر يذكرأنه قد تم سب العالم الفلاني...
ما شأني أنا فيمن سب فلانا أوعلانا أنا لي رسالة تنويرية تثقيفية بما حباني الله أقوم بها بقدراستطاعتي ..ولا أكفرأحدا ولا أجرم أحدا ولا أعادي أحدا أنا مسلم أدافع عن ديني بالتي هي أحسن ومن عاداني أوكرهني لموقفي هذا فأطلب له من الله الهداية و المغفرة والسلام عليكم ورحمة الله..

طه خضر
20/06/2008, 10:30 PM
جبل الله المسلمين وحباهم بخاصـّية ما حازها أحد من البشر كما وُجدت لدى أهل الإسلام ألا وهي الغيرة، وهنا أتكلم عن الكلمة بالمفهوم العام والمطلق ولا أحددها بغيرة الرجل على المرأة؛ ومثال ذلك كأن تسمع أن مسلما أهين في مكان ٍ ما من العالم أو يطرق أذنك أن فلانا من الناس شتم الرسول أو جسده في رسومه مستهزئا أو تسمع أن أحد العلماء ممن قدموا للناس ما عجز عنه السواد الأعظم من أهل الإسلام قد شـُتم أو أهين أو افتري عليه دون وجه حق فتثور ثائرتك ولا يهدأ لك بال ولا يقر قرار، بل وقد تتكدر عيشتك كلها وتتنغص وكل ذلك غضبة وغيرة نعرفها نحن أهل الإسلام وأبنائه وهكذا ربانا عليها آبائنا الأحرار، وضد ذلك من يقول أن هذا لا يعنيني من قريب أو بعيد طالما إنني أقوم بأود نفسي وأرضي الله ضمن الحد الأدنى أو حتى بما يقيم الأود ويحفظ الرمق، ويحضرني هنا شاب أعرفه حرّم على نفسه أي منتج دنماركي بعد القصة المشؤومة إياها، وعندما قلنا له قد اعتذر القوم ومشي الحال إضافة إلى ذلك إنك لن تغير من الواقع شيئا فكان جوابه القاطع المانع المفحم : لا أتخيل نفسي أشتري شيئا من بضاعتهم أو أستعملها وقد شتموا رسول الله، والموت أهون علي من ذلك ...، انتهى كلامه.. وهذه ما نسميها بالغيرة التي بات لا يعرفها إلا من رحم ربك من الناس، أو لا يفهمها إلا بغيرة الرجل على نساء بيته!! وألحق بكل ذلك أن لا تصمت على من يتطاول على أي ٍ من مسلماتنا ويشتم أما من أمهاتنا ويسفـّه أحد من قدواتنا وتقول لنفسك " لهم دينهم ولي دين وكل نفس بما كسبت رهينة" وكأن مقترف هذه النظريّة يعيش في كوكب آخر لا صلة له بكل من حوله إلا نفسه!!!

ما لفت النظر لهذه النقطة بالذات ما أورده أحد الأساتذة وربط فيه بطريقة ذكيّة ولا تخطر على بال بين النفاق الذي يبتدئ بالمجاملات والتزلف وما يرافق ذلك من ضرورة تنحية للغيرة التي نعرفها بالتدريج والتي تبتدئ من غيرة الشخص على نفسه وإعزازه لها وتنتهي بأن يصبح الشخص منافقا محترفا لهذه الآفة دون أن يدري متناسيا إن التملق والمجاملة الزائدة أو سمه النفاق لا وجود له في حياة الأحرار!!

سيف الحق أحمد
20/06/2008, 11:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي محمد رسول الله

الأساتذة الكرام ..

سررت بهذا النقاش الفكري الراقي
وأشكر الإدارة التي لفتت النظر له من خلال البريد الألكتروني

ولمعرفة خطر المنافقين نراجع سورة البقرة ، التي بدأت بذكر المؤمنين في أربع آيات وذكرت الكافرين في آيتين وأتت على المنافقين في ثلاث عشرة آية

فقال الله فيهم ..
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ

يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ

فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ

وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ

اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ

صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ

أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ

يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وفي هذا دلالة على خطورتهم في المجتمعات

أكتفي بهذا القدر ولي عودة إن شاء الله

بارك الله في حضوركم الكريم

سيف الحق أحمد
20/06/2008, 11:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي محمد رسول الله

الأساتذة الكرام ..

سررت بهذا النقاش الفكري الراقي
وأشكر الإدارة التي لفتت النظر له من خلال البريد الألكتروني

ولمعرفة خطر المنافقين نراجع سورة البقرة ، التي بدأت بذكر المؤمنين في أربع آيات وذكرت الكافرين في آيتين وأتت على المنافقين في ثلاث عشرة آية

فقال الله فيهم ..
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ

يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ

فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ

وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ

اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ

صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ

أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ

يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وفي هذا دلالة على خطورتهم في المجتمعات

أكتفي بهذا القدر ولي عودة إن شاء الله

بارك الله في حضوركم الكريم

أياد العاني
20/06/2008, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأساتذة الكرام منذر أبو هواش المحترم ومن حاوره بالمشاركات ولهم كل الإحترام بالمثل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم أن إبداء الرأي يصل حد المجازفة بالإنطباع الذي يتركه مبديه لدى غيره إن لم يكن ذلك الرأي مستوفيا لجوانب الوضوح بالأبعاد الثلاثة يلحقها بُعد الزمن، فإن لي في أمر هذا الحوار أكثر محور سأوضحها بإختصارٍ علَ الوقت يتسنى لي لاحقاً لتدارس بعض المشاركات المطولة بتركيزٍ أكثر ومن ثم التفاعل مع مضامينها.

المحور الأول: تَظهر اللوائح الموجودة في الجمعية على أنها مجلسٌ لأكثر من مشربٍ ومصدر. وهي ليست حصراً على دينٍ ( مسلم ، مسيحي، زرادشتي، هندوسي) فإن كانت للمسلمين فقط فعلى المسلمين فيها عدم قبول وجود من يغايرهم في الدين. وإن كانت تستوعب أعضاءً لأكثر من معتقد، فالحري على المحاورات بها أن تراعي وجود هؤلاء حين تتم مناقشة أمور دينية تصل إلى إدراج خطب دينية كاملة منها ما يكفر أصحاب الديانات الأخرى بينما هم أعضاء محترمون وفاعلون ذوي جهود مثمرة. وينسحب ذلك على الطائفة ضمن الدين الواحد ( سني، شيعي، إباضي، كاثوليكي، بروتستانتي) بمراعاة عدم إبراز طائفة إسلامية تنادد طائفة إسلامية أخرى والجمهور يتفرج ويقول هؤلاء هم المسلمون. هذا جانب أبديه في رأس المشاركة لأهميته والغيرة هي ما زج بي لهذا التسلسل.

المحور الثاني: بعض النقاشات التي تجري بين الأعضاء الرواد تشكل مقصداً للأعضاء الجدد من المتعلمين مثلي. وهم يجدون في تلك النقاشات فرصة لإكتساب فن الحوار والإقناع متخذين من الرواد قدوة حسنة وما خاب من سار بإجتهادٍ على خطى الوجيه العارف. لكن كما تلمسون أيها السادة الأكارم أن بعض شظايا الحوارات الساخنة بينكم تعلَق في ذاكرة العضو الجديد بما يُعطي فكرة قد تكون خاطئة عن ذلك الرائد أو إنطباعٍ يزعزع الثقة بريادته نتيجةً لخروج النقاش من الموضوع متجها نحو الشخص. وبما أن القوالب الفكرية متغلغلة بمدىً لا يسمحُ بتغييرها وبما أن القناعات بوصول كل فردٍ إلى إستقلالية رأيه تحول في هذا العمر دون الإستعداد المرن على التشكيك بها بنفسه، أقترح تأسيس منتدى خاص برواد الموقع بحيثُ تُحالُ إليه أية مسألة يشعر المتحاورن فيها بأنها آخذة مسلكاً شخصياً أو حاداً وليكن إسمه من نوع منتدى ( وزن الريشة ). وأن يكون لذلك المنتدى كلمة سِرٍ تمرر من الإدارة إلى الرواد أو من تراه أهلا للعضوية وبذلك يأخذ الجميع راحتهم في التعبير عن الرأي على الطريقة الشرقية أو الغربية دون وجود زوار قد تصدمهم حماوة الوطيس. فإن تم الإتفاق على رأي في نهاية المطاف يُغلق النقاش وتعمم نتائجه فقط على بقية الأعضاء أو تُنشر تلك النقاشات بالكامل إن وافق الأعضاء والإدارة على ما يرد فيها ليتعلم الأعضاء الجدد أسلوب النقاش. يا سادة، ألا تعلمون أن مقت الإنسان العربي لإجتماعات القمم العربية جاء بسبب بثها على الهواء فضاعت الهيبة والقناعة بالحل؟ ولو أنهم إجتمعوا سراً وخرجوا علينا بالقرارات فقط لكانت صورة أكثرهم أحسن من مشاهد الشتم والتخوين والتراشق بالإتهامات.

المحور الثالث والأخير : النفاق: أقول هنا في اول المحور لأستاذنا الفاضل عبد القادر بو مديونة : بطرحك لهذا السؤال هنا جررت قدمي بذكاء إلى هذا الموضوع الذي أورده الأستاذ الفاضل منذر أبو هواش بعد أن حاولت أن أوضحه هناك في موضوع طرحه الأستاذ عامر العظم المحترم بشأن الكذب والكذابين فكيف لي أن أزيد هنا على ما أبديته هناك؟ هل يجوز إحالة القارئ الكريم إلى تلك المشاركة أم سيعتبر ذلك تكاسلاً عن تجديد الفكر والطروحات؟ إذا لا أجدني متحمساً لنسخ ما قيل هناك كي لا أُتهم بتكرار المشاركة لزيادة عددها في السجل فقط. وعليه،أود أن أضيف عليها ما يلي:

النفاق تهمةٌ يصعب الإعتراف بها مقارنة بتهمة الكذب. لكن الأصعب من الإعتراف بها هو السيطرة على إطلاقها تجاه من يخالفنا الرأي خاصة إن كان من يطلقها مثقف واعٍ لأنه يعلم أن ما من معيار محدد يقود لإثبات نفاق المنافق. كيف والمنافق يبدي خلاف ما يبطن؟ وأرى - والرأي مكفول والتصويب مرجو - أن النفاق كسلوك يتعدى كونه خطر على الدين والإيمان فحسب. فالذي لا دين له ولا مذهب يفتقر للمحددات التي ترسم معالم سلوكه لكنه يبقى مع ذلك ضحيةً لنفاق المُقـنَّعين المُقنِعين حين يرمون به إلى أطراف المدرجات بينما يصفو لهم الملعب بأكمله. شخصياً عانيتُ من المنافقين وهلامية نفوسهم ومائعية كرامتهم وأتعبني تشخيص سلوكهم وإنخداعي بتصرفاتهم.
وأرى أن تحذير الأستاذ أبو هواش من وجود هؤلاء يأتي في مكانه ووقته لكن من أين لنا بحذيفة بن اليمان رضي الله عنه في هذا الزمن؟

تحية من لاعب شطرنج لا يحب الملاكمة

غماري أحمد
20/06/2008, 11:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
النفاق والاعتناق مبدأ اصبحت تسير عليه الامم أفة إجتماعية خطيرة الوصول إلى المارب بشتى الوسائل حتى التضحية يحقوق الغير ومنهم الضعفاء و المستضعفين و الرسول الكريم الأمي خير خلق الله حارب الأفة منذ أربعة عشر قرن في مكة ويثرب و غيرها من المدائن العربية ثم سائر الامصار لتصبح الرسالة عالمية
واليوم من أجل الحصول على مقعد في البرلمان نضحي بمصالح الامة رغم أننا مطلبون ببعثها من جديد

منذر أبو هواش
21/06/2008, 12:11 AM
القبلات سبب دمار الأمة العربية!


هذا كلام خطير جدا ...
:emo_m15:

عماد الدين علي
28/06/2008, 02:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أرى يا إخواني أن المنافقين آفة يصعب التخلص منها إلا بالتصدي لهم ، ومعاقبتهم .. لكي يكونوا عبرة لغيرهم .. أحب أن أذكر هنا حادثة حصلت في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أراد أحد المنافقين مدحه في جمع من الناس : روى الإمام أحمد، عن همام بن الحارث قال: جاء رجل إلى عثمان فأثنى عليه في وجهه، قال: فجعل المقداد بن الأسود يحثو في وجهه التراب، ويقول: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا لقينا المداحين أن نحثو في وجوههم التراب (أخرجه مسلم وأبو داود والإمام أحمد)

طه خضر
30/06/2008, 03:29 PM
رحم الله قائل هذه الأبيات الذي وصف المنافق فأبلغ وأوجز!!


تَفّرقَ القَوم في شام ٍوَفي يَمَــــــــــنٍ .... وفي ديار الأُلى مِن أرض كَنْعانِ

وَشَرْذَمونا شُعوبا ًمالها ثـــِـــقـــَــــلٌ .... وقَسّــــــموا الوطَنَ الغالي لأِوْطان

وقســّـــمـــوا الأُمــّـة َالعُظمى إلى أُمَمٍ .... تـــاهَــتْ سَفينـَتـُها مِن غَير رُبّان

الْموجُ يَلْطُمُها مِن كُلّ ناحِــــيــــــــةٍ .... في عُرْضِ بَحْرٍ كَبيرٍ دونَ شَطْآن

وكُلّ أرْضٍ بها نارٌ مؤجــّجــَــــــــةٌ .... مِنَ الرّباطِ تَراها في خُراســــــان

والنّاسُ صــــاروا غُثاءً لا وَفاءَ بِهِمْ .... إنّ الوفــــاءَ صِفاتُ المؤْمِنِ الباني

فاركَبْ مُطَهّمَةً مِنْ خَيْلٍ ذي نـَـفـَرٍ(1) .... واذْهَبْ لِمَأرِبَ (2) واتْرُكْني بعَـمانِ

والبِسْ عباءَةَ خَزّ رُبّما جَـــعَــلـَـــتْ .... مِـنـْـكَ الـعـَـبـاءَةُ ذا فـَـهـْمٍ وعَقْلاني

واجْلِسْ على الدُّرِّ والياقـــــوتِ في إرَمٍ (3) .... وارْقِدْ على الرّيشِ مُرْتاحاً بِغَمْدانِ(4)

واتْرُكْ رُعاتَكَ في الأحْــقــــــافِ (5) إنّ بِهِ .... مَرْعا ً خَـصــيـبـَاً لِقُطْعانٍ وقُطْعانِ

واشْرَبْ مِنَ العَرْمِ (6) مـــاءً سَلْسَلاً عَطِراً .... يُشْفي مِنَ الـــمــَـــسّ أوسـُقْمٍ بأبْدانِ

واجْلِسْ وَرَهْطَكَ في القُلّيْسِ(7)تُكْبِرُها .... واتـْـــلُ المـَــزاميرَ واتْرُكْني لِقُرْآني

وَقُلْ لـ "يْكْسومَ"(8) غـادِرْ أرْضَنا فَلَقَدْ .... جِئناكَ زَحــْـفاً ضُحَا ً مِنْ عالَمٍ ثاني

واحـْـلـَـمْ بأنــّـــكَ مِنْ بَلْقيسَ في صِلَةٍ .... كـَــمـُـسـْـتـَشارٍ عظيمِ القَدْرِ والشانِ

وَسَرِّح الطَـرْفَ في أرْجاءِ مـَــمـْــلَكَةٍ .... فــيــهـــــا بــسـاتـينُ أعْنابٍ ورُمّانِ

فـــيــــهــــا العَــنـــاكِـــبَ آلافٌ مؤَلّفَةٌ .... يَــــنــْــــــسِجْنَ قَصْراً لِخَتّالٍ وفَتّانِ

وابْحـَـثْ عَنِ الذّاتِ إنّ الدّهْرَ ذو غَرَرٍ .... فــَــــرُبّما كُنْتَ في الأنْسابِ طِلياني

إنّ النّفاقَ غَدا في عَصْرِنا مَرَضـــــــاً .... مــَــــرْضى النِفاقِ غَدَوْا عُبَّادَ أوْثانِ

مَأوى المُنافِقِ والخَرّاصِ في سَــقــَـــرٍ .... فــيــهــا يُصَـلـّي مَعَ السّكيرِ والزّاني

أمّا السّياسَةٌ فاعْلَمْ أنّها دَجـــَـــــــــــــلٌ .... إنّ السِـــيــــــــاسَةَ مِنْ أفْكارِ شَيْطانِ

قَدْ أفْلَسَ النّاسُ مِنْ فِكْرٍ ومِنْ هِمـــَــــمٍ .... فاسْتَعْذَبوا الخَوْضَ في كاني وفي ماني

ضاعَتْ بِلادٌ وأوْطانٌ وَنَحْنُ عــلـــــى .... غَـــدْرٍ ولــُــؤْمٍ وتـَــفــْـريــقٍ وخِْذلانِ

والنّاسُ في التّيه مُذْ ضاعَتْ كَرامَتُهُــمْ .... يَمْشونَ في الأرْضِ موتى دونَ أكْفان

قــــالــــوا مَــرابِعـُـكـُـمْ فــيـــها جهابِذَةٌ .... أمْ هـُـــمْ أبــالــِـسـَـةٌ في شَكْلِ إنْسان!

فــَــقــُــلـــْتُ لا تـَـعْذِلوا إنّ الهَوى تَعَبٌ .... عَــقـــْـــلُ المُحِبّ وعَقْلُ الطّفْلِ سِيّان

والـــعــــابـــِـــــثونَ تراهــُمْ في تَلوُّنِهِمْ .... مــِــثــْــلَ الثـّعابـينَ في أثوابِ رُهْبان

كُلُّ امـْــريءٍ فـاسـِــدٍ في رأسـِـــهِ سَقَمٌ .... يَرْجـــــوالكـــَــرامَةَ مِنْ زَوْرٍِ وبُهْتانِ

أمّا المَرابِعُ فالآساد تَحـــْــــــرُسـُـــــها .... رَغـْـــــمَ النــّـــوائِبِ في بـِرٍّ وإحْسانِ

آمَنْتُ بالله ربّـــــــاً واحِداً صَـــمــَــــداً .... رَبُّ الخــَلائــِـــقِ مِنْ إنْسٍ وَمِنْ جان

إنّي أرى البَعْضَ قَدْ صاروا سَماسـِرَةً .... بـــــــــاعوا ضَمائِرَهُمْ في ألْفِ دُكّانِ

هذي الدّكــاكينُ صارتْ تَشْتَري بَشَراً .... بــِــالــمــَــرْحَبا والهَلا في قاعِ فِنْجانِ

مالي وللنَّـاسِ إنْ ضَـلــّوا وإنْ رَشَـدوا .... أوْ أصْـبـَـــــحوا ريشَةً في كَفّ ميزانِ

مالي وللـنّاسِ إنْ صاروا تـَــبــَــابـِـعَةً .... راحوا لجلْعادَ(9) أوْ راحوا لِـــــحوران

أوْ أرْجَعوا في ذِمار(10)مُلْكَ ذي يَـزَنٍ(11) .... أوْ أطـْفـَأوا النًارَ في أخْدودِ نَجْرانِ(12)

أبَجّلُ النّاسَ إنْ كانوا غَطارِفـَــــــــــةً .... شُمّ الأنـــوفِ أُبـــــاةً غَـيـْـــرَ عـُـــبْدانِ

"فلسطين" داري وعمانٌ مَهاجِرُنــــــا .... فــيــهــــــا مـَــلاذي وأحـْبابي وخِلاّني

أنْعِمْ وأكْرِمْ فإنــّـــا إخوَةٌ عــــَــــــرَبٌ .... مـــِنْ نسل ِ عَدْنان أوْ مِنْ بَذْرِ قَحْطانِ

لـَــكِـنـَّـني لـَسْتُ أنـْـــسى أنّ لي وطَنَاً .... وأنــّـني مَـقـْـدَسـِــيُّ المَهْدِ حـــــوساني

وأنـّــنــي حِمْيَرِيُّ الأصـْــلِ مِنْ سـَـبـَأً .... هــذي صـِـــفــاتـي وتاريخي وعُنواني[/size]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
"1" ذي نفر: حارب أبرهة فهزمه أبرهة
"2" مأرب: كان بها السد وهي مدينة في اليمن
"3" إرم: بناها عاد وهي من العجائب
"4" غمدان: حصن كان به قصر هدمه أرباط
"5" الأحقاف: واد باليمن
"6" العرم: هو سد مأرب ذكر في القرآن الكريم
"7" القُلَّيْس : كَنيسةٌ بناها أبرهه الأشْرَمْ في اليَمَنْ لِيُحَوِّلَ إليْها حجُّ العرب
"8" يكْسوم : إبْن أبرهه الأشْرَمْ الذي اسْتَلَمَ الحُكم بعد هلاك أبيه
"9" جلعاد: قرية تقع شمال السَّلْط قديماً
"10" ذمار : اسم اليمن قديماً
"11"ذي يزن: ملك من ملوك حمير استعان بالفرس لطرد الأحباش من اليمن
"12"أخدود نجران: الأخدود الذي أحرق فيه ذو نواس الحميري من لم يعتنق الديانة اليهودية
من المؤمنين ، وقد ذُكِرَ في القرْآنِ الكَريم في سورة (( البروج ))

صالح رعبوب
26/06/2012, 03:02 PM
شكرا لجميع الاخوة الذين استفدت من حوارهم جعله الله في موازين الحسنات اخواني الافاضل كلنا نقر بان النفاق آفة اجتماعية وقد شبهها البعض بمرض السرطان الذي ينخر جسد المجتمع المسلم ويتوالد وينتشر والنفاق كما هو معلوم امر خفي لم يعلمه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الوحي من رب السماء ! فكيف انصب نفسي او غيري في الحكم على الاخر بانه منافق أأعلم الغيب هل شققت عن الصدور واخترقت القلوب وعلمت بما فيها ؟ سيقول البعض القران فضح المنافقين في اكثر من موضع وسورة ، أقول : نعم ، ولكن هل نحن خلونا من هذه الصفات ولو بعضا منها ؟ قبل أن افتش عن الناس وعن خلوهم من النفاق من باب الاولى والاحرى ان انقب نفسي فنفسي احق بالتوجيه والاصلاح فالصحابة رضوان الله تعالى عنهم يخافون من النفاق فالمؤمن من يخاف النفاق ويخاف على نفسه من الوقوع فيه ؟ روي عن الحسن-رحمه الله- أنه حلف: ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن. وكان يقول: من لم يخف النفاق، فهو منافق ! مالذي يميز المنافقين عن غيرهم ؟ وهل دماثة الاخلاق ولين الكلام والمجاملةوالتصنع يعد من النفاق ؟ والثناء والمدح لشخص بما يعزز ثقته بنفسه ليحسن العطاء يعد من النفاق ؟ لا اظن ذلك فالاساس في النفاق على حسب مفهومي انه قائم على اخفاء امر واظهار امر اخر خلافه بهدف الكيد والخداع وزعزت صرح الاسلام وبث الشك وعدم الثقة في المجتمع المسلم خاصة بين الاخوة المؤمنين لذا نجد كل من يتحلى بالنفاق يزعزع ثقة الاخرين بالصالحين الذين تبين صلاحهم بسلوكهم وافعالهم واخلاقهم وما ظهر من دينهم ؟ فالمنافق يلحن بالقول وليس معنى اللحن اللين والتلطف انما اللحن هو المراوغة وتغليف الكلمات حتى تحتمل عدة معاني يمكنه التملص منها اذا حوصر ! ومن خصال المنافق اثارة البلبلة والفتنة وترويج الاشاعات والكذب وانتهاك الاعراض كما فعل المنافقين عندما نالوا من عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن ابيها! والمنافق لا يهتم بالقضايا الكبرى التي تخدم امر الامة وفيها صلاحها فهو دائم التثبيط يحارب كل ايجابي يساهم في خدمة امته ودينه فتارة بالجدال العقيم وتارة بالفتن وتارة بالتشكيك في فكره ومعتقده حتى يصرف الناس عن المساهمة في اخراج مجتمع واعي بقضايا امته وخدمة الانسانية كافة وضمان حقها الكريم في العيش والسلام ، وهناك علامة مميزة جدا لكل من يعاني بمرض قلبي وهذه العلامه هي اللمز والهمز ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) فدائما مريض السريرة يعيب ويستنقص الاخرين وجهودهم ولو كانت يسيرة ويحكم على السرائر والنوايا او كما يقال يسبح نفسه بنقص الاخر" ويل لكل همزة اللمزة " فلو كان سليم السريرة لنصح ووضح وافصح وابان وساهم وبنى بما يطابق مسلك القران والسنه ولكنه يريد الفساد فأنى لنفسه الحبيسة خلف جدران الريبة وعدم الوضوح ان تشرق بنور الحق والدعوة اليه وان نبح وعلا صوته لذا كانت توبة المنافق تمر باربعة مراحل لخطر النفاق على القلوب وصعوبة نزعه منها عافانا الله واياكم من سواد السريرة وفساد القلوب !