المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا المدلسين ... والمدلسات ...!



منذر أبو هواش
20/06/2008, 11:49 AM
احذروا المدلسين ... والمدلسات ...!

التدليس هو الخداع والايهام والتمويه والتضليل بطرق احتيالية. والدلس هو الظلمة، والمدالسة هي المخادعة بحسب معجم لسان العرب. والتدليس بمعنى المخادعة قد يقع عندما يطعن أحدهم في كلام لم يفهمه، وهو أمر قليل الحدوث، ويقع أيضا حين يطعن المدلس في الكلام عامدا متعمدا بهدف تحريفه أو تسفيهه أو تأويل معانيه، وهو ما يحدث في أغلب الاحوال. ويقع التدليس أيضا ببتر الكلام وأخذ الجزء الذي يوافق هوى المدلس وترك ما يليه ثم البناء على الجزء المبتور.

ويلجأ المدلسون للتدليس بهدف تسفيه من خالفهم، والطعن والتشنيع في آرائهم أو معتقداتهم، و محاولة تشكيكهم وزعزعة ثقتهم فها والتنفير منها. فالمدلسون يفعلون ما يفعلون عامدين متعمدين في معظم الاحيان. وهذا في حد ذاته واحد من الادلة على كونهم في الغالب أصحاب عقائد باطلة، وآراء مسبقة، وأنهم ليسوا طلاب حقيقة. {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}.

فبالرغم من اكثار المدلسين من أصحاب العقائد المنحرفة من عمليات اللجوء الى استعمال المصطلحات المعكوسة الخادعة، امعانا في التدليس والخداع، وبالرغم من أساليبهم الخبيثة الماكرة الظاهرة والخفية، فهم معروفون للغالبية العظمى من الناس، ولا حاجة لعدهم وتسميتهم، ويستطيع كل ذي فطرة سليمة أن يميزهم بسهولة عن سواهم.

وان من أبرز الصفات التي تميز المدلسين عن غيرهم، فهي ركاكتهم وجهلهم المدقع بأساليب اللغة والفصاحة العربية، وطرق البلغاء في الكلام، ومناهجهم في البيان، وتنطعهم بالرغم من ذلك إلى محاولات نقد كتاب الله، والتشكيك في لغته وأحكامه، خداعا وتدليسا. ناسين أو متناسين أن القرآن الكريم، المعجزة الباقية الخالدة، هو المرجع لقواعد اللغة العربية، وأنه كان ولا يزال وسوف يبقى المعلم لمن يضعون قواعدها من فطاحل اللغة، فضلا عن صغار المتعلمين، وأنه كتاب الله الذي نزل بلغة العرب، وتحدى الله به الانس والجن على أن يأتوا بسورة أو كلام من مثله بلاغة وفصاحة وبيانا وجمالا وبناءا معجزا. {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}

قال أحدهم : "يجب أن نستخدم القرآن ضد الإسلام نفسه حتى نقضي عليه، وسواء كانت الوسيلة هي الكذب أو التزييف، فالمهم أن نثير في أنفس المسلمين الشك، وأن نطفئ في قلوبهم جذوة الإيمان بهذا الكتاب الذي يتفوق في جاذبيته وتأثيره على أي كتاب مقدس عرفه الناس من قبل". {يريدونَ لِيُطْفِؤوا نُورَ اللهِ بأفْوَاهِهِمْ واللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولوْ كَرِهَ الكافرونَ}.

إن القرآن الكريم ممتنع عن امكانية التدليس والتزوير والتحريف بدليل قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. كما أن القرآن الكريم مناسب لكل العصور والأزمان، لا تنقضي عجائبه ومعجزاته وحججه، وسوف يستمر الناس في سبر معانيه واكتشاف علومه وأسراره، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

العالم الأمريكي"ألكسيس كاريل" الحائز على جائزة نوبل للسلام ومؤلف كتاب "الإنسان ذلك المجهول" واحد من العلماء والباحثين الذين بذلوا جهودا مضنية ومتواصلة، بهدف دراسة الانسان، وفهم حقيقته، وسبر أغواره، واكتشاف أسراره، لكنه اضطر في النهاية الى الاعتراف بأن الانسان لا يزال مجهولا، وأنه كلما تعمق البحث فيه، كلما اكتشف الباحثون ضآلة ما عرفوه وما اكتشفوه بالنسبة الى ما لم يستطيعوا بعد معرفته واكتشافه. ومع أن الدراسات عن الانسان منذ الخليقة وحتى اليوم قد أسفرت عن حصيلة معرفية واسعة في فهمه، الا أن العلماء اليوم باتوا مجمعين ومتيقنبن من أنه كلما تقدمت المعرفة بالانسان اكثر، كلما وصل البحث فيه الى مجاهيل أكثر وأبعد. وهذا المفهوم عن معجزة الانسان ينسحب أيضا على معجزة القرآن الكريم كما أسلفنا.

إذن فهؤلاء المدلسون هم الصم البكم العمي، الضالون المضلون، المحرومون من رحمة الله، المقفلة آذانهم عن سماع الحق، والمقفلة أشداقهم عن النطق به، والمقفلة عيونهم عن رؤيته، والمقفلة قلوبهم عن فهمه واستيعابه، لا يزالون على ضلالهم وغيهم، يحاربون الله ورسول الله وكتاب الله، يخادعون الناس، ويتجاهلون الحقائق ويحاولون ليها ادعاءا بغير علم، فتفضح ادعاءاتهم درجة سفههم ومدى جهلهم، وينكبون على آيات الله تكذيبا وتأويلا بغير علم، ليخرجوا علينا بهراء وخداع لا ينطلي إلا على الجهلة والاحداث، أملا في اصطيادهم واخراجهم من معسكر الحق إلى معسكر الباطل.


منذر أبو هواش

:emo_m17:

مها دحام
20/06/2008, 12:04 PM
الأستاذ الفاضل منذر أبو هواش

أدامك الله ذخرا لواتا فحضرتكم حقا الحصن المنيع ضد هؤلاء المدلسين ومن هم على شاكلتهم والذين بدأوا يرون في واتا طريقهم السهل لنشر أفكارهم وعقائدهم المزيفة