المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار هو الحل



مصطفى القاسم ابورمان
21/06/2008, 08:55 PM
الحوار هو الحل
في الوقت الذي تتفرق فيه الأمة وتتنازع المذاهب والطوائف والاديان والمدارس الفكرية وهذا ليس جديدا
وهذه سنة الله في خلقه لاتغير ولا تبديل لسنة الله ( ولن تجد لسنة الله تحويلا ) ( ولن تجد لسنة الله تبديلا)
فقد قال الله تعالى في هذا السياق ( ولا يزالون مختلفين ولهذا خلقهم ) وبما أن هذا في الخلق معروف مشهور على مر الزمان جعل الله منهجا للوصول الى الحق الذي لايتعدد وأنزل قرآنا يتلى فيه حوار ونقاش وجدال
بدأ به بينه وبين الملائكة ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لاتعلمون ....) الى آخرالايات التي تتكلم عن حوار
بين الله وملائكته .
وحاور الانبياء ابراهيم وموسى وعيسى ونوح وبقية الانبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام
وحاور الانبياء أقوامهم وجادلوهم وعلم الله تعالى أنبياءه كيف يحاورون ويجادلون أقوامهم وكلما أتوا بدليل على معتقداتهم وافعالهم أتى النبي بوحي من الله بدليل أقوى وطالبهم بالدليل وقال لهم( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ).
ولعل الحديث حول أسلوب القرآن في الدعوة والحوار يطول وهو مما لاشك فيه قد جاء ليبين للرسل أولا وللدعاة من بعدهم أن هذا لاينتهي فلا بد من الأخذ به والعمل بمقتضاه كما أراد الله تعالى .
الحاجة لهذا الموضوع لان الفتنة والأزمة والمحنة وما تلاقيه الامة من حملة شرسة ضدها وكل ما ننشده من الخير والتقدم هو مرتبط أولا بفهم منهج الله الذي نقول دائما عنه الاسلام هو الحل نعم هو كذلك لكننا نرى غير ذلك ونرجيء الأمور لغير أسبابها الحقيقية فندعي أن هذا المدرسة ترتبط بقومية وتلك بسياسة وهذا المذهب بالتقليد
الأعمى وذاك بالعصبية فلا نحن قبلنا الاخر ولا حاورناه ولا هو عنده الاستعداد ليحاور الا من منطلق أنه هويملك الحق وعلى الاخرين الاستماع اليه واتباعه وهذا ما لايكون لأن كل حزب بما لديهم فرحون واتخذ كل واحد كما يدعي منهجا اعتبره هو الحق وربما كان اتباع هوى وحتى ولو كان هو على الحق فلا بد أن يكون له الد ليل الأقوى والبرهان الصادق عقلا ونقلا والا لو كان الأمر أن كلا يدعي أنه على الحق من غير اثبات واظهار للحق لكان لكل انسان مذهبا ودينا خاصا يتعبد به ولكنه بالنتيجة قد تعبد لاله اصطنعه هو وليس اله الحق الذي أنزل كتبا وارسل أنبياء ليبينوا للناس ويرشدوهم للحق وليخرجوهم من الظلمات الى النور.
الحوار ضرورة
ركزت الحركات المعاصرة الفكرية منها خصوصا في القرن الاخير على المستحدث من الاحكام للدعوة للتجديد والتغيير وهذا له ايجابياته الكثيرة ولكنها لم تنظر الى قصر هذه الحلول لانها ستصطدم بعقائد الناس وتاريخهم الذي لم يجددوا فيه ويصححوا أخطاءه فيتجدد النزاع فالاسباب التي تقوض الاصلاح متراكمة وفاعلة في تراثنا
وهذه ليست دعوة لنقض التاريخ والتراث ونسيان الماضي بكل ما فيه ولكنها دعوة الى الحوار للوصول للحق الواحد فكم من دعوات خرجت بأسماء كثيرة اصلاحية لم تلقى النجاح والاستمرار مثل اسلام بلا مذاهب أو علمنة
أو تغريب أو حداثة الى غير ذلك .
فهل المسلمون سيبقون بلا حوار متنازعين وكل يدعي الحق ولا يصلون الى وحدة عقيدة ودين ؟ وهذا هو السبب أن الحركات الاصلاحية لم تناقش أمور العقيدة التي اختلف عليها ولا التاريخ الذي سبب النزاع .
الحوار شرعي وتركه له أسباب
فالله تعالى في رده على الكفار والمشركين لاثبات وجوده أمام الحادهم وعنادهم قد أتى بالدليل القاطع مما لاشك فيه ليرد بذلك كل هوى اتبعوه وكل اله صنعوه فعبدوه فقال عز من قائل ( وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) قدم البرهان أولا ثم جعل له قدسية خاصة بعده بقوله ( سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ) وهكذا في اثبات المعاد واليوم الآخر وما أرسل به الرسل فجعل معهم الدليل والبرهان على كل ما جاؤا به وهذه أصول الدين الايمان بالله واليوم الاخر والرسل وما بعدها هو دون هذه الاصول الثلاثة ولكننا بما نحمل من أراء مذهبية نفرضهاعلى القرآن والسنة ونفرض الاهواء كذلك ظهر لنا فرائض وسنن متعددة تؤدي للخلاف والنزاع وفي الحقيقة نكون قد اعتقدنا عصمة ما نعتقد من أهواء وأراء واصبحت هي الحاكمة على الكتاب والسنة .
وهذه الاسباب الحقيقية أننا لم نحكم القرآن والسنة بل بحثنا فيهما ما يوافق أهواءنا وآراءنا ودون الرجوع للتاريخ
لنخرج هذه الاحكام من نزاعات التاريخ السياسي والمذهبي .
وهذا مما يدعونا للنظر بجذور الخلاف الممتد عبر قرون حتى وصل الينا وبقي على حاله دون الرجوع للحق واتباعه فهذا فقه لتوطيد حالة سلطان وهذه عقيدة لاثبات رأي يتوافق ورأي الحاكم كما يقول الامام الغزالي رحمه الله تعالى ( انه لما انقرض عهد الخلفاء الراشدين أفضت الخلافة الى قوم تولوها بغير استحقاق ولا استقلال بعلم الفتاوى والآحكام فاضطروا الى الاستعانة بالفقهاء والى استصحابهم في جميع أحوالهم وقد كان بقي من العلماء من هو مستمر على الطراز الاول وملازم صفو الدين فكانوا اذا طُلبوا هربوا وأعرضوا فرأى اهل تلك الأعصار عز العلماء واقبال الأئمة عليهم مع اعراضهم فاشرأبوا لطلب العلم توصلا الى نيل العز ودرك الجاه فأصبح الفقهاء بعد أن كانوا مطلوبين طالبين وبعد أن كانوا أعزة بالاعراض عن السلاطين أذلة بالاقبال عليهم الا من وفقه الله)
فتراث جمع في حقب سياسية واجتماعية مختلفة وأكثر ما نقرأه في التفسير والفقه والحديث والاصول وفي العقائد والتاريخ كان في عهود نزاع سياسي ومذهبي وهذا يحتاج لوقفات مع هذا التاريخ بحرية فكرية وعقائدية ,وجد في التأمل والنظر والمتابعة .
وأخيرا التقريب يحتاج للتصحيح والتصحيح ثورة والثورة لابد فيها من التضحية وهذه الثورة هي على الموروث لاسقاط الغث منها والضعيف والمفاهيم الخاطئة الي أن أصبحت في حياتنا الاجتماعية وعواطفنا الدينية .
وهذا لايعني بالضرورة مرة أخرى هجر العواطف ولا ترك الموروث بالكلية بل هي حركة تصحيحية حقيقية للخروج من الازمات التي تعصف بالامة . وفي هذا السياق نادى علماء التقريب والاصلاحيون بمقدمات ومنهجية لمثل هذه المرحلة فوضعوا أسسا وقواعدا للانطلاق منها :
الوعي بالمسؤولية تجاه الامة والاسلام
وحدة المصير والهدف الذي يربط المسلمين في جميع أنحاء الدنيا
رفع وازاحة الحواجز النفسية المتراكمة فيما بيننا والتي لا ترتكز على دليل
النقد العلمي الهاديء لأسباب النزاع المذهبي ومصادره
جمع المشترك في العقيدة والعبادات والمعاملات مما نتفق عليه جميعا
التصدي لكل دعوة تحاول التفريق وتوعية ابناء الامة على ذلك لتحمل المحبة ومعاني الوحدة
منااصرة كل جهد في هذا الاطار وتأييد الصحوة بكل الأساليب والوسائل الممكنة لحمايتها وتقدمها
بهذا نفوت على أعدائنا الفرصة لتمزيقنا ونتقدم خطوة للامام في طريق الوحدة والتقارب ونبني الثقة في نفوس شباب الامة ومستقبلها .
فمشروع التقريب والحوار هو استجابة لأمر الله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والحكمة تقتضي أن نعرف ونتجاوب مع مقتضيات العصر ومستجداته ولتحقيق أهداف الأمة الواحدة .

مصطفى القاسم ابورمان
21/06/2008, 08:55 PM
الحوار هو الحل
في الوقت الذي تتفرق فيه الأمة وتتنازع المذاهب والطوائف والاديان والمدارس الفكرية وهذا ليس جديدا
وهذه سنة الله في خلقه لاتغير ولا تبديل لسنة الله ( ولن تجد لسنة الله تحويلا ) ( ولن تجد لسنة الله تبديلا)
فقد قال الله تعالى في هذا السياق ( ولا يزالون مختلفين ولهذا خلقهم ) وبما أن هذا في الخلق معروف مشهور على مر الزمان جعل الله منهجا للوصول الى الحق الذي لايتعدد وأنزل قرآنا يتلى فيه حوار ونقاش وجدال
بدأ به بينه وبين الملائكة ( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لاتعلمون ....) الى آخرالايات التي تتكلم عن حوار
بين الله وملائكته .
وحاور الانبياء ابراهيم وموسى وعيسى ونوح وبقية الانبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام
وحاور الانبياء أقوامهم وجادلوهم وعلم الله تعالى أنبياءه كيف يحاورون ويجادلون أقوامهم وكلما أتوا بدليل على معتقداتهم وافعالهم أتى النبي بوحي من الله بدليل أقوى وطالبهم بالدليل وقال لهم( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ).
ولعل الحديث حول أسلوب القرآن في الدعوة والحوار يطول وهو مما لاشك فيه قد جاء ليبين للرسل أولا وللدعاة من بعدهم أن هذا لاينتهي فلا بد من الأخذ به والعمل بمقتضاه كما أراد الله تعالى .
الحاجة لهذا الموضوع لان الفتنة والأزمة والمحنة وما تلاقيه الامة من حملة شرسة ضدها وكل ما ننشده من الخير والتقدم هو مرتبط أولا بفهم منهج الله الذي نقول دائما عنه الاسلام هو الحل نعم هو كذلك لكننا نرى غير ذلك ونرجيء الأمور لغير أسبابها الحقيقية فندعي أن هذا المدرسة ترتبط بقومية وتلك بسياسة وهذا المذهب بالتقليد
الأعمى وذاك بالعصبية فلا نحن قبلنا الاخر ولا حاورناه ولا هو عنده الاستعداد ليحاور الا من منطلق أنه هويملك الحق وعلى الاخرين الاستماع اليه واتباعه وهذا ما لايكون لأن كل حزب بما لديهم فرحون واتخذ كل واحد كما يدعي منهجا اعتبره هو الحق وربما كان اتباع هوى وحتى ولو كان هو على الحق فلا بد أن يكون له الد ليل الأقوى والبرهان الصادق عقلا ونقلا والا لو كان الأمر أن كلا يدعي أنه على الحق من غير اثبات واظهار للحق لكان لكل انسان مذهبا ودينا خاصا يتعبد به ولكنه بالنتيجة قد تعبد لاله اصطنعه هو وليس اله الحق الذي أنزل كتبا وارسل أنبياء ليبينوا للناس ويرشدوهم للحق وليخرجوهم من الظلمات الى النور.
الحوار ضرورة
ركزت الحركات المعاصرة الفكرية منها خصوصا في القرن الاخير على المستحدث من الاحكام للدعوة للتجديد والتغيير وهذا له ايجابياته الكثيرة ولكنها لم تنظر الى قصر هذه الحلول لانها ستصطدم بعقائد الناس وتاريخهم الذي لم يجددوا فيه ويصححوا أخطاءه فيتجدد النزاع فالاسباب التي تقوض الاصلاح متراكمة وفاعلة في تراثنا
وهذه ليست دعوة لنقض التاريخ والتراث ونسيان الماضي بكل ما فيه ولكنها دعوة الى الحوار للوصول للحق الواحد فكم من دعوات خرجت بأسماء كثيرة اصلاحية لم تلقى النجاح والاستمرار مثل اسلام بلا مذاهب أو علمنة
أو تغريب أو حداثة الى غير ذلك .
فهل المسلمون سيبقون بلا حوار متنازعين وكل يدعي الحق ولا يصلون الى وحدة عقيدة ودين ؟ وهذا هو السبب أن الحركات الاصلاحية لم تناقش أمور العقيدة التي اختلف عليها ولا التاريخ الذي سبب النزاع .
الحوار شرعي وتركه له أسباب
فالله تعالى في رده على الكفار والمشركين لاثبات وجوده أمام الحادهم وعنادهم قد أتى بالدليل القاطع مما لاشك فيه ليرد بذلك كل هوى اتبعوه وكل اله صنعوه فعبدوه فقال عز من قائل ( وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) قدم البرهان أولا ثم جعل له قدسية خاصة بعده بقوله ( سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ) وهكذا في اثبات المعاد واليوم الآخر وما أرسل به الرسل فجعل معهم الدليل والبرهان على كل ما جاؤا به وهذه أصول الدين الايمان بالله واليوم الاخر والرسل وما بعدها هو دون هذه الاصول الثلاثة ولكننا بما نحمل من أراء مذهبية نفرضهاعلى القرآن والسنة ونفرض الاهواء كذلك ظهر لنا فرائض وسنن متعددة تؤدي للخلاف والنزاع وفي الحقيقة نكون قد اعتقدنا عصمة ما نعتقد من أهواء وأراء واصبحت هي الحاكمة على الكتاب والسنة .
وهذه الاسباب الحقيقية أننا لم نحكم القرآن والسنة بل بحثنا فيهما ما يوافق أهواءنا وآراءنا ودون الرجوع للتاريخ
لنخرج هذه الاحكام من نزاعات التاريخ السياسي والمذهبي .
وهذا مما يدعونا للنظر بجذور الخلاف الممتد عبر قرون حتى وصل الينا وبقي على حاله دون الرجوع للحق واتباعه فهذا فقه لتوطيد حالة سلطان وهذه عقيدة لاثبات رأي يتوافق ورأي الحاكم كما يقول الامام الغزالي رحمه الله تعالى ( انه لما انقرض عهد الخلفاء الراشدين أفضت الخلافة الى قوم تولوها بغير استحقاق ولا استقلال بعلم الفتاوى والآحكام فاضطروا الى الاستعانة بالفقهاء والى استصحابهم في جميع أحوالهم وقد كان بقي من العلماء من هو مستمر على الطراز الاول وملازم صفو الدين فكانوا اذا طُلبوا هربوا وأعرضوا فرأى اهل تلك الأعصار عز العلماء واقبال الأئمة عليهم مع اعراضهم فاشرأبوا لطلب العلم توصلا الى نيل العز ودرك الجاه فأصبح الفقهاء بعد أن كانوا مطلوبين طالبين وبعد أن كانوا أعزة بالاعراض عن السلاطين أذلة بالاقبال عليهم الا من وفقه الله)
فتراث جمع في حقب سياسية واجتماعية مختلفة وأكثر ما نقرأه في التفسير والفقه والحديث والاصول وفي العقائد والتاريخ كان في عهود نزاع سياسي ومذهبي وهذا يحتاج لوقفات مع هذا التاريخ بحرية فكرية وعقائدية ,وجد في التأمل والنظر والمتابعة .
وأخيرا التقريب يحتاج للتصحيح والتصحيح ثورة والثورة لابد فيها من التضحية وهذه الثورة هي على الموروث لاسقاط الغث منها والضعيف والمفاهيم الخاطئة الي أن أصبحت في حياتنا الاجتماعية وعواطفنا الدينية .
وهذا لايعني بالضرورة مرة أخرى هجر العواطف ولا ترك الموروث بالكلية بل هي حركة تصحيحية حقيقية للخروج من الازمات التي تعصف بالامة . وفي هذا السياق نادى علماء التقريب والاصلاحيون بمقدمات ومنهجية لمثل هذه المرحلة فوضعوا أسسا وقواعدا للانطلاق منها :
الوعي بالمسؤولية تجاه الامة والاسلام
وحدة المصير والهدف الذي يربط المسلمين في جميع أنحاء الدنيا
رفع وازاحة الحواجز النفسية المتراكمة فيما بيننا والتي لا ترتكز على دليل
النقد العلمي الهاديء لأسباب النزاع المذهبي ومصادره
جمع المشترك في العقيدة والعبادات والمعاملات مما نتفق عليه جميعا
التصدي لكل دعوة تحاول التفريق وتوعية ابناء الامة على ذلك لتحمل المحبة ومعاني الوحدة
منااصرة كل جهد في هذا الاطار وتأييد الصحوة بكل الأساليب والوسائل الممكنة لحمايتها وتقدمها
بهذا نفوت على أعدائنا الفرصة لتمزيقنا ونتقدم خطوة للامام في طريق الوحدة والتقارب ونبني الثقة في نفوس شباب الامة ومستقبلها .
فمشروع التقريب والحوار هو استجابة لأمر الله تعالى ادع الى سبيل ربك بالحكمة والحكمة تقتضي أن نعرف ونتجاوب مع مقتضيات العصر ومستجداته ولتحقيق أهداف الأمة الواحدة .

سعيد نويضي
22/06/2008, 05:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الجليل مصطفى القاسم أبورمان...سلام الله و رحمته و بركاته...

الحوار هو الحل...أو بلغة أخرى الحوار هو طريقة أو وسيلة للوصول للحل...لأن الحوار من أجل الحوار لا يغني شيئا و لا يفيد كما هو الشان الحالي...فالكل في دائرة الحوار ...و الحوارات على قدم و ساق لكن كغثاء السيل...لأن الاسس التي أشرت إليها و أشار إليها الأخ الأستاذ محمد شيرز غائبة بشكل موضوعي...أما بشكلها الذاتي فهي حاضرة بشكل قوي...فالسني بناء على خلفيته ينطلق من مسلمات...و الشيعي بناء على مسلماته و مرجعياته ينطلق هو الآخر من تصوراته...و كأن السني و الشيعي كل من قارة يتخاطبان بلغة لا يفهمون مضامينها...

الأمة الإسلامية أمة ائتلاف و ليست أمة اختلاف...فالاختلاف في الجنس و اللون و اللغة و غير ذلك لا يبرر الاختلاف في الأصول...فالقرآن واحد في الشرق و الغرب في الشمال و الجنوب...و النبي الأمي واحد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما...فعلى حد علمي البسيط ليس هناك اختلاف في كتاب الله العزيز الكريم لا في آياته و لا في سوره و لا في شخص الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم...

فالأساس الأول هو كتاب الله عز و جل و الأساس الثاني هو أقوال و أعمال الرسول عليه الصلاة و السلام و المتفق عليه في مرجعيات هذا الطرف و ذاك الطرف...أما ما روى هذا الشيخ و لم يروه الشيخ الآخر و فيه "اختلاف" فلينظر فيه أهل الاختصاص من الجانبين و ليجعلوا نصب أعينهم ما هو "حق أحق أن يتبع"...

المشكلة في اعتقادي أن التركيبة الذهنية للإنسان أي إنسان هو اطمئنانه لما يحمل في ذهنه دون النظر هل من يحمل في رأسه يحتمل الصواب و الخطأ...و كأن الفقهاء و العلماء مع كامل احترامي لشخصهم لا يخطئون...يحملون "التفسير المطلق" الذي لا يمسه الباطل من بين يديه و لا من خلفه...و حتى لا يفهم كلامي على غير قصده...أقول أن النص القرآني الكريم هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أما ما نحمله من تفسير عن النص يرجع دائما للشيخ و الفقيه و العالم الذي قرأنا عنه و أخذنا عنه "العلم"...و هذا كلام سليم...و لكن المشكلة تظل قائمة لأن اختلاف المراجع هو لب المشكلة...فهل يصح "اختلاف" المراجع إلى حد التناقض في مسألة معينة ونطلق على هذا المرجع إسم "مرجع علمي" ؟

فتوحيد المراجع هو الخطوة الأولى في بناء الحوار الجاد...

و الله ولي التوفيق

سعيد نويضي
22/06/2008, 05:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الجليل مصطفى القاسم أبورمان...سلام الله و رحمته و بركاته...

الحوار هو الحل...أو بلغة أخرى الحوار هو طريقة أو وسيلة للوصول للحل...لأن الحوار من أجل الحوار لا يغني شيئا و لا يفيد كما هو الشان الحالي...فالكل في دائرة الحوار ...و الحوارات على قدم و ساق لكن كغثاء السيل...لأن الاسس التي أشرت إليها و أشار إليها الأخ الأستاذ محمد شيرز غائبة بشكل موضوعي...أما بشكلها الذاتي فهي حاضرة بشكل قوي...فالسني بناء على خلفيته ينطلق من مسلمات...و الشيعي بناء على مسلماته و مرجعياته ينطلق هو الآخر من تصوراته...و كأن السني و الشيعي كل من قارة يتخاطبان بلغة لا يفهمون مضامينها...

الأمة الإسلامية أمة ائتلاف و ليست أمة اختلاف...فالاختلاف في الجنس و اللون و اللغة و غير ذلك لا يبرر الاختلاف في الأصول...فالقرآن واحد في الشرق و الغرب في الشمال و الجنوب...و النبي الأمي واحد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما...فعلى حد علمي البسيط ليس هناك اختلاف في كتاب الله العزيز الكريم لا في آياته و لا في سوره و لا في شخص الرسول عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم...

فالأساس الأول هو كتاب الله عز و جل و الأساس الثاني هو أقوال و أعمال الرسول عليه الصلاة و السلام و المتفق عليه في مرجعيات هذا الطرف و ذاك الطرف...أما ما روى هذا الشيخ و لم يروه الشيخ الآخر و فيه "اختلاف" فلينظر فيه أهل الاختصاص من الجانبين و ليجعلوا نصب أعينهم ما هو "حق أحق أن يتبع"...

المشكلة في اعتقادي أن التركيبة الذهنية للإنسان أي إنسان هو اطمئنانه لما يحمل في ذهنه دون النظر هل من يحمل في رأسه يحتمل الصواب و الخطأ...و كأن الفقهاء و العلماء مع كامل احترامي لشخصهم لا يخطئون...يحملون "التفسير المطلق" الذي لا يمسه الباطل من بين يديه و لا من خلفه...و حتى لا يفهم كلامي على غير قصده...أقول أن النص القرآني الكريم هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أما ما نحمله من تفسير عن النص يرجع دائما للشيخ و الفقيه و العالم الذي قرأنا عنه و أخذنا عنه "العلم"...و هذا كلام سليم...و لكن المشكلة تظل قائمة لأن اختلاف المراجع هو لب المشكلة...فهل يصح "اختلاف" المراجع إلى حد التناقض في مسألة معينة ونطلق على هذا المرجع إسم "مرجع علمي" ؟

فتوحيد المراجع هو الخطوة الأولى في بناء الحوار الجاد...

و الله ولي التوفيق