المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أبو دِسْ-2 " د.شاكر مطلـق



الدكتور شاكر مطلق
22/06/2008, 01:27 PM
" أبو دِسْ "
( صاحب الجلالة يحكم ) د. شاكر مطلـق]
الجزء الثاني :
-2 –

بعد أن أصبح السيد العصفور ، عفواً ، صاحب الجلالة " أبو دِسْ " ملكاً على العرب ، بخدعته الحكيمَ سليمان ،كان لزاماً عليه أن يفكر بطريقة عملية لممارسة الحكم وإدارة شؤون الرعية ، من الطيور ومن البشر أيضاً .
ما العمل – إذن - وكيف ؟ .
المبدأ الأول في الحكم تعلمه من معلمه سليمان – عليه ألف سلام - ، حين أدرك أن مثل هذه الحيلة الساذجة لم تكن لتمر بسلام على خبير مثل سليمان ، ولكنه التّمسّك بالمبدأ ، والغاية تبرر الوسيلة .
أراد أن يطبق درسه الأول هذا ، على نزاع نشب بين الثور البري والحمار الوحشي ، بسبب الخلاف على قطعة صغيرة من المراعي ، ذات عشب طري طويل ، وكذلك على خلاف نشب بين النَّسر والغراب على حيّة صغيرة في الجبل ، يعلن كل منهما حقّه في افتراسها ويتجادلا طويلاً ، فتهرب الحية وتنجو .
أيضاً بشأن الخلاف بين فلاح وجاره ، بسبب جدول صغير يمرّ بين أرضيهما ويدّعي كل منهما أحقّيته في استعمال الماء منه قبل جاره وبأية كمية يشاء ، لأن الجدول ملكاً له ، وهذا الحق أعطاه إياه شخصياً ( بعـل ) وكذلك موظف ( الطابو ) للشؤون العقارية ،عندما وصفَ الأرضَ ، في وثيقة الملكية الشخصية ، بالأرض البعل ، أي بأرض – إله الطّقس - البابليّ، الذي أعطى اسمه لنا أيضاً ، فالدعوة ، لا تزال تصِلنا ، حتى اليوم باسم البعل .
طلب " أبو دِسْ " – صاحب الجلالة – إحضارَ المتهمين إليه فوراً، فأسرع معاونوه الذين تواجدوا حوله بكثرة ومن دون طلب منه إلى إحضارهم إليه ، ولما كان الجميع يعرف بالخدعة التي أوصلت مولاهم إلى كرسي الحكم ، فقد قاطعوا جميعاً من بشر وحيواناتٍ ، أيةَ اتصالات مع معلمهم ،عفواً مَلكهم الجديد ، وإلى أجل لن يسمّى ، ما عدا في بعض الحالات الضرورية القصوى ، عندما يضطر أحدهم ، مثلاً ، لقضاء الحاجة ، فيقدم طلباً ، يوافق عليه صاحب الجلالة غالباً ، بعد يوم أو أكثر بسبب الإجراءات الأمنية اللازمة لدراسته .
بعد رفضهم تلبية الدعوة ، اضطروا بسبب ضغط الأعوان اللطيف الخفيف الذين اكتفوا ، هذه المرة ، بالعِصيّ وبهَراوات المطّاط ، إلى الذهاب طوعاً بالطبع ‘ إلى القصر ومثلوا أمامه صاغرين .
ذُهل " أبو الدّسائس " – عفواً – جلالة أبو دِسْ ، عندما استمع إلى شهاداتهم ، التي تلخّصت بأن لا مشكلة أبداً هناك لحلّها وتضييع وقته الثمين لأجلها.
الثّور أقر للحمار بأحقية الرّعي لأنه الأضعف ،والقوي يدعم الضعيف، وكذلك فعل النّسر مع الغراب ، أما الفلاح فكان من البدَهي أن يكون حق استعمال جدول الماء لجاره ، صاحب العائلة الكبيرة ، وهو لا يزال أعزباً وحيداً ، ليس بحاجة لكل هذه المياه .
أُسقَط الأمرُ من يد صاحب جلالة الملك ، خادم الوجهتين وسيّد الحِكمتين ،" أبو دِسْ " ، فماذا عليه أن يفعلَ الآن ؟
بما أن القاعدةَ القانونيةَ تقول بأن :
" لا حُكم ولا محاكمة دون شكوى " ، كان عليه - إذن - أنْ يطلق سراح الجميع ولكن :
بما أن قاعدته الأولى في الحكم تقول بمخالفة كل قانون وعرف وتشريع ، حتى يبدو حديثاً – مودرن – ومتطوراً – فقد حَكَم عليهم جميعاً بالعمل مجاناً ، بالسُّخرة ، على طراز الفراعنة ، في حديقة قصره الواسعة ، وليته لم يفعل لأننا سنرى ، فيما بعد وبدون شك ، العجبَ والعجيبَ ، وربما أعلمونا عن هذا في القريب ، أعني في الحلقة الثالثة المؤرِّخة لحكم مولانا " أبو دِسْ " أطال الله عمره ، لتستفيد الأمةُ من حِكمة حكّام آخر زمان .
=================================
حمص – تل الشور د. شاكر مطلق
13/8/2006
E.Mail:mutlak@scs-net.org

الدكتور شاكر مطلق
22/06/2008, 01:27 PM
" أبو دِسْ "
( صاحب الجلالة يحكم ) د. شاكر مطلـق]
الجزء الثاني :
-2 –

بعد أن أصبح السيد العصفور ، عفواً ، صاحب الجلالة " أبو دِسْ " ملكاً على العرب ، بخدعته الحكيمَ سليمان ،كان لزاماً عليه أن يفكر بطريقة عملية لممارسة الحكم وإدارة شؤون الرعية ، من الطيور ومن البشر أيضاً .
ما العمل – إذن - وكيف ؟ .
المبدأ الأول في الحكم تعلمه من معلمه سليمان – عليه ألف سلام - ، حين أدرك أن مثل هذه الحيلة الساذجة لم تكن لتمر بسلام على خبير مثل سليمان ، ولكنه التّمسّك بالمبدأ ، والغاية تبرر الوسيلة .
أراد أن يطبق درسه الأول هذا ، على نزاع نشب بين الثور البري والحمار الوحشي ، بسبب الخلاف على قطعة صغيرة من المراعي ، ذات عشب طري طويل ، وكذلك على خلاف نشب بين النَّسر والغراب على حيّة صغيرة في الجبل ، يعلن كل منهما حقّه في افتراسها ويتجادلا طويلاً ، فتهرب الحية وتنجو .
أيضاً بشأن الخلاف بين فلاح وجاره ، بسبب جدول صغير يمرّ بين أرضيهما ويدّعي كل منهما أحقّيته في استعمال الماء منه قبل جاره وبأية كمية يشاء ، لأن الجدول ملكاً له ، وهذا الحق أعطاه إياه شخصياً ( بعـل ) وكذلك موظف ( الطابو ) للشؤون العقارية ،عندما وصفَ الأرضَ ، في وثيقة الملكية الشخصية ، بالأرض البعل ، أي بأرض – إله الطّقس - البابليّ، الذي أعطى اسمه لنا أيضاً ، فالدعوة ، لا تزال تصِلنا ، حتى اليوم باسم البعل .
طلب " أبو دِسْ " – صاحب الجلالة – إحضارَ المتهمين إليه فوراً، فأسرع معاونوه الذين تواجدوا حوله بكثرة ومن دون طلب منه إلى إحضارهم إليه ، ولما كان الجميع يعرف بالخدعة التي أوصلت مولاهم إلى كرسي الحكم ، فقد قاطعوا جميعاً من بشر وحيواناتٍ ، أيةَ اتصالات مع معلمهم ،عفواً مَلكهم الجديد ، وإلى أجل لن يسمّى ، ما عدا في بعض الحالات الضرورية القصوى ، عندما يضطر أحدهم ، مثلاً ، لقضاء الحاجة ، فيقدم طلباً ، يوافق عليه صاحب الجلالة غالباً ، بعد يوم أو أكثر بسبب الإجراءات الأمنية اللازمة لدراسته .
بعد رفضهم تلبية الدعوة ، اضطروا بسبب ضغط الأعوان اللطيف الخفيف الذين اكتفوا ، هذه المرة ، بالعِصيّ وبهَراوات المطّاط ، إلى الذهاب طوعاً بالطبع ‘ إلى القصر ومثلوا أمامه صاغرين .
ذُهل " أبو الدّسائس " – عفواً – جلالة أبو دِسْ ، عندما استمع إلى شهاداتهم ، التي تلخّصت بأن لا مشكلة أبداً هناك لحلّها وتضييع وقته الثمين لأجلها.
الثّور أقر للحمار بأحقية الرّعي لأنه الأضعف ،والقوي يدعم الضعيف، وكذلك فعل النّسر مع الغراب ، أما الفلاح فكان من البدَهي أن يكون حق استعمال جدول الماء لجاره ، صاحب العائلة الكبيرة ، وهو لا يزال أعزباً وحيداً ، ليس بحاجة لكل هذه المياه .
أُسقَط الأمرُ من يد صاحب جلالة الملك ، خادم الوجهتين وسيّد الحِكمتين ،" أبو دِسْ " ، فماذا عليه أن يفعلَ الآن ؟
بما أن القاعدةَ القانونيةَ تقول بأن :
" لا حُكم ولا محاكمة دون شكوى " ، كان عليه - إذن - أنْ يطلق سراح الجميع ولكن :
بما أن قاعدته الأولى في الحكم تقول بمخالفة كل قانون وعرف وتشريع ، حتى يبدو حديثاً – مودرن – ومتطوراً – فقد حَكَم عليهم جميعاً بالعمل مجاناً ، بالسُّخرة ، على طراز الفراعنة ، في حديقة قصره الواسعة ، وليته لم يفعل لأننا سنرى ، فيما بعد وبدون شك ، العجبَ والعجيبَ ، وربما أعلمونا عن هذا في القريب ، أعني في الحلقة الثالثة المؤرِّخة لحكم مولانا " أبو دِسْ " أطال الله عمره ، لتستفيد الأمةُ من حِكمة حكّام آخر زمان .
=================================
حمص – تل الشور د. شاكر مطلق
13/8/2006
E.Mail:mutlak@scs-net.org