المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيت الرعب - قصة مترجمة من الادب الاسبانى ( الحلقة الاولى )



صلاح م ع ابوشنب
23/06/2008, 02:32 AM
بيـــــــــــــــــــــــــت الرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
قصة قصيرة مترجمة من الادب الاسبانى بتصرف
صلاح ابو شنب


(( الحلقـــــــه الأولــــــــــــــــى))


مات الملك الفونسو الحادى عشر ملك قشتاله ، وكانت هى المملكه الوحيدة التى لم يصلها الفتح الاسلامى لما كانت تتمتع به من تحصينات قويه وموقع حصين ، فقد احاطتها الجبال من كل مكان مما جعل الوصول اليها امرا صعبا ، اضافه الى ان المدينة كلها كانت عبارة عن مجموعة من القلاع الشديدة الصلابة والتحصين ، وكان نظامها المعمارى الذى جعلها متجاوره لبعضها يحول دون اقتحامها بسهوله ، بل جعل من المتعذر اقتحامها ، بالجملة كانت عبارة عن مدينة عسكرية ، ومن هنا جاء اسم قشتاله وهو فى الحقيقه اسم عربى مأخوذ من لفظة قشلة - أى مكان نزول الجند - وهذا اللفظ ما يزال مستخدما لدينا فى مصر فى لفظة قشلاق - بمعنى معسكر ، فأخذها الاسبان وحورت الى كاستييا Castillaوقيل ان اللفظ قشلاق اصله تركى الى اخر ذلك ، وبالجمله فان كلمة كاستييا هى كلمة عربية الاصل .
تعاقب الملوك على قشتاله الى ان اعتلى العرش بدرو الاول بن الفونسو الحادى عشر بعد موت ابيه ، وهو الذى اشتهر بالطاغيه لقسوته واعماله البربريه وجرائمه الفظيعه وحبه للثأر والانتقام .
كانت فترة حكمه عصيبه بذرت الرعب والفزع فى قلوب رعاياه واتسم عهده بالصراعات والاقتتال والمؤمرات والمكائد والفوضى ، وكانت النتيجه ان قوضت اركان مملكته حتى اكلها الانهيار ، ولم تكد تهل سنة 1363 م حتى كانت الحروب الاهليه الطاحنه قد نشبت بينه وبين اخيه الغير شرعى انريك دى تراستمارا بسبب ادعاء كلاهما احقيته فى العرش .
لكن انريك دى تراستمارا استطاع بحنكته وتقربه من الشعب ان ينال ثقتهم ويكتسب وقوفهم الى جانبه ، وكانت المدن التى تتحين اليوم الذى تستطيع فيه ان تثأر لنفسها مما اصابها من قبل ذاك الطاغيه فوجدت فى الانضمام الى اخيه الفرصة التى ستمكنها من الانتقام لنفسها ، وقد تعاونت معه جيوش الدول الاخرى للتخلص من الطاغيه ايضا حيث تحالف معه الانجليز والالمان وارسلوا اليه جيشا سمى باسم جيش الكتائب البيضاء ، بعث به العاهل الفرنسى بلتران د كجوكلين كما تحالفت ضده مملكة اراجون ومدينة كوينكا وقد بلغ من سوء سلوكه مع من حوله ان انقلب ضده اقرب اصدقائه من الفرسان والمحاربين من أصحاب الرتب الكبيرة والكفاءات العاليه .
كان بدرو الاول يعتمد فى جيشه على جيش من الانجليز بعث به امير قالس الملقب بالامير الاسود نسبة الى السترة السوداء التى كان يتميز بارتدائها اثناء الغزو .
كانت مدينة كوينكا قد وقفت الى جانب انريك دى تراستمارا حيث خرجت فى صيف عام 1368 ميلاديه مستقبلة اياه استقبالا حافلا ، وكان لاهل كوينكا بصفة خاصه رغبة شديدة فى رد الصاع صاعين الى بدرو الاول حيث سبق له ان استباحها وقتل الكثير من اهلها .
دار انريك على حلفائه فى المدن والقرى ليؤكد على وقوفهم الى جواره وعدم التخلى عنه اذا احتدمت المعارك وحمى الوطيس وتدافع الناس لتأييده .
كانت كوكبه من الفرسان تحيط بموكب الامير الذى ينتظر ان يصبح ملكا على قشتالة التى تعتبر اقوى ممالك ايبريا قاطبة واكثرها تحصينا . كانت الخيول تسير مختاله وهى مغطاه بالكساء المطهم بخيوط الذهب ، كانت الفتايات الواقفات على جانبى الطريق ينظرون الى الامير وقد اعجبتهم وسامته وقال بعضهن انه فعلا يستحق ان يكون ملكا علينا ، وكأن الوسامه والجمال هما بطاقتى المرور الى كرسى العرش عند النساء ، وبينما كان النساء يتغزلن فى جماله كان الرجال يثنون على هيبته ووقاره وطيب ملامحه التى تختلف عن ملامح اخيه التى وصفوها بالملامح الشيطانيه .
وما ان اقترب الموكب المهيب حتى تهالت الهاتفات من كل حدب وصوب تهتف بحياة الملك المرتقب .
كانت الجيوش الاسلاميه الجراره هى التى سبق لها ان فتحت تلك البلاد حيث فرت امامها الجيوش الى اعالى الجبال والى القرى الاكثر تحصينا مثل قشتاله فاكتفى العرب بالاندلس وكانت هى الاقرب الى الشرق والتى تمثل اخصب واجمل المدن ، ثم كان الضعف الذى اعطى الفرصة على مصراعيها لتجميع شتات المتفرقين واعداد العدة والاستعداد لحرب الاسترداد كما سموها ، ومن العجيب ان كثرة الصراعات تلك لم تكن تنسيهم الهدف المشترك الذى اصبح مثالا امام اعينهم دائما .
فى اليوم التالى لحضور الموكب الاميرى جاءه رجل يدعى الفارجارسيا دى البرنوس ، وكان عمدة مدينة كوينكا لمبايعته وقد اختلى به ودار بينهما الحديث التالى :
- سيدى الامير : تعرفون سموكم اننى الى جانبكم ومعى كل اهل المدينة ، وقد كان شقيقى دون خيل آل برنوس صديقا وفيا لوالدكم الملك الفونسو وقد
حارب الى جانبه ضد العرب فى معركة ( السلادو) كما قدم والدى خدمات جليلة ومخلصه وقد كان له شرف القيام بتعليم اخيكم دون بدرو وكان يرجو ان يصبح ملكا صالحا ولكن الطبع قد غلب التطبع ، ولطالما كان شقيقى على غير وفاق معه مما اضطره فى نهاية المطاف الى الرحيل الى روما وهناك التحق بخدمة البابا لاسيما عندما تناهى الى علمه عزم اخيكم غزو كوينكا ، وقد سبق لنا الوقوف الى جانب زوجته فى محنتها ، فالمدينة كلها وقفت الى جانبها صفا واحدا ومنعناه من التقدم وأرغمناه على البقاء فى (خابجه ) وهى قرية بالقرب من كوينكا ، فلم تسلم من فساده وفساد جنوه الذين عاثوا فيها الفساد وخربوا ديارها وقتلوا اهلها ،
فمات على ايدى جنوده خلق كثير ، وقد سئمنا من تملكه علينا وننتظر يوم الخلاص على يديكم بالوقوف الى جانبك فى حربنا القادمه.
اعجب الامير بسماعه لحديث عمدة كوينكا وشكره على حسن استقباله وجميل حديثه ووعده بأنه حين يصبح ملكا على قشتاله سوف يعوض أهل كوينكا عن خسارتهم وسوف يكافئهم على مساندتهم له فقال العمدة :
- سيدى الامير : ان كوينكا بأسرها ستقف دائما الى جانب الحق .
- اجاب الامير : فليطمئن اهل كوينكا فما قمت بهذه الزيارة الا لكى اتعرف عليكم عن قرب وانى اريدك ان تصحبنى فى هذه الزيارة لتعرفنى عن كثب بأهلها فقد سمعت عن مآثرهم الكثير .
- العمـــــــــدة : امرك يا مولاى .
اصطحب العمدة الامير فى جولته فى كوينكا فطافا بشوارعها وازقتها وزار ميادينها والتقى بالناس ودخل الى الاماكن العامه والاديرة والكنائس والمنازل ايضا وسلم على اهلها يدا بيد تقربا وتوددا اليهم .
وبالمصادفه البحته دلفت الامير الى احدى الدور فسلم على صاحبها ، واثناء ذلك وقعت عيناه على خادمه تعمل لدى اصحابها فالتفت اليها فاذا هى فتاة كالبدر أو اشد جمالا ، فشده جمالها ووقف لحظة ينظر اليها فى دهشه واعجاب شديدين .

تابع القراءة فى الحلقه الثانيه

صلاح م ع ابوشنب
23/06/2008, 02:32 AM
بيـــــــــــــــــــــــــت الرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
قصة قصيرة مترجمة من الادب الاسبانى بتصرف
صلاح ابو شنب


(( الحلقـــــــه الأولــــــــــــــــى))


مات الملك الفونسو الحادى عشر ملك قشتاله ، وكانت هى المملكه الوحيدة التى لم يصلها الفتح الاسلامى لما كانت تتمتع به من تحصينات قويه وموقع حصين ، فقد احاطتها الجبال من كل مكان مما جعل الوصول اليها امرا صعبا ، اضافه الى ان المدينة كلها كانت عبارة عن مجموعة من القلاع الشديدة الصلابة والتحصين ، وكان نظامها المعمارى الذى جعلها متجاوره لبعضها يحول دون اقتحامها بسهوله ، بل جعل من المتعذر اقتحامها ، بالجملة كانت عبارة عن مدينة عسكرية ، ومن هنا جاء اسم قشتاله وهو فى الحقيقه اسم عربى مأخوذ من لفظة قشلة - أى مكان نزول الجند - وهذا اللفظ ما يزال مستخدما لدينا فى مصر فى لفظة قشلاق - بمعنى معسكر ، فأخذها الاسبان وحورت الى كاستييا Castillaوقيل ان اللفظ قشلاق اصله تركى الى اخر ذلك ، وبالجمله فان كلمة كاستييا هى كلمة عربية الاصل .
تعاقب الملوك على قشتاله الى ان اعتلى العرش بدرو الاول بن الفونسو الحادى عشر بعد موت ابيه ، وهو الذى اشتهر بالطاغيه لقسوته واعماله البربريه وجرائمه الفظيعه وحبه للثأر والانتقام .
كانت فترة حكمه عصيبه بذرت الرعب والفزع فى قلوب رعاياه واتسم عهده بالصراعات والاقتتال والمؤمرات والمكائد والفوضى ، وكانت النتيجه ان قوضت اركان مملكته حتى اكلها الانهيار ، ولم تكد تهل سنة 1363 م حتى كانت الحروب الاهليه الطاحنه قد نشبت بينه وبين اخيه الغير شرعى انريك دى تراستمارا بسبب ادعاء كلاهما احقيته فى العرش .
لكن انريك دى تراستمارا استطاع بحنكته وتقربه من الشعب ان ينال ثقتهم ويكتسب وقوفهم الى جانبه ، وكانت المدن التى تتحين اليوم الذى تستطيع فيه ان تثأر لنفسها مما اصابها من قبل ذاك الطاغيه فوجدت فى الانضمام الى اخيه الفرصة التى ستمكنها من الانتقام لنفسها ، وقد تعاونت معه جيوش الدول الاخرى للتخلص من الطاغيه ايضا حيث تحالف معه الانجليز والالمان وارسلوا اليه جيشا سمى باسم جيش الكتائب البيضاء ، بعث به العاهل الفرنسى بلتران د كجوكلين كما تحالفت ضده مملكة اراجون ومدينة كوينكا وقد بلغ من سوء سلوكه مع من حوله ان انقلب ضده اقرب اصدقائه من الفرسان والمحاربين من أصحاب الرتب الكبيرة والكفاءات العاليه .
كان بدرو الاول يعتمد فى جيشه على جيش من الانجليز بعث به امير قالس الملقب بالامير الاسود نسبة الى السترة السوداء التى كان يتميز بارتدائها اثناء الغزو .
كانت مدينة كوينكا قد وقفت الى جانب انريك دى تراستمارا حيث خرجت فى صيف عام 1368 ميلاديه مستقبلة اياه استقبالا حافلا ، وكان لاهل كوينكا بصفة خاصه رغبة شديدة فى رد الصاع صاعين الى بدرو الاول حيث سبق له ان استباحها وقتل الكثير من اهلها .
دار انريك على حلفائه فى المدن والقرى ليؤكد على وقوفهم الى جواره وعدم التخلى عنه اذا احتدمت المعارك وحمى الوطيس وتدافع الناس لتأييده .
كانت كوكبه من الفرسان تحيط بموكب الامير الذى ينتظر ان يصبح ملكا على قشتالة التى تعتبر اقوى ممالك ايبريا قاطبة واكثرها تحصينا . كانت الخيول تسير مختاله وهى مغطاه بالكساء المطهم بخيوط الذهب ، كانت الفتايات الواقفات على جانبى الطريق ينظرون الى الامير وقد اعجبتهم وسامته وقال بعضهن انه فعلا يستحق ان يكون ملكا علينا ، وكأن الوسامه والجمال هما بطاقتى المرور الى كرسى العرش عند النساء ، وبينما كان النساء يتغزلن فى جماله كان الرجال يثنون على هيبته ووقاره وطيب ملامحه التى تختلف عن ملامح اخيه التى وصفوها بالملامح الشيطانيه .
وما ان اقترب الموكب المهيب حتى تهالت الهاتفات من كل حدب وصوب تهتف بحياة الملك المرتقب .
كانت الجيوش الاسلاميه الجراره هى التى سبق لها ان فتحت تلك البلاد حيث فرت امامها الجيوش الى اعالى الجبال والى القرى الاكثر تحصينا مثل قشتاله فاكتفى العرب بالاندلس وكانت هى الاقرب الى الشرق والتى تمثل اخصب واجمل المدن ، ثم كان الضعف الذى اعطى الفرصة على مصراعيها لتجميع شتات المتفرقين واعداد العدة والاستعداد لحرب الاسترداد كما سموها ، ومن العجيب ان كثرة الصراعات تلك لم تكن تنسيهم الهدف المشترك الذى اصبح مثالا امام اعينهم دائما .
فى اليوم التالى لحضور الموكب الاميرى جاءه رجل يدعى الفارجارسيا دى البرنوس ، وكان عمدة مدينة كوينكا لمبايعته وقد اختلى به ودار بينهما الحديث التالى :
- سيدى الامير : تعرفون سموكم اننى الى جانبكم ومعى كل اهل المدينة ، وقد كان شقيقى دون خيل آل برنوس صديقا وفيا لوالدكم الملك الفونسو وقد
حارب الى جانبه ضد العرب فى معركة ( السلادو) كما قدم والدى خدمات جليلة ومخلصه وقد كان له شرف القيام بتعليم اخيكم دون بدرو وكان يرجو ان يصبح ملكا صالحا ولكن الطبع قد غلب التطبع ، ولطالما كان شقيقى على غير وفاق معه مما اضطره فى نهاية المطاف الى الرحيل الى روما وهناك التحق بخدمة البابا لاسيما عندما تناهى الى علمه عزم اخيكم غزو كوينكا ، وقد سبق لنا الوقوف الى جانب زوجته فى محنتها ، فالمدينة كلها وقفت الى جانبها صفا واحدا ومنعناه من التقدم وأرغمناه على البقاء فى (خابجه ) وهى قرية بالقرب من كوينكا ، فلم تسلم من فساده وفساد جنوه الذين عاثوا فيها الفساد وخربوا ديارها وقتلوا اهلها ،
فمات على ايدى جنوده خلق كثير ، وقد سئمنا من تملكه علينا وننتظر يوم الخلاص على يديكم بالوقوف الى جانبك فى حربنا القادمه.
اعجب الامير بسماعه لحديث عمدة كوينكا وشكره على حسن استقباله وجميل حديثه ووعده بأنه حين يصبح ملكا على قشتاله سوف يعوض أهل كوينكا عن خسارتهم وسوف يكافئهم على مساندتهم له فقال العمدة :
- سيدى الامير : ان كوينكا بأسرها ستقف دائما الى جانب الحق .
- اجاب الامير : فليطمئن اهل كوينكا فما قمت بهذه الزيارة الا لكى اتعرف عليكم عن قرب وانى اريدك ان تصحبنى فى هذه الزيارة لتعرفنى عن كثب بأهلها فقد سمعت عن مآثرهم الكثير .
- العمـــــــــدة : امرك يا مولاى .
اصطحب العمدة الامير فى جولته فى كوينكا فطافا بشوارعها وازقتها وزار ميادينها والتقى بالناس ودخل الى الاماكن العامه والاديرة والكنائس والمنازل ايضا وسلم على اهلها يدا بيد تقربا وتوددا اليهم .
وبالمصادفه البحته دلفت الامير الى احدى الدور فسلم على صاحبها ، واثناء ذلك وقعت عيناه على خادمه تعمل لدى اصحابها فالتفت اليها فاذا هى فتاة كالبدر أو اشد جمالا ، فشده جمالها ووقف لحظة ينظر اليها فى دهشه واعجاب شديدين .

تابع القراءة فى الحلقه الثانيه