المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيت الرعب - قصة مترجمة من الادب الاسبانى ( الحلقه الثانيه )



صلاح م ع ابوشنب
23/06/2008, 02:40 AM
بيـــــــــــــــــــت الرعـــــــــــــــــب

قصة قصيرة مترجمة من الادب الاسبانى بتصرف

لصلاح م ع ابوشنب

الحلقــــــه الثانيــــــــــــــه


عاد الامير الشاب الى قصره ولم يشغله خلال طريق العوده سوى وجه تلك الفتاة الجميل المبتسم ، وراح ظلها يتراءى له كلما توجه ، لم يفارقه محياها طيلة اليوم ، فلما جن عليه الليل فارقه النعاس ، وظل يتقلب فوق فراشه دون ان يتمكن من الرقاد ، ارتدى روبه الحريرى وخرج الى روضة قصره يجول فى ضوء القمر بين الاشجار ، ينظر هنا وهناك الى تلك الازهار المختلفه الالوان والاشكال فلم يجذبه منها شىء ، كان كلما اقترب من زهره تخيل وجهها الجميل فازداد اشتياقا اليها . ظل على هذا الحال اياما وليال يفكر كيف يتصرف لاحضارها الى جانبه ؟ فى نفس الوقت كان مخدوم الفتاة العجوز يفكر هو الاخر كيف يجنب الفتاة تجرع هذا الكأس المر اذا ما كان الامير الشاب يفكر حقا فى الاتيان بها الى قصره لتكون ضمن محظياته او حتى زوجته ..
كان العجوز بفراسته قد استطاع ان يقرأ نظرات الامير وهو يتفحص الفتاة بامعان وشوق ، وبخبرته الطويله استطاع ان يدرك ان الامير لن يترك تلك الفتاة فى حال سبيلها وسوف يسعى الى احضارها اليه سواء كان ذلك برضاها او بغير ذلك ، وخشى عليها من ان تتجرع كأس الندامه بعد تنجلى الصور ويأخذ منها بغيته ثم يتركها مع باقى الحريم ويصبح هو مشغولا بمملكته وأماله العريضه التى لا تنتهى . كان يعلم تماما بأن هذا الشاب سريعا ما يصبح ملكا على البلاد وتصبح مشاغله اكثر واكثر ومسئولياته اكبر فأكبر ، وسريعا ما سينسى هذا الحب ومع هذا النسيان تنسى الفتاة ايضا وقد لا يتذكرها على الاطلاق ، بينما تكون هى قد ظنت انها سوف تكون الحبيبه والملكه الجالسه على عرش قلبه ثم تكتشف فيما بعد انها مجرد نزوة مرت فى حياته ثم انتهت ثم تترك فى بيت من البيوت تقضى فيه حياته لتعيش على ذكرى حب او نزوة جاءت ثم سريعا من تلاشت وانتهت .
لم تكن الفتاة تعرف شيئا عما كان يدور بر أس الامير ولا برأس مخدومها ، ولم يجل بخاطرها مطلقا ان الامير يفكر فيها ، كانت تمثل الابنة بالنسبة لمخدومها العجوز الذى رباها منذ صغرها ورعاها واعتبرها ابنة له وكان يمنى نفسه باليوم الذى يزوجها فيه لم يستحقها ، ولم يدر بخلده ابدا انها ستقع فريسه لحب الامير .
ظل يفكر ويفكر فى طريقه يخلص بها الفتاة من ذاك المصير الذى ينتظرها ، فهى ما تزال صغيرة ولاتستطيع الحكم على الاشياء وربما خدعها بريق حب الامير والعيش فى القصور بين الرغد والرفاهية، لكنه بريق سريع الزوال ومأسيه تطغى على افراحه . ، ومهما كان جمالها فسوف ينظر اليها على انها واحدة من عامة الرعيه ليس لها حسب ولا نسب وهكذا تنظر هذه الطبقه نظرتها العامه لمن حولها .
اهتدى العجوز اخيرا الى فكرة ابعاد البنيه الى مكان قصى لا يعرفه احد ، وذات ليلة حملها الى دار له خارج مدينة كوينكا كانت تعيش فيها سيدة عجوز تعمل فى خدمة ذاك الرجل منذ فترة بعيدة من الزمن وتقوم على رعاية الدار والعناية بها ، وكان العجوز ينزل هذه الدار ليقضى اوقات الراحة بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها .
فى ليلة معتمة حمل الفتاة الى تلك الدار واوصى بها الخادمة العجوز خيرا وابلغها بأنها تعتبر ابنته التى لم ينجبها وعليها رعايته والمحافظة عليها بكل ما ملكت من قوة .
لما فرغ صبر الامير اوصى رجاله بالبحث عنها سرا لكنه لم يصل الى شىء فرصد جائزة ماليه بين رجاله لمن يعثر على مكان تلك الفتاة وراح يرسل عيونه وعسسه يتحسسون مكان اقامتها ، وسمع بذاك الخبر احد حراس الامير الذى كان على علاقه باحدى صديقات الفتاة ، فاحتال على عشيقته حتى علم بمكان اختباء الفتاة بعد جهد بالغ حيث جند فتاته لهذا الامر فراحت تفتش وتبحث حتى علمت من خدم العجوز بأنه حملها الى دار له فى اطراف المدينة فأبلغت عشيقها ، والذى فرح فرحا شديدا بالحصول على الجائزة التى رصدها الامير .
وفجأة وعلى غير ما كان يتوقع احد ، اسرع رجال الامير الى مكان الفتاة وطرقوا الباب بشدة .
قالت العجوز من الداخل وقد اوصاها مخدومها الا تفتح لاحد على الاطلاق يكون غير معروف لديها : من الطارق ؟
قال الرجال : نحن رجال الامير .
قالت : وماذا تريدون ؟
قالوا : جئنا لنأخذ كتالينا ..
قالت : لا نعرف احدا بهذا الاسم ..
قالوا : نحن نعرف ماذا نفعل .. افتحى الباب والا كسرناه ...
ما ان سمعت العجوز تلك اللهجة الخشنة وذاك الوعيد حتى اسرعت بفتح باب الدار ، دخل رجال الامير بسرعة الى الداخل بعد أن دفعوا بالعجوز بعيدا عن طريقهم فكادت ان تسقط على الارض ، فقامت مسرعة تجرى امامهم وهى تصرخ فتناولها احدهم من ذراعها وقال لها : لا تتفوهى بكلمة واحدة وخذينا بهدوء الى مكان الفتاة ، ولن نصيبك باذى ولن نصيبها باذى هى الاخرى فقط نريد حملها الى الامير دون انريك .
ولم تجد العجوز امام ضعفها وقلة حيلتها وقوتهم وجبروت بطشهم سوى الاذعان الى طلبهم فقادتهم وهى تبكى الى حيث ترقد الفتاة . قام رجلان بايقاظها وطلبا منها الاسراع بارتداء ملابسها ثم عصبوا عينيها بعصابة سوداء قطعوها من ستارة كانت مدلاة من فوق احدى النوافذ وحملوا فى التو الى قصر الامير.
عاشت كاتالينا مع الامير قصة حب ملتهبة قضتها فى عشق وغرام ومرت الشهور والفتاة تعيش وكأنها فى حلم ، وظنت ان مخدومها كان على خطأ عندما حال دونها ودون الارتباط بالامير العاشق الذى احبها ولم يكن قادر على الاستغناء عنها . كان الامير يحاول بقدر المستطاع اخفاء ارتباطه بكاتالينا قدر ما يستطيع ، ولكن سرعان ما قامت الحروب التى اضطرته الى مغادرة كوينكا فاستدعى على الفور العجوز وامرها بالعيش مع كاتالينا فى دار اعدها خصيصا لهما وكان الفتاة حامل منه ، فعهد الى العجوز برعايتها والسهر على راحتها وطلب منها ان تتكتم امر هذا الحمل لما فيه من خطورة على حياة كتالينا نفسها ، ووعدها بمال كثير اذا ما ستطاعت ان تكتم ذلك السر الى ان يعود . كما حذرها فى نفس الوقت من ان افشاء هذا السر يعتبر خيانة سوف تستحق عليها القتل .
فى حى البيوت المعلقه اشترى الامير منزلا جميلا مبنى فوق الجبل جذاب الشكل جميل البنيان ، وقبل رحيله بأيام امر رجاله بحمل كتالينا والعجوز الى تلك الدار ليسكنا فيها ، وكانت تلك الدار تجاور دار الاسقف من الجانب المطل على جسر سان بابلو فوق الطرف الصخرى البارز عند الجرف المنحدر ، وكانت للدار نوافذ شاهقه متقنة الصنع جذابة المنظر تطل على مناظر طبيعيه غاية فى الروعة والجمال ، وقد احسن الامير انريك الاختيار عندما اشترى تلك الدار لمعشوقته كاتالينا ، وكان بذلك يبرهن لها عن حبه وتعلقه بها . كانت البيوت من بعيد تبدو وكأنها اكنان منسقه انشأتها صقور كواسر بارعه التحليق فى اعالى الفضاء ، وترى النهر يجرى من تحتها بماء كالفضه أو اشد صفاءا منها .
بعد أن اطمأن الامير دون انريك على حبيبته كاتالينا وخادمتها العجوز ، جهز جيشه وخرج على رأسه لملاقاة جيش الملك بدرو الاول الذى كان يحتمى فى معسكرات المونتيل وكان ذلك فى شهر مارس من سنة 1369 للميلاد .
عندما وصل انريك دى تراستمارا الى موقع المعسكرات دعى الاخوان الى اجتماع فى خيمة فى معسكر بلتران دى جوسكلين قائد جيوش الحلفاء الفرنسى وكان الوحيد الذى حضر الاجتماع معهما .
فى بداية الجلسة كان الاجتماع يسير بهدوء ولكن فجأة تحول كل شىء الى صياح وهياج وتفاقمت الامور حتى وصلت الى التشابك والسباب بين الاخوين .
كان بدرو الاول يتمتع بجسم قوى اكثر من اخيه انريك فانقض عليه وطرحه ارضا وركله بقدمه ركلة قوية ثم انقض بركبتيه فوق صدره وقبض بكلتا يديه على عنقه حتى كان يشرف الامير الشاب على الهلاك ، شعر بلتران دى جوسكين بالموقف الصعب الذى انحصر فيه صديقه انريك وأوشك على الهلاك ، فقرر ان يفعل شيئا لانقاذه فأخذ بدرو الاول من كتفيه وقلبه على الناحية الاخرى حتى يعطى الفرصه لانريك كى يفعل شيئا . وكان اثناء ذلك يقول انا لا أؤييد ملكا ولا اعارض آخر وانما اعاون سيدى .
وبهذه المساعدة تمكن انريك دى تراستمارا ان يعتلى صدر اخيه واصبح بدرو هو الذى على الارض وبسرعة اخرج انريك من سترته خنجرا حادا غرسه فى صدر اخيه فقتله فى الحال .
وفى نفس تلك اللحظة خرج انريك دى تراستمارا بصحبة صديقه الفرنسى وقد امسك بيد الامير يرفعها الى اعلى علامة على الانتصار فتعالت هتافات جيش انريك هاتفين بحياة انريك دى تراستمارا ملكا عليهم . وهكذا اصبح ملكا على قشتاله بأسرها .


البقيه تأتيكم فى الحلقه القادمه
++++++++++++++++++++++++++

صلاح م ع ابوشنب
23/06/2008, 02:40 AM
بيـــــــــــــــــــت الرعـــــــــــــــــب

قصة قصيرة مترجمة من الادب الاسبانى بتصرف

لصلاح م ع ابوشنب

الحلقــــــه الثانيــــــــــــــه


عاد الامير الشاب الى قصره ولم يشغله خلال طريق العوده سوى وجه تلك الفتاة الجميل المبتسم ، وراح ظلها يتراءى له كلما توجه ، لم يفارقه محياها طيلة اليوم ، فلما جن عليه الليل فارقه النعاس ، وظل يتقلب فوق فراشه دون ان يتمكن من الرقاد ، ارتدى روبه الحريرى وخرج الى روضة قصره يجول فى ضوء القمر بين الاشجار ، ينظر هنا وهناك الى تلك الازهار المختلفه الالوان والاشكال فلم يجذبه منها شىء ، كان كلما اقترب من زهره تخيل وجهها الجميل فازداد اشتياقا اليها . ظل على هذا الحال اياما وليال يفكر كيف يتصرف لاحضارها الى جانبه ؟ فى نفس الوقت كان مخدوم الفتاة العجوز يفكر هو الاخر كيف يجنب الفتاة تجرع هذا الكأس المر اذا ما كان الامير الشاب يفكر حقا فى الاتيان بها الى قصره لتكون ضمن محظياته او حتى زوجته ..
كان العجوز بفراسته قد استطاع ان يقرأ نظرات الامير وهو يتفحص الفتاة بامعان وشوق ، وبخبرته الطويله استطاع ان يدرك ان الامير لن يترك تلك الفتاة فى حال سبيلها وسوف يسعى الى احضارها اليه سواء كان ذلك برضاها او بغير ذلك ، وخشى عليها من ان تتجرع كأس الندامه بعد تنجلى الصور ويأخذ منها بغيته ثم يتركها مع باقى الحريم ويصبح هو مشغولا بمملكته وأماله العريضه التى لا تنتهى . كان يعلم تماما بأن هذا الشاب سريعا ما يصبح ملكا على البلاد وتصبح مشاغله اكثر واكثر ومسئولياته اكبر فأكبر ، وسريعا ما سينسى هذا الحب ومع هذا النسيان تنسى الفتاة ايضا وقد لا يتذكرها على الاطلاق ، بينما تكون هى قد ظنت انها سوف تكون الحبيبه والملكه الجالسه على عرش قلبه ثم تكتشف فيما بعد انها مجرد نزوة مرت فى حياته ثم انتهت ثم تترك فى بيت من البيوت تقضى فيه حياته لتعيش على ذكرى حب او نزوة جاءت ثم سريعا من تلاشت وانتهت .
لم تكن الفتاة تعرف شيئا عما كان يدور بر أس الامير ولا برأس مخدومها ، ولم يجل بخاطرها مطلقا ان الامير يفكر فيها ، كانت تمثل الابنة بالنسبة لمخدومها العجوز الذى رباها منذ صغرها ورعاها واعتبرها ابنة له وكان يمنى نفسه باليوم الذى يزوجها فيه لم يستحقها ، ولم يدر بخلده ابدا انها ستقع فريسه لحب الامير .
ظل يفكر ويفكر فى طريقه يخلص بها الفتاة من ذاك المصير الذى ينتظرها ، فهى ما تزال صغيرة ولاتستطيع الحكم على الاشياء وربما خدعها بريق حب الامير والعيش فى القصور بين الرغد والرفاهية، لكنه بريق سريع الزوال ومأسيه تطغى على افراحه . ، ومهما كان جمالها فسوف ينظر اليها على انها واحدة من عامة الرعيه ليس لها حسب ولا نسب وهكذا تنظر هذه الطبقه نظرتها العامه لمن حولها .
اهتدى العجوز اخيرا الى فكرة ابعاد البنيه الى مكان قصى لا يعرفه احد ، وذات ليلة حملها الى دار له خارج مدينة كوينكا كانت تعيش فيها سيدة عجوز تعمل فى خدمة ذاك الرجل منذ فترة بعيدة من الزمن وتقوم على رعاية الدار والعناية بها ، وكان العجوز ينزل هذه الدار ليقضى اوقات الراحة بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها .
فى ليلة معتمة حمل الفتاة الى تلك الدار واوصى بها الخادمة العجوز خيرا وابلغها بأنها تعتبر ابنته التى لم ينجبها وعليها رعايته والمحافظة عليها بكل ما ملكت من قوة .
لما فرغ صبر الامير اوصى رجاله بالبحث عنها سرا لكنه لم يصل الى شىء فرصد جائزة ماليه بين رجاله لمن يعثر على مكان تلك الفتاة وراح يرسل عيونه وعسسه يتحسسون مكان اقامتها ، وسمع بذاك الخبر احد حراس الامير الذى كان على علاقه باحدى صديقات الفتاة ، فاحتال على عشيقته حتى علم بمكان اختباء الفتاة بعد جهد بالغ حيث جند فتاته لهذا الامر فراحت تفتش وتبحث حتى علمت من خدم العجوز بأنه حملها الى دار له فى اطراف المدينة فأبلغت عشيقها ، والذى فرح فرحا شديدا بالحصول على الجائزة التى رصدها الامير .
وفجأة وعلى غير ما كان يتوقع احد ، اسرع رجال الامير الى مكان الفتاة وطرقوا الباب بشدة .
قالت العجوز من الداخل وقد اوصاها مخدومها الا تفتح لاحد على الاطلاق يكون غير معروف لديها : من الطارق ؟
قال الرجال : نحن رجال الامير .
قالت : وماذا تريدون ؟
قالوا : جئنا لنأخذ كتالينا ..
قالت : لا نعرف احدا بهذا الاسم ..
قالوا : نحن نعرف ماذا نفعل .. افتحى الباب والا كسرناه ...
ما ان سمعت العجوز تلك اللهجة الخشنة وذاك الوعيد حتى اسرعت بفتح باب الدار ، دخل رجال الامير بسرعة الى الداخل بعد أن دفعوا بالعجوز بعيدا عن طريقهم فكادت ان تسقط على الارض ، فقامت مسرعة تجرى امامهم وهى تصرخ فتناولها احدهم من ذراعها وقال لها : لا تتفوهى بكلمة واحدة وخذينا بهدوء الى مكان الفتاة ، ولن نصيبك باذى ولن نصيبها باذى هى الاخرى فقط نريد حملها الى الامير دون انريك .
ولم تجد العجوز امام ضعفها وقلة حيلتها وقوتهم وجبروت بطشهم سوى الاذعان الى طلبهم فقادتهم وهى تبكى الى حيث ترقد الفتاة . قام رجلان بايقاظها وطلبا منها الاسراع بارتداء ملابسها ثم عصبوا عينيها بعصابة سوداء قطعوها من ستارة كانت مدلاة من فوق احدى النوافذ وحملوا فى التو الى قصر الامير.
عاشت كاتالينا مع الامير قصة حب ملتهبة قضتها فى عشق وغرام ومرت الشهور والفتاة تعيش وكأنها فى حلم ، وظنت ان مخدومها كان على خطأ عندما حال دونها ودون الارتباط بالامير العاشق الذى احبها ولم يكن قادر على الاستغناء عنها . كان الامير يحاول بقدر المستطاع اخفاء ارتباطه بكاتالينا قدر ما يستطيع ، ولكن سرعان ما قامت الحروب التى اضطرته الى مغادرة كوينكا فاستدعى على الفور العجوز وامرها بالعيش مع كاتالينا فى دار اعدها خصيصا لهما وكان الفتاة حامل منه ، فعهد الى العجوز برعايتها والسهر على راحتها وطلب منها ان تتكتم امر هذا الحمل لما فيه من خطورة على حياة كتالينا نفسها ، ووعدها بمال كثير اذا ما ستطاعت ان تكتم ذلك السر الى ان يعود . كما حذرها فى نفس الوقت من ان افشاء هذا السر يعتبر خيانة سوف تستحق عليها القتل .
فى حى البيوت المعلقه اشترى الامير منزلا جميلا مبنى فوق الجبل جذاب الشكل جميل البنيان ، وقبل رحيله بأيام امر رجاله بحمل كتالينا والعجوز الى تلك الدار ليسكنا فيها ، وكانت تلك الدار تجاور دار الاسقف من الجانب المطل على جسر سان بابلو فوق الطرف الصخرى البارز عند الجرف المنحدر ، وكانت للدار نوافذ شاهقه متقنة الصنع جذابة المنظر تطل على مناظر طبيعيه غاية فى الروعة والجمال ، وقد احسن الامير انريك الاختيار عندما اشترى تلك الدار لمعشوقته كاتالينا ، وكان بذلك يبرهن لها عن حبه وتعلقه بها . كانت البيوت من بعيد تبدو وكأنها اكنان منسقه انشأتها صقور كواسر بارعه التحليق فى اعالى الفضاء ، وترى النهر يجرى من تحتها بماء كالفضه أو اشد صفاءا منها .
بعد أن اطمأن الامير دون انريك على حبيبته كاتالينا وخادمتها العجوز ، جهز جيشه وخرج على رأسه لملاقاة جيش الملك بدرو الاول الذى كان يحتمى فى معسكرات المونتيل وكان ذلك فى شهر مارس من سنة 1369 للميلاد .
عندما وصل انريك دى تراستمارا الى موقع المعسكرات دعى الاخوان الى اجتماع فى خيمة فى معسكر بلتران دى جوسكلين قائد جيوش الحلفاء الفرنسى وكان الوحيد الذى حضر الاجتماع معهما .
فى بداية الجلسة كان الاجتماع يسير بهدوء ولكن فجأة تحول كل شىء الى صياح وهياج وتفاقمت الامور حتى وصلت الى التشابك والسباب بين الاخوين .
كان بدرو الاول يتمتع بجسم قوى اكثر من اخيه انريك فانقض عليه وطرحه ارضا وركله بقدمه ركلة قوية ثم انقض بركبتيه فوق صدره وقبض بكلتا يديه على عنقه حتى كان يشرف الامير الشاب على الهلاك ، شعر بلتران دى جوسكين بالموقف الصعب الذى انحصر فيه صديقه انريك وأوشك على الهلاك ، فقرر ان يفعل شيئا لانقاذه فأخذ بدرو الاول من كتفيه وقلبه على الناحية الاخرى حتى يعطى الفرصه لانريك كى يفعل شيئا . وكان اثناء ذلك يقول انا لا أؤييد ملكا ولا اعارض آخر وانما اعاون سيدى .
وبهذه المساعدة تمكن انريك دى تراستمارا ان يعتلى صدر اخيه واصبح بدرو هو الذى على الارض وبسرعة اخرج انريك من سترته خنجرا حادا غرسه فى صدر اخيه فقتله فى الحال .
وفى نفس تلك اللحظة خرج انريك دى تراستمارا بصحبة صديقه الفرنسى وقد امسك بيد الامير يرفعها الى اعلى علامة على الانتصار فتعالت هتافات جيش انريك هاتفين بحياة انريك دى تراستمارا ملكا عليهم . وهكذا اصبح ملكا على قشتاله بأسرها .


البقيه تأتيكم فى الحلقه القادمه
++++++++++++++++++++++++++