المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القوانين الفيزيائية وعلاقتها بالظواهر السياسية



محمد بن سعيد الفطيسي
23/06/2008, 11:48 AM
يعتبر علم الفيزياء من العلوم التجريبية , التي تختص بدراسة تغير الظواهر الطبيعية وتحليلها تحليلا علمياً , وذلك من خلال دراسة سلوك وتفاعلات المادة في إطارها المكاني وألزماني , وقد ساهم هذا العلم كثيرا في تطور الحياة الإنسانية على مختلف مراحلها الحضارية , وتنقسم أبحاث ذلك العلم الى : فيزياء المواد المكثفة ، والفيزياء الذرية والجزيئية والبصرية ، وفيزياء الطاقة العالية , والفيزياء الفلكية وعلم الفلك , أما علم العلوم السياسية فهو احد العلوم الاجتماعية الإنسانية ذات الاتجاه الاستقرائي التحليلي , والذي يقوم على البحث النظري في حيزه الأكبر , وذلك من خلال بحث ودراسة النظريات السياسية وفلسفاتها , وتحليل النظم السياسية والأممية وسلوكياتها , وما يدور في فلك ذلك العلم من فروع وأقسام أخرى , كالقوانين والسياسات الدولية على سبيل المثال لا الحصر.

وإشارة الاستفهام المطروحة هنا , والتي من خلالها سنحاول إماطة اللثام عن فكرة هذا المقال , تدور حول الرابط الفلسفي لتلك العلاقة ما بين بعض القوانين الفيزيائية , وبعض النظريات والظواهر السياسية القديمة والمعاصرة , ومن أبرزها على سبيل المثال لا الحصر , نظرية نيوتن "القانون الثالث" في علم الميكانيكا , وقانون نيوتن الأول , وقانون كولوم , والقانون الأول في الكهروستاتيكية , وفرضية ديبرولي , ومبدأ باسكال للسوائل , وبالطبع – فإننا هنا – وقبل الدخول الى قوننة تلك الظواهر , نؤكد على نقطة أساسية , وهي : أننا لا نستطيع ربط جل تلك القوانين بشكل دقيق مع ما يقابلها في الصورة الظاهرة للفعل المشابه من الظواهر السياسية الراهنة , - أي – انه ليس بالضرورة أن يكون لكل ظاهرة سياسية قانون فيزيائي , ولكننا نستطيع تقريب اغلبها لتشكل صورة ذهنية تقريبية مشابهة لنفس نطاق الفعل الفيزيائي للظاهرة الطبيعية فيما يقابلها من النظريات والظواهر السياسية الحديثة.

وبداية الأمر وقبل الدخول الى تفاصيل فلسفة الظواهر وعلاقتها ببعض القوانين الفيزيائية , كان من الضروري السعي لتقريب الفهم حول جدلية ذلك الرابط الفلسفي ما بين العلمين – ونقصد - الفيزياء والسياسة , مع التنبيه الى أن المصطلحات السياسية بشكل عام هي مصطلحات ومفاهيم نسبية – أي- أنها تحتمل أكثر من معنى , وتختلف مقاصدها من مكان الى آخر , بحيث تشكلها البيئات والثقافات والطبائع الإنسانية ,( فالظاهرة الاجتماعية أو السلوك الاجتماعي أو النظام الاجتماعي، وكل ما يتسم بصفة اجتماعية محددة ، وقائع لا يمكن تفسيرها بالرجوع إلى عامل محدد رئيسي أو وحيد لأنها تنجم بصورة عامة عن تفاعل مجموعة تغيرات وعلاقات تؤدي إلى تكوين هذه الوقائع الاجتماعية , لذلك لا يمكن ضمن مستوى تطور العلم الحالي، تأكيد صحة علاقة سببية بين متغيرين في العلوم الاجتماعية ) , وهي بالتالي على عكس المصطلحات والمفاهيم الفيزيائية التي في اغلب الأحيان , تكون خاضعة للإحصائيات والأرقام والمشاهدات المختبرية التجريبية , ما عدا تلك التي تدخل ضمن نطاق الفيزياء النظرية في بعض الأحيان فقط , وبالتالي فإنها لا تحتمل أكثر من معنى , وهنا تكمن إشكالية السياسة وصعوباتها وتداخلاتها وتشعباتها مقارنتا بالفيزياء , وكما قال اينشتاين لما سئل لماذا لا تكون السياسة مثل الفيزياء في استنباط القوانين , رد قائلا: لان السياسة أصعب من الفيزياء.

المهم في الأمر , بأننا نستطيع فلسفة وتقنين " بعض " الظواهر السياسية الحديثة , وردود الأفعال الإنسانية الناتجة عنها , من خلال إخضاعها لمبادئ وقوانين الفيزياء والرياضيات , - وبمعنى آخر – بأننا نقدر على استشراف آفاق المستقبل , وتشريح الظاهرة السياسية من خلال تحركها وتفاعلها الشبيه بالصورة الفيزيائية من الناحية الفلسفية , مع اختلاف الأسباب والأهداف بالطبع , لتنتج في نهاية المطاف صورة متشابهة للحدث او الظاهرة الفيزياسياسية , مؤكدين في نهاية المطاف , بان هذا التوجه هو مجرد استثناء لبعض الظواهر , على انه لا يمكن اعتماد تلك القوانين كأساس علمي ومنهجي لدراسة الظواهر السياسية او الاجتماعية , بل أن هذه الأخيرة تخضع لقوانين ومنهجية منفصلة ومستقلة لدراستها.

ومن أشهر الأقوال التي يمكن أن نربط من خلالها فلسفة هاذين العلمين , ما أشار إليه عالم الفيزياء النووية الألماني كارل فون فايتسيكر , بقوله ( لا يستطيع المرء في عصرنا الحالي أن يشتغل في مجال الفيزياء التي ينتج منها الطاقة الذرية والقنابل نووية ثم يقول لا علاقة لي بذلك – أي - بالسياسة ) , حيث كان كارل فون فايتسيكر على قناعة تامة بأن للعلم مسؤولية سياسية ينبغي عدم تجاهلها او إنكارها , وهو احد الفلاسفة المتعمقين في شؤون الكون والحياة , كما كان أحد الموقعين على "إعلان جوتينجن" الشهير , وبصفته عالم ذرة كان فون فايتسيكر على صلة وثيقة ببرنامج ألمانيا النووي قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ، عُرض عليه مرتين تقلد أعلى منصب الشرفية السياسية في جمهورية ألمانيا، وهو منصب رئيس الدولة، لكنه اعتذر عن هذا المنصب الذي تولاه فيما بعد أخوه الأصغر منه، ريتشارد فون فايتسيكر.

وانطلاقا من فلسفة وجدلية تلك العلاقة التي أشار إليها عالم الفيزياء الألماني كان فون فايتسيكر بين الفيزياء والسياسة , فإننا نقول : بان هناك عدد من القوانين الفيزيائية المشهورة كما سبق واشرنا , قد أثبتت قدرتها على تشكيل قاعدة فلسفية متوازنة وصحيحة بشكل كبير ودقيق لبعض الظواهر السياسية الحديثة , كقانون نيوتن الثالث في علم الميكانيكا , وهو قانون فيزيائي شهير يقول بان " لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه " , حيث أننا نجد انعكاس هذا القانون على بعض الظواهر السياسة الدولية الحديثة , وعلى رأسها ردة الفعل الناتجة عن المقدار الكبير في الاهتمام العالمي بظاهرة الإرهاب الدولي , او " قانون مكافحة الإرهاب " على سبيل المثال لا الحصر , حيث نجد في مقابل محاولات الاحتواء والكبح والضربات الاستباقية المتزايدة لهذه الظاهرة المصطنعة في كثير من الأحيان , فعل مساو لمقدار ذلك في انتشار تلك الظاهرة المخيفة في مختلف أرجاء العالم.

ونستدل على ذلك من خلال التزايد الكمي للعمليات التي يطلق عليها بالعمليات الإرهابية او الانتحارية في مختلف أنحاء العالم – بحسب بعض وجهات النظر - , كذلك من الناحية النوعية , حيث أن الملفت للنظر إن هذه الظاهرة قد أخذت منحنى ابعد مما كان متوقع له , حيث اتسعت الرقعة الجغرافية التي تمارس فيها هذه العمليات , وزادت حدتها وضراوتها وأدواتها ووسائلها واستراتيجياتها المضادة , كذلك نستطيع تطبيق ذلك القانون الفيزيائي من الناحية الفلسفية النظرية على شراسة الأفعال الإجرامية والإرهابية للمحتل الصهيواميركي في فلسطين والعراق , أو غيرها من الدول المحتلة والمستعمرة في جميع أنحاء العالم , وما يقابل ذلك الاحتلال والاستعمار من " مقاومة "– أي - ردة فعل مساوية لمقدار تلك الأفعال.

كما أن فعل المقاومة للخطر كما هو معروف ( يقابله فعل الإذعان للخطر في مخططات الأمم الواقعة تحت ضغط الأخطار الخارجية المدمرة , وفعل المقاومة هو فعل بناء وفعل الإذعان هو فعل هدم , حيث يستجيب الإنسان لكل متطلبات الخطر في هدم بناء أمته , وذلك من أجل أن يتناسل ويكون أسرة مع كل متطلباتها من عمل دؤوب ليفي بكل احتياجات الأسرة , من طعام ومأوى وتعليم وصحة , كما إن فعل البناء في الجيل الباني يقابله فعل الهدم في الجيل المستهلك , وهو مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه ) , بينما نجد أن حجم ردة الفعل الإنسانية في كثير من الأحيان , وخصوصا تلك الناتجة عن الظلم والاضطهاد والقمع قد يتناسب مع الضغط الواقع عليها بحسب قانون بويل الفيزيائي , كما أن نفس تلك المؤثرات لتعتبر بمثابة القوة التي تتولد لدى البعض , كردة فعل على تلك العوامل , وهو ما يمكن أن يكسب الجسم تفاعلا طرديا يتناسب مع القوة المؤثرة , بحسب قانون نيوتن الثاني , مما قد يؤدي في نهاية المطاف الى انفجار اجتماعي وثورة سياسية عارمة قد تؤدي الى تغيير الكثير من الأوضاع في المجتمع.

وختاما فان قدرة العالم والمفكر والباحث على توسيع مداركه وأفاق تطلعاته العلمية والخيالية , كل في مجال تخصصه , ومحاولة البحث عن تقارب فلسفي دائم ما بين العلوم بعضها البعض , بهدف إيجاد قواعد منهجية تقريبية لبعض الظواهر الإنسانية والعلمية , ومحاولة تحليلها بطريقة علمية منهجية صحيحة , لاستنباط الحلول لتلك المشاكل والعقد المتراكمة التي يمر بها إنسان القرن الحادي والعشرون , سينتج فروع علوم جديدة قد تساعد كثيرا على تغيير شكل حياته وبيئته الى الأفضل , وهذا على وجه التحديد ما حاولنا الوصول إليه من خلال فلسفة بعض الظواهر السياسية الراهنة , كظاهرة الإرهاب العالمي وفعل مقاومة المحتل على سبيل المثال لا الحصر , ومحاولة إخضاع امتداداتها لبعض القوانين الفيزيائية , وذلك بهدف الوصول الى نتيجة نهائية ثابتة وشبيهة للظاهرة الفيزيائية , والتي سبق واشرنا في بداية الأمر, الى أنها لا تحتمل أكثر من معنى _ من وجهة نظرنا الشخصية-.

محمد بن سعيد الفطيسي
23/06/2008, 11:48 AM
يعتبر علم الفيزياء من العلوم التجريبية , التي تختص بدراسة تغير الظواهر الطبيعية وتحليلها تحليلا علمياً , وذلك من خلال دراسة سلوك وتفاعلات المادة في إطارها المكاني وألزماني , وقد ساهم هذا العلم كثيرا في تطور الحياة الإنسانية على مختلف مراحلها الحضارية , وتنقسم أبحاث ذلك العلم الى : فيزياء المواد المكثفة ، والفيزياء الذرية والجزيئية والبصرية ، وفيزياء الطاقة العالية , والفيزياء الفلكية وعلم الفلك , أما علم العلوم السياسية فهو احد العلوم الاجتماعية الإنسانية ذات الاتجاه الاستقرائي التحليلي , والذي يقوم على البحث النظري في حيزه الأكبر , وذلك من خلال بحث ودراسة النظريات السياسية وفلسفاتها , وتحليل النظم السياسية والأممية وسلوكياتها , وما يدور في فلك ذلك العلم من فروع وأقسام أخرى , كالقوانين والسياسات الدولية على سبيل المثال لا الحصر.

وإشارة الاستفهام المطروحة هنا , والتي من خلالها سنحاول إماطة اللثام عن فكرة هذا المقال , تدور حول الرابط الفلسفي لتلك العلاقة ما بين بعض القوانين الفيزيائية , وبعض النظريات والظواهر السياسية القديمة والمعاصرة , ومن أبرزها على سبيل المثال لا الحصر , نظرية نيوتن "القانون الثالث" في علم الميكانيكا , وقانون نيوتن الأول , وقانون كولوم , والقانون الأول في الكهروستاتيكية , وفرضية ديبرولي , ومبدأ باسكال للسوائل , وبالطبع – فإننا هنا – وقبل الدخول الى قوننة تلك الظواهر , نؤكد على نقطة أساسية , وهي : أننا لا نستطيع ربط جل تلك القوانين بشكل دقيق مع ما يقابلها في الصورة الظاهرة للفعل المشابه من الظواهر السياسية الراهنة , - أي – انه ليس بالضرورة أن يكون لكل ظاهرة سياسية قانون فيزيائي , ولكننا نستطيع تقريب اغلبها لتشكل صورة ذهنية تقريبية مشابهة لنفس نطاق الفعل الفيزيائي للظاهرة الطبيعية فيما يقابلها من النظريات والظواهر السياسية الحديثة.

وبداية الأمر وقبل الدخول الى تفاصيل فلسفة الظواهر وعلاقتها ببعض القوانين الفيزيائية , كان من الضروري السعي لتقريب الفهم حول جدلية ذلك الرابط الفلسفي ما بين العلمين – ونقصد - الفيزياء والسياسة , مع التنبيه الى أن المصطلحات السياسية بشكل عام هي مصطلحات ومفاهيم نسبية – أي- أنها تحتمل أكثر من معنى , وتختلف مقاصدها من مكان الى آخر , بحيث تشكلها البيئات والثقافات والطبائع الإنسانية ,( فالظاهرة الاجتماعية أو السلوك الاجتماعي أو النظام الاجتماعي، وكل ما يتسم بصفة اجتماعية محددة ، وقائع لا يمكن تفسيرها بالرجوع إلى عامل محدد رئيسي أو وحيد لأنها تنجم بصورة عامة عن تفاعل مجموعة تغيرات وعلاقات تؤدي إلى تكوين هذه الوقائع الاجتماعية , لذلك لا يمكن ضمن مستوى تطور العلم الحالي، تأكيد صحة علاقة سببية بين متغيرين في العلوم الاجتماعية ) , وهي بالتالي على عكس المصطلحات والمفاهيم الفيزيائية التي في اغلب الأحيان , تكون خاضعة للإحصائيات والأرقام والمشاهدات المختبرية التجريبية , ما عدا تلك التي تدخل ضمن نطاق الفيزياء النظرية في بعض الأحيان فقط , وبالتالي فإنها لا تحتمل أكثر من معنى , وهنا تكمن إشكالية السياسة وصعوباتها وتداخلاتها وتشعباتها مقارنتا بالفيزياء , وكما قال اينشتاين لما سئل لماذا لا تكون السياسة مثل الفيزياء في استنباط القوانين , رد قائلا: لان السياسة أصعب من الفيزياء.

المهم في الأمر , بأننا نستطيع فلسفة وتقنين " بعض " الظواهر السياسية الحديثة , وردود الأفعال الإنسانية الناتجة عنها , من خلال إخضاعها لمبادئ وقوانين الفيزياء والرياضيات , - وبمعنى آخر – بأننا نقدر على استشراف آفاق المستقبل , وتشريح الظاهرة السياسية من خلال تحركها وتفاعلها الشبيه بالصورة الفيزيائية من الناحية الفلسفية , مع اختلاف الأسباب والأهداف بالطبع , لتنتج في نهاية المطاف صورة متشابهة للحدث او الظاهرة الفيزياسياسية , مؤكدين في نهاية المطاف , بان هذا التوجه هو مجرد استثناء لبعض الظواهر , على انه لا يمكن اعتماد تلك القوانين كأساس علمي ومنهجي لدراسة الظواهر السياسية او الاجتماعية , بل أن هذه الأخيرة تخضع لقوانين ومنهجية منفصلة ومستقلة لدراستها.

ومن أشهر الأقوال التي يمكن أن نربط من خلالها فلسفة هاذين العلمين , ما أشار إليه عالم الفيزياء النووية الألماني كارل فون فايتسيكر , بقوله ( لا يستطيع المرء في عصرنا الحالي أن يشتغل في مجال الفيزياء التي ينتج منها الطاقة الذرية والقنابل نووية ثم يقول لا علاقة لي بذلك – أي - بالسياسة ) , حيث كان كارل فون فايتسيكر على قناعة تامة بأن للعلم مسؤولية سياسية ينبغي عدم تجاهلها او إنكارها , وهو احد الفلاسفة المتعمقين في شؤون الكون والحياة , كما كان أحد الموقعين على "إعلان جوتينجن" الشهير , وبصفته عالم ذرة كان فون فايتسيكر على صلة وثيقة ببرنامج ألمانيا النووي قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ، عُرض عليه مرتين تقلد أعلى منصب الشرفية السياسية في جمهورية ألمانيا، وهو منصب رئيس الدولة، لكنه اعتذر عن هذا المنصب الذي تولاه فيما بعد أخوه الأصغر منه، ريتشارد فون فايتسيكر.

وانطلاقا من فلسفة وجدلية تلك العلاقة التي أشار إليها عالم الفيزياء الألماني كان فون فايتسيكر بين الفيزياء والسياسة , فإننا نقول : بان هناك عدد من القوانين الفيزيائية المشهورة كما سبق واشرنا , قد أثبتت قدرتها على تشكيل قاعدة فلسفية متوازنة وصحيحة بشكل كبير ودقيق لبعض الظواهر السياسية الحديثة , كقانون نيوتن الثالث في علم الميكانيكا , وهو قانون فيزيائي شهير يقول بان " لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه " , حيث أننا نجد انعكاس هذا القانون على بعض الظواهر السياسة الدولية الحديثة , وعلى رأسها ردة الفعل الناتجة عن المقدار الكبير في الاهتمام العالمي بظاهرة الإرهاب الدولي , او " قانون مكافحة الإرهاب " على سبيل المثال لا الحصر , حيث نجد في مقابل محاولات الاحتواء والكبح والضربات الاستباقية المتزايدة لهذه الظاهرة المصطنعة في كثير من الأحيان , فعل مساو لمقدار ذلك في انتشار تلك الظاهرة المخيفة في مختلف أرجاء العالم.

ونستدل على ذلك من خلال التزايد الكمي للعمليات التي يطلق عليها بالعمليات الإرهابية او الانتحارية في مختلف أنحاء العالم – بحسب بعض وجهات النظر - , كذلك من الناحية النوعية , حيث أن الملفت للنظر إن هذه الظاهرة قد أخذت منحنى ابعد مما كان متوقع له , حيث اتسعت الرقعة الجغرافية التي تمارس فيها هذه العمليات , وزادت حدتها وضراوتها وأدواتها ووسائلها واستراتيجياتها المضادة , كذلك نستطيع تطبيق ذلك القانون الفيزيائي من الناحية الفلسفية النظرية على شراسة الأفعال الإجرامية والإرهابية للمحتل الصهيواميركي في فلسطين والعراق , أو غيرها من الدول المحتلة والمستعمرة في جميع أنحاء العالم , وما يقابل ذلك الاحتلال والاستعمار من " مقاومة "– أي - ردة فعل مساوية لمقدار تلك الأفعال.

كما أن فعل المقاومة للخطر كما هو معروف ( يقابله فعل الإذعان للخطر في مخططات الأمم الواقعة تحت ضغط الأخطار الخارجية المدمرة , وفعل المقاومة هو فعل بناء وفعل الإذعان هو فعل هدم , حيث يستجيب الإنسان لكل متطلبات الخطر في هدم بناء أمته , وذلك من أجل أن يتناسل ويكون أسرة مع كل متطلباتها من عمل دؤوب ليفي بكل احتياجات الأسرة , من طعام ومأوى وتعليم وصحة , كما إن فعل البناء في الجيل الباني يقابله فعل الهدم في الجيل المستهلك , وهو مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه ) , بينما نجد أن حجم ردة الفعل الإنسانية في كثير من الأحيان , وخصوصا تلك الناتجة عن الظلم والاضطهاد والقمع قد يتناسب مع الضغط الواقع عليها بحسب قانون بويل الفيزيائي , كما أن نفس تلك المؤثرات لتعتبر بمثابة القوة التي تتولد لدى البعض , كردة فعل على تلك العوامل , وهو ما يمكن أن يكسب الجسم تفاعلا طرديا يتناسب مع القوة المؤثرة , بحسب قانون نيوتن الثاني , مما قد يؤدي في نهاية المطاف الى انفجار اجتماعي وثورة سياسية عارمة قد تؤدي الى تغيير الكثير من الأوضاع في المجتمع.

وختاما فان قدرة العالم والمفكر والباحث على توسيع مداركه وأفاق تطلعاته العلمية والخيالية , كل في مجال تخصصه , ومحاولة البحث عن تقارب فلسفي دائم ما بين العلوم بعضها البعض , بهدف إيجاد قواعد منهجية تقريبية لبعض الظواهر الإنسانية والعلمية , ومحاولة تحليلها بطريقة علمية منهجية صحيحة , لاستنباط الحلول لتلك المشاكل والعقد المتراكمة التي يمر بها إنسان القرن الحادي والعشرون , سينتج فروع علوم جديدة قد تساعد كثيرا على تغيير شكل حياته وبيئته الى الأفضل , وهذا على وجه التحديد ما حاولنا الوصول إليه من خلال فلسفة بعض الظواهر السياسية الراهنة , كظاهرة الإرهاب العالمي وفعل مقاومة المحتل على سبيل المثال لا الحصر , ومحاولة إخضاع امتداداتها لبعض القوانين الفيزيائية , وذلك بهدف الوصول الى نتيجة نهائية ثابتة وشبيهة للظاهرة الفيزيائية , والتي سبق واشرنا في بداية الأمر, الى أنها لا تحتمل أكثر من معنى _ من وجهة نظرنا الشخصية-.

د. محمد اسحق الريفي
23/06/2008, 12:22 PM
الأخ الأستاذ محمد بن سعيد الفطيسي،

شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع الرائع، والعميق في الوقت ذاته. أذكر أن أحد أساتذة الفيزياء في الجامعة الإسلامية بغزة طرح عليَّ فكرة الربط الفلسفي بين الفيزياء وعلم الاجتماع، وكان ذلك قبل نحو ثلاث سنوات، غير أن الموضوع جُمد بسبب سفره إلى ألمانيا للبحث.

كنت مهتما كثيرا بموضوع ردة فعل الفلسطينيين في فلسطين المحتلة على قمع الاحتلال الصهيوني له وإجراءاتهم الأمنية الشديدة، إذ إن هذه الإجراءات الأمنية أدت إلى تكوين تنظيمات فلسطينية عصية على التقويض والاختراق، انظر على سبيل المثال كيف استطاعت حركة حماس إخفاء مصانع ومخازن الأسلحة والجندي الصهيوني الأسير في رقعة صغيرة من الأرض، وهي قطاع غزة، رغم الوجود المكثف والمتواصل لطائرات ومناطيد التجسس في أجواء القطاع على مدار الساعة، ورغم الانتشار المكثف للعملاء في كل مكان في قطاع غزة. هذا يؤكد الربط بين السياسة والفيزياء عبر قانون نيوتن الثالث.

تحية فيزياسياسية!

د. محمد اسحق الريفي
23/06/2008, 12:22 PM
الأخ الأستاذ محمد بن سعيد الفطيسي،

شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع الرائع، والعميق في الوقت ذاته. أذكر أن أحد أساتذة الفيزياء في الجامعة الإسلامية بغزة طرح عليَّ فكرة الربط الفلسفي بين الفيزياء وعلم الاجتماع، وكان ذلك قبل نحو ثلاث سنوات، غير أن الموضوع جُمد بسبب سفره إلى ألمانيا للبحث.

كنت مهتما كثيرا بموضوع ردة فعل الفلسطينيين في فلسطين المحتلة على قمع الاحتلال الصهيوني له وإجراءاتهم الأمنية الشديدة، إذ إن هذه الإجراءات الأمنية أدت إلى تكوين تنظيمات فلسطينية عصية على التقويض والاختراق، انظر على سبيل المثال كيف استطاعت حركة حماس إخفاء مصانع ومخازن الأسلحة والجندي الصهيوني الأسير في رقعة صغيرة من الأرض، وهي قطاع غزة، رغم الوجود المكثف والمتواصل لطائرات ومناطيد التجسس في أجواء القطاع على مدار الساعة، ورغم الانتشار المكثف للعملاء في كل مكان في قطاع غزة. هذا يؤكد الربط بين السياسة والفيزياء عبر قانون نيوتن الثالث.

تحية فيزياسياسية!

منذر أبو هواش
23/06/2008, 02:00 PM
القوانين الفيزيائية وعلاقتها بالظواهر السياسية
الأخ الأستاذ محمد بن سعيد الفطيسي

ذكرني مقالك هذا بمقال لي تصديت فيه قبل مدة لأحد المستشرقين المعترضين على ردة فعل المسلمين تجاه الإساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث ربطت فيه بين قانون نيوتن الثالث للحركة وردة الفعل الإسلامية التي استنكرها المستشرق متذرعا بحرية التعبير!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، ونظرا لتشابه السياقين فقد أحببت أن أضيف مقالي إلى ما تفضلتم به مشكورين،

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش

أنطونيو بلاثيوس محاور يريد أن يفهم

القوانين لا يحتج بها على الدستور
الزملاء الأعزاء

أكاد أراهن أنه ما من أحد يذكر أمامه اسم أنطونيو إلا ويذكر كليوبترا، تماما مثلما هو الأمر بالنسبة إلى قيس وليلى، وسبب ذلك أن الاسم أنطونيو له رنة خاصة ومعنى خاص في ذهن المثقف العربي. ومنذ أن بدأ الزميل الإسباني المستعرب أنطونيو بلاثيوس عضويته وإسهاماته الثقافية في الجمعية الدولية، أصبح لاسم أنطونيو رنة خاصة جديدة، ومعنى خاص جديد في أذهان معظم المشاركين المتابعين في منتديات الجمعية.

ونظرا لأن السنيور بلاثيوس مستعرب متقن للغة العربية إلى درجة كافية، فالمفروض أن لديه عينا ثالثة تمكنه من الدخول إلى عالم اللغة والثقافة العربية والناطقين بها، وتمكنه من رؤية العرب والمسلمين بشكل أكثر وضوحا مما يراه غيره من الأوروبيين. وبغض النظر عما قد يتوقعه الآخرون من السنيور بلاثيوس، فإنني أراه من خلال كتاباته إلينا غربيا تقليديا طيبا، يقف بين حضارتين، ويدرك كونه إحدى حلقات الوصل بين هاتين الحضارتين، لذلك تراه يحاول أن يتلمس طريقه، ويقوم بدور ما في الحوار القائم بين الحضارتين، ونراه يقوم بذلك صادقا، وقد وجد نفسه في الجمعية الدولية التي تضم أغلبية من المثقفين العرب في مختلف التخصصات الثقافية والعلمية.

وقد يكون هذا الحوار القائم بيننا وبين السنيور بلاثيوس الآن واحدا من الحوارات البناءة النادرة التي تحصل بين ممثلين صادقين لكل من الحضارتين. لذلك يتوجب علينا أن نحاول أن نفهم بدقة وجهات النظر التي يقدمها هذا المستعرب الصديق، كما ينبغي علينا نحن أيضا أن نكون دقيقين جدا في تمرير وجهة نظرنا إليه بشكل سليم وواضح بعيدا عن المبالغة أو التجريح.

إن السنيور بلاثيوس يتسائل لكي يعرف، ومن حقه أن يتسائل، وعلينا أن نحاول الإجابة على تساؤلاته بالمنطق نفسه وبشكل موضوعي. إنه يتسائل عن ردود الفعل لدى المسلمين لأنها تبدو غريبة بالنسبة إليه، كما تبدو كذلك بالنسبة إلى غيره من الغربيين.

السنيور بلاثيوس يقول هذه هي ديمقراطيتنا حتى لو بدت ناقصة، ويقول أن حرية التعبير ليست مبررا لشتم الآخرين ولكن لا غنى لنا عنها لأنها ركن هام جدا من أركان مجتمعاتنا حتى ولو كان ذلك من الناحية النظرية، وهو يطالبنا بأن نكون منصفين، ويحاول أن يقول لنا "ولا تزر وازرة وزر أخرى" من خلال تساؤلاته: "هل عليّ أن أعتذر عن أفعال الآخرين ولو كانوا أهلي؟ وهل من العدل أن نأخذ البريء بجريرة المتطرف المسيء؟ مثلما يفعل الأوروبيون ببعض العرب، أو كما يفعل العرب ببعض الاوروبيين؟". وهو يحاول أن يقول لنا "لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم" من خلال تساؤله: "هل من العدل والمعقول والمنطقي أن نتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها هؤلاء الذين ندينهم؟".

هذا منطق كلامي، وقد يكون صحيحا من حيث كونه منطقا كلاميا مجردا. أما الأمور الطبيعية فيحكمها منطق القوانين المادية الطبيعية لا منطق الكلام، والقانون الطبيعي العلمي الذي ينطبق على هذه الحالة يا سيد بلاثيوس هو قانون نيوتن الثالث للحركة وأنت تعرفه، ويعرفه كل الأوروبيون: "لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه". صحيح أن الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة هم قلة من الأغبياء المستهترين، لكنها (وإن غابت عنكم) فعلة كبيرة تهتز من هولها الأرض والسماء، ومن الطبيعي بحكم القانون أن يكون الرد مساويا لذلك الفعل في المقدار ومعاكسا له في الاتجاه، هذا هو الدستور العام الذي يحكم الأشياء يا سنيور بلاثيوس، أما الديمقراطية الناقصة وحرية التعبير التي لا غنى عنها، وعدم المسؤولية عن جريرة الآخرين فهي بنود في بعض القوانين، والقوانين لا يحتج بها على الدستور.

ودمتم

منذر أبو هواش

:emo_m1:

منذر أبو هواش
23/06/2008, 02:00 PM
القوانين الفيزيائية وعلاقتها بالظواهر السياسية
الأخ الأستاذ محمد بن سعيد الفطيسي

ذكرني مقالك هذا بمقال لي تصديت فيه قبل مدة لأحد المستشرقين المعترضين على ردة فعل المسلمين تجاه الإساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث ربطت فيه بين قانون نيوتن الثالث للحركة وردة الفعل الإسلامية التي استنكرها المستشرق متذرعا بحرية التعبير!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، ونظرا لتشابه السياقين فقد أحببت أن أضيف مقالي إلى ما تفضلتم به مشكورين،

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش

أنطونيو بلاثيوس محاور يريد أن يفهم

القوانين لا يحتج بها على الدستور
الزملاء الأعزاء

أكاد أراهن أنه ما من أحد يذكر أمامه اسم أنطونيو إلا ويذكر كليوبترا، تماما مثلما هو الأمر بالنسبة إلى قيس وليلى، وسبب ذلك أن الاسم أنطونيو له رنة خاصة ومعنى خاص في ذهن المثقف العربي. ومنذ أن بدأ الزميل الإسباني المستعرب أنطونيو بلاثيوس عضويته وإسهاماته الثقافية في الجمعية الدولية، أصبح لاسم أنطونيو رنة خاصة جديدة، ومعنى خاص جديد في أذهان معظم المشاركين المتابعين في منتديات الجمعية.

ونظرا لأن السنيور بلاثيوس مستعرب متقن للغة العربية إلى درجة كافية، فالمفروض أن لديه عينا ثالثة تمكنه من الدخول إلى عالم اللغة والثقافة العربية والناطقين بها، وتمكنه من رؤية العرب والمسلمين بشكل أكثر وضوحا مما يراه غيره من الأوروبيين. وبغض النظر عما قد يتوقعه الآخرون من السنيور بلاثيوس، فإنني أراه من خلال كتاباته إلينا غربيا تقليديا طيبا، يقف بين حضارتين، ويدرك كونه إحدى حلقات الوصل بين هاتين الحضارتين، لذلك تراه يحاول أن يتلمس طريقه، ويقوم بدور ما في الحوار القائم بين الحضارتين، ونراه يقوم بذلك صادقا، وقد وجد نفسه في الجمعية الدولية التي تضم أغلبية من المثقفين العرب في مختلف التخصصات الثقافية والعلمية.

وقد يكون هذا الحوار القائم بيننا وبين السنيور بلاثيوس الآن واحدا من الحوارات البناءة النادرة التي تحصل بين ممثلين صادقين لكل من الحضارتين. لذلك يتوجب علينا أن نحاول أن نفهم بدقة وجهات النظر التي يقدمها هذا المستعرب الصديق، كما ينبغي علينا نحن أيضا أن نكون دقيقين جدا في تمرير وجهة نظرنا إليه بشكل سليم وواضح بعيدا عن المبالغة أو التجريح.

إن السنيور بلاثيوس يتسائل لكي يعرف، ومن حقه أن يتسائل، وعلينا أن نحاول الإجابة على تساؤلاته بالمنطق نفسه وبشكل موضوعي. إنه يتسائل عن ردود الفعل لدى المسلمين لأنها تبدو غريبة بالنسبة إليه، كما تبدو كذلك بالنسبة إلى غيره من الغربيين.

السنيور بلاثيوس يقول هذه هي ديمقراطيتنا حتى لو بدت ناقصة، ويقول أن حرية التعبير ليست مبررا لشتم الآخرين ولكن لا غنى لنا عنها لأنها ركن هام جدا من أركان مجتمعاتنا حتى ولو كان ذلك من الناحية النظرية، وهو يطالبنا بأن نكون منصفين، ويحاول أن يقول لنا "ولا تزر وازرة وزر أخرى" من خلال تساؤلاته: "هل عليّ أن أعتذر عن أفعال الآخرين ولو كانوا أهلي؟ وهل من العدل أن نأخذ البريء بجريرة المتطرف المسيء؟ مثلما يفعل الأوروبيون ببعض العرب، أو كما يفعل العرب ببعض الاوروبيين؟". وهو يحاول أن يقول لنا "لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم" من خلال تساؤله: "هل من العدل والمعقول والمنطقي أن نتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها هؤلاء الذين ندينهم؟".

هذا منطق كلامي، وقد يكون صحيحا من حيث كونه منطقا كلاميا مجردا. أما الأمور الطبيعية فيحكمها منطق القوانين المادية الطبيعية لا منطق الكلام، والقانون الطبيعي العلمي الذي ينطبق على هذه الحالة يا سيد بلاثيوس هو قانون نيوتن الثالث للحركة وأنت تعرفه، ويعرفه كل الأوروبيون: "لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه". صحيح أن الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة هم قلة من الأغبياء المستهترين، لكنها (وإن غابت عنكم) فعلة كبيرة تهتز من هولها الأرض والسماء، ومن الطبيعي بحكم القانون أن يكون الرد مساويا لذلك الفعل في المقدار ومعاكسا له في الاتجاه، هذا هو الدستور العام الذي يحكم الأشياء يا سنيور بلاثيوس، أما الديمقراطية الناقصة وحرية التعبير التي لا غنى عنها، وعدم المسؤولية عن جريرة الآخرين فهي بنود في بعض القوانين، والقوانين لا يحتج بها على الدستور.

ودمتم

منذر أبو هواش

:emo_m1:

عبدالقادربوميدونة
23/06/2008, 02:49 PM
الأخ الأستاذ محمد بن سعيد الفطيسي المحترم تحية واحتراما :
هذا جهد كبيرومنارة إَضافية على طريق "واتا " الطويل فشكرا ..
ما بذلتم فيه جهدا ها هنا يستحق من المعنيين والمهتمين الدراسة والمتابعة واستخلاص النتائج ..هذا مبحث علمي يبدولمن لا يفهم في صيرورة الظواهرالاجتماعية والسياسية وكونها تخضع لنواميس لم يتحكم في مجالاتها حتى الساعة بعيدا عن الواقع ولا يعني سوى الأكاديميين دون غيرهم والحقيقة هي أن العرب ولا سيما حكامهم في أشد الحاجة للاطلاع وفهم مثل هذه الدراسات ذات الجدوى الكبيرة جدا ..فلوأن كل مسؤول مهما كانت درجة مسؤوليته يعي ويفقه نتائج ما توصلت إليه العلوم المختلفة من تطوروتتبع لرصد وتحديد مسارات الأشياء المحيطة بنا واسشراف مآلاتها لتجنبت كثيرمن الدول الوقوع في بعض الأزمات التي كان من الممكن تجنبها على علم ودراية ..لكن أغلب من بيدهم مقاليد الأمورنراهم يتخبطون في متاهات ويخضعون قراراتهم إلى المحاولة والتجربة غير العلمية وإعادة المحاولة ..ويدورون في حلقات مفرغة ..
واسمحوا لي أن أتساءل هنا عن قضيتين أساسيتين :
إذا أخذنا ظاهرة ما يسمى في الغرب اليوم الإرهاب ..هذا الذي لم يتم حتى الآن الاتفاق على تحديد مفهومه...
الإرهاب والمقاومة والفصل بينهما فهم قد يدرسون هذه الظاهرة من حيث عدم قابلية الآخر لمخططاتهم السياسية ويسمون ذلك علما ..فكل رد فعل لدى الآخرهوعندهم بالضرورة .وفي فهمهم فعل وليس رد فعل ..وكل دعوة للسلم والتعايش السلمي بين الشعوب ومحاولة زرع بذوردعوة دينية مثلا هي بالضرورة عندهم فعل إرهابي ..
فالمفاهيم عندنا نحن شعوب الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية وعندهم تتضارب وتتناطح وكأن المسألة لا تخضع لمقاييس وقوانين طبيعية أوإن شئتم فيزيائية سواء كانت لدى نيوتن أوغيره أرخميدس أولا فوازيي..وخذ مثلا مسألة دعوتهم المستمرة لضرورة احترام حقوق الإنسان عند الشعوب العربية مثلا.. من جهة يدعون إلى العمل على تغييرأووالضغط على النظم السياسة لكي تتجاوب معهم في هذا الشأن ومن جهة أخرى يعتبرون كل محاولة في هذا المجال إذا لم تتماش وفق مخططاتهم فهي عمل إرهابي يعاكس ويهدد قوانين الكون الطبيعية الاجتماعية والفيزيائية..
أما محاولة إخضاع الظاهرة الاجتماعية والسياسية وجعلها تسير وفق قواعد وقوانين سوف يتم اكتشافها والعمل وفقها فقد وصل الأمر إلى دراسة نفسية الشعوب ومعرفة ما سوف تطالب به أو تتحول إليه على مدى عشرات السنين في حين نجد الدول الجنوبية لم تستطع أن تستثمر حتى رصيد وخبرة علمائها في مخابرها وأوطانها وتركتهم يهيمون في القارات السبع ..
مسألة التحكم في الشأن السياسي ودراسة صيرورته وجعله يخضع لقوانين يحاولن اليوم اكتشاف أسبابها ومسبباتها ومآلاتها .. كالقوانين الفيزيائية لا رأي لي فيها جئت هنا بهذا الكلام لأؤيد وأشكركم على هذا البحث الجميل الذي أفادنا كثيرا..فشكرا
لست أعلم إن كنت قد وفقت في إبداء وجهة نظري في هذا الأمرأم أني ما زلت أصب الحليب وراء الإناء..
لكم التحية والاحترام .

عبدالقادربوميدونة
23/06/2008, 02:49 PM
الأخ الأستاذ محمد بن سعيد الفطيسي المحترم تحية واحتراما :
هذا جهد كبيرومنارة إَضافية على طريق "واتا " الطويل فشكرا ..
ما بذلتم فيه جهدا ها هنا يستحق من المعنيين والمهتمين الدراسة والمتابعة واستخلاص النتائج ..هذا مبحث علمي يبدولمن لا يفهم في صيرورة الظواهرالاجتماعية والسياسية وكونها تخضع لنواميس لم يتحكم في مجالاتها حتى الساعة بعيدا عن الواقع ولا يعني سوى الأكاديميين دون غيرهم والحقيقة هي أن العرب ولا سيما حكامهم في أشد الحاجة للاطلاع وفهم مثل هذه الدراسات ذات الجدوى الكبيرة جدا ..فلوأن كل مسؤول مهما كانت درجة مسؤوليته يعي ويفقه نتائج ما توصلت إليه العلوم المختلفة من تطوروتتبع لرصد وتحديد مسارات الأشياء المحيطة بنا واسشراف مآلاتها لتجنبت كثيرمن الدول الوقوع في بعض الأزمات التي كان من الممكن تجنبها على علم ودراية ..لكن أغلب من بيدهم مقاليد الأمورنراهم يتخبطون في متاهات ويخضعون قراراتهم إلى المحاولة والتجربة غير العلمية وإعادة المحاولة ..ويدورون في حلقات مفرغة ..
واسمحوا لي أن أتساءل هنا عن قضيتين أساسيتين :
إذا أخذنا ظاهرة ما يسمى في الغرب اليوم الإرهاب ..هذا الذي لم يتم حتى الآن الاتفاق على تحديد مفهومه...
الإرهاب والمقاومة والفصل بينهما فهم قد يدرسون هذه الظاهرة من حيث عدم قابلية الآخر لمخططاتهم السياسية ويسمون ذلك علما ..فكل رد فعل لدى الآخرهوعندهم بالضرورة .وفي فهمهم فعل وليس رد فعل ..وكل دعوة للسلم والتعايش السلمي بين الشعوب ومحاولة زرع بذوردعوة دينية مثلا هي بالضرورة عندهم فعل إرهابي ..
فالمفاهيم عندنا نحن شعوب الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية وعندهم تتضارب وتتناطح وكأن المسألة لا تخضع لمقاييس وقوانين طبيعية أوإن شئتم فيزيائية سواء كانت لدى نيوتن أوغيره أرخميدس أولا فوازيي..وخذ مثلا مسألة دعوتهم المستمرة لضرورة احترام حقوق الإنسان عند الشعوب العربية مثلا.. من جهة يدعون إلى العمل على تغييرأووالضغط على النظم السياسة لكي تتجاوب معهم في هذا الشأن ومن جهة أخرى يعتبرون كل محاولة في هذا المجال إذا لم تتماش وفق مخططاتهم فهي عمل إرهابي يعاكس ويهدد قوانين الكون الطبيعية الاجتماعية والفيزيائية..
أما محاولة إخضاع الظاهرة الاجتماعية والسياسية وجعلها تسير وفق قواعد وقوانين سوف يتم اكتشافها والعمل وفقها فقد وصل الأمر إلى دراسة نفسية الشعوب ومعرفة ما سوف تطالب به أو تتحول إليه على مدى عشرات السنين في حين نجد الدول الجنوبية لم تستطع أن تستثمر حتى رصيد وخبرة علمائها في مخابرها وأوطانها وتركتهم يهيمون في القارات السبع ..
مسألة التحكم في الشأن السياسي ودراسة صيرورته وجعله يخضع لقوانين يحاولن اليوم اكتشاف أسبابها ومسبباتها ومآلاتها .. كالقوانين الفيزيائية لا رأي لي فيها جئت هنا بهذا الكلام لأؤيد وأشكركم على هذا البحث الجميل الذي أفادنا كثيرا..فشكرا
لست أعلم إن كنت قد وفقت في إبداء وجهة نظري في هذا الأمرأم أني ما زلت أصب الحليب وراء الإناء..
لكم التحية والاحترام .

أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
24/06/2008, 09:18 AM
الأشقاء الأعزاء:أ. محمد بن سعيد الفطيس ــ أ.د. محمد اسحق الريفي ـ أ. الباحث منذر أبو هواش ـ أ. عبد القادر بو ميدونة
دمتم لنا
أنا على يقين بأننا نملك عقولا لو تواضعت على هدف لحققت الكثير . لابد من مخاطبة الآخر ومحاورته بالمنطق العقلي والعلم لكي لا يحكمون علينا بأننا ظاهرة صوتية وأن يصل صوتنا إلى عقولهم قبل قلوبهم وعواطفهم، هم يسخرون من الضعيف لأنه هو المسئول المباشر عن ضعفه بصرف النظر عن الظروف الموضوعية الذي يجب أن يطوعها لصالحه . الصراخ والشكوى لن يأتيا بما نصبو إليه ونريد . صوت المنطق والعلم والمصلحة ( البرجماتية )هم منطق العصر . لا بد أن نصل إلى ضمير الشعوب عن طريق التقدم العلمي والمنطق المستقيم والنهضة والتعاون المثمر والإنساني لرأس المال النفطي .
أحمد الشافعي

محمد بن سعيد الفطيسي
24/06/2008, 11:50 AM
اساتذتي الكرام أ.د. محمد اسحق الريفي , عبدالقادربوميدونة , أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي , منذر أبو هواش
كان مروركم الكريم هو الجائزة التي يعلم الله انني افخر بها واعتز , فبمثل ارائكم يعتز من تتواصلون معه
فلكم خالص الحب والتقدير والاحترام
على العموم 00000

استاذي أ.د. محمد اسحق الريفي
ان المثال الذي طرحته من خلال حديثك القيم هو واحد من الشواهد التي تثبت بعض ما طرحت
امنيتي دوام تواصلك معي ومع ما اكتب من فكر متواضع

استاذي عبدالقادربوميدونة
كم كنت بغاية السعادة على تلك الكلمات الطيبة والرائعة والتي لن اقدر على مجاراتك فيها , فلك مثلها مني ايها المتالق
اما ما ابديته من راي فقد وفقت فيه باذن الله , فلك جزيل الشكر وامنيتي دوام تواصلك المتالق مع ما نكتب

استاذي منذر أبو هواش
لقد استمتعت كثيرا بمقالك الرائع , والحق اننا ما زلنا نتعلم منكم
فلك خالص التقدير والاحترام على تفضلك بالمرور


استاذي أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
شكرا على تواصلك وتكرمك بالمرور على هذا المقال المتواضع
وقد صدقت فيما ابديته من راي حول اننا نملك عقولا لو تواضعت على هدف لحققت الكثير

اساتذتي دمتم بالف خير
ولكم مني خالص التقدير والاحترام