المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما "العرف العام" وما "العقل السليم"؟



منذر أبو هواش
09/12/2006, 06:48 AM
أخي الدكتور مروان الظفيري حفظه الله،
(والحكي للجميع)

هلا قلتم لنا:
ما "العرف العام"؟
وما "العقل السليم"
وماذا تعني العرب بهذين المصطلحين؟
وما المقابل الإنكليزي لهما؟

دمتم بكل خير :)

منذر أبو هواش

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
09/12/2006, 07:31 AM
لأخي الباحث العالم المدقق الأستاذ منذر
كل حبي وتقديري وتمنياتي

وما سأل عنه أخي الغالي من المسائل الشائكة والمختلف عليها اختلافا شديدا في الفقه ، وفي المصطلح اللإسلامي ، وفي كتب التعريفات في لغتنا الحبيبة ..
لكنني سوف ألخص له هذه المسألة :

فالعرف ـ ياأخي الحبيب ـ في نظر فقهاء القانون الوضعي هو اعتياد الناس علي سلوك معين في ناحيه من نواحي حياتهم الاجتماعيه بحيث تنشا منه قاعده يسود الاعتقاد بانها ملزمه و واجبة الاحترام قانونا وان مخالفتها تستتبع توقيع جزاء مادي(1) و العرف في نظر فقها المسلمين هو ما اعتاده جمهور الناس و الفوه من قول او فعل تكرر مره بعد اخري حتي تمكن اثره في نفوسهم , و صارت تلقاه عقولهم بالقبول ؛ او « ما تعوده الناس او جمع منهم و ألفوه حتي استقر في نفوسهم من فعل شاع بينهم او كثر استعماله في معني خاص بحيث يتبادر منه عند اطلاقه دون معناه الاصلي» ؛ او هو « عادة جمهور قوم في قول او عمل » ؛ او « ما تعارف عليه الناس و ساروا عليه من قول او فعل او ترك »
و نقل عن شرح الاشباه عن المستصفي : « العادة و العرف ما استقر في النفوس من جهة العقول , و تلقته الطباع السليمة بالقبول ... فالعادة و العرف بمعني واحد من حيث المثداق و ان اختلفا من حيث المفهوم »
(1 ـ د/ سمير عالية , نظام الدولة و القضاء و العرف في الاسلام , ص 400 , المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوضيع ..) .
و العرف العام عندنا هو العرف الجاري منذ عهد الصحابة حتي زماننا والذي قبله المجتهدون و عملوا به و لو كان مخالفا للقياس مثال ذلك : اذا حلف شخص قائلا « والله لا اضع قدمي في دار فلان » يحنث سواء دخل تلك الدار ماشيا او راكبا اما لو وضع قدمه في الدار دون ان يدخلها لايحنث لان وضع القدم في العرف العام بمعني الدخول .

ويقسم العرف الى قسمين:
أـ العرف العام: أي العرف الاجتماعي، فتكون الحقيقة العرفية التي مصدرها العرف العام، هي عبارة عن المصطلح الاجتماعي، وهو اللفظ المنقول من معناه اللغوي الى معناه الاصطلاحي الخاص والمتعارف عليه لد المجتمع، كمصطلح ( العروس) الذي يستعمله المجتمع كاسم للمرأة أيام زواجها الاولى، في حين أن معنى العروس في اللغة مأخوذ من التعريس، وهو النزول في المكان ليلاً، فيكون معنى العروس في اللغة هو النازلة ليلاً في ذلك المكان، إلا أن المجتمع قصر استعمالها على هذا المعنى لوجود المناسبة بين المعنيين، وهو جريان العادة على انتقال الزوجة ليلاً الى بيت زوجها.
ب - العرف الخاص: ويقصدون به عرف المختصين بعلم أو حرفة أو فن...الخ، كعلماء النفس والسياسة والمال والاقتصاد والفيزياء والطب والفلسفة والكلام والفقه والتجارة والعسكرية واللغة...الخ، فلكل علم وفن ومعرفة مصطلحات خاصّة يستعملها المشتغلون في ذلك المجال ويعبرون بها عن أفكارهم ومقاصدهم.وإذن فالحقيقة العرفية تعني المصطلح العرفي، وهو المصطلح الذي يضعه العرف الاجتماعي أو المتخصّص.وقد وضع العلماء المسلمون في مختلف المعارف والعلوم المصطلحات والتعاريف المعبّرة عن الفهم والرؤية الإسلامية والحاملة للفكر والثقافة الإسلامية، فحفظوا أصالة الفكر الإسلامي واستقلاليته.

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
09/12/2006, 07:59 AM
أما ماتفضلتم به حول :
(وما "العقل السليم")

فقد جاء في لسان العرب ؛ لابن منظور الإفريقيّ :

العَقْل مصدر والحِجر والنُّهَى وهو ضدُّ الحمق والجهل.
وقال في القاموس العقل العِلْم بصفات الأشياءِ من حسنها وقبحها وكمالها ونقصانها أو العِلُم بخير الخيرينِ وشرِّ الشرَّين أو مُطلَقٌ لأمورٍ أو لقوَّة بها يكون التمييز بين القبح والحسن ولمعانٍ مجتمعة في الذهن يكون بمقدَّماتٍ يستتبُّ بها الأغراض والمصالح ولهيئَة محمودة للإنسان في حركاتهِ وكلامهِ. والحقُّ أنهُ نورٌ روحانيٌّ بهِ تُدرِك النفس العلوم الضروريَّة والنظريَّة. وابتداءُ وجودهِ عند اجتنان الولد ثم لا يزال ينموا إلى أن يكمل عند البلوغ ج عُقُول.
وقال في التعريفات العقل جوهر مجرَّد عن المادَّة في ذاتهِ مقارن لها في فعلهِ وهي النفس الناطقة التي يشير إليها كل أحدٍ بقولهِ أنا.
وقيل العقل جوهرٌ روحانيٌّ خلقهُ الله تعالى متعلقًا ببدن الإنسان. وقيل العقل نور في القلب يعرف الحق والباطل.
وقيل العقل جوهر مجرَّد عن المادَّة يتعلَّق بالبدن تعلُّق التدبير والتصرف
وقيل العقل قوَّة للنفس الناطقة فصريح بأن القوَّة العاقلة أمرٌ مغاير للنفس الناطقة وأن الفاعل في التحقيق هو النفس والعقل آلة لها بمنزلة السكّين بالنسبة إلى القاطع.
وقيل العقل والنفس والذهن واحدة إلا أنها سُمِّيَت عقلاً لكونها مُدرِكة. وسُمِّيَت نفسًا لكونها متصرِّفة وسُمِّيَت ذهنًا لكونها مستعدة للإدراك.
وقال أيضًا العقل ما يعقل بهِ حقائِق الأشياءِ. قيل محلُّهُ الرأس. وقيل محلُّهُ القلب انتهى.
قيل العقل مأْخوذ من عِقَال البعير يمنع ذوي العقول من العدول عن سواءِ السبيل والصحيح أنهُ جوهر مجرَّد يُدرِك الغائِيَّات بالوسائِط والمحسوسات بالمشاهدة.
وقيل العَقْل مشتقٌ من العَقْل بمعنى الربط والأحكام كما قال بعض الحكماءِ إذا عقَلك عقْلك عمَّا لا ينبغي فأنت عاقِلٌ.
والعَقْل الهيولانيُّ هو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات وهي قوَّة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال وإنما نُسِب إلى الهيولي لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولي الأولى الخالية في حدّ ذاتها عن الصور كلها.
والعقل بالملكة هو عِلم بالضروريَّات واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريَّات.
والعَقْل بالفعل هو أن تصير النظريَّات مخزونة عند قوة العاقلة بتكرار الاكتساب بحيث يحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءَت من غير تجشُّم كسبٍ جديدٍ لكنها لا تشاهدها بالفعل.
والعقل المستفاد هو أن تحضر عندهُ النظريَّات التي أدركها بحيث لا تغيب عنهُ.
والعَقْل أيضًا القلب والديَة. قيل سُمِّيَت الدِيَة بهِ لأن الإبل كانت تُعقَل بفناءِ وليّ المقتول ثم كَثر هذا الحرف حتى قالوا عقلت المقتول إذا أعطيت ديتهُ دراهم أو دنانير.
والعقل أيضًا الحصن والملجأُ ج عُقُول.

وجاء تعريفه في المحيط في اللغة :
العَقْلُ : مصدر -: ما يكون به التفكير والاستدلال عن غير طريق الحواسّ، وهو يقابل الغريزة عند الحيوان التي لا اختيار لها؛ الإنسانُ حيوانٌ ذو عقل/ العقل السليم في الجسم السليم/ العقل النظري، هو القوّة التي تمكّن الإنسان من التجريد والتعميم واستنباط المعارف والعلوم/ العقل العمليّ، هو ما يمكن الإنسانَ من استنباط الصنائع والفنون/ العقل الفَعَّال عند الفلاسفة، هو آخر العقول المفارقة الذي يُعنَى بعالم الكون والفساد وُيفيض المعارف على العقل الإنسانيّ / العقل المنفعل، هو الذي يتلقى الفيضَ من العقل الفعَّال/ العقل الباطن اللاشعور/ العقل الإلكتروني، أي الحاسب الآلي/ راجح العقل، أي ذكيّ/ مختلّ العقل، أي مجنون/ فقد عقلَه، أي جُنَّ.-: القلب.-: الدية.-: الحصن والملجأ ج عقول.

السَّلِيمُ : السّالِمُ من الآفات ونحوها :
{يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ، إلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}

وسَلِيمٌ ، وسليمةٌ - ج: سُلَمَاءُ ، سَلِيمَاتٌ . (على صِيغَةُ فَعِيل).
1. "لَهَا ذَوْقٌ سَلِيمٌ" : خَالٍ مِنَ العُيُوبِ.
2. "سَلِيمُ العَقْلِ" : سَالِمٌ مِنْ كُلِّ لَوْثَةٍ، أَيْ لَيْسَ بِهِ مَسٌّ مِنَ الجُنُونِ.
3."سَلِيمُ النِّيَّةِ" : صَالِحُ النِّيَّةِ.
4. "قَلْبٌ سَلِيمٌ" : قَلْبٌ طَيِّبٌ. "العَقْلُ السَّلِيمُ فِي الجِسْمِ السَّلِيمِ".
5. "سَلِيمٌ" : اِسْمُ عَلَمٍ لِلْمُذَكَّرِ. "سَلِيمَةُ" : لِلْمُؤَنَّثِ.

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
09/12/2006, 08:02 AM
وأترك لأخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد شفيق الخطيب

الإجابة على سؤالك هذا :

(وما المقابل الإنكليزي لهما !!؟)

منذر أبو هواش
09/12/2006, 08:12 AM
أخي وصديقي الفاضل،

جزاك الله خيرا على هذه الاستجابة السريعة الثرية

ودمت سالما غانما

منذر :)

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
09/12/2006, 03:58 PM
هلا وغلا بأستاذنا العالم المدقق اللوذعي الغالي منذر

وعلى الرحب والسعة

ومرحبا بكم دائما

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
09/12/2006, 04:26 PM
وأترك لأخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد شفيق الخطيب

الإجابة على سؤالك هذا :

(وما المقابل الإنكليزي لهما !!؟)
أقترح
common sense
sound mind
والله أعلى وأعلم.

د. دنحا طوبيا كوركيس
09/12/2006, 07:25 PM
شكرا للدكتور مروان لأنني أخيرا وجدت ترجمة لكلمة register المستخدمة في علم اللغة الأجتماعي، وهي "العرف اللغوي الخاص"، هذا المصطلح الذي يتحارش بمصطلح style ، أي الأسلوب اللغوي . أما العام، فهو convention
أقترح اعتماد المصطلحين، بعد التصويت، شريطة أن يكون هنالك ما يمتلىء به الوجدان، وربما بما لايستهان به من جديد في الميدان.

ومحبتي للذين لايملكون بطاقة عربية موحدة.

دنحا

منذر أبو هواش
09/12/2006, 08:18 PM
العرف اللغوي

يكاد اللغويون المحدثون يتفقون على أن الصواب اللغوي هو الكلام المتفق مع ما يتطلبه العرف اللغوي للجماعة التي ينتمي إليها المتكلم، ويؤخذ من هذا ضمنا أن الخطأ هو ما يخالف هذا العرف الجماعي.

ولتوضيح أهمية هذا المعيار ينبغي توجيه النظر إلى أمرين:

الأول: أن القول بالصواب والخطأ يستلزم ضمنا وجود قاعدة من نوع خاص تفرضها الجماعة اللغوية، وليست القاعدة أمراً خاصاً بالسلوك اللغوي، فليس في نطق معين ما يجعله صواباً في ذاته أو خطأ في ذاته.

الثاني: السلوك اللغوي كالسلوك الاجتماعي، والقاعدة السلوكية- بشكل عام- هي قبول سلوك معين أو رفضه تبعا لما يقضي به العرف الجماعي.

وقد حددنا من قبل الجماعة التي ينسب إليها الوضع، وهي الجماعة التي تستعمل العربية المعاصرة في الأغراض المحددة التي تستعمل فيها. ولما كانت العربية المعاصرة تلتزم بقواعد العربية الفصحى أصبحت تلك القواعد عرفا ينبغي الالتزام به وعدم الخروج عليه، بيد أن هذه القواعد تسمح ببعض التغيير الذي يعرض لبنية الكلمة أو مدلولها، بيد أن هذا التغيير لا يعتد به إلا إذا حظي بموافقة الجماعة لسبب من الأسباب التي عرضناها آنفا من شيوعه على الألسنة أو استعمال كبار الكتاب له... إلخ.

عن كتاب (خصائص العربية المعاصرة - مظاهر حداثتها في المفردات والتراكيب)
للدكتور محمد حسن عبد العزيز (أستاذ علم اللغة بجامعتي القاهرة والكويت)