عبد الرحمان الخرشي
24/06/2008, 01:04 PM
أسفر المخاض الإبداعي الشعري للشاعر المغربي إسماعيل زويريق عن اهتمام شديد بالقصيدة الشعرية العمودية الأصيلة ؛ لغة ، وتركيبا ، وبلاغة، وإيقاعا ، وموضوعات جليلة . أهمها تلك التي اهتمت بجذوة الإسلام ، وبنوره العظيم. وبنبي الإسلام محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وسلامه ؛ فقد عرف شعر الشاعرتطورات ملحوظة في دواوينه السبعة عشر ؛ أولها طباعة (( نخلة الغرباء )) وآخرها (( على النهج )) في جزئين .. وما بين هاتين الحصيلتين يعكس الانطباع الأولي للدارس أوالناقد بأن الشاعر قد تأرجح في إبداعه الشعري بين التجديد والمحافظة / المعاصرةوالأصالة ؛ هاته الأخيرة التي ترسخت - أكثر - في ديوانه (( على النهج )) .
انتهج الشاعر في هذا الديوان شعرالمعارضة وفاء للذوق العربي القديم في أجود نصوصه الشعرية ، عند شعراء كبار هم : كعب بن زهير ، الإمام البوصيري ، البحتري ، المعري ، وابن النحوي .
وقد عارض الشاعر هؤلاء الشعراءإبرازا لعلو كعبه في كتابة القصيدة الأصيلة / العمودية التي اعتلاها بطريقة أذهلت كل من اطلع على هذا الديوان في جزئيه ؛ خاصة على مستوى طول النفس ، وجليل المعاني ،وحسن السبك ، و تدفق طاقته الشعرية ، مذكرا بفترات التوهج الروحي والحضاري للأمةالإسلامية المجيدة .
ويمكن إدراج هذا الديوان في خانة دواوين الأمداح النبوية في الشعر المغربي . فالخزانةالمغربية غنية بهذا النوع من الشعر منذ القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي إلى يومنا هذا ، لكن البحث أثبت لنا ولغيرنا من الباحثين حقيقة انحسار بريق هذاالفن في فترات متقطعة من التاريخ الأدبي للمغرب لم ينفض عنها الغبار بعد !!.
وفي واقع الأمر يعتبر المديح النبوي أوفر مادة شعرية في الخزانة المغربية ؛ منه : الديوان المخطوط ، بعضه هُجِّرَ خارج المغرب ، وبعضه الآخر داخله ، في المكتبات الخاصة أوالمكتبات العامة . ومنه المنشوربطباعة حجرية أو بطباعة عادية . ومنه دواوين ضاعت في حياة الشاعر أوسرقت منه ، ومنه المذكور - فقط - في بعض الكتابات الرحلية ، وبعض الكتابات التاريخية .. ويعتبرالباحث المغربي محمد المنوني أبرز من بحث في هذا الموضوع ، وذلك في سلسلة أبحاثه التى ارتوى منها البحث المغربي في هذا المجال .
إن ديوان (( على النهج )) اليوم يكون قد كسر قاعدة غياب ديوان المديح النبوي من بين أيدي الدارسين والنقاد ، ليتأتى بعد ذلك الوقوف على الجهودالمبذولة من طرف الشعراء المغاربة ، وعلى رأس القائمة اليوم الشاعر : إسماعيل زويريق في ديوانه (( على النهج )) .
عدد قصائد الديوان - الممثل لهذا النوع من الشعر - سبع قصائد مطولة ، قصرها الشاعر على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هي :
1) قصيدة (( بانت سعاد )) - من 97 بيتا - مطلعها :
بانت سعاد . فما للحزن تمهيل *** الدمع منسجل والجسم مهزول.
عارض بها قصيدة كعب بن زهير :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** متيم إثرها لم يجز مكبول .
2)قصيدة (( البردة ))- من 302بيتا - مطلعها :
يا شاكي البان . كم في البين من سقم ؟ *** شكواك تنساب لحنا دافق الألم
عارض بها ميمية البوصيري :
أمن تذكر جيران بذي سلم *** مزجت دمعا جرى من مقلة بدم.
3) قصيدة (( المرتجية )) - من 59بيتا - مطلعها :
إن ضاق الأمر فلا تهج *** فغدا قد يأتي بالفرج .
عارض بها قصيدة ( المنفرجة ) المنسوبة لأبي الفضل يوسف بن محمد المعروف بابن النحوي . ومطلعها :
اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالبلج .
4) مطولة (( الهمزية ))- من 900 بيت - في قسمين :
**ا)القسم الأول : في رحاب المدينة المنورة . مطلعها :
هاته . ما للنفس عنها غناء *** جابني الشوق حين عز الدواء .
**ب) القسم الثاني : في عرصات النور ( مكة المكرمة ) مطلعها :
كوكب لا لا تحتويه سماء *** نوره لا تحده أمداء .
عارض بها قصيدة الهمزية للبوصيري . مطلعها :
كيف ترقى رقيك الأنبياء *** ياسماء ما طاولتها سماء .
5) قصيدة (( السينية في مدح خيرالبرية )) - من 125 بيتا - مطلعها :
يجهر البين ما تخفى نفسي *** فسقاني كأس الشجا بعد كأس .
عارض بها سينية البحتري :
صنت نفسي عما يدنس نفسي *** وترفعت عن جدا كل جبس.
6) قصيدة (( كل مديح فيه مختصر )) - من 73 بيتا - مطلعها :
رأيت كل مديح فيه مختصرا *** فما تعد سجاياه وتختصر.
عارض بها (( القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية )) الرائية . وهي في التصوف للبوصيري . مطلعها:
يارب صل على المختار من مضر *** والأنبيا وجميع الرسل ما ذكروا .
7) قصيدة (( الدالية في الرد على من أساء إلى الرسول برسوماته الكاريكاتورية )) - من 75 بيتا - مطلعها :
أما أعنى الذي رسموا الفؤادا *** فما للصمت يلزمني الحيادا .
عارض بها قصيدة المعري :
أرى العنقاء تكبر أن تصادا *** فعاند ما استطعت لها عنادا .
إجمالا عدد أبيات الديوان ( 1631بيتا ) - عدا ما سينشر في الجزء الثالث الذي خص به الشاعر الخلفاء الراشدين - .. وكلها يجمعها خيط ناظم هو المعارضة - فنيا - والمديح النبوي - موضوعا - التي مال إليها الشاعر لأسباب نراها هي :
1) حب الشاعر لنبي الرحمة حبا متأصلا فيه .
2) حجة مباركة ميمونة حجها الشاعر سنة 1425ه / 2004م .
3) ما تعرض له الرسول الأكرم من نبز - حاشاه وفداه الدنيا بما رحبت - إعلامي كاريكاتوري دنماركي حاقد ، وغيره ...
4) إحساس الشاعر بإنسانيته المتفاعلة ، وعاطفته الدينيةالمتقدة بأحداث جسام معروفة بداهة هزت الإنسانية في إنسانيتها ، والأمة الإسلامية في عقيدتها ..
وقد طعم مادة هذاالديوان من السيرة النبوية ، و من الواقع المعيش ...
إن الشاعر إسماعيل زويريق بهذا الديوان يرد الاعتبارلقصيدة المديح النبوي في الشعر المغربي بعد أن انحسر بريقها بتأثير من المؤثرات السياسية والفكرية والأدبية التي فرضتها ظروف الاستعمار الكاسحة . وكذا مخططاتها التي قاومتها مقومات الأمة الدينية والأدبية و... إن ديوان (على النهج ) لجدير بأن يكون بين أيدي الدارسين والباحثين في العالم العربي والإسلامي اليوم لما فيه من إضاءات تؤكد على أن الأمة ما زالت تختزن أسس قوتها ومنعتها بالرغم من اشتدادالتيارات الجارفة ..
( يتبع )
انتهج الشاعر في هذا الديوان شعرالمعارضة وفاء للذوق العربي القديم في أجود نصوصه الشعرية ، عند شعراء كبار هم : كعب بن زهير ، الإمام البوصيري ، البحتري ، المعري ، وابن النحوي .
وقد عارض الشاعر هؤلاء الشعراءإبرازا لعلو كعبه في كتابة القصيدة الأصيلة / العمودية التي اعتلاها بطريقة أذهلت كل من اطلع على هذا الديوان في جزئيه ؛ خاصة على مستوى طول النفس ، وجليل المعاني ،وحسن السبك ، و تدفق طاقته الشعرية ، مذكرا بفترات التوهج الروحي والحضاري للأمةالإسلامية المجيدة .
ويمكن إدراج هذا الديوان في خانة دواوين الأمداح النبوية في الشعر المغربي . فالخزانةالمغربية غنية بهذا النوع من الشعر منذ القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي إلى يومنا هذا ، لكن البحث أثبت لنا ولغيرنا من الباحثين حقيقة انحسار بريق هذاالفن في فترات متقطعة من التاريخ الأدبي للمغرب لم ينفض عنها الغبار بعد !!.
وفي واقع الأمر يعتبر المديح النبوي أوفر مادة شعرية في الخزانة المغربية ؛ منه : الديوان المخطوط ، بعضه هُجِّرَ خارج المغرب ، وبعضه الآخر داخله ، في المكتبات الخاصة أوالمكتبات العامة . ومنه المنشوربطباعة حجرية أو بطباعة عادية . ومنه دواوين ضاعت في حياة الشاعر أوسرقت منه ، ومنه المذكور - فقط - في بعض الكتابات الرحلية ، وبعض الكتابات التاريخية .. ويعتبرالباحث المغربي محمد المنوني أبرز من بحث في هذا الموضوع ، وذلك في سلسلة أبحاثه التى ارتوى منها البحث المغربي في هذا المجال .
إن ديوان (( على النهج )) اليوم يكون قد كسر قاعدة غياب ديوان المديح النبوي من بين أيدي الدارسين والنقاد ، ليتأتى بعد ذلك الوقوف على الجهودالمبذولة من طرف الشعراء المغاربة ، وعلى رأس القائمة اليوم الشاعر : إسماعيل زويريق في ديوانه (( على النهج )) .
عدد قصائد الديوان - الممثل لهذا النوع من الشعر - سبع قصائد مطولة ، قصرها الشاعر على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هي :
1) قصيدة (( بانت سعاد )) - من 97 بيتا - مطلعها :
بانت سعاد . فما للحزن تمهيل *** الدمع منسجل والجسم مهزول.
عارض بها قصيدة كعب بن زهير :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** متيم إثرها لم يجز مكبول .
2)قصيدة (( البردة ))- من 302بيتا - مطلعها :
يا شاكي البان . كم في البين من سقم ؟ *** شكواك تنساب لحنا دافق الألم
عارض بها ميمية البوصيري :
أمن تذكر جيران بذي سلم *** مزجت دمعا جرى من مقلة بدم.
3) قصيدة (( المرتجية )) - من 59بيتا - مطلعها :
إن ضاق الأمر فلا تهج *** فغدا قد يأتي بالفرج .
عارض بها قصيدة ( المنفرجة ) المنسوبة لأبي الفضل يوسف بن محمد المعروف بابن النحوي . ومطلعها :
اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالبلج .
4) مطولة (( الهمزية ))- من 900 بيت - في قسمين :
**ا)القسم الأول : في رحاب المدينة المنورة . مطلعها :
هاته . ما للنفس عنها غناء *** جابني الشوق حين عز الدواء .
**ب) القسم الثاني : في عرصات النور ( مكة المكرمة ) مطلعها :
كوكب لا لا تحتويه سماء *** نوره لا تحده أمداء .
عارض بها قصيدة الهمزية للبوصيري . مطلعها :
كيف ترقى رقيك الأنبياء *** ياسماء ما طاولتها سماء .
5) قصيدة (( السينية في مدح خيرالبرية )) - من 125 بيتا - مطلعها :
يجهر البين ما تخفى نفسي *** فسقاني كأس الشجا بعد كأس .
عارض بها سينية البحتري :
صنت نفسي عما يدنس نفسي *** وترفعت عن جدا كل جبس.
6) قصيدة (( كل مديح فيه مختصر )) - من 73 بيتا - مطلعها :
رأيت كل مديح فيه مختصرا *** فما تعد سجاياه وتختصر.
عارض بها (( القصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية )) الرائية . وهي في التصوف للبوصيري . مطلعها:
يارب صل على المختار من مضر *** والأنبيا وجميع الرسل ما ذكروا .
7) قصيدة (( الدالية في الرد على من أساء إلى الرسول برسوماته الكاريكاتورية )) - من 75 بيتا - مطلعها :
أما أعنى الذي رسموا الفؤادا *** فما للصمت يلزمني الحيادا .
عارض بها قصيدة المعري :
أرى العنقاء تكبر أن تصادا *** فعاند ما استطعت لها عنادا .
إجمالا عدد أبيات الديوان ( 1631بيتا ) - عدا ما سينشر في الجزء الثالث الذي خص به الشاعر الخلفاء الراشدين - .. وكلها يجمعها خيط ناظم هو المعارضة - فنيا - والمديح النبوي - موضوعا - التي مال إليها الشاعر لأسباب نراها هي :
1) حب الشاعر لنبي الرحمة حبا متأصلا فيه .
2) حجة مباركة ميمونة حجها الشاعر سنة 1425ه / 2004م .
3) ما تعرض له الرسول الأكرم من نبز - حاشاه وفداه الدنيا بما رحبت - إعلامي كاريكاتوري دنماركي حاقد ، وغيره ...
4) إحساس الشاعر بإنسانيته المتفاعلة ، وعاطفته الدينيةالمتقدة بأحداث جسام معروفة بداهة هزت الإنسانية في إنسانيتها ، والأمة الإسلامية في عقيدتها ..
وقد طعم مادة هذاالديوان من السيرة النبوية ، و من الواقع المعيش ...
إن الشاعر إسماعيل زويريق بهذا الديوان يرد الاعتبارلقصيدة المديح النبوي في الشعر المغربي بعد أن انحسر بريقها بتأثير من المؤثرات السياسية والفكرية والأدبية التي فرضتها ظروف الاستعمار الكاسحة . وكذا مخططاتها التي قاومتها مقومات الأمة الدينية والأدبية و... إن ديوان (على النهج ) لجدير بأن يكون بين أيدي الدارسين والباحثين في العالم العربي والإسلامي اليوم لما فيه من إضاءات تؤكد على أن الأمة ما زالت تختزن أسس قوتها ومنعتها بالرغم من اشتدادالتيارات الجارفة ..
( يتبع )