محمد صباح الحواصلي
09/12/2006, 12:50 PM
منمنمتان
محمد صباح الحواصلي
ماوية والعصفور
خرجت ماوية من البيت لتلعب في الحارة. رأت عصفورا فقالت له:
- "أريد أن أطير مثلك."
فقال لها العصفور:
- "إن طرت مثلي تضلي طريقك ويصبح من الصعب أن تعودي إلى البيت."
فقالت له ماوية:
- "ولِمَ لمْ تضل أنتَ بيتك؟"
فضحك العصفور وقال لها:
- "أنا ليس لي بيت كي أضله. أنا حُرٌ طليق.. كل الأشجار والأسطح بيوتي."
اشتدت رغبة ماوية بأن تصبح عصفورة وتطير, وقالت للعصفور متوسلة:
- "أرجوك أيها العصفور ساعدني على أن أصبح عصفورة وأطير."
أجابها العصفور:
- "إذن ما عليك إلا أن تحركي يديك مثلي."
حركت ماوية يديها فصارتا جناحين, وحلقت مع العصفور في سماء الأزقة
وحطا فوق الأشجار ونقرا حبات العنب من دوالي الأسطح, وزقزقا مع العصافير وفرحت ماوية لأنها أصبحت عصفورة وصارت تطير.
ولكن فجأة دوت طلقة من بندقية صدعت هدأة الفرح وأصابت العصفور.
صرخت ماوية عندما رأته يسقط ميتا. ركضت بين الأزقة باكية تبحث عن بيتها ومن يومها لم تعد ماوية تفكر بأن تصبح عصفورة وتطير.
*
فزع الياسمين
ذات صباح, فيما كنتُ خارجا إلى المدرسة, رأيت الياسمين مستريحا بسلام تحت العريشة على أرض الديار. أحسست وكأن روحي قد ردت من عبيره النفاذ.
دنوت منه وجعلت أجمع زهوره براحتي الصغيرتين. ولأنني كنت أكتشف, للمرة الأولى, غبطة في الياسمين فقد نسلت من الزمن, ولم يعد يشغلني إلاّ أن أجمع زهوره البيضاء وأضمها في طوق أهديه لمعلمي.
وأفاجأ بصوت أمي يأتيني من نهاية السلم:
- "أما تزال هنا؟! لقد تأخرت عن المدرسة."
ينتفض الياسمين من راحتي فزعا, وأهرع إلى المدرسة. كنت أسمع لهاثي وأنا
أسرع الخطا. لم يكن يشغلني حينها إلا عصا معلمي التي ستنهال على راحتي فور وصولي إلى المدرسة.
محمد صباح الحواصلي
ماوية والعصفور
خرجت ماوية من البيت لتلعب في الحارة. رأت عصفورا فقالت له:
- "أريد أن أطير مثلك."
فقال لها العصفور:
- "إن طرت مثلي تضلي طريقك ويصبح من الصعب أن تعودي إلى البيت."
فقالت له ماوية:
- "ولِمَ لمْ تضل أنتَ بيتك؟"
فضحك العصفور وقال لها:
- "أنا ليس لي بيت كي أضله. أنا حُرٌ طليق.. كل الأشجار والأسطح بيوتي."
اشتدت رغبة ماوية بأن تصبح عصفورة وتطير, وقالت للعصفور متوسلة:
- "أرجوك أيها العصفور ساعدني على أن أصبح عصفورة وأطير."
أجابها العصفور:
- "إذن ما عليك إلا أن تحركي يديك مثلي."
حركت ماوية يديها فصارتا جناحين, وحلقت مع العصفور في سماء الأزقة
وحطا فوق الأشجار ونقرا حبات العنب من دوالي الأسطح, وزقزقا مع العصافير وفرحت ماوية لأنها أصبحت عصفورة وصارت تطير.
ولكن فجأة دوت طلقة من بندقية صدعت هدأة الفرح وأصابت العصفور.
صرخت ماوية عندما رأته يسقط ميتا. ركضت بين الأزقة باكية تبحث عن بيتها ومن يومها لم تعد ماوية تفكر بأن تصبح عصفورة وتطير.
*
فزع الياسمين
ذات صباح, فيما كنتُ خارجا إلى المدرسة, رأيت الياسمين مستريحا بسلام تحت العريشة على أرض الديار. أحسست وكأن روحي قد ردت من عبيره النفاذ.
دنوت منه وجعلت أجمع زهوره براحتي الصغيرتين. ولأنني كنت أكتشف, للمرة الأولى, غبطة في الياسمين فقد نسلت من الزمن, ولم يعد يشغلني إلاّ أن أجمع زهوره البيضاء وأضمها في طوق أهديه لمعلمي.
وأفاجأ بصوت أمي يأتيني من نهاية السلم:
- "أما تزال هنا؟! لقد تأخرت عن المدرسة."
ينتفض الياسمين من راحتي فزعا, وأهرع إلى المدرسة. كنت أسمع لهاثي وأنا
أسرع الخطا. لم يكن يشغلني حينها إلا عصا معلمي التي ستنهال على راحتي فور وصولي إلى المدرسة.