المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا بد للأخلاق الفطرية من وازع ديني ينميها ...



منذر أبو هواش
28/06/2008, 08:32 AM
لا بد للأخلاق الفطرية من وازع ديني ينميها ...
لقد شاهدنا التجربة اللادينية في شيوعيي الإتحاد السوفييتي سابقا، وشاهدناها وما زلنا نشاهدها في بقايا الشيوعيين الملحدين اللادينيين والعلمانيين حاليا، وشاهدنا بالتجربة والاختبار أن بعد هؤلاء عن الدين وانعدام الوازع الديني لديهم ومنهجهم الإبليسي أبعدهم عن كل ما هو إنساني، وكل ما هو أخلاقي، وأن مبدأهم المادي الإلحادي قد قضى على كل المشاعر الإنسانية والأخلاقية الفطرية لديهم. إن الإنسان حين ينعدم لديه الوازع الديني يصبح كائنا انتهازيا أنانيا لا يهمه إلا نفسه ومصلحته.

ورغم هذه الحقيقة الإنسانية الاجتماعية الواضحة الثابتة بالدليل المادي المحسوس والممارسة اليومية والاعتراف الشخصي يخرج علينا من الماديين الملحدين والعلمانيين من يكابرون ويدلسون ويقلبون الحقائق ويتكلفون ويفترضون بكل وقاحة وسخف إمكانية وجود دافع إنساني لدى اللاديني الملحد، بل إنهم يحاولون اعتباطا وإمعانا في التدليس نفي هذا الدافع الإنساني ونفي كل الفضائل عن الإنسان المؤمن أو المتدين وعن الدين عموما.

إن هناك شكا كبيرا في أن يكون لدى اللادينيين أية دوافع إنسانية أو أخلاقية، فهم ماديون يجردون الإنسان من إنسانيته، ولا يؤمنون بأية مبادئ إنسانية أو أخلاقية حتى لو كانت هناك حاجة أو ضرورة اجتماعية، في حين تشير الأدلة والحقائق الواقعية وبشكل لا يقبل الشك إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين الدوافع الدينية والدوافع الإنسانية، وأن الدين والأخلاق والدوافع الإنسانية من المتلازمات.

إن الكلام عن أي دافع إنساني لدى من حرم من الدافع والوازع الديني مجرد خيال وافتراء ليس له أي سند من أرض الواقع، لأن من حرم من الدين انحدر بدوافعه وأخلاقه ومثالياته وإنسانيته إلى أسفل سافلين. ويبقى مثل هذا الكلام التدليسي كلاما بعيدا عن الحقيقة والواقع، لأن الأخلاق والمشاعر الإنسانية كلها مرتبطة بوضوح شديد وبشكل مباشر بالدين وبالوازع الديني لدى الإنسان، ولأن الدين وحده هو الذي يتولى هذه الميول الإنسانية الأخلاقية الفطرية بالرعاية وبالتنمية، بينما اللادين يعمل على قتلها وتجفيفها إلى غير رجعة.

إن الكلام عن أي علاقة أو أي رابط مفترض بين الإلحاد والأخلاق والرحمة والرفق والشفقة هو كلام مضحك ومرفوض وغير واقعي ومن عالم الخيال، لذلك فإن أية استنتاجات تبنى على هذه الفرضية الهزيلة تكون خاطئة بشكل كلي.

اللادينيون لا يرفقون بالإنسان! وأما عن رفقهم بالحيوان فقد يكون من الجيد بالنسبة إليهم إن هم اكتفوا بذبح الحيوان للانتفاع بلحمه كما يفعلون في شرق آسيا. لقد سمعنا أخبارا، وشاهدنا أفلاما بالصوت والصورة عن مسالخ بشرية في روسيا يسلخ فيها الناس الميتون أو المقتولون من قبل العصابات بقصد الإفادة من لحومهم وأعضائهم القابلة للأكل!

ليست الأمور كما يقولها المدلسون، لأن من يحاربون الدين وينفرون منه يحاربون الأخلاق ولا يحضون عليها ... هذا ما خبرناه وعرفناه ... والشمس لا تغطى بغربال ...

والله أكبر ...

منذر أبو هواش

:fight:

سعيد نويضي
29/06/2008, 11:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الأستاذ و شيخنا الجليل منذر أبو هواش سلام الله عليك و رحمته و بركاته...

الأخلاق بالنسبة للإنسان هي مجموعة القيم التي تنقل الكائن من دائرة الأدنى إلى دائرة الأرقى...فالنشوء و الارتقاء يكون في سلم القيم...و ليس في السلم البيولوجي الذي بنوا عليه نظريتهم...فالشيوعية كما تعلم اكثر مني أخذت من الإنسان الجانب المادي و تركت الجانب الروحي...على أساس أن سؤال "الروح" ليس له اساس مادي وبالتالي فهو من قبيل الخرافات و الأساطير...و كان لداروين الأثر الكبير في بناء التصور المادي للحياة و الكون و الإنسان...و ما بني على باطل لا يمكن إطلاقا أن ينتج حقا...

لذلك من يتنكر للأخلاق يتنكر "للفطرة" التي فطر الله عز و جل الناس عليها...و الفطرة لا تجد سكينتها و طمأنينتها إلى في الاعتقاد بما هو "غيبي"...لذلك تدرج الإنسان عبر المراحل التي قطعها في تطوره من اقترابه "للحق" و رفضه "للباطل"...و لا يستقيم الحق إلا في ظل شرائعه التي أرسلها عبر من اصطفى من خلقه من البشر...ليبينوا للناس ما هي القيم الحقيقية و ما هي القيم المزيفة...باعتبار أن مرجعية القيم هي المحدد للأخلاق القويمة من الأخلاق السقيمة...

مشكلة الإنسان المعاصر ان قيم السوق المادية أنستهم قيم السوق الروحية...فالسوق معطى اجتماعي و تاريخي أسس الإنسان من خلاله علاقاته مع نفسه و مع الآخر...فما من سوق إلا ول تجارة معينة...فمنهم بائع و منهم مشتري...فمن كانت تجارته قائمة على زراعة الدنيا من أجل الآخرة...كانت تجارة رابحة...و من كانت تجارته من أجل الدنيا كانت تجارة ناقصة غير كاملة و بالتالي تجارة خاسرة...

لذلك تكون وظيفة الأخلاق هي صمام الأمان الذي يأخذ في الاعتبار الآخرة...و الاخلاق على نوعان أخلاق مادية و أخرى روحية...فالنوع الأول يعمل للدنيا دون الآخرة و الثانية تجمع بين الدنيا و الآخرة...فالامتياز الذي يتمتع به النوع الثاني من الأخلاق هو عدم غفلته عن الآخرة و بالتالي تذكره و تذكيره لنفسه و لغيره بالميثاق الذي أخذه آدم و ذريته لما كان في علم الغيب على نفسه...

ورد في تفسير ابن كثير "** وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِيَ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَىَ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هَـَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوَاْ إِنّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنّا ذُرّيّةً مّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصّلُ الاَيَاتِ وَلَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ
يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه قال تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة, وفي رواية على هذه الملة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تولد بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء» وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم» وقال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله: حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني السري بن يحيى أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم عن الأسود بن سريع من بني سعد قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع غزوات قال فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد عليه ثم قال «ما بال أقوام يتناولون الذرية» فقال رجل يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين ؟ فقال «إن خياركم أبناء المشركين ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليهاحتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها»

و هذه حقيقة فالفطرة تشكلها الاسرة و البيئة الاجتماعية و من تم تزرع فيها أخلاق و قيم لا علاقة لها بالفطرة السليمة التي أصابها النسيان و الغفلة...فالغفلة و النسيان من آليات عدو الله عز و جل و عدو الإنسان الشيطان اللعين ليصد عن الطريق القويم...فالإقرار بالميثاق الذي أخذته ذرية آدم في علم الغيب هو إقرار بالتوحيد و بالمنظومة الأخلاقية التي تعكسه في السلوك على أساس اعتقاد ينطلق من الإيمان "بالدين" كإطار للسلوك الأخلاقي...

فكل أخلاق لا تستند في مرجعيتها للدين الحق هي نوع من تضليل للشيطان...

دمت للحق ناصرا و في رعاية الله جل و علا...

سعيد نويضي
29/06/2008, 11:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ الأستاذ و شيخنا الجليل منذر أبو هواش سلام الله عليك و رحمته و بركاته...

الأخلاق بالنسبة للإنسان هي مجموعة القيم التي تنقل الكائن من دائرة الأدنى إلى دائرة الأرقى...فالنشوء و الارتقاء يكون في سلم القيم...و ليس في السلم البيولوجي الذي بنوا عليه نظريتهم...فالشيوعية كما تعلم اكثر مني أخذت من الإنسان الجانب المادي و تركت الجانب الروحي...على أساس أن سؤال "الروح" ليس له اساس مادي وبالتالي فهو من قبيل الخرافات و الأساطير...و كان لداروين الأثر الكبير في بناء التصور المادي للحياة و الكون و الإنسان...و ما بني على باطل لا يمكن إطلاقا أن ينتج حقا...

لذلك من يتنكر للأخلاق يتنكر "للفطرة" التي فطر الله عز و جل الناس عليها...و الفطرة لا تجد سكينتها و طمأنينتها إلى في الاعتقاد بما هو "غيبي"...لذلك تدرج الإنسان عبر المراحل التي قطعها في تطوره من اقترابه "للحق" و رفضه "للباطل"...و لا يستقيم الحق إلا في ظل شرائعه التي أرسلها عبر من اصطفى من خلقه من البشر...ليبينوا للناس ما هي القيم الحقيقية و ما هي القيم المزيفة...باعتبار أن مرجعية القيم هي المحدد للأخلاق القويمة من الأخلاق السقيمة...

مشكلة الإنسان المعاصر ان قيم السوق المادية أنستهم قيم السوق الروحية...فالسوق معطى اجتماعي و تاريخي أسس الإنسان من خلاله علاقاته مع نفسه و مع الآخر...فما من سوق إلا ول تجارة معينة...فمنهم بائع و منهم مشتري...فمن كانت تجارته قائمة على زراعة الدنيا من أجل الآخرة...كانت تجارة رابحة...و من كانت تجارته من أجل الدنيا كانت تجارة ناقصة غير كاملة و بالتالي تجارة خاسرة...

لذلك تكون وظيفة الأخلاق هي صمام الأمان الذي يأخذ في الاعتبار الآخرة...و الاخلاق على نوعان أخلاق مادية و أخرى روحية...فالنوع الأول يعمل للدنيا دون الآخرة و الثانية تجمع بين الدنيا و الآخرة...فالامتياز الذي يتمتع به النوع الثاني من الأخلاق هو عدم غفلته عن الآخرة و بالتالي تذكره و تذكيره لنفسه و لغيره بالميثاق الذي أخذه آدم و ذريته لما كان في علم الغيب على نفسه...

ورد في تفسير ابن كثير "** وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِيَ آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَىَ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هَـَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوَاْ إِنّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنّا ذُرّيّةً مّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصّلُ الاَيَاتِ وَلَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ
يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه قال تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة, وفي رواية على هذه الملة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تولد بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء» وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم» وقال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله: حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني السري بن يحيى أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم عن الأسود بن سريع من بني سعد قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع غزوات قال فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد عليه ثم قال «ما بال أقوام يتناولون الذرية» فقال رجل يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين ؟ فقال «إن خياركم أبناء المشركين ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليهاحتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها»

و هذه حقيقة فالفطرة تشكلها الاسرة و البيئة الاجتماعية و من تم تزرع فيها أخلاق و قيم لا علاقة لها بالفطرة السليمة التي أصابها النسيان و الغفلة...فالغفلة و النسيان من آليات عدو الله عز و جل و عدو الإنسان الشيطان اللعين ليصد عن الطريق القويم...فالإقرار بالميثاق الذي أخذته ذرية آدم في علم الغيب هو إقرار بالتوحيد و بالمنظومة الأخلاقية التي تعكسه في السلوك على أساس اعتقاد ينطلق من الإيمان "بالدين" كإطار للسلوك الأخلاقي...

فكل أخلاق لا تستند في مرجعيتها للدين الحق هي نوع من تضليل للشيطان...

دمت للحق ناصرا و في رعاية الله جل و علا...