المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العصا البيضاء - قصة قصيرة جدا - ابراهيم درغوثي - تونس



ابراهيم درغوثي
09/12/2006, 08:46 PM
العصا البيضاء
قصة قصيرة جدا .

ابراهيم درغوثي / تونس

تمر بك السيارات مسرعة وكأنها تهرب من عصاك التي كنت تلوحين بها .
كنت تستمعين لطشيش الماء تحت العجلات فتقولين لنفسك : ما أوسع رحمتك يا الله .
وتعود السيارات إلى عدوها المجنون لا تحفل بطول وقفتك على الطوار .
ويمر الزمن . يلاطفك تارة ، فيمسح عن وجهك الأسى ، وطورا يهطل على رأسك مدرارا .
هاهي سيارة تقف بالقرب منك . يأتيك صوت لطيف : ها ، أنت يا امرأة، إلى أين تريدين الذهاب ، فالليل على الأبواب ؟
تقولين للصوت انك ذاهبة لمبيت الطالبات ، وانك هنا واقفة وقد تعاقبت عليك فصول السنة. وان أمطار الخريف بللت ثيابك ، وأن هجير الصيف مر من أمام وجهك وان السيارات التي مرت من هنا كانت كلها عمياء .
وتضعين في يده العنوان .
فيرد عليك : محضوضة أنت ، فطريقنا من هناك .
وتنزوين في المقعد الخلفي ، والسيارة تهدر ، وصوت مطربة الشباب يصدح بأغاني عبد الحليم حافظ ، وأنت تحبين كثيرا هذه الأغاني ( جانا الهوى جانا ، ورمانا الهوى رمانا ) . وتقولين لنفسك : لماذا يصمت هذا السائق ، وأمثاله في العادة كثيرو الكلام ؟ ويتغير صوت الطريق تحت العجلات . يصير الضجيج أكبر ، والسيارة تخرج من حفرة لتدخل في أخرى .
وتقولين حين تمتد يد تريد قطف التفاح النافر فوق صدرك :
- اللي شبكها ايخلصها .
وتزجرين اليد السارقة :
- يا آدم ، هذا التفاح أخرجك من الجنة ، فلا يغوينك الشيطان .
ويسكت المحرك ، فيضج قلبك في الصدر . وتبحثين عن النجدة . لكن صوتك تكتمه يد غليظة . وتحسين كأن شيئا يلامس جنبك . شيء كنصل السكين . وتحاولين العودة إلى الصراخ فيضيع صوتك في الحلق الذي أصبح يابسا كسبخة ملح .
وما اكتفى الغزاة بالتفاح . استباحوا القلعة بعدما دكوا أسوارها المنيعة ... وكانت يداك تتحسسان الوجوه .تبحثان عن قرون الشيطان . وكنت تتقين عزلاء الرماح الهائجة .
حين همدوا سمعتهم يتهامسون :
لا تخافوا ، فلن تعرف هذه المرأة الطريق إلى مفاتيح وجوهنا .
وتفر الطريق تحت عجلات السيارة الهادرة ، فتعودين من جديد إلى الوقوف على الطوار تلوحين بعصاك البيضاء في وجه الظلام ...

dargouthibahi@yahoo.fr

اشرف الخريبي
11/12/2006, 11:48 AM
العصا البيضاء
قصة متماسكة البناء بسرد شفيف يميل الى لغة شعرية ممتعة
وهى اذ تقف بهذا التماسك تقدم رؤيا مميزة للعالم
تحية لك
اشرف

عبلة محمد زقزوق
11/12/2006, 12:22 PM
العصا البيضاء
قصة لا يأتي بحروف نبضها إلا كاتب متمكن من السرد القصصي الممتع
ففي القصة زحم لغوي رائع أعجبني رغم الألم البادي والظاهر على وجهي
أحييك وسوف اتبع خطاك في فن القصة بفخر وتقدير أخي الفاضل / ابراهيم درغوثي
تحيات وتاوية مزهره .

ابراهيم درغوثي
11/12/2006, 02:38 PM
أستاذ أشرف
ممنون سيدي لمرورك على قصتي
وممنون أكثر لإعجابك بها
دمت سندا للمبدعين

ابراهيم درغوثي
11/12/2006, 02:42 PM
أختي عبلة
سأكون سعيدا بمرورك الدوري على قصصي
فرأيك في هذا النص أسعدني كثيرا لما فيه من نقاط تلاق بين الباث والمتلقي
دمت للابداع

عبلة محمد زقزوق
11/12/2006, 03:23 PM
أختي عبلة
سأكون سعيدا بمرورك الدوري على قصصي
فرأيك في هذا النص أسعدني كثيرا لما فيه من نقاط تلاق بين الباث والمتلقي
دمت للابداع

شكرا لكريم الدعوة أخي الفاضل ـ إبراهيم درغوثي
كما يسعدني إستضاءة حرفي بجميل المرور وروعة التعليق بالنقد البناء منكم .
دمت ودام التألق بربوع حرفك أخي الكريم

عبدالودود العمراني
11/12/2006, 03:53 PM
سي ابراهيم،
هذه ثاني قصة/أقصوصة/قصيصة من إبداعاتك أطلع عليها.
شكراً للمرآة العاكسة الصادقة والعميقة التي تقدمها للقراء، ليطلعوا عن بعض مآسينا اليومية، أو كما يقول الكبار: مآسينا "الاجتماعية والأخلاقية".
أحببت كتاباتك لأنها تنبض بالصدق وتأتي من صميم صميم الواقع.
واصل أخي، ألهمك الله وزيّن بيانك.

عبدالودود

ابراهيم درغوثي
11/12/2006, 08:02 PM
سيدي الكريم / أستاذ عبد الودود
سعيد بمرورك على هذا النص
وسعيد أكثر لأنه أعجبك
وشكري الكبير لهذا الموقع الذي أتلح لنا التعارف وقراءة نصوصنا
التي لولا هذا العالب العجيب عالم الأنترنان لما أمكننا التعرف على بعضنا البعض
سأزورك وسأفرح بالزيارة لا محالة

عبدالودود العمراني
11/12/2006, 08:09 PM
أهلا بأخي ابراهيم،
الدار مفتوحة للأحباب والإخوان، والعنوان كما تعلم: سوسة، جوهرة الساحل.
نصيحة: لا تأخذ تاكسي، فقد أصبح ركوبها من المغامرات الخطيرة;)
عبدالودود

ابراهيم درغوثي
11/12/2006, 08:23 PM
ما أسعدني بك أخي عبد الودود
سوسة عروس المدن ويا بخت من زارها كما يقول من يعرف قدرها ومحبتها في قلوب التونسيين واخواننا العرب .
شكرا على الدعوة الكريمة وشكرا على لطفك الزائد .
مع العلم أنني كنت أقصد في الأساس زيارة نصوصك المنشورة في هذا الموقع
مع المودة والتقدير

فيصل الزوايدي
19/08/2007, 03:39 PM
أخي ابراهيم درغوثي قصة ممتعة أيضا .. استخدام ضمير الخطاب في السرد أكسب القصة تميزا .. استغلال الانسان لاخيه الانسان ، الظلم و احساس الضحية بالقهر العاجز ، ذئبوية الانسان تجاه الآخر .. صور شتى لواقع مازال يخفي الكثير .. القصة فصل آخر من فصول إبداعك أيها العزيز ..
مع المودة و التقدير

عبد الحميد الغرباوي
19/08/2007, 03:54 PM
نص بديع، ومشاهد إنسانية مفعمة بمواقف و أحاسيس متباينة هي ملح الحياة طبعا...
لي ملاحظة أخي إبراهيم في قالب تساؤل: ألا ترى معي أن هذا النص خرج عن تقنيات النص القصير جدا؟...أم أني مخطئ في تقديري؟..
مودتي

ابراهيم درغوثي
19/08/2007, 08:14 PM
العزيز فيصل
سعدت بقراءتك الجادة لهذه القصة
دم في ابداع دائم يا أخي

ابراهيم درغوثي
19/08/2007, 08:16 PM
أبدا يل عزيزي عبدالحميد
أنت صلب الموضوع
هذه قصة قصيرة كاملة الشروط
لا أدري كيف ضاعت وسط القق القصيرة جدا
دم نبيها لأحبابك

عبد العزيز غوردو
20/08/2007, 10:00 PM
أخي المبدع إبراهيم

رصدك للوجع اليومي مفعم بالصدق والواقعية...

ها هنا ينمو وجع جديد.. على اغتصاب جديد أيضا..

وكم للاغتصاب من وجه في حياتنا... يا صاحبي..

أحييــــــــــــــــــــــك

ابراهيم درغوثي
21/08/2007, 02:40 PM
الفاضل عبدالعزيز
سعدت كثيرا بقراءتك لهذا النص المفعم بالوجم
دمت في ألف يا صاحبي

فيصل الزوايدي
14/09/2007, 05:02 PM
أخي العزيز ابراهيم درغوثي تماما كما قال الاخ عبد العزيز غوردو " رصد للوجع اليومي مفعم بالصدق و الواقعية " و كنتُ سألتك يوما عن علاقة نصوصك بهذا اليومي و المألوف فأجبتني بأنه الهامشي و المنسي هو مصدر اعمالك أمّا الأمور الجليلة فتتركها لغيرك .. فإذا بك أجلّ منهم بتناولك لهذه المشاهد البسيطة منها تصنع حدثا فنيا بديعا ..
دمتَ بخير كثير
مع مودتي

ابراهيم درغوثي
14/09/2007, 06:39 PM
العزيز فيصل
جميل هذا الكلام يا صاحبي
أنت تزوع في قلبي السعادة
كلما دقت على أبوابه تعاسات الصغار

حسام الدين نوالي
23/03/2008, 12:54 AM
كما العديد من النصوص التي كتبها "درغوثي" يتأسس نص "العصا البيضاء" على بنيتيْ (الذكورة والأنوثة) باعتبارهما مؤسسين رئيسين ينبني عليهما توازن مفترض للعالم، توازن يفضي كما في الفكر الصيني القديم إلى "التناغم" الذي اعتنت به الثقافات الشرقية القديمة كثيرا واهتمت به في العلاقات، والأفكار، والتغذية، والممارسات الحياتية.
وإنْ تحدثت (د. ليندا جين شيفرد) في كتاب "أنثوية العلم" عن الهيمنة الذكرية بوصفها نتاج بنية ثقافية استنادا إلى أبحاث (مارجريت ميد) في الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا، وهي هيمنة تنعكس في الكثير من الأنشطة الإنسانية وفي العديد من المعايير والقياسات التي تتأسس بها وعليها القيم الاجتماعية والفكرية وغيرهما- فإن قراءة بسيطة لبنية اللغة و السرد في "العصا البيضاء" تفضي إلى الخلاصة ذاتها: الهيمنة.
للنص مفاتيح في هذا الشأن، والإحصاء –بمعية أربعة أصدقاء قام كل منا بوضع خط تحت ما يعتبره كلمة قوية أو مفتاحا في النص- قاد إلى تحديد ست كلمات: ( العصا، المرأة المخاطبة، السيارات، الطريق، عبد الحليم حافظ، آدم)
وعلى المستوى الظاهر النحوي نلمس التوازن بين ثلاث عبارات تذَكَّر وثلاث تؤنث، وهو تناغم يقابله التناغم الظاهر في السير العادي للمجتمع.
إن النداءات الحديثة الكثيرة بشأن المساواة، والتعديلات القانونية، والنداءات من أجل التوزيع المتكافئ للسلط، والفرص في المجتمع والسياسة والتعليم وغيرها يعكس الخط غير المتناغم للذكورة والأنوثة في مجتمعاتنا، ويعكس الصوت المقابل الرافض لبنيات التفكير السائدة في الثقافة والقانون والتربية وغيرها...
وعلى المستوى الرمزي، وهو ما يشتغل عليه النص بشكل كبير واحترافي، يمكن إعادة توزيع المفاتيح وفق تصور أبعد لمحددات الذكورة والأنوثة.
فإذا كانت المرأة المخاطبة يقابلها آدم وعبد الحليم حافظ بشكل لا يحتاج لتوضيح، فإن العصا والطريق تمثلان البنية الذكورية المنتصبة، في مقابل السيارات التي في حال سيرها العادي تكتفي بالطريق وحده كمرافق، وفي حال سيرها غير العادي- كما في سيارة آدم- لا تكتفي بالطريق وحده بل تستقطبها العصا أيضا، و ينتج عن ذلك خروج عن الطريق إلى الحفر والظلام... أو بعبارة أخرى الخروج عن الـ "ما ينبغي" أن تكون له.
أي أننا في النص أمام "ذكرين لكل أنثى"، وهو توزيع يتنافى سواء مع المحددات الطبيعية (القطعان لا تقبل اشتراك الذكور لأنثى) أو مع المحددات الثقافية التي يمثلها الدين والأخلاق والقانون وغيرها..
قال شاعر:
تريدين كيما تجمعيني وخالدا * * وهل يُجمع السيفان ويلكِ في غمد.
نخلص إذن إلى أن مجتمع النص، مجتمع غير سوي، ولا متكافئ ، وبالتالي فهو تسلطي وعنيف، وإلى جانب العنف الرمزي الممثل في الكم، هنا عنف آخر جسدي واضح في حكاية النص، ويقابله عنف الأسرة والشارع والمدرسة اتجاه المرأة.
وإذ نحن على عتبة يوم لمراجعة علاقتنا مع المرأة، وأدوارها المجتمعية، والقيم السائدة في التصور العام حول "المؤنث" عموما، فإني أشير إلى حاجتنا الثقافية إلى زحزحة التصورات من جهة وبناء أنماط فكرية جديدة في العلاقات المجتمعية من جهة ثانية.. حاجةٌ نفترض تحققها من خلال انشغالات المفكرين والمبدعين والمدرسين والأسر كل من نطاق تخصصه..

وهذه وردة أهديها لكل النساء..

حسام الدين نوالي
23/03/2008, 12:54 AM
كما العديد من النصوص التي كتبها "درغوثي" يتأسس نص "العصا البيضاء" على بنيتيْ (الذكورة والأنوثة) باعتبارهما مؤسسين رئيسين ينبني عليهما توازن مفترض للعالم، توازن يفضي كما في الفكر الصيني القديم إلى "التناغم" الذي اعتنت به الثقافات الشرقية القديمة كثيرا واهتمت به في العلاقات، والأفكار، والتغذية، والممارسات الحياتية.
وإنْ تحدثت (د. ليندا جين شيفرد) في كتاب "أنثوية العلم" عن الهيمنة الذكرية بوصفها نتاج بنية ثقافية استنادا إلى أبحاث (مارجريت ميد) في الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا، وهي هيمنة تنعكس في الكثير من الأنشطة الإنسانية وفي العديد من المعايير والقياسات التي تتأسس بها وعليها القيم الاجتماعية والفكرية وغيرهما- فإن قراءة بسيطة لبنية اللغة و السرد في "العصا البيضاء" تفضي إلى الخلاصة ذاتها: الهيمنة.
للنص مفاتيح في هذا الشأن، والإحصاء –بمعية أربعة أصدقاء قام كل منا بوضع خط تحت ما يعتبره كلمة قوية أو مفتاحا في النص- قاد إلى تحديد ست كلمات: ( العصا، المرأة المخاطبة، السيارات، الطريق، عبد الحليم حافظ، آدم)
وعلى المستوى الظاهر النحوي نلمس التوازن بين ثلاث عبارات تذَكَّر وثلاث تؤنث، وهو تناغم يقابله التناغم الظاهر في السير العادي للمجتمع.
إن النداءات الحديثة الكثيرة بشأن المساواة، والتعديلات القانونية، والنداءات من أجل التوزيع المتكافئ للسلط، والفرص في المجتمع والسياسة والتعليم وغيرها يعكس الخط غير المتناغم للذكورة والأنوثة في مجتمعاتنا، ويعكس الصوت المقابل الرافض لبنيات التفكير السائدة في الثقافة والقانون والتربية وغيرها...
وعلى المستوى الرمزي، وهو ما يشتغل عليه النص بشكل كبير واحترافي، يمكن إعادة توزيع المفاتيح وفق تصور أبعد لمحددات الذكورة والأنوثة.
فإذا كانت المرأة المخاطبة يقابلها آدم وعبد الحليم حافظ بشكل لا يحتاج لتوضيح، فإن العصا والطريق تمثلان البنية الذكورية المنتصبة، في مقابل السيارات التي في حال سيرها العادي تكتفي بالطريق وحده كمرافق، وفي حال سيرها غير العادي- كما في سيارة آدم- لا تكتفي بالطريق وحده بل تستقطبها العصا أيضا، و ينتج عن ذلك خروج عن الطريق إلى الحفر والظلام... أو بعبارة أخرى الخروج عن الـ "ما ينبغي" أن تكون له.
أي أننا في النص أمام "ذكرين لكل أنثى"، وهو توزيع يتنافى سواء مع المحددات الطبيعية (القطعان لا تقبل اشتراك الذكور لأنثى) أو مع المحددات الثقافية التي يمثلها الدين والأخلاق والقانون وغيرها..
قال شاعر:
تريدين كيما تجمعيني وخالدا * * وهل يُجمع السيفان ويلكِ في غمد.
نخلص إذن إلى أن مجتمع النص، مجتمع غير سوي، ولا متكافئ ، وبالتالي فهو تسلطي وعنيف، وإلى جانب العنف الرمزي الممثل في الكم، هنا عنف آخر جسدي واضح في حكاية النص، ويقابله عنف الأسرة والشارع والمدرسة اتجاه المرأة.
وإذ نحن على عتبة يوم لمراجعة علاقتنا مع المرأة، وأدوارها المجتمعية، والقيم السائدة في التصور العام حول "المؤنث" عموما، فإني أشير إلى حاجتنا الثقافية إلى زحزحة التصورات من جهة وبناء أنماط فكرية جديدة في العلاقات المجتمعية من جهة ثانية.. حاجةٌ نفترض تحققها من خلال انشغالات المفكرين والمبدعين والمدرسين والأسر كل من نطاق تخصصه..

وهذه وردة أهديها لكل النساء..

بديعة بنمراح
23/03/2008, 02:18 AM
الأخ المبدع إبراهيم
نصك ينضح ألما، ينبع من معاناتنا.
أسلوب شيق، و مبدع متمكن من ادواته.
دام لك الألق.
كل الود

بديعة بنمراح
23/03/2008, 02:18 AM
الأخ المبدع إبراهيم
نصك ينضح ألما، ينبع من معاناتنا.
أسلوب شيق، و مبدع متمكن من ادواته.
دام لك الألق.
كل الود

نزار ب. الزين
23/03/2008, 06:45 AM
أخي الحبيب المدبدع ابراهيم درغوثي
كأني بك عند ذكر العصا البيضاء تتحدث عن فتاة ضعيفة البصر أو عمشاء ، استغل ضعفها سائق التاكسي فذهب بها إلى مكان منعزل ثم اغتصبها و دعا أصحابه -من ثم - إلى الوليمة ..
هذه الحوادث تتكرر في المدن الكبرى و تشير إلى انحلال أخلاقي آخذ في التفشي بتأثير من الغزو الثقافي ..
و لكن مهما كانت الرؤية ، فالنص مشوق و جذاب و يثير ذهن القارئ ليبحث بين رموزها ، و هذا بحد ذاته أحد نجاحاتها ..
سلمت يداك و دمت مبدعا
نزار

نزار ب. الزين
23/03/2008, 06:45 AM
أخي الحبيب المدبدع ابراهيم درغوثي
كأني بك عند ذكر العصا البيضاء تتحدث عن فتاة ضعيفة البصر أو عمشاء ، استغل ضعفها سائق التاكسي فذهب بها إلى مكان منعزل ثم اغتصبها و دعا أصحابه -من ثم - إلى الوليمة ..
هذه الحوادث تتكرر في المدن الكبرى و تشير إلى انحلال أخلاقي آخذ في التفشي بتأثير من الغزو الثقافي ..
و لكن مهما كانت الرؤية ، فالنص مشوق و جذاب و يثير ذهن القارئ ليبحث بين رموزها ، و هذا بحد ذاته أحد نجاحاتها ..
سلمت يداك و دمت مبدعا
نزار

ابراهيم درغوثي
25/03/2008, 12:05 AM
العزيز حسام الدين
رائعة هذه القراءة الشيقة لنصي
أدفأت قلبي هذه الليلة
دام الدفء في قلبك

ابراهيم درغوثي
25/03/2008, 12:06 AM
أختنا الفاضلة بديعة
شكرا على القراءة و التقدير

ابراهيم درغوثي
25/03/2008, 12:07 AM
الغالي نزار بالزين
دمت في القلب حاضرا يا غالي
ما أبشع الانسان في هذا الزمان يا أخي
لا يختلف في ذلك انسان الحضر و انسان الوبر

محسن رشاد أبو بكر
04/05/2008, 11:10 AM
العصا البيضاء
قصة قصيرة جدا .

ابراهيم درغوثي / تونس

تمر بك السيارات مسرعة وكأنها تهرب من عصاك التي كنت تلوحين بها .
كنت تستمعين لطشيش الماء تحت العجلات فتقولين لنفسك : ما أوسع رحمتك يا الله .
وتعود السيارات إلى عدوها المجنون لا تحفل بطول وقفتك على الطوار .
ويمر الزمن . يلاطفك تارة ، فيمسح عن وجهك الأسى ، وطورا يهطل على رأسك مدرارا .
هاهي سيارة تقف بالقرب منك . يأتيك صوت لطيف : ها ، أنت يا امرأة، إلى أين تريدين الذهاب ، فالليل على الأبواب ؟
تقولين للصوت انك ذاهبة لمبيت الطالبات ، وانك هنا واقفة وقد تعاقبت عليك فصول السنة. وان أمطار الخريف بللت ثيابك ، وأن هجير الصيف مر من أمام وجهك وان السيارات التي مرت من هنا كانت كلها عمياء .
وتضعين في يده العنوان .
فيرد عليك : محضوضة أنت ، فطريقنا من هناك .
وتنزوين في المقعد الخلفي ، والسيارة تهدر ، وصوت مطربة الشباب يصدح بأغاني عبد الحليم حافظ ، وأنت تحبين كثيرا هذه الأغاني ( جانا الهوى جانا ، ورمانا الهوى رمانا ) . وتقولين لنفسك : لماذا يصمت هذا السائق ، وأمثاله في العادة كثيرو الكلام ؟ ويتغير صوت الطريق تحت العجلات . يصير الضجيج أكبر ، والسيارة تخرج من حفرة لتدخل في أخرى .
وتقولين حين تمتد يد تريد قطف التفاح النافر فوق صدرك :
- اللي شبكها ايخلصها .
وتزجرين اليد السارقة :
- يا آدم ، هذا التفاح أخرجك من الجنة ، فلا يغوينك الشيطان .
ويسكت المحرك ، فيضج قلبك في الصدر . وتبحثين عن النجدة . لكن صوتك تكتمه يد غليظة . وتحسين كأن شيئا يلامس جنبك . شيء كنصل السكين . وتحاولين العودة إلى الصراخ فيضيع صوتك في الحلق الذي أصبح يابسا كسبخة ملح .
وما اكتفى الغزاة بالتفاح . استباحوا القلعة بعدما دكوا أسوارها المنيعة ... وكانت يداك تتحسسان الوجوه .تبحثان عن قرون الشيطان . وكنت تتقين عزلاء الرماح الهائجة .
حين همدوا سمعتهم يتهامسون :
لا تخافوا ، فلن تعرف هذه المرأة الطريق إلى مفاتيح وجوهنا .
وتفر الطريق تحت عجلات السيارة الهادرة ، فتعودين من جديد إلى الوقوف على الطوار تلوحين بعصاك البيضاء في وجه الظلام ...

dargouthibahi@yahoo.fr

لم يراعى هؤلاء الذئاب نقاء عصاها البيضاء فلوثوها بنذالتهم ، أصبحت التصرفات الوحشية والهمجية كثيرة فى مجتمعاتنا ، ولا بد لها من راصد واع مثلك أيها المبدع المتميز

الرائع / إبراهيم درغوثى
تحياتى لقلمك المبدع وحسك المرهف
أبو بكـر

ابراهيم درغوثي
15/05/2008, 12:05 AM
العزيز أبوبكر
سعدت بقراءتك
سعدت بتعليقك
لك مودتي و تقديري

دكتور/ مخلص أمين رزق
15/05/2008, 02:26 AM
أمير القصة القصيرة/ ابراهيم درغوثي
حياة صيغت فى قصة .. ونبض رُسِم فى لوحة .. وحكمة تراصت فى منظومة.
تغلغلت لدواخل الإنسان وأخرجته من حسرته على ما ضاع .. ليبدأ من جديد يلوح بعصا الأمل فى وجه الظلام ..
أبايعك أميراً للقصة القصيرة والقصيرة جداً؛؛؛؛مخلص أمين

ابراهيم درغوثي
18/05/2008, 12:03 AM
العزيز د. مخلص
شكرا كبيرا على نبل مشاعرك
أسعدت القلب و العقل
دام لك الألق

سعيد محمد الجندوبي
27/06/2008, 02:41 PM
العزيز ابراهيم درغوثي

جميل وشاعري هذا الحكي الذي غاص بنا إلى دهاليز مظلمة في النفس البشريّة

مع محبتي

سعيد محمد الجندوبي

ابراهيم درغوثي
27/06/2008, 06:47 PM
عزيزنا سعيد

شكرا على القراءة
شكرا على التقدير

لك ودي الدائم

نواف خلف السنجاري
01/07/2008, 05:30 PM
الأخ ابراهيم
قصة جميلة كم كنت اتمنى ان تكتب محظوظة بدلاً من (محضوضة ).. وعذرا للتطفل!
تحياتي

ابراهيم درغوثي
01/07/2008, 09:49 PM
العزيز نواف

شكرا على القراءة
و شكرا أكبر على التطفل الجميل

مع الود الكبير