المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلامُ البحر .. دمعٌ للرمال



أد. مصطفى الشليح
30/06/2008, 08:36 PM
.

.



:fl:



كلامُ البحر .. دمعٌ للرمال







وطابُ الحرفِ منْ عيْن الكمال = سرابٌ أمْ بُلهنية انسبال
أم الوثباتُ نادفة حبابا= لطيفٍ نادفٍ حجبَ السؤال
أم العتباتُ واقفة كتابًا= بهامشه شموسٌ لاحتمال
أم العذباتُ واكفة جنابا= ولا وطفٌ بوارفة انسدال
ولا صحفٌ يروحُ بها التنادي = إلى صُحفٍ تبوح بكلِّ آل
.=.
أم العتماتُ مِشكاة الليالي= إذا كتبتْ قصيدتها الليالي
على هام الحديثِ بذاتِ سفح= وهامَ الحرفُ مِسبحة لحال
وقامَ القولُ متشحـًا صداه = يُشيحُ بما لديه عن الخوالي
ونامَ الليلُ مروحة تساقتْ = حروفا بالكؤوس من المُحال
.=.
أشعته لجيْنٌ منْ دنـوٌّ = و خشعته مآذنُ للوصال
ودمعته عناوينُ العوالي = من الوثباتِ شاخصة الذبال
وشمعته عراجينُ الأمالي = ودفترها عراجينُ اعتلالي
وروعته طواسينُ المجالي = إذا ما الورد ساجلها حيالي
وقالَ لها الذي ما قلتُ سهوًا =كأنيّ ما سهوتُ عن المقال
.=.
ومالَ على الحديقةِ شائقاتٍ = مدائنه إلى عبثِ الظلال ..
بما كنا وكانَ من الزوايا = وما تركَ الزمان من الجمال ؟ ..
وماترك الزمانُ سوى خيول = مُطهَّمةِ المتون من السؤال ..
إذا التاريخُ جَردَ مُرهفاتٍ = كأنَّ بها صعودًا للسجال
وأفردَ، للجدال، مُهنداتٍ = مُجنحَة البديهةِ بالجدال
ومادَ حديقة ريـَّا ابترادًا = من الكلم المُسافر في الدوالي
كأنَّ له عناقيدَ اتقادٍ = ترقتْ خمرة رقتْ حيالي
وراقتْ صورة ما كانَ منها = سوى حببٍ يُرقرقه انذهالي
وقدْ شرقتْ خطايَ بذاتِ نعل = وأسلستُ المقادة لابتهال
.=.
وما أرقتْ لذي طلل رئيٍّ = سوى قصيدةٍ وقفتْ، فما لي
إذا ما القافياتُ سلونَ بحرًا = أتيتُ به لأوقـفه ؟ وما لي
أرى الموجَ احتمالا لانسدال = على تأويل موجته ؟ وما لي
وقفتُ لأقرأ الرسمَ الذي لستُ = .. أعرفه ليقرأني ؟ وما لي
أخط به كلامُا سوفَ أمحو = ملامحه إذا ما قلتُ : ما لي؟
.=.
أخط، إذا الحمامُ يشط سجعًا= كلامَ البحر دمعـًا للرمال
تهَدَّجَ، مُنحنى الكلماتِ منه= بقوس الآه لحنا للنصال
وعاجَ على دَم المعنى بكأس= ليشربَ آهة الرجْع المذال ..
بهدهدِ وقته، فسجـا مقامـًا= وحالا، ثـمَّ مازجَها بحال
.=.
وللماء انبساط وانفراط = على جنباته مثل اللآلي
ولي وترٌ تجاذبني ذهابـًا = إلى التاريخ تبذخه المعالي
إذا خبرُ الكماة من العوالي = تأرجَ بالمفوهَةِ المقال
.=.
وكانَ أبو عليٍّ مُنتهاها = ومُبتدأ لفارهةِ الجمال
بكلِّ يدٍ تجلُّ عن الأيادي = ورفدٍ يكتسي ألقَ الجلال
وكلِّ خريدةٍ خنساءَ تحنو = على ميَـدٍ وترنو في دلال
إلى برَدٍ توشحه البراري = أقاصيها بمُنقدَح اشتعال
وتدنو مُهرة. ماذا تقولُ = .. الكتابة لي ؟ وماذا ؟ للعقال ..
حكايته، ومُهرتيَ التداني= ولي سَفرٌ بنائية المجالي
ولي سَمرُ الليالي يا عنيدَ = الكنايةِ عنْ مُكابرة الليالي
ولي خمرُ الدوالي يا عميدًا = وخابيَتي تخبُّ إلى الدوالي
.=.
أنـا الكأسُ المشعة شردتني = .. العيونُ وأرقتني بالمِطال
تسوفني، وللكرْم انقطافي= وترسفُ بي إلى منفى حيالي
أسيرُ به إلى مهْوايَ شمسـًا = هوادجُها تموجُ من الظلال
.=.
رأيتـكَ تمّحي صعدًا بهيـًا = لتمحو ما تصوَّبَ باعتلال
عصاتكَ والممرُّ ولامياتٌ = سؤالٌ للمصاطبِ عن سؤال
أكانَ هنا الذي عبرَ المرايا = بقافيةٍ إلى لغةِ انذهال ؟



. أبو علي اليوسي شيخ العلماء المغاربة قديما وحديثا

لطفي الياسيني
30/06/2008, 08:51 PM
الاستاذ الفاضل الكبير السامق الراقي ا.د. مصطفى الشليخ
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا
وبارك الله لك وعليك
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير

زاهية بنت البحر
01/07/2008, 07:12 AM
شعرك رائع أخي المكرم د. مصطفى من أحب العودة إلى الأصالة واغتراف العلم من معين اللغة فليأت لقراءة شعرك الباذخ. ترى ماذا أختار فكلها رائعة ؟

وماترك الزمانُ سـوى خيـول
مُطهَّمةِ المتون مـن السـؤال ..
إذا التاريـخُ جَـردَ مُرهـفـاتٍ
كـأنَّ بهـا صعـودًا للسجـال
وأفـردَ، للـجـدال، مُهـنـداتٍ
مُجنحَـة البديـهـةِ بالـجـدال

ستظل اللغة والشعر بخير مادام د. مصطفى وأمثاله يحفظون لها الود والعهد.
أختك
بنت البحر

منى حسن محمد الحاج
01/07/2008, 08:17 AM
أستاذي العزيز: أ.د مصطفى الشليح
أحييك على هذا الإبداع وعلى هذه اللغة المتمكنة..
جميلة هذه القوافي رصينة التركيب وقوية المعاني..
إنها الأصالة في الشعر والجمال في الأسلوب..
أحييك واسجل إعجابي بما قرأت
وكما سبقتني أختي بنت البحر فإني أعيد قولها بأني لا أستطيع الإقتباس
لأن كل القصيدة تستحق الإقتباس..
لك مني فائق الود والتقدير...