المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نوادر وطرائف



غالب ياسين
04/07/2008, 08:43 AM
كان الشيخ صفي الدين الهندي ، محمد بن عبد الرحيم ، الفقيه الشافعي ، المتوفى سنة 715 هـ - رجلاً ظريفاً ساذجاً ، فيحكى أنه قال :
وجدت في سوق الكتب مرة كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي ، فغاليت في ثمنه واشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط ، فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم .
المختار المصون من أعلام القرون 1/200

غالب ياسين
04/07/2008, 08:44 AM
قال خطيب الموصل أبو الفضل : حدثني أبي قال :
توجهت إلى أبي إسحاق [ الشـيرازي الشافعي صاحـب كتاب المهذب ] ، فلما حضرت عنده رحب بي ، وقال : من أين أنت ؟ فقلت : من الموصل ، قال : مرحباً أنت بلدييّ ، قلت : يا سيدنا أنت من فيروز آباد ، قال : أما جمعتنا سفينة نوح .
نزهة الفضلاء 3/1308

غالب ياسين
04/07/2008, 08:44 AM
قال الشوكاني في الضوء اللامع ( 6/149 ) : عوض رجل صالح كان يلازم مجلس الإملاء عند شيخنا ، وله فيه حسن اعتقاد.
وتبدو منه أشياء ظريفة كقوله وقد غاب الزين رضوان المستملي مرة : يا ابني يا أحمد اتخذ لك رضوانين أو ثلاثة ، وقال مرة وقد قال له شيخنا: يا شيخ عوض ، فعل الله بمن سماني عوضاً ، وذكر شيئاً مستقبحاً فقال له شيخنا بديهة : إنما سماك أبوك وأمك.
ومن ظرفه أنه قال وقد أعطاه الشهاب بن يعقوب شيئاً من النفقة : يا سيدي يا أحمد إن شاء الله قاضي القضاة ، فقال له : يا شيخ عوض ، لا يجيء مني هذا ، فقال : أما علمت يا بني أن الزمان أخبث من هذا.
المرجع : المختار المصون من أعلام القرون ، للدكتور محمد موسى الشريف 1/478

غالب ياسين
04/07/2008, 08:46 AM
عن أحمد بن المعدل قال :
كنت عند ابن الماجشون ، فجاءه بعض جلسائه ،
فقال : يا أبا مروان أعجوبة ، خرجت إلى حائطي بالغابة ، فعرض لي رجل ،
فقال : اخلع ثيابك .
قلت : لم ؟
قال : لأني أخوك ، وأنا عريان .
قلت : فالمواساة .
قال : قد لبستها برهة .
قلت : فتعريني .
قال : قد روينا عن مالك أنه قال : لابأس للرجل أن يغتسل عرياناً .
قلت : تُرى عورتي .
قال : لو كان أحد يلقاك هنا ما تعرضت لك .
قلت : دعني أدخل حائطي ، وأبعث بها إليك .
قال : كلا ، أردت أن توجه عبيدك فأُمسك .
قلت : أحلف لك .
قال : لاتلزم يمينك للص .
فحلفت له لأبعثن بها طيبة بها نفسي .
فأطرق ثم قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا فلم أجد لصاً أخد بنسيئة [ أي : مؤجلاً ] فأكره أن أبتدع . فخلعت ثيابي له .
المصدر : نزهة الفضلاء 2/ 853

غالب ياسين
04/07/2008, 08:47 AM
كان زيد بن صوحان - أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومعدود من كبار التابعين العلماء العباد – يحدّ ث ، فقال أعرابي : إن حديثك يعجبني ، وإن يدك لتريبني – وكانت يده الشمال قد قطعت في نهاوند – قال: أو ماتراها الشمال؟ قال : والله ما أدري اليمين يقطعون أم الشمال ؟ فقال زيد : صدق الله {الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } .
المصدر : نزهة الفضلاء 1/307

غالب ياسين
04/07/2008, 08:48 AM
عن ابن إدريس ، قال لي الأعمش : أما تعجب من عبد الملك بن أبجر قال : جاءني رجل فقال : إني لم أمرض وأنا أشتهي أن أمرض ، قال : فقلت : احمد الله على العافية ، قال : أنا أشتهي أن أمرض . قال : كل سمكاً مالحاً ، واشرب نبيذاً مريساً ، واقعد في الشمس ، واستمرض الله . فجعل الأعمش يضحك ويقول : كأنما قال له : واستشف الله عز وجل .
- قال عيسى بن يونس : أتى الأعمش أضياف ، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما . فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتّ [ القتّ : علف البهائم ] ، فوضعه على الخوان ، وقال : أكلتم قوت عيالي فهذا قوت شاتي فكلوه.
- قال عبد الله بن إدريس ، قلت للأعمش : يا أبا محمد ، ما يمنعك من أخذ شعرك ؟ قال : كثرة فضول الحجّامين [ أي : الحلاقين] . قلت : فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حتى تفرغ . فأتيت جنيداً الحجّام ، وكان محدثاً ، فأوصيته ، فقال : نعم . فلما أخذ نصف شعره قال : يا أبا محمد ، كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة ؟ فصاح صيحة ، وقام يعدو . وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز .
- عن حسين بن واقد قال : قرأت على الأعمش ، فقلت له : كيف رأيت قراءتي ؟ قال : ما قرأ عليّ علجٌ أقرأ منك .
المصدر : نزهة الفضلاء 2/532 ،533

غالب ياسين
04/07/2008, 08:49 AM
قال وكيع :جاؤوا إلى الأعمش يوماً فخرج وقال : لولا أن في منزلي من هو أبغض إليّ منكم ماخرجت .
وسأله مرة أبو داود الحائك : ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك ؟ فقال : لابأس بها على غير وضوء ، قال : وما تقول في شهادته ، قال : يقبل مع عدلين .

غالب ياسين
04/07/2008, 08:49 AM
جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش ، فسأله عن مسألة خفيفة في الصلاة ، فالتفت الأعمش إلى أصحابه وقال : انظروا إليه ! لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ، ومسألته مسألة صبيان الكُتاب .
- عن أبي بكر بن عياش قال : رأيت الأعمش يلبس قميصاً مقلوباً ويقول :الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم .
- وقيل : إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له : اذهب فاشتر لنا حبلاً للغسيل . فقال : يا أبة طول كم ؟ قال : عشرة أذرع . قال : في عرض كم ؟ قال : في عرضي مصيبة فيك .
- ويقال : إنه لبس مرة فرواً مقلوباً ، فقال له قائل : يا أبا محمد لو لبستها وصوفها إلى داخل كان أدفأ لك . قال : كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة .
المصدر : نزهة الفضلاء 2 / 534

غالب ياسين
04/07/2008, 08:50 AM
وقع بين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس ، فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لأنني أشعري ، فقال له : لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية .
المختار المصون من أعلام القرون 1/31

غالب ياسين
04/07/2008, 08:51 AM
من الغريب أن ابن خطيب داريا كان يشهد في قيمة الأملاك بدمشق .
فكتب كتاب قيمة دار وصفها وحددها ، وقدمه للبرهان بن جماعة القاضي ليأذن في عمله فبان له تلاعبه وأن هذه الدار هي الزاوية المعروفة بالغزالية من جامع بني أمية وأنه سلك في صنيعه طريقته في التصرف في الكلام وسماها الغزانية ليتمكن بعد من إصلاحها الغزالية ويبلغ مراده من التشنيع على القاضي في كونه أذن في بيع قطعة من الجامع الأموي ففطن القاضي لصنيعه ورام الإيقاع به إلى القاهرة .
المرجع : المختار المصون من أعلام القرون للدكتور محمد موسى الشريف (1/491).

غالب ياسين
04/07/2008, 08:52 AM
عن أيوب السختياني قال : سمعت رجلاً قال لعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه : فلان قذفني في النوم ، قال : اضرب ظله ثمانين .
المصدر : نزهة الفضلاء 1/464

ريمه الخاني
04/07/2008, 11:08 AM
مرور تحيه كبيرة استاذنا

مسلك ميمون
14/05/2009, 04:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ غالب يا سين
السلام عليكم و رحمة الله


و لو أنني مررت ببعض هذه المستملحات قديما . فإنني لما وجدتها هنا مصادفة . شعرت بغبطة . أولا لأنها عادت بي لذكريات سابقة لها علاقة بالبحث و الدراسة . ثانيا جعلتني أفكر في شيء غريب . ذلك أننا نقول إن القصة القصيرة جدا و الومضة فنان وافدان على ثقافتنا . و لكن في هذه النصوص ما هو قصة قصيرة جدا . و منها ما هو ومضة .
فمن القصة القصيرة جداً مثلا :


كان الشيخ صفي الدين الهندي ، محمد بن عبد الرحيم ، الفقيه الشافعي ، المتوفى سنة 715 هـ - رجلاً ظريفاً ساذجاً ، فيحكى أنه قال :
وجدت في سوق الكتب مرة كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي ، فغاليت في ثمنه واشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط ، فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم .
المختار المصون من أعلام القرون 1/200


وقع بين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس ، فقال له ابن كثير : أنت تكرهني لأنني أشعري ، فقال له : لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية .
المختار المصون من أعلام القرون 1/31


و من الومضة :


عن أيوب السختياني قال : سمعت رجلاً قال لعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه : فلان قذفني في النوم ، قال : اضرب ظله ثمانين .
المصدر : نزهة الفضلاء 1/464


وقيل : إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له : اذهب فاشتر لنا حبلاً للغسيل . فقال : يا أبة طول كم ؟ قال : عشرة أذرع . قال : في عرض كم ؟ قال : في عرضي مصيبة فيك .


بارك الله فيك أستاذ غالب ياسين
مع خالص تحياتي
د مسلك ميمون

محمد القصبي
18/05/2009, 12:02 AM
اعلام خلدها الذكاءالذي من بداهته كانت الحكمة و بعد الرؤية الوازنة الثاقبة غور ابعاد المستملحة
دمت وفيا للاصالة مرجعا و انتماء

عماد الدين علي
18/05/2009, 01:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الجليل غالب ياسين حياك الله..

بعد ما قرأت من طرائف وملح ..اسمح لي أن أذكر قصة قرأتها في كتاب ( عيون الأخبار ) لابن قتيبة ، قال :
نزل يهودي على أعرابي فمات عنده، فقام الأعرابي يصلي عليه ، فقال: اللهم إنه ضيف وحق الضيف ما قد علمت، فأمهلنا إلى أن نقضي ذمامه ثم شأنك والكلب.

مودتي

أحمد الفهد
19/05/2009, 12:15 AM
الأخ الفاضل الأستاذ غالب ياسين،
شكراً لك على هذه الطرف التي لطفت من حدة الأجواء فعلاً وبددت عن النفس سحب داكنة، وفتحت باب ذكريات لطرائف كثيرة. أرجو أن تسمح لي مشاركتكم إياها.
هذه طرفة قرأتها وحفظتها وأنا في الرابعة عشرة وربما يكون فيها أخطاء في الوزن بسبب قدم الزمن وبسبب جهلي بأوزان الشعر:
(1)
أهدى أحد الشعراء المهجريين صديقاً له اسمه توفيق حذاءً وضعه في علبة جميلة كتب عليها هذين البيتين:
قد أهديت توفيقاً حذاءً -------------- فقال الحاسدون وما عليه
أما قال الفتى العربي يوماً ------------- شبيه الشيء منجذب إليه
فرد عليه صديقة قائلاً:
لو كان يُهدى إلى المرء قيمته --------- لكنت طلبت الدنيا وما فيها
ولكني قبلت النعل معتقداً ------------ أن الهدايا على مقدار مهديها
(2)
قرأت الطرفة التالية ذات مرة في مجلة باللغة الإنجليزية:
في مزاد علني عثر أحد الزوار على محفظة فيها 20 جنيها فسلمها للدلال الذي أعلن عنها قائلاً: "وُجدت هذه المحفظة الجلدية وفيها 20 جنيها إسترلينياً"
فرد أحدهم من الصفوف الخلفية : "واحد وعشرون".
(3)
وقد مررت شخصياً بمواقف طريفة وسرعة بديهة أعجبتني منها هاذين الموقفين في المملكة العربية السعودية:
تحسين مستمر...
كان ’بيل‘مدير مشروعنا في شركة بكتل شخصية ناجحة وكاريزمية وكان شديد الحماس لتطبيق مفهوم التحسين المستمر (Continuous Improvement) إلى حد صار الاجتماع ببيل يعني حتماً التطرق لعملية التحسين المستمر. لكن بيل ارتكب هفوة صغيرة أفقدته منصبه وتم نقله إلى مشروع صغير في أوروبا وتعيين أحد نوابه -"توم"- مكانه. أقيم لبيل حفل وداعي مشهود وكان يلقي كلمته بتأثر واضح ... وفي ذروة التأثر وبينما كان بيل يلقي كلمته استدار نحو نائبه "توم" وكان يقول شيئاً مثل "أتدرون ماذا يعني تعيين ’توم‘ مديراً جديداً للمشروع بالنسبة لي؟ ... "، فرد زميلي كلايف سريع البديهة قائلاً: "تحسين مستمر"، فضج الجالسون حولنا بالضحك.
وداع من نوع آخر...
كان زميلي جون كيلي يتمتع بروح دعابة كبيرة. ذات مرة ونحن نغادر صالة الطعام بعد تناول وجبة العشاء، كان عامل أسيوي بسيط يجلس في البهو ويدس إصبعه في إحدى فتحتي أنفه ينظفها بقوة واختراق متزايد [باللغة العامية: ينقر مناخيره] ولم التقت أبصارنا وإياه ابتسم وتابع ما هو عليه، فعاجله جون بلكنته الاسكتلندية المميزة بقائلاً:
(Hey! When you reach the bridge, wave to me!)
– أي "عندما تصل إلى الجسر، لوّح لي بيدك"