المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور البرلمان والحكومة والمجتمع المدني في تعزيز مكانة اللغة العربية في الحياة العامة‏



ابراهيم ابويه
04/07/2008, 05:25 PM
دور البرلمان والحكومة والمجتمع المدني في تعزيز مكانة اللغة العربية في الحياة العامة.أنجز التقرير ابراهيم ابويه رئيس فرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ببرشيد. عقد فريق العدالة والتنمية يوما دراسيا حول اللغة العربية بتنسيق مع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ،حضره عدد كبير من الفعاليات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاعلامية ورؤساء فروع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ونواب برلمانيون وممثلون عن الوزارات والمعاهد.
وقد افتتح اللقاء الدراسي السيد الحبيب الشوفاني (مسير الجلسة)بوصف للمشهد اللغوي في المغرب و الذي يكرس اختلالات خطيرة ناتجة عن تقاعس كل من الحكومة ونواب الامة في الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها سواء على المستوى التربوي أو التثقيفي أو على مستوى القانون والالزام.ونبه السيد الشوفاني الى التقصير في إصدار قانون يحمي لغة الضاد في كل المراحل التشريعية التي مرت لحد الان. وأضاف أن منطق إفراغ المؤسسات من صلاحية الدفاع عن مبادئ وقيم المواطنين ،ناتج عن ثنائية عقيمة للغرفتين الاولى والثانية بمجلس النواب. وأكد الشوفاني على ضرورة تضافر الجهود بين الحكومة والبرلمان والجمعيات المدنية للتصدي لهذا الاقصاء الممنهج لوظيفية اللغة العربية باعتبارها اللغة الرسمية للمملكة المغربية.
بعد ذلك تناول الكلمة د.موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية مبرزا جوانب الخلل في التعامل مع موضوع اللغة العربية ،ومؤكدا على إلزامية المسؤولين على التراسل والتعامل الاداري وعقد الاجتماعات التي تتناول قضايا الامة باللغة العربية ،حيث اعتبر إقحام اللغة الفرنسية عنفا تمارسه الطبقة الضاغطة وميزا لغويا يساهم في إقصاء شرائح عريضة من الشعب المغربي من فرص عديدة...
واعتبر السيد الشامي أن اللغة العربية تعني السيادة والهوية الثقافية والروحية للمغاربة وتعني الوحدة بين عدد كبير من الناطقين بها.وضرب السيد الشامي امثلة كثيرة للتلوث اللغوي في بلادنا ،وقدم عدة وثائق تبرهن على أن اللغة الفرنسية تحتكر جل المراسلات الادارية واللوحات الاشهارية والبرامج التلفزية والاذاعية وغيرها.
أما السيد ابراهيم لديب ،ممثل وزارة تحديث القطاعات العامة ،فقد أكد ان وزارته ما فتئت تبذل مجهودات جمة في إلزام استعمال اللغة العربية في المحررات الرسمية سواء بين إداراتها أو بينها وبين والجماعات المحلية أو في تعاملاتها مع المواطنين.كما ذكر السيد لديب بإنجازات الوزارة وإعدادها للمراسيم المتعلقة بموضوع اللغة العربية الرسمية أو إعداد منجد المصطلحات الادارية أو الدليل الخاص بالمساطر الادارية .
وعم دور المثقف في تعزيز مكانة اللغة العربية في الحياة العامة ،تطرق الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد الى موضوع لغة الضاد باعتباره إشكالا وجوديا يختزل الذات والهوية.وتساءل عن مصير شعارات المغربة والتعريب والتعليم التي رفعت بعيد الاستقلال ،وحمل المسؤولية لعدة وزارات من بينها وزارة التربية الوطنية التي تخلت عن أهدافها وبرامجها وفسحت المجال أمام رواد الحملة الممنهجة ضد الثقافة واللغة العربية. وتطرق عبد الكريم برشيد الى تاريخ اللغة و الحضارة العربية ،التي عمرت ازيد من خمسة قرون والتي شكلت عقدة للغرب، معتبرا أن ضرب اللغة العربية ليس بريئا وشدد على معاقبة المنقصين من دور العربية ومحاكمتهم أمام القانون ،وضم برشيد صوته الى صوت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية مشيدا بدورها في الدفاع على رمز مركزي من رموز السيادة والهوية المغربية.
وعاد السيد الشوفاني لطرح مشروع رموز السيادة الوطنية بادخال اللغة العربية الى جانب العلم الوطني.
أما ممثل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ،فقد نقل موقف المعهد معتبرا أن العربية والامازيغية تشكلان العمود الفقري للكيان اللغوي المغربي ودعا جميع الفرقاء الى الانخراط في استراتيجية تطوير اللغة العربية ومنحها فرصا أكثر داخل مؤسسات الدولة ،كما أشار الى ضرورة إدماج اللغة الامازيغية في التعليم والادارة قصد قيامها بوظائفها المختلفة داخل الوطن كالوظيفة الناقلة والوظيفة المرجعاتية واعتبر الامازيغية لغة داعمة للعربية في عدة وظائف كالاحكام القضائية وغيرها.
وكممثل للمستثمرين ،تناول السيد ميلود الشعبي معاناة اللغة العربية في ميدان الاستثمار والبورصة ،وأكد أن 95% من المستثمرين المغاربة لا يتقنون اللغة العربية ،واعتبر هذا السلوك ضربا للغة العربية من متكلميها منبها الى ان الوضع سيزداد تفاقما في المستقبل وأن المغاربة قد لا يتمكنون من فهم العربية إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لحماية اللغة العربية وتمكينها في محيطها الطبيعي.
وعن واقع اللغة العربية في الاعلام السمعي / البصري ،قال د.يحيى اليحياوي أن اللغة العربية تعتبر وعاء اساسيا للمكونات العقدية والرمزية والثقافية والقيمية داخل وسائل الاعلام .وأكد السيد اليحياوي أن اللغة العربية لا تؤخذ بعين الاعتبار حين تشكيل البرامج السمعية البصرية في المغرب ،ومثل لذلك بقناة 2M المغربية التي تقدم 90% من برامجها باللغة الفرنسية وتساءل عن جمهور هذه القناة الفعلي هل هو جمهور مغربي أم فرنسي بامتياز.كما ضرب المثل بالمحطات الاذاعية الجديدة التي اعتبرها اليحياوي مذبحة للغة العربية على جميع المستويات.واقترح اليحياوي إعادة النظر في الهيئة العليا للاعلام السمعي البصري ،حتى تستطيع النفاذ الى المضامين وإدماج بند قادر بقوة القانون ،على ممارسة الرقابة على اللغات المستعملة في المحيط اللغوي المغربي.
واعتبر ممثل حزب التقدم والاشتراكية مشكل ضرب اللغة العربية من داخل محيطها ،نوعا من القضاء على الدين الاسلامي وطمس رسالته التي نزلت بلغة عربية فصيحة.كما أكد على تكرار مثل هذه اللقاءات لاعادة القوة والحيوية للغة العربية.
كما كانت هناك تدخلات عديدة شملت الجانب النفسي والاجتماعي لظاهرة التعدد اللغوي في المدرسة المغربية وما يخلفه كل ذلك من شرخ عميق في شخصية الطفل الذي يمارس عليه عنف الفرنسية التي لا تلبي حاجاته النفسية والوجدانية .
وقد تناول الاستاذ ابويه ابراهيم مشكل تجميد مشروع اكاديمية محمد السادس للغة العربية كهيئة عليا للبث في القضايا اللغوية الشائكة وتطويع العربية لجعلها أداة علمية وتكنولوجية قادرة على احتضان التقنيات الجديدة .كما نبه الى مشكل التعليم الجامعي الذي يعتبر نخبويا بامتياز ويخدم مصالح فئة بعينها تحتكر الاقتصاد بلغة دخيلة تقصي عددا كبيرا من المغاربة من سوق الشغل لعدم تمكنهم من الفرنسية.
وجاءت تدخلات السادة الدكاترة كلها لتؤكد على ضرورة رد الاعتبار للغة العربية وتمكينها من وسطها والدفاع عنها أمام هيمنة اللغة الفرنسية التي تعتبر امتدادا للفترة الاستعمارية وتحولا لها.
ابراهيم ابويه.من داخل البرلمان المغربي.
2008/6/26

حنين حمودة
03/08/2008, 10:54 PM
بارك الله بك أستاذ إبراهيم.
دمت محاميا عن عروبتنا وعربيتنا، التي تحمل حضارتنا ووحدتنا ومستقبل عزنا.
تقديري

ابراهيم ابويه
11/09/2008, 04:02 AM
بارك الله بك أستاذ إبراهيم.
دمت محاميا عن عروبتنا وعربيتنا، التي تحمل حضارتنا ووحدتنا ومستقبل عزنا.
تقديري
بارك الله فيك أختي حنين ،خصوصا أنك كذلك من دعاة الدفاع عن لغة الضاد. فالعربية هي لغة الوحدة العربية والاتصال بين الشعوب العربية والاسلامية ،إضافة الى أنها لغة القران الكريم والثقافة والفكر العربي ،ومن يتهمونها اليوم بالقصور ،فهم جاهلون من الفئة الاولى لانهم تناسوا أن اللغة العربية كانت وما تزال وعاء فريدا لكل العلوم والثقافات ،بل إنها كانت مرجعا أساسيا للحضارة الغربية التي ترجمت منها أعمال ابن سينا والخوارزمي وجابر بن حيان وغيرهم كثير.
رمضان مبارك أختي حنين.