المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهيد الكتور فتحي الشقاقي الامين العام لحركة الجهاد(هوية اللاجيء الفلسطيني التاريخية والفكرية والحض



سميح خلف
06/07/2008, 12:03 AM
http://www.qudsst.com/forum/uploaded/2173_1194358432.jpg

الشهيد الكتور فتحي الشقاقي الامين العام لحركة الجهاد(هوية اللاجيء الفلسطيني التاريخية والفكرية والحضارية)






عناصر البحث رقم الصفحة
1- المحور الأول 2
* البعد التاريخي لهوية اللاجئ الفلسطيني "فتحي الشقاقي 2
2- المحور الثاني 8
* الأبعاد الفكرية والثقافية عند الشقاقي 8
* الانقلاب الفكري لدى الشقاقي 8
* الشقاقي وتجربة القدوة 9
* إرهاصات لمولد قائد ومفكر اسلامي 10
* المنابع الفكرية عند الشهيد الشقاقي 10
* كريزما الشقاقي 10
3- المحور الثالث 13
* المرأة المسلمة في فكر الشهيد فتحي الشقاقي 13
4-المحور الرابع:- 18
* البعد السياسي والأيد يولوجي في شخصية الشقاقي 18
* من كلمات الشقاقي 18
5- الخاتمة 20







المحور الأول: البعد التاريخي لهوية اللاجئ الفلسطيني "فتحي الشقاقي".

من عمق حسرة النكبة بل المأساة بكل أبعادها التي أصابت أكثر من مليون فلسطيني آمنين في أرضهم وتحولوا إلى حالة اللجوء ولم يكن الشهيد القائد فتحي الشقاقي إلا امتداد ديموغرافي لمعاني النكبة واللجوء لكل الشعب الفلسطيني ،لقد تفتحت عيناه ورأت نور الحياة حينما بدأت النظرة الأولى في عينيه المتفتحتين ليلتمس وليتحسس وليكتشف ما حوله لحياة البؤس في أحد المخيمات الفلسطينية التي لجأت إليها الاسرة في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين كان هذا المولد للشهيد القائد في عام 1951 أي بما يقرب من عامين بعد النكبة وبعد سنوات قليلة استكشف الشهيد القائد فتحي الشقاقي ملامح الوجود في حبيبات عرق العامل الفلسطيني الذي هو أبيه ويقارن وليربط بين شظى العيش في مساكن وكالة الغوث وبين الخطوط المرتسمة على وجه أبيه ومن هنا كانت الحقيقة ومواجهة الحقيقة وخاصة بعد أن فقد الطفل الذي لم يتجاوز الــ15 عام والدته .
من هنا تأسست اللبنة الأولى في أسلوب استقرائي واستنتاجي لمعنى النكبة والمعاناة ومن هنا كان البحث عن الطريق .
نعم أنه اللاجئ من تلك القرية الصغيرة التي ترتمي الآن اغتصابا ً في أيدي شذاذ الأرض الصهاينة .
بحث الشقاقي في كل أوراق الكون فوجد العنوان العريض كلمة اللاجئ ووجد الظلم والاضظهاد كبقية شعبه من اللاجئين الفلسطينيين ، التحق الشهيد وهو أكبر اخوته بجامعة بير زيت ليتخرج من قسم الرياضيات وعمل مدرس في مدارس القدس كغيره من اللاجئين الذين يبحثون عن الحقيقة ويبحثون عن وسيلة استمرار البحث عن الحقيقة من خلال توفير لقمة العيش ، لم تحقق أمانيه بدراسة الرياضيات فأعاد دراسة الثانوية العامة فكانت أمنياته أن يصبح مهندسا ً ، ميول تنم عن الرغبة في الحياة الانسانية وفي المشاركة في الصناعة التقنية الحضارية للعالم ولكن ببعده


الانساني والعطافي والشعوري انصاع الشهيد إلى رؤية أبيه ورغباته فدرس في كلية الطب جامعة الزقازيق ليصبح طبيبا في مستشفى المطلع بالقدس ثم طبيبا ً في غزة .

نمى هذا البعد الانساني فكان عاشقا ً للغة الأدب والفلسفة وغاص في أعماقهما فتحركت يده اليمنى الطاهرة لتصنع من الحروف والكلمات لغة الأدب الممزوجة عضويا مع العمق الوطني لديه و التي عشقها كإنسان وبرؤية المحنة والمعاناة ونظرة التمرد على الواقع وعلى السجان ،قائلا:
في العين لهب..
في الصدر غضب..
مولانا كالعادة صاح:
عرب.. فوضى عرب..

وحينما خطت يمينه تلك القصيدة المستوحاه من محطة الأتوبيسات الرئيسية خارج أحد أبواب بلدة القدس القديمة حيث ينطلق العمال العرب إلى أعمالهم في عمق الأراضي المحتلة حكاية من باب العامود" المنشورة بالعدد الأول من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م:
كانوا خمسة…
في يد كل منهم منجل..
في يسرى كل منهم قفة..
كانوا يا أصحابي خمسة..
وقفوا في صف مكسور..
في أعينهم نامت مدن وبحور..
بهذا الصف المكسور..
خذ حذرك..
مولانا هلت طلعته..
يا صاحبي حضر المأمور..

مولانا كفا في كف ضرب..

في العين لهب..
في الصدر غضب..
مولانا كالعادة صاح:
عرب.. فوضى عرب..
كانوا خمسة..
في يمنى كل منهم منجل..
في يسرى كل منهم قفة..
تركوا (الدرق) الأخضر
قالوا: يوماً يومين ولا اكثر
يا عمال بلادي..
هرمت غابات الزعتر..
وانسكب الزيت وغصن الزيتون تكسر..
يا قلب الأرض تحجر
لا تزهر أبداً لا تزهر..
إلا غضباً.. إلا بركاناً يتفجر..
كانوا خمسة ..
وجه واحد .. وجه مسيح..
مصلوب يا سادة..
أي والله مصلوب وجريح..
والوجه السادس وجه قبيح..
وجه يهودا القادم من خلف البحر..
المانع في علب الليل قدوم الفجر..

لقاتل والمقتال..
يبحث عن عمال..
يتقدم صوب الخمسة..
هيا يا صحبي..
استيقظ في قلب الخمسة حزن دهور..
في أعينهم تلمح قطرات من نور..
في جوفهم تمتد جذور وجذور..
يا رعشة في صدري..
يا بركاناً أخذ يثور..
لا.. لا يا هذا المأمور..
يطعنهم..
والسكين في قاع القلب يغور..
يا جرحُ تفتح يا جرحُ..
يا جرح تفتح يا جرح..
يا أهلي هاتوا الملح..
حتى يبقى حياً هذا الجرح..
حتى يبزغ من ظلم الليل الصبح..
لن أغفر لك..
لن أغفر لك..
تلعنني أمي إن كنت غفرت..
تلفظني القدس إن كنت نسيت..
تلفظني الفاء..
تلفظني اللام..
تلفظني السين..

تلفظني الطاء..
تلفظني الياء..
تلفظني النون..
تلفظني كل حروفك يا فلسطين..
تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون..
إن كنت غفرت..
أو كنت نسيت..
(فتحي…)

تجسدت في تلك الكلمات الحالة الشعورية الجوهر والعمق والارض مع حروف فلسطين والمظهر لحياة الفلسطيني الذي ينظر إلى وطنه المغتصب على بعد عشرات الأمتار من مخيمات البؤس واللجوء عندما تمتد نظراته الحادة الواثقة بحزم لا يمكن أن يحيد عن مفهوم الصلابة والاصرار على أن تبقى فلسطين في ذاكرته وفي كيانيته وغرائزه مادة حية .

عاش فتحي الشقاقي كإنسان بكل ما وهب الله للإنسان من الشعور المرهف الحس فتأثر بأدب اخوته الناتج من المعاناة في ظل الاحتلال عام 1948 تأثر بشاعر المقاومة في ذلك الوقت محمود درويش وقصائده التي عمقت محددات كثيرة في حياة الشهيد وتأثر بنزار قباني وصفنار كاظم وبذلك جمع الشقاقي بين الحس الانساني والحس الوطني في هذين الشاعرين وتأثر بالفن وخاصة الفن المقاوم مثل الشيخ إمام وأغنياته وأوتار عوده التي خرجت من عمق معاناة الفلاح المصري والأدبي الرافضة للذل والمهانة العربية وانتقل في شعوره إلى الشاعر أحمد فؤاد نجم وقصائده التي تتغنى بالأرض والوطن وتطارد الظلم أينما كان ، وأيضا بإعجابه بهاذين العربيين المصريين جمع الشقين الثقافي والفني بين ما يسمى اليمين واليسار لتندمج في شخصية وشعوره ومن العمق الانساني المبكر والتي صنعت جانبا ً كبيرا ً في حياة الشاب فتحي الشقاقي فقدانه لأمه وبشكل مبكر في سنه فنظم لها القصائد وكلمات الرثاء في ذكراها وفي الأعياد التي لم تكن أعياد على شعب وإخوة وأشقاء وجيران تحتويها أعين الشهيد .



عشق الشهيد الشقاقي ابنائه بعشق فلسطين وبعشقه للاسلام وتعاليمه واخلاقه وادابه فعشق أطفاله الثلاثة: خولة، أسامة، وبرغم مسؤلياته كمفكر وداعية وحامل رسيالة الاان تلك الظروف لم تعيقه عن اداء واجبه نحو اسرته وابناءه فكان يلهو ويمرح معهم فكان لهم الاب والصديق والنصوح واقد اولى اهتماما بابنته خولة فكان معجب بها ويتباهى فيها عندما تنشد الشعر امام اصدقاءه مرددة" تميزت به: "إني أحب الورد، لكني أحب القمح أكثر…".

تنحدر أسرة الشهيد الشقاقي من قرية زرنوقة الفلسطينية التي احتلت من قبل عصابات الغزو الصهيوني بتاريخ 27 أيار 1948م في عملية للعصابات الصهيونية على القرية سميت عملية ( براك ) والتي نفذتها كتيبة( جفعاني ) ومساحتها تقارب 6068 دونم احتوت القرية على مدرستين تعليميتين الأولى عام 1924 والثانية عام 1943 تبعد القرية عن مدينة الرملة 10 كيلو متر وتبعد عن مدينة يافا 25 كيلو متر وترتفع قرية زرنوقة عن سطح البحر بمعدل 50 كيلو متر وأهم المغتصبات التي أقيمت على البلدة بعد احتلالها من قبل الصهاينة مستعمرتي "غان شلومو" و"غفعات بيرنر".















المحور الثاني: الأبعاد الفكرية والثقافية عند الشقاقي :-

لقد أحدثت ثورة 23 يوليو عام 1950 نهضة فكرية مع جانب كبير من التفاؤل والأمل لدى الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئين الفلسطينيين في أن يوم العودة قد قرب وكان هذا التفاؤل نتاج أطروحات لثورة 23 يوليو بأبعادها القومية وبخطابها تجاه القضية الفلسطينية ، فكانت ثورة يوليو بالنسبة للشباب الفلسطيني هي محل استلهام وحافر مهم للالتزام الوطني والقومي فإتجه الشباب في قطاع غزة مساندين مؤزرين لتلك الثورة القومية وشهد قطاع غزة حراك فكري نشط في أوساط الشباب في مراحل التعليم المختلفة في مدارس الاعدادية والثانوية وكانت الثانويات تشهد حراك فكري وأيديولوجي كل ذلك كان منصب في اتجاه كيفية خلق حالة وطنية واعية لإعادة الارض وإزالة الكيان الصهيوني فشهدت ساحة غزة وخاصة المخيمات الفلسطينية نشاط واضح لحركة القوميين العرب والاخوان المسلمين والبعثيين .

عاش الشهيد فتحي الشقاقي في آليات وميكانزم هذا الحراك متأثرا ً بالنقلة النوعية التي احدثتها ثورة يوليو ، فمنذ عام 1966 ،وفي سن لا يتجاوز الــ15 عام حدد الشقاقي ولائه الفكري لثورة يوليو والناصرية كفكر يمكن أن يؤدي إلى تحرير فلسطين .

الانقلاب الفكري لدى الشقاقي :-
أثرت هزيمة حزيران عام 1967 في المنهجية الفكرية للشهيد فتحي الشقاقي بل كانت صدمة لهذا الشاب في مقتبل العمر حين أحتل وأغتصب باقي الوطن في غزة والضفة وأراضي عربية في سوريا ومصر ، صدمة بل حالة ذهول أصابت كل الشعب الفلسطيني .

بدأ الشقاقي يبحث مع نفسه ويطرح سؤال يراود كل فلسطيني في ذاك الوقت أين الطريق إلى فلسطين ؟ ومن أين يبدء ؟ وكيف يبدء ؟، ونمت الاجابة على هذا السؤال من لبنة أولى أهداها له


صديق وهو كتاب "معالم في الطريق " سيد قطب "وكان لهذا الكتاب تأثير عميق فيه ومن هنا حدث الانفلاب الفكري من حالة القومية إلى حالة الاتجاه الاسلامي الوطني ، وكيف لا ما دامت

النعرة القومية وشد الهمم للتاريخ فقط لم تنجح في مواجهة الصهيونية بل أعطى نفسه قوة بتوجهه الفكري نحو الاسلام هو الحل وهو الطريق الذي يمكن أن يحقق الانتصارات ويعيد الأرض بمحددات الاسلام الاخلاقية والجهادية والعلمية والأدبية ولقد وضع الامين العام الدكتور فتحي كتاب معالم في الطرق تحت التليل والركيز ناهيا تحليله بتذييل . معذرة.. استاذنا الإمام الشهيد.. معذرة إني وضعت كتابك فوق طاولة البحث والتحليل.. معذرة إن كنت أصبت.. والف معذرة إن كنت أخطأت . وفي بداية البحث وفي اسلوب تصويري ينقل واقع المعاناة التي كان يعانيها الامام من البوليس والنظام المصري ومدى الالتزام لدى الشباب المؤمن في حماية الامام سيد قطب قائلا( كان الشباب المؤمن يحملونه تحت ثيابهم.. في جيوبهم وتحت وسائدهم ، وكانت الصحافة المأجورة تنشر صورته ( مطلوب حيا أو ميتا ) كأنه عبد الله النديم أو أي بطل وطني مطارد، كان المؤمنون يتناقلون كلماته همسا ) واعتبر الدكتور فتحي الشقاقي كتاب معالم في الطريق من اخطر الكتب الاسلامية واصفا الكتاب بالكتاب الذي قتل مؤلفه وهو نفس الكتاب الذي احيى جيلا تربى عليه .

الشقاقي وتجربة القدوة :-
كان لابد للشقاقي أن يتجه إلى المنابع الفكرية المعاصرة التي بلورت حركات اسلامية تحررية ضد الظلم والاحتلال والعدوان الغربي فكان للشهيد عبد القادر الجزائري قدوة في منهجية الشهيد فتحي الشقاقي وكذلك جمال الدين الأفغاني والشيخ الجليل عمر المختار ومواجهته للغزو الايطالي لليبيا وعز الدين القسام الذين أتى من الشام تحت راية الاسلام ليقود حركة تحرر جهادية ضد عصابات الغزو الصهيونية شتيرن والأرجن والهاجاناة وكانت لاستشهاد عبد القادر الحسيني واعدام عمر المختار بين جموع الشعب الليبي واستشهاد الشيخ عز الدين القسام حيث قال عن الشهيد الشيخ عز الين يعبد هنا كان محط رحالة ومهراق دمه مولانا الشيخ "عز الدين القسام" القادم من (جبلة) حتى دميت قدماه إلى (يعبد) ما بين (جبلة) و (يعبد) كانت تحولات التاريخ تدور

تلقي بنا إلى مزيد من الغربة والمعاناة والألم، ما بين جبلة ويعبد كان القسام يحمل جرحه ويمضي.. يتوقف في الطرقات .. في الحوانيت .. في البيوت .. في ساحات القرى في باحات

المساجد.. فوق المنابر يتوكأ على بندقيته . كان القادم من جبلة يرسم لفلسطين خارطة جديدة ضد التحولات وضد المرحلة ضد التجزئة كان وهو يتواصل ويتكامل من جبلة إلى يعبد بالغ الآثر في عقلية الشهيد فتحي الشقاقي ومن هنا اختار فتحي الشقاقي أسمه الحركي في بداية الطريق " عز الدين الفارس" .

إرهاصات لمولد قائد ومفكر اسلامي:-
كلما تقدم كانت ارهاصات لمولد قائد فلسطيني تحول من حالة اللجوء إلى حالة الانتفاضة ورفض الواقع وكانت البداية مع زملائه في جامعة الزقازئق في كلية الطب والهندسة والتربية ، بيت الشقاقي كما ذكر المعايشين معه في تلك الحقبة الزمنية كانت محل تجمع وتداول في الأزمة الفلسطينية وجدوى النهج العلماني في معالجة قضية التحرير ،هذا من جانب ، أما الجانب الآخر جدوى الحركات الاسلامية بمنهجيتها وآلياتها في تحرير فلسطين وخاصة حركة الاخوان المسلمين ، فكانت نقطة النقد لآليات العمل لتلك الاحزاب والحركات التحررية ولقد رفض الشهيد فتحي الشقاقي فكرة بناء التنظيم على حساب الجوهر والبرنامج أو على حساب الفكرة والموقف واعتبر أن بناء التنظيم إذا لم يكن لديه منهجية وآليات تقود إلى خلق حالة من الابداع أمام مخططات العدو فإن ذلك يؤدي إلى النكسات والاحباطات والانفلاشات التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الهبوط في المنحنى لتبقى حالة التنظيم حالة من حالات الكلاسيكية في الخطاب ومن هنا تلك المقدمات تؤدي إلى نتائج خاطئة ولا تفيد الصراع على المستوى السياسي والأمني والاجتماعي .

المنابع الفكرية عند الشهيد الشقاقي :-
بعد أن تشبع بعظماء الحركات الجهادية المعاصرة تآثر بفكر حركة الاخوان المسلمين في مصر وأعجب بأطروحات حركة الجهاد الاسلامي وعند قيام الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني فتأثر بها تأثيرا ً عميقا ًوتأثر بأدائها وبأطروحاتها السياسية وبخطابها تجاه فلسطين والقدس ومن هنا بدأ

في تبني الفكرة وعمل على نشر فكرة الثورة الايرانية في منتصف الثمانينات ولذلك ومن حالة النضوح للفكرة قام بتأليف كتاب " الخميني ...الحل الاسلامي والبديل " ونتيجة تأليف هذا الكتاب تم اعتقاله في مصر عام 1979 ، وعاودت السلطات المصرية بإعتقاله بتاريخ 20/7/1979

ولمدة أربعة شهور على أثر نشاطاته الاسلامية والسياسية ، تمكن الشهيد الشقاقي من مغادرة مصر سرا ً نتيجة ملاحقة رجال الأمن بتاريخ 1/11/1981 عائدا ً إلى قطاع غزة ، بعد مقتل السادات واتهامه من قبل الدوائر الأمنية بأنه طرف وعلى علاقة مع الجماعات الاسلامية في مصر عام 1981 أثناء وجوده في مدينة الزقازيق أسس اللبنة الأولى هو وإخوته لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية وكان من أبرز المؤسسين لهذه الحركة مع الشهيد الشقاقي الدكتور رمضان عبد الله ، فهو رفيق الدرب والفكرة واللجوء في مدينة الزقازيق ، في العام 1980م أقام نواة صلبة لحركة الجهاد الإسلامي أثناء دراسته بكلية الطب في جامعة الزقازيق، و أقام معسكرا سمي بـ(معسكر الإعداد) ضم العديد من الكوادر و الأعضاء الذين عادوا إلى الأراضي المحتلة و كونوا حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

زاول الشهيد نشاطه الجهادي في غزة فلسطين وتحت الاحتلال وبناء على تلك الأنشطة أيضا ً تم اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني عام 1983 لمدة 11 شهر وتم اعتقاله مرة أخرى عام 1986 لمدة 5 سنوات مع وقت التنفيذ .

كما اعتقل الشهيد مرة أخرى عام 1986م إثر قيام مجموعات عسكرية للجهاد الإسلامي بعمليات ضد أهداف صهيونية، و حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات، و 5 سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة التحريض ضد الاحتلال الصهيوني، و نقل الأسلحة إلى القطاع و الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي. كما اتهم بتكوين تنظيم عسكري للجهاد الإسلامي نفذ العديد من العمليات و حكم على الكثير من أعضائه بالسجن المؤبد و لأعوام طويلة.



و قبيل انقضاء فترة سجنه أصدرت السلطات الصهيونية قرارا بإبعاده مباشرة من سجن نفحة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1-9-1988م بسبب مشاركته في قيادة الانتفاضة من داخل السجن.

في عام 1986 أجرى الشهيد فتحي الشقاقي عدة اتصالات على الساحة اللبنانية مع قوى مختلفة وأهمها بسرايا الجهاد والتي تشكلت في جنوب لبنان عام 1986 ، من الحركة الإسلامية ، وكان يتزعمها إبراهيم غنيم وحامد أبو ناصر ومحمود حسن وكمال قزاز . والاتجاه الإسلامي داخل

حركة فتح ، وكان يتزعمه منير شفيق ومحمد بحيص وحمدي سلطان . وحركة الجهاد ـ بيت المقدس ، وكان يتزعمها أسعد بيوض التميمي . وقد أسفرت الاتصالات عن تشكيل إطار عسكري يحمل اسم " حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين .

كريزما الشقاقي :-
ويعد الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي أحد أبرز رموز التيار المستنير داخل الحركة الاسلامية لما يتمتع به من ثقافة موسوعية، واستيعاب عقلاني لمشكلات الحركات الاسلامية وقضاياها في العالم العربي والاسلامي. كما يعتبر الشهيد المعلم مجدد الحركة الاسلامية الفلسطينية وباعثها في اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني الفلسطيني، وإعادة تواصلها مع القضية الفلسطينية عبر الجهاد المسلح، فدخلت بذلك طرفاً رئيسياً ضمن قوى الاجماع الوطني الفلسطيني بعد طول غياب. كما ان حركة الجهاد الإسلامي, وكما جاء على لسان أحد مؤسسيها فتحي الشقاقي, تدعو الى تفعيل التعبئة الشعبية ضد الاتجاهات الصهيونية داخل السلطة الفلسطينية. كما يرى ان الجهاد يجب ان يوجه الى جميع الأراضي الفلسطينية. فمنظمة الجهاد الإسلامي ترفض شرعية إسرائيل, إذ ليس هناك من إمكانية للتسوية والتنازل او لإرضاء الطرفين, اذاً فعلى اليهود العودة من حيث أتوا.








المحور الثالث:المرأة المسلمة في فكر الشهيد فتحي الشقاقي .

تنقسم مسؤوليتها إلى قسمين:
أولا: المسئوليات الذاتية: يقول الشقاقي أن وعياً عميقاً بالإسلام وبقضاياه المعاصرة من خلال وعي حركة التاريخ ومكوناته الشاملة في كل الجوانب والالتزام به كأمر من الله سبحانه وتعالى أولاً وكصورة التزمت بها نساء عظيمات في تاريخنا الإسلامي هو أهم مسئولياتنا الذاتية أن بناء إسلامياً كنماذج حية متحركة هو هدف ينفي أن نطمح إليه للوصول إلى رضى الله سبحانه وتعالى ونصبح قدوة تحتذى أمام الآخرين فالوقت الذي تحتاج فيه الحركة الإسلامية إلى مد واسع خاصة ي جانب المرأة لتحسم الأمر نهائياً لصالحها في معركة التحول الإسلامي للمجتمعات ويضيف الشقاقي: كما أن حسم المعركة النفسية التي هي في نفس البعض وهم يرون اغراءات جاهلية القرن العشرين حولهم وبريقها الزائف وقيمها الجمالية المصطفة حسم هذه المعركة نهائياً على أسس الوعي بالإسلام والالتزام به هو أهم مسؤوليات الذاتية.. إن تصوراتنا من الله.. وتصوراتهم من البشر.. وقيمنا من الخالق وقيمهم من المخلوقات.

ثانياً: المسؤوليات الموضوعية: ويتحدث المعلم الدكتور في هذا الجانب فيقول على المرأة المسلمة اليوم أن تعي قضية التحدي وتاريخها وعليها أن تعي أن الغرب وقف أمامنا في وقت كنا فيه أكثر تخلفاً على النطاق المدني منه، وفي وقت كنا فيه ابتعدنا إلى حد ما عن أصالة إسلامنا، أما انبهار بعضنا بتقدمه المدني استطاع أن يقدم لنا أخلاقه وسلوكه وقيمه وركز تركيزاً شديداً على المرأة المسلمة لأن تدمير إسلام المرأة هو تدمير لإسلام المستقبل، إن فهم قضية التحدي هو أول الخطوات لتجاوز الهجمة، ويضيف الشقاقي قائلاً حيث تقف أن تكون ضد السياسات التربوية والتعليمية غير الإسلامية وأن تكشف زيف المناهج التربوية والتعليمية غير الإسلامية وأن تكشف

زيف المناهج التربوية والتعليمية الغربية التي استقرت داخل مجتمعاتنا وهذا أهم مجالات التغير، إن المرأة المسلمة كأم وكمدرسة بالذات أمامها تحد كبير لرفع الإسلام في وجه العلمانية بكل اتجاهاته القومية والوطنية والاشتراكية لأن ذلك هو أهم الوسائل لبناء نشئ إسلامي. أيضاً على

المرأة المسلمة أن تقف مع الخيارات الإسلامية في مجال العمل، فلا تقبل إلا ما يقبله الإسلام وما يجعلها بعيدة عن الشبهات فذلك هي الوسيلة التي تهز المؤسسات غير الإسلامية القائمة، وعليها في نفس الوقت ألا تهمل بيتها فهو مهمتها الأصلية نحو تغير ملامح المجتمع فمن منزل إسلامي إلى منطقة إسلامية إلى مجتمع مسلم ونظيف والمرأة المسلمة مطالبة اليوم بأن تتقدم بقوة إلى مجالات العمل الاجتماعي الإسلامي ففي حين نحاول التقدم لإزاحة الركام الطويل من القيم والمفاهيم والمؤسسات والاتجاهات غير الإسلامية علينا ألا نترك لهم مساحات العمل الاجتماعي فارغة، إن مجالات محو الأمية الكتابية والثقافية ومجالات القوافل الريفية ومجالات مكافحة الفقر في الأحياء والمدن كلها ضرورية لاقتراب المرأة المسلمة من الجماهير وآلامها تمهيداً لترشيدها ووضعها في الصف الإسلامي. ويختتم الشقاقي مخاطباً المرأة المسلمة قائلاً إن المرأة المسلمة هي أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة ونحو مزيداً من الوعي لمشكلاتها ودورها، عليها أن تبقى في تفاعل مستمر مع إطارات الحركة الإسلامية المتقدمة إلى الأمام. ونحن في الجماعة الإسلامية نؤكد على دور المرأة الهام، بل نطالب الأخت المسلمة أن تقوم بدورها تجاه دينها ووطنها ومجتمعها وأن تنفض غبار الجهل عن العقول التي طالما اعتقد أن الإسلام جاء ليعتقل طاقات المرأة وليدمرها وليحولها فقط إلى امرأة تكون وسيلة هدم في المجتمع، على الأخت المسلمة اليوم أن تصرخ في وجه أولئك المهزومين فكرياً ونقول أن لا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام.

ومن خلال نظرته للمرأة هاجم الدكتور فتحي الشقاقي قاسم أمين متهما اياه هو والطهطاوي ومحمد عبده باللحاق بركب الغرب وحضارته الزائفة المبنية على عدم الاتزان الخلقي والروحي "قاسم امين كتابه تحرير المرأة في مطلع هذا القرن ، ثم حين وقف مدافعا عنه معبراً بشكل أكثر صراحة عن رؤيته العلمانية لموقف المرأة الاجتماعي في كتابه الثاني "المرأة الجديدة" ، لم يكن

في الحقيقة يتحدث من فراغ ولم يكن أيضاً مبتدعاً جداً كما صورت موقفه ، فقد كان قاسم أمين آخر درجة في سلم الانحدار في ذلك الوقت .. ذلك الذي بدأه الطهطاوي منبهراً بالغرب وحضارته ، وتلاه محمد عبده متراجعاً أمام ما سمي بالهجمة العلمية الغربية محاولا التوفيق بين

الإسلام وقيم الغرب الحديثة ، ثم تلاه جيل بأكمله من المهزومين أمام الهجمة الغربية على الوطن الإسلامي ، ومن تلامذة التبشير والاستشراق ومن أبناء الاقليات غير الإسلامية الذين كانوا يحاولون بجهد كبير الخروج من دائرة سيطرة الإسلام.. جيل عريض متعدد الأسماء طويل يمتد إلى عصرنا هذا وكان من أبرز رجاله لطفي السيد ، فرح أنطون ، بطرس البستاني وآخرون كثيرون" وأوضح الدكتور فتحي عن مهام ودور المرأة المعاصر ومواجهتها لقوى التغيير الخارجية والعلمانية وتحدث عن الحجاب ودور ه في صيانه الأخلاق وابراز الأنوثة الحقيقية للمرأة المسلمية واعتبر أن الحجاب لا يعيق مهام المرأة المسلمية " لم تعد قضية الزي هي الإشكال ، فنحن نعود لأصالتنا التاريخية وإلى حجابنا الإسلامي بدون أن يعطل ذلك فينا أي شيء.. بل إنه يضيف إلينا الكرامة الإنسانية والأنوثة الحقيقية، وستنتهي بدون شك تلك الأساطير المقامة حول أوثان دور الأزياء الحديثة لتبقى العبودية لله وحده.. ومن ثم تعد قضية التعليم هي الإشكال فنحن نذهب إلى المدارس والجامعات بوعي عميق لكل ما هو غير إسلامي من أساليب ومناهج تعليمية ، ونحن في معاهدنا لا نقف موقف المتلقي العاجز وإنما موقف الناقد البصير، وانتهت تلك الإشكالية المضحكة عن مساواة المرأة للرجل فلكل مجاله وتخصصه وإمكانياته ، و الإسلام وحده هو الذي يقدم الفرصة المناسبة المتكافئة لكل منهما..، ونحن اليوم نختار مجال العمل المقبول إسلامياً الذي يشبع رغباتنا الإسلامية في إثبات الذات والذي يخدم مستقبل حركتنا الإسلامية. "

ولقد أوضح مهام المرأة المستقبلية بما يناسب حجم المواجهة مع البرامج العلمانية والأطماع الغربية في معركة الصراع بين الاسلام والمتعولمين ملخصا ً تلك المهام بالآتي :-
1ـ ضد التقسيم الطبقي.
2ـ ضد التقسيم الفكري.
3ـ ضد التقسيم الإقليمي.
4ـ المرأة المسلمة .. اهتماماتها جديدة.
5ـ المرأة المسلمة .. حل لمشكلات التخلف.
مركزا على قوى الأصالة والتاريخ لدور المرأة ولأصالة الأمة في مواجهة التحديات والتي تمتلك عناصر النجاح .
1ـ نحن أطروحة الأصالة لهذه الأمة وتاريخها الممتد.
2ـ نحن أطروحة الانتصار ، الانتصار على النفس وشهواتها وانحرافاتها أولاً والانتصار على الهجمة الغربية وأدواتها ثانياً.
3ـ نحن أطروحة الفعالية التي تهدف إلى فهم واستيعاب أزمتنا التاريخية وأسباب تخلفنا وانحدارنا وتبعيتنا وذلك تمهيداً لعملية الانقلاب الشامل.
4ـ نحن أطروحة الإيجابية .. إيجابية التمسك بالقيم والمفاهيم الخالدة من إسلامنا في نفس الوقت الذي نحاول فيه فهم العصر واستيعابه ونقده والاستفادة منه.
ولقد وضع الدكتور فتحي الشقاقي عدة ارشادات ومهام متقدمة وضرورية للمرأة المسلمية وتتلخص تلك الارشادات في :-
1- على المرأة المسلمة حيث تقف أن تكون ضد السياسات التربوية والتعليمية غير الإسلامية وأن تكشف زيف المناهج التربوية والتعليمية الغربية التي استقرت داخل مجتمعاتنا وهذا أهم مجالات التغيير. إن المرأة المسلمة كأم والمرأة المسلمة كمدرسة بالذات ، أمامها تحد كبير لرفع الإسلام في وجه العلمانية بكل اتجاهاتها القومية والوطنية والاشتراكية ، لأن ذلك هو أهم الوسائل لبناء نشء إسلامي.
2- المرأة المسلمة عليها أن تقف مع الخيارات الإسلامية في مجال العمل ، فلا تختار إلا ما يقبله الإسلام وما يجعلها بعيدة عن الشبهات فذلك هو الوسيلة أمامنا لهز المؤسسات غير الإسلامية القائمة ، وعليها في نفس الوقت إلا تهمل بيتها فهو مهمتها الأصيلة نحو تغيير ملامح المجتمع ، فمن منزل إسلامي إلى منطقة إسلامية إلى مجتمع مسلم.
3- والمرأة المسلمة مطالبة اليوم بأن تتقدم بقوة إلى مجالات العمل الاجتماعي الإسلامي ، ففي حين نحاول التقدم لإزاحة الركام الطويل من القيم والمفاهيم والمؤسسات والاتجاهات غير

الإسلامية علينا ألا نترك لهم مساحات العمل الاجتماعي فارغة. إن مجالات محو الأمية الكتابية والثقافية ومجالات القوافل الريفية ومجالات مكافحة الفقر في الأحياء والمدن والقرى كلها

ضرورية لاقتراب المرأة المسلمة من الجماهير وآلامها ، تمهيداً لترشيدها ووضعها في الصف الإسلامي.





















المحور الرابع: البعد السياسي والأيديولوجي في شخصية الشقاقي.

يعد الدكتور فتحي الشقاقي من كبار المفكرين الإسلاميين، حيث أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات و الدراسات، منها:
- المشروع الإسلامي المعاصر، و مركزية القضية الفلسطينية، لماذا و كيف؟
- الخميني الحل الإسلامي و البديل.
- موقف علماء و قادة المسلمين من الثورة الإسلامية.
- معالم في الطريق لسيد قطب( عرض و رؤية الدكتور فتحي الشقاقي ).
- المرأة المسلمة تيار جديد و مهام جديدة.
- هل في الإسلام ثورة.
- المأساة الفلسطينية_فتح من الانطلاقة إلى البقاع.
إضافة إلى العديد من الدراسات و المقالات التي تم جمعها في مجلدين بعنوان ( الأعمال الكاملة للشهيد ).

و من كلمات الشقاقي:
"عندما بدأنا هذا الطريق كنا نعرف أن تكاليفه صعبة جدا، لكن هذا هو واجبنا و خيارنا المقدس".
"جوهر الصراع في المنطقة هو الصراع بين المشروع الاستعماري و المشروع الإسلامي".
"فلسطين هي مقتل المشروع الاستعماري، لأن إسرائيل هي قلب هذا المشروع".
"نحن لسنا ضد اليهود كأصحاب دين و لكننا ضد إسرائيل ككيان سياسي مغتصب".
"إن هذا الوطن الصغير العزيز المقدس فلسطين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتسع لأكثر من شعب واحد هو شعب فلسطين ".
"دم الشهداء هو الذي ينجب المزيد من المقاتلين و يصعد المواجهة ضد الاحتلال".
نحن نعتقد أن الصراع مستمر و لا يمكن أن تنهيه مفاوضات على إملاء شروط المعتدي القوي على الضعيف".


لن يتوقف الجهاد ما دام هناك احتلال لأي جزء من فلسطين".
و تصفه السيدة فتحية الشقاقي أنه كان رقيق الشعور و العواطف و متأثرا جدا بوفاة والدته التي فارقت الحياة و هو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره و تركت معه طفلا رضيعا، فتحمل أعباء المسئولية باكرا.
و تضيف أنه كان يكتب الرسائل ته التي فارقت الحياة و هو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره و تركت معه طفلا رضيعا، فتحمل أعباء المسئولية باكرا.
و تضيف أنه كان يكتب الرسائل إلى أمه كل عام و كانت رسائله حزينة شفافة تنم عن الرقة و المعاناة، فقد كانت والدته كل شئ في حياته، فهي التي زرعت فيه حب المطالعة و حثته عليها.

















﴿ الخاتمة﴾

يعتبر الدكتور فتحي الشقاقي أحد أهم المفكرين الاسلاميين بعد السيد قطب بما اتى به القرن العشرون و بما وضعه من أسس حضارية تتعامل مع مفهوم الرسالة الاسلامية ووجوب انتشارها كقانون إلاهي يحقق العدل والمساواة على الكرة الأرضية مع الاعتماد على خيار الجهاد لصون حقوق الامة امام القوى الغازية وفرضيات ما يسمى بمنظومة العولمة التي تاتي بها الحملات السابقة والراهنة والاتية على المنطقة .

للمفكر الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي عديد من المؤلفات التي تناولت جميع جوانب التحديث في الفهم من علاقة الإنسان المسلم بربه وفرضية الجهاد كفرض عين على كل مسلم وتناول في كثير من محاضراته وكتاباته ونقده للحركات الإسلامية مع التوضيح لسبب الفشل التي أصيبت به قائلا ً أن التنظيم روح وهدف ونتيجة وليس شكل أو هيكل ولذلك عندما انبثقت اللبنة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قد أضاف ما افتقدته الحركات الإسلامية السابقة .

يعتبر الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي المؤسس لحركة الجهاد الاسلامي التي تمتاز بدقة تنظيمها حيث يعتبر تنظيم حركة الجهاد الإسلامي قائم على مبدأ السرية المطلق وعملية الكيف وليس الكم وهذا يعطيها المقدمة في الأهمية لدقة تنظيمها وخطورته على إسرائيل وما يسمى بالحمائم في الساحة الفلسطينية إذا صح التعبير ولذلك وبرغم أن الاستهدافات الإسرائيلية لكل فصائل العمل المسلح إلا أن سرايا القدس تستهدف وبدقة ويعتبر حركة الجهاد الإسلامي هي من أخطر الفصائل على المنظومة العلمانية في الساحة الفلسطينية والعربية ، أما على المستوى الدولي فإن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر هي أحد الأركان الأساسية في تعيطل البرنامج الصهيوني على الأرض الفلسطينية وهي عرضة للملاحقة من عدة أنظمة تعتبر أن فكر حركة الجهاد فكر متطرف عصي عن التنازل أو التأويل سياسيا وعقائديا ً ، فلقد أعتبرت حركة فتح ودخولها بالبرنامج المرحلي هي حلقة من حلقات التنازل إلى أوسلو وإلى خارطة الطريق إلى ما يسمى بالشرعية العربية تلك الشعرية التي يرى فيها حزب الجهاد هي نفس الشرعية التي عملت على سقوط فلسطين سنة 1948 وما قبلها وكذلك الدخول في مجال الإملاءات الأمريكية التي تطالب علناً

وبدون مقابل سياسي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي بوجوده في فلسطين ،أما حماس فيرى حزب الجهاد الإسلامي أن مجرد وجودها في السلطة هو يعتبر نوع من الجنوح والتنازل السياسي عن الفكر والممارسة .

ويبقى موضوع الخلاف بين الجهاد الإسلامي وحماس خاضع للتداول والنقاش ولا يخرج إلى حيز الخطوط الحمراء بين الفصيلين وبين جوهر الأهداف والاستراتيجية ولو أن حماس قبلت بدولة في الضفة وغزة .

المبادئ العامة التي أرساها الدكتور فتحي الشقاقي:-
تلتزم حركةالجهاد الاسلامي فـي فلسطيـن بالاسلام عقيدةوشريعة ونظام حياة ، وكأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الامة الاسلامية ضد اعدائها ، وكمرجع اساسي فـي صياغةبرنامج العمل الاسلامي للتعبئة والمواجهة.

فلسطيـن ـ من النهر الى البحر ـ ارض اسلامية عربية يحرم شرعا التفريط فـي اي شبر منها ، والكيان الصهيوني وجود باطل ، يحرم شرعا الاعتراف به على اي جزء منها.

يمثل الكيان الصهيوني رأس الحربة للمشروع الاستعماري الغربي المعاصر فـي معركته الحضارية الشاملة ضد الامة الاسلامية، واستمرار وجود هذا الكيان على ارض فلسطيـن وفي القلب من الوطن الاسلامي ، يعنى استمرار وهيمنة واقع التجزئة والتبعية والتخلف الذي فرضته قوى التحدي الغربي الحديث على الامة الاسلامية.

لفلسطين من الخصوصية المؤيدة بالبراهين القرآنية والتاريخية والواقعية ما يجعلها القضية المركزية للامة الاسلامية التي باجماعها على تحرير فلسطيـن ، ومواجهتها للكيان الصهيوني ، تؤكد وحدتها وانطلاقها نحو النهضة.



الجماهير الاسلامية والعربية هي العمق الحقيقي لشعبنا فـي جهاده ضد الكيان الصهيوني ، ومعركة تحرير فلسطيـن وتطهير كامل ترابها ومقدساتها هي معركة الامة الاسلامية باسرها ، ويجب ان تسهم فيها بكامل امكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية ، والشعب الفلسطيني والمجاهدون على طريق فلسطيـن هم طليعة الامة فـي معركة التحرير ، وعليهم يقع العبىء الاكبر فـي الابقاء على الصراع مستمرا حتى تنهض الامة كلها للقيام بدورها التاريخي فـي خوض المعركة الشاملة والفاصلة على ارض فلسطين.

وحدة القوى الاسلامية والوطنية على الساحة الفلسطينية ، واللقاء فـي ساحة المعركة ، شرط اساسي لاستمرار وصلابة مشروع الامة الجهادي ضد العدو الصهيوني.

كافة مشاريع التسويه التي تقر الاعتراف بالوجود الصهيوني فـي فلسطين او التنازل عن اي حق من حقوق الامة فيها ، باطلة ومرفوضة.

أهداف الحركة :-
تسعى حركة الجهاد الاسلامي فـي فلسطين الى تحقيق الاهداف التالية:

تحرير كامل فلسطين ، وتصفية الكيان الصهيوني ، واقامة حكم الاسلام على ارض فلسطين ، والذي يكفل تحقيق العدل والحرية والمساواة والشورى.

تعبئة الجماهير الفلسطينية واعدادها اعدادا جهاديا، عسكريا وسياسيا ، بكل الوسائل التربوية والتثقيفية والتنظيمية الممكنة ، لتأهيلها للقيام بواجبها الجهادي تجاه فلسطين.

استنهاض وحشد جماهير الامة الاسلامية فـي كل مكان ، وحثها على القيام بدورها التاريخي لخوض المعركة الفاصلة مع الكيان الصهيوني.

العمل على توحيد الجهود الاسلامية الملتزمة باتجاه فلسطيـن، وتوطيد العلاقة مع الحركات الاسلامية والتحررية الصديقة فـي كافة انحاء العالم.

الدعوة إلى الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه ، وإبلاغ تعاليمه نقية شاملة لقطاعات الشعب المختلفة ، وإحياء رسالته الحضارية للأمة والإنسانية.

وسائل الحركة لتحقيق اهدافها:
تعتمد حركة الجهاد الإسلامي فـي فلسطين لتحقيق أهدافها الوسائل التالية:

ممارسة الجهاد المسلح ضد اهداف ومصالح العدو الصهيوني.

اعداد وتنظيم الجماهير ، واستقطابها لصفوف الحركة ، وتأهيلها تأهيلا شاملا وفق منهج مستمد من القرآن والسنة ، وتراث الامة الصالح.

مد اسباب الاتصال والتعاون مع الحركات والمنظمات الاسلامية والشعبية ، والقوى التحررية فـي العالم لدعم الجهاد ضد الكيان الصهيوني، ومناهضة النفوذ الصهيوني العالمي.

السعى للقاء قوى شعبنا الاسلامية والوطنية العاملة على ارض المعركة ضد الكيان الصهيوني ، على ارضية عدم الاعتراف بهذا الكيان ، وبناء التشكيلات والمنظمات والمؤسسات الشعبية اللازمة لنهوض العمل الاسلامي والثوري.

اتـخاذ كافة الوسائل التعليمية والتنظيمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية والسياسية والعسكرية ، مما يبيحه الشرع ، وتنضجه التجربة من اجل تحقيق اهداف الحركة.

استخدام كل طرائق التأثيـر والتبليغ المتاحة والمناسبة من وسائل الاتصال المعروفة والمستجدة.

انتهاج مؤسسات الحركة وتنظيماتها من اساليب الدراسة والتخطيط والبرمجة والتقويم والمراقبة بما يكفل استقرار الحركة وتقدمها
لم يكن الشقاقي مجرد قائد محنك، بل تعدى حدود القيادة ليكون أخًا وزميلاً لكل أبناء المقاومة الفلسطينية فقد عُرف عنه نزاهة النفس، وصدق القيادة.. أحب فلسطين كما لم يحبها أحد، بل ما لم

يقول عنه د. رمضان عبد الله بعد اغتياله الامبن العام للحركة : كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي "وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي"، "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ?لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".

الشقاقي الشهيد الحي:-
وصل الشقاقي إلى ليبيا حاملاً جواز سفر ليبيا باسم "إبراهيم الشاويش"؛ لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود الليبية المصرية مع الرئيس القذافي، ومن ليبيا رحل على متن سفينة إلى مالطا باعتبارها محطة اضطرارية للسفر إلى دمشق (نظرًا للحصار الجوي المفروض على ليبيا)، وفي مدينة "سليما" بمالطا وفي يوم الخميس 26-10-1995م اغتيل الشقاقي وهو عائد إلى فندقه بعد أن أطلق عليه أحد عناصر الموساد طلقتين في رأسه من جهة اليمين؛ لتخترقا الجانب الأيسر منه، بل وتابع القاتل إطلاق ثلاث رصاصات أخرى في مؤخرة رأسه ليخرَّ "أبو إبراهيم" ساجدًا شهيدًا مضرجًا بدمائه.

فرَّ القاتل على دراجة نارية كانت تنتظره مع عنصر آخر للموساد، ثم تركا الدراجة بعد 10 دقائق قرب مرفأ للقوارب، حيث كان في انتظارهما قارب مُعدّ للهروب.

رحل الشقاقي إلى رفيقه الأعلى، وهو في الثالثة والأربعين من عمره مخلفًا وراءه ثمرة زواج دام خمسة عشر عامًا، وهم ثلاثة أطفال وزوجته السيدة "فتحية الشقاقي" وجنينها.

رفضت السلطات المالطية السماح بنقل جثة الشهيد، بل ورفضت العواصم العربية استقباله أيضًا، وبعد اتصالات مضنية وصلت جثة الشقاقي إلى ليبيا "طرابلس"؛ لتعبر الحدود العربية؛ لتستقر في
"دمشق" بعد أن وافقت الحكومات العربية بعد اتصالات صعبة على أن تمر جثة الشهيد بأراضيها ليتم دفنها هناك.
الجثة في الأرض.. والروح في السماء
في فجر 31-10-1995 استقبل السوريون مع حشد كبير من الشعب الفلسطيني والحركات الإسلامية بكل فصائلها واتجاهاتها في كل الوطن العربي جثة الشهيد التي وصلت أخيرًا على متن طائرة انطلقت من مطار "جربا" في تونس، على أن يتم التشييع في اليوم التالي 1-11-1995، وبالفعل تم دفن الجثة في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بعد أن تحول التشييع من مسيرة جنائزية إلى عرس يحمل طابع الاحتفال بجريمة الاغتيال، حيث استقبله أكثر من ثلاثة ملايين مشيع في وسط الهتافات التي تتوعد بالانتقام والزغاريد التي تبارك الاستشهاد.
تم بحمد الله

















المراجع :-

 - من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (نشر في جريدة الحياة عام 1994) ، غير محدد تاريخ النشر.
2- المختار الإسلامي ـ العدد (22) ـ السنة الثانية ـ ابريل 1981
3- إسلام أون لاين
4- تصريحات وبيانات موقع نداء القدس
5- المختار الإسلامي ـ العدد (22) ـ السنة الثانية ـ ابريل 19
6- مجلة المختار الإسلامي ـ العدد 10 ـ ابريل 1980
7- موقع نداء القس السيرة الذاتية
8- اطلس
9- من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م
10- صحيفة صوت الوطن الفلسطينية بتاريخ 2006 -09-25(دراسات وابحاث)
11- ويكبيديا الموسوعة الحرة/حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
12- الموقع الرسمي لحركة الجهاد الإسلامي
13- موقع نداء القس السيرة الذاتية
14- من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م
15- موقع زرنوفة.

بقلم/ الباحث سميح خلف